ـ صحيفة المستقبل
رائد الخطيب :
إذا كان عُرف أزمات الكهرباء في لبنان، يبدأ مطلع كل صيف أي بالتزامن مع موسم السياحة والاصطياف، فإن وزير الطاقة الجديد آلان طابوريان أراد أن يكسر هذه القاعدة أو العرف، بحيث تبدأ الأزمة عند نهاية الموسم الحالي، وذلك مع إرساله كتاباً الى مجلس إدارة كهرباء لبنان، يخطره فيه، بالغاء الاستثناءات التي كانت تطبق خصوصاً في مدينة بيروت ومناطق الاصطياف، ومساواة كل المناطق في التغذية بالتيار الكهربائي. وقال مصدر في إدارة المؤسسة، إن قرار الوزير يرمي الى اقتطاع نحو 100 ميغاوات من أصل 300 ميغاوات مخصصة للعاصمة وإعطائها لمناطق أخرى، وطبعاً إن نزع هذه الكمية عن بيروت، لن يزيد من حصص المناطق أكثر من نصف ساعة الى ساعة تغذية بأكثر الأحوال، لكنه بالتأكيد سيحوّل بيروت الى منطقة تفتقد الى حيويتها كعاصمة مع خسارة نحو 8 الى 9 ساعات تغذية في اليوم. وتخوف المصدر، من إمكان أن يصار القطع خلال فترة الليل، وهو بالطبع سيحول بيروت من منارة تضج فيها الحياة ليلاً، الى مدينة تغفو على ضوء الشموع، باعتبار أن مولدات الكهرباء ممنوعة في بيروت. إذاً اللافت هو إصرار الوزير طابوريان على تطبيق حكمه على عاصمة لبنان، في توقيت غير مبرر، تحسن التغذية بفعل تراجع الاستهلاك بسبب موسم الخريف، إذ تتراجع كمية الاستهلاك، فخلال موسم الصيف كان لبنان بحاجة الى نحو 2000 ميغاوت، بسبب ازدياد الطلب على الطاقة مع مجيء المغتربين والسياح، وبفعل المناخ الحار خلال الصيف، أما اليوم فإن 1500 ميغاوات تعادل مستوى الكمية المطلوبة في مستوى الذروة، بعد مغادرة معظم المصطافين العرب، مناطق الاصطياف والعودة الى بلادهم، والذين يشكلون جزءاً كبيراً من مستهلكي الطاقة. كما أن استهداف الوزير طابوريان للعاصمة، هو ليس في المكان الصح، إذ أنه من المعروف أن بيروت تدفع ثلث مداخيل خزينة الكهرباء وتبلغ نسبة الجباية فيها الى نحو 98%، كما أن ثلث سكان لبنان موجودون في هذه المنطقة، ونسبة الجباية في العاصمة هي الأعلى في لبنان، وبالتالي إذا كان النقص في الكهرباء اليوم يصل الى نحو 300 ميغاوات، فإنه بالامكان صرف النظر عن التقنين السياسي لبيروت، بانتظار مجيء الكهرباء المصرية كما وعد الوزير طابوريان في القريب العاجل، وإعطاء أي تبرير لقرار التقنين في العاصمة، هو بالتأكيد لن يحقق انتصاراً اجتماعياً أو اقتصادياً أو سياسياً.
قرار الوزير طابوريان بحق العاصمة اللبنانية، وضعه نوابها في إطار 'الكيدية السياسية' ضد بيروت نتيجة مواقفها السياسية، وأجمعوا على وصفه بـ'القرار الجائر'. واعتبر رئيس لجنة الأشغال العامة والطاقة النائب محمد قباني، أن هذا الظلم بالسوية ليس عدلاً في الرعية، ووصف في اتصال مع 'المستقبل'، قرار الوزير طابوريان بأنه 'ظلم بحق بيروت وأهلها'، وقال إن نواب العاصمة لن يرضوا ولن يسكتوا عن هذا القرار، مضيفاً أن القرار فيه الكثير من العشوائية، لأن هناك عدم موضوعية في التعاطي مع العاصمة، وأعلن أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم في مجلس النواب للحديث عن موضوع الكهرباء في بيروت. ومن جهته، سأل النائب عاطف مجدلاني عن الغاية من قرار الوزير طابوريان، وهل هو يريد الانتقام من بيروت نتيجة موقفها السياسي، وأوضح أن لا أحداً يفهم خلفية القرار 'الجائر' بحق بيروت. وقال مجدلاني 'نحن قلنا إن بيروت تحوي ثلث سكان لبنان، وفيها غالبية المستشفيات والمدارس والجامعات بالإضافة الى ثقلها الاقتصادي المعروف، ولذلك لا يمكن مساواتها ببقية المناطق، وهذا لا يعني انتقاصاً لا سمح الله من المناطق الأخرى، وإنما لبيروت وضعها ومكانتها'.وأضاف 'هناك سبب أهم وهو أن هناك قراراً يمنع وجود مولدات في نطاق بيروت الإدارية، فهل نفهم أن الغاية من قرار الوزير هو صفقة مولدات مع أصحاب المولدات'، ولفت الى أن الجميع يعرف أن بيروت تحتل النسبة الأولى من دفع جباية الكهرباء، وبالتالي لا يجب أن تعاقب هكذا، وبيروت لا يمكنها أن تتحمل أي تقنين للأسباب التي ذكرناها. وأكد مجدلاني أن نواب بيروت يدرسون الأمر للرد على الوزير طابوريان، لكنهم لا يريدون اتخاذ أية خطوة سلبية بالرغم من القرار الجائر بحق بيروت وأهلها. أما النائب غازي يوسف، فأكد أن هذا القرار تصرف لوزير غير مسؤول، أو أنه آت بعقلية انتقامية من بيروت، وهو يحاول أن يغلف قراره بعنوان المساواة بين المناطق، وقال 'أولاً نريد أن نلفت نظر الوزير، أن المساواة لا تكون في التوزيع بل في الجباية، كنواب لبيروت لا نريد أن تعامل المدينة بشكل مختلف عن بقية المناطق، بل يجب المعاملة والمساواة على أساس نسبة الجباية، فلتعطى كل منطقة بحسب ما يجبى منها'. وأضاف 'يبدو حتى اللحظة أن هناك 'نغمة' برأس الوزير، وخصوصاً بالنسبة للذي حدث لبيروت في السابع من أيار، وهو يريد أن يكمل الانتقام من بيروت نتيجة مواقفها السياسية'. وأكد أن نواب بيروت سيتجهون الى مجلس النواب وتوجيه سؤال الى الحكومة في حال أصر الوزير طابوريان على المضي بقراره.ومن جهته، اعتبر النائب عمار حوري، أن السابع من أيار ضد بيروت لم ينته، وهو في هذه المرة يأخذ شكلاً كهربائياً، وقال هناك خلط عند الوزير طابوريان بين مفهوم الانماء المتوازن والانماء المتساوي، فبيروت هي مركز الثقل الاقتصادي والعلمي والمالي وتجمع رجال الأعمال، وهي المركز الرئيسي للدولة، وفي بيروت تدفع فواتير الكهرباء وهي المورد الأساس لخزينة مؤسسة كهرباء لبنان. وأضاف نحن حتى هذه اللحظة لا نفهم، هذا الإصرار عند الوزير طابوريان ضد بيروت ذات التعددية الاجتماعية والسياسية والعيش المشترك، إنه موقف غير مفهوم. مؤكداً أن نواب العاصمة لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه هذا القرار، وسيدرسون الخطوات الواجب تنفيذها بمجرد وضع القرار قيد لتنفيذ.
ـ صحيفة المستقبل
رام الله ـ أحمد رمضان:
كما كان متوقعاً، فبعد ان صفت 'حركة المقاومة الاسلامية' (حماس) مربع عائلة حلس، جاء دور مربع عائلة دغمش، حيث كانت مليشيا الاولى حليفة لها رغم ان معظم أبنائها ينتمون لحركة 'فتح' بزعامة احمد حلس مسؤول مرجعية الحركة في قطاع غزة، لكنه ومن معه من ابناء عائلته واتباعه وقفوا موقف المتفرج عندما نفذت حماس انقلابها اواسط العام الماضي، وقد كافأتهم حركة حماس بأن طوبت باسمهم مربع امني خاص الى ان جاء يوم الحسم قبل نحو ثلاثة اشهر وكانت ما اصطلح على تسميتها مجزرة الشجاعية التي سقط نتيجتها العشرات من القتلى والمئات من الجرحى والفارين الى الضفة الغربية، ناهيك عما الحقه اجتياح الحي من دمار واسع اقتضى وما زال منع وسائل الاعلام دخول المنطقة لتسجيل وتوثيق وقائع تلك المجزرة. اما عائلة دغمش والتنظيم التي انشأته 'جيش الاسلام' فعلاقتها بحركة 'حماس' تتجاوز التحالف، فهي اولاً احدى صنائعها، وهي ثانياً شريكتها في عملية اسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط. وها هو حي الصبرة بعد حي الشجاعية وابناء آل دغمش بعد أل حلس يواجهون المصير ذاته، وبالطريقة نفسها وبنفس الذريعة: رفض العائلة تسليم مطلوبين، ولمن؟ لاجهزة امن حكومة 'حماس' التي نفذت الانقلاب، وفعلت ما فعلت ابانه من ارتكابات، ومتى في الشهر الحرام، الذي يحرم فيه القتل والقتال'. حرب الالغاء الثانية التي نفذتها 'حماس' ضد آل دغمش في حي الصبرة في مدينة غزة امس لا علاقة لها بالمعلن من اسباب، فهذه عصية على اقناع احد، ولا يستأهل القاء القبض على ثلاثة مطلوبين قتل 11 مواطنا من ابناء العائلة وشرطي من 'حماس' وعشرات الجرحى بعضهم اطفال. انها استمرار لحرب اثبات الجدارة، جدارة السيطرة واحكام قبضة الحركة الاسلامية على قطاع غزة، امام اسرائيل بعد اتفاق التهدئة الذي ينص على ضبط القطاع. وهو ما اكده يوم امس الموقع الالكتروني لصحيفة 'يديعوت أحرونوت' الاسرائيلية، بأن 'مليشيات حركة حماس مستمرة ببذل جهودها للحفاظ على التهدئة في قطاع غزة'.
ـ صحيفة السفير
مارلين خليفة:
في حديث خاص لـ"السفير&laqascii117o; حرص وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخل موراتينوس على الردّ على الأسئلة كلها، فعبّر عن سروره للوضع الهادئ الذي وجده في لبنان حيث تزامنت زيارته مع انطلاقة الحوار الوطني. أما عن الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية لم يتطرق اليه موراتينوس في لقاءاته اللبنانية بحسب ما أفصح: "إن هذا الموضوع داخلي، وبالتالي إن الممثلين الدوليين عليهم احترام ما يقرره اللاعبون السياسيون الداخليون. يجب أن نكون متنبهين في هذا الخصوص، ونحن كإسبان لا نسمح لأنفسنا بإسداء نصح في هذا الشأن الوطني&laqascii117o;. بالنسبة الى أقواله عن ضرورة بدء اللبنانيين بتهيئة ملفهم التفاوضي مع إسرائيل قال: "كررت مرارا أنه إذا أردنا سلاما شاملا في المنطقة يجب أن يكون أيضا سلاما شاملا ونهائيا بين لبنان وإسرائيل، وفي هذا الإطار على اللبنانيين إيجاد الوقت والروزنامة المناسبين لاتخاذ هذا الخطوة. تبقى مسألة الأرض الاساسية بين البلدين، مقارنة مع الأراضي الفلسطينية والسورية فأنتم كلبنانيين في وضع أفضل بكثير، ونحن نعمل على حل قضية مزارع شبعا وهذا كلّه يصبّ في تسهيل الأمور حين يأتي الوقت المناسب للمفاوضات بين لبنان وإسرائيل&laqascii117o;. بعد تفقّده لكتيبة بلاده في الجنوب لاحظ موراتينوس "وضعا أكثر تحسّنا من حيث الإستقرار. وتلقيت معلومات تفيد بأن قوات "اليونيفيل&laqascii117o; تقوم بعملها على أفضل وجه في تطبيق القرار .١٧٠١ كما ان الشعب الجنوبي هناك محبّ جدّا وراض عما تقوم به الكتيبة الإسبانية&laqascii117o;. عمّا إذا أثار مع الجانب الإسرائيلي الخروقات التي يتعرض لها القرار ١٧٠١ قال: "أثرت هذا الموضوع مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، يعتبر الإسرائيليون أنهم يطبقون هذا القرار جيدا، ويذكّرون بوضع بلدة الغجر ونحن نبذل جهودا حثيثة لحل هذه المسألة أيضا&laqascii117o;. لا يبدي موراتينوس خشية كبرى من هجومات محتملة ضد "اليونيفيل&laqascii117o; والكتيبة الإسبانية على وجه الخصوص. ويرى أن مسألة ترسيم الحدود اللبنانية السورية من الأمور الطبيعية.
ـ صحيفة السفير
سامر الحسيني:
القلوب البقاعية المليانة احتقانا طائفيا ومذهبيا انفجرت بالامس، ولم تجد من يردعها او يهدئ من فورتها، علما ان المؤشرات الميدانية تميل نحو تصاعد التوتر في البقاع على نحو اسوأ من حوادث السابع من ايار، لاسيما ان الاشكالات الامنية في اليوم البقاعي الذي حفل بالحوادث الامنية المتوترة خير مؤشر على هذا التصاعد في ظل ليونة غير مسبوقة للقوى الامنية والعسكرية . اليوم المتوتر بدأ مع الاعلان الرسمي لوفاة الشاب عبد الله العيداوي، فانهمك اقاربه المفجوعين بابنهم الذي لم يبلغ العشرين سنة، في ترتيب مراسم الدفن لا العزاء، في ظل ارتفاع درجة الاحتقان التي ترافقت مع علو اصوات تندد بتصرف الجيش اللبناني، وترجمت موجة الغضب بمواجهة بين الشبان والجيش عقب انتهاء مراسم دفن الشهيد عبد الله العيداوي ونتج عنها اصابة الفتى عامر سلوم بجراح بعد اصابته برصاصة في يده، ورد عناصر الجيش على رشق الاهالي لهم بالحجارة والقناني الزجاجية باطلاق النار في الهواء وفي الارض، بعد ذلك اقدم الاهالي على حجز اكثر من عشرة عناصر للجيش داخل احدى غرف جامع تعلبايا، وعمل منسق تيار المستقبل ايوب قزعون وعدد من الاهالي على تهدئة الشبان واخراجهم من الجامع وتأمين خروج العناصر وامتعتهم من الجامع بسلام تلبية لطلب بعض الاهالي الذين رفضوا بقاء اي عنصر من الجيش في تعلبايا، وكان لهم ما ارادوا. ثم عمل عدد من الضباط العسكريين والامنيين على سحب كل الاليات العسكرية من الطريق الرئيسية في تعلبايا وتمركزت في محيط بلدة سعدنايل.
واقفل الاهالي الطريق الرئيسية في تعلبايا بالاطارات والعوائق الحديدية لاكثر من ساعة، ثم اعيد فتحها بالكامل. ووصف منسق تيار المستقبل في البقاع الاوسط ما حصل في تعلبايا بفورة غضب من الاهالي المحتجين على عدم قيام الجيش اللبناني بمهامه بحزم وقوة، مؤكدا على ضرورة قيام الجيش بالضرب بيد من حديد وعدم التهاون، ومشددا على ان تيار المستقبل مع خيار الجيش اللبناني ومشروع الدولة، ومعتبرا ان الاولوية يجب ان تكون لتوقيف من اطلق النار على الشهيد العيداوي وعدم بقائه مطلق الحرية.
وكان مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس قد ام الصلاة على روح الشاب عبد الله العيداوي رافضا اية تصاريح اعلامية . واكد مصدر في حزب الله ان منطقة تعلبايا مفتوحة امام الجيش اللبناني لتوقيف اي مطلوب، مشيرا الى ان المطلوبين الاربعة المتهمين في الحادثة الاخيرة غير منظمين داخل الحزب. وتعليقا على ما أوردته بعض وسائل الإعلام صدر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله البيان الآتي: إننا إذ نستغرب زجّ اسم حزب الله في حادثة تعلبايا التي نستنكرها خصوصا لما أسفرت عنه من سقوط ضحايا وإصابات، نؤكد أن لا علاقة لحزب الله في ما جرى. وفي بلدة مجدل عنجر اقدم مجهولون على احراق سيارة تعود ملكيتها لمحمود كسار من الغبيري ويعمل عليها لبيع الحلويات وهي من نوع ياباني رقمها .١٢٩٥٨٨
وقد صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه ما يلي: أدلى مختار تعلبايا بتصريحات ملفقة عبر إحدى وسائل الإعلام، تطاول فيها على الجيش، وعلى مهمته في حفظ الأمن والدفاع عن المواطنين. والصحيح فيما حصل هو أن المسلحين في البلدة المذكورة هم الذين بادروا إلى إطلاق النار على أحد المراكز العسكرية أثناء تشييع الشهيد الذي سقط برصاص مدنيين ليل أمس. إن قيادة الجيش، إذ تعتبر تلك التصريحات المذكورة منافية للواقع، وتتضمن كلاماً تحريضياً غير مسؤول وتشكيكاً بالدور الوطني الجامع للجيش، تحيلها إلى القضاء المختص لجلاء الحقيقة، وتطمئن المواطنين إلى أن مهمتها مستمرة في الدفاع عنهم.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
السلاح والاستراتيجية الدفاعية... والتبسيط ! (...) ان اللبنانيين لا يختلفون على ان اسرائيل عدو وان اطماعها في بلادهم كثيرة وعلى ضرورة حماية لبنان من اعتداءاتها حتى تحرير كل الاراضي التي لا تزال تحتلها فيه، كما لا يختلفون على ان الاشقاء وفي مقدمهم سوريا المجاورة الوحيدة جغرافيا للبنان بعد قيام اسرائيل هم اشقاء وان العلاقة معهم يجب ان تكون ممتازة ومميزة. لكن هؤلاء اللبنانيين يختلفون على أمرين: الاول، هل ان سلاح 'حزب الله' هو سلاح مقاومة فقط ام سلاح محلي هدفه ارساء اسس وضع داخلي سياسي وسلوكي جديد لا توازن فيه وسلاح اقليمي هدفه مساعدة ايران وسوريا في معاركهما مع الخارج الدولي والاقليمي؟ وتطبيق ذلك يقتضي استمرار غياب الدولة او بقاؤها ضعيفة؟ اما الامر الثاني فهو ان الدفاع عن لبنان يجب ان يكون ضد كل من يحاول استباحته او احتلاله. وبهذا المعنى فالاحتياط والاستنفار يجب ان يكونا ضد اسرائيل. لكن ماذا يفعل لبنان وقواه الرسمية و'مقاومته' اذا لا سمح الله هاجم شقيق دولة لبنان عسكرياً بعد قيامها (هي لم تقم حتى الآن) اي بعد زوال اي ذرائع كتلك التي استخدمت في الماضي او التي يمكن ان تستخدم للتدخل عسكرياً فيه مثل 'الابادة' لأقليات معينة او حماية المقاومة الفلسطينية او تأمين التوازن والمشاركة في الداخل او التحول ممراً او مقراً للاضرار بهذا الشقيق؟ هل يواجهه ويحاول منعه، أم يرحب به بل يدعوه الى الدخول؟ طبعاً نحن لسنا من انصار استعداء لبنان وسوريا احدهما للاخر، ونحن من انصار تعاونهما وتكاملهما ولكن مع احترام كامل لسيادة كل منهما واستقلاله. لكننا نثير هذا الامر لنقول ان الحلول الناجعة للمشكلات المطروحة على صعوبتها تكون بالمصارحة وليس بالمناورات، اي لا يجوز تغطية موضوع سلاح المقاومة والخلاف حوله ومخاوف 'شعوب' لبنانية منه رغم انجازه التحريري الكبير بمحاولة اتهام من يسعى الى جعله قوة لدولة لبنان انه يعمل لاسرائيل او اميركا او ضد الاشقاء وفي مقدمهم سوريا. فاللبنانيون لم يعد احد يستطيع ان يضحك عليهم.
ـ صحيفة النهار
جورج ناصيف:
متى التعدّد في الطائفة الشيعية /منذ المواجهات العسكرية بين 'حزب الله' والحزب 'التقدمي الاشتراكي' في ايار الفائت، دخل النائب وليد جنبلاط في مسرى مصالحة درزية – درزية، على قاعدة الاعتراف بالحضور السياسي والشعبي للامير طلال ارسلان.وبعد مواجهات طرابلس التي كانت تنذر بفتنة سنية – شيعية، وسنية – علوية، سلك النائب سعد الدين الحريري المسلك نفسه، داخل البيئة السنية فاعترف بالتنوع السياسي في صفوف السنة. لكن عدوى الاعتراف بالتعدد لم تنتقل بعد الى البيئة الشيعية التي تبدو ثنائيتها بين 'حزب الله' وحركة 'امل' أقرب الى الثنائية الشكلية، بفعل السيطرة الهائلة لـ'حزب الله'، عسكريا وتنظيميا وشعبيا. فعشرات الوجوه الشيعية التاريخية، في البيئة السياسية او الدينية، ما زالت مطاردة او محاصرة، ولا تلقى اعترافا بحضورها ووزنها من جانب الطرف المهيمن، مما يتسبب باختلال عام في العلاقات السياسية بين الطوائف.(...) خلاصة الامر ان الرأس الواحد في الطائفة لم يحمل خيرا لأية طائفة، فخلافا لرأي عام شعبي يظن ان التوحد الطائفي تحت قيادة واحدة، يقود الى مناعة الطائفة، فان هذا التوحد، فضلا عن استحالته اصلا، يؤدي الى قمع موقت فقط للاتجاهات الاقلوية، او المختلفة عن الطرف الغالب داخل الطائفة، والتي سرعان ما تعاود الظهور عند اول منعطف داخلي او خارجي.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
أوحى تحديد الجلسة الثانية للحوار في الخامس من تشرين الثاني اي بعد خمسين يوما ان المناقشات التي دارت امس شهدت خلافات حادة حول ابقاء سلاح المقاومة مستقلا. فريق 14 آذار مع حصر السلاح بالجيش فيما فريق الثامن من آذار استمر في موقفه المتمسك بابقاء الترسانة الصاروخية وبقية الاسلحة جاهزة لصد اي عدوان ولاستعمالها ورقة قوية عندما يحين وقت معاودة التفاوض مع اسرائيل ما دامت لا تتجاوب مع قرارات مجلس الامن بالانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، من مزارع شبعا الى تلال كفرشوبا وشمال بلدة الغجر ووقف خروقها الجوية للسيادة اللبنانية. واكدت ان التبريرات التي ساقها البيان الاعلامي انه في المرحلة المقبلة سيقوم رئيس الجمهورية ميشال سليمان بمصالحات تساعد في انجاح الحوار من دون ان تكون النتائج مؤكدة. كما ان السبب الآخر الذي اعطي لإبعاد موعد الجلسة الثانية من الحوار هو الزيارات التي ينوي سليمان القيام بها بدءا من الاحد المقبل الى الولايات المتحدة الاميركية على مدى ستة ايام، وهي زيارة ترى مصادر ديبلوماسية انها ليست ضرورية في الوقت الحاضر لان رئيسا جديدا للجمهورية في الولايات المتحدة سينتخب في الرابع من تشرين الثاني اي في غضون اسابيع قليلة، ليحل محل الرئيس جورج بوش الذي سيترك البيت الابيض، وكذلك سيغادر طاقمه وزارتي الخارجية والدفاع، وبالتالي كان مفيدا اكثر انتظار الرئيس الجديد للتحادث معه. ورأت انه كان من الاجدى زيارة مصر والسعودية قبل الولايات المتحدة، وهما دولتان كانتا دائما بجانب لبنان وتدعوان إلى تقوية الشرعية والتحذير من المساس بها.
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
واقعيّة على أبواب الحوار: المقاومة باقية ما بقيت إسرائيل لقد تطلب وصول المقاومة في لبنان الى ما وصلت إليه اليوم، أربعة عقود على الاقل. وقدم خلالها قسم كبير من اللبنانيين عشرات الآلاف من الشهداء وأكثر منهم من الجرحى، وعشرات المرات من التهجير والنزوح وخسارة المنزل والمحل والمدرسة وفرص العلم والعمل. وتعاقبت على قيادة هذه المقاومة أجيال تمتعت بصفات التضحية والوفاء، قبل أن تستقر على وضع يجعل منها درة التاج في المقاومة العربية للاستعمار الاميركي والاسرائيلي. وهي لا تشكل خطراً على أعداء لبنان لأن فيها من الخطباء ما يزيد على قدرة آذان العدو على الاستماع، ولا تمثل نموذجاً لبقية المقاومين في العالمين العربي والاسلامي لأن لديها سيارات جميلة أو منازل مرسومة على مهل، ولا هي تشكل عنصر قلق للدول الكبرى لكونها تملك بديلاً من جامعات أميركا وسينما أوروبا وإنتاج آسيا، بل لأنها باتت بعد كل ما قامت به، رصيداً في مسألتين: المثابرة والتضحية. ومن يملك هذين العنصرين من رافضي المقاومة، يجب أن يقدم نموذجاً بذلك حتى يقنع الجمهور بأنه يقصد ما يقول في خطبه الرنانة التي تمثل العجز واليأس في دواخلها، ولا شيء فيها يتصل بالحياة وحبّها سوى الوجاهة التي تترافق مع ابتسامات سرعان ما تختفي أول المساء عندما يعود هؤلاء يبحثون عمن يعطيهم أجرهم على ما فعلوه نهاراً ولا يقبضون.
ـ صحيفة الأخبار
أنطون الخوري حرب:
أفادت شخصية حكومية من اللقاء الديموقراطي أن القيادة السورية بدأت منذ حوادث 7 أيار الفائت وما تلاها تنتقل في تعليقاتها على مواقف جنبلاط من اتهامه بـ&laqascii117o;العمالة" للولايات المتحدة وخدمة مصالح إسرائيل، إلى عدم خوض أي نقاش عن جنبلاط مع الأطراف اللبنانيين، لتصل إلى حد الاستماع إلى آراء سُعاة التقارب، دون التعليق عليها سلباً أو إيجاباً. وهذا ما يعدّ تقدماً في مسار العلاقة المعقّدة بين الطرفين، حيث باتت دمشق مرحّبة بمواقف جنبلاط ومشجّعة إياه على المضيّ فيها. وإذ تشدّد دمشق على حصر إيجابية جنبلاط تجاهها بأصدقائها داخل لبنان، أبلغت هؤلاء ضرورة مساعدته في تحقيق أهدافه &laqascii117o;المناسبة للمرحلة الحالية"، مع التأكيد على رسم إطار واضح لحجمه السياسي، وهذا يعني أن تضخيم جنبلاط لدوره في التأثير على القرار السياسي اللبناني عبر الهيمنة على فريق 14 آذار لم يعد متاحاً كما كان في السابق وأن معادلة المرحلة المقبلة هي معادلة أحجام لا أورام.
ـ صحيفة الأخبار
أنطوان سعد:
على رغم أن الحزب التقدمي الاشتراكي حرص على وضع جميع حلفائه في قوى الرابع عشر من آذار، ومن ضمنهم القوى الحزبية المسيحية، في أجواء اتصالاته مع حزب الله، فإن أجواء متشائمة سادت أمس كوادر حزبي الكتائب والقوات اللبنانية. وبرزت لدى هؤلاء مخاوف من احتمال إحياء التحالف الرباعي أو استحالته تحالفاً خماسياً يضم رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، وهو بالتأكيد سوف يكون على حسابهم.وبالعودة إلى الاجتماع بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، فإن مصادر الطرفين تؤكد أن الجو كان إيجابياً جداً، وأنه تم الاتفاق على ألا تتكرر المواجهات الدامية بينهما مهما تكن الظروف والاختلافات في المواقف السياسية. وتشير مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي إلى أنها ارتاحت إلى مواقف وزير العمل محمد فنيش ولا سيما عندما تدخّل لإيضاح فكرة ملتبسة أدلى بها أحد زملائه، وإلى أنها فوجئت بالانفتاح والودّ اللذين تميّز بهما النائب علي عمار &laqascii117o;فبدا كأنه شخصية ثانية غير تلك التي ظهرت في الإعلام في الفترة الماضية"، حتى إن الوزير أبو فاعور تساءل: &laqascii117o;هل هو النائب علي عمار أم أخوه؟".