ـ صحيفة السفير:
اليوم هو يوم آخر في طرابلس... فقد بلغت الجهود السياسية خواتيمها السعيدة، فسلكت المصالحة الطرابلسية طريقها نحو التطبيع في رحلة البحث عن الأمن المفقود في المدينة منذ الثاني والعشرين من حزيران الماضي، عندما انهارت صورة المدينة الآمنة لتحلّ مكانها مشاهد السلاح والمسلحين بما نبش صوراً من زمن "الأبيض والأسود&laqascii117o; في باب التبانة والقبة وجبل محسن ومنطقة المنكوبين. نجحت الجهود التي بذلت في وضع الحجر الأساس لطيّ صفحة طويلة من صراع امتد منذ العام ١٩٧٩ وأقفل على زغل في العام ،١٩٨٦ لكن هذا الحجر قابل، لأن يبقى يتيماً إذا لم تتراكم فوقه حجارة التنمية ورفع الحرمان عن مناطق الفقر التي تقاتلت بالوكالة عن "الأغنياء&laqascii117o; وأموالهم وحساباتهم. ففي أقل من ساعة واحدة، أنجزت المصالحة وطويت معها صفحة "اشتباك طرابلس&laqascii117o; الدامي الذي استمر ثمانين يوماً وأفرز وقائع صعبة ومؤلمة، قتلا وتدميرا وتهجيرا وفرزا طائفيا وخطابا سياسيا تحريضيا، ليصبح السؤال التالي، هل تصدق النوايا والوعود وهل يمكن للورشة التنموية المنتظرة أن تعوض غيابا تاريخيا للدولة عن فقراء طرابلس؟
صحيح أن الطرابلسيين قد تنفسوا الصعداء، ومعهم كل اللبنانيين، وصحيح أيضاً أن زيارة رئيس "تيار المستقبل&laqascii117o; النائب سعد الحريري، قد ولّدت دينامية المصالحة، وأن تجاوب جميع القيادات السياسية، خاصة في طرابلس، قد ساهم في التتويج الاحتفالي، الا أن أهل الشمال، كما كل اللبنانيين، باتوا ينتظرون بفارغ الصبر، أن تتحول مصالحة طرابلس، مصالحة وطنية، خاصة بين "تيار المستقبل&laqascii117o; و&laqascii117o;حزب الله&laqascii117o;، بعد أن صدرت مواقف هادئة من الجانبين... يُنتظر أن تترجم أفعالا في المرحلة المقبلة.
كما أن مجريات مصالحة طرابلس، جعلت رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يتحرك سريعاً، باتجاه الدفع لالتئام طاولة الحوار في القصر الجمهوري، في أقرب فرصة ممكنة، وهو الأمر الذي سيؤكد عليه في الإفطار الرمضاني الاول في عهده، اليوم، بعد غياب الافطارت عن قصر بعبدا مدة طويلة (طوال عهد الرئيس السابق اميل لحود) ويحضره الرئيسان نبيه بري وفؤاد السنيورة ورجال دين مسلمون ومسيحيون وعدد كبير من القيادات السياسية والوزراء والنواب. ومن المقرر أن يلقي سليمان خلاله كلمة موجزة، ينطلق فيها من المصالحة التي تمت في طرابلس ليركز على تلازم "المصالحة والمصارحة والحوار&laqascii117o; لإنقاذ البلد مما يتخبط فيه. ويأتي الإفطار بعد جلسة استثنائية يعقدها مجلس الوزراء صباحاً برئاسة سليمان، ويفترض ان تبحث في زيادة الرواتب وتصحيح الاجور، الى جانب بنود أخرى...
كما تأتي هذه التطورات، بالتزامن مع اقتراب لجنة الادارة والعدل النيابية من انجاز مشروع القانون الانتخابي، حيث ستنعقد بعد ذلك اللجان النيابية المشتركة، قبل أن يدعو رئيس المجلس الى جلسة عامة لإقرار التقسيمات الانتخابية والسلة الإصلاحية التي تضمّنها مشروع الهيئة الوطنية الانتخابية قبل الخامس والعشرين من الجاري، لتكتمل بذلك كل عناصر اتفاق أو "هدنة الدوحة&laqascii117o;.
سياسياً، حصلت المصالحة، وهي تنتظر انسحابها إلى الشارع بحيث تذلّل الاعتراضات التي ظهرت نهاراً وليلاً من باب التبانة على آلياتها، وتنطلق ورشة الإعمار التي يمكن أن تسبق ردود الفعل "الممتعضة&laqascii117o; فتسلبها المبادرة بعد أن سحب عنها الغطاء السياسي. أما ميدانياً، فما تزال المصالحة بحاجة إلى بعض الرتوش بحيث تترجم نفسها بلقاءات مباشرة بين رؤساء المجموعات المتقابلة والتي تقاتلت بمختلف الوسائل الأمنية: أسلحة وشتائم مباشرة وتهديدات عبر الأجهزة اللاسلكية والقنابل الليلية. والسؤال الذي يحتاج إلى جواب عاجل اليوم هو أن المصالحة حصلت من فوق... فمتى تحصل من تحت؟ إذاً، وقّعت قيادات طرابلس السياسية والحزبية والروحية "وثيقة طرابلس&laqascii117o; التي تعلن المصالحة بين مختلف الأطراف والتلاوين السياسية في المدينة، ومن ضمنها المصالحة مع الطائفة العلوية، برعاية رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومشاركة الرئيسين عمر كرامي ونجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري والمفتي الشيخ مالك الشعار.
وجاء التوقيع على هذه الوثيقة بعد مروحة كبيرة من الاتصالات واللقاءات السياسية ساهم بتزخيمها وجود النائب الحريري في عاصمة الشمال والذي شارك في تذليل الكثير من العقبات وكسر العديد من الحواجز "الثابتة والطيارة&laqascii117o; أمام المساعي المبذولة لإنجاز المصالحة بأسرع وقت ممكن، بينما كانت الاتصالات تنهال على مختلف القوى والقيادات من رؤساء الجمهورية العماد ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط لإنجاز المصالحة بشكل علني بعد أن كانت اللقاءات الثنائية قد أنجزت القسم الأكبر منها. وقد جرى التوقيع على الوثيقة في منزل المفتي الشعار بحضور ٤٤ مدعواً من الشخصيات، وغياب النائب مصباح الأحدب الذي سارع ليلاً إلى إصدار بيان يؤيد ما حصل بالكامل من دون تبرير أسباب الغياب. ولم تتخلل المصالحة إشكالات جوهرية، ما عدا الاشكال الذي أثاره رئيس الحزب العربي الديموقراطي النائب الأسبق علي عيد، الذي اعترض على تراتبية اسمه بين باقي المشاركين في التوقيع، حيث قال على الهواء إن ذلك يتناقض واتفاقه مع مفتي طرابلس، وسرعان ما تم الأخذ باقتراح النائب الأسبق أحمد حبوس حيث كتب عيد الى جانب اسمه بخط يده: ممثل الطائفة الاسلامية العلوية علي عيد. وقد وافق الجميع على التعديل. وشكر الحريري والسنيورة والشعار كلاً من عيد وحبوس على دورهما في المصالحة...
ثم قرأ الجميع الفاتحة على نية تلك المصالحة التي أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن الدولة هي المرجعية والضامن والحامي والراعي للجميع، مشيراً إلى أن الظروف التي تمر بها المنطقة ويمر بها لبنان تدعونا أيضاً وتلح علينا أن نتبصر في أحوالنا، وأحوال بلدنا، وألا ننجرّ إلى الفتنة، أو أن نُستعمل أدواتٍ في صراع لا يؤدي إلا إلى خراب بلدنا وتدميره. فالخلاف السياسي والتباين في وجهات النظر ليس مسموحاً أن يتحول اقتتالا بين أبناء البلد الواحد والصف الواحد والمدينة الواحدة والشارع الواحد.
أما النائب الحريري فأعلن استعداده، وكذلك الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي وعدد كبير من الفاعليات الطرابلسية، لإقامة مشاريع يكون جزء منها بالتعاون مع الدولة. مشيراً إلى أنه سيسعى مع الدول العربية الصديقة للمساهمة، وهي كانت تواكب دائما ما يجري في طرابلس وفي لبنان، وكانت سباقة في مساعدة لبنان وإخراجه من المحنة، وخاصة السعودية ودول الخليج ومصر وكل اصدقاء لبنان.
ودشن المفتي الشعار اللقاء في منزله بكلمة اعتبر فيها هذا اليوم بأنه تاريخي وخطوة نحو المصالحة والوئام والأمن والإنماء وتعزيز النهضة الاقتصادية.
وتضمّنت الوثيقة ستة بنود نصت على "الاتفاق على تثبيت السلم الأهلي وعدم اللجوء الى العنف وعلى مصالحة جميع القوى برعاية الدولة&laqascii117o;. كما نصت على ان تعلن قيادة الجيش في المنطقة "جدولا زمنيا لعودة النازحين وتأمين امنهم وعلى تأمين منازل مؤقتة بديلة لمن تتعذر عودتهم بسبب عدم صلاحية منازلهم، وعلى تسريع عملية تحديد الاضرار للتعويض عنها تعويضا كاملا&laqascii117o;.
وكان رئيس الحكومة قد لبى دعوة الرئيس عمر كرامي إلى مائدة الإفطار، غروب يوم أمس، وتمنى بعدها أن تكون مصالحة طرابلس نموذجاً لمناطق أخرى في لبنان، أما الرئيس كرامي فحدد أربع نقاط لنجاح المصالحة: أولاً المصالحة السياسية، القرار السياسي، توطيد الأمن والانماء. لكنه اتهم الأجهزة المسؤولة عن الأمن بأنها تعمل بالسياسة أكثر مما تعمل بالأمن، وهذا يجب أن يتغير وإلا فلن يحصل تغيير في الوضع الحاصل وعلى الجيش والقوى الأمنية الشرعية طالما أن القرار السياسي من الحكومة قد صدر أو سيصدر عليها أن تقوم بدورها. وقال إن قوة القوى الأمنية تُستمد من هيبتها فإذا لم تكن هناك هيبة فلا يمكن أن يكون هناك أمن على الجيش أن يحزم أمره.
وأجرى النائب الحريري اتصالين برئيس مجلس النواب نبيه بري، قبيل المصالحة وبعدها، وشكره في الثاني على الجهود التي بذلها لتسهيل التوقيع على وثيقة المصالحة، وتبادل واياه التهاني بهذا الصدد. كما اجرى الحريري اتصالا بالنائب وليد جنبلاط أطلعه فيه على ما تم التوصل اليه في طرابلس.
وأعرب الرئيس بري عن ارتياحه للمصالحة، واصفا الأجواء بأنها ايجابية، آملا أن يسحب ما جرى في طرابلس نفسه على مجمل الأجواء العامة، من أجل ترسيخ حالة الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، حتى يتفرغ الجميع للاستحقاقات الاقتصادية والمعيشية الداهمة.
ـ صحيفة النهار:
في 22 حزيران الماضي بدأ المسلسل الامني في طرابلس، وبلغ ذروته في 13 آب عندما استهدف الجيش، وانتهى مساره في 8 ايلول بـ'وثيقة طرابلس' التي شكلت بداية مرحلة للبنان عموما والشمال خصوصا.
وفي راي المراقبين، وهذا ما لمح اليه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة خلال رعايته المصالحة الجامعة مساء امس في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، ان ما شهدته عاصمة الشمال هو بداية لمسار اذا ما انطلق فمن شأنه ان يعيد تصحيح الامور التي اضطربت في 7 ايار في بيروت ومن ثم في الجبل والبقاع مما ادى الى ولادة اتفاق الدوحة في 21 ايار الماضي. وهكذا فان 'وثيقة طرابلس' اللبنانية المولد قد فتحت افاقا قد تماثل آفاق 'اتفاق الدوحة' القطري المولد. وقال مصدر حكومي لـ'النهار' ليل امس، بعد توقيع وثيقة المصالحة الطرابلسية، ان العمل الذي انطلق في السرايا في رعاية الرئيس السنيورة وأكمله النائب سعد الحريري في الايام الثلاثة الاخيرة في الشمال، جاء على قاعدة 'استشعار الجميع للخطر'. الذي عبّر عنه الرئيس السوري بشار الاسد في القمة الرباعية في دمشق. وهذا ما انعكس في مواقف ممثلي الطائفة العلوية سواء في محادثات السرايا ام في لقاءات طرابلس، والذين عبروا عن تأييدهم لجهود الحل؟.
وابلغت شخصية طرابلسية بارزة شاركت في توقيع الوثيقة، الى 'النهار' ليلا 'ان هناك فارقاً كبيرا بين طرابلس وبيروت. ففي عاصمة الشمال، قام طرفا النزاع بأعمال عنف بعضهما ضد البعض وتاليا لا حاجة لأحد ان يطلب من الآخر اعتذارا. في حين ان ما جرى في بيروت هو ممارسة العنف من طرف واحد هو 'حزب الله' وحلفاؤه. لذا فان مفاعيل ايجابية لما جرى في طرابلس على بيروت يجب ان يسبقها اعتراف ممن ادخل عاصمة لبنان في دوامة العنف بما ارتكبه في حق بيروت لتكون هناك بداية سليمة'.
ـ صحيفة الأخبار:
بعد تدخلات إقليمية ودولية، وتفاقم الأوضاع الأمنية في الشمال إلى حد إثارة القلق محلياً وغربياً وعربياً، وتنبيهات متتالية من مصر وسوريا وفرنسا وغيرها، جال سعد الحريري على أخصامه السياسيين، ووصلت عاصمة الشمال برعاية مفتيها إلى وثيقة تنهي الحالة الأمنية وتشرع في البحث في التنمية
أبصرت وثيقة المصالحة الطرابلسية بين باب التبانة وجبل محسن النور في وقت متأخر من ليل أمس، خلال اللقاء الموسع الذي عقد في دارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وسجل غياب النائب مصباح الأحدب، الذي استلحق الأمر ببيان مباركة، ورئيس جبهة العمل الإسلامي فتحي يكن ورئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي الشيخ هاشم منقارة من غير أن تتضح الأسباب لغيابهم، برغم توجيه الدعوة إليهم للحضور، كما سجل حضور ممثل عن الرئيس نجيب ميقاتي.
إلا أن اللافت في الأمر أن ممثلي المجموعات المسلحة في باب التبانة رفضوا المشاركة في حضور حفل التوقيع، برغم اتصالات أجريت حتى اللحظات الأخيرة من غير أن تؤدي الى نتيجة إيجابية.
ـ صحيفة الديار:
هل تؤسس مصالحة طرابس الى مصالحة في بيروت؟ بعد مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن دعمهما للمصالحة الشمالية ولخطوات رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري التي توجت ليل امس توقيعا لوثيقة المصالحة في منزل مفتي طرابلس مالك الشعار وبحضور كافة الفرقاء وبرعاية رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، بعد ان تم نهار امس وضع اللمسات الاخيرة على الوثيقة.
وعلم ان اجتماعات تمهيدية تعقد في بيروت بحضور ممثلين عن حركة امل وحزب الله وتيار المستقبل لتثبيت خطوات الهدوء، كما تعقد اجتماعات بين ممثلي القوى السياسية في بيروت بمشاركة القوى الامنية الرسمية.
وتقول المعلومات ان اجتماعات متواصلة ستعقد في بيروت، وان الخطوة الاولى ربما تكون من خلال ازالة الصور والشعارات الحزبية وتكليف الجيش وقوى الامن سحب المظاهر المسلحة، وتسيير دوريات للسهر على التنفيذ، على ان يتبع لاحقا باجراءات في البقاع.
ـ صحيفة اللواء:
'مع الصلح سيد الاحكام' في عاصمة الشمال، وقد سمح ذلك بطرح سؤال كبير عما اذا كان ذلك مدخلاً مهما الى صلح مشابه في العاصمة·· حيث اشارت المعلومات الى اجتماعات مكثفة تعقد بين المعنيين، وان هذه الاجتماعات اقتربت من الانتهاء في وضع خطة من شأنها ازالة اسباب التوترات المتنقلة التي تحصل في العاصمة وبعض المناطق، ولا سيما في الطريق الجديدة والمحيط· وذكرت المعلومات أن هذه الخطة ستبدأ بإزالة الشعارات والصور وتنتهي بتنفيذ خطة أمنية لردع أي مظاهر مسلحة في أي منطقة كان·
ووفق مصادر في حركة 'امل'، أن هذه الاجتماعات احرزت تقدماً بالتوازي مع حصول تقدم مماثل على خط اللقاءات التي تعقد بخصوص الجبل بين الحزب التقدمي و'امل' و'حزب الله'· ولفتت المصادر الى ان الرئيس بري يبذل جهداً كبيراً لتحقيق غاية المصالحة وإزالة اجواء التشنج والتوتر، مشيرة الى ان اعلان التفاهم ما زال ينتظر اجوبة 'تيار المستقبل' على بعض التفاصيل، مؤكدة أن هذه الاجتماعات تتواصل الى حين تحقيق الغاية المرجوة متوقعة حصول ذلك قبل نهاية شهر رمضان المبارك·