وكان رئيس الجمهورية قد ترأس قبيل الإفطار الرمضاني جلسة ماراتونية لمجلس الوزراء، طغى عليها موضوعا تملك الأجانب والأجور، فيما شهدت في ربع ساعتها الأولى توضيحا رئاسيا لموقف لبنان من المفاوضات مع اسرائيل في ضوء ما أثير من التباسات بعد القمة اللبنانية السورية الأخيرة، وشدد سليمان على ثبات موقف لبنان برفض التفاوض مع إسرائيل ذلك أن المواضيع الثنائية العالقة بين لبنان واسرائيل، ولا سيما مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر ووقف خروقاتها الجوية وتسليم لائحة الالغام ومواقع القنابل العنقودية مسائل غير خاضعة للتفاوض ومحكومة بقرارات دولية ملزمة لاسرائيل ويجب ان تنفذ بدون قيد او شرط خارج أي اطار تفاوضي.
واستحوذ موضوع بيع الاراضي للأجانب، والمراسيم غير القانونية التي تدخل في هذا الاطار، وضرورة ربطها بآلية وشروط واضحة للمستثمر الاجنبي، على الحيز الأساس من مناقشات مجلس الوزراء، وذلك في ضوء مطالعة قدمها الوزير جبران باسيل، ودعا فيها الحكومة الى التشدد في تطبيق القوانين والمراسيم المختصة، لافتا الانتباه الى اصدار عشرات المراسيم المخالفة للقانون من جانب مجلس الوزراء. واشار الى وجود رغبة في تعديل القانون لجعله أكثر تشددا وشفافية. وأكد مجلس الوزراء قرار الحكومة السابقة بتصحيح الحد الأدنى للأجور ورفعه من ٣٠٠ الف الى ٥٠٠ الف ليرة في القطاعين العام والخاص، وكذلك إعطاء زيادة مقطوعة بقيمة ٢٠٠ الف ليرة على كامل الأجر للعاملين في القطاعين مهما بلغت قيمته على ان تطبق الزيادة اعتباراً من ١ أيار .٢٠٠٨ وادخل مجلس الوزراء تعديلاً بالنسبة للمتقاعدين بإعطاء زيادة مقطوعة قدرها ١٥٠ الف ليرة، بدلاً من ١٠٠ الف ليرة في قرار الحكومة السابقة. كذلك قرر مجلس الوزراء زيادة بدلات النقل للأجراء والموظفين بقيمة الفي ليرة يومياً، لتصبح ٨ آلاف ليرة يومياً بدلاً من ٦ آلاف حالياً، بعدما رفعت اجور النقل بنسبة ٧٥ في المئة خلال الاشهر الماضية نتيجة ارتفاع اسعار النفط.
وأوضح وزير المالية د. محمد شطح ان مؤسسات القطاع الخاص تستطيع حسم زيادات غلاء المعيشة العامة التي أعطتها خلال السنوات الثلاث الماضية من الزيادة المعطاة، علما ان هذا امر لا يطاول أياً من المؤسسات، باعتبار انه لم تحصل زيادات غلاء معيشة طوال هذه الفترة، ويعني ذلك ايضاً ان الزيادات الفردية والمكافآت لا تحتسب ضمن هذه الزيادة. وفور صدور قرار الحكومة، جدد الاتحاد العمالي العام بلسان رئيسه غسان غصن رفضه للتصحيح المجتزأ، وقال غصن لـ"السفير&laqascii117o; إن الاتحاد سيدعو اليوم مجلسه التنفيذي للاجتماع لتحديد الموقف والتحركات المقبلة، معتبراً أن معركة الاجور "مفتوحة وخاضعة لأحجام التضخم المتزايدة والغلاء المستمر&laqascii117o;.
