صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 12/9/2008

ـ صحيفة السفير :
... "جنوبا در&laqascii117o;. هذه هي فحوى رسالة قائد الجيش العماد جان قهوجي، عندما يصل في الساعات المقبلة، الى "مخيم القيادة&laqascii117o; في بلدة عين إبل الحدودية. لا يعني هذا التأكيد على مركزية المهمة الجنوبية، اهمالا أو انتقاصا لباقي المهام. في موازاتها تنبري مهمة مواجهة الارهاب الذي يطل بأشكال مختلفة، وآخرها جريمة استهداف القيادي في "الحزب الديموقراطي اللبناني&laqascii117o; الشهيد صالح فرحان العريضي، التي اعتبرها قائد الجيش رسالة موجهة بالدم الى كل اللبنانيين من دون استثناء، وبالتالي ينبغي أن يكون ردهم في مستوى خطورتها، بالمضي في مسيرة الوحدة والحوار والمصالحة وصيانة الاستقرار والسلم الأهلي.
رسالته الأولى للعسكريين، في بداية جولة ستقوده الى الشمال ومن ثم كل مناطق لبنان، واحدة: دعوة متجددة للعسكريين المنتشرين على طول الحدود الجنوبية للتصدي للعدو الإسرائيلي والتمسك بروح المقاومة في وجه كل من يحاول التطاول على أرض لبنان وسلامة شعبه. "فهناك عدو يتربص بكل الوطن عند حدودنا الجنوبية وهو ما يزال يذكرنا منذ ستة عقود، عبر ممارساته وانتهاكاته وأطماعه، بأنه كان وما يزال عدونا الأول&laqascii117o;.
الرسائل الأخرى هي "لأهلنا الجنوبيين أن يقاتلوا بصمودهم في أرضهم كما رسالتنا الى الأصدقاء جنود "اليونيفيل&laqascii117o; وضباطهم بأننا نريد لهم أن يكونوا العين الساهرة على حقوقنا في أرضنا ومياهنا وتطبيق القرارات الدولية التي تحمي شعبنا. أيضا هي رسالة للعسكريين أن يكونوا دائما في حالة جهوزية في سبيل مواجهة الأخطار وأن يحافظوا على مناقبيتهم وولائهم للوطن والمؤسسة&laqascii117o;.
لن يكون العماد قهوجي، اليوم، "زائرا أجنبيا&laqascii117o; للجنوب. هو ابن الجنوب أولا. وهو الضابط الذي خدم أكثر من مرة في ربوع تلك المنطقة الأحب الى قلبه. عاش تجربة "حرب تموز&laqascii117o; بأيامها الثلاثة والثلاثين، متكاملا مع المقاومة في مواجهة الحرب الاسرائيلية ضد لبنان. سقط معه شهداء وجرحى في أكثر من موقع وخاصة في ثكنة صربا في قضاء الزهراني.
مع تسلم العماد قهوجي مهامه على رأس المؤسسة العسكرية، انهالت عليه تمنيات المهنئين أن يكون على مستوى المسؤولية التي تنتظره حتى تبقى المؤسسة العسكرية، بمثابة الخيط السحري، الجامع والمانع، بين اللبنانيين في عز زمن انقساماتهم السياسية واهتزازاتهم الأمنية وآخرها جريمة اغتيال القيادي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشـهيد صالح فرحان العريضي. لعل ردة الفعل الأولى للقائد الجديد، هي ابتسامة الواثق بالمؤسسة التي ينتمي اليها. يجيب "أنا ابن هذه الأرض الطيبة والمعطاءة. عايشتها طويلا وأعرفها جيدا.. أعرف مواجع الناس والعسكريين&laqascii117o;... ويضيف "أعرف الآمال والآلام... وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية وأن أكون عند حسن ظن اللبنانيين جميعا ومن دون استثناء&laqascii117o;. "اكتبوا عن لساني وبأقلامكم وأصواتكم أيضا أن المؤسسة العسكرية لا تنتظر منّة من أحد... لكن آن الأوان أن ينظر الجميع الى أوضاعنا. هؤلاء هم العسكريون منذ ثلاث سنوات ونيف. تجدونهم على طول الحدود في العراء. في الداخل. في الأزقة والطرقات في السهول والجبال. يصلون ليلهم بنهارهم. من يسأل عنهم. عن أوضاعهم المعيشية. عن سلاحهم وذخيرتهم ووسائل نقلهم. طبابتهم وتعويضاتهم&laqascii117o;؟.
آن الأوان لاستنهاض المؤسسة العسكرية. أن تعطى الأولوية ليس في المهام والاستحقاقات وهي لن تتهرب من مسؤولياتها. لكن أن تعطى أيضا الأولوية في الموازنة والسياسات العامة للدولة. متعهدا بألا يدخر جهدا لتعزيز قدرات الجيش عديداً وعتاداً وتدريباً، إضافة إلى استثمار مكامن القوة لدى الشعب اللبناني بكل فئاته وأطيافه.
يتقاطع كلام قهوجي لـ"السفير&laqascii117o; مع لحظة استعداد "قيادات الدوحة اللبنانية&laqascii117o; الى الحوار الوطني يوم الثلاثاء المقبل (تم، أمس، توجيه الدعوات خطيا الى القيادات الـ ١٤)، لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، حيث من المتوقع أن تتقاطع تصورات ومداخلات فريقي الموالاة والمعارضة، ومعهما "مدير الحوار الجديد&laqascii117o; رئيس الجمهورية، عند مسألة الدور الذي سيناط بالجيش اللبناني، عديدا وعتادا، تكتيكا واستراتيجية، تدريبا وامكانات ومعنويات، في اطار الرؤية الوطنية الدفاعية الشاملة.
لعل أول سؤال يتبادر الى الذهن: أين هو الجيش اللبناني، اليوم، وغدا، مما يفترض أن تكون عليه صورته التي يشتهيها له مريدوه وحده أو مريدوه والمقاومة معا متكاملين، أو من يريده كرها وضغينة بالمقاومة؟ يمكن القول أن الجيش تحمل، من الأعباء، الكثير الكثير، خاصة في السنوات الأربع الأخيرة التي أعقبت صدور القرار المشؤوم الرقم ١٥٥٩ ومسلسل الاغتيالات السياسية، وانسحاب الجيش السوري وحرب تموز ٢٠٠٦ والحرب ضد الارهاب في "البارد&laqascii117o;، وهو ما يزال، حتى يومنا هذا، يتحمل أعباء أكبر وأخطر، فضلا عما ينتظره في المستقبل القريب والبعيد. واذا كانت مسؤولية العسكري أن يحافظ على حدود بلده وأمنه وصورته التي جعلته يحظى باحترام وتقدير ابناء شعبه، فان ما يكملها أيضا، أن تتحمل الدولة، مسؤولياتها إزاء المؤسسة العسكرية التي أعطت على الرغم من محاصرتها ماليا، لا بل سياسيا في بعض الأحيان، بينما كانت تنهمر الامكانات عشوائيا، في اتجاهات أمنية أخرى، وكانت النتيجة، صمود المغبونين، وصرف غير محدود لم يبن سوى ابراج أمنية في الهواء.
لعل البداية تكون من لقمة العيش. صحيح أن الزيادة الأخيرة للأجور وبدلات النقل، سيستفيد منها العسكريون، جنودا وضباطا، لكن ثمة قضايا ومطالب منها اعادة بدل الخمسين في المئة من تعويضات الحجز للضباط والعسكريين واعادة برمجة الفروقات للعسكريين ومفعولها الرجعي يصل الى حوالي عشر سنوات (منذ اقرار سلسلة الرتب والرواتب)، ذلك أن الجسم التعليمي الرسمي حصل عليها بينما لم يحصل عليها العسكريون، ويمكن للدولة أن تبرمج دفعها ربطا بالتقاعد أو بأية صيغة أخرى تعطي العسكريين حقوقهم كغيرهم من الموظفين والعاملين في القطاع العام، اعادة النظر بموضوع الأقساط المدرسية (حاليا ٥٧٪) واعادة النظر بموضوع الطبابة العسكرية وخاصة السعي لانشاء مستشفى عسكري متطور على شاكلة المستشفيات العسكرية في كل بلدان العالم (هناك مشروع تقدم به الكويتيون ولم يعمل به حتى الآن)، فضلا عن إيلاء موضوع النقل للضباط والعسكريين الاهتمام اللازم. هذا على صعيد البشر، أما على صعيد "الحجر&laqascii117o;، ثمة حاجة الى اعادة تأهيل كل الثكنات العسكرية التي يصل عمر معظمها الى مرحلة الاستقلال، واذا كان هناك من يتحدث عن استراتيجية دفاعية، لا بد من السؤال عن الاعتمادات التي ستصرف لاقامة ملاجئ عسكرية في الثكنات والمواقع المتقدمة، والا فان نموذج ما حصل في "حرب تموز&laqascii117o; قابل لأن يتكرر عندما ترتكب مجزرة بحق العسـكريين في مهاجعهم في بعض ثكنات الجنوب والجبل... وتفترض الاستراتيجية الدفاعية أن تتوافر أحدث المعدات للجيش اللبناني (خاصة الجرافات العملاقة وبعض التقنيات الموازية) وذلك من أجل حفر خنادق عسكرية تتيح للعسكريين، خاصة في النقاط الحدودية المتقدمة قبالة العدو الاسرائيلي، أن لا يكونوا أهدافا سهلة، تماما كما فعلت المقاومة بعد العام ألفين، وأخذا في الاعتبار، صورة المواقع الاسرائيلية المقابلة لمواقع الجيش و"اليونيفيل&laqascii117o; وهي محصنة اسمنتيا والكترونيا وغذائيا ويستطيع الجندي الاسرائيلي أن يصمد فيها أسابيع، قاضيا حاجته فيها!
ولعل تجربة الجيش اللبناني في "البارد&laqascii117o; خير دليل، على أهمية مثل هذه التقنيات، اذ أن العدد الأكبر من شهداء الجيش سقطوا في مواقعهم المكشوفة، بقناصات ارهابيي "فتح الاسلام&laqascii117o;، بينما اضطر الجيش لاستئجار جرافات عملاقة من مؤسسات مدنية وتجارية لبنانية لفتح بعض الطرق أو إزالة بعض الألغام، ناهيك عن تجربة المروحيات التي كانت تفتقد للقواعد والصواريخ، مما جعل عناصر سلاح الهندسة والقوات الجوية يبتدعون "القنابل العملاقة&laqascii117o; التي كانت تفجر فوق مواقع المسلحين بطريقة تذكر ببعض مشاهد الحرب العالمية الأولى!
لقد برهن سلاح الهندسة في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد حربي "البارد&laqascii117o; و"تموز&laqascii117o;، أنه سلاح حيوي واساسي، ولكن لا بد من تدعيمه وتطويره ومده بالامكانات، وكذلك الأمر بالنسبة الى سلاح الاشارة الذي يعتبر عنصرا حيويا وحاسما في زمن الحروب الالكترونية الخاطفة أو "النظيفة&laqascii117o; والقنابل الذكية، فاذا تمت مقارنته بامكانات المقاومة وتجربتها، وليس بامكانات الجيوش الحديثة، لأمكن القول أنه يساوي صفرا، وخير نموذج تجربة شبكة الاتصالات السلكية، التي شكلت عنصر حماية للمقاومة اللبنانية، بينما يعتمد الجيش اليوم على شبكة مكشوفة ولا يمكن أن توفر الحماية المرجوة.
يضم الجيش ألوية برية وبحرية وجوية، وكلها تفتقر الى الامكانات. الألوية البرية، تحتاج الى الآليات والدبابات الحديثة، والأهم من ذلك افتقارها الى الصواريخ المضادة للدروع، القريبة أو البعيدة المدى (تبعا لتجربة المقاومة اللبنانية وخاصة في "حرب تموز&laqascii117o;). لا بد من تطوير منظومة الصواريخ والأسطول المدفعي وخاصة الفردي المحمول. هذا يقع في صلب الاستراتيجية الدفاعية. ايضا ستولى الألوية والأفواج الخاصة عناية خاصة باتجاه تعزيزها بعدما أثبتت في الاستحقاقات الأخيرة، في الشمال و"البارد&laqascii117o; أهميتها، وكذلك في الجنوب في مواجهة العدو الاسرائيلي، فضلا عن وجود توجه عالمي في الجيوش من أجل تعزيز هذه الوحدات الخاصة، وصولا الى استحداث وحدات جديدة مثل "سلاح القناصات&laqascii117o; الخ...
الألوية البحرية تحتاج الى زوارق ومراكب ورادارات والى صواريخ وطوربيدات... سلاح الجو بحاجة الى طيران مروحي ونفاث. هناك محاولة متواضعة جرت ابان "حرب البارد&laqascii117o; لاعادة احياء اسطول "هوكر هنتر&laqascii117o;. الهدف رفع معنويات العسكريين! ومن أبرز عناصر الاستراتيجية الدفاعية، الالتفات الى مسألة العديد قبل العتاد، ذلك أن الجيش اللبناني، لا يتجاوز حاليا، عديده الخمسة وخمسين ألف عسكري، وطالما هناك مهام تنتظره اليوم وفي المستقبل، وخاصة في مواجهة استحقاق الجنوب ومواجهة الارهاب في الداخل ومراقبة الحدود والمعابر البرية ومهام حفظ الأمن الى جانب قوى الأمن الداخلي، لا بد من رفده بدم جديد، وثمة مشروع كان قد اثاره رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمام المجلس العسكري ويقضي بطرح مشروع قانون خدمة العلم الاختيارية، مع تحديد حوافز وضوابط (العمر والشهادة والمدة والبدل المالي الخ...) وبذلك يمكن تجاوز مشكلة التطويع، بحيث يتم انتقاء عدد من المتطوعين سنويا يوازي عدد المسرحين وصولا الى مضاعفة الرقم للوصول بالجيش الى رقم لا يقل عن سبعين ألف عسكري (بينهم عشرة آلاف يتولون المهام في جنوب الليطاني وعشرة آلاف كل منطقة الحدود الشمالية والشرقية، بالاضافة الى عدة آلاف يتولون الحدود البحرية، أي ما يوازي نصف عديد الجيش الحالي).
ويقع موضوع التطويع في صلب الاستراتيجية الدفاعية نظرا لفوائده الجمة أيضا على صعيد تعزيز الدورة الاقتصادية واستقطاب الشبان العاطلين عن العمل الذين يتم اجتذابهم في تشكيلات عسكرية حزبية أو في شركات أمنية وأحيانا يتم التغرير بهم من قبل المجموعات الأصولية التي تسعى الى تنفيذ أعمال ارهابية وتضع نفسها في مواجهة الجيش اللبناني أولا.
يذكر أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان أجرى أمس اتصالين بكل من الرئيس السوري بشار الأسد بصفته رئيس القمة العربية وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة، بصفته راعي اتفاق الدوحة ورئيس القمة الخليجية، وأطلعهما على مضمون دعوته لالتئام طاولة الحوار الوطني، كما وجهت الدوائر المعنية في القصر الجمهوري دعوة رسمية الى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للمشاركة في افتتاح أعمال مؤتمر الحوار.
ـ صحيفة النهار :
غداة جريمة بيصور التي أودت بالقيادي في الحزب الديموقراطي اللبناني الشيخ صالح فرحان العريضي، رأت مصادر وزارية 'ان الوضع اللبناني هو في غرفة العناية الفائقة ومن غير الجائز التهاون فيه بما يهدد مسيرة السلم الاهلي'. وقالت لـ'النهار' ان الجريمة بكل استهدافاتها 'ادت الى رد فعل عكسي بالاصرار على التهدئة ووحدة الموقف السياسي بين قطبي الجبل الدرزي النائب وليد جنبلاط والوزير طلال ارسلان'، وهو ما أكده الجانبان أمس. لكنها ابدت 'تخوفا من عودة مسلسل الاغتيالات التي تأتي في ظل اجواء داخلية مريحة لا تظللها اتهامات'. (...) وابلغ الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى 'النهار' امس انه سيصل الى بيروت الاثنين المقبل وسيجتمع مع الرئيس سليمان للاتفاق على سبل ادارة الحوار. وقال: 'انه بداية للحوار وهذا امر صحي لمجرد ان يجتمع كل زعماء لبنان وتوضع المشاكل السياسية كلها ويجري تحديدها'. وسئل عن المطالبة بتوسيع قاعدة المشاركين في الحوار فاكتفى بالقول انه آت للتشاور مع الرئيس سليمان.وعلق على انفجار بيصور قائلا: 'اننا ندين هذه الجرائم، ولا بد من توفير الحماية للمستهدفين من مرتكبيها واننا نعزي  اهل الفقيد'.
وأكد الرئيس بري، الذي تابع امس تداعيات جريمة بيصور، ان زيارته للجبل 'قائمة بعد شهر رمضان من اجل توفير مزيد من اجواء المصالحة'.وزار امس وفد من كوادر حركة 'امل' النائب جنبلاط في دارته في كليمنصو.
وشدد جنبلاط خلال الزيارة على متانة العلاقات بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة 'امل'. وسئل عن توسيع المشاركة في الحوار فاجاب: 'لا ادري ان كانت هناك ضرورة لذلك'. وعن جريمة بيصور قال: 'نحن والامير طلال قررنا منذ الانفتاح ومنذ العلاقة القديمة الجديدة ان نبني معا علاقة صداقة وحلفا سياسيا. وفي الوقت نفسه نحافظ على الهدوء والعيش المشترك'.
ووصف الرئيس السنيورة، في حديث بثته مساء امس قناة 'العربية' للتلفزيون، اغتيال الشيخ صالح العريضي بانه 'رد على ما جرى في طرابلس ومحاولة لأخذ البلاد مرة ثانية بعيدا من جو المصالحة بين اللبنانيين والعودة الى التحاور والتلاقي في ما بينهم مع وجود اختلافات في وجهات النظر'. واضاف: 'علينا ان نحيل الجريمة على المجلس العدلي ونعزز الجو الوفاقي من خلال الخطوات التي نقوم بها انطلاقا من طرابلس والشمال'.
واكد مجددا ان تحريك الجيش في اتجاه الشمال كان بقرار لبناني 'لا علاقة له اطلاقا بما طلبه الرئيس السوري'. وعن الحوار الثلثاء قال: '(...) ندرك الدور الايجابي الذي اضطلعت به المقاومة مدى سنوات طويلة (...) وايضا من حق اللبنانيين ان يساهموا في اقرار ما يسمى قرار الحرب والسلم. وهذا الامر لا يمكن فريقا من اللبنانيين ان يحتكره'. وكان السفير السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه ندد بالجريمة ورأى فيها محاولة لزعزعة الاستقرار واحباط مسيرة التحاور والتوافق اللبنانيين. وقال: 'ان المملكة  تندد بالعمل الارهابي وتدعو المرجعيات والقيادات اللبنانية الى تحصين وضع البلد الذي عانى الكثير من الاوضاع الصعبة، كما ان المملكة تؤكد وقوفها الى جانب لبنان الشقيق وشعبه بكل فئاته'.واتصل خوجه بالوزير ارسلان معزيا، كما اتصل بالنائب جنبلاط وبالوزير غازي العريضي وبالشيخ فرحان العريضي.
وعلمت 'النهار' من مصادر التحقيق في الجريمة ان زنة العبوة التي استخدمت فيها بلغت نحو 700 غرام من مادة 'ت. ان. ت' وقد وضعت خارج السيارة من الاسفل وألصقت تحت مقعد السائق وفجرت لاسلكياً على الارجح ومن مسافة قريبة. وأطلع سائق العريضي المحققين على تحركات المغدور خلال اليومين الاخيرين من حياته، وآخر تحركاته كان تلبية دعوة الى افطار اقامه احد الاحزاب في 'مطعم الساحة' على طريق المطار. وتفيد المعلومات ان العبوة تشبه العبوات التي زرعت في عمليات اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي والزميل سمير قصير ومحاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق.
ورداً على اسئلة مراسلة 'النهار' في نيويورك سيلفيان زحيل قال الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون إن تهريب السلاح عبر الحدود السورية – اللبنانية 'غير شرعي وهو مصدر قلق كبير في التعامل مع الوضع اللبناني، اذ نحاول تطبيق القرار 1701. ولدى اليونيفيل علاقات وثيقة مع القوات المسلحة اللبنانية. وقد وافقت حكومتا لبنان وسوريا بعد تشجيعهما على البحث في مسألة ترسيم الحدود وأمنها بما فيه نقل الاسلحة غير المشروع. وعندما التقيت (الرئيس) الاسد في سوريا طرحت معه المسألة وطلبت منه ان يعزز اجهزة مراقبة الحدود. وسيتواصل الالتزام والجهد من الامم المتحدة من اجل اتمام هذه العملية'.
ولفت الى 'ان هناك محادثات غير مباشرة بين اسرائيل وسوريا بمساعدة الحكومة التركية، ونأمل ان تخفف وتخفض التهديد الامني للبنان. ويجب ان يكون هناك سلام شامل وامن في هذه المنطقة. والامن والاستقرار في لبنان هما ايضاً مهمان جداً. واننا نرى حالياً تحسناً وتطوراً مشجعاً في الوضع بين الاطراف المعنيين. ونحن نشجع ونتحدث دائماً مع الزعماء ومنهم امس رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان من اجل تشجيعه على المضي في المساهمة في هذه العملية'.
وعن المحكمة الدولية الخاصة للبنان قال بان: 'لقد اعطيت تعليمات لديواني للاستمرار في العمل من اجل انجاز التحضيرات الادارية الضرورية لاطلاق المحكمة الخاصة رسمياً والعمل فوراً. ان تمويلاً كافياً قد توافر للتأسيس والعمل مدة 12 شهراً. وأنا الآن اعمل على تأمين تمويل اضافي لمدة سنتين، واحتاج الى مناقشة القيادة اللبنانية في الموعد العملي لبدء عمل المحكمة الخاصة رسمياً. ولكن، في ضوء الخطط ذات الصلة، تمضي الامور على ما يرام. اما بالنسبة الى التزامنا فان لديّ ثقة تامة حياله'.
ـ صحيفة الأخبار :
شُغلت بلدة بيصور والقرى القريبة بترتيبات تشييع الشهيد صالح العريضي اليوم، فيما كان الجبل وبقية لبنان يبحثان عن جواب للسؤال الصعب عمّن يقف خلف الجريمة الرهيبة وأبعادها. برغم الإجماع على منع قيام الفتنة. منذ ساعات الصباح الباكر، كان أهالي بلدة بيصور في قضاء عاليه وقيادة الحزب الديموقراطي اللبناني يتقبلون التعازي بالشهيد العريضي الذي لم تشر التحقيقات الأولية إلى جديد نوعي غير الإشارات التقنية إلى أن التفجير يشابه بعض عمليات الاغتيال التي وقعت سابقاً. ولم يجر الحديث عن عناصر استثنائية في التحقيقات التي تتولاها أجهزة أمنية عدة، بينما كان هناك توافق سياسي على أن يحيل مجلس الوزراء في أول جلسة له الجريمة إلى المجلس العدلي.
وشكلت العودة السريعة للوزير طلال ارسلان من الخارج، مناسبة لسلسلة من الاتصالات الهادفة الى منع حصول انعكاسات للجريمة واحتواء ردود الفعل الشعبية العفوية أو المنظّمة التي كادت تخلق مناخات متوترة وخصوصاً في تلك المنطقة التي تشهد تباينات سياسية وتنوعاً في الحضور الحزبي. ومنذ الصباح، توجه ارسلان إلى بيصور لتقبل التعازي الى جانب عائلة الشهيد التي تقدمها والد الشهيد الشيخ فرحان العريضي والوزير غازي العريضي وقيادات محلية. وقال أرسلان في كلمة تأبينية &laqascii117o;إن الرسالة وصلت، وكان المطلوب أن تعمّ بذور الفتنة في الجبل". وتوجه إلى الشهيد بالقول: &laqascii117o;أعتبرك اليوم شهيد المقاومة وشهيد وحدة الجبل، لأنه لا كرامة لأحد في الجبل بدون وحدة الجبل. ووحدة الجبل التي بدأناها نحن وإياك في 7 أيار بالتعاون مع وليد بك جنبلاط، وبالتعاون مع سيد المقاومة، سوف نستمر بها ولن نقبل أن تحصل ضربة كف في الجبل، لأن كرامة الوطن هي من كرامة الجبل". وأعلن أنه طلب من الرؤساء الثلاثة &laqascii117o;إحالة الملف في أول جلسة لمجلس الوزراء على المجلس العدلي ولا أقبل تحت أي سقف إلا بذلك". وكانت بيصور قد استفاقت على هول الكارثة، بعدما أمضت ليلاً طويلاً جداً تلملم جراح الانفجار الذي استهدف أحد أبرز أبنائها. منذ التاسعة من مساء يوم الأربعاء بدأت مرحلة جديدة لم تكن البلدة معتادة عليها، والأسئلة الصعبة عكست القلق والخوف والحيرة وفقدان الأمان، علماً بأنه سبق أن مرت على بيصور ظروف صعبة، لكنها لم تشعر بالغرابة والحيرة كما الآن.
مع انطلاقة الدويّ، ساد اعتقاد بأن قارورة غاز قد انفجرت. وما لبثت الدقائق القليلة التالية أن دفعت بالجميع الى الشارع &laqascii117o;لقد اغتالوا الشيخ صالح". طرق البلدة الرئيسية والفرعية سرعان ما أقفلت من الازدحام الشديد من أبناء البلدة والجوار، السيارة تحترق وشبان يحاولون عبثاً نجدة الشيخ ولم يفلحوا، أخرجوه من السيارة وقد تشوّه الجسد من ضغط الانفجار، تجمّع المئات وارتفع الصراخ بكل الاتجاهات، وبدأت طلقات نارية تسمع بكثافة. لقد أفلتت الأمور من عقالها، وها هو والد الشهيد المرجع الروحي الكبير يخرج الى الجماهير من شرفة المنزل، صارخاً بأعلى صوته أن &laqascii117o;يتوقف هذا الهرج، إذا ما أتى غريمنا إلينا في هذه اللحظة وقال أنا من قتل صالح فإنني أسامحه ولن أقبل بمسّه، شهيدنا هذا قدره، واليوم انتهى عمره. فالمقدر محتوم والأعمار بيد الله". ورمى الحرم على كل من يتلفظ بكلمة نابية أو مسيئة أو يطلق النار أو يؤجج أي نوع من الضغينة، وهي كانت لحظة الصمت. ثم توالى وصول رفاق الشهيد وبعد دقائق يصل النائب وليد جنبلاط. وكان قد سبقه ابن البلدة ونسيب الشهيد الوزير غازي العريضي وقيادات الحزب الاشتراكي ووفود من المشايخ والفاعليات.
وأعلن الحزب الديموقراطي اللبناني، وأهالي بيصور، أن مراسم الدفن ستتم اليوم الجمعة عند الواحدة ظهراً، في مسقط رأس الشهيد، بيصور، حيث يلقي ارسلان وجنبلاط كلمتين في المناسبة. كذلك تقبل التعازي يوم الأحد في 14 الجاري، بدارة الوزير ارسلان في خلدة ابتداءً من الساعة العاشرة صباحاً، وأيام السبت والاثنين والثلاثاء والأربعاء في القاعة الشمالية ـــــ بيصور، من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً.
من جهته اتصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالشيخ أبو صالح فرحان العريضي معزياً وداعياً إلى &laqascii117o;التضامن لتفويت الفرصة على الذين يتربصون بلبنان". واتصل النائب سعد الحريري بالوزير أرسلان معتبراً أن الجريمة &laqascii117o;مؤامرة علينا جميعاً". كذلك اتصل الرئيس عمر كرامي مسنتكراً &laqascii117o;العمل الإجرامي الجبان".
وأدان حزب الله &laqascii117o;الجريمة الآثمة التي تأتي في أجواء المصالحة، ما يدلل على وجود جهات متضررة من العودة إلى الاستقرار والهدوء، في إطار خدمة المشروع الاسرائيلي". ودعا &laqascii117o;الجهات الأمنية والقضائية المختصة إلى إيلاء هذه الجريمة أقصى الاهتمام للتوصل إلى كشف المجرمين". وأكد عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي أن العريضي &laqascii117o;هو شهيد المقاومة واتخذ مواقف صلبة للحفاظ على المقاومة"، معرباً عن اعتقاده بأن &laqascii117o;الجهة التي نفذت الجريمة ليست لبنانية"، متهماً &laqascii117o;الموساد الاسرائيلي، الذي يمكن أن يكون نفذ بأياد لبنانية".
ورأى النائب علي حسن خليل أن الجريمة &laqascii117o;يجب أن تكون حافزاً وتأكيداً لنا جميعاً لنستمر بالسير باتجاه تعزيز مناخ الاستقرار والوحدة الوطنية الداخلية". ورأى الحزب الشيوعي اللبناني أنها بمثابة رد &laqascii117o;على كل محاولات العودة بالوضع اللبناني الى مسالك الحوار وتطويق الفتنة".
ودعا شيخ العقل نصر الدين الغريب &laqascii117o;أبناء الطائفة الدرزية الى التماسك والتوحد لإبعاد شبح الفتنة، وليأخذ القضاء دوره". واستذكر النائب مروان فارس تضحيات العريضي الذي &laqascii117o;كان جزءاً أساسياً من المعركة ضد العدو الصهيوني". كذلك استنكر التنظيم الشعبي الناصري &laqascii117o;جريمة بيصور التي تتجاوز الحزب الديموقراطي اللبناني إلى الوطن".ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن &laqascii117o;الجريمة تحمل بصمات إرهابية تتصل بالأيدي الإسرائيلية".كذلك رأى رئيس تيار التوحيد وئام وهاب &laqascii117o;أن الجريمة الخبيثة لم تكن تستهدف هذا المناضل الكبير، بل الجهود المبذولة لإعادة الجبل الى ثوابته الوطنية والقومية".
ونعى النائب أكرم شهيب الشهيد فهو &laqascii117o;رفيق نضال طويل، وعامل جمع وتوحيد لا تفريق". ورأى النائب مروان حمادة أن يد الغدر امتدت &laqascii117o;إلى هذا الجبل الأشمّ لتغتال واحداً من أشرافه الكبار". وقال وزير الأشغال غازي العريضي إن الاغتيال &laqascii117o;رسالة موجهة الى الوزير ارسلان والنائب جنبلاط"، مشدداً على &laqascii117o;أن العمل على الأرض مشترك مع أرسلان لمنع وقوع الفتنة". من جهته رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل ندّد بـ&laqascii117o;اغتيال أبرز وجوه الحوار الدرزي ـــــ الدرزي"، واعتبره &laqascii117o;ضربة موجهة ضد المصالحة". ورأت القوات اللبنانية &laqascii117o;الجريمة بأسلوبها وتوقيتها محاولة واضحة لضرب السلم الأهلي في منطقة الجبل".
ومن الخارج أدانت سوريا &laqascii117o;العمل الإجرامي الإرهابي"، وأعلنت أنها &laqascii117o;تثق بأن مثل هذه الجرائم التي تستهدف أمن لبنان واستقراره لن تنجح في تحقيق أهدافها".
كذلك استنكر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عملية الاغتيال، معتبراً أنها &laqascii117o;تستهدف زعزعة الاستقرار في لبنان ونسف الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة"، مطالباً &laqascii117o;مختلف الأطراف بضبط النفس وتجاوز الاحتقانات".
وجزم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي بأن عملية الاغتيال &laqascii117o;تأتي في إطار تحقيق مآرب الكيان الصهيوني في المنطقة"، مشدداً على &laqascii117o;ضرورة التضامن والوحدة الوطنية في لبنان". وكذلك أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن &laqascii117o;الولايات المتحدة قلقة جداً من العنف الأخير في لبنان"، مشيراً إلى أن دعمها &laqascii117o;للحكومة اللبنانية ومؤسساتها الديموقرطية ثابت".
وطالبت فرنسا بـ&laqascii117o;كشف ملابسات هذا التفجير"، وأكدت &laqascii117o;التزام الرئاسة الأوروبية بالوقوف إلى جانب لبنان في محاربة إفلات منفذي الأعمال الإرهابية من العقاب". كذلك استنكر التفجير وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتّيني، ووصفه بـ&laqascii117o;العمل الإرهابي" الذي يعرقل &laqascii117o;مسيرة الحوار بين الافرقاء اللبنانيين المتنازعين"، مشجّعاً &laqascii117o;سوريا على الاضطلاع بدور فاعل في الشرق الأوسط".
أصدرت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً قالت فيه: &laqascii117o;نشرت جريدة &laqascii117o;الأخبار" في عددها الصادر في صباح اليوم الخميس 11 أيلول 2008 مقتطفات من دردشة طويلة أجريت مع رئيس الحزب وليد جنبلاط، وتضمنت جملةً من المغالطات والأفكار المحرّفة التي خرجت عن القصد المراد منها، وخصوصاً أنها أتت في سياق لقاء غير رسمي لم يكن الهدف منه الإدلاء بتصريحات صحفية بقدر ما كان يصبُّ في إطار نقاش عام حول القضايا المطروحة. لذلك تأسف مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي لقيام الصحفيين الذين زاروا رئيس الحزب بنقل ونشر وقائع اللقاء بما يخالف الترتيب السابق الذي كان قد اتفق عليه، وترى أن تحوير المضمون إنما هدف إلى الإيقاع بين الحزب وبعض الحلفاء في 14 آذار الذين تبقى العلاقات معهم ثابتة وراسخة بمعزل عن أية محاولات للتفريق بينهم، وتغتنم هذه المناسبة لإعادة التأكيد على صلابة التحالف السياسي لقوى 14 آذار. وإذا كان بعض الكلام قد اعتبر مسيئاً لرفيق الدرب الشيخ سعد الحريري، فإن هذا البيان هو بمثابة تصحيح وتوضيح لما أسيء نقله وتم تحريفه، وهو لن يؤثر على العلاقة التاريخية بين الحزب الاشتراكي وتيار المستقبل التي انطلقت مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتستكمل الآن مع الشيخ سعد الحريري دون أن تنعكس عليها أية محاولات سلبية من هنا أو هناك".
المحرّر: إن ما ورد في &laqascii117o;الأخبار" قاله النائب جنبلاط تماماً، ولكن ربما لم يكن اللقاء في سياق مقابلة صحفية بالمعنى التقليدي. وإذا كان ما نشر قد تسبّب بإحراج لرئيس الحزب التقدمي أو معاونين له مع حلفاء له، فإن البيان الوارد أعلاه تضمّن ما يراد من توضيح. أما &laqascii117o;الأخبار" فتمتلك من الجرأة الأدبية ما يكفي لأن تعتذر من قرائها لأنها سارعت إلى إطلاعهم على كواليس الحياة السياسية ولو على حساب الأعراف المهنيّة.
ـ صحيفة المستقبل :
يواصل رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري زيارته الى منطقة البقاع لتكريس أجواء المصالحة التي تمّت اثر حوادث سعدنايل وتعلبايا بعدما نجح في تحقيقها في الشمال، وهو اعتبر 'أن المتضررين من مناخات المصالحة في طرابلس، والحوار المرتقب برعاية رئيس الجمهورية في بعبدا، هم الذين يعملون على انتقال الفتنة من منطقة الى أخرى'، وقال 'إنهم يريدون إبقاء لبنان رهينة لمشاريع خارجية ومصالح لا تمت الى المصلحة اللبنانية بصلة'(...). وأكد النائب الحريري الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بالوزير طلال أرسلان للتعزية 'تضامنه الكامل مع قيادات الجبل في مواجهة مخطط الترهيب والتفرقة الذي يتعرض له'، واعتبر أن 'وحدة الموقف الوطني في هذه المنطقة، ضمانة أساسية للاستقرار الوطني العام'، وقال 'كلنا مدعوون الى وعي مخاطر هذه المرحلة والى التضامن لتعزيز مفهوم الدولة وإخراج لبنان من نفق التجاذبات ومحاولات التلاعب به من الخارج'، مؤكداً أن 'التضامن الوطني هو الذي يحمي لبنان في مواجهة الأخطار، وهو وحده يواجه حرائق الفتنة ويرسخ السلم الأهلي وينقذ لبنان من مشاريع التخريب الخارجي'.
وقد شدد الحريري خلال مأدبة إفطار على شرف فعاليات وشخصيات بقاعية بعد يوم طويل من اللقاءات مع رؤساء بلديات البقاع الغربي وراشيا، على ضرورة 'حماية المصالحة وعدم إفساح المجال لحصول أي اختراقات واللجوء الى الدولة لحل الخلافات'، ورأى أن 'مفهوم الدولة هو الذي يجب أن يسود في البقاع وفي أي منطقة من لبنان'، مذكّراً بأن 'مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والقضائية هي المسؤولة عن حماية كرامات المواطنين ورعاية الحقوق السياسية لكل الأطراف، أما اللجوء الى العنف وسيلة للتعبير السياسي فهو مسألة ستبقى مرفوضة بالنسبة إلينا رفضاً تاماً'، معتبراً أن 'أي سلاح لبناني يرفع في وجه لبناني آخر، هو سلاح مشبوه ومرفوض، ولن نقبل به، لا اليوم ولا غداً، وسلاح الشرعية هو السلاح الوحيد الذي يكفل حماية الوطن والمواطن(..)'.
ومساء تناول الرئيس السنيورة تطورات الأوضاع، وخصوصاً جريمة بيصور ومصالحة طرابلس والحوار الوطني في حديث الى قناة 'العربية' الفضائية، فأكد أن قتل العريضي 'رد على ما جرى في طرابلس ومحاولة لأخذ البلاد مرة ثانية بعيداً عن جو المصالحة بين اللبنانيين'، واعتبر أن من اغتاله 'يريد إزاحة الشخص الذي كان يلعب دوراً في عملية التوفيق والتواصل بين الزعيمين الدرزيين وليد جنبلاط وطلال إرسلان، وبالتالي يريد إيصال رسالة بأن الاتفاق والتصالح ممنوعان'، لافتاً الى أن الهدف من ذلك 'خلق فتنة درزية درزية وقتل الأمل بين اللبنانيين'.
وعن الوضع الأمني في طرابلس، قال إن 'المدينة الآن من الناحية العسكرية تحت إمرة لواء واحد وقائد لواء واحد، هو اللواء العاشر'، وأكد أن 'لا علاقة إطلاقاً للرئيس السوري بشار الأسد بهذا الأمر، لأن يوم وقوع انفجار طرابلس هو اليوم الذي سافر فيه الرئيس ميشال سليمان إلى دمشق، واتصل بي واتفقنا على أن ندعو في اليوم التالي وزراء الدفاع والداخلية والمال والعدل والقيادات العسكرية، وكان ذلك قبل سفره، تحدثنا عن الموضوع واتفقنا على هذا الأمر'.
وعن الحوار الوطني قال السنيورة 'سنتعامل مع سلاح حزب الله بموضوعية ومن حقنا المساهمة في قرار السلم والحرب'، معرباً عن ارتياحه للحوار 'لأنني من أشد المؤمنين بأن لا خيار أمام اللبنانيين إلا التلاقي(..)'.
توازياً، أصدر الرئيس السنيورة قراراً حمل الرقم 68/2008 وقضى بإنشاء لجنة لوضع النصوص التنظيمية اللازمة لإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس. وتضمّ اللجنة التي يرأسها رئيس هيئة التشريع والاستشارات، ممثلين عن وزارات الأشغال العامة والنقل، الاقتصاد والتجارة، الصناعة، المالية، إدارة الجمارك، اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة وجمعية الصناعيين، وحدّد القرار مهمة اللجنة بـ'وضع مشاريع نصوص الأنظمة المتعلقة بالهيئة العامة لإنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس'، وحدّد لها 'مهلة شهرين من تاريخ صدور القرار لإعداد مشاريع النصوص المذكورة(..)'.
على صعيد آخر، تتواصل التحضيرات اللوجستية في قصر بعبدا لانطلاق طاولة الحوار الثلاثاء المقبل لبحث المسائل الخلافية وفي مقدمها الاستراتيجية الدفاعية ومستقبل سلاح 'حزب الله'، وقد أشرف رئيس الجمهورية ميشال سليمان على عمل اللجان المختصة التي تتولى إعداد الدعوات لقادة الحوار الـ14، فيما لفت موقف لـ'حزب الله' عبّر عنه مسؤول العلاقات الدولية في الحزب نوّاف الموسوي الذي حذّر 'من يذهب (الى الحوار) بذهنية تحقيق هدف اسمه نزع سلاح المقاومة ولو بطريقة متمايلة تحت عنوان إدماجها أو إدراجها، من أن مسعاه سيكون خائباً'، داعياً إياه الى 'ألا يتعب نفسه لأن ما لم تنجح به الأساليب العسكرية في حرب تموز لن تنجح به أساليب التحايل السياسي أو التحريض'.
واعتبر الموسوي أن 'من يذهب الى الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية عليه أن يكون قد حسم أولاً من هو عدو لبنان، لأن من يعتبر إسرائيل جاراً هو من يأخذ لبنان لأن يكون نعجة في المسلخ الإسرائيلي'، ورأى أن 'الاستراتيجية الدفاعية ليست نقاشاً أو إجراء عسكرياً، بل هي لبلورة رؤية وطنية ذات طابع وطني شامل يحدّد من هو العدو ومن هو الصديق'، وقال 'نحن ذاهبون إلى الحوار من موقع من يملك التجربة الأمثل في مواجهة دعاة التجارب الفاشلة والمهزومة(..)'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد