صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 17/9/2008

ـ صحيفة السفير:
مع استئناف مؤتمر الحوار الوطني في القصر الجمهوري، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، يكون بند جديد من بنود اتفاق الدوحة قد وضع موضع التنفيذ، فيما يبقى البند الأهم، المتعلق بالتقسيمات الانتخابية، رهن تبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري من لجنة الادارة والعدل النيابية انجاز السلة الاصلاحية الانتخابية، حتى يبادر الى دعوة الهيئة العامة لاقرارها قبل نهاية أيلول، لينصرف بعد ذلك، الجميع لاعداد العدة للانتخابات المقررة في نهاية ربيع العام .٢٠٠٩ لم يحمل مؤتمر الحوار جديدا، ما خلا الكلمة الهامة لرئيس الجمهورية، التي ستشكل ركيزة للنقاش في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، وخاصة لجهة تأكيده أن إسرائيل "لا تزال مصدر الخطر الأبرز علينا&laqascii117o;، داعيا الى وضع استراتيجية تتكامل فيها كل عناصر قوة الدولة، وذلك استنادا إلى حق لبنان "شعبا وجيشا ومقاومة&laqascii117o; في الدفاع عن أرضه، وأبدى ثقته التامة "أن في استطاعتنا وضع استراتيجية تحمي لبنان تستند إلى قواتنا المسلحة، وتستفيد من طاقات المقاومة وقدراتها&laqascii117o;. وقد جاء خطاب الأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; السيد حسن نصر الله، ليل أمس، مكملا لخطاب رئيس الجمهورية ومتكاملا معه، عبر تشديده على وجوب أن تصبح الدولة قوية وقادرة حتى تتولى حماية لبنان وجميع أبنائه، معتبرا أن ذلك في صلب وظيفة وواجب الدولة. واشار الى أن لا أحد يختلف مع الثاني أن واقع الحال اليوم ليس كذلك، مجددا ترحيب الحزب بالحوار ومشيدا بخطاب رئيس الجمهورية "المدروس والدقيق والمسؤول والوطني والذي يعبر عن روح جامعة وإرادة جامعة وروحية عالية لمعالجة الملفات الحساسة والمصيرية في البلد&laqascii117o;. مشددا على أولوية تنفيذ بند وقف التصعيد السياسي والاعلامي.
وفي الوقت نفسه، بدت مشاركة رئيس "اللقاء الديموقراطي&laqascii117o; النائب وليد جنبلاط في حوار القصر الجمهوري، تثبيتا لتموضعه السياسي في نقطة وسط بين المعارضة والنائب سعد الحريري، حيث بدا تجاوبه سريعا مع مبادرة رئيس الجمهورية المنسقة مع رئيس مجلس النواب لاجراء مصالحة علنية بينه وبين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وكذلك في تحفيزه النائب الحريري على المشاركة في اجتماع مصالحة خماسي في مكتب رئيس الجمهورية بحضوره وبري ورعد وجنبلاط والحريري. لم يقتصر الأمر على ذلك من قبل وليد جنبلاط، بل هو صادق على الاعتبار الأمني الذي يحول دون تحقيق المصالحة بين الحريري والسيد حسن نصر الله، داعيا حليفه الى الأخذ في الاعتبار الموضوع الأمني، مستشهدا بقول وزير المواصلات الاسرائيلي شاؤول موفاز، حول استعداده لتغطية أية فرصة أمنية لاغتيال "السيد&laqascii117o; (نشر الكلام في الصحف وكذلك للوزيرة تسيبي ليفني)، مشددا على تجاوز الشكليات من الجانبين باتجاه تحقيق المصالحة.. وجرى التشديد على وجوب الاستفادة من اجواء المصالحات التي تحققت، والانطلاق منها الى مصالحة اوسع.
كما ساد الجو نفسه، في لقاء ثلاثي جمع الرئيس بري والنائبين جنبلاط ورعد، حيث برز ارتياح مشترك للخطوة التصالحية التي تمت في خلدة بين "حزب الله&laqascii117o; والحزب الاشتراكي مع التأكيد، كما عبر جنبلاط، على اهمية المتابعة في هذا السياق، والتعجيل قدر الامكان في كل ما يؤدي الى لملمة الوضع، وصولا الى تذليل كل العقبات وازالة اثار ما حصل، وخصوصا ان الطرفين قاتلا في الخندق الواحد في انتفاضة ٦ شباط وغيرها.  يذكر أن اجتماعا سيعقد اليوم في دارة خلدة بين الحاج وفيق صفا والنائب أكرم شهيب ويناقش تفصيليا آلية ترجمة المصالحة في المستوى التربوي أولا.  
وما لم يقله وليد جنبلاط، هو أن ما يجري على الأرض، من توترات، وآخرها في البقاع الأوسط، هو أدعى بكثير للمصالحة، حيث بات واضحا أنه لا بد من ولوج ممر الأمن مع كل خطوة من خطوات تنفيذ اتفاق الدوحة وصولا الى استئناف مؤتمر الحوار...  وبدا أن جنبلاط قد اتخذ قرارا استراتيجيا لا عودة عنه، ولكن ما يجعله يتبع سياسة الخطوة خطوة، وآخرها ايفاد أحد كبار مساعديه السياسيين، أمس، الى السفارة الايرانية، حيث اجتمع بالسفير الايراني محمد رضا شيباني وشددا على أهمية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين، أن جنبلاط اتخذ قرارا موازيا بعدم كسر تحالفه مع الحريري، ولو أن الأخير يتحفظ على خطوة من هنا أو هناك.  وفي انتظار "مبادرة ما&laqascii117o; على صعيد التحضير للقاء نصر الله ـ الحريري، فان مجريات جلسة الحوار كانت هادئة عموما، على مدى ساعتين ونصف الساعة، ولم يعكر صفوها سوى بعض التشويشات، خاصة من جانب الرئيس أمين الجميل وقائد "القوات&laqascii117o; سمير جعجع، عبر اثارتهما قضية سلاح "حزب الله&laqascii117o;، الأول من زاوية قضية حادثة سجد وتجربة المقاومة الفلسطينية في لبنان، والثاني، من زاوية ما تضمنه اتفاق الدوحة حول بند السلاح خارج اطار الدولة.
واللافت للانتباه أن موقف الاثنين، صادف اليوم نفسه، الذي دخلت فيه دبابات اسرائيل العاصمة بيروت، قبل ستة وعشرين عاما، بمباركتهما، لتنطلق بعد ذلك شرارة المقاومة عبر بيانها التأسيسي في ١٦ أيلول ومن ثم العمليات التي جعلت المحتلين يولولون عبر مكبرات الصوت طالبين من أهالي العاصمة وقف اطلاق النار عليهم لأنهم قرروا مغادرة بيروت.  وبالتزامن مع الحوار، شارك نحو الف فلسطيني ولبناني في مسيرة لمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا. وحملت مجموعة من الناشطين اليساريين الايطاليين الذين يشاركون كل سنة في احياء المناسبة، لافتة كبيرة كتب عليها بالايطالية "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا&laqascii117o;. وتخلل المسيرة الى أضرحة الشهداء اطلاق الف بالون ارتفعت في الهواء بألوانها الحمراء والخضراء والبيضاء وهي الوان العلمين الفلسطيني واللبناني.  
وما كان يعلنه "حزب الله&laqascii117o; قبيل التئام طاولة الحوار، وأعاد التأكيد عليه أمينه العام بعد انتهاء جلسة الأمس، بادر الى قوله النائب محمد رعد، على مسمع الـ١٤ بأن الحزب يشدد على توسيع المشاركة، وهو الأمر الذي أثار أيضا حفيظة بعض المشاركين من فريق الموالاة، حيث انبرى سمير جعجع للقول اننا محشورون أيضا بعدم تمثيل دوري شمعون!  وقال السيد نصر الله ردا على السائلين لماذا التوسيع الآن وليس في السابق، بالقول ان الموضوع سياسي وأخلاقي وهناك حدث كبير حصل بعد توقف الحوار هو حرب تموز، وبينما كانت هناك قوى سياسية داخلية لها أدوار غير مفهومة في تلك الحرب، فان الوفاء لمن احتضنوا المقاومة ودعموها وضحّوا الى جانبها ورهنوا مصيرهم بمصيرها "يقضي بان نطالب بحزم بان تكون على رأس الطاولة وليس على كعب الطاولة وهذا المطلب سنتابعه بجدية وانا اعلم بانه ستحصل خلال هذا الفاصل الزمني بين موعد اليوم والموعد المقبل مشاورات مكثفة مع مختلف القوى السياسية لتحقيق هذا الغرض&laqascii117o;.  
ووفق المحضر غير الرسمي الذي حصلت عليه "السفير&laqascii117o; (راجع ص٣)، فان كلمة الرئيس سليمان لقيت صدى مريحا سيما وان رئيس الجمهورية، وفي الجلسة المغلقة، اكمل بالتشديد على جو المصالحات، وضرورة تعزيز خطوات المصالحة.  وبعد كلمة سليمان ومن ثم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، تعاقب المشاركون على الكلام، وتحدث معظمهم بشكل مقتضب، ما خلا مطالعة مطولة قدمها امين الجميل، منطلقا فيها من اختلاف حول مفهوم السيادة. وما لفت الانتباه خلال تلاوة الجميل مطالعته الطويلة، هو ان النائب جنبلاط، قام من مقعده، ودار حول المشاركين في الحوار، ووزع عليهم نسخا من رؤية اللقاء الديموقراطي للاستراتيجية الدفاعية قائلا لهم "اقرأوها، فيها افكار لطيفة&laqascii117o;.  وفي مداخلته، جدد الرئيس نبيه بري التأكيد على اهمية الحوار وضرورته، مشددا على ان الاولوية الآن هي للاستراتيجية الدفاعية، وعندنا اعلان الدوحة، ومقررات الحوار الوطني التي يجب ان نعمل على وضعها موضع التنفيذ.  وحرص الرئيس فؤاد السنيورة على لفت انتباه الحاضرين الى التحولات التي تحصل في المنطقة والعالم والتوترات الحاصلة هنا وهناك. وهذا ما يفترض ان نحرص على الا يكون لبنان مسرحا لصراعات الآخرين على ساحته.  كما ان السنيورة شدد على أولوية الملف الاقتصادي، "الذي لا نريد ان ينعكس عليه الوضع الامني والسياسي&laqascii117o;، وسأل عن مصير قرارات الحوار السابق وخاصة في موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات... وجاءت مداخلة النائب ميشال عون تحت ثلاثة عناوين، اشار في الاول الى وجود شقين سياسي وتقني متصلين بالاستراتيجية. وتوجه الى المشاركين بالقول: في هذه الاستراتيجية يجب ان نقرر ما اذا كان من الضروري وجود مقاومة في اطارها ام لا، اي هل نحن في حاجة الى مقاومة ام لا. واذا كنا بحاجة اليها، فالمفروض ان ننظم عملها هي والجيش. واذا لسنا بحاجة لها، فلنقل اننا لسنا بحاجة لها، وعلى هذا الاساس نرسم تقنيات الاستراتيجية.  وتحت العنوان الثاني، اثار عون موضوع الارهاب، مشددا على ضرورة معالجة هذا الامر الخطير بالسرعة القصوى. وتناول ثالثا اثار طريقة حكم حكومة السنيورة، وقال: اثناء الازمة الحكومية، حصلت امور تقتضي منا ان نوحد رؤيتنا تجاه بعض النصوص الدستورية، ولا سيما حول الآتي: اذا اختلفنا حول شرعية الحكومة، واختلف المجلس النيابي مع الحكومة، فمن يبت بالخلاف، ومن هي المرجعية التي يفترض ان نعود اليها في مثل هذه الحالات، ثم من يفسر الدستور. وركز جنبلاط في مداخلته على اساس الرغبة في الخروج من الازمة بما يطوي الصفحة السابقة، ارتكازا على الاستراتيجية الدفاعية ومقررات الحوار الوطني واعلان الدوحة. مشيرا الى ان هناك مقاربة مختلفة بيننا حول اتفاقية الهدنة. الا ان هذا لا يمنع ان نؤكد على مرجعية الطائف، ومن ضمنه اتفاقية الهدنة.  ولفتت مداخلة النائب محمد الصفدي الانتباه، لجهة تحذيره من الخطر المحدق بالبلد، واعرب عن تخوفه من ان قوى كبرى تسعى جهدها لأن تفجر الفتنة السنية الشيعية، من اجل اسقاط كل المنطقة. وهو الامر الذي اكد عليه النائب جنبلاط، الذي شدد على ضرورة التعاطي مع هذا الموضوع بجدية والعمل على منع حدوثه.  
وبرزت مداخلة النائب سعد الحريري، قال فيها "اننا في مكان والبلد في مكان اخر، الناس متوترة، وهناك مواطنون يقتلون على الطرقات&laqascii117o; (استشهد بالمعلومات التي وردت للمشاركين حول تعلبايا والمواجهة التي حصلت مع الجيش)، وشدد على ضرورة انهاء هذا الامر، معتبرا ان لا حل لهذا الموضوع الا بالدولة، ومشروع الدولة، مؤكدا على ان كل شيء يجب ان يكون في كنف الدولة.  واعرب النائب محمد رعد عن الانفتاح على اي امر، مشيرا الى اتفاق الدوحة ومقررات الحوار والى البند المتبقي من الحوار الوطني في ٢٠٠٦ اي الاستراتيجية الدفاعية. معتبرا ان هذه الامور مطروحة كلها على جدول الاعمال اضافة الى موضوعات اخرى تستحق ان تطرح بجدية، ولا سيما موضوع توسيع الحوار.
على أن اهم ما اكد عليه رعد، هو وجوب ان يخرج الحوار بما يطمئن جمهور الناس في الخارج، ولاسيما لجهة التأكيد على اننا ذاهبون في اتجاه التفاهم. فالمطلوب ان نقدم للجمهور خطابا يطمئنه، وفي سياق هذا الامر يجب ان نؤكد على تعزيز خطوات المصالحة، وعلى ان يسود الخطاب الهادئ، وعلى ان تلعب وسائل الاعلام على اختلافها، دورها الايجابي في هذا المجال اي ان تتعاطى مع هذا الامر بكل مسؤولية.  وحاول سمير جعجع التركيز على نقطة اعتبرها اساسية، وهي القول بان حوار الامس، هو استئناف للحوار الذي بدأ في الدوحة او من النقطة التي توقفنا عندها حول علاقة التنظيمات المسلحة بالدولة.  واعتبر النائب ميشال المر، ان موضوع الاستراتيجية هو شأن متعلق بالجيش، ونحن في هذا المجال لسنا اهل اختصاص، مقترحا ان يقدم الجيش تصوره في شأن استراتيجية الدفاع ، سيما وان اي استراتيجية سينتهي اليها الحوار، سنعرضها على الجيش، الذي سيعطينا رأيه ومن ثم نعود الى البحث في رأي الجيش وهكذا.. فلنعهد من البداية موضوع اعداد استراتيجية الى الجيش.. وقوبل موقف المر بلفت انتباهه الى ان السلطة السياسية هي التي ترسم الخط السياسي، ومن ثم تطلب الى الجيش ان يعد الاستراتيجية وفق هذا الخط، وليس قبل ان ترسم هذا الخط.  واثار الوزير ايلي سكاف موضوع مؤسسات وصفها بغير الشرعية، سائلا في السياق عن مدى شرعية الهيئة العليا للاغاثة، وما هي شرعية فرع المعلومات ومجلس الانماء والاعمار؟ واما النائب غسان تويني فاقترح ميثاق شرف بين المتحاورين للالتزام بالخطوط العريضة التي ارساها خطاب القسم.
في ختام المداولات، تم التوافق على الجلسة الثانية للحوار في الخامس من تشرين المقبل، وعلى اصدار بيان باسم المجتمعين أعلنوا فيه أنهم توافقوا على عدد من الأمور أبرزها اطلاق النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية كأولوية في ضوء آراء أفرقاء الحوار المتعددة بغية التوصل الى تصور مشترك لهذه الاستراتيجية، والعمل بسرعة وجدية على معالجة التوترات الامنية والاتفاق على آلية لوضع حد نهائي لهذه الحالة بما يعزز اتجاه المصالحات الحاصلة في عدد من المناطق وتعميمها على كل الافرقاء على الاراضي اللبنانية، والاتفاق على ميثاق شرف بين المتحاورين لالتزام المسلمات التي اطلقها خطاب القسم والابتعاد عن أي مظهر من مظاهر الاستفزاز السياسي وتهدئة الخطاب السياسي والاعلامي واعلان الافرقاء التزامهم هذه التهدئة عبر وسائل الاعلام.

ـ صحيفة النهار :
مشهد طاولة الحوار شبه المكتملة أمس بحضور القادة في قصر بعبدا حيث تمنى الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله 'لو كان حاضراً'، اطلق مساراً يوحي بالتساؤلات اكثر منه بالتوقعات وابرزها عن السبب الذي دعا الى تحديد الموعد المقبل لجلسة الحوار في الخامس من تشرين الثاني، اي بعد نحو 50 يوما وهو موعد يصادف غداة الانتخابات الرئاسية الاميركية؟ واذ رأى مراقبون ان هذه الفترة تتيح اجراء مصالحات واسعة النطاق، لاحظوا ان الانجاز الوحيد الذي يمكن استخلاصه الان هو ان الحوار انتج فقط 'جلسة'.
وعلى رغم هذا الانجاز اليتيم، فان خمس ساعات امضاها المتحاورون قبل ان يصرفوا ساعة ونصف ساعة على البيان الختامي، انتجت كمية وافرة من المحاضر التي شرحت تبعا لمصادرها تنوع الافكار وتعارضها وخصوصا في الانقسام الحاد حيال موضوعي الاستراتيجية الدفاعية واولوية مناقشتها وتوسيع حلقة المشاركين في الحوار. وهذان الموضوعان لم يقسما المتحاورين ضفتين تقليديتين فحسب، بل اديا الى انقسام في صفوف شخصيات المعارضة ايضا. وهذا ما لا بد ان يخرج الى العلن في المرحلة المقبلة.
وقد جالت 'النهار' على محاضر ومعلومات من اتجاهات عدة عما دار في اليوم الاول للحوار في قصر بعبدا. وفي المعلومات المتوافرة لدى مندوبة 'النهار' في القصر الجمهوري هدى شديد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري قدم عرضا تفصيليا لنتائج طاولة الحوار السابقة في ساحة النجمة عام 2006. ثم كانت مداخلة لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي تحدث عن 'الوضع الامني والقلق من التدخلات الخارجية'. وبعده تناول رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' العماد ميشال عون الوضع الحكومي وقدرات الجيش ووضع فرع المعلومات في وزارة الداخلية. لكن رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع شدد على اولوية البحث في الاستراتيجية الدفاعية. عندئذ قدم الرئيس الاعلى لحزب الكتائب الرئيس امين الجميل نص الاستراتيجية الدفاعية قائلا: 'ان السيادة كانت دائما منقوصة والولاء ليس للبنان'. وتخوف رئيس كتلة 'المستقبل' النائب سعد الحريري من 'الحرب الاهلية'، لافتا الى 'الوضع الامني والتوترات والاحداث المتنقلة واولوية معالجتها'. فتدخل رئيس الجمهورية ميشال سليمان مؤيدا موقف الحريري ورأى ضرورة 'ازالة الصور والشعارات وكل ما يسبب خلافات'، مشددا على استكمال المصالحات. واقترح رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد الذي مثل السيد نصرالله، توسيع المشاركة 'من باب النصيحة وليس الشرط'، فاقترح الرئيس سليمان مناقشة هذه المسألة من الآن حتى موعد الجلسة المقبلة. وفي المقابل سجل جعجع تحفظات عن توسيع المشاركة. وسبقت افتتاح جلسة الحوار خلوة رتبها الرئيس بري واشرف على حبكها، اذ عقد في البداية لقاء جمعه ورئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط، ثم انضم اليه النائب الحريري. وعندما فاتحهما بانضمام النائب رعد، رحبا بذلك. ثم عقد لقاء رباعي قصير تخلله عرض لوقائع ما وصلت اليه المصالحات في طرابلس والمناطق. وتوجه الجميع الى مكتب الرئيس سليمان الذي يقع في محيط القاعة الرئاسية التي استضافت المتحاورين، وعندما شاهد رئيس الجمهورية هذه المجموعة خاطب الرئيس بري قائلا: 'نقشت معك يا دولة الرئيس'. وعقد لقاء خماسي قبل ان ينضم الجميع الى طاولة الحوار. وردد بري في هذه الجلسة: 'لا تحل المشكلات في كل بلدان العالم الا بالحوار وخصوصا في بلد مثل لبنان. فنحن مجبرون لا بل من واجبنا ان نسلك هذه الطريق التي تشكل خلاصا للبلد. ولا بد من تأكيد مسلمة مفادها ان الامن لا يتوافر ويستتب الا من خلال الامن السياسي، او من خلال الديكتاتورية التي لا مكان لها في لبنان. المطلوب منا جميعا ان نشارك في الامن السياسي ونحميه'.
ووصف رئيس المجلس لـ'النهار' المناقشات التي دارت في جلسة المتحاورين امس بانها كانت 'ايجابية وصادقة وموضوعية، اذ قدمت كل جهة مداخلاتها في اطار من التفاهم والروح الوطنية'. وشدد على ان 'هذا ما كنت ادعو اليه من البداية. وبعد الانتهاء من مناقشة الاستراتيجية الدفاعية والاتفاق عليها لا مانع من طرح موضوعات اخرى'. واضاف: 'ارحب بالمصالحات التي تمت والتي بدأت من طرابلس وهذا يعني ان ماراتون المصالحات انطلق وعلى الجميع المشاركة. وسنخرج جميعا فائزين من هذا السباق'.وخلص الى القول: 'على رغم استشهاد الشيخ صالح العريضي في بيصور والاحداث الاخيرة في البقاع، علينا ان نطوقها بالتعاون مع سعاة الخير من سائر الافرقاء والجيش اللبناني والقوى الامنية'.
وافادت مصادر في الاكثرية ان بعض افرقاء المعارضة حاول طرح توسيع المشاركة، فاعترض كل من الرئيس السنيورة والنائب الحريري وجعجع، فيما لم تظهر من العماد عون اشارات تأييد للتوسيع، مما استدعى تدخلاً من الرئيس سليمان الذي لفت الى ان توسيع المشاركة لا اجماع عليه ولا يمكن السير فيه ويجب بلورة الامور في لقاءات ثنائية.كما طرح رئيس كتلة نواب زحلة الوزير الياس سكاف موضوع توسيع جدول الاعمال، مشيرا الى اوضاع مجلس الانماء والاعمار والهيئة العليا للاغاثة المرتبطين برئاسة الحكومة. بينما طرح العماد عون قضية تشكيل الحكومة وتوقيعي الوزير ورئيس الجمهورية. لكن هذا الامر لقي معارضة وتوضيحا من الرئيس سليمان الذي قال ان الاولوية بموجب اتفاق الدوحة هي للبحث في الاستراتيجية الدفاعية. ووصف مشاركون في الحوار ادارة سليمان الجلسة بانها كانت هادئة ورصينة وجدية، وقالوا ان اجواء الجلسة كانت ايجابية جدا واجواء استرخاء وكانت ثمرة هذه الاجواء الاتفاق على اولوية البحث في الاستراتيجية الدفاعية. واقترح النائب غسان تويني التزام ميثاق شرف على اساس خطاب القسم وان يتوقف التخوين والتهويل والشتم. ولوحظ ان اوساط النائب الحريري امتنعت كليا عن تسريب اي معطيات عن جلسة الحوار او الخوض في تفاصيل المناقشات.
وبدا النائب جنبلاط 'مرتاحا الى الجو العام'، استنادا الى مصادره التي قالت انه 'يعول على المبادرة الحوارية بما ينسجم ومواقفه المعلنة. ولم يطرح امرا محددا وأفكاراً في جلسة امس، اذ لم تطرح خطوات شاملة بعد في انتظار الجلسة المقبلة. وهو بدا مرتاحا فعلا'.
ورفضت مصادر في 'التيار الوطني الحر' التعليق على ما نسب الى العماد عون خلال الجلسة، التزاما 'لاصول التعامل والتفاهم والالتزام، واحتراما لما اتفق عليه بين الجميع من امتناع عن التسريب'. ووصف التعليق على اي 'كلام قد يكون مجتزأ' بانه 'خرق للالتزام المعنوي'، لافتا الى انه 'لا يمكن تلخيص كلام ساعات ببضعة اسطر او اقوال قد تكون طرأت في سياق الحديث، من غير ان تكون هي المحور الاساسي'. وشدد على ان الهدف الاساسي للحوار هو في الاصل 'الاتفاق على اولويات الحوار كما ذكر في البيان الختامي، اي التفاهم على ما هو ابعد من استراتيجية دفاعية، نعني به سياسة دفاعية لأمن لبنان تلحظ السلاح الفلسطيني وما يتعلق به والتطرف السلفي في طرابلس وغيرهما'. واصفاً ما جاء في التسريبات بانه 'على مسؤولية من رواها'.
وقالت مصادر قيادية في حزب 'القوات اللبنانية' لـ'النهار' انه بعد كلمات الرئيس سليمان والرئيس السنيورة والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ومداخلة للنائب تويني، بدأت الجلسة عمليا بمداخلة للنائب عون فحواها ان الاوضاع والظروف غير مناسبة للبحث في الاستراتيجية والاهم هو البحث في وضع شعبة المعلومات في وزارة الداخلية وطريقة عمل الحكومة.. وسانده في موقفه النائب سكاف سائلا لماذا البحث في الاستراتيجية الدفاعية في هذا الظرف غير المناسب، منتقدا اداء الحكومة وسأل عن العلاقة بين مجلس الانماء والاعمار ووزارة الاشغال. ثم كانت مداخلة لجعجع شدد فيها على اهمية البدء بالبحث في الاستراتيجية الدفاعية استكمالا لتطبيق اتفاق الدوحة الذي نص ايضا على ضرورة البحث في علاقة الدولة بالقوى غير الشرعية. واثنى النائب حرب على كلام جعجع وطالب بتوزيع محاضر جلسات الحوار السابقة على المتحاورين. وتحدث الرئيس الجميل فركز بدوره على اولوية البحث في الاستراتيجية الدفاعية، وذكر باتفاق القاهرة وما ادى اليه من مآس ودمار، لافتا الى ما كان يمكن ان ينتج من حادث اطلاق النار على مروحية الجيش في سجد. واقترح النائب الحريري البدء بالبحث في الحوادث الامنية والتوترات المتنقلة في المناطق، فوافقه الرئيس سليمان قائلا: 'نعم، نبدأ بازالة الصور والشعارات الاستفزازية ونكمل المصالحات التي بدأت في طرابلس وخلدة'. وقال الرئيس بري انه 'يجب البدء بالبحث في الاستراتيجية الدفاعية، وقد اتفقنا في البيان الوزاري على ذلك'. وقال النائب رعد: 'لا نخشى البحث في الاستراتيجية ولا نتهرب، ولكن يجب ان يتناول البحث المسألة الدفاعية من كل جوانبها. وطالب رعد بتوسيع عدد المشاركين في الحوار، فقال الرئيس سليمان: 'من اليوم الى موعد انعقاد الجلسة الثانية ندرس هذا الموضوع'. وقال جعجع ان 'لا فيتو ولا مشكلة في مشاركة احد في الحوار، ولكن اطالب بعدم التوسيع لان تشكيل مجلس الوزراء استغرق منا شهرين من الاتصالات، فالى كم من الوقت سنحتاج لادخال مشاركين جدد في هيئة الحوار؟'. وتحدث الرئيس سليمان مجددا فقال: 'فلنر ماذا يمكننا ان نفعل في هذا الشأن من الآن حتى الجلسة المقبلة'. ولاحظت مصادر 'القوات' ان مسيحيي 8 آذار او المعارضة سابقا بقيادة العماد عون حاولوا حرف الحوار في اتجاهات لا علاقة لها بالاستراتيجية الدفاعية مقللين اهميتها ومركزين على اداء الحكومة، في حين لم ير الرئيس بري والنائب رعد مشكلة في البحث في الاستراتيجية الدفاعية'. ووصفت الجو العام الذي ساد الجلسة بأنه كان 'هادئاً، وجميع الافرقاء يريدون الحوار'.
وبثت قناة 'المنار' التلفزيونية التابعة لـ'حزب الله' انه 'كما كان متوقعاً طرحت مسألة توسعة طاولة الحوار من النائب رعد الذي تمنى ان يقوم الرئيس سليمان بما يلزم انطلاقاً من ان طرح التوسعة ليس مطلقاً بل سيشمل شخصيات وطنية ساهمت في تهدئة الاوضاع المحلية، ويفترض ان تقدم مساهمة في موضوع الاستراتيجية الدفاعية ليتوافق الجميع عليها. وهو ما أكده الرئيس بري أيضاً'.وأكدت مصادر القناة 'عدم حصول اي توترات على الطاولة باستثناء المداخلة التي ادلى بها الرئيس أمين الجميل الذي قال إن المشكلة في لبنان هي في خرق سيادة الدولة وغياب الولاء للوطن من البعض. وهنا كان رد هادئ من النائب رعد تخلله تساؤل عما اذا كان الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن سيادة لبنان قد سقطوا لاجل ايران أو غيرها'.
(...) وعلمت 'النهار' ان الرئيس سليمان سيرتب في الفترة المقبلة لقاء يجمع السيد نصرالله والنائب الحريري بحيث يمهد لانطلاقة جديدة للحوار المقبل. (...) وتردد ان الرئيس بري، في احدى حلقات التشاور، طرح احتمال ان تقابل دعوة توسيع الحوار من المعارضة باشراك شخصيات فيها بمطالبة مماثلة في الاكثرية مثل المطالبة باشراك الوزير ابرهيم شمس الدين والعلامة علي الأمين.

ـ صحيفة الأخبار :
انعقدت جلسة الحوار الوطني يوم أمس برئاسة رئيس الجمهورية في إطار تنفيذ مقررات مؤتمر الدوحة، ويعدّ أهم ما تم إنجازه في الحوار هو جلوس الطرفين المتصارعين في البلاد إلى الطاولة نفسها مجدداً، واجتماع رباعي ضم: نبيه بري، سعد الحريري، محمد رعد ووليد جنبلاط في مكتب الرئيس سليمان وبحضوره، وهو اللقاء الذي يجمع المستقبل وحزب الله من دون اعتذارات مسبقة
في عين التينة، قال الرئيس بري أمام زوراه إن الجلسة الأولى للحوار أمس كانت هادئة واتسمت بالجدية والمسؤولية من قبل المتحاورين، وأضاف بري، الذي لم يتابع الجلسة حتى نهايتها بسبب ارتباطه بموعد مسبق، أن كل طرف قدم طرحاً في الاستراتيجية وفي المسائل التي تناقلها الإعلام في الأيام الأخيرة من توسعة طاولة الحوار إلى نقاش بنود جدول الأعمال، مضيفاً أن نقاش البنود الإضافية يمكن أن يبدأ بعد الفراغ من نقاش الاستراتيجية الدفاعية أولاً والوصول إلى اتفاق بشأنها.ورأى برّي أن ما جرى قبل الحوار من خلوة ضمت رئيس الجمهورية ورئيس المجلس، والنواب: وليد جنبلاط، سعد الحريري ومحمد رعد، حدث على قدر كبير من الأهمية، حيث جلس الأطراف الذين كانوا على خلاف حاد في ما بينهم بحضور رئيس البلاد.
وأشارت مصادر مشاركة في الحوار إلى أن بري اقترب قبل بدء الحوار من جنبلاط، ووقفا في أحد الصالونات القريبة من مكتب رئيس الجمهورية، وسأله إن كان لديه مانع في اللقاء مع رعد والباقين بحضور رئيس الجمهورية، فسأله جنبلاط إذا كان قد تم التوافق مع البقية، وعاد بري ليقول له &laqascii117o;نحن نحاول تجميع الموافقة من الأفراد واحداً إثر آخر، فهل لديك أنت مانع"؟ فأجاب جنبلاط بأنه لا مانع لديه، وسأل بري النائب رعد إن كان يوافق، ووافق الأخير، وكان آخر الواصلين سعد الحريري، الذي تأخر 13 دقيقة عن الموعد الرسمي لجلسة الحوار، وانضم إلى بري في الصالون حيث سأله بري إن كان لديه مانع من الاجتماع به وبمحمد رعد، فوافق الحريري مباشرة، وكان الدخول إلى مكتب رئيس الجمهورية حيث عقد اللقاء دون ترتيب مسبق، وجرى خلاله الحديث بصراحة، ولكن أيضاً بخلفية الوصول إلى تسوية للمشكلات العالقة، وتخفيف التوتر بين الأطراف المشاركة.وأشارت مصادر مشاركة في الحوار إلى أنّ سليمان تحدث أمام &laqascii117o;الزعماء الأربعة" بالصيغة ذاتها التي أعلنها في كلمته الافتتاحية، كذلك شدد على ضرورة التوصل إلى نتائج إيجابية. ومن جهتهم وافق &laqascii117o;ضيوف القصر" على ضرورة التحلي بالهدوء ومنح الفرص اللازمة لإنجاح هذا الحوار، وهو ما طلبه منهم سليمان وخاصة تمنّيه على الجالسين في الخلوة السريعة بأن يكون النقاش الداخلي هادئاً، وأن يصار إلى ترك النقاش التفصيلي في التوسيع والتمثيل وجدول الأعمال إلى جلسات لاحقة.وعن عدم ضم اللقاء أياً من الأطراف المسيحية، قال رئيس مجلس النواب إن فكرته من اللقاء هي ضم الذين كانت لديهم مشكلة كبيرة في ما بينهم، والذين كانت لديهم موانع وشروط للاجتماع بعضهم ببعض، مثله هو شخصياً ومثل تيار المستقبل ووليد جنبلاط وحزب الله، ولم يكن للأطراف المسيحية أية مشكلات أو شروط للالتقاء، بينما أشارت مصادر قريبة من بري إلى أن المعنيين باللقاء هم الأطراف الذين تقاتلوا في السابع من أيار وأطلقوا النيران بعضهم على بعض.
وكاد غياب أي قطب مسيحي عن اللقاء الخماسي يسبّب مغادرة العماد عون، كما نقلت بعض المصادر، فيما تؤكد شخصية حضرت جلسة الحوار أنّ هذا اللقاء ترك أثراً إيجابياً على المؤتمر &laqascii117o;ولم يجر الحديث خلال اللقاء الخماسي سوى عن المصالحات ووضعها في الأطر اللازمة لها، دون أن تزعج الأطراف الأخرى".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد