صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 26/9/2009
ـ صحيفة النهار : تعرف جهات لبنانية وغير لبنانية كثيرة، وإن تكن مختلفة مع 'حزب الله' سواء بسبب ارتباطه الإيديولوجي بالجمهورية الاسلامية في ايران او بسبب 'تحالفه' مع سوريا الاسد والذي فرضته عوامل عدة منها الحاجة اليها في مقاومة اسرائيل وفي الصراع مع اهل الداخل اللبناني ان الحزب رغم كل ذلك يبقى حزباً لبنانياً متمسكاً بلبنان دولة سيدة مستقلة ليس في وجه اسرائيل الجار – العدو فحسب بل ايضاً في وجه سوريا الشقيق والحليف. ويعني ذلك في رأيها ان هذا الحزب ليس مع عودة سوريا العسكرية الى لبنان وليس مع سيطرتها المباشرة أو غير المباشرة عليه. واذا كان هذا الموقف المباشر لم تتضمّنه يوماً ادبيات الحزب المذكور فإن موقفاً غير مباشر يعبر عنه قد صدر اكثر من مرة عن قادة مهمين فيه بل عن قائده السيد حسن نصرالله يؤكد ان سوريا لن تعود (والمقصود عسكرياً طبعاً) الى لبنان. وهذا موقف يعكس ضمناً عدم رغبة 'حزبية' في العودة وربما موقفاً سورياً بعدم العودة تفرضه على الاقل حتى الآن اسباب اقليمية ودولية. علماً ان هذه الأسباب قد تزول وليس من تلقاء نفسها اذا وجد اصحاب القرار الدولي في العالم 'وشريكهم الاقليمي' المعروف ان لهم مصلحة في ذلك.
ـ صحيفة النهار إبراهيم بيرم : يفضّل احد السياسيين المخضرمين الذين يصنفون انفسهم على الخانة الوسطى بين المعارضة والموالاة، ان يطلق على المرحلة الحالية مصطلح 'تحصين المواقع والدفاعات' استعداداً للمعركة الفصل في موسم الانتخابات النيابية المقبلة. (...) لا تخفي اوساط 'حزب الله' وهي تذهب لدخول باب المصالحة مع 'تيار المستقبل' شعوراً فحواه ان هذا التيار ما كان ليفتح هذه الصفحة الجديدة إلا بفعل ضرورة قصوى تعززت أكثر ما يكون بعد اعادة التموضع الجنبلاطي وبعد 'الخسائر' المادية والمعنوية التي لحقت به إثر 'مواجهات طرابلس' وحوادث البقاع' التي حملت نتائج عكسية لما رامه من خلال هذا التصعيد. لذا لا يسقط الحزب من حساباته البعيدة المدى قراءتين تقول أولاهما باحتمال ان تحمل المصالحة المبرمة للتو في اروقة قصر قريطم في طياتها امكان بداية مصالحة حقيقية، تقود الى انتخابات هادئة تتم خلالها تفاهمات محدودة تتضمن بيعاً هنا وشراء هناك ومقايضة في مكان آخر من ضمن سقوف اللعبة السياسية المعهودة التي لا تتطلب الخروج من ثوابت التحالفات، انطلاقاً من مسلمة اساسية يدركها كل الاطراف ومفادها ان كل المصالحات لا قيمة أسياسية ومفصلية لها ما لم تتم المصالحة الكبرى بين 'حزب الله' و'تيار المستقبل'. اما القراءة الاخرى فتنهض على أساس ان الطرف الآخر يدخل المصالحة من باب الرغبة في أمرين 'تهدئة الساحة الاسلامية وتبريد صراعاتها كسلوك تكتيكي يرمي الى توجيه الانظار في اتجاهين: الأول ان اجواء الهدوء في معركة الانتخابات المقبلة باتت حاجة لا يستغنى عنها على الساحة الاسلامية، والثاني ان لا بد من صب الجهود من الآن فصاعداً نحو الساحة المسيحية، رهاناً على مراكمة معطيات وظروف تتيح للحلفاء على تلك الساحة احراز تقدم انتخابي يوم يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع بعد نحو ثمانية اشهر.
ـ صحيفة النهار خليل فليحان: تمكّن رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري من اراحة الوضع السياسي المتشنج، من طريق عقد لقاءات مباشرة مع خصومه السياسيين سواء في طرابلس او في بيروت مع 'حزب الله'، دون ان يلتقي خلال زيارتيه للبقاع وصيدا ايا من منافسيه، وتشديده على مؤيديه لانتهاج سلوك التهدئة ونبذ ظاهرة العنف والتحريض الطائفي والمذهبي، والابتعاد عن استعمال السلاح واحلال الحوار محله وإعادة العلاقات الى طبيعتها بين مؤيديه وجيرانهم في القرية او البلدة او المدينة. ولم يكتم انصار الحريري ولا سيما منهم سكان الاحياء في بيروت الذين عانوا هذا التطور وسجلوا 'نقزة' لطبيعة هذه اللقاءات التي عقدها في الساعات الاخيرة مع ممثلين لجهات سياسية وقعت بينهم وبين محازبيها اشتباكات دامية سواء خلال حوادث السابع من ايار الماضي أو في بداية ايلول الجاري في احياء وازقة معينة من بيروت في مناسبات مختلفة في اثناء رفع لافتات او تعليق صور. غير أنهم عادوا فأيدوا الانفتاح الذي يقوده منذ زيارته لطرابلس والتي ادت الى وقف العنف وازالة المظاهر المسلحة وإعادة الحياة الى طبيعتها. واكدوا انهم مع ازالة اسباب الاستفزاز ومع نزع كل مبرراته التي كانت سبباً في الاحتكاكات التي تنتج منها ضحايا واضرار في ممتلكات المواطنين. وايدوا كل ما يؤدي الى الاستقرار وتنفيس الاحتقان والتحريض المذهبي.
ـ صحيفة المستقبل نصير الأسعد : الآن، أي باللقاء مع 'حزب الله' ـ وأمينه العام في وقت لاحق ـ يستكملُ سعد الحريري ما 'بدأه' في 7 أيّار. أي أنّ سعد الحريري اليوم هو نفسُه سعد الحريري في 7 أيّار. فالذي رفض إستخدام السلاح، يعمل اليوم على إلغاء مفاعيل إستعماله من جانب 'حزب الله' وحلفائه. والذي منعَ قرارُه وموقفُه إنفجار حرب أهليّة، يعمل اليوم على إنهاء مخلّفات فترة سوداء. والشيء بالشيء يُذكر. فقبلَ أيّام كانَ رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع شجاعاً قويّاً في إعتذاره عن أخطاء الماضي. وكانَ في إعتذاره هذا يترجمُ 'ثقافة' 14 آذار، 'ثقافة الوصل'. وبدلاً من ملاقاته، ما يقتضي إعتذارات عن أخطاء وما أكثرها، حاول 'مسيحيّو 8 آذار' إستفزازه لإستدراجه كي يعود إلى 'ما قبل الإعتذار'. لكنّه أغاظهم بصلابته. هوَ التناقض بين 'وصل 14 آذار' و'فصل 8 آذار'. إذاً، تأسيساً على ما تقدّم، ثمّة تنويه 'واجب' بحركة سعد الحريري بما في ذلك لقاء قريطم أوّل من أمس مع وفد 'حزب الله'. وذلك في إطار الطموح الـ14 آذاريّ إلى مسار سياسيّ طبيعيّ، سلميّ وديموقراطي.
ـ صحيفة المستقبل فيصل سلمان : من المبكر القول ان مفاعيل المصالحات التي تمت، ستظهر في وقت قريب، ولكن في المدى الآني، يجوز الحكم لمصلحة هذه المصالحات لأسباب عديدة.ففي السياسة، لا خصومة دائمة. يضاف الى هذا المبدأ، ان للبنان خصوصية تتجاوز الأطر الجامدة للعمل السياسي.في لبنان وحشان ضاريان، أولهما الطائفية وثانيهما المذهبية، وفي موازين السلوك السياسي تتصارع قوة السلاح مع قوة الموقف.ان الفهم الواقعي لهذه المعادلات يدفع بالزعيم أو القائد، في انتظار قيامة الدولة وسيادة القانون، الى عقد مصالحات من شأنها إبعاد الأذى من دون تقديم تنازلات مجانية.في هذا الاطار يمكن فهم ما أقدم عليه سعد الحريري ووليد جنبلاط إزاء 'حزب الله' وحركة 'أمل'. ومع ذلك ثمة ثغرة لا بد من التنبه لها.قد يقف أحدهم ليقول: ها هو التحالف الرباعي قد قام من جديد... وبمعنى أوضح قد يقول قائل: ان المسلمين يتفقون في ما بينهم فماذا عن المسيحيين؟صحيح ان سعد الحريري أطلع حلفاءه في 14 آذار على السياق التصالحي الذي اختاره وخصوصاً مع 'حزب الله' ولكن السؤال يبقى مطروحاً:كيف يمكن لسعد الحريري ووليد جنبلاط أن يساعدا على مصالحة مسيحية ـ مسيحية؟ ان الواجب الوطني يتطلب ذلك، ثم اذا كان الهدف هو دعم الاستقرار والسلم الأهلي وتعزيز مفهوم الدولة فهذا لا يتحقق إلا بتوافق طوائفي شامل، يتمناه اللبنانيون.
ـ صحيفة المستقبل وسام سعادة : الضربة الأمنية التي وجّهت إلى الجناح المسلم من مشروع الاستقلال الثاني في أيّار الفائت كانت من نوع يفرض تحدّياً فاصلاً: فإما أن يضعف هذا الجناح ويترهّل المشروع الاستقلالي من ورائه ويتشظّى إذا ما ارتأى خوض 'حرب استنزاف لإزالة آثار العدوان'، وإما أن يتقوّى هذا الجناح ويشدّ كل المشروع الاستقلالي من حوله إذا ما التقط مطلب 'الاستقرار' وطرحه حجّة على الجميع، ليس فقط لأن 'شروط المواجهة غير متوفّرة'، بل لأن مطلب الاستقرار تحوّل إلى موضع إجماع شعبيّ غير مسبوق بعد 7 أيّار، وصار المتورّط بالخروج عنه قولاً وفعلاً نابذاً لنفسه من دائرة السياسة الجدّية. (...) ليس يمكن تتبع مسار الأمور بين 'تيار المستقبل' و'حزب الله' من دون الانطلاق من هذا البعد الإقليمي الذي أشّرت له زيارة النائب سعد الحريري ثم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة إلى العراق، وبدون التوقف عند دلالات مصالحة طرابلس. من جهة كان التوجّه إلى شيعة العراق وهم أكبر طوائفه وأكثرية الشيعة العرب، وفحوى هذا التوجّه أن الطائفة الكبرى تجد مصلحتها في التماثل مع منطق الدولة وليس التحوّل إلى جالية. ومن جهة ثانية كان التوجه إلى علويي شمال لبنان وإزالة كل التباس من أي جهة أتى من شأنه أن يتعامل مع علويي لبنان على أنّهم جالية. بناء عليه، فإذا كان 'حزب الله' يحتج سريعاً على كل من شأنه تصويره كجالية 'ايرانية' أو 'فارسية' في لبنان، فإن التوجّه 'الاستقراري ـ الاستقلالي' يخدم تحديداً هذا الغرض: إزالة كلّ التباس حول خيارات شيعة لبنان، وحول خيارات 'حزب الله' من ضمن شيعة لبنان
ـ صحيفة المستقبل أديب طالب معارض سوري : إن من جاءنا بأنباء الحشود العسكرية السورية على الشمال اللبناني، ليس فاسقاً لنتبين. وإنما الصادقون من مراسلي الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية ومندوبي الصحف وعلى رأسهم المستقبل والنهار وألوف من شهود العيان؛ لذا فإن ما يناسب المقام مقال يؤكد وبإصرار أن سوء الظن عصمة علماً أن حسن الظن لم يحكم مرة واحدة العلاقات السورية اللبنانية عبر أربعة وثلاثين عاماً مضين. لبنان تحت خطر الاجتياح ومحيطه الاقليمي وعمقه الدولي مشغولان عنه تماماً وفرصة الغزو وافرة. وستدوس أرضه أقدام الغزاة، وعندها سيمتلك النظام السوري ورقة جديدة تعزز انتصاراته الاقليمية والدولية وتقوي موقعه في مفاوضاته مع اسرائيل، محور سياسته المركزي من سنوات وسيبقى هذا المحور سنوات مقبلة حتى قيام الصلح مع اسرائيل.
ـ صحيفة السفير ساطع نور الدين : لقاء عابر في منتصف الطريق، عند منعطف حرج، يمكن ان يحتوي جو الفتنة المذهبية، لكنه لا يمكن ان يخمده نهائيا، لانه يستمد زخمه اليومي من ذلك التعريف المتجدد للهوية السنية والشيعية الخاصة لدى جيل كامل من ابناء الغالبيتين الاسلاميتين اللتين تنذران بخراب جديد للبنان. ليس للقاء بين تيار المستقبل وحزب الله من معنى سياسي. هو اشبه بتلك اللقاءات الدينية المتعددة التي تهدف الى التقريب بين المذاهب الاسلامية، على ما درجت العادة والتقليد منذ نحو ثلاثين عاما، عندما كان يجتمع "علماء&laqascii117o; السنة والشيعة ليكتشفوا انه ليس هناك فرق جوهري بين مذهبيهما، ثم ليفترقوا على السباب الخفي والطعن المتبادل في الظهر، ولينادوا الجمهور بأن يظل جاهزا للمذابح.. كي لا يفاجأ كما فوجئ أشقاؤه العراقيون، وكي لا يتكرر ما حصل في بلاد الرافدين حيث لا يزال الدم السني والشيعي يسيل بغزارة، ويغطي بقع الدماء العراقية التي يخلفها الاحتلال الاميركي. لكن جدوى اللقاء قد تكون اكبر بكثير من لقاءات التكاذب بين "العلماء&laqascii117o; السنة والشيعة، برغم انه لم يكن من الصعب تخيل الشيخ سعد الحريري او الحاج محمد رعد يداعبان عمامتيهما.. كما لم يكن من السهل على وفديهما ان يستثنيا اصحاب العمائم من ذلك الموعد الاستثنائي الذي كاد يبدو انه لحظة حاسمة في تاريخ الازمة اللبنانية، انتظرها اللبنانيون جميعا، مثلما ينتظرون العيد! ثمة حوار فتح بين مختلفين، او بتعبير ادق بين متناقضين تماما، بلغ بهما الصراع في الآونة الأخيرة حد إنكار الآخر ومحاولة إلغائه.. سواء في الخطب العلنية للمساجد من جهة، او في الغرف المغلقة من جهة اخرى. كان السابع من أيار نقطة تحول، استنفر العصبيتين السنية والشيعية ودفعهما الى حافة السيناريو العراقي. هما لا تزالان عند هذه النقطة، التي يخشى تيار المستقبل ان يسقط خلفها ولا يريد حزب الله ان يغرق عندها. وما عدا ذلك الطابع الوقائي، لا يمكن العثور على قاسم مشترك بين الجانبين، يمكن ان يؤسس للمصالحة التاريخية المستحيلة بين أتباع المذهبين، وبين أعضاء التيار والحزب اللذين لم يتقدما نحو اللقاء بموقف اعتذاري عن ثلاث سنوات كاملة من المواجهة الضارية، ولا بموقف تراجعي يعترف ان احدا منهما لم يكن يحمل مشروعا انقلابيا على النظام السياسي الداخلي، بل مشروع مقاومة لاسرائيل من جهة او لسوريا وإيران من جهة اخرى.. وكلاهما يفوق طاقة البلد وقدرته على الاحتمال.
ـ صحيفة السفير عماد مرمل : برغم ان كلا من الرئيس أمين الجميل وسليمان فرنجية يتموضع في جبهة سياسية مغايرة للاخرى، إلا ان مطلعين على أجواء المعارضة المسيحية يعربون عن اعتقادهم بأن الباب ليس موصداً بشكل كلي أمام إمكان حصول تفاهمات انتخابية جانبية بين الكتائب وبعض رموز تلك المعارضة إذا اقتضت الضرورة ذلك. وبمعزل عن هذه الفرضية، تتحدث مصادر في المعارضة المسيحية بثقة عن قدرتها على تحقيق انتصارات سهلة في العديد من الدوائر وانتصارات أخرى أقل سهولة في دوائر أخرى، جازمة بأنها ستحصل على الاكثرية الشعبية في الشارع المسيحي، ولا سيما أن فرنجية سيشكل رقماً صعباً في الانتخابات المقبلة التي ستجري على أساس القضاء، وبالتالي فهو سيكون قادراً على تعويض بعض المقاعد التي يمكن ان يخسرها العماد ميشال عون. وتلفت المصادر الانتباه الى ان المصالحات التي تمت او هي قيد الانجاز سواء بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي او بين حزب الله وتيار المستقبل، ستأتي بشكل او بآخر على حساب مسيحيي ١٤ آذار الذين سيفقدون جزءا من الدينامية السابقة بفعل مبادرة حلفائهم الاقوياء الى إجراء نوع من "إعادة الانتشار&laqascii117o; السياسي وتبريد الصراع الحاد الذي نشب خلال السنوات الماضية، ما يعني انه لن يكون متاحاً استخدام "عدة الشغل&laqascii117o; التي كانت تستعمل في الماضي لشد العصب... والجمهور، تحت طائلة تحمل مسؤولية تحطيم الواجهات الزجاجية الرقيقة للمصالحات الفتية.
ـ صحيفة الأخبار نقولا ناصيف: عكس اجتماع الرئيسين ميشال سليمان وجورج بوش في واشنطن، أمس، أدلة إضافية على الأسلوب الأميركي الجديد في مقاربة الوضع اللبناني منذ التحوّلات السياسية والأمنية التي أفضت إليها أحداث 7 أيار، ومن ثم اتفاق الدوحة. باتت واشنطن أقلّ تصلباً وأكثر واقعيةً، من غير أن تتخلّى عمّا تعدّه ثوابت نظرتها إلى لبنان: دعم قوى 14 آذار، تصنيف حزب الله منظمة إرهابية (وهي تسند هذا الموقف إلى قانون أميركي)، ورفض تدخّل سوريا في الشأن اللبناني. ومنذ انتخب سليمان رئيساً صوّبت تعاملها مع الملف اللبناني في اتجاهات ثلاثة متلازمة هي: دعم الرئيس وحكومة الوحدة الوطنية والجيش. أتت حصيلة لقاءات سليمان مع بوش والمسؤولين الأميركيين في واشنطن، ومن قبلها في نيويورك، والمواقف التي رافقتها، لتبرز منحى التشجيع، لا أسلوب الحضّ والتوجيه الذي سلكته واشنطن في الأعوام الثلاثة المنصرمة، وكي تكتفي بالمراقبة ومراعاة التوازن السياسي الجديد، وإن هي لا تتردّد في إبداء عدم رضاها عنه.
ـ صحيفة الأخبار نادر صباغ: عدا سيارة إسعاف تقدمها مؤسسته &laqascii117o;الخيرية" لجمعية تعنى بشؤون المعوقين، أو قاعة يطلق عليها اسمه في دار من دور العجزة لقاء مكرمة، أو قص شريط تقوم به خالته ليلى الصلح في افتتاح مشغل خياطة في قرية، لا ذكر للوليد بن طلال في الحياة السياسية اللبنانية. منذ مدة لم يعد يسمع به في لبنان إلا على صفحات المجلات الفنية إن أقام حفلاً لمطربي &laqascii117o;روتانا" ومطرباتها. فلماذا انكفأ أغنى أغنياء العرب عن الساحة السياسية المحلية بعدما طمح يوماً ليكون رئيساً للوزارة اللبنانية، وجهد لترتيب نقل نفوسه إلى مسقط رأس جده رياض الصلح في صيدا وإصدار بطاقة هوية تؤكد لبنانيته منذ أكثر من عشرة أعوام؟ يعتقد متابعون أن الكلمات القليلة المتلعثمة التي قالها الوليد على درج قريطم معانقاً بهاء الحريري بعد وفاة أبيه، والتي أعلن فيها المصالحة مع آل الحريري، كانت بداية النهاية لمشروع الوليد السياسي في لبنان الذي بدا فارغاً وهشاً أكثر من خطاباته التي أطلقها في عهد لحود.في أحد أيام 2004 نشرت صحيفة &laqascii117o;المستقبل" على صدر صفحتها الأولى صورة للأمير يمشي خلف سيارة صغيرة تستخدم لرياضة الغولف، كان في داخلها الرئيس الأميركي جورج بوش والملك السعودي عبد الله في أحد منتجعات الوليد في شرم الشيخ. ومع أن الصورة لم يلتقطها مصور &laqascii117o;المستقبل" الخاص في مصر، بل تناقلتها وكالات الأنباء العالمية، إلا أن الوليد، كما يروي مقربون منه، اعتبر نشرها تهجماً مباشراً عليه. وغضب كثيراً. ويقول أحد الذين كانوا معه في الغرفة وقتها إنه رمى بالجريدة أرضاً وبدأ يدوسها بقدميه ويتلفّظ بكلمات نابية. في تلك الفترة، كثر تردد الوليد على لبنان بالطائرات حيناً وباليخوت أحياناً. مناسبات عديدة اختلقت لأجله كي يتحف اللبنانيين بخطابات سياسية واقتصادية موجهة إلى خصمه الحريري. لم تتدخل السعودية للجم الرجل الذي بنى نفسه بنفسه، وقيل إن ذلك كان جزءاً من صراع القوى في المملكة بين الحرس القديم للملك فهد والحرس الجديد للملك عبد الله ممن يحسب عليهم الوليد.
ـ صحيفة الشرق الأوسط دمشق سعاد جروس : يمكن القول إنه منذ إعلان الحرب الأميركية على الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر(أيلول)، صارت المناسبات الرمضانية ساحة خلفية للملعب الدبلوماسي، كساحة هادئة تعرض وجهات النظر، وتمد خلالها جسور للعلاقات الاجتماعية والثقافية. وفي هذا الإطار تبرز ثلاث جهات على الساحة الرمضانية السورية، أميركا ـ إيران ـ الفصائل الفلسطينية والمقاومة اللبنانية. والمتابع لنشاط السفارتين الاميركية والإيرانية ومكاتب القوى الفلسطينية واللبنانية الناشطة في دمشق خلال السنوات الأخيرة لا يخفى عليه أي التيارات التي تستأثر باهتمام السوريين، ففي حين تتمكن هيئة دعم &laqascii117o;المقاومة" اللبنانية التي تمثل حزب الله اللبناني من حشد أكثر من ثلاثة آلاف مدعو في مطعم في ريف دمشق حسب ما اورت وكالة الأنباء الألمانية، يتردد السوريون في تلبية دعوة السفارة الأميركية إلى سهرة رمضانية في منزل القائم بالأعمال الأميركية، الذي غاب عنه الرسميون السوريون كالعادة، وهناك من قال إن جهات طلبت من الإعلاميين المدعوين عدم تلبية الدعوة، فيما أكد زملاء إعلاميون مدعوون أنهم لم يلبوا الدعوة لأسباب شخصية بعضهم جاهر