ـ صحيفة السفير :
فيما تحول الملف الأمني الى أحد أبرز عناوين جلسة مجلس الوزراء، مع التأكيد على جعل بيروت مدينة منزوعة الصور واللافتات، فان رئيس مجلس النواب نبيه بري أعرب عن قلقه حيال ما يجري من توترات متنقلة وضع معظمها في خانة "الاستثمار الانتخابي&laqascii117o;، مستغربا أنه على الرغم من أجواء المصالحات والحوار، برزت التوترات بشكل مريب ومقلق بينما كان ينتظر اللبنانيون فصولا جديدة من المصالحات. وذكر الرئيس بري، حسب زواره، بما أعلنه في خطاب الحادي والثلاثين من آب الماضي، لجهة انعطافته من بيع الأمل الى بيع الحذر، مؤكدا أن هذه التوترات تهدد البلد وأمنه واستقراره. في هذه الأثناء، من المقرر أن تنجز لجنة الادارة والعدل النيابية في ثلاث جلسات تعقدها الاثنين والثلاثاء والأربعاء من الأسبوع المقبل، "المواد التجميلية&laqascii117o; للقانون الانتخابي استنادا الى مشروع الهيئة الوطنية برئاسة فؤاد بطرس.وتردد أن رئيس اللجنة النائب روبير غانم سيسلم الرئيس بري المشروع صباح الخامس والعشرين، على أن يبادر رئيس المجلس الى دعوة الهيئة العامة للانعقاد خلال الفترة الممتدة من السابع والعشرين وحتى الثلاثين من الجاري، ذلك أنه يفترض توزيع المشروع على النواب قبل ٤٨ ساعة من موعد الجلسة.
وقالت أوساط الرئيس بري انه اذا لم يتلق المشروع من اللجنة في حدود ٢٥ أيلول "فانه سيدعو سريعا الى عقد جلسة تشريعية لإقرار اقتراح القانون المعجل المكرر بإقرار التقسيمات الانتخابية وحدها وفقا لنص اتفاق الدوحة&laqascii117o;. وقال مصدر بارز في قوى الرابع عشر من آذار لـ"السفير&laqascii117o; أن لا مشكلة في عقد الجلسة النيابية لاقرار القانون الانتخابي في ٢٥ أيلول أو في اي توقيت يحدده رئيس المجلس تطبيقا لاتفاق الدوحة. ووفقا لأحد أعضاء اللجنة، فان أربع قضايا ما تزال عالقة: انتخاب غير المقيمين، الانتخابات دفعة واحدة، موضوع رؤساء البلديات وتوزيع اللوائح. وقال لـ"السفير&laqascii117o; ان قضية تصويت الناخبين غير المقيمين ستحسم اليوم في جلسة يعقدها أحد أعضاء اللجنة مع وزير الخارجية فوزي صلوخ، وفي الوقت نفسه، سيجتمع بعض أعضاء اللجنة اليوم مع وزير الداخلية زياد بارود للحصول على جواب في موضوع امكان اجراء الانتخابات في يوم واحد. ومن المرجح أن يأتي جواب وزارة الداخلية، وفق تقديرات الجيش وقوى الأمن، بأنه من الأفضل اجراء الانتخابات على مرحلتين، على أن يتم اختيار أقضية محافظتين في المرحلة الأولى (الجنوب والشمال)، لا تنعكس نتائجهما على المرحلة الثانية. أما النقطة المتعلقة، بموضوع أحقية أو عدم أحقية توزيع اللوائح على الناخبين على ابواب اقلام الاقتراع، فما تزال غير محسومة حتى الآن.
وفي ما يخص، موضوع تقليص مدة استقالة رؤساء البلديات من سنتين الى ستة أشهر، أسوة بموظفي القطاع العام، استنادا الى اقتراح أحد النواب، فسيترك للقراءة النهائية في اللجنة أو يبت في الهيئة العامة، علما أن هذا الموضوع يستهدف بالدرجة الأولى افساح المجال أمام رئيس بلدية دير القمر دوري شمعون أن يترشح للانتخابات عن قضاء الشوف.وكان مجلس الوزراء، قد عقد أولى جلساته، أمس، في السرايا الكبير، برئاسة الرئيس السنيورة، وقرر إحالة جريمة اغتيال الشيخ صالح العريضي على المجلس العدلي، وتم الاتفاق على أن يراعى الوضع الخاص لمدينة بيروت في موضوع التغذية بالتيار الكهربائي (٢١ ساعة)، وأقر المجلس، في معرض سحب عناصر التوتير، نزع اللافتات والصور في العاصمة. واعترض وزير الطاقة الان طابوريان ووزير الاتصالات جبران باسيل، وعدد آخر من الوزراء على منح بيروت التيار ٢١ ساعة وحرمان باقي المناطق، معتبرين ان القرار يخالف البيان الوزاري للحكومة الذي وعد بالمساواة بين المناطق. وعرض بعض الوزراء موضوع الهبات والقروض التي تصل لمجلس الانماء والاعمار والهيئة العليا للاغاثة، وكيفية التصرف بها من دون العودة للوزارات المعنية، وتقرر إخضاع هذه الهبات والقروض وكيفية صرفها وتوزيعها للمراقبة قبل وبعد من قبل مجلس الوزراء مجتمعا.
وكان الحافز لإثارة هذا الموضوع من قبل وزير الصحة محمد جواد خليفة يسانده وزراء المعارضة، الهبة الايطالية المخصصة اصلا لمعالجة القنابل العنقودية واثار عدوان تموز الاسرائيلي لكن مجلس الاعمار قرر صرفها لتمويل مشاريع خاصة تعود للعام ،٢٠٠٢ فجرى الاعتراض على ذلك، ونتيجة النقاش سحب طلب مجلس الاعمار من التداول.
كما احتج الوزير باسيل، على ما وصفه "الزفت السياسي والانتخابي&laqascii117o; الذي تقوم به الهيئة العليا للاغاثة وهو أمر ليس من اختصاصها، مشيرا الى تزفيت طرقات وحدائق عامة في عدد من المناطق (كسروان وجبيل)، بحجة انها متضررة بصورة غير مباشرة من العدوان الاسرائيلي! ورد رئيس الحكومة أن الهيئة صرفت أموالا "تعويضا على المتضررين وجرى توسيع نطاق مساعدات الهيئة على صعيد تعبيد الطرق وتحسينها بما يساعد مناطق لبنانية لم تتضرر إلا بطريقة غير مباشرة&laqascii117o;.
وفي نيويورك، عكس التقرير الشهري الذي يقدمه منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام روبرت سيري، الى مجلس الأمن حول عملية السلام في الشرق الأوسط، المخاوف الدولية الناتجة عن التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان، وفي المقابل، الارتياح الكبير للجهود المتواصلة لإنجاح الحوار في لبنان.
وقد أعرب سيري في تقريره الشهري، عن قلقه من استمرار وقوع الحوادث الأمنية التي تزعزع استقرار لبنان، وأشار إلى ترؤس الرئيس ميشال سليمان لأولى جلسات الحوار الوطني في ١٦ أيلول وذلك للعمل على التوصل إلى استراتيجية دفاع وطني ، ونيته ترؤس جلسة ثانية في ٥ تشرين الثاني المقبل. وأضاف أن الأمم المتحدة "ترحب ببدء هذه العملية وتشجع كل الأطراف الانخراط في الحوار بروح من التعاون وبذل كل الجهود للوصول لنتائج إيجابية&laqascii117o;.
كما أشار تقرير سيري لدى استعراضه للتطورات الإيجابية بتوقيع مصالحة طرابلس برعاية رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وأعرب عن تطلعه للتعاون مع قائد الجيش الجديد العماد جان قهوجي.
ولكن سيري قال أنه "على الرغم من هذه التطورات الإيجابية، فإن الموقف الأمني بقي متوترا&laqascii117o;، وأشار إلى حادثة سجد في ٢٨ آب التي أدت الى استشهاد الطيار سامر حنا، واعتراف "حزب الله&laqascii117o; بالمسؤولية عنها عبر قيامه بتسليم أحد أعضائه للجهات المختصة. وقال سيري أن اغتيال صالح العريضي أثار المزيد من التوتر وقام الأمين العام بان كي مون بإدانته.وتناول سيري تجدد القتال داخل مخيم عين الحلوة في ١٦ أيلول، وكذلك الاشتباكات في بصرما بين حزبين مسيحيين أمس الأول ووقوع عدة انفجارات في بيروت لم يسفر عنها إصابات.وفي ما يتعلق بمنطقة عمل "اليونيفيل&laqascii117o;، قال سيري أن الوضع في جنوب الليطاني بقي هادئا، ولم تقع أي أحداث أمنية سوى قيام إسرائيل باعتقال مدني لبناني وثلاثة إسرائيليين بتهمة التورط في تجارة المخدرات. أما الخروقات الجوية الإسرائيلية للأجواء اللبنانية خلال فترة كتابة التقرير، "فاستمرت شبه يومية كما هي منذ انتهاء حرب ٢٠٠٦&laqascii117o;، وفقا لسيري.
كما أشار تقرير سيري إلى قيام الجيش اللبناني بإعادة نشر قواته في مطلع شهر أيلول وذلك للتعامل مع المشاكل الأمنية في طرابلس. وبعد التنسيق مع "اليونيفيل&laqascii117o;، قام الجيش اللبناني بإرسال كتبية مشاه خفيفة إلى شمال لبنان، وقد عادت معظم هذه القوات لاحقا إلى الجنوب.
ـ صحيفة النهار :
تحولت جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت امس في السرايا الحكومية، مباراة بلاغية تبارى خلالها معظم الوزراء في طرح مواقفهم وتصوراتهم حيال الاوضاع الامنية السائدة في البلاد. ومع ان مجلس الوزراء لم يتخذ اي قرارات جديدة في شأن معالجة الوضع الامني وقصر موقفه على توجهات تشجع المصالحات، فان اكثر من نصف الساعات الست التي استغرقتها الجلسة كرس لنقاش بين الوزراء في شأن الوضعين الامني والسياسي انطلاقا من المخاوف التي اثارها حادث بصرما في قضاء الكورة قبل يومين. والمفارقة التي سجلت في هذا السياق ان مجلس الوزراء توجه الى القيادات السياسية الممثلة في الحكومة ليذكرها 'بمسؤولية القوى السياسية في حفظ السلم الاهلي الذي يهدده تجدد العنف في اكثر من منطقة من مناطق لبنان ومسؤوليتها في تهدئة النفوس والاقلاع عن التوتير والتحريض'. وقالت مصادر وزارية لـ'النهار' ان تقريرين قدمهما وزيرا الدفاع الوطني الياس المر والداخلية زياد بارود عن الوضع الامني في مجمل البلاد وخصوصا في الكورة والشمال انطويا على معطيات مهمة عن خطورة مسلسل التوتير الجوال في المناطق، وكذلك على شرح مسهب وتفصيلي لرزمة تدابير امنية وقضائية ومسلكية يجري تنفيذها في نطاق اختصاص كل من الاجهزة المعنية لمواجهة هذا المسلسل ومنع انعكاساته على الوضع العام. واوضحت ان المداخلة التي استهل بها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والتي تلتها مناقشات ومداخلات طالت نحو ثلاث ساعات ونصف ساعة، ركزت على المفارقة التي يشهدها لبنان بين اتجاهات جادة وصادقة الى تعميم المصالحات ومواكبة الحوار الذي بدأ في قصر بعبدا بتوسيع هذه المصالحات من جهة، والمحاولات الدؤوبة لتعكير الامن وافتعال الصدامات التي كان آخرها داخل منطقة الكورة يراد منها الحاق المناطق المسيحية بقائمة الاستهدافات الامنية.
وبدا ان ثمة تحفظاً عن كشف ما توافر للتحقيق العسكري الجاري في حادث بصرما من معلومات اولية عن اسباب الحادث وظروفه لضرورات التحقيق وسريته. لكن معطيات غير مثبتة رسميا بعد اشارت الى ان التحقيق توغل الى نقطة جوهرية تتعلق بظروف فتح النار في الحادث الذي تدل الخيوط الاولية الى انه كان بمثابة اشتباك مسلح بين الفريقين سقط فيه فورا ضحيتاه يوسف الشاب فرنجيه وبيار اسحق بعد انخراطهما في الاشتباك عن قرب، لكن النقطة التي لم تجل تماما هي ما اذا كان الفريقان بادرا الى تبادل اطلاق الرصاص من رشاشات ام ان الرصاص فتح من طرف جانبي شارك في الاشتباك اولا. ولوحظ ان السنيورة شدد في كلمته على اعتبار ان 'لبنان دخل منذ اتفاق الدوحة مرحلة جديدة وان ما كان قبل الدوحة لن يكون كما بعدها'. كما شدد على ان 'هذه الحكومة هي حكومة كل لبنان' وحذر من 'متضررين من انتشار المسعى الى تعميم المصالحات وروحية الحوار والمصارحة والمصالحة' عبر تنقل الحوادث الامنية وتكاثرها، غير انه ابرز في المقابل ضرورة احتكام الجميع الى القضاء.
وفي معلومات لـ'النهار' ان وزير التنمية الادارية ابرهيم شمس الدين غادر الجلسة قبل انتهائها وفيما كانت المناقشات مستمرة في الشأنين الامني والسياسي. وفهم ان خروجه بدا تعبيراً عن 'استيائه وعدم سروره بالجو السائد داخل مجلس الوزراء والذي لم يكن على مستوى ما ينتظره الناس من المجلس باعتباره المكان الحقيقي للقرارات والمؤسسة التي يتعين عليها ان تتصدى بجدية اكبر للاستحقاقات'. وفي مجال سياسي آخر، لوحظ ان رئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري استقبل ليل أمس في قريطم وزير الدولة وائل ابو فاعور غداة زيارة رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط للحريري واجتماعهما ليل الخميس. وافادت معلومات ان التنسيق جار بين الحريري وجنبلاط لبلورة تصور سياسي موحد وتفصيلي لكل استحقاقات المرحلة المقبلة سواء على صعيد المصالحات أو الحوار او العلاقات مع القوى السياسية المختلفة وصولاً الى موضوع الانتخابات النيابية، وان هذا التنسيق يجري على خلفية مبادئ 14 آذار ووحدة صفها مع الانفتاح على المصالحات.
في دمشق أكد الرئيس السوري بشار الأسد مجدداً دعم بلاده للحوار الوطني اللبناني، معرباً عن أمله في ان تنعكس نتائج هذا الحوار ايجاباً على الاوضاع في لبنان، وان تساهم في تحقيق وحدته الداخلية. وجاء ذلك لدى استقباله امس في دمشق اعضاء المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي وامناء الحزب في سوريا ولبنان برئاسة رئيس الحزب اسعد حردان. وعرضت خلال اللقاء آخر التطورات في لبنان وخصوصاً بعد بدء الحوار الوطني اللبناني والعلاقات اللبنانية – السورية وما صدر عن القمة السورية – اللبنانية الشهر الماضي من قرارات ونتائج مهمة. وأشاد حردان بحرص الرئيس السوري على أمتن العلاقات مع لبنان وبالجهود التي قام ويقوم بها في سبيل علاقات متميزة بين البلدين على كل الصعد.
ـ صحيفة الأخبار :
اجتمع أكثر من كادر من حزب الله وتيار المستقبل في الأيام القليلة الماضية، ونسّقوا بعض المواقف التفصيلية. على الأقل هذا ما توافر من معلومات أولية يسعى كل من الطرفين إلى إبقائها طيّ الكتمان، وإبعادها عن الإعلام، بينما يكاد شعار الفتنة يصبح بالياً، ويوضع في سلة المهملات، إضافة إلى العديد من الشعارات السياسية التي استهلكت خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ويمكن اللّبنانيين أن يحتفلوا بعيد الفطر دون الخوف من الفتنة السنيّة ـــــ الشيعيّة، التي سيتم إبعاد شبحها عبر الاتفاق السياسي بين الأطراف. فقبل نهاية شهر رمضان سيعقد لقاء بين وفد رفيع المستوى من حزب الله والنائب سعد الحريري، ويُرجّح أن يكون في منزل الأخير في قريطم، بحسب مصادر معنية مباشرة بالتحضير والإعداد وفتح الأقنية بين الطرفين المذكورين. وتُشير المعلومات المتوافرة إلى أن وفداً رفيع المستوى، أي إما رئيس المجلس التنفيذيّ في حزب الله هاشم صفي الدين أو نائب الأمين العام نعيم قاسم، سيشارك في اللقاء الأول الذي سيمهّد للقاء الحريري بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. ولكن كيف بدأ التقارب بين الطرفين، وكيف نجحت الوساطة؟
تقول مصادر متابعة للعلاقة بين الطرفين إن التواصل بينهما لم ينقطع حتى في أكثر اللحظات السياسيّة حدّة. وبقي هذا التواصل قائماً عبر القنوات الأمنيّة التي تولّاها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والمقدم وسام الحسن من جهة، ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، من جهة أخرى. وكان الاقتناع لدى الطرفين بأن انقطاع العلاقة يعني تحوّلهما إلى أعداء لا إلى أخصام في السياسة.
وتقول المصادر نفسها إن ريفي وصفا توافقا على استمرار التنسيق معاً ولو لحلّ إشكالات أمنيّة فقط، لأنه يُمكن السياسيين &laqascii117o;استهداف" بعضهم بعضاً بالسياسة من فوق الطاولة إلى أقصى الحدود، لكن لا يُمكن للقنوات الأمنيّة أن تنقطع من تحت الطاولة. وقد أثمر هذا التواصل في الحدّ من تطوّر العديد من الإشكالات وحصرها، قبل أن تتحول إلى ما لا تُحمد عقباه. وقد جرى مثلاً إنقاذ فريق تلفزيون المنار في الشمال والبقاع من عدة حوادث، كما فُتحت طريق الناعمة أمام عدد من نوّاب حزب الله الذين كانوا قادمين من جولة جنوبيّة، وغيرها الكثير من الأمثلة التي يُمكن سردها. كذلك سهّل حزب الله وتدارك عدداً من المزالق التي كان يمكن أن تؤدي الى إهدار دماء ودخول في نزاعات أكبر من أن تضبط أو تبقى بعيدة عن الإعلام.
وعندما قررت الأكثرية النيابية فتح ملفي شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله ورئيس جهاز أمن المطار، وبعدما ظهر أن قوى 14 آذار ماضية في خيارها الجذري إلى النهاية، أظهر ريفي والحسن معارضتهما القاطعة، ونصحا الحريري والسنيورة بعدم الإقدام على القرارين اللذين حوّلا الخلاف الذي كانت تغلب عليه الصفة السياسية إلى اشتباك مسلّح. وقد وجّه المقدم وسام الحسن يومها نصيحة إلى الحريري مفادها أن إصدار قرار متعلق بمنع شبكة الاتصالات الآمنة لحزب الله لن يمر بهدوء في البلد، ولن ينعكس إيجابياً على الحالة العامة، مبدياً معارضته للقرار.
وبعدما أصدرت الحكومة القرارَين الشهيرين، حصل اتصال بين وفيق صفا والمقدّم حسام التنوخي (رئيس غرفة العمليات في قوى الأمن الداخلي)، أبلَغ فيه الأول الثاني أنه لا مجال أمام الحكومة سوى التراجع عن قرارَيها. نُقلت الرسالة إلى الحسن وريفي والحريري والسنيورة، إلا أن الحريري أصر على المضي بهما، رغم نصيحة الضابطين له ولرئيس الحكومة بضرورة التراجع.
لم يطل الزمن حتّى أثمرت العلاقة بين هؤلاء المسؤولين الأمنيين تنسيقاً سياسياً في الفترة التي جال الوفد القطري فيها على الأطراف اللبنانيين بعد أحداث السابع من أيّار. فحينها، انتقلت المعلومات بطريقة خاطئة، ووصل لرأس فريق المستقبل، أن حزب الله لا يُمانع تأجيل إلغاء القرارين اللذين فجّرا معارك السابع من ايار، إلى ما بعد العودة من الدوحة، وهو الأمر الذي تنبّه له ريفي والحسن، فتواصلا مع صفا الذي أكّد عكس ذلك، ونقلا الى الحريري مضمون موقف حزب الله بدقة. وأمّن ريفي في تلك الأيّام أول اتصال بين صفا والنائب وليد جنبلاط. وتشير عدّة مصادر، إلى أن جنبلاط أراد استيضاح بعض الأمور، فسأله ريفي عما إن ما كانت لديه مشكلة في الاتصال بحزب الله، فنفى.وعندما طُرح الأمر على صفا، طلب بعض الوقت للعودة إلى قيادته التي شجّعته على الاتصال، وهو الأول من نوعه بين الفريقين اللذين انقطع التواصل بينهما نهائياً بعد هجوم جنبلاط على حزب الله وسلاح المقاومة بعنف. وقد أثمر اللقاء منذ أيّام قليلة مصالحة سياسيّة بين الفريقين.
بعد إنجاز اتفاق الدوحة، انتبه الأمنيون الثلاثة إلى عدّة حقائق، أولاها أن الوضع الإقليمي غير مستقر، وهو ما لا يسمح بحلحلة شاملة للوضع اللبناني، ثانيتها أن لا مصلحة لأي من الأفرقاء بحصول فتنة سنيّة ـــــ شيعيّة، وثالثتها أن استمرار الواقع على ما هو عليه سيؤدّي حتماً إلى فتنة سنيّة ـــــ شيعيّة، لأن الشارع محتقن لأقصى الدرجات، وأن أي إشكال بين جارين يُمكن أن يؤدّي إلى استعمال السلاح، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك عشرات الآلاف من الزيجات المشتركة بين السنة والشيعة، ما يعني مئات آلاف الأبناء الذين لهم أخوال وأعمام من الطائفتين. ومن المنصف القول إن الفريق الأمني القريب من الحريري كان متخوّفاً جداً من الفتنة مثلما كان رافضاً لقراري مجلس الوزراء.
من هنا، كان النقاش في كيفيّة الوصول إلى مصالحة سياسيّة بين تيار المستقبل وحزب الله. كانت الفكرة الأولى عقد لقاء مشترك بين نصر الله والحريري في القصر الجمهوري في بعبدا لكونه &laqascii117o;أرضاً محايدة". لكنّ حزب الله طرح أسباباً أمنيّة تمنع نصر اللّه من الانتقال إلى بعبدا أقنعت الأمنيين الرسميين. لكن، في الوقت ذاته، كان كلّ فريق يريد أن يُحافظ على ماء الوجه تجاه جمهوره، وبالتالي يريد أن يحسب خطواته بدقة. فطرح اللواء ريفي فكرة إجراء نصر الله اتصالاً بالحريري لتهنئته بشهر رمضان، ثم جاءت فكرة أخرى تقول بزيارة وفد رفيع المستوى من حزب الله للحريري في قريطم، في خطوة تُعد إعادة اعتبار للحريري وتياره السياسي، كما يقول أحد المطلعين على الوساطة، &laqascii117o;ويمكن عندها أن يركب أعضاء الوفد مع الحريري في سياراتهم ويزوروا نصر الله"، يُضيف هذا الرجل. كذلك برزت فكرة أخرى، وهي أن يقوم الحريري بزيارة نصر الله في الضاحية أو في أي مكان على مشارف الضاحية انطلاقاً من الحساسيّة الأمنيّة لنصر الله. ومن شبه المؤكّد أن هذا اللقاء سيحصل قبل نهاية شهر رمضان، ولم تسبقه أي توافقات سياسيّة أو وضع جدول أعمال للّقاء، &laqascii117o;فليتعاتبا في نصف الساعة الأول، وليتناقشا بالعموميات في نصف الساعة الثاني"، بحسب أحد المصادر القريبة من تيار المستقبل. وبرأي المصادر من الجانبين، فإن هذا النوع من اللقاءات سيريح الشارع كثيراً، وسيُمهّد لجلسات نقاش بين الفريقين.
وعن الدور السعودي، يقول أحد نواب حزب الله إن الحريري ما كان ليُقدم على خطوة كهذه من دون موافقة المملكة العربيّة السعوديّة على هذا الأمر، مشيراً إلى أنها لم تكن راغبة في البداية وخاصة أنها تلقت صدمة في أحداث أيّار وانهارت جميع مشاريعها &laqascii117o;التي كانت على الورق"؛ وفي المقابل، تقول مصادر قريبة من المستقبل &laqascii117o;للأمانة لم نسمع كلاماً مشجعاً من المملكة العربية السعودية، أو من يمثلها، ولكننا أيضاً لم نسمع كلاماً معارضاً منها للقاء نصر الله والحريري"، وبالتالي بقي موقف المملكة مبهماً وعصيّاً على الفهم.
وكان &laqascii117o;حديث المحاسبة" الذي أدلى به النائب سعد الحريري بعد نشوب حرب تموز 2006 نقطة التحول الأبرز في العلاقة بين تيار &laqascii117o;المستقبل" وحزب الله. ورغم ذلك، لم ينقطع التواصل بين الطرفين طوال أيام العدوان. كان الرئيس نبيه بري يتولى التفاوض مع رئيس الحكومة والمجتمع الدولي باسم حزب الله، فيما كان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات المقدم وسام الحسن على اتصال شبه يومي بالحزب، من خلال المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا. كان الحديث عبر الهاتف دائماً، أما اللقاءات فشحيحة، لأسباب أمنيّة، وقد كان أحد الضباط ينتقل مراراً إلى مكان آمن للقاء مسؤولَي الحزب. ورغم تأييد ريفي والحسن التام لتيار المستقبل، إلا أنهما بقيا محط ثقة حزب الله في ما يتعلّق بالصلة مع الحريري لأسباب عدة، أبرزها ما بدر منهما في الأوقات الأكثر حرجاً في العلاقة بين التنظيمين. فهما لم يوافقا على تصريح الحريري عقب اندلاع حرب تموز، وأبديا انزعاجهما من بيان قوى 14 آذار في فندق البريستول عقب انتهاء المعارك في آب 2006، الذي طالب حزب الله بتسليم سلاحه وحمّله مسؤوليّة اندلاع الحرب.
لكن محطات عدة تركت أثراً سلبياً على العلاقة بين حزب الله والوسطاء، وزادت بالتالي من التباعد بينه وبين المستقبل. كانت الأولى في مرجعيون وثكنتها الشهيرة، خلال الأيام الأخيرة من حرب تموز. وسرعان ما تمّ تخطيها لأن الحزب تفهّم أن ما جرى بعد دخول جيش الاحتلال إلى الثكنة، التي كانت بإمرة العميد في قوى الأمن الداخلي عدنان داوود، تتحمّل مسؤوليته السلطة السياسية، أي وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ولا علاقة مباشرة للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي به. أما المحطة الثانية، فكانت حادثة الرمل العالي في تشرين الأول 2006، التي راح ضحيتها طفلان من المحتجين على محاولة القوى الأمنية قمع مخالفات بناء.
إلا أن الاتصالات المباشرة بين الأمنيين أوضحت للحزب استعداد المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لوضع الأمر في عهدة القضاء وتسليم أي مشتبه في ضلوعه بالقضية، فضلاً عن إطلاع الحزب على نتائج التحقيق الأولي الذي أجرته.
وكلما كان الانقسام السياسي يزداد حدة في البلاد، وخاصة بعد انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل من الحكومة، ثم اعتصام المعارضة في وسط بيروت، وما تلاه من أحداث في 23 كانون الثاني 2007 واشتباكات الجامعة العربية في 25 من الشهر ذاته، كان حزب الله وتيار المستقبل يتمسكان بصلة الوصل شبه الوحيدة بينهما. فهي كانت إحدى قنوات التهدئة بعد مقتل أحمد محمود واختطاف الزيادين. وكلّما تعمّقت الهوة بين &laqascii117o;الحزب" و&laqascii117o;التيار"، مترافقةً مع ارتفاع مستوى الحذر الأمني عند نصر الله والحريري إلى درجات غير مسبوقة، كان أشرف ريفي ووفيق صفا يحاولان فتح كوة في الجدار. وفي إحدى أحلك المراحل، أراد ريفي المحاولة. انتقل إلى أحد الأماكن في الضاحية، حيث يمكن التواصل هاتفياً مع السيد حسن نصر الله، وذلك قبل أيام من أحداث السابع من أيار 2008، بهدف الوصول إلى حلول سياسيّة وسطيّة.
وبعد اتفاق الدوحة، أبدى حزب الله استعداده للقيام بأي مبادرة باتجاه تيار المستقبل؛ علماً بأن سعد الحريري كان قد طلب أكثر من مرة بعد حرب تموز 2006 اللقاء بالأمين العام لحزب الله الذي كان يرفض ذلك. إلا أن المعادلة انقلبت. فقد شعر الحريري بأنه الطرف المطعون، ورفض الاتصال المباشر بحزب الله قبل &laqascii117o;الاعتذار من بيروت وأهلها"، وهو ما لم يقبله الحزب لاعتبارات عدة، أبرزها اقتناعه التام بأن ما قام به لم يكن أكثر من رد فعل على محاولة الأكثرية المس بسلاحه. وبالتزامن مع وصول الثقة بين الطرفين إلى الحضيض، سادت القناعة بضرورة التقارب بين أكبر ممثّلين للسنّة والشيعة في لبنان، درءاً للأسوأ، لكن جرى التذرّع بالأسباب الأمنية التي تحكم تنقّلات نصر الله والحريري. وفي هذا الإطار، يذكر أحد مساعدي الحريري أنه لم يجرؤ على توجيه نصيحة للنائب الشاب بزيارة نصر الله: &laqascii117o;وإذا نصحته بذلك، فإنني كنت سأركب معه السيارة ذاتها، لكي لا أتحمّل وزر أي مكروه يحصل لا سمح الله". أما زيارة نصر الله إلى قريطم، يتابع مستشار الحريري، &laqascii117o;فنحن متيقنون من أن إسرائيل مستعدة لإزالة قصر قريطم من مكانه إذا علمت بوجود نصر الله فيه، من دون أن تحسب أيّ حساب لسعد الحريري".
ـ استمرّت العلاقة بين حزب الله وتيار المستقبل عبر قناتين غير منفصلتين: الأولى تولّاها اللواء أشرف ريفي والحاج وفيق صفا، والثانية بين المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ورئيس فرع المعلومات المقدّم وسام الحسن.لكن عند ظهور حسين الخليل في مؤتمر صحافي وكشفه عن إحدى الرسائل التي كان المقدم وسام الحسن قد كتبها بخط يده ونقلها من الحريري إلى حزب الله خلال حرب تموز 2006، والتي فُهِم منها أن الحريري يطالب حزب الله بتسليم سلاحه، انزعج الحسن من الأمر، ورأى فيه فضحاً لأمانات المجالس، ومسّاً شخصياً به. ومنذ ذلك اليوم، تقطّعت السبل بالرجلين، وهي التي تعود إلى لقاءات الحريري الأب بالأمين العام لحزب الله، عندما كان الحسن ثقة الحريري ومدير مكتبه.لكن هذا الأمر سرعان ما تم تجاوزه، وخاصة أن صلة الحسن بصفا لم تكن متدنّية المستوى، ولأن الأخير كان قد حافظ على علاقة ثابتة باللواء أشرف ريفي، وبأحد أقرب الضباط إليه، رئيس غرفة العمليات في قوى الأمن الداخلي المقدم حسام التنوخي. كما لعب الضابطان الأخيران دوراً بارزاً في نقل نازحين إلى بيروت والجبل خلال حرب تموز، ثم العمل على إيوائهم، فضلاً عن العمل على إرسال مساعدات إنسانيّة إلى منطقتي النبطية ومرجعيون عبر مؤسسات إنسانية، إضافة إلى المساهمة في فتح طريق الجنوب عبر استقدام جرافات يملكها أحد أصدقاء ريفي، والمباشرة بالعمل عندما طلب الرئيس نبيه بري ذلك فور انتهاء الحرب، وقبل بدء الاتصالات السياسيّة المتعلقة بهذا الأمر.ويسود اعتقاد عند الأمنيين بأن هذا النوع من العلاقة يؤثّر إيجاباً على عمل قوى الأمن، لكونها لا يُمكن أن تنجح في حال انقطاع تواصلها مع فريق سياسي داخلي، إضافة إلى أن جزءاً من الأمن، بشكل عام وخصوصاً في لبنان، هو أمن سياسي بامتياز.
ـ يستطيع المراقب لخطابات النائب سعد الحريري في الإفطارات الرمضانيّة أن يُلاحظ تخفيفه لحدّة خطابه، وتوقف إشارته إلى جرح بيروت وضرورة الاعتذار، وقوله صراحة بضرورة اللقاء في مكان ما وزمن ما مع الأطراف الباقية، وهو الذي قال أول من أمس &laqascii117o;إن الاستقرار السياسي شرط مسبق للنمو الاقتصادي، وهو أمر نترجمه إيجاباً، بالعمل على المصالحة وتثبيت السلم الأهلي، ونحمّل من يتلاعب بهذا السلم والاستقرار مسؤولية ضرب لقمة عيش اللبنانيين ومصالحهم الحيوية، ونعتبر أن الاستثمار في السلم الأهلي يشكل هدفاً وطنياً ووسيلة لدفع عجلة الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية".
ـ بعد حرب تموز، وبعدما كان الحريري قد طلب أكثر من مرة لقاء نصر الله، استيقظ المقدم حسام التنوخي قبيل السابعة صباحاً على اتصال من صفا، يطلب منه نقل رسالة من نصر الله إلى الحريري: نحن مستعدون للتحاور في كل ما تريدون، لكن بشرط واحد، هو أن تؤلف حكومة وحدة وطنية. نقل التنوخي الرسالة مكتوبةً إلى ريفي الذي زار النائب الحريري. إلا أن عرض نصر الله لم يلقَ تجاوباً.
ـ في دلالة على التطوّر الإيجابي بالعلاقة بين تيّار المستقبل وحزب الله، قال أحد المطّلعين على أجواء جلسات الحوار في القصر الرئاسي في بعبدا إن رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري حمّل النائب محمد رعد سلاماً إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
ـ أكّد بعض المطّلعين على أجواء تيّار المستقبل، بعد كلام النائب وليد جنبلاط لـ&laqascii117o;الأخبار" والذي انتقد فيه بعض مستشاري الحريري، أن هذا النقد يرتكز على رفض بعض المستشارين &laqascii117o;الصقور" الانفتاح على حزب الله، وهو موقف لا يتشارك فيه كل من هم حول النائب سعد الحريري.
ـ يتشابك إعلام تيّار المستقبل مع راسمي السياسة في التيار بشكل كبير. ويأتي الشريط الإعلاني الذي يبثّه تلفزيون المستقبل عن المصالحات في الشمال والبقاع، والذي ينتهي بالتساؤل عن مصالحة بيروت، كجزء من العمليّة الدعائيّة التي ينتهجها &laqascii117o;المستقبل" في سبيل تهيئة جمهوره للقاء مع حزب الله.
ـ صحيفة الحياة :
في افطار حضره جمع من الشخصيات الرسمية والسياسية والاعلامية مساء في السراي، تمنى السنيورة ان &laqascii117o;تتطور الحوارات إلى مزيد من المصالحات على المستوى الوطني"، مشيراً الى ان"لدينا قضايا كثيرة، منها العملي والمعيشي والتفصيلي... تتطلب التشاور والتعاون للوصول إلى معالجات وتسويات وحلول". وشدد على ضرورة &laqascii117o;معالجة اختلافاتنا الداخلية بالتواصل والحوار بما يحصن جبهتنا الداخلية التي تؤمن لنا مناعةً وطنيةً في وجه الرياح الخارجية التي تحمل معها بذور الفتنة وضرب الوحدة الداخلية". ورأى ان نجاح الحوار الوطني يخفف من التأثير الخارجي على الأزمة، آملاً &laqascii117o;أن نتوصل مع الشقيقة سورية، إلى نسج علاقات وثيقة، مبنية على الاحترام المتبادل لاستقلال البلدين وعلى الندية والتكافؤ في التعامل... نحن على هذا المسار ساعون بجد لإيجاد حلول لمشكلة المفقودين وإلى ترسيم للحدود وضبطها وكذلك التعاون في قضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات".
وشدد على التطبيق الكامل للقرار 1701، &laqascii117o;والعودة إلى الهدنة مع إسرائيل بحسب ما نص عليه اتفاق الطائف، وكما جاء عام 2006 في خطة النقاط السبع، مع تأكيد على التزامنا المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت عام 2002. لكن ذلك لا يتوافر حتى الآن بسبب استمرار احتلال إسرائيل لمزارع شبعا، وانتهاكاتها للمجال الجوي اللبناني والانتهاكات الأخرى للسيادة اللبنانية". وتابع: &laqascii117o;المشكلات كبيرة وكثيرة. وعلى رغم الانطلاقة الجيدة، هناك تعثرات أمنية ومعيشية لا يمكن تجاهلها أو إنكارها. ولا بد لنا، لكي يقوى السلم الأهلي ويصلب عوده، من ثلاثة: المشاركة القوية والفعالة من جانب مؤسسات المجتمع الأهلي والمدني، والعمل السياسي البناء، والالتزام بالسلم ونبذ العنف أو التشجيع عليه".وقال السنيورة: &laqascii117o;ليس من المقبول أن يعيش المواطنون تحت تهديد السلاح، أو أن يخضع الحوار الوطني لمنطق الانتصار أو الاستقواء... لقد اخترنا أن نواجه اختلافاتنا بالحوار والتزام السلم وصولاً للتوافق والمصالحة. كما اخترنا أن تكون وحدتنا وثوابتنا هي العاصم من الاختلالات الأمنية والسياسية، ومن الاختراقات الناجمة عن الاضطراب بالمنطقة
ـ صحيفة المستقبل :
علمت 'المستقبل' أن الوزير المر كشف خلال الجلسة 'أن قيادة الجيش اعتمدت استراتيجية وقائية، تقوم على مبدأ استعراض القوة لعدم استعمالها، وهذا ما تحقق في الكورة بعد الاشكال الذي أدى الى سقوط قتيلين من القوات والمردة، وهذا ما سوف يُميّز الترتيبات الخاصة بالتجمع البشري المتوقع يوم الأحد في ملعب فؤاد شهاب البلدي في جونية بمناسبة يوم الشهيد الذي تقيمه القوات اللبنانية'. وكان الرئيس السنيورة، بحسب ما أعلن الوزير متري أكد خلال الجلسة على أهمية الاستمرار في تطبيق اتفاق الدوحة، وأوضح ان 'الوضع قبل الاتفاق ليس كما بعده'، وأعلن أن الحكومة 'هي حكومة كل لبنان وتعمل على تعميم المصالحات'، مثنياً على جلسة الحوار الأولى، معتبراً أنها 'ترجمة لتطبيق اتفاق الدوحة'. وأكد السنيورة 'أن الحوار هو النهج الذي علينا أن نتبعه ونعممه على مستويات كافة'، مشيراً الى 'أن المصالحة في طرابلس هي انطلاقة للمصالحات في كل المناطق'، وقال 'هناك متضررون من انتشار هذا المسعى ويدل على ذلك تنقل وتكاثر الأحداث الأمنية وآخرها ما جرى في بصرما'، لافتاً الى أن 'اللجوء الى الدولة ومؤسساتها واحترام القوانين هي الطريق الوحيد، ونرى من جميع الأحداث التي حصلت سابقاً أن الجميع مدعو للاحتكام الى القضاء'.وأعلن متري 'أن رئيس مجلس الوزراء أطلع الوزراء على الرسالة التي تلقاها من الأمين العام للأمم المتحدة وجاء في الرد أنه يؤكد اهتمامه بكل ما جاء في رسالة الحكومة اللبنانية وسعيه لدى الجانب الإسرائيلي لتطبيق 1701 تطبيقاً كاملاً وحلّ مسألة الغجر ومزارع شبعا'.
ـ صحيفة الديار :
قطعت المساعي المبذولة في اطار التقارب بين حزب الله وتيار المستقبل على الاقل في المرحلة الاولى على مستوى القيادات كما حصل مع حزب الله والتقدمي الاشتراكي شوطا بعيدا، ويتوقع ان تحصل خطوة تمهيدية قريبة جدا لعقد هذا اللقاء. مصادر سياسية متابعة، ذكرت ايضا ان الاجواء جيدة في اطار التحضير لحصول اللقاء بين السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري، وان الامر بات قريبا للقاء الرجلين لكن حتى الان لم تحصل اي ترتيبات فنية ولوجستية لعقد مثل هذا اللقاء خصوصا في ظل الموضوع الامني. وأشارت المصادر الى ان الاتصالات تركز على عقد لقاءات ثنائية على مستوى الصف الثاني بين قياديين من حزب الله وتيار المستقبل تسبق لقاء الحريري - نصرالله.
وعلم ان حزب الله وحركة امل اكدا استعدادهما لرفع الصور والشعارات من شوارع بيروت وانهما بانتظار جواب تيار المستقبل على هذا الامر. من جهة ثانية وفي اطار التحرك الذي يقوم به حزب الكتائب والقوات، علم ان اتصالات بعيدة عن الاضواء يقوم بها الحزبان لبلورة الامور بينهما على صعيد المناطق خصوصا مع اقتراب الانتخابات النيابية. الى ذلك، وصفت اوساط مقربة من النائب سعد الحريري زيارة جنبلاط الى قريطم بأنها تصب في خانة استمرار التنسيق مع 14 آذار، ولا سيما ان جنبلاط يدعم الحوار حيث يعتبر جنبلاط حسب الاوساط ان الحريري يلجأ الى هجوم ايجابي من خلال المصالحات التي يقيمها والزيارات بالمناطق والتواصل مع الافرقاء كافة، وان خطوة الحريري هي للحد من حالة الفوضى التي تريدها بعض الجهات. كما يعتبر جنبلاط انه مستمر في الخط ولم يخرج منه وهو مؤيد لسعد الحريري.