على الصعيد السياسي الداخلي، أثمرت الاتصالات السياسية توافقاً على اسم مدير المخابرات الجديد الذي حل محل المدير السابق العميد جورج خوري الذي تمت تسميته سفيراً في الفاتيكان خلفا للسفير ناجي أبي عاصي. وأصدر وزير الدفاع الوطني الياس المر، بناء على اقتراح قائد الجيش العماد جان قهوجي، قراراً عين بموجبه العميد الركن إدمون فاضل مديراً لمخابرات الجيش. وعلمت "السفير&laqascii117o; أن الجهة السياسية الوحيدة التي اعترضت على القرار هي قائد "القوات اللبنانية&laqascii117o; سمير جعجع، فيما سجل أحد المراجع السياسية الموالية تحفظه على الاختيار.
ومن المقرر أن يبادر المجلس العسكري، الى تسمية نواب مدير المخابرات بالإضافة الى تعيين بدلاء في المراكز الثلاثة التي شغرت في المجلس.
وفي موازاة ذلك، وبعد ساعات قليلة من انتهاء جولته الشمالية التي دامت ثلاثة ايام وتوّجها بزيارة بكركي في طريق عودته الى بيروت، من المقرر ان يتوجه النائب سعد الحريري، اليوم، الى منطقة البقاع الاوسط التي شهدت استعدادات لاستقباله، خاصة في مكان إقامته في "بارك اوتيل&laqascii117o; شتورا. وتستمر زيارة الحريري لغاية يوم الجمعة المقبل، وستقام ثلاثة افطارات على شرفه الاول بدعوة من النائب جمال الجراح، وتحضره فعاليات البقاع الغربي وراشيا، والثاني بدعوة من "تيار المستقبل&laqascii117o; في البقاع الاوسط والاخير بدعوة من "تيار المستقبل&laqascii117o; في البقاع الشمالي. ومن المقرر ان يعقد الحريري لقاءات موسعة مع الفعاليات النيابية والسياسية والحزبية والدينية في البقاع اضافة الى لقاءات مع كوادر ومنسقي "تيار المستقبل&laqascii117o;.
يذكر أن بلدة تعلبايا شهدت عشية الزيارة إشكالاً فردياً، استدعى تدخل الجيش اللبناني الذي نفذ انتشاراً معززاً بالآليات المجنزرة في اعالي تعلبايا وعمل على مداهمة الاماكن التي اطلقت منها النيران. كما عملت لجنة التهدئة في تعلبايا على تطويق الاشكال ووضعه في اطاره الفردي وخاصة من جانب ممثلي "تيار المستقبل&laqascii117o; و"حزب الله&laqascii117o;.
في غضون ذلك، أمضت طرابلس، أمس، يوماً هادئاً على وقع المصالحة التي تمت مساء أمس الأول في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، لكن المصالحة التي هيأت الغطاء السياسي لسلوكها طريق التطبيع في الشارع بدا أنها تحتاج لمزيد من الوقت لتبدأ مفاعيلها بالظهور ميدانياً في مناطق التبانة والقبة وجبل محسن والمنكوبين برغم ما شهدته هذه المناطق، يوم أمس، من حركة شبه طبيعية مقارنة مع الأسابيع الماضية.
وظهرت اعتراضات محدودة لدى بعض قيادات المجموعات في التبانة التي سجّلت تحفظها على "مصادرة&laqascii117o; السياسيين لدورهم وإجراء مصالحة من دونهم، خصوصاً أن هذه المصالحة لم تواكبها وعود واضحة بشأن التعويضات للمتضررين والجهة التي ستتولى تغطية هذه الأعباء فضلاً عن معالجة ملف المهجرين والضحايا والجرحى. وساهمت الوعود التي حصلت عليها هذه قيادة هذه المجموعات، أمس، من قيادات سياسية في العاصمة وطرابلس، في تخفيف حدة الاعتراضات، وينتظر أن يتم تشكيل لجنة مشتركة بهدف تنسيق الورشة المتعلقة بالتعويضات ومساعدة المهجّرين، في انتظار أن تبدأ الجرافات بالعمل في هذه المناطق قريباً. وعُلم أن بعض القيادات السياسية والحزبية في عكار تحرّكت على خط معالجة ذيول الإشكالات السابقة في حلبا وبلدة شيخلار، ويفترض أن تبدأ اتصالات لسحب مفاعيل مصالحة طرابلس إلى عكار.
ـ صحيفة النهار :
ألقى الرئيس ميشال سليمان كلمة في مأدبة الافطار التي اقيمت في قصر بعبدا للمرة الاولى منذ تسع سنين وجمعت الرسميين والسياسيين والروحيين، دعا فيها الى 'الكف عن التحريض والاتهامات والتمسك بالمصالحة ونبذ الاحقاد التي تلتهم لقمة الفقراء وفرحة الاطفال في باب التبانة وجبل محسن، في الشيخلار، في تعلبايا وسعدنايل، في بيروت، في الجنوب وغيرها... في كل لبنان'. واضاف: 'المصالحة هي شجاعة واقدام، وقلوب اللبنانيين وبيوتهم متفتحة عليها ومفتوحة لها، وبيت الشعب اعني قصر بعبدا متشوق كذلك لاحتضان الشجعان المبادرين'.وعرض للاخطار التي تتهدد لبنان من 'اسرائيل والارهاب الدولي وحرمان اللاجئين الفلسطينيين حقهم في العودة الى وطنهم'، داعيا 'السادة الكرام الذين وقعوا اتفاق الدوحة والتزموا استئناف الحوار برئاسة رئيس الجمهورية، الى الاجتماع هنا في قصر بعبدا بتاريخ 16 ايلول 2008 الساعة 11:00 قبل الظهر'. وعلا للحال تصفيق الحضور.
ماذا يقول قادة الحوار في دعوة الرئيس سليمان؟
'النهار' طافت عليهم بهذا السؤال وسجلت ردود الفعل الآتية:
&bascii117ll; رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل: 'كانت مفاجأة سارة على اثر المفاجأة السارة في انجاز مصالحة طرابلس. اتأمل ان تكون فاتحة خير وربما يلهم الله القيادات فتضع قلوبها على البلد، فبدل 7 ايار وسجد ومشاكل طرابلس نعود ونضع كل قضايانا على الطاولة بهدوء ونحدد مسار المرحلة المقبلة، على ان يكون مسارا حواريا بناء. نحن بالتأكيد سنشارك في هذا الحوار، وطرحنا سيكون واضحا في تحديد مفهوم السيادة الوطنية لاننا نعتبر انه لكل مفهومه الخاص لكلمة السيادة'.
وتوقف عند تنويه الرئيس سليمان بالقرار 1701، فقال: 'المهم ان نذهب الى النهاية في التطبيق العملي للقرار بكل بنوده بنصه وروحه، وروحه أهم من نصه. وهذا يفتح لنا المجال لبحث جدي في العودة الى اتفاق الهدنة ما دام القرار 1701 هو اتفاق هدنة بطبعة منقحة'.
وخلص الى القول: 'نحن لدينا طرح اجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل أسوة بالمفاوضات لتحرير الاسرى، على ان تنحصر بموضوع العودة الى اتفاق الهدنة ومن خلالها معالجة مشكلة مزارع شبعا. وأنا قمت شخصيا باتصالات على الصعيد الديبلوماسي للدفاع عن هذه المقاربة من أجل تحقيق السلام الداخلي اللبناني'.
&bascii117ll; مصدر حكومي: 'مفاجأة ايجابية أراد من خلالها رئيس الجمهورية ان يلاقي ويستثمر المناخات الايجابية التي تحققت في مصالحة طرابلس على وجه السرعة'.
&bascii117ll;رئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري عبر مصدر مقرب منه: 'لا شيء أهم من الحوار. ونعتبر ان تحديد الموعد عبر الدعوة التي أطلقها فخامة الرئيس بهذا التوقيت بالذات فرصة على الجميع ان يتلقفها للانتقال الى مرحلة جديدة'.
&bascii117ll; رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط رحب بالدعوة ووصفها بأنها 'جيدة'. وقال: 'هذا هو اتفاق الدوحة يترجم شيئا فشيئا. هناك تهدئة في طرابلس وزيارة النائب سعد الحريري وتهدئة الى حد ما في بيروت. الموضوع بات ان نجلس معا ونتحدث في موضوع الخطة الدفاعية التي نص عليها اتفاق الدوحة في شكل هادىء وموضوعي كي نبحث في طريقة تحصين الدولة وتوسيع رقعتها والبحث في خصوصيات المقاومة والجنوب لأنه لا يمكن سلق المراحل'.
ورحب بكل خطوة 'لتقريب وجهات النظر وتوسيع رقعة الحوار وطي صفحة الماضي'.
وسئل هل في الامكان وصل ما انقطع بينه وبين 'حزب الله'، فأجاب: 'الموضوع ليس شخصيا. وجهات النظر متباعدة وطاولة الحوار ستقربها مهما تكن المسافة الزمنية. ولكن لا حل سحريا'.
وقال في ما يطرحه البعض من توسيع طاولة الحوار: 'عند توسيع طاولة الحورا لا تعرف من سيأتي بحيث تتحول برج بابل. وهي ستكون ممتازة بالافرقاء الاساسيين في الاكثرية والمعارضة'.
&bascii117ll; رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد:
'اعتقد ان فخامة رئيس الجمهورية رأى انه بعدما تحركت اجواء المصالحات على الارض وبدأت تفعل فعلها، صار واجباً ان تنطلق عجلة الحوار الوطني بما يعزز الاستقرار في البلاد، وصار واجباً ان يتحدث كل الافرقاء بعضهم مع البعض وبصراحة تامة على طاولة الحوار الوطني'.
واضاف: 'من جهتنا كحزب الله نحن مستعدون جداً للانخراط في آليات الحوار، ومنفتحون على مناقشة كل نقطة تستوجب ان يتفق اللبنانيون عليها لتأمين الاستقرار وتعزيز السلم الاهلي، والتوجه بشكل وطني جامع وعام لجبه الاخطار التي تتهدد البلاد من جانب العدو الصهيوني'.
&bascii117ll;رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع: 'ان دعوة الرئيس سليمان الى معاودة الحوار في 16 من الشهر الجاري كانت مفاجأة سارة وكنا نطالب بهذه الدعوة في شكل شبه يومي ونحن على أتم الاستعداد للحوار حول الطاولة في بعبدا أو أي طاولة اخرى كي نبحث خصوصا في الاستراتيجية الدفاعية للبنان والمكان الذي يتخذ فيه القرار الاستراتيجي'.
وأوضح انه اقترح على اللجنة التحضيرية للحوار 'وضع آلية لتطبيق القرارات التي تم الاتفاق عليها في جلسات الحوار السابقة ولم تطبق بعد، مثل سحب السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيمات، وهذا المطلب أصبح فلسطينيا وعربيا ودوليا ولم يعد لبنانيا فحسب، ومثل موضوعي ترسيم الحدود مع سوريا واقامة العلاقات الديبلوماسية معها، على ان نبدأ بعد ذلك البحث في الاستراتيجية الدفاعية'.
ووصف الدعوة الى معاودة الحوار بأنها 'انتصار كبير ينفس الاجواء المحتقنة ويهدىء الاوضاع، وفي الماضي كانت كل جلسة تساهم في التهدئة لأسابيع وأشهر ونحن اليوم في لبنان قادرون على انعاش الوضع واراحته اذا كان الحوار جديا وراقيا، واللبنانيون يستحقون ان يعيشوا بهدوء وسلام'.
وعن احتمالات التوصل الى اتفاق على موضوع سلاح 'حزب الله' والاستراتيجية الدفاعية قال: 'يمكننا ان نتوصل في أقل الايمان الى نوع من تعايش بين نظرة 'حزب الله' وحلفائه الى هذا الموضوع، ونظرة بقية اللبنانيين'.
&bascii117ll;مصدر في 'التيار الوطني الحر' رحب بدعوة الحوار 'لأنها تأتي ضمن ما اتفق عليه في الدوحة'. وقال: 'أول جلسة ستكون لتحديد مواضيع الحوار والمشاركين على ان تستكمل الامور الاخرى بعد اقرار قانون الانتخاب'.
وسبقت الافطار جلسة لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس سليمان وحضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة استمرت اكثر من سبع ساعات. وأبلغت مصادر وزارية الى 'النهار' ان موضوعين استهلكا نحو ثلاث ساعات من المناقشات، وكانت مداخلات الوزراء طويلة. وهذان الموضوعان هما تملك الاجانب وزيادة الاجور.
وقد أثار موضوع تملك الاجانب وزير الاتصالات جبران باسيل. وكان مهد لمناقشته مع الرئيس السنيورة في السرايا على قاعدة رفض 'مراسيم بيع الاراضي' المدرجة في جدول الاعمال. وجاء الرد على الوزير باسيل أن المراسيم واردة بموجب القانون الذي يقول ان أي تملك لمساحة تزيد على ثلاثة آلاف متر تتطلب مرسوما في مجلس الوزراء الذي يمنح الموافقة ضمن اطار يحدد النسبة العامة لتملك الاجانب في المحافظات. وطلب باسيل تأجيل طرح الموضوع والذهاب الى سن قانون جديد يتشدد في منح مراسيم التملك. فلم يلق طلبه تجاوبا وكان الرد ان لبنان الذي يذهب الى العرب طالبا استثماراتهم لا يمكن ان يعاملهم بهذه الطريقة. وتقرر ان تتولى وزارة المال في المرات المقبلة التدقيق أكثر في كل طلب للتملك يزيد على ثلاثة آلاف متر ورفضه اذا خالف الشروط. ولدى اقرار المراسيم سجل باسيل تحفظا وحيدا في المحضر. وقال: 'انا أعترض وسأحكي في الاعلام'.
أما في موضوع الاجور، فسجل نقاش موضوعي وكامل من وزير العمل محمد فنيش الذي طرح فكرتين: الاولى تتعلق بزيادة 10% على الرواتب التي تزيد على المليون ليرة شرط ألا تتجاوز الزيادة 300 الف ليرة. لكن الرئيس السنيورة شرح التكاليف التي ستترتب على هذه الزيادة والتي تفتح الباب امام استحداث ضرائب جديدة. والفكرة الثانية التي أخذ بها هي زيادة بدل النقل للقطاع الخاص. وزيادة اشتراكات الضمان التي طرحها فنيش، لم يتمسك بها لاحقا.
ـ صحيفة المستقبل :
رحبت فرنسا بالمصالحة (في طرابلس)، واعتبر المتحدث باسم الخارجية اريك شوفالييه ان 'هذا الاتفاق القائم على روح الحوار والتوافق يتيح المساهمة في إرساء التهدئة الدائمة للأوضاع السياسية والأمنية'، مشددا على 'ضرورة إرساء سلطة الدولة على كامل أراضي لبنان'. عربياً، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ان الوثيقة 'تعدّ تتويجاً لجهد هائل يستحق التقدير من جانب النائب الحريري لانهاء الاقتتال في طرابلس والذي يعدّ مصدراً للتوتر وعدم الاستقرار في لبنان'، وأشاد بـ 'الروح البناءة التي أظهرتها كافة القوى والأطراف الموقعة على الوثيقة التي تبرهن بحق عن روح التسامح والتعايش السلمي الأصيلة لدى أبناء المدينة'، مشيراً الى ان 'مصر تدعم كافة الجهود والاجراءات التي تتخذها الدولة اللبنانية لحفظ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة'.
داخلياً، أشاد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بجهود النائب الحريري 'في وأد الفتنة في طرابلس قبل أن تمتد الى كل أنحاء لبنان'، ورأى 'أن المصالحة التي تمت تثبت قدرة اللبنانيين على حل أمورهم بارادتهم الوطنية الجامعة من دون تدخل من أحد، وتقطع الطريق أمام كل من يتوسل العودة مجددا الى الساحة اللبنانية'، وشدد على ان 'المطلوب الآن تدعيم المصالحة السياسية بإجراءات أمنية والبدء بنزع السلاح من طرابلس(..)'.
من جهته، اعتبر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن المصالحة هي 'بداية مرحلة جديدة تبعث على الثقة والاطمئنان وتعزز مسيرة الدولة القوية والقادرة'، ودعا إلى 'استكمال هذه المبادرة الايجابية في الوطن كله للخروج نهائيا من الاستئثار والتسلط(..)'.الى ذلك، حيّا رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط ما جرى في الشمال، وقال إن 'النائب الحريري أصيل وجولته في الشمال من اجل الوحدة الوطنية والسلم الأهلي(..)'.من جهته، اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع ان مصالحة طرابلس 'انتصار كبير للشعب اللبناني وللقيادات التي شاركت في التوصل إليها وعلى رأسها النائب الحريري والرئيس السنيورة'، وتمنى على رئيس الجمهورية 'الدعوة إلى طاولة الحوار في أقرب فرصة ممكنة والتي يجب أن تتأثر بالمناخ الإيجابي في طرابلس(..)'.بدوره، أعلن النائب مصباح الاحدب دعمه لنقاط الوثيقة، لكنه اعتبر انها 'لا توصل الى الاستقرار لأنها هدنة'، مشيراً الى 'غياب نقاط تعالج مشكلة السلاح ودور الدولة (..)'.
ـ صحيفة اللواء :
علمت <اللواء> انه من المفترض ان تسبق هذا اللقاء (بين السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري) خطوة عملية على الارض تقضي بإزالة الصور والاعلام والشعارات من بيروت قبل عقد اللقاء&bascii117ll; وكشفت مصادر مطلعة في هذا السياق، ان اجتماعات عدة تعقد بين المعنيين في هذا الشأن في حضور قادة امنيين لانجاز هذه الخطوة، مشيرة الى ان هذه الاجتماعات واعدة بالتوصل الى اتفاق&bascii117ll; إلى ذلك، عكست المصالحة في طرابلس، ارتياحاً دبلوماسياً غربياً وعربياً ازاء الوضع في لبنان عبر عنه دبلوماسيون معتمدون في بيروت، على انه بداية لانفراج امني يهدف الى تثبيت حال الاستقرار في البلاد&bascii117ll; وابلغ مصدر دبلوماسي مصري لـ<اللــواء> ان مثل هذه المصالحة تبعد عن لبنان شبح الفتنة وعن العالم العربي تخمد فتيل صراع سني شيعي ويجمد عمل الحركات الاصولية ويجنب كل البلاد العربية خطر تنامي الارهاب
ولم يخف المصدر الخشية المصرية الكبيرة من تدهور الاوضاع الامنية في طرابلس وانسحاب الحال نفسه على الوضع في مخيم عين الحلوة وغيرها من المناطق ذات المعطيات الملتهبة التي كادت تتحول الى بركان من النار والدم اذا ما كان الصراع في طرابلس طال الى ايام قليلة اخرى&bascii117ll; وابدى المصدر الاهتمام المصري بجمع كل وسائل الدعم والمساعدة على شكل هبات عبر اتصالات تجريها مع الدول العربية الصديقة للبنان&bascii117ll; وهو ما جدد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الالتزام به، مؤكداً ان وثيقة طرابلس تعد تتويجاً لجهد هائل يستحق التقدير من جانب النائب الحريري لانهاء الاقتتال في طرابلس&bascii117ll; من جهتها اشارت مصادر دبلوماسية اوروبية الى ايجابية الخطوة الهامة جدا التي توصل اليها افرقاء النزاع في طرابلس وحثت لبنان على المضي قدما في تنفيذ اتفاق الدوحة، ولفتت الى ان المصالحة تشكل نموذجا مصغرا يدل الى امكانية نجاح طاولة الحوار الوطني&bascii117ll;