صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 10/9/2008

ـ صحيفة الشرق الأوسط :
غاضبون، ساخطون هم مقاتلو باب التبانة الذين وجدنا بعضهم يجلس في أماكنه المعتادة أمس على خط التماس في شارع سورية، بعد أن فتحوا محلاتهم وبدأت الحياة تدب في المنطقة. نقول لهم: &laqascii117o;مبروك المصالحة" التي يفترض أن توقف المعارك بينهم وبين &laqascii117o;جبل محسن"، يجيبون جماعة: &laqascii117o;أي مصالحة. ممنوع على أحد أن ينزل من جبل محسن إلى هنا". يستشيط أحدهم ويقول: &laqascii117o;الذين وقعوا وثيقة طرابلس بالأمس يمثلون أنفسهم ولا يمثلوننا، كل شخص مسؤول عن نفسه، ولا نسمح لأحد بأن يتحدث باسمنا. يوقعون صلحاً دون أن يستشيروا الشعب الذي دفع دمه ثمناً. هم أنفسهم الذين فتحوا المعركة قرروا أن ينهوها، ونحن كبش المحرقة".
يبدأ الشخص الذي يتحدث الينا بشتم السياسيين جملة، في ما يحاول الآخرون تهدئته. يقول أحدهم: &laqascii117o;كل الذين ذهبوا إلى الاجتماعات هم من خارج التبانة. وكل زعيم اشتغل من رأسه. نحن كان لنا زعيم اسمه أبو عربي، اليوم يوجد الرقيب ملص والشيخ محمود الأسود، لماذا لا يستشارون؟ نحن لسنا جماعة الحريري ولا نريد أن نحسب على أحد. هذه منطقة مختلطة وفيها من كل الاتجاهات ويجب أن يؤخذ برأيها. ثم هل كانوا بحاجة ليجمعوا أربعين سنياً ليصالحوا علويين اثنين فقط، يا عيب على الرجال". على مبعدة أمتار تقف مجموعة أخرى مستشيطة هي الأخرى، يقول أحدهم: &laqascii117o;كله مصالح. أدخلونا في معركة من أجل مصالحهم، وأخرجونا منها حين عقدوا صفقة بين بعضهم البعض. كنا ضحية السياسيين وما نزال. الشعب يموت وهم يفطرون على مائدة واحدة، نحن لا نعترف بأي واحد منهم... لن يدفعوا تعويضاتنا". وماذا عن سلاحكم الآن؟ يجب أن يختفي بحسب اتفاقية المصالحة. يهز براسه ويقول: &laqascii117o;إنه اختفى! كما خبأناه في الثمانينات خبأناه الآن، وعند اللزوم نعرف كيف نخرجه. هذه أسلحتنا ونحن أحرار بها، ليست ملكهم أو ملك أبوهم. هم يتاجرون بنا ويبيعون ويشترون على ظهرنا. نحن حتى نائبنا مصطفى علوش لا نعترف به". بعد أن نسمع عتبا كبيراً على النائب سعد الحريري الذي كان على رأس المصالحة، نسأل عن طرف من &laqascii117o;تيار المستقبل" في التبانة، فينصحوننا بالتوجه إلى &laqascii117o;سوبر ماركت خلف". هناك يجلس محمد خلف وراء الصندوق وحوله أناس يطالبون بمساعدات توزع من مؤسسة الحريري. نحدثه عما سمعناه من غضب، فيقول غير معقول، هؤلاء ليسوا من منطقتنا ربما انك تحدثت مع ناس من جبل محسن، ثم يعلق: &laqascii117o;دعا الشيخ سعد أهالي التبانة ليسألهم عن رأيهم فذهب 20 شخصاً وتحدثوا بعشرين رأيا. كل شارع هنا يتبع 3 جهات، وكل عشرة لهم مسؤول، فمن يستشير. هذه منطقة كلها مسؤولون. وأؤكد لك انه بمجرد دخول هيئة الإغاثة إلى هنا ودفعها للتعويضات، ستنتهي كل القصة. الناس هنا لهم تجربة مريرة مع التعويضات، ولم يف أي أحد بوعد قطعه لهم سابقاً، لذلك هم لا يصدقون. معركة باب التبانة هي امتداد لمجزرة ارتكبها السوريون حين كانوا هنا ومعهم العلويون. ما حصل أول امس، ليست مصالحة وإنما تمهيد لها وخطوات مقبلة ستكمل ما تم البدء به" ويكمل خلف: &laqascii117o;لجنة مسجد حربا في المنطقة كان لها رأي سديد وهو ان يتم دفع التعويضات قبل ان تتم المصالحة، وهذا أمر كان سيمنع ما سمعته اليوم"، فيوافق الموجودون في الدكان على مقولات خلف.
على بعد خطوات من &laqascii117o;السوبر ماركت" يجلس فادي الذي يتحفظ عن ذكر اسمه كاملاً كما باقي الذين تحدثنا معهم من الرافضين للمصالحة. يحمل فادي بيده سكيناً ويقول &laqascii117o;اقسم بالله انني لو رأيت علوياً سأذبحه بها. لن يبرد قلبي قبل ان أقتل أحدهم. انظري نحن نعلق صور الحريري لكن المصالحة نحن غير موافقين عليها". وينادي رجل يمر بقربه ويقول اسأليه هذا مسؤول مجموعة مقاتلة ليقل لك رأيه. يرفع الرجل المسؤول بنطلونه ويرينا إصابة في رجله، يده ايضاً فيها إعاقة بسبب إصابة ثانية. &laqascii117o;سجلي اسمي : مصطفى الزعبي. من يريد ان يصالح فلينزل إلى باب التبانة ويستمع للأهالي. نحن تهجرنا وقتلنا وخطفنا وتبهدلنا ولم يعوضنا احد. اجتمعنا قبل المصالحة بعشرين يوماً هنا في التبانة ثلاث مرات، وتقدمنا بمطالبنا للشيخ سعد، ولم يؤخذ بها. بالأمس قال لنا بطريقة غير مباشرة، وهو يوقع على المصالحة، اسكتوا انا أتحدث عنكم. هو تصالح مع الجماعة في جبل محسن لكن نحن لم نفعل. واضح من الكلام ان التعويضات غير موجودة. بعض الناس يدفع لهم 200 دولار، هل هذا مبلغ يكفي لمن خرب بيته. ما اتفقنا عليه وضعناه بين يدي الشيخ مازن إمام مسجد حربا، ولم يؤخذ به، لذلك نحن غاضبون".
نبحث عن إمام مسجد حربا لنفهم سبب هذا الغضب العارم، وبينما يصل نتحدث مع مجموعة تجلس في المكان، عزيز علوش يسخر من المصالحة على طريقته: &laqascii117o;تصالحوا مع رئيس بلدية القلمون والسلفيين وافواج طرابلس والحزب العلوي. ما هذه المصالحة؟ هل تنتهي حرب داحس والغبراء بتبويس اللحى؟ أنظري كل المناطق هنا مدمرة منذ الحرب الأهلية، ولم يسأل عنها أحد. السوري ذبحنا واغتالنا ووضعنا في السجون، ولم يستطع أن يعمل معنا مصالحة". يستدرك علوش: &laqascii117o;انتبهي نحن لسنا ضد المصالحات لكننا لن نقبل بمصالحة فوقية. صلح على ظهر شهدائنا ودمائنا لن نقبل، فليعوضوا على الناس ثم يتصالحوا". يصل الشيخ مازن حربا إمام المسجد وهو يتكلم على جواله ويقول: &laqascii117o;ما هذا الذي نراه، كل واحد من الزعماء يدقّ على صدره ويقول المسألة عندي... ما هكذا تحلّ مشكلة عمرها ثلاثون سنة. هذا أمر لا نقبل به". ثم نسال الشيخ مازن إن كانوا سيقومون بحركة احتجاجية فيجيب: &laqascii117o;ليس عندنا أي نية للتعطيل، لكن عندنا موقف احتجاجي. حين يعامل أهالي باب التبانة بخفة لا بد ان نزعل. قدمنا توصية باسم الأهالي فيها ثمانية بنود وصلت إلى الشيخ سعد وكل المسؤولين وقلنا ان المصالحة تسبقها عودة النازحين، ودفع التعويضات للمتضررين وأهالي الشهداء وإنشاء ورش لإعادة بناء ما تهدم، ودفع المستحقات للمهجرين، ثم تأتي المصالحة بعد تطبيق كل البنود. هذه أمور هناك إجماع عليها من الأهالي، وحصل شبيه لها في كل المناطق اللبنانية التي تمت فيها مصالحات، لماذا يضحكون علينا نحن؟".
رفعت علي عيد الذي وقّع مع والده المصالحة عن جبل محسن ذي الغالبية العلوية، يعلق على ما سمعناه في باب التبانة (غالبية سنية) بالقول: &laqascii117o;إذا لم تدفع التعويضات قبل حلول العيد، سيشعر الناس بالفعل بأنه قد تم التغرير بهم. مؤسسات الصفدي وميقاتي والحريري قالت انها ستدفع، وليست الدولة وحدها من تكفل بالأمر. الناس عندنا يريدون تعويضاتهم ايضاً، ونحن ضد ان تتم مصالحات على ظهر مصالح الناس". وعن رأيه في قدرة المصالحة على الصمود يقول عيد: &laqascii117o;نحن سعداء بما حصل ونتمنى للمصالحة ان تصمد، ولا يناسبنا كأقلية الاقتتال". وعن المندسين الذين يشعلون المعارك يقول: &laqascii117o;الدولة اللبنانية أعطيت الغطاء الكامل الآن. وجهاز مخابرات الجيش يعرف حين تدبّ النملة، ويفترض ان من يرتكب خطأ ان يحاسب عليه، وهذا ما نتمنى ان يحصل".

ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
في كتابه "أحلام من والدي&laqascii117o; الصادر في العام ،١٩٩٤ وصار الآن على لائحة الكتب الأكثر مبيعاً في اميركا، يؤكد المرشح الديموقراطي باراك اوباما بما لا يدع مجالاً للشك انه ليست لديه جذور اسلامية عميقة، ويوحي بانه يشعر بالحرج او حتى بالخجل من صلاته العائلية والاجتماعية بالاسلام. اما الجزء الاميركي من علاقة اوباما وأسرته مع الاسلام، والذي يتمثل في وجود اخته مايا من والدته وزوجها الاندونيسي في كاليفورنيا حيث تساعده اليوم في استقطاب الناخبين الآسيويين، وفي وجود اخيه من ابيه جوي الذي اعتنق الاسلام اثناء اقامته في بوسطن، فإن الكتاب لا يرسم اي صورة ايجابية عن المسلمين الاميركيين، بل هو يثير الذهول عندما يوحي في أكثر من موقع ان تلك الديانة هي اشبه بآفة، مثلها مثل الجريمة والمخدرات، التي عانى منها معظم السود في اميركا. الكتاب أسود بكل ما للكلمة من معنى.

ـ صحيفة السفير
جورج علم:
ينطلق الاهتمام الدبلوماسي بالوضع في الجنوب من عناوين خمسة، اولها موقع الامن الشرعي في القرار ،١٧٠١. أما العنوان الثاني فمحوره التهديدات الاسرائيليّة المباشرة ضد لبنان مع وقف التنفيذ، لكن احدا لا يستطيع ان يجزم الى متى؟!. أما العنوان الثالث المتصل فهو ان وزير خارجية مصر احمد ابو الغيط الذي اوفده الرئيس حسني مبارك الى بيروت "لاستكمال ما كان قد بدأه الرئيس فؤاد السنيورة من محادثات في الاسكندريّة &laqascii117o;، فقد نقل نصيحة بأخذ التهديدات الاسرائيليّة بجديّة، كما نقل بعض ما دار من حديث بين الرئيس مبارك مع بعض كبار المسؤولين الاسرائيلييّن الذين زاروه، حيث رفض صراحة هذا التهديدات وطالب بالكفّ عنها، لكنه لم يسمع من ضيوفه ما يرضي ويطمئن؟!. وفي سياق متصل يدخل العنوان الرابع كهمزة وصل بين الدعم المعنوي الذي تقدمه فرنسا ـ ساركوزي للدور القطري في لبنان ولاتفاق الدوحة، وبين الاضطلاع بمسؤولياتها اللوجستية في الجنوب خصوصا بعدما تسلّمت مؤخرا قيادة (اليونيفيل) البحريّة، علما بأن بعض الدول الصديقة والشقيقة تنظر الى هذه القوات من منظار مختلف، بعيدا عن القرار ١٧٠١ وآليات عمله لتضيء على مسألتين بالغتي الخطورة، الاولى ان لهذه الدول غايات ومآرب ومصالح خاصة من وراء هذه المشاركة والانتشار تحاول ان تستوفي شروطها وتسدد فواتيرها بكفاءة مهنيّة عالية جدّا، الى حدّ القول إن منطقة الشرق الاوسط بغالبية دولها وانظمتها وإمكاناتها الاقتصاديّة والعسكريّة قد اصبحت تحت مجهر اجهزة الرصد الحديثة وذات التقنيات العالية التي تمتلكها هذه السفن. والثانيّة، ان لبنان لم يتمكن من انتزاع السيادة وبسط النفوذ، ونقل القرار الدولي من عنوان "وقف الاعتداء&laqascii117o; الى عنوان "وقف اطلاق النار&laqascii117o; كأنه مرتاح تماما لهذه الحالة من الانتداب الدولي، او كأنه ارتضاه كأمر واقع على الارض، او كأهون الشرور؟!.
أما العنوان الخامس الذي يستوقف المرجعيات الدوليّة المتابعة فهو التركيز الاسرائيلي المستمر على "الجبهة الشماليّة&laqascii117o;، وحالة الاستنفار في وحدات جيشه، والمناورات العسكريّة المتتالية، والحشد المموّه بشعار "غب الطلب&laqascii117o; عندما يتخذ القرار بتحديد ساعة الصفر؟!.

ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد:
أن 'حزب الله'، الذي يشكل طرفاً رئيسياً ـ بل مباشراً ـ في مشاكل طرابلس، حتى لو كان تدخّله في أحداثها تم بـ'الواسطة'، وجد نفسه في موقع الاضطرار الى 'استلحاق' نفسه أي الى إعلان تأييد المصالحة الطرابلسية. وعلى ما يبدو، فإن الاضطرار السوري الى 'مجاراة' المصالحة وضع الحزب امام إضطرار المجاراة هو أيضاً. والجانب الثالث المهم، هو أن المصالحة الطرابلسية، بما هي مصالحة سنية ـ علوية، تمّت بمبادرة من زعيم السنّة (أحد وجوه سعد الحريري) وبقيادته. وفي مطلق الأحوال، إن المصالحة انتصار لطرابلس ولكل لبنان. وهي إنجاز وطني بكل معنى الكلمة، وكيف لا تكون كذلك إذ تقلب صفحة 7 أيار وتزيل مفاعيلها؟

ـ صحيفة النهار
جورج ناصيف:
في ليلة مباركة من ليالي شهر رمضان، خرجت دعوة تسر القلوب الواجفة، على لسان السيد حسن نصرالله، لا لبس فيها ولا إبهام ولا تورية، ولا اشتراطات مسبقة. قال السيد: 'تعالوا نجلس من دون شروط مسبقة، المصالحة مطلوبة في طرابلس، المصالحة مطلوبة في بيروت'.(...) العرض مفتوح ومغر، ويستجيب رغبات جميع اللبنانيين: حوار بلا شروط حول كل شيء، ومع جميع مكونات الشارع السني، وفي طليعتها تيار 'المستقبل'.هذه يد ممدودة، تحتاج الى يد اخرى تمدها 14 آذار، بلا شروط ايضا، ومن غير تباطؤ.
ليس الوقت وقت تشكيك بجدية الدعوة، او رفع سقوف سياسية في وجه 'حزب الله'، او استعادة مرارة الماضي او نكء الجروح، او البقاء اسرى المواقف السابقة، او العناد او تفويت الفرصة. ليس الوقت وقت محاسبة يجب ان تشمل الجميع، متى جاء اوان الحساب.ليس الوقت وقت اتهام او تعيير او مكابرة او مزايدات او حسابات خاطئة او انتظار لموافقة الخارج العربي او الدولي، او مراهنات على تغييرات ما آتية... لن تأتي. واذا اتت جاءت بالخراب. أسوأ الردود ان ترفض الدعوة او تجهض بداعي القول ان 'حزب الله' اضطر الى التماس الاحتضان اللبناني الداخلي بسبب خشيته من ان يدفع ثمن اتفاق اسرائيلي - سوري ما، او اقتناعه بان رأسه سيكون ثمنا لانسحاب اسرائيلي كامل من الجولان المحتل.
قد تكون هذه الخلفية صحيحة. قد يكون 'حزب الله' احس بدنو الخطر، فأراد ان يستعيد الاجماع اللبناني حوله باعتباره حزب المقاومة، بعدما استنزف صورته في صراعات الداخل وزواريب المذاهب. لكن الصحيح ايضا ان ذلك يصحّ على حركة 14 آذار وتحالفاتها. فليس من يجهل ان فرنسا ساركوزي ليست فرنسا شيراك، وان واشنطن أقلعت من زمان عن محاولة تغيير النظام السوري، مكتفية بالدعوة الى تغيير ادائه وسياساته. وليس من يجهل ان الاحتضان الغربي (والدولي) لحركة 14 آذار قد تراخى او انكشفت محدوديته وحساباته الخاصة، مثلما تراخى الاحتضان السوري لـ'حزب الله'.
لذلك، فان دعوة السيد حسن نصرالله ثمينة للغاية.ثمينة لانها المخرج الوحيد (الوحيد، الوحيد) امام اللبنانيين اذا شاؤوا عدم الاندفاع نحو الحرب الداخلية، وقطع الطريق امام الفتنة الشيعية - السنية.هذه هي اللحظة المناسبة للخروج من لعبة الصراع السعودي - السوري، من اجل 'لبننة' الحل وامتصاص تأثيرات الخارج.ليس ما ينقذ البلاد سوى اتفاق فيه 'حزب الله' وتيار 'المستقبل' بموافقة وليد جنبلاط، ولو تضرر المعتاشون على الصراع المدمر، سواء كانوا من اتباع دمشق او اصحاب مصالح انتخابية.ان اتفاقا كهذا يستحيل ان ينعقد سوى حول مشروع الدولة القادرة، دولة للجميع، دولة الانماء المتوازن، مشروع الدولة الذي بدأ ينتصر في طرابلس، بإجماع قادتها. ويجب ان يتعمّم في بيروت والبقاع وعكار وعلى مساحة لبنان. طبعا، ثمة تبدلات وتنازلات مطلوبة من الفريقين الرئيسيين. مثلما مطلوب قصّ الألسنة الطويلة، ذات الفحيح المذهبي في المنابر الاعلامية جميعها.
وحدهم الاصفياء اهل الهدوء والتراحم والمودّات يجب ان يسطعوا على كل الشاشات والمنابر ويشغلوا العقول والقلوب والعيون.

ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
استفسر سفراء عرب واجانب من جهات مسؤولة عن مدى جدية التهديدات التي وجهها الرجل الثاني في تنظيم 'القاعدة' ايمن الظواهري الى 'حزب الله' وزعماء السنة واتهامه لهم بالوقوف مع الولايات المتحدة الاميركية. وسألوا عن الاجراءات المتخذة للتصدي لها.
وأعربت مصادر قريبة من هؤلاء السفراء عن استغرابها اللهجة التهديدية التي استعملها الظواهري، لاسيما انكاره انتصار الحزب على اسرائيل في حربها على لبنان عام 2006. ولاحظت ان الاجوبة التي تلقتها حول تهديدات الظواهري تدعو الى القلق، صحيح انها ليست المرة الاولى من نوعها بل ان توقيتها في هذا الظرف بالذات 'غير مريح لان لهذا التنظيم خلايا نائمة في انحاء معينة من البلاد منها طرابلس وفقا لما كان الرئيس نبيه بري ابلغ الى نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد هيل خلال زيارته لعين التينة الاسبوع الماضي، اضافة الى ان اكثر من تهديد وجه الى القوة الدولية العاملة في الجنوب'.وافادت انه لا يجوز التقليل من اهمية تهديدات الظواهري وجديتها، ويجب بالتالي التنبه لها كأنها ستقع. وسخرت من الموقف الذي اتخذه مجلس وزراء خارجية الدول العربية اول من امس في القاهرة بادانة التهديدات الاسرائيلية ووصفته بانه 'غير عملي ولن يمنع اسرائيل من شن اعتداءات جديدة على لبنان بذريعة استهداف مواقع لحزب الله'.واشارت الى ان اعتبار المجلس الوزاري التهديدات 'خرقا صارخا وخطيرا للقانون الدولي' هو 'موقف هزيل حيال خطورة ما يمكن ان يترتب من نتائج تدميرية في حال نفذت اسرائيل تهديداتها'.

ـ صحيفة النهار
العميد المتقاعد وهبه قاطيشا
المطلوب من 'حزب الله' اجراء تبديل في اولوية تحالفاته الاقليمية بحيث يأتي انخراطه، كما لبنان، في المنظومة العربية كأفضلية تسبق تواصله مع ايران، التي ليس للبنان مصالح حيوية معها خارج اطار الرابط المذهبي مع فئة من مواطنيه.(...) - لم يحصل في أي دولة في العالم أن انفرد مكون سياسي حزبي او ديني في الاستئثار بقرار الحرب والسلم، الا اذا سيطر هذا المكون بانقلاب ما على الدولة. فهل يعتبر 'حزب الله' نفسه في وضع انقلابي على الدولة تمهيداً للسيطرة عليها والتحكم في قراراتها لاحقاً؟ - لا يوجد، في أي بلد في العالم، مكون سياسي مسلح يقتطع أرضاً ويسيطر عليها ويمنع عنها سيادة الدولة، الا اذا كان هذا المكوّن خارجاً عن القانون. و'حزب الله' لا يرضى بالتأكيد أن يوضع في هذه الخانة.اسئلة عدة يطرحها اللبنانيون من دون أن يجدوا لها جواباً شافياً. لكنهم يدركون أن الاستراتيجية الدفاعية في لبنان حدّدها اللبنانيون منذ عقود عدّة بعلاقات لبنان الدولية والعربية، التي تؤمّن له خطوط الدفاع البعيدة المدى قبل الوصول الى قتال الجيوش، ولا مجال لتغيير هذه الاستراتيجية، الا اذا كان 'حزب الله' مصراً على تحويل لبنان حديقة خلفية ايرانية، ليحوله ساحة صراع مفتوحة تؤمّن مصالح ايران النووية والاقليمية.
ويبقى سلاح 'حزب الله' المعضلة الوحيدة لهذه الاستراتيجية، فهو بوضعه الحالي يجعل من لبنان الدولة الفريدة في العالم التي تضم قوتين عسكريتين بقيادتين متمايزتين فوق مسرح عمليات واحد، تجاه عدو قادر يتربص بهذا السلاح، ومن ورائه لبنان، في صراعه المصيري مع السلاح النووي الإيراني. سلاح بأيد لبنانية، تحركه طهران قد يجلب الدمار للبنان. فهل يدرك 'حزب الله' وحلفاؤه الداخليون مسؤوليتهم التاريخية تجاه الشعب اللبناني في هذه المرحلة الخطرة فيبادرون الى حل مسألة هذا السلاح بالتراضي داخل الدولة وقبل أن يتحول الوطن اطلال وطن؟.إنه قرار يتطلب شجاعة أكبر بكثير من تلك التي يتحلى بها المقاتل أو المقاوم أمام العدو الاسرائيلي. فهل القادة هم أشجع من المقاتلين والمقاومين لاتخاذ القرار الصائب قبل فوات الأوان؟

ـ صحيفة المستقبل
خالد العلي:
مصدر سياسي مطلع رأى ايجابية ما في خطاب السيد نصرالله الاخير لجهة الدعوة الى التزام الحوار والمصالحة انطلاقاً مما جرى في طرابلس وقبلها في سعدنايل وتعلبايا ومؤكداً وجوب الانطلاق في هذا الحوار بعيداً عن الشروط المسبقة على اعتبار ان المقاومة هي المتضررة الاولى من اي صراع داخلي فتنوي سواء كان طائفياً او مذهبياً او الاثنين معاً، ويصر على الطابع السياسي لاي خلاف بين 'حزب الله' وسائر الاطراف السياسية في الموالاة، محاولاً الايحاء بأن فريق الرابع عشر من اذار هو من يحرض على الفتنة المذهبية بين الشيعة والسنة، فيما كل احاديث هذا الفريق القديمة والجديدة تعطي للصراع مع 'حزب الله' ابعاداً سياسية.ويتوقف المصدر عند اعلان 'حزب الله' قبوله الذهاب الى طاولة الحوار من دون شروط، فكيف هذا ويقول السيد نصرالله 'لدينا منطق وفكر ودليل وتجربة' ومن لديه منطق آخر نناقشه.. ثم كيف يمكن لقضية مقدسة يتبناها الحزب ان تكون خاضعة للنقاش؟!! وكيف يمكن ان يعلن الحزب تمسكه بالسلاح حتى بعد تحرير مزارع شبعا ويطرح هذا الموضوع للحوار؟! ثم كيف يدعو الحزب للحوار وهو ينظر الى الفريق المفترض ان يتحاور معه على انه قاصر، فها هو الشيخ نعيم قاسم يقول '.. من اراد حواراً حقيقياً عليه ان يهيء المناخات المناسبة.. وان يقوّم منطقه وسلوكه حتى يكون مؤهلاً لخوض الحوار!!'.وخلص المصدر الى القول ان قيادة 'حزب الله' تحاول الصاق تهمة خلق الفتنة المذهبية بالطرف الآخر واظهار الصراع على انه سياسي في حين ان شعارات فريق الرابع عشر من آذار وممارساته سياسية بامتياز سواء بحماية السلم الاهلي والعيش المشترك وخيار الدولة، وعلى الرغم من ان هذه العناوين ميثاقية فانها خاضعة للنقاش بهدف وضع آليات لتنفيذها في حين ان 'حزب الله' يقع في تناقض كبير وعملي انه يريد 'حواراً' ملتبساً حول قضايا الهية من طبيعتها انها غير خاضعة للحوار او النقاش.. ولا يعترف بأن مصدر الفتنة هو ممارسات تصادر دور الدولة وتفرض رأياً ووجهة واحدة على الجميع بقوة السلاح وتتمسك بقراءة محددة للوقائع من نوع ان ما جرى في السابع من ايار 'ان وئدت الفتنة الشيعية ـ السنية وقطعت الطريق على الحرب الاهلية وقضى الامر وانتهى...' الامر الذي يعني ان اهالي بيروت الذين تعرضوا لغزوة 'حزب الله' كانوا يعدون للفتنة وللحرب الاهلية وتمكن 'حزب الله' من اجهاضها.. 'ويا حبيبي ملا مصالحة' يدعو اليها 'حزب الله.

ـ صحيفة الأخبار :
ذكرت مصادر فرنسيّة موثوقة لـ&laqascii117o;الأخبار" أن وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، بدأ أمس زيارة إلى باريس. زيارة غير معلن عنها، ولكنها &laqascii117o;غير مفاجئة"، كما يرى مراقبون. إذ إنه منذ انطلاق ما بات يعرف باسم &laqascii117o;ديناميكية (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي لفك عزلة سوريا"، فإن نوعاً من &laqascii117o;التململ بدأ يصدر عن القاهرة والرياض"، وذلك رغم &laqascii117o;النفي المتكرر" من مختلف مراكز القرار في الآلة الدبلوماسية الفرنسية.إلا أن ما يؤكّد هذا التململ هو حرص الرئيس الفرنسي، خلال زيارته إلى دمشق، على شكر الملك السعودي والرئيس المصري مرتين خلال المداخلتين أمام الإعلام. وقبل توجّه الوفد الفرنسي إلى عاصمة الأمويين، جرى تسريب أخبار، لم يُتأكّد منها، عن &laqascii117o;رسالتين أرسلهما ساركوزي" إلى زعيمي مصر والسعودية لـ&laqascii117o;شرح أهداف الزيارة".
السلطات الفرنسية لم تؤكد مسألة الرسالتين، كما أنها &laqascii117o;ارتبكت" حين سئلت عن زيارة الفيصل. ورفض المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إريك شوفاليه، خلال مؤتمره الأسبوعي، التعليق على الخبر، موضحاً أن &laqascii117o;على السعوديين الإعلان عنها إن كانوا يرغبون". إلا أن مصادر دبلوماسية فرنسية أبلغت &laqascii117o;الأخبار"، شرط عدم كشف هويتها، &laqascii117o;أن الوزير السعودي في زيارة خاصة"، وأنه من المحتمل جداً أن يلتقي بوزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، &laqascii117o;إذا تسنّى للوزير الفرنسي الوقت"، وخصوصاً أنه جرى نقل قمّة الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا إلى باريس. ورغم إبقاء الزيارة طيّ الكتمان، إلا أنها لا شك مرتبطة بالانفتاح الفرنسي على سوريا. وكان وزير الخارجية السعودي قد قام بزيارة سريّة أيضاً إلى العاصمة الفرنسية، قبل ساعات من القمة التاريخية بين ساركوزي والأسد في 12 تموز الماضي عشية افتتاح &laqascii117o;قمّة الاتحاد من أجل المتوسط". ورغم إبقاء تلك الزيارة أيضاً قيد السريّة، إلّا أن تسريبات أشارت إلى أن مضمونها كان كبح انفتاح باريس على دمشق.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد