بهذا المعنى، أبلغ جعجع من يهمه الامر بأن ورشة إعادة بناء "القوات اللبنانية&laqascii117o; التي كان قد أطلقها بعد خروجه من السجن قطعت شوطا كبيرا وبالتالي فقد بات على الجميع ان يتعامل معه منذ اليوم على هذا الاساس.
...ومن بين الدلالات التي انطوى عليها خطاب جعجع ما يطال الحلفاء المسيحيين أيضا، فهو بداية تجاهل الترحيب البروتوكولي المفترض بالرئيس أمين الجميل بصفته رئيسا سابقا للجمهورية، ولئن كانت هذه الملاحظة تبدو للوهلة الاولى شكلية، ...دلالة أخرى يختزنها خطاب جعجع، وتمثلت في إيحائه بانه "الممثل الوحيد&laqascii117o; لمسيحيي ١٤آذار والناطق الرسمي باسمهم، بل أكثر من ذلك، قدم نفسه وكأنه "الوريث الشرعي&laqascii117o; لكميل شمعون وبيار الجميل وبشير الجميل وريمون إده وأمينا على وصاياهم السياسية، ...
...وهكذا يكون جعجع قد أعطى إشارة البدء في حملته الانتخابية من خلال الحشد الشعبي الذي استقطبه، والاهم من خلال كلمته التي كانت اقرب الى برنامج انتخابي يرفع شعار رفض سلاح حزب الله، وهو شعار يعتقد صاحبه انه كفيل بدغدغة مشاعر "مسيحيي الوسط&laqascii117o; وإحراج التيار الوطني الحر وتيار المردة.
ـ صحيفة السفير
محمد بلوط :
..تحت ضغط تقرير سري نسبته صحيفة كندية إلى حلف الاطلسي، عن سوء تجهيز الجيش الفرنسي في أفغانستان وهزال عتاده في المعركة، ما جعل مقتلة الجنود العشرة منطقية، والنقاش يحيد عن هدفه السياسي ليصبح تقنيا، تتم معالجته بإرسال الجيش مروحيات كراكال وغازيل وطائرات من دون طيار وواقيات من الرصاص ومئة جندي إضافي للإشراف على تسييرها، ولإقفال النقاش ريثما يسقط قتلى جدد.
...رئيس الوزراء فرانسوا فييون لا يرى أفقا لفرنسا سوى البقاء، وغير ذلك "يقودنا إلى التساؤل عن سبب انخراط قواتنا في جبهات أخرى، في الكويت وسراييفو وبيروت، ولأنه منذ انتهاء الحرب الباردة فإن أمننا لا يتوقف الدفاع عنه عند حدودنا، بل يتطلب الذهاب أبعد بكثير، حيث الرهانات والتهديدات متصلة ببعضها البعض&laqascii117o;.
ـ صحيفة الاخبار
نقولا ناصيف :
بينما تصطدم مداولات اللجنة النيابية للإدارة والعدل بعراقيل في مناقشة تعديل قانون الانتخاب، فإن إجراء الانتخابات النيابية ربيع 2009 يبدو هو المشكلة الفعلية التي يحاذر أفرقاء النزاع الكشف عنها. ...على أن انتخابات 2009 تمثّل تحدّياً كبيراً لأكثر من فريق معنيّ بها مباشرة:
هي أولاً تحدّ للرئيس ميشال سليمان، إذ تتزامن انتخابات 2009 مع انقضاء السنة الأولى من عهده في أيار المقبل. ...
وهي ثانياً تحدّ للأمن الذي سيكون بدوره إحدى أدوات المواجهة القاسية في انتخابات 2009 سواء استخدمه أحد الطرفين، أو دخل على خطه متضرّرون من إجرائها لإحداث مزيد من الفوضى وضرب الاستقرار. ..
وهي ثالثاً تحدّ للأفرقاء المسيحيين المدعوّين إلى المواجهة في الدوائر الانتخابية المسيحية، بعدما سلّم شركاؤهم في التحالفات السياسية الواسعة أن أرض الصراع ستكون المناطق المسيحية. ...
ـ صحيفة الاخبار
ثائر غندور :
وانفجر الخلاف في لجنة الإدارة والعدل بين النائبين علي حسن خليل وأنطوان زهرا، على خلفيّة إقرار حق الانتخابات للمغتربين خارج لبنان. فيوم أمس دخل النائب أنطوان زهرا إلى غرفة لجنة الإدارة والعدل في الطبقة الثانية من المجلس النيابي &laqascii117o;وفي نيّته افتعال مشكلة" على ما قال نوّاب ممّن حضروا الجلسة. كان زهرا ممتعضاً ممّا نُشر عن وقوفه ضدّ اقتراع المغتربين، وأوضح موقفه، متهماً النائب نوّار الساحلي بتحريف ما قال والنائب علي حسن خليل بأنه هو الذي وقف ضدّ هذا المشروع. وعندما دخل خليل إلى الغرفة، علم بما قاله عنه زهرا، فطلب منه أن يتكلّم في وجهه، لا في غيابه، وقال إنه لم يُعرقل المشروع، بل طرح أسئلة وأقنعته بعض الأجوبة وبعضها لم يقنعه، وأن القوات اللبنانيّة هي من طرح موضوع الاقتراع منذ أعوام وتراجعت عنه اليوم. وبعدما احتدّ النقاش تدخّل النائبان بطرس حرب وإبراهيم كنعان لتهدئة خواطر زهرا وخليل.
ـ صحيفة الاخبار
طرابلس ـ عبد الكافي الصمد :
يمكن القول إن جبهة العمل الإسلامي تجاوزت العثرات التي وقعت فيها في الآونة الأخيرة، وإنها &laqascii117o;متجهة في المرحلة المقبلة، بعد إنجاز ترتيباتها الداخلية، نحو القيام بخطوات عملية ستجعلها الطرف السنّي الأبرز"، وفق ما قال مصدر مسؤول في الجبهة لـ&laqascii117o;الأخبار".
فرغم تكتّم المصدر عن هذه الخطوات، أو كشف مواعيدها وأماكنها، فقد كان الإفطاران الرمضانيان اللذان أقامتهما الجبهة في كل من المنية ووادي خالد في عكار، والحشد الشعبي فيهما، إشارة إلى أن الجبهة تنافس الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل تحديداً على كسب ود الوسط السنّي، ...
وإذا كان حضور الجبهة في طرابلس يعدّ أمراً طبيعياً، ولم تعترضه عوائق تذكر، فإن وجود الجبهة بهذا الحجم في المنية وعكار، حيث هيمن المستقبل على كل شاردة وواردة خلال الأعوام السابقة، يدل على أن الجبهة استطاعت بواسطة خطاب سياسي ـــــ ديني مركّز أن تسحب البساط من تحت أقدام المستقبل تدريجاً، مستفيدة من استمرار حضور سائر القوى السياسية السنّية المعارضة في مواجهة المستقبل، ومستغلّة تراجع الجماعة الإسلامية عن أداء دور كانت تقوم به في مناطق ريفية محافظة، ..
ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين :
جهد ضائع، وقت مهدور، ومال لن يصل قبل الأوان.
ذلك هو حال المرشحين والناخبين اللبنانيين الذين يتوهمون ان معركة الانتخابات النيابية قد بدأت، ما يستدعي اعلان اقصى درجات الاستنفار والتعبئة، وتنظيم المهرجانات والمؤتمرات والندوات والإفطارات، وترتيب الجولات والزيارات الميدانية، وتحضير وسائل الإعلام لنوع جديد من المناظرات والاعلانات والصفقات.. وغيرها مما تعرفه الديموقراطية اللبنانية من تقاليد عريقة.
الفكرة بحد ذاتها لا بأس بها : ان تتصرف جميع القوى السياسية، عدا بعض الاستثناءات الهامشية، على اساس ان صناديق الاقتراع هي الحكم وهي المقياس الاول والاخير، ...
لكن الاستعجال الى المعركة، يثير توترا شديدا ليس فقط في اوساط المهتمين، بل ايضا في اوساط العامة التي تنتظر في العادة الايام الاخيرة من اي حملة انتخابية لكي تختار اللائحة او المرشح الاقدر على العطاء، ...
وحسب القياس المسلم به من قبل جميع اللبنانيين، فإن الخروج المبكر الى المعركة الانتخابية هو ايضا دليل خير، لانه اذا صح ان لبنان هو مجرد مساحة صراع عربي وإقليمي وأحيانا دولي، فهذا يعني في المقابل ان القوى الخارجية، المتهمة دائما بأنها لم ترسل الى لبنان على مدى السنوات الثلاثين الماضية الا الرشاشات والمتفجرات والصواريخ، هي التي تدفع المرشحين الى اطلاق حملاتهم السياسية قبل الأوان، وتتعامل مع الانتخابات النيابية المقبلة باعتبارها معيارا حاسما ووحيدا لتحديد موازين القوى الداخلية.
ـ صحيفة النهار
نبيل بومنصف :
من بين كل المصالحات او مشاريع المصالحات التي أجراها تيار 'المستقبل' والحزب التقدمي الاشتراكي و'حزب الله' وتنظيمات او هيئات سياسية وحزبية ودينية تدور في فلك القوى الثلاث حتى الآن، والتي قد تبلغ تتويجها بمصالحة طال الحديث عنها بين 'تيار المستقبل' و'حزب الله'، يتفرد المسيحيون بطابع مختلف لا يتطابق وهذا المنحى لدى الآخرين.
واقع الحال ان المصالحات هذه تشكل ممرات ميدانية وشوارعية حتمية للعبور الى الانتخابات النيابية وما بعدها بحد ادنى مفروض من التهادن الاهلي، ....
هذا البعد يختلف اختلافا تاما في اي مقاربة او مشروع او حديث عن مصالحة مسيحية - مسيحية. فليس بين سعد الحريري ووليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله اي صراع على زعامة شارع واحد. وليس بينهم اي انكار عميق لزعامة كل منهم لطائفته او لمعظمها او للعصب الاساسي فيها، الصراع بين هؤلاء الزعماء قد يكون أخطر بالمنظار المصيري للنظام اللبناني وصورة الجمهورية وسط حرب المشروعين الكبيرين اللذين تحملهما الغالبية والمعارضة. ...
ـ صحيفة النهار
راشد فايد :
بقدر ما توحي المصالحات الكارجة على اللبنانيين رغبة ما في التهدئة الداخلية، فإنها تكرس اقتطاع حيّز بشري وجغرافي وسياسي لسلطة تنمو على هامش الدولة اللبنانية وفيها.
فبفضل الانقلاب الوئيد على الدولة، منذ ادعاء وجود ملاحظات 'سرية'على المحكمة ذات الطابع الدولي، وانتهاء بغزوة السابع من أيار التي 'أسقطت' (بقتل السيدة بيضون ونجلها المحامي هيثم طبارة في بيروت) 'مؤامرة' على السلاح العائد من الجنوب، يحاول 'حزب الله' أن يملك سلطة الإمرة في حياة اللبنانيين: في السياسة والاجتماع. في الفتنة والتهدئة. فجمهوره وحده يعاني انقطاع الكهرباء، ووحده يشكو سعر الرغيف، ووحده يريد تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ووحده لا يقبل بديلا عن تحرير القدس وفلسطين، كل فلسطين من النهر الى البحر. ولأنه يحتكر لذاته كل 'الفضائل' الوطنية والقومية والاسلامية، وفق زعمه، يتنبه، باستمرار، لفتنة ما ويستنسب طريقة وأدها، مرة بالمصالحات ومرات بالنار. ولا تكون فتنة إن لم تستهدفه ورهطه، لأن ما يستهدف غيره، ولو جاء بالحيثيات نفسها، ليس 'مؤامرة' ولا يمكن وصفه بذلك.
في14 آذار 2005 صدمت 'ثورة الأرز' الحزب القائد. كان المدّ الجماهيري الذي حملها أقوى من 'شكراً سوريا' التي أراد أن يزعمها شعاراً لكل اللبنانيين في الثامن من آذار، فسعى الى 'مهادنة' كان من نتائجها التحالف الانتخابي الرباعي ...ثم بدأ التملص من المهادنة تحت عناوين متعددة، أولها الاعتراض بالاعتكاف، على إحالة اغتيال الزميل الشهيد جبران تويني على التحقيق الدولي، تلاه زعم الملاحظات على المحكمة الدولية بالانسحاب من الحكومة، ثم التصعيد بقطع الطرق بالرمال والردم وبمحاولة اقتحام أحياء آمنة في بيروت، وهو ما أفضى الى التأجيج المذهبي الذي أوصل البلاد الى شفير الانفجار. كان رد فعل 'الحزب القائد' عند هذا المنعطف الخطر، السعي الى 'المهادنة' بتشجيع من دولة الولي الفقيه التي أقلقها ما توقعت من رد فعل اسلامي غير مؤات لها إذا ما حل الانفجار.
لكنها كانت مهادنة 'على زغل': حافظ الحزب على وتيرة التوتر الاجتماعي والسياسي في البلاد، من مستوطنة الخيم، الى ارتهان حياة اللبنانيين لدراجات 'الفيسبا' على طريق المطار وعلى طريق الشياح - عين الرمانة.
ثم كانت 'غزوة السابع من أيار' تحت عنوان حماية السلاح بالسلاح، حين وضع الحزب المذكور مجد المقاومة في خدمة مشروعه، ببعديه الداخلي والاقليمي، وما تلا ذلك من نتائج سياسية، لم تحل كثرة الايجابيات التي رآها فيها، دون تلمّسه، وتلمّس مرشده الخارجي، عمق السلبيات التي خلفها.
وكما في المرة السابقة، ارتفع صوت 'الحزب القائد' بأناشيد المحبة الأهلية والوئام الوطني، والتضامن الداخلي، ولا سيما منه الاسلامي - الاسلامي خصوصا أن تفاؤله بتحقيق أحلامه في الانتخابات النيابية المقبلة، يتطلب أن يسود الهدوء الحياة السياسية.من الطبيعي ألا تقف قوى 14 آذار متفرجة على الدعوة الى المصالحة.
لكن المصالحة المطلوبة، بحسب الأمين العام للحزب، هي تكرار للمهادنة التي سعى إليها بعد الاضراب الذي سمّاه بالسلمي، وحاولت ميليشياته، خلاله، اقتحام منطقة جامعة بيروت العربية والطريق الجديدة وقصقص...قد تكون المصافحة، في وجه ما، مطلوبة لتبريد بعض الرؤوس، لكنها لن تكون مصالحة إن لم تنطو على التسليم بعدم الاحتكام الى السلاح، ...
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان :
استغرب سفراء عرب واجانب معتمدون لدى لبنان التراشق الاعلامي الحاد بين ثلاثة من زعماء الموارنة في الساعات الماضية ضاربين بعرض الحائط ما يمكن ان ينجم عن هذا التأجيج بين المناصرين والمنتمين الى تياراتهم من صدامات غالبا ما تكون دموية ويسقط بنتيجتها ضحايا ابرياء يخلفون وراءهم أرامل ويتامى وحقداً وضغينة على غرار ما حصل اخيرا في بصرما في الكورة.ونقلت مصادر قريبة منهم اسفهم لهذا التوتر الاعلامي وعدم التنبه الى خطورة هذا التأجيج وانعكاسه المباشر على المناصرين والمنتمين سواء الى 'التيار الوطني الحر' او حزب 'القوات اللبنانية' او 'تيار المردة'.... ولدى استفسار عدد من السفراء البارزين عن الخلافات بين عون وفرنجيه وجعجع كان الجواب واحدا وهذان الحقد والضغينة قائمان منذ سنوات وان هناك دماً بينهم ويجب بذل المساعي للتخفيف من حال البغض قبل فوات الاوان، خصوصا ان الانتخابات النيابية وحملاتها بدأت والسلاح متوافر بين ايدي مناصريهم او اي قوة امنية قادرة على منع الصدامات الدموية؟!ولاحظت مصادر سياسية قيادية ان 'القلق نفسه ارتسم بقوة لدى عدد من زعماء البلاد حيال التباعد القائم بين عون وفرنجيه وجعجع ودعوا الى التعجيل في التهدئة بالطلب إلى الاطراف الثلاثة وقف الحملات الاعلامية والخطابات النارية، ....
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم :
... ما هي الاسباب التي تجعل ايران الاسلامية ترفض التجاوب سواء مع الترهيب او مع الترغيب اللذين مارسهما حيالها المجتمع الدولي؟ طبعاً ليست هناك اجوبة جاهزة وحاسمة عن هذا السؤال تنطلق من خلفيات معلوماتية ثابتة ومعطيات عملية. الا ان ذلك لا يمنع عددا من المصادر الديبلوماسية المتابعة لاوضاع ايران وعلاقتها بالمجتمع الدولي من محاولة اعطاء اجوبة عنه من منطلقات تحليلية. الجواب الاول هو ان اميركا لم تعد تفكر الآن في توجيه ضربة عسكرية ساحقة الى ايران ليس فقط لان الرئيس المشارفة ولايته الانتهاء بعد اشهر قليلة لا يستطيع القيام بعمل كهذا الا اذا اذلت ايران بلاده وجيشه على نحو لا يمكن السكوت عنه وهو ما لن تفعله ايران الآن، بل ايضاً لان الوضع في المنطقة اي في افغانستان وباكستان والخليج والعراق والدول المحيطة باسرائيل وفي فلسطين نفسها متدهور الى درجة لا تتيح لها ارتكاب اي حماقة عسكرية في هذه المرحلة لانها لا بد ان ترتد عليها سلباً. اذ ان قواتها ستتعرض لرد سريع وقاس وستتعرض انظمة الدول الحليفة لها لانتفاضات قد تتحول ثورات شعبية او حروباً اهلية ولأن حليفها الاول اسرائيل لا بد ان يناله من رد ايران الكثير سواء مباشرة او عبر حلفائه في المنطقة. والجواب الثاني هو ان المجتمع الدولي ليس موحداً فعلا في مواجهة ايران الاسلامية رغم اجماعه على رفض حيازتها تقنية نووية قابلة للاستخدام العسكري او اسلحة نووية. .... والجواب الثالث هو عدم اقتناع ايران بنيات اميركا والمجتمع الدولي الذي تقود حيالها. ... اما الجواب الرابع فهو ان ايران قد تكون اقتربت من حيازة تقنية تخصيب الاورانيوم والتعبئة النووية عموماً ولذلك فانها ستخاطر بحيازتها اياها مع اقتناعها بان 'المخاطرة' ليست كبيرة.
ـ صحيفة الشرق الاوسط
أحمد الجزار :
أثارت تقارير إعلامية الجدل بحديثها عن انشقاق داخل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على خلفية أزمة تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي حول الشيعة. وذكر موقع يحمل اسم &laqascii117o;المصريون" على شبكة الانترنت أن هناك تحركا متسارعا خلال اليومين الماضيين ضد بيان القرضاوي يقوده الدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي. لكن العوا نفى في بيان تلقت &laqascii117o;الشرق الأوسط" نسخة منه أن يكون هذا الكلام له أساس من الصحة. والعوا مفكر إسلامي مصري، يشغل منصب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس جمعية مصر للثقافة والحوار. ويتميز فكره بالاعتدال والتركيز على الحوار وليس الصدام بين العالم الإسلامي والغرب. وقال العوَّا إن الخبر المنشور بتاريخ أمس على موقع &laqascii117o;المصريون" عن تحركه ضد الدكتور يوسف القرضاوي &laqascii117o;خبر ليس له أي أساس من الصحة وهو كذب محض"، مشيرا إلى أنه سيتخذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد هذا الموقع ومحرر الخبر. وأضاف أن ما قاله لشخص هاتفه مساء أول من أمس هو أن للاتحاد اجتماعا مقررا لمجلس الأمناء في نوفمبر (تشرين الثاني) النقبل سوف يدرس ضمن جدول أعماله مسألة العلاقة بين السنة والشيعة، مؤكدا أنه لم يصف قط كلام الشيخ القرضاوي، في أي وقت، بأنه زلة لسان، وتقديره الشخصي للشيخ القرضاوي ليس محل بحث حتى تنسب إليه مثل هذه الأكاذيب.وأوضح العوَّا أن مكانة الشيخ يوسف القرضاوي وعلمه وجهاده محل تقدير المسلمين جميعا سنة وشيعة، وعلى رأس المقدرين له ولتاريخه أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأعضاء مجلس أمنائه، وأن من المتفق عليه بين العلماء كافة أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وأن المختلفين لا يقدح بعضهم في بعض، ولا يهاجم بعضهم بعضا، وأن الرأي منفصل عن صاحبه وهو حق خالص له. واعتبر البيان أن ما نشر في الموقع المذكور يرمي &laqascii117o;إلى شق صف علماء السنة وضرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي تنقم عليه دوائر كثيرة بسبب مواقفه ضد الصهيونية وحلفائها وضد الغلو الفكري المنسوب للإسلام وضد الجرائم التي يرتكبها باسمه بعض الغلاة".وختم العوَّا بيانه بالقول &laqascii117o;ان الدكتور القرضاوي هو مؤسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وإن اختياره للرئاسة جاء بإجماع العلماء المؤسسين سنة 2004، وإن ما ذكره الخبر عن وجود مصادر للعوَّا أمدتهم بالكلام المكذوب المنشور على موقع المصريون ليس له أي ظل من الحقيقة". وكرر الدكتور العوَّا أن هذا كله سيكون موقع إجراء قانوني سريع ضد هذه الموقع ومحرر الخبر.وكان الموقع قد ذكر أن العوا يبذل جهودا حثيثة لإقناع عدد من الأعضاء بالتوقيع على بيان الرد على بيان القرضاوي، وسحب الشرعية" عنه، بوصفه لا يعبر عن منهج اتحاد علماء المسلمين أو مواقفه. وأشار الموقع إلى أن مصادر قريبة من القرضاوي أكدت استياءه الشديد مما يحدث، وأسفه من عدد من المواقف التي اتخذتها شخصيات فكرية وكتاب كانوا يعتبرون أنفسهم من تلامذته، بمن فيهم أعضاء باتحاد العلماء، دون أن يتحرك أحد منهم للدفاع عن عرضه الذي استبيح بشتائم واتهامات غير مسبوقة