ـ صحيفة السفير:
لم يعد مؤتمر الحوار الوطني هو الأساس. التئام القادة الـ١٤ حول طاولة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، غداً، مناسبة لالتقاط صورة جامعة وإيجابية ومطلوبة، لكن العبرة ليست في الشكل، بل في المضمون والآليات والمناخات، فإذا توافرت النوايا الصادقة، فإن المؤتمر قابل لأن يتحول الى فرصة حقيقية لبداية استعادة مناخ الثقة المفقودة بين فريقي الموالاة والمعارضة، ولعل المدخل الى ذلك نجاح رئيس الجمهورية بتحويل المؤتمر الى مناسبة لتحقيق مصالحات بالجملة والمفرق، تفتح الطريق أمام إطلاق حوار صريح ومسؤول يقارب القضية المطروحة على جدول الأعمال وربما أية قضية يتم التوافق على طرحها من قبل المشاركين، وخاصة ما يتصل ببناء الدولة.
وإذا كان الحوار بنسخته الأولى، قد توقف في الجلسة التاسعة التي عقدت في التاسع والعشرين من حزيران ،٢٠٠٦ اثناء مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، بسبب عدوان تموز، فإن الحوار بنسخته الثانية، سيشكل فرصة للاستفادة من التجربة الريادية النموذجية التي خاضتها المقاومة في تلك الحرب في مواجهة أعتى آلة قتل ودمار في المنطقة. ومع توافر الإجماع اللبناني على تلبية الدعوة للحوار، وإن كانت هناك رغبة لدى فريق المعارضة بتوسيع المشاركة وتطوير المواضيع، فإن المناخ العربي، بدا داعماً للحوار، خاصة من جانب دمشق والرياض والقاهرة، علماً بأن العرب سيتمثلون في "الحوار ٢&laqascii117o; التزاماً بما نص عليه اتفاق الدوحة، بينما لم تشارك أية شخصية غير لبنانية في "الحوار ١&laqascii117o; الذي أداره رئيس مجلس النواب نبيه بري وحظي بدعم عربي ودولي.
وسجلت سلسلة مواقف داعمة للحوار أبرزها للرئيس السوري بشار الأسد الذي أكد أنه يدعم الحوار بين اللبنانيين وكل ما يتفقون عليه. ونقلت وكالة "سانا&laqascii117o; الرسمية السورية عنه خلال استقباله، أمس، وزير الزراعة (أحد أركان طاولة الحوار) إيلي سكاف والنائب السابق جبران طوق "دعمه للحوار اللبناني ولكل ما يتفق عليه اللبنانيون&laqascii117o;.وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، عشية وصوله الى بيروت، ان رئيس الجمهورية خطا خطوة ينتظرها الجميع باستعجال موعد الحوار، ولعله لديه ما يقوله في هذا الاتجاه، ونحن نبارك ما يتفق عليه اللبنانيون لما فيه الفائدة والخير لبلدهم، وأكد موسى لـ"السفير&laqascii117o; إنه مرتاح للمناخ العربي المواكب للحوار، مشدداً على التوصل الى نتائج إيجابية تساهم في تعزيز التوافق ومناخ التهدئة السياسية. ومن المقرر أن يلتقي موسى الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وفؤاد السنيورة والعماد ميشال عون والنواب سعد الحريري ووليد جنبلاط وميشال المر وقيادة "حزب الله&laqascii117o;.
وقال سفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز خوجة لـ"السفير&laqascii117o; إن الحوار اذا تم بين بلدان مختلفة يكون مهماً، فكيف اذا تم بين أهل البلد أنفسهم وهم يحملون الانتماء الوطني نفسه، ويجتمعون على حب وطنهم وبقائه وازدهاره ورفاهيته ومنعته، لذلك من الأحرى أن يكون هذا الحوار مفيداً وناجحاً، ونحن في المملكة ننظر الى هذه الخطوة المباركة بكثير من التفاؤل، وكلنا ثقة بأن اللبنانيين تجاوزوا بحمد الله الحواجز النفسية بنجاح وشجاعة، وأن بلدهم يستشرف مرحلة جديدة من الأخوة والتصالح والعيش المشترك&laqascii117o;. وأضاف خوجة "نحن على ثقة بأن حكمة رئيس الجمهورية وإدارته للحوار أحد أسس نجاح هذه التجربة، لأن الحوار هو السبيل الوحيد للتفاهم حول أية قضية&laqascii117o;. وأكد خوجة أن المملكة "تشجع المصالحات بين اللبنانيين من دون استثناء لا بل هي تحثهم على مد الأيادي والتصالح لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية&laqascii117o;.
وأكد السفير المصري في بيروت أحمد البديوي لـ"السفير&laqascii117o; إن مصر أيدت وتؤيد الحوار بين الأطراف اللبنانية، وقال "نحن نأمل بأن يتوصل المتحاورون الى نتائج إيجابية وطيبة للقضايا المطروحة بما يحقق المزيد من الوحدة والتضامن والقوة والازدهار لبلدهم، وأمل أن يشكل مؤتمر الحوار برعاية رئيس الجمهورية "فرصة جدية لإجراء المصالحات المطلوبة&laqascii117o;.
على الصعيد السياسي الداخلي، من المتوقع أن تترجم المناخات التوافقية التي أعقبت جريمة اغتيال القيادي في "الحزب الديموقراطي اللبناني&laqascii117o; الشهيد صالح العريضي، بلقاء سياسي هو الأول من نوعه منذ ثلاث سنوات بين بعض القوى التي تشكل العمود الفقري لكل من فريقي الموالاة والمعارضة، فيما ينتظر أن تعقد قيادة قوى الرابع عشر من آذار اجـــتماعاً في الســاعات المقبلة، تحضيراً لانعقاد الحوار ولاتخاذ موقف موحد من جريمة اغتيال العريضي.
وكان لافتاً للانتباه أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان حصر الدعوات للمؤتمر بالمشاركين في التوقيع على اتفاق الدوحة، الأمر الذي جعل الدعوة الخطـــية تصل الى قيادة حزب الطاشناق الأرمني، ممثــلة بالنائب آغوب بقرادونيان، من أجل تمثيل كتلة النواب الارمن كونه هو من وقع اتفاق الدوحة. ولم توجه الدعوة الى النائبين آغوب قصارجيان ويغيا جيرجيان اللذين حضرا مفاوضات الدوحة لكن لم يوقـعا الاتفاق، بينما كان يرأس الوفد الارمني في "الحوار ١&laqascii117o; احد الثلاثة ويجلس الآخران كمراقبين في الحوار.
وقال النائب سيرج طور سركيسيان لـ"السفير&laqascii117o; إن النائب السابق ناظم الخوري اتصل بالنواب الارمن الثلاثة وتمنى عليهم انتداب واحد يمثل الارمن، وان الاتصالات جارية لتحديد الشخص الذي سيتم انتدابه، باعتبار ان الاحزاب الارمنية الثلاثة كانت ممثلة في الدوحة.
ومن المقرر أن يحضر افتتاح "الحوار ٢&laqascii117o;، عمرو موسى، رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاســــم آل ثاني أو من يمثله، بالإضافة الى فريق العمل الذي شكـــله رئيس الجمهورية ويضم خبراء سياسيين ودبلوماسيين وعسكريين وأكاديميين.
وذكرت المعلومات ان الحوار في مرحلته الاولى سيقتصر على كلمات سليمان وعمرو موسى وممثل دولة قطر، بالإضافة الى البت بقضيتي توسيع المشاركة وعناوين الحوار وتحديد موعد الجلسة المقبلة بعد عودة الرئيس سليمان من الولايات المتحدة، حيث سيسافر الاحد المقبل (٢١ ايلول) الى نيويورك للمشاركة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وينتقل في ٢٥ ايلول الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش، على أن يعود الى بيروت في اليوم التالي، قبل أن ينطلق في رحلة خارجية جديدة تشمل عدداً من العواصم في المنطقة والعالم.
وذكرت مصادر قصر بعبدا ان نص الدعوة الخطية لم يتضمن طلباً بأن يقتصر الحضور على "الصف الاول&laqascii117o;، "لأن رئيس الجمهورية لا يُصنّف الناس&laqascii117o;، لكن سليمان تمنى خلال اتصالات هاتفية أجراها مع المدعوين، أن يكون الحضور بشخص الصف الاول.
وصار معروفاً أن الأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; السيد حسن نصر الله، لن يحضر شخصياً للأسباب الأمنية المعروفة، على أن يمثله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد كما جرى خلال طاولة التشاور في تشرين .٢٠٠٦
وباتت الامور اللوجستية في القصر الجمهوري منجزة، وخاصة مكان الاجتماع في قاعة ٢٢ تشرين الثاني الكبرى، وتم اعتماد شكل الطاولة بيضاوية لجهة جلوس رئيس الجمهورية، ومستطيلة من الطرف الآخر، وليست مستديرة كطاولة الحوار السابق ليرأسها الرئيس سليمان كونه ليس طرفاً. وهو سيلقي كلمة يركز فيها على تلازم الحوار والمصالحة والمصارحة، ومن ثم يترك للمتحاورين تقرير الخطوة التالية. وقالت اوساط الرئيس نبيه بري إنه سيقدم دراسة مفصلة حول الاستراتيجية الدفاعية لم يسبق له ان طرحها، مع أنها جاهزة منذ طاولة الحوار الاولى، وتشمل الأمن والعسكر والجيش والاقتصاد والإعلام الخ... ورأى بري ان التوصل الى قواسم مشتركة "امر ممكن اذا توفرت الثقة، و١٦ ايلول ٢٠٠٨ هو موعد مهم جداً، لحوار يضع الفرقاء جميعاً أمام مسؤولية إنجاحه&laqascii117o;. ونقل عنه زواره أنه لا يرى أن هناك انسجاماً في موقف الداعين الى استراتيجية لحماية لبنان من دون ان يلحظوا دوراً للمقاومة، وسأل "علام يستند هؤلاء وما هي قوة الحماية التي يرتكزون اليها، وكيف ستتم حماية لبنان بلا مقاومة، ثم ماذا قدم أصحاب هذا الطرح للجيش اللبناني، سواء على مستوى العديد أو العتاد أو التدريب؟
ولا يجد بري مرتكزاً عاقلاً في استمرار استخدام "قرار الحرب والسلم&laqascii117o; كقميص عثمان، وهذا خطأ كبير يقع فيه أصحاب هذا الطرح " وخصوصاً ان قرار الحرب دائماً هو في يد اسرائيل ثم ألا يرى هؤلاء الخروقات اليومية وألا يسمعون التهديدات المتواصلة ضد لبنان. ونحن من جهتنا، من أكثر الحريصين على السلم الاهلي واستقرار البلد&laqascii117o;.
وقال النائب وليد جنبلاط لـ"السفير&laqascii117o; إنه قدّم أفكاراً معينة عام ،٢٠٠٦ وسيعود اليها في الحوار الجديد، " وهناك تفاصيل عسكرية لا افهم بها، وهي بحاجة للجان اختصاص، لذلك اتمنى على الرئيس سليمان تشكيل لجنة عسكرية خاصة للبحث في الامور العسكرية الدفاعية&laqascii117o;. وعما اذا كان سيطرح مواضيع أخرى للبحث وهل يوافق على ربط القضايا الاقتصادية والاجتماعية والمالية بالاستراتيجية الدفاعية، قال جنبلاط "هذه المواضيع تبحثها الحكومة وقد باشرت بها عبر زيادة الأجور وإجراءات أخرى. وقد يبحثها مجلس النواب بحضور جميع الأطراف&laqascii117o;.
ورداً على سؤال أكد جنبلاط انفتاحه على أية مصالحة سياسية وخاصة مع قيادة "حزب الله&laqascii117o;.
وترتكز رؤية "حزب الله&laqascii117o; في المؤتمر على تطوير المداخلة الشفهية التي قدمها السيد حسن نصر الله خلال "الحوار ١&laqascii117o;، على أن تتحول الى وثيقة خطية تتناول أولاً، "استراتيجية التحرير&laqascii117o; التي تبقى قائمة ومستمرة طالما بقي شبر من الأرض محتلاً. وثانياً، استراتيجية الحماية التي اعلن السيد نصر الله خطوطها العريضة في ٢٣ ايار ،٢٠٠٦ ويتكامل فيها دور المقاومة مع دور الجيش. وثالثاً، استراتيجية بناء الدولة. وفيما أكد مصدر في كتلة الوفاء للمقاومة لـ&laqascii117o;السفير&laqascii117o; أن "حزب الله&laqascii117o; منفتح على اية لقاءات أو مصالحات على هامش طاولة الحوار، قالت أوساط النائب سعد الحريري لـ"السفير&laqascii117o; إنها تتوقع حصول لقاءات جانبية على هامش الحوار، مؤكدة ان رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري "منفتح على الجميع وليس منغلقاً على أحد&laqascii117o;، مشيرة الى ان الباب ليس مغلـقاً امام اللقاء بين الحريري والسيد حسن نصر الله، "ولكنه يحتاج الى الظروف الملائمة، وكل شيء في وقته حلو&laqascii117o;.وقال نائب رئيس الحكومة عصام ابو جمرا لـ"السفير&laqascii117o; إن تكتل التغيير والاصلاح لديه تصور للاستراتيجية الدفاعية سيطرحها العماد ميشال عون "في وقتها&laqascii117o;، وسيعقد (اليوم) اجتماع للتكتل للبحث في المواضيع المهمة الأخرى التي يمكن ان تطرح ونعتبرها من الأولويات الوطنية، كالتفاهم على تثبيت العيش المشترك، ووضع نظام داخلي للمؤسسات الرسمية التي لا نظام داخليا لها، (مجلس الوزراء).
وقال نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية&laqascii117o; النائب جورج عدوان لـ"السفير&laqascii117o; إن قائد "القوات&laqascii117o; سمير جعجع سبق أن طرح في الحوار السابق تصوراً "لاستراتيجة حماية لبنان&laqascii117o; تتضمن الكثير من التفاصيل التي تضمن كل السبل الممكن توظيفها لحماية لبنان وقيام دولة قوية وقادرة.
ـ صحيفة النهار:
تنطلق في الحادية عشرة قبل ظهر غد في قصر بعبدا الجولة الجديدة للحوار الوطني. وثمة فارقان اساسيان بين هذه الجولة وجولة الحوار التي جرت عام 2006: الاول انها تجري في رعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وادارته المباشرة، والثاني ان الحوار محصور مبدئيا بالقضية الاشد سخونة وحساسية من القضايا السابقة وهي الاستراتيجية الدفاعية التي ستتطرق مباشرة الى موضوع سلاح 'حزب الله' واشكالية تضاربه او تعايشه او تنسيقه مع سلاح الدولة تبعا لمواقف الاطراف منه.
وعلمت 'النهار' ان اي مشاركة عربية تتجاوز حضور الامين العام للجامعة مستبعدة لان الدوائر الرئاسية وجهت الدعوات الى المشاركين استنادا الى ما نص عليه اتفاق الدوحة الذي لحظ مشاركة الجامعة وحدها. ولكن أجري اتصال بأمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بصفة كونه راعي مؤتمر الدوحة والاتفاق الذي انبثق منه، كما اجري اتصال بالرئيس السوري بشار الاسد بصفة كونه رئيس القمة العربية لهذه السنة. وقالت مصادر رسمية في هذا الصدد لـ'النهار' انه اذا شاء امير قطر ان ينتدب من يمثله لحضور افتتاح الحوار فسيكون موضع ترحيب، لكن اي دعوة لم توجه الى قطر للحضور.ويشار في هذا السياق الى ان انطلاق الحوار يتزامن ايضا مع الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس لبيروت ضمن جولة له في المنطقة، وهو سيصل اليوم.
في غضون ذلك، توقعت اوساط معنية بالحوار ان تكون جولته الجديدة الاطول من كل التجارب الحوارية السابقة، خصوصا ان الجلسات المرتقبة لن تجري على ايقاع منتظم اسبوعي نظرا الى ارتباط رئيس الجمهورية برحلات خارجية بدءا من زيارته للولايات المتحدة والامم المتحدة في الثلث الاخير من هذا الشهر. علما ان انطلاق الحوار سيزوده ورقة ايجابية في رحلاته. واضافت الاوساط الى هذا العامل الظروف المحيطة بالحوار والتي تسودها شكوك في امكان التوصل سريعا الى تفاهم على موضوع الاستراتيجية الدفاعية، نظرا الى الهوة العميقة التي تفصل بين موقفي الغالبية والمعارضة من هذه القضية. وافادت ان جلسة الافتتاح التي ستتحول جلسة مغلقة بعد كلمة علنية لرئيس الجمهورية ستشهد اول اختبار حساس لمناخ المتحاورين في ضوء اصرار الغالبية على حصر الحوار بالاستراتيجية الدفاعية ومطالبة 'حزب الله' بتوسيعه ليشمل قضايا أخرى، الامر الذي عكسته أمس مواقف اتسمت بالتشدد لكل من 'حزب الله' ورئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري في هذا الشأن.
فرئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد الذي سيمثل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في الحوار رأى ان 'دفاعنا عن أنفسنا حق لا يحتاج الى قرار وان هذه المسألة نناقش فيها نظرياً لكن الجواب محسوم وواضح'. كما ان مسؤول العلاقات الدولية في الحزب نواف الموسوي اعتبر ان 'بناء الدولة يتطلب بحثاً في السياسات الخارجية والداخلية وفي طليعتها التحالفات والاقتصاد والتربية المتصلة باستراتيجية الدفاع'. وقال: 'اننا في موقع من يسائل الآخرين على طاولة الحوار اين موقعهم وما هي تجاربهم ولسنا في موضع المساءلة فضلاً عن الاتهام'.
في المقابل، كانت للحريري مجموعة انتقادات 'لتوسيع المشاركة في طاولة بعبدا وتوسيع جدول الاعمال والتصرف كما لو ان اي نقاش في موضوع السلاح هو نقاش من دون جدوى'. وقال في افطار شارك فيه والنائب وليد جنبلاط أمس إن 'القول بتوسيع المشاركة هو دعوة لتوسيع رقعة الخلاف والتباين، والمطالبة بتوسيع جدول الاعمال هو بمثابة هروب الى الامام والعمل على اختصار كل مؤسسات الدولة بلقاء الحوار. اما البت المسبق لنتائج الحوار في ما يتعلق بالسلاح فمن شأنه ان يجعل الحوار المرتقب مجرد مناسبة لالتقاط الصور التذكارية'.
وأعلن انه 'لن يشارك أحداً في تقديم مادة سياسية مغشوشة الى اللبنانيين ولن اساهم في تقديم أي وعود يمكن ان تتحول بعد أيام الى أوهام'.وكان الحريري واصل تحركه أمس في سبيل السعي الى مصالحة في بيروت على غرار مصالحات طرابلس والبقاع، فزار لهذه الغاية الرئيس سليم الحص. وقال الحص في اتصال مع 'النهار' ان 'اللقاء كان جيداً وايجابياً'، واوضح ان الحديث خلاله تركز على مساعي المصالحة التي يقوم بها الحريري وما يعتزم القيام به في موضوع بيروت. وأضاف الحص انه 'شجع الحريري على المضي في هذا الاتجاه وقال له نحن معك في مساعيك التصالحية متمنياً له التوفيق'. وتوجه الحريري مساء أمس الى صيدا حيث حضر حفل سحور اقامته وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري في مجدليون، على ان يعقد اليوم سلسلة لقاءات مع فاعليات صيداوية وجنوبية، تتوج بإفطار في مجدليون.
ـ صحيفة الحياة:
قالت مصادر وزارية ونيابية لـ &laqascii117o;الحياة" ان المشاركين في الحوار سيجرون تقويماً لما أُنجز من اتفاق الدوحة حتى الساعة، وأبرزه إعادة الاعتبار لدور المؤسسات الدستورية بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية.
وأوضحت المصادر ان لدى سليمان واللجنة الوزارية العربية رغبة في تعميم المصالحة التي أُنجزت في طرابلس على سائر المناطق اللبنانية. وقالت ان الجهود مكثفة لتحضير الأجواء امام مصالحات من نوع آخر أبرزها بين الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة &laqascii117o;المستقبل" النيابية سعد الحريري وأن العائق الوحيد امام إتمامها يكمن في الاتفاق على المكان والزمان لما عندهما من اعتبارات أمنية. ولم تستبعد المصادر احتمال حصول مفاجآت على هامش جلسة الحوار في بعبدا تدفع باتجاه وضع الحوار على السكة رافضة الدخول في التفاصيل، ومكتفية بالقول ان لا شيء يمنع التحضير للمصالحة بلقاء يُعقد بين وفد قيادي من &laqascii117o;حزب الله" والنائب الحريري في دارة الأخير في قريطم باعتبار ان الطرفين راغبان في تحقيقها.
ـ صحيفة اللواء:
عكست مواقف الأكثرية ومواقف 'حزب الله' مدى التباعد الحاصل حيال البند المطروح على الطاولة، وهو الاستراتيجية الدفاعية وعلاقة السلاح بالدولة، الأمر الذي جعل الأوساط الدبلوماسية المتابعة تنظر بعين الحذر والتحفظ الى ما يمكن أن يؤسس الحوار الوطني . ورد النائب حمادة على تصريحات حزب الله حول تفادي الحديث عن السلاح، فقال في مقابلة مع محطة 'العربية' بأن قوى الاكثرية لا تريد سحب السلاح بالقوة، ولا تريد فتنة جديدة في البلد ولا حرب أهلية، لكنها في المقابل تريد ان يبحث كيف يستوعب هذا السلاح تدريجياً في الجيش اللبناني، لكي يبقى القرار الاول والاخير للدفاع عن لبنان كما لشن الحرب، اذا قرر العرب او قرر لبنان ان تحرير ما تبقى من اراض لا يكون الا بالحرب، ان يكون ذلك بقرار رسمي من كل الدولة اللبنانية التي يشارك فيها حزب الله، لا ان ينفرد الحزب فقط في جر البلد الى مواجهات قد لا تكون محسوبة&bascii117ll; ولاحظ ان المشكلة هي ان حزب الله مسلّح اكثر من الجيش اللبناني، ومن هنا انطلاقا بأن هناك دوراً دفاعياً لحزب الله، إذا هوجم لبنان مجدداً من قبل اسرائيل، إما أن يبادر الحزب وحده الى اتخاد القرار النهائي بالسلم أو الحرب، فهذا موضوع نصر في طاولة الحوار، على أن يبقى قرار الرئيس سليمان والحكومة والبرلمان المنتخب، في انتظار انتخابات جديدة&bascii117ll; أضاف: لا نريد أن نجرّ الأمور الى صدام بين الأكثرية والأقلية، ولو تجدد فإنه سيقضي على البلاد، وما نريده هو حوار مفتوح واضح وصريح وشفاف يقول إن هذا السلاح في نهايته سلاح موجه ضد اسرائيل وبقرار لبناني جامع، أما أن ينقض مجدداً على بيروت أو على طرابلس أو الجبل، فهذا ما نريد أن نمنعه ونقنع شركاءنا في الحكومة أن لاينجرّوا إليه مجدداً&bascii117ll;