ـ صحيفة الأخبار :
إذا قُدّر للأمور أن تسلك مسار النيّات الإيجابيّة من الطرفين، فإن وفد حزب اللّه برئاسة النائب محمد رعد، سيكون في قريطم خلال أيام معدودة، مزيلاً الكثير من أجواء الاحتقان، وممهّداً للّقاء المنتظر بين نصر اللّه والحريري
يبدو أن تعبيد طريق الضاحية ـــــ بيروت قارب على الانتهاء، وبات المسلك من حارة حريك باتجاه قريطم جاهزاً لنقل وفد حزب الله، تمهيداً لتوسيع أوتوستراد فتح العلاقات بالاتجاهين. وقد أكدت مصادر مطلعة أن لقاء الوفد والنائب سعد الحريري أصبح أقرب مما هو متوقع و&laqascii117o;قد يحصل خلال أيام معدودة".وكان البحث في الترتيبات النهائية للقاء قد تكثّف في الساعات الماضية لدى كل من الجانبين وبينهما، وشارك المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات المقدم وسام الحسن، في اللقاء التحضيري مع الحريري ليل أول من أمس، فيما يتولى المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا، الاتصالات مع وسام الحسن وعدد من القياديين في تيار المستقبل. كما أفادت مصادر أن الاتصالات على خط المصالحة لم يغب عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قام بدور إيجابي في هذا الصدد.
وقد بات محسوماً أن اللقاء الأول سيتم بين وفد من الحزب ورئيس كتلة المستقبل في قريطم، كخطوة أولى تسبق اللقاء بين الحريري والسيد حسن نصر الله. وبينما طرح بعض الوسطاء أن يترأس وفد الحزب نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أكدت مصادر مطلعة لصحيفة &laqascii117o;الأخبار" أن الاتصالات المباشرة بين قياديين من الجانبين، أفضت إلى الاتفاق على أن يتولى المهمة النائب محمد رعد لكونه مثّل الحزب، أو بالأحرى ناب عن الأمين العام، في الدوحة وفي جانب من جلسات الحوار والتشاور. وأضاف مصدر مشارك بالاتصالات، أن الحزب أكد جهوزيته التامة للّقاء وبات في انتظار تحديد الموعد من النائب الحريري. وعزت أوساط قريبة من حزب الله ومطّلعة على سير المصالحات المتنقلة &laqascii117o;رغم التوترات الموضعية"، تسريع مصالحة حارة حريك ـــــ قريطم، إلى أن المسار الذي بدأ في طرابلس والجبل والبقاع &laqascii117o;ولو متعثراً"، لا بد من أن يكمل وخصوصاً على خط الضاحية ـــــ بيروت &laqascii117o;بعد الدفء الذي شهده خط الأولى مع المختارة بمتابعة من الوزير طلال أرسلان".
وعما إذا كان هذا هو السبب فقط، أم أن الضوء الأخضر انطلق من عواصم &laqascii117o;المونة" للطرفين، اكتفت المصادر عينها بالقول إن حزب الله وتيار المستقبل جديّان في المضي في المصالحة، ويلمس كل منهما لدى الآخر رغبة حقيقية في تدوير الزوايا وتذليل العقبات &laqascii117o;التي تنحصر في الجانب البروتوكولي دون سواه".
وقد تناول الشيخ قاسم موضوعي الحوار والمصالحات، خلال احتفال شعبي في الغبيري، معتبراً &laqascii117o;أن الحوار يحصّن بالمصالحات الثنائية والثلاثية والرباعية"، ولفت إلى أن المصالحات &laqascii117o;لا تعني إنهاء الخلافات، ولكنها تحوّل الخلاف إلى خلاف سياسي وتبعده عن الإثارة المذهبية والتحريض"، مؤكداً عدم ارتباط أي &laqascii117o;مصالحة بالتحالفات الانتخابية، إذ يمكن أن نتصالح مع بعض الأفرقاء، ولكن لا نكون حلفاء معهم في الانتخابات، نحن لنا تحالفاتنا وللآخرين تحالفاتهم، وبالتالي هذه التحالفات مبنية على أسس متينة لا على مصالحة لم يمضِ عليها أشهر قبل الانتخابات".
وشدد قاسم على أنه &laqascii117o;رغم كل الضوضاء الطائفية والمذهبية، لا يوجد خلاف طائفي ولا خلاف مذهبي، لأن الموالاة فيها من كل الطوائف والمعارضة فيها من كل الطوائف، إذاً الخلاف على المشروع، فالبعض يحاول أن يستغل موقعه في طائفته من أجل الإثارة المذهبية ليعوّض النقص الموجود عنده في إقناع القاعدة بسلامة خطه".
وتطرق إلى الأحداث الأمنية المتفرقة، متهماً إسرائيل بافتعالها لأنها &laqascii117o;لا تقبل بأن يلتئم الجرح في لبنان، وكل من عمل على عدم التئام الجرح هو إسرائيلي في الهدف". كذلك علّق على الخروق الإسرائيلية، فأشار إلى أن &laqascii117o;الأمم المتحدة قالت إن إسرائيل تنتهك القرار 1701" فيما &laqascii117o;البعض في لبنان يفتش عن مشكلة حزب الله مع هذا القرار".
وفي إفطار أقامه للهيئات الدينية، قال الحريري: &laqascii117o;لقد باتت المصلحة الوطنية تفرض على الجميع فك ارتباط لبنان مع المصالح والأهواء الخارجية، ومساعدة الدولة على القيام بمسؤولياتها الكاملة في رعاية شؤون المواطنين وحماية السلم الأهلي". وشدد على أن &laqascii117o;الاختلافات في إطار الاحترام المتبادل، يمكن معالجتها بالحوار وبالحسنى، بل وبالتي هي أحسن. إن إقامة جسور التفاهم بين المختلفين واجب ديني، كما هي واجب وطني"، مردفاً: &laqascii117o;نحن مدعوون إلى التعارف عن طريق الحوار. والتعارف ليس هدفه إلغاء الآخر المختلف، لكن هدفه إرساء الأسس الفكرية لتقبّله وللتعايش". وأضاف: &laqascii117o;عندما نؤكد وجوب اعتماد الحوار سبيلاً لحل الخلافات، فإننا لا نريد لهذا الحوار أن يكون سبباً لذوبان هذه الجهة بتلك، وإنما لتمكين القيادات والمسؤولين من إعادة النظر في حساباتهم ومواقفهم السياسية، وأن يفتح ثغرة في الجدران المسدودة بين الطوائف والأحزاب، ويؤسس لعلاقات سليمة لا تقوم على منطق الاستقواء أو أي منطق يبرر استخدام السلاح في تصفية الحسابات الفكرية والسياسية".
وكان موضوع المصالحات وزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لنيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ولواشنطن للقاء المسؤولين الأميركيين، محور لقاء الأربعاء بين سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وقد أوضح بري بعد اللقاء أنه سعى لإجراء مصالحة بين النواب: الحريري، رعد ووليد جنبلاط خلال جلسة الحوار &laqascii117o;والذي رعى هو رئيس الجمهورية". وذكر أن سبب إرجاء الجلسة المقبلة للحوار لفترة طويلة، هو لإعطاء فرصة &laqascii117o;من أجل إيجاد الجو المؤاتي والكافي، لإجراء مصالحات عامة في كل لبنان، وإذا بنا نصل إلى فتن متنقلة"، معتبراً أنه &laqascii117o;ما دامت السياسة تخطو خطوات في سبيل الأفضل، يجب أن يكون الوضع الأمني أفضل"، وأبدى الاستعداد &laqascii117o;لكل ما يطلب مني" لتحقيق المصالحات. وفي إشارة إلى اللقاء المرتقب بين حزب الله والمستقبل، قال: &laqascii117o;إننا نبدأ المصالحات من فوق".وعن توسيع مروحة المشاركين في الحوار، قال: &laqascii117o;هذا يعود إلى طاولة الحوار، لا إلي". وقال إن رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب روبير غانم وعده بإنجاز مشروع قانون الانتخاب في 23 من الجاري، مؤكداً بالتالي أن مجلس النواب سينعقد &laqascii117o;قبل آخر الشهر" ويقرّ القانون.
أما السنيورة فنقل عن سليمان وصفه للمصالحات بـ&laqascii117o;الجيدة". وقال رداً على سؤال عن &laqascii117o;مصالحة بيروت": &laqascii117o;يجري العمل على كل الأمور، وسنرى كيف ستتطور"، مردفاً: &laqascii117o;هناك تمهيد وعمل للتمهيد في هذا الشأن، وإن شاء الله تحصل المصالحة".وكان السنيورة، في ما بات عادة أسبوعية، قد التقى الصحافيين عقب أدائه صلاة الجمعة في السرايا الحكومية ـــــ هذه المرة برفقة سفير المغرب علي أومليل بعدما أداها أكثر من مرة مع سفير السعودية ـــــ ووصف ما يقال عن زيارة له إلى سوريا بأنها &laqascii117o;كلام صحافي، ولا يعني زيارة سوريا أو عدم زيارتها". وقال رداً على سؤال عن القرارات الأمنية للحكومة: &laqascii117o;نحن جميعاً راغبون في إجراء مصالحات والابتعاد عن التشنّج وعن الوسائل التي تؤدي إلى اللجوء إلى العنف (...) وهناك جهد سيبذل، وعلى القوى الأمنية والسياسيين والإعلام العمل على ذلك".
وليس بعيداً عن أجواء المصالحات، لفتت أمس زيارة قام بها الرئيس سليم الحص إلى النائب الحريري، لا يمكن حصرها بإطار المجاملة كردّ على زيارة الأخير له، وذلك لأسباب عدة، ليس أولها أنها من الزيارات النادرة للحص لقريطم، ولا لما ساد طويلاً بين شقة عائشة بكار وقصر آل الحريري، وإنما لما يمكن وصفه بأنه مبادرة كبيرة من مسؤول كبير باتجاه زعيم شاب، وخصوصاً أن الزائر من الشخصيات التي يمكن وضعها في خانة &laqascii117o;من يزار ولا يزور.
وفي جو المصالحات والتحضير للانتخابات، بقي الأمن هاجساً عند الجميع، وعمل قائد الجيش العماد جان قهوجي على استكمال التعيينات التي تتيح للجيش الانطلاق في المعالجة بهيكلية كاملة وجديدة، إذ عيّن أمس مساعدين جديدين لمدير الاستخبارات في الجيش، هما العقيدان عباس إبراهيم مساعداً أول ويوسف حسين مساعداً ثانياً. كذلك عيّن العقيد علي شحرور مديراً لفرع استخبارات الجنوب، العقيد جورج خميس في بيروت، العقيد حسين خليفة في البقاع، العقيد عامر الحسن في الشمال، والعقيد ريشار حلو في جبل لبنان.
أمنياً، ذكر المؤتمر الشعبي اللبناني أن حادثاً فردياً وقع أمس &laqascii117o;بين شخص ينتمي لجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية وأحد حرّاس مقر المؤتمر الشعبي، في منطقة برج أبي حيدر، تطور إلى إشكال أدى إلى سقوط جرحى من الطرفين"، مشيراً إلى أن الجيش تدخل لمعالجة الوضع &laqascii117o;وتسلم الشخصين اللذين سببا الحادث"، وأعلن أنه وضع ملابسات ما حدث &laqascii117o;بتصرف الجيش والقضاء المختص للتحقيق واتخاذ الإجراءات الملائمة".