ــ صحيفة السفير :
مع بدء العد العكسي لإقرار التقسيمات الانتخابية وفقا لاتفاق الدوحة وطبقا للمهلة المتوافق عليها قبل الخامس والعشرين من الجاري، بدأت تتبلور ملامح قوة ساعية الى تأجيل إقرار القانون، فإذا تعذر ذلك، السعي لتعطيل الانتخابات، أو الدفع باتجاه توتير الأجواء، خاصة في الساحة المسيحية، من أجل شد عصب ما قد يفيد في تحصيل مقعد من هنا أو هناك، طالما أن التهدئة والمصالحات يمكن أن ترتد سلبا على جهة معينة. وقال مرجع أمني لبناني لـ"السفير&laqascii117o; انه "لن تكون هناك سجادة حمراء مفروشة أمام المصالحات التي جرت أو التي يجري العمل عليها، لكن علينا أن ندرك أنه كلما اقتربنا من مصالحة جديدة ارتفع منسوب المخاطر والتحديات الأمنية.. والعبرة هي في الإصرار على خيار المصالحة والحوار، لأنه مهما حاول المتضررون أن يعطلوا أو أن يفرشوا سجادة من الدم، فإن قرار المصالحات هو قرار إقليمي ومحلي كبير، وسيكون له مردوده الإيجابي في النهاية على مجمل الأوضاع بما في ذلك على الخارطة الانتخابية في المرحلة المقبلة&laqascii117o;.
وكان لافتا للانتباه أن مصدرا دبلوماسيا يمثل إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، حذر من وجود جهات دولية، رفض تسميتها، تقيس الانتخابات النيابية المقبلة من زاوية نتائجها المحتملة، وقال لـ"السفير&laqascii117o; انه "اذا أفضت الانتخابات الى أكثرية لمصلحة "حزب الله&laqascii117o; تحديدا، فإن هذه الجهات الدولية لن تكون صاحبة مصلحة في إجراء الانتخابات النيابية في لبنان&laqascii117o;. وبينما قلّلت جهات رسمية لبنانية واسعة الاطلاع من قدرة اي جهة داخلية أو خارجية على تعطيل الانتخابات أو إقرار القانون الانتخابي المتوافق عليه في الدوحة، فإنها لم تستبعد أن نشهد فصولا من التوترات المتنقلة، خاصة في الدوائر المسيحية من الآن وحتى موعد الانتخابات في ربيع العام .٢٠٠٩ وأشارت الى أن ما جرى سيفرض نفسه على جدول أعمال لجنة الإدارة والعدل يوم الاثنين المقبل، حيث سيكون متعذرا على وزارتي الداخلية والدفاع الالتزام بإجراء الانتخابات كلها في يوم واحد! في هذا السياق، يمكن إدراج حادثة بلدة بصرما في قضاء الكورة، فجر أمس، والتي ذهب ضحيتها أحد رموز "تيار المردة&laqascii117o; في الشمال يوسف فرنجية بالإضافة الى أحد مرافقي النائب القواتي فريد حبيب، ويدعى بيار إسحاق، فضلا عن سقوط عدد من الجرحى.
وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ"السفير&laqascii117o; إن سلسلة حوادث سجلت في الساعات الأخيرة بينها حادثان في جبيل وإهمج بين عناصر من "التيار الوطني الحر&laqascii117o; و"القوات اللبنانية&laqascii117o;، وسقط في أحدهما عدد من الجرحى من عناصر "التيار&laqascii117o;، فيما تجري محاولة رصد من قبل الأجهزة الأمنية لبعض مروجي الشائعات في عدد من الأقضية المسيحية.
وفي موازاة ذلك، ينتظر أن تكون جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم في السرايا الكبيرة برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة جلسة أمنية بامتياز، حيث سيستمع المجلس الى تقارير لكل من وزيري الداخلية والدفاع وقادة الأجهزة الأمنية حول المستجدات الأخيرة في العاصمة (ظاهرة إلقاء القنابل في كورنيش المزرعة) والبقاع والشمال (حادثة بصرما تحديدا) وعين الحلوة، على أن يصار الى اتخاذ القرارات المناسبة، على حد تعبير مصدر وزاري.
وعشية الجلسة، تقرر أن ترفع القوى العسكرية والأمنية "مستوى جهوزيتها سعيا الى توفير فرص أفضل لمواجهة التحديات الأمنية&laqascii117o; على حد تعبير مصدر عسكري، مشيرا الى البدء بتعزيز الإجراءات العسكرية والأمنية في جميع المناطق اللبنانية، وخاصة في بعض المناطق الحساسة مسيحيا أو في العاصمة والبقاع الأوسط، بالإضافة الى استمرار الإجراءات المتخذة في طرابلس والشمال... وقد أثيرت في الاجتماع الأمني العسكري الذي ترأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفي مجلس الأمن المركزي برئاسة وزير الداخلية زياد بارود، التطورات الأمنية العامة في البلاد، وتم التوقف عند ظاهرة مستفحلة وتتمثل في تحول بعض عناصر الحماية الأمنية الرسمية لبعض الشخصيات "الى جزء من المنظومة الميليشياوية&laqascii117o; على حد تعبير أحد المراجع الأمنية.
وجاءت إثارة هذا الأمر، على خلفية حادثة بصرما حيث تبين أن أحد الجرحى الثلاثة من جانب "القوات&laqascii117o; هو المعاون أول في قوى الأمن الداخلي ميشال مخايل المفصول من قوى الأمن الداخلي إلى المديرية العامة لأمن الدولة وهو مرافق النائب فريد حبيب، وكان يرتدي زيه العسكري الرسمي خلال الحادث وتردد انه كان يشارك في عملية تعليق الصور قرب مكتب "المردة&laqascii117o;. وقد فتحت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي تحقيقا مسلكياً مع مخايل، فيما قرر مجلس الأمن المركزي الطلب من وزير الدفاع الياس المر "اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوقيف العمل برخص الأسلحة في منطقة الشمال&laqascii117o;. وعمّمت قيادة قوى الأمن الداخلي على ضباطها وعناصرها "لا سيما تلك المكلفة تأمين الحماية الأمنية لبعض الشخصيات والمرجعيات السياسية أو الدينية ضرورة التقيد بأحكام القوانين والأنظمة والتعليمات المرعية الإجراء في سائر المهام التي يكلفون بها، والتحلي بالانضباط والمناقبية العسكرية المثلى وممارسة المهام الموكولة إليهم بكل دقة ومهنية وتجرد وعدم التدخل بالشؤون السياسية والبقاء على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء&laqascii117o;.
وبينما كانت تجري محاولات لمحاصرة حادثة الكورة ومنع تفاقم الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، ظل التوتر قائما في البقاع الأوسط، في ظل ترويج شائعات عن مهلة أعطيت للجيش اللبناني لتسليم قاتل ابن تعلبايا الشاب عبد الله العيداوي خلال خمسة أيام كحد أقصى، فيما ألقيت قنبلة يدوية في ساحة شتورا قبالة "سنتر شمس&laqascii117o; على مسافة قريبة جدا من أحد مراكز الجيش اللبناني وفر الفاعلون الذين كانوا بداخل سيارة الى جهة مجهولة، وأدى الانفجار الى إصابة المواطن علي الحاج حسن بجروح طفيفة. في هذه الأثناء، وضع القضاء العسكري يده على حادثة بلدة بصرما، وانتقل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد الى المنطقة حيث أجرى كشفا ميدانيا على مكان الحادث وباشر تحقيقاته بالاستماع الى إفادات الشهود ومنهم عنصر أمن الدولة مرافق فريد حبيب.
وقالت مصادر قضائية لـ"السفير&laqascii117o; ان جثة القتيل القواتي بيار اسحاق كانت لحظة وقوع الحادث فوق جثة يوسف فرنجية، الأمر الذي جعل المحققين يدققون في الطلقات التي أصيب بها الاثنان، خاصة أن فرنجية كان يحمل مسدسا (أطلق منه ثلاث رصاصات من أصل ست) ولم يكن معه أحد لا بل إن مرافقه كان قد أنزله وأكمل جولته في شوارع البلدة. وقد وجدت مظاريف فارغة في مكان الحادث لرصاصات كلاشينكوف و"ام ١٦&laqascii117o; (سلاح العنصر الأمني الرسمي). وتشير إفادات الشهود الى أن عملية التعارك وإطلاق النار حصلت في ظل ظلام حالك أحاط بالمكان، ومن غير المستبعد أن يكون مطلق النار على فرنجية هو نفسه من أطلق النار على اسحاق في غمرة الارتباك الذي واكب العراك وهو الأمر الذي ستبينه عملية تشريح الجثتين واستخراج الرصاصات اللتين أصيبتا بها. يذكر أن عناصر "القوات&laqascii117o; في أقضية الكورة والبترون وزغرتا قد انكفأت الى مراكزها في أعقاب الحادثة، فيما تم تعزيز إجراءات الجيش اللبناني في المنطقة.
ومن المعروف أن يوسف فرنجية كان قد أعلن خلال شريط وثائقي بثه تلفزيون "أو تي في&laqascii117o; في ذكرى مجزرة اهدن قبل أكثر من شهرين أنه هو من أطلق النار على سمير جعجع خلال قيامه بقيادة المجموعات التي نفذت المجزرة.
على صعيد ردود الفعل، وفيما شدد رئيس الجمهورية خلال اتصالاته مع المعنيين، وخاصة رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، على وجوب ضبط النفس وترك التحقيق يأخذ مجراه، داعيا الى نبذ الفتنة والمضي أكثر فأكثر في خيار المصالحة، قال فرنجية في مؤتمر صحافي عقده في بنشعي إنه سيحتكم إلى القضاء في حادثة بصرما، واعدا بأنه لن تكون هناك ردات فعل ضد عناصر القوات اللبنانية في الشمال، قائلا ان "قوات الكورة وزغرتا في حمايتنا وقوات بشري اخوتنا&laqascii117o;.
واعتبر فرنجيه أنه لو لعب البطريرك الماروني نصر الله صفير دوره "لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم&laqascii117o;، وأكد بالمقابل تمسكه بالمصالحة المسيحية الشاملة ولكن هذه المرة بعد المحاكمة، محذرا من انه اذا تم تطبيق شريعة الغاب فستطبق عند الجميع، محملا النائب فريد حبيب المسؤولية المباشرة "لأن الذين افتعلوا المشكل هم مرافقوه الشخصيون وفي سيارته الخاصة وعلى القضاء أن يقرر ماذا يحصل. لكننا لن نقبل بأن "تطلع&laqascii117o; بأربعة مرافقين على اساس ان للنائب حصانة تحميه. صحيح للنائب حصانة من الدولة ولكن عندنا ليس عليه حصانة وسنرى كيف ستتم الامور عقب ذلك وحتى ذلك الحين "الله بيفرجها&laqascii117o;.
وإذ جدد ثقته بالقاضي جان فهد حدد مهلة للتحقيق لا تتجاوز الشهر الحالي، لافتا الى انه يسامح بالنسبة لأهله، ولكن ثقة اهل الشهيد به غالية ولن يفرط بها. وقال "أنا استطيع تحصيل حقهم بالقانون وأناضل لتحصيل حقوقهم وغير ذلك لا استطيع ان امنع احداً حين تقصّر الدولة في تحصيل الحق عبر القانون ان يتصرّف&laqascii117o;.
بدوره، أبدى قائد "القوات اللبنانية&laqascii117o; سمير جعجع "استعداده للرضوخ لنتائج التحقيقات&laqascii117o;، وقال في مؤتمر صحافي في معراب إنه "مهما تكن الظروف فنحن نرفض أن يتوجه الوزير فرنجيه الى النائب حبيب بهذا الأسلوب باعتبار أن هذا الكلام يأتي في إطار التهديدات&laqascii117o;، مشيراً إلى أن فرنجيه يعي تماماً أن مسألة التهديدات "غير مقبولة على الإطلاق بالنسبة إلينا وبالتالي التهجم على النائب حبيب مرفوض وكأنه هو المسؤول، وإذا كان عليه حصانة من الدولة (حبيب) فنحن لا حصانة معنا وفي حال أراد الوزير فرنجيه أن يعرف من المسؤول فنحن جميعاً مسؤولون&laqascii117o;.
إلى ذلك، عقد، أمس، اجتماع تنسيقي أمني في دارة الوزير طلال أرسلان في خلدة، بين النائب أكرم شهيب ممثلا الحزب التقدمي الاشتراكي والحاج وفيق صفا ممثلا قيادة "حزب الله&laqascii117o; وتم خلاله الاتفاق على سلسلة خطوات عملانية "لإعادة الأمور إلى طبيعتها على المستوى التربوي في مناطق الساحل والجبل وخاصة في مبنى الجامعة اللبنانية في الحدث&laqascii117o;. واتفق الجانبان على عقد اجتماع ثان يوم السبت المقبل لمعالجة الشق الأمني الميداني، على أن يشارك فيه مسؤولو المناطق المشتركة أو المتجاورة في الجبل والساحل.
ـ صحيفة النهار :
قبل ان يجف حبر البيان الصادر عن اولى جلسات الحوار الوطني المستعاد في قصر بعبدا، متضمناً التشديد على معالجة الوضع الامني في ضوء التفجيرات المتنقلة، جاء حادث بصرما – الكورة ليثير مخاوف من انتقال مسلسل الخروقات الامنية الى مناطق التداخل بين قوى مسيحية متنافسة ومتصارعة بما يعمم حال البلبلة ويبقي التوتير الامني سيفاً مصلتاً على مجمل الوضع في البلاد. وقالت اوساط سياسية وامنية معنية بالمعالجات الجارية لهذا الحادث لـ'النهار' ان الدولة بمسؤوليها واجهزتها تعاملت معه باعتباره تطوراً يفوق في خطورته الحوادث التي جرت في الايام السابقة في عدد من المناطق الاخرى، لا تقليلاً لخطورة تلك الحوادث، انما للطابع الذي اكتسبه مقتل مسؤولين من 'القوات اللبنانية' وتيار 'المردة' تحديداً، نظراً الى التراكمات القائمة بينهما والتي يمكن ان تتسبب بخروج مضاعفات الحادث عن دائرة الضبط الفوري واحتواء الذيول.
واوضحت ان نوعاً من الاستنفار السياسي والامني حصل عقب حصول الحادث لمنع مضاعفاته الحزبية والامنية، وابلغ الى جميع المعنيين ان اجهزة الدولة وضعت يدها على الحادث وطلبت من الفريقين تسهيل مجريات التحقيق العسكري الذي بوشر فور حصوله، بينما كثفت الاجراءات الامنية في بصرما وقرى الكورة والمحيط ومناطق اخرى. واضافت ان هذه الاجراءات ستتخذ طابعاً مستمراً، خصوصاً ان الحادث حصل قبل ايام من مهرجان شعبي حاشد تعد 'القوات اللبنانية' لاقامته في جونيه الاحد المقبل، الامر الذي يستدعي التحوّط لامكان حصول تداعيات او مضاعفات للحادث خلال تحرك الوفود وعبورها مناطق التداخل بين الفريقين. وتقرر في اجتماع مجلس الامن المركزي الذي انعقد امس استثنائياً برئاسة وزير الداخلية زياد بارود اتخاذ سلسلة من التدابير الامنية والعسكرية الفورية لتطويق الحادث واحتواء التشنج الناتج منه، كما درست هذه الخطوات تفصيلاً في اجتماع برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا ضم قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي. وفهم ان التحقيق العسكري الذي شرع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية جان فهد في اجرائه امس قد استجلى الكثير من خيوط الحادث وملابساته بعد الاستماع الى افادات شهود، وان ثمة سعياً جاداً الى الاسراع في كشف حقيقة ما جرى والتوصل الى معرفة مسببي الاشتباك المسلح الذي حصل في بصرما واودى بالمسؤول في تيار 'المردة' في البلدة يوسف الشب فرنجيه والناشط 'القواتي' بيار اسحق وجرح ثلاثة بينهم معاون اول في قوى الامن الداخلي هو من مرافقي النائب فريد حبيب. ولفتت الاوساط المعنية الى ان حالاً من التوتر الشديد كانت تسود المنطقة قبل حصول الحادث، واجريت اتصالات مع القوى السياسية المعنية لحضها على تجنب حصول ما قد يؤدي الى صدامات. ثم تكثفت هذه الاتصالات امس مع كل من الوزير السابق سليمان فرنجيه ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع. ووصفت المواقف التي اتخذها كلاهما بأنها عكست تحسساً لخطورة ما جرى ورغبة في منع تطور الامور وتدارك مضاعفاتها، وإن يكن كلا الفريقين يحمّل الآخر مسؤولية ما جرى وما قد يجري اذا لم يكشف المتسببون بالحادث ويسلموا الى القضاء. وفي حديث تلفزيوني ادلى به ليلا، رأى العماد ميشال عون ان 'الوضع الامني خرج من يد السياسيين على ما يبدو'. لكنه قال انه 'اذا كان التفاهم صحيحا فيمكن ألا تتوسع حالات عدم الاستقرار ولن تسوء الاوضاع لكي تتحول حربا أهلية'، مستبعدا تماما 'أن نكون على أبواب حرب أهلية'. وفي تفسيره للاشكالات الامنية قال 'هناك احتمال من اثنين، إما ألا يكون من يقومون بالمصالحات جديين، وإما ان تكون الخلايا التي تقوم بالتخريب مرتبطة بجهات خارجية لا علاقة لها بالمصالحات التي تحصل'. وعن المصالحة مع الحزب التقدمي الاشتراكي قال: 'هناك تراكم حقوق مادية ومعنوية للناس في الجبل وهناك نزعة الى السيطرة على العائدين الى الجبل... وهناك صعوبة كبيرة في هذه الصلحة وهذا الموضوع منوط بجنبلاط. فلا خلاف شخصيا بيني وبينه، الموضوع متعلق بمجتمع أرهق بتعديات متواصلة'.على صعيد آخر، زار رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط في العاشرة ليل أمس قريطم حيث اجتمع على انفراد برئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري مدة ساعة. وقالت أوساط قريطم ان اللقاء تناول الاوضاع المحلية من كل جوانبها.
ـ صحيفة الأخبار :
يبدو أن اللقاءات الجانبية على هامش جلسة الحوار الأولى في قصر بعبدا، فتحت الطريق أمام لقاء القمة بين زعيمي حزب الله وتيار المستقبل، الذي تؤكد المصادر أنه بات في عهدة التحضيرات اللوجستية لضمان أمن الرجلين. هل تشهد الأيام المقبلة اللقاء المرتقب بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري، ليكون ذلك تتويجاً وتدعيماً للمصالحات السابقة؟ بحسب مصادر مطلعة، فإن تطورات إيجابية متقدمة حصلت على صعيد هذا اللقاء، وذكرت هذه المصادر لـ&laqascii117o;الأخبار" أن التحفظ الذي كان موجوداً عند الحريري سقط نهائياً، وأنه أبلغ مساعدين له إدراكه الأبعاد الجيدة لمثل هذا اللقاء وانعكاساته الإيجابية على قواعد الطرفين، ما يساعد على ترسيخ أجواء أفضل في البلاد.وحسب المصادر أنه كان ممكناً الحصول سابقاً على خطوات عملية سريعة في هذا المجال، لكن الحريري شُغل بملف المصالحة في طرابلس وزيارات البقاع وصيدا وإقليم الخروب، مشيرة إلى أن الأجواء الآن أفضل وتتيح ترتيب اللقاء، ولفتت الانتباه إلى أن الجانب اللوجستي من اللقاء، الذي يتعلق بالمكان والترتيبات الأمنية التي تخص الرجلين، سوف تكون من الآن فصاعداً محور الاتصالات بين مساعدين لهما قبل ترتيب اللقاء الذي سوف يتيح التواصل على مستويات أخرى وزارية ونيابية وسياسية.
وما يؤكد هذه الأجواء، هو ما قاله الحريري نفسه في سحور أقامه في قريطم ليل الثلاثاء، وكان عنوانه العام الحديث عن المصالحات، فيما حمل في طياته تمهيداً لمصالحة أكبر مما جرى في طرابلس والبقاع، إذ قال: &laqascii117o;إن المصالحات تحصل مع الخصم السياسي الذي نختلف معه، لا مع الحليف الذي نتفق معه". وأضاف: &laqascii117o;من يرد أن يذهب إلى المصالحة فعليه أن يكون شجاعاً وجريئاً في مواجهة خصمه أو من يختلف معه. عليه أن يحدد الخيار الذي يسلكه ويكون جريئاً في الالتزام به، فإما أن نكون مسؤولين للحفاظ على الوطن وإيصاله إلى بر الأمان، وإما أن نأخذ البلد إلى الاقتتال والفتنة التي نعيش بعض جوانبها حالياً". وحدد شروط المصالحة بأنها &laqascii117o;يجب أن تكون مشرّفة، وأن تكون لها نتائج إيجابية وتساعد على تعزيز عوامل الاستقرار". وأتبع هذه الأقوال بتوجيه رسائل تطمين غير مباشرة إلى جمهوره وحلفائه، بالقول: &laqascii117o;إن ذلك لا يعني أن سعد الحريري سيغيّر مواقفه السياسية أو أنه يبدل في التزاماته تجاه الدولة أولاً وتجاه حلفائه، فنحن لن نتراجع عن مواقفنا ولن نتراجع عن مسيرة السيادة والاستقلال والحرية والعروبة والمحكمة الدولية ولا ثوابت 14 آذار". ورأى أنه &laqascii117o;لا يجوز عند نشوب أي خلاف سياسي أن ينتهي باستخدام السلاح، فهذا يعني في النهاية تدمير لبنان".ولأول مرة منذ حوادث بيروت، لم يتحدث الحريري عن &laqascii117o;جرح بيروت"، مكتفياً بالقول: &laqascii117o;لم يكن مستحيلاً علينا أن ننجر في السابع من أيار لمواجهة الاعتداء الذي حصل على بيروت وسائر المناطق بالسلاح، ولكننا لكوننا مسؤولين عن البلد وعن مشروع رفيق الحريري رفضنا الانجرار إلى مواجهة السلاح بالسلاح منعاً للفتنة وحفاظاً على وحدة البلد واستقلاله والعيش المشترك فيه".
وأمس برز تطور آخر، إذ أوحى مقرر لجنة الإدارة والعدل، النائب نوار الساحلي، بإمكان تأجيل جلسة مجلس النواب التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم 25 من الجاري لإقرار قانون الانتخابات، بقوله: &laqascii117o;أما إذا أُجِّل أو قُرِّب موعد الجلسة فلا بأس، وخصوصاً أننا قادمون على عيد الفطر المبارك، وقد يرتئي دولة رئيس المجلس أن يعيّن الجلسة بعد العيد، لكننا كلجنة إدارة سنرفع اقتراح القانون مع تقرير اللجنة إلى رئاسة المجلس" ضمن المهلة.
وكانت اللجنة قد عقدت جلسة أمس برئاسة الساحلي بسبب وجود رئيسها النائب روبير غانم مع وفد نيابي في ألمانيا للاطلاع على النظام الانتخابي فيها، وناقشت بند انتخاب اللبنانيين المقيمين في الخارج، وآلية تمكينهم من ذلك، وأعلن الساحلي عدم التوصل إلى نتيجة حاسمة في شأن إمكان تحقيق ذلك في الانتخابات المقبلة &laqascii117o;أو تأجيله الى انتخابات عام 2013، فاستمهلنا بتّه الى يوم الجمعة المقبل". وذكر أن اجتماع اللجنة يوم الاثنين سيكون مخصصاً &laqascii117o;لإعادة صياغة مواد القانون وقراءة جديدة له بعد إدخال التعديلات"، مؤكداً احترام المهلة التي حددها رئيس المجلس.
وأفادت معلومات لـ&laqascii117o;الأخبار"، أنه طُرحت خلال الجلسة نظريتان في شأن انتخاب غير المقيمين، الأولى تبنّاها الوزير فوزي صلوخ ونواب المستقبل وحركة وأمل، وتنطلق من واقع أن لبنان لديه 66 سفارة وأقل من 10 قنصليات من أصل 240 دولة يوجد فيها لبنانيون، ولذلك من الظلم حرمان بعض اللبنانيين من حق الانتخاب، وإعطاؤه للباقين.
أما الثانية فطرحها النائبان إبراهيم كنعان ونبيل نقولا، وتقول بضرورة التمييز بين الحق وممارسة هذا الحق، وتبنّيا طرح النائب بهيج طبارة الذي يقول بأن على الناخب تسجيل اسمه قبل وقت وإرسال الأسماء إلى بيروت للتأكد منها. وعلم أن النواب طبارة وكنعان ونعمة الله أبي نصر سيعملون على صياغة ورقة جديدة، لتطبيقها في هذه الانتخابات أو لاحقاً، تبعاً لقدرة وزارة الخارجية، ولكن مع إدخال المبدأ إلى القانون.
في هذا الوقت، استأثرت جلسة الحوار أول من أمس، والمطالبة بتوسيع مروحة المتحاورين من جهة ورفض ذلك من جهة أخرى، إضافة إلى السجال في شأن مواضيع الحوار وأولوياته، بمعظم المواقف أمس، فوصف الرئيس أمين الجميّل الجلسة بـ&laqascii117o;الموفقة"، وقال إن مجرد انعقادها &laqascii117o;هو شيء إيجابي"، مشيداً بأجوائها حيث كان &laqascii117o;هناك تواصل بين جميع القيادات الموجودة، ولم يكن في الجو تشنّج، واتفقنا على أن تبقى الأجواء بعيدة عن التشنج والتصعيد، كذلك تم التوافق على جدول أعمال الجلسة المقبلة وهو مؤشر إيجابي". وذكر أن موضوع التوسيع طرح عرَضاً &laqascii117o;ودون إصرار، وهذه القضية لها حساسيتها لأن الرئيس نبيه بري عندما كوّن طاولة الحوار كان عنده ميزان صيدلي ووفق في إيجاد معادلات كثيرة صعبة ودقيقة".كذلك وصف الوزير تمام سلام الجلسة بأنها &laqascii117o;كانت جيدة"، مشيداً بكلمة رئيس الجمهورية في مستهلها وبالبيان الختامي.وقال إنه كان يتمنى موعداً أقرب للجلسة المقبلة. وكرّر موقفه من توسيع المشاركين، قائلاً: &laqascii117o;في اللحظة التي سيُفتح فيها هذا الباب، وفي ضوء صعوبة إيجاد مقاييس تعتمد لمن يضم ومن لا يضم ومن يشارك ولا يشارك، قد ندخل في متاهات لا تجدي نفعاً وتضيع فحوى هذا الحوار وقيمته وتبعده عن فاعليته". أما الوزير نسيب لحود الذي زار الحريري أمس، بعدما التقى السفيرة الأميركية ميشيل سيسون، فأعلن عدم الممانعة في توسيع مواضيع طاولة الحوار &laqascii117o;ولكن ليس على حساب أولوية التوصل الى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان وتثبت مرجعية الدولة". ورحب &laqascii117o;بلقاءات المصالحة" التي حصلت خلال الجلسة &laqascii117o;وكذلك المصالحات التي حصلت في الأيام المنصرمة"، متمنياً &laqascii117o;أن يستمر الحوار بين كل الأطراف لخدمة الاستقرار".وجدّد النائب عمار حوري، موقف تيار المستقبل الرافض لتوسيع مروحة المشاركين في الحوار، واعتباره أن ذلك يعني توسيع الخلافات والتأثير سلباً على الحوار. ورأى أن الإشكالات هي &laqascii117o;رسائل أمنية لضرب المصالحات"، وأردف: &laqascii117o;من يستهدف هذه المصالحات هو من استهدف السلم الأهلي وقام بالعديد من الجرائم".
من جهته، رأى الوزير محمد فنيش، في حفل إفطار أقامته مؤسسة الجرحى، أن &laqascii117o;محاولات الحديث اليوم عن نزع سلاح المقاومة أو جعل موضوع السلاح هو المشكلة، قفز عن الحقائق، لأن المشكلة هي مشكلة لبنان بل المنطقة بأسرها في وجود هذا الكيان الصهيوني"، داعياً &laqascii117o;من يريد أن يدافع عن لبنان ويحميه وأن يضمن للبنانيين سيادة كاملة واستقلالاً كاملاً وقراراً حراً"، إلى أن يضع على طاولة الحوار &laqascii117o;كيف السبيل للوصول الى ذلك". وقال إن &laqascii117o;التلهي بشعارات ومواقف، أمور لا توصل الى شيء". ورأى أن &laqascii117o;من مستلزمات الحوار أن يجري بين قوى قد استكملت عملية المصالحة وأنهت النزاع والخصومة السياسية"، معلناً &laqascii117o;أن الدعوة الى المصالحة هي دعوة لمصالحة شاملة لأننا نريد أن تعود الحياة السياسية الى طبيعتها". وقال إن تغطية المخالفين والمعتدين بالإشكالات الأمنية وأن تكون هناك وسائل إعلامية، التهم عندها جاهزة، بعيداً عن الحقائق والموضوعية، واستخدام لغة الثأر العصبية والتحريضية، هذا ليس من مستلزمات الحوار ولا يحقق الشروط المطلوبة لإتمام عملية المصالحة وإنجاح الحوار.
وإثر اجتماعها الدوري أمس، رأت كتلة الوفاء للمقاومة، أن استئناف الحوار عزز الآمال بإمكان الخروج من الازمة الخانقة &laqascii117o;والعودة الى منطق التفاهم الوطني على قاعدة وجوب بناء الدولة القوية والحامية للوطن والقادرة على الاستفادة من كل الطاقات والامكانات، بما فيها قدرات المقاومة وخبراتها في التصدي لمخاطر العدو الصهيوني"، مطالبة بتوسيع دائرة المشاركين &laqascii117o;لمزيد من تعميم روح المصالحة الوطنية". ودانت &laqascii117o;استمرار التحريض الطائفي والمذهبي والفئوي والتوتير المتنقل بين المناطق أياً يكن مصدره"، مستنكرة التعرض للجيش &laqascii117o;ولدوره الوطني المعطل للفتنة". وإذ أشاد النائب مروان فارس بكلمة رئيس الجمهورية في افتتاح الحوار &laqascii117o;وخصوصاً أنها أنهت سجالاً طويلاً حول الاستراتيجية الدفاعية"، رأى ضرورة توسيع مروحة المتحاورين، قائلاً: &laqascii117o;إن القوى القائمة على الارض وخاصة في الاحزاب الوطنية، هي التي يجب أن تمثل في الحوار، وإلا فسيبقى الحوار القائم على الصيغة الراهنة امراً غير مجد في حل النزاعات الداخلية".كذلك دعا الوزير السابق فايز شكر، بعد زيارته الرئيس سليم الحص، إلى التوسيع &laqascii117o;لأن هناك قوى أساسية فاعلة ووازنة لها حضورها السياسي، وكانت باستمرار مع حماية هذا الوطن ودفعت الغالي والرخيص على مذبح هذا الوطن في مواجهة العدو الإسرائيلي". وتمنى أن يكون خطاب نصر الله الأخير &laqascii117o;خريطة طريق للقوى السياسية كافة، لأن العنوان الأبرز فيه هو الوحدة والتلاقي والمحبة والمصالحة الحقيقية".
وقال الوزير السابق عبد الرحيم مراد، بعد زيارته رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي، في حضور النائب أسامة سعد ورئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، إن الحوار في بعبدا &laqascii117o;لا يمثل كل الوطن"، وإن &laqascii117o;بعض الذين جلسوا إلى طاولة الحوار لا يمثلون طوائفهم"، مطالباً بـ&laqascii117o;تمثيل حقيقي لكل القوى الفاعلة في المجتمع ومن كل الطوائف". أما سعد فتمنى نجاح الحوار &laqascii117o;لوضع الأمور في نصابها الصحيح، وللإفساح في المجال لقوى المعارضة أن تمارس حقها في النظام الديموقراطي والسلمي". وعن زيارة الحريري لصيدا، قال: &laqascii117o;الوضع في المدينة مستقر ومستتب ولا داعي لأي مصالحات ولا ضرورة لذلك".
كذلك طالب الوزير السابق وديع الخازن بتوسيع دائرة الحوار &laqascii117o;ليشمل تمثيلاً شعبياً أوسع، وليكرّس روح الوفاق بمفهوم وطني أعمق (...) بعيداً عن أي استئثارأو تجاهل". وإذ رأت حركة النضال اللبناني العربي أن الحوار &laqascii117o;بادرة إيجابية وخطوة لا بد منها"، حذرت من &laqascii117o;أن يتحول إلى جدل بيزنطي ولا سيما في شأن الاستراتيجية الدفاعية". وأعربت عن خشيتها من أن يكون وراء المصالحات &laqascii117o;موسم الانتخابات النيابية المقبل". وأيضاً طالبت رابطة الشغيلة بتوسيع دائرة المشاركين والمواضيع لتشمل صياغة استراتيجية اقتصادية اجتماعية. وأعلن رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، تأييده لدعوة نصر الله إلى توسيع طاولة الحوار &laqascii117o;من أجل توسيع دائرة التمثيل السياسي".
وكانت التطورات الأخيرة وجلسة الحوار، محور مباحثات أجراها وفد لجنة الصداقة الفرنسية ـــــ اللبنانية في مجلس الشيوخ الفرنسي، مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والبطريرك الماروني نصر الله صفير ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وقد أبلغ الرئيس سليمان الوفد أن &laqascii117o;الاستراتيجية الوطنية هي العنوان الأبرز للجلسة المقبلة، لأنها فن دمج واستخدام الوسائل في مختلف الميادين والمجالات من أجل تحقيق الأهداف وتحصين البلد وحمايته، وخصوصاً أن أجواء المتحاورين كانت ممتازة".
ـ صحيفة المستقبل :
تكاد موجة الاشكالات والحوادث الأمنية المتنقلة من منطقة إلى أخرى تطغى على الوضع العام وتطرد الأجواء الايجابية التصالحية التي بدأت في طرابلس وامتدت إلى الجبل وصولاً إلى انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في بعبدا. وجاء حادث الكورة فجر أمس، في هذا السياق، وهو الأول والأخطر من نوعه على المستوى المسيحي منذ حوادث 23 و25 كانون الثاني 2007، وكانت سبقته بساعات معدودة جريمة تعلبايا التي استهدفت أحد أعضاء 'تيار المستقبل'. وفي وقت انكبت القيادات السياسية والأمنية المعنية والرسمية على متابعة تداعيات حادث الكورة والحض على ضبط الوضع ومنع تفلته وتسليم الأمر للقضاء والأجهزة المختصة في الشمال، لفت من الجنوب، تحذير أمين سر حركة 'فتح' في لبنان سلطان أبو العينين من شيء ما يُحضَّر لمخيم عين الحلوة الفلسطيني وقال 'إن بعض الأجهزة الأمنية غير اللبنانية تقوم بالتصويب على المخيم وإعداد مضبطة اتهام في حقه يؤازرها في ذلك بعض الإعلام وقوى إسلامية تحاول أن تستقوي بالوضع اللبناني على الوضع الفلسطيني الداخلي'. واضاف 'ان القوى الإسلامية المعارضة تريد الاستقواء بالداخل اللبناني وهذا ما شهدناه في نهر البارد. لكن شعبنا الفلسطيني سيواجه أي فصيل فلسطيني وأي طرف يستقوي بالآخرين عليه'.
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تابع الوضع في الكورة عن كثب وترأس لهذه الغاية اجتماعاً ضمّ قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ومدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل، وأجرى وتلقى سلسلة اتصالات مع وفد قيادتي 'القوّات اللبنانية' و'تيار المردة' وترافق ذلك مع تعليق وزير الدفاع الياس المرّ العمل بكل تراخيص السلاح في الشمال اعتباراً من السادسة من مساء أمس.وشدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال استقباله وفد 'لجنة الصداقة الفرنسية ـ اللبنانية' في مجلس الشيوخ الفرنسي، على أهمية انطلاق مؤتمر الحوار لافتاً إلى 'ان الاستراتيجية الوطنية هي العنوان الأبرز للجلسة المقبلة لأنها فن دمج واستخدام الوسائل في مختلف الميادين والمجالات من أجل تحقيق الأهداف وتحصين البلد وحمايته، خصوصاً أن أجواء المتحاورين كانت ممتازة'. ولفت رئيس الجمهورية إلى 'ان العلاقة مع سوريا وضعت على السكة الصحيحة، وكل الأمور تُطرح بصدقية وصراحة وثقة متبادلة، وأن تبادل السفراء بين البلدين سيتم قبل نهاية العام'.
ـ صحيفة اللواء :
أكد رئيس كتلة 'المستقبل' النيابية النائب سعد الحريري، ما أشارت اليه 'اللواء' أمس حول حل عقدة مكان لقائه مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وأعلن في كلمته، في إفطار لتكريم الهيئات الاقتصادية في قريطم غروب أمس، ان اللقاء أصبح وشيكاً، وأن المصالحات ستصل إلى بيروت أيضاً، مؤكداً بأنه سيكون هو المبادر إلى تطويق أي حادث وإزالة أي حاجز أو عائق أمام المصالحة وتحقيق الأمن والاستقرار في البلد.
وفي موازاة ذلك، كان الافطار الشامل الذي دعا اليه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان غروب امس، والذي حضره الرئيس فؤاد السنيورة، وأم الصلاة فيه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، وشارك فيه ايضاً شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن وممثلون عن مختلف المراجع الدينية، مناسبة لتأكيد اللحمة بين المسلمين في مواجهة الظروف الصعبة وطي صفحة الخلافات المؤلمة التي سادت طوال السنتين الماضيتين، وخاصة ما حصل في بيروت في 7 أيار الماضي. وتوجه الشيخ قبلان، بعد الافطار، بكلمة إلى الرئيس السنيورة قائلاً: 'ثقتنا بك كبيرة، ونطالبك بإقفال المكاتب المسلحة في بيروت وبنزع السلاح المنتشر بكل لبنان'.
أضاف: 'نحن سلاحنا الوحدة والمحبة والتعاون والتضامن، وعلينا ان نحفظ لبنان بالابتعاد عن الخطاب السيئ المفتن، وأن نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض ونتحالف ونحلف ألا يؤذي أحدنا أحداً، وأن نكون يداً وقلباً وجسماً واحداً... نريد ان نفتح صفحة جديدة ونتكلم في مساجدنا واحتفالاتنا بالكلمة الطيبة التي تعطي الثمار الطيبة لهذا المجتمع'. حوار بعبدا ورغم الإهتمام الرسمي والسياسي اللافت والذي أعطى لحادث بصرما خوفاً من تداعياته على الوضع في زغرتا وبشري وباعتباره محاولة لضرب مناخات المصالحة والحوار، فإنه لم يحجب الإيجابيات التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني في بعبدا، حيث اشادت مقرراته اجواء ايجابية لدى معظم الاطراف اللبنانية، خصوصاً وأنه عقد وسط مناخ المصالحات التي تحققت في طرابلس والبقاع وخلدة، ولاحقاً في بيروت، والتي انعكست بوضوح في لقاءات قصر بعبدا، خصوصاً بين النائب سعد الحريري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في حضور الرئيس نبيه بري وجنبلاط&bascii117ll; وقالت مصادر مطلعة ان اللقاء الذي عقد في مكتب الرئيس سليمان وان جاء صدفة فإنه هدف الى تحصين المصالحات التي تمت، والتحضير للمصالحة في بيروت والتي ألمح اليها رئيس تيار 'المستقبل' بانها باتت قريبة، الأمر الذي من شأنه ان ينعكس ايجاباً عن المتحاورين لتؤدي طاولة الحوار المهمة التي وجدت من أجلها، وهي توافق اقطابها على الحلول لكل القضايا الأساسية التي تعصف بالوطن.
وفيما عبر وزير الخارجية السورية وليد المعلم عن ارتياح سوريا لبدء مؤتمر الحوار اللبناني ـــ اللبناني، مؤكداً ان سوريا تدعم ما يتفق حوله اللبنانيون، اكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أن بدايات الحوار اللبناني مشجعة، متمنياً لها الاستمرار والنجاح&bascii117ll; وقال موسى عقب لقاء المبعوث الروسي الخاص الى الشرق الاوسط الكسندر سلطانوف انه لمس خلال لقاءاته مع المسؤولين في لبنان إدراك المتحاورين اللبنانيين بالظروف المتغيرة وما سماه 'الرمال المتحركة'، معتبراً هذا الامر يمكن ان يكون مشجعاً لنجاح الحوار&bascii117ll; (...) وترددت معلومات عن مداهمة لمنزل احد القوميين يدعى غسان غازي من قبل الاجهزة الامنية ومصادرة كميات من الاسلحة منه، لكن عمدة الاذاعة والاعلام في الحزب القومي نفى ذلك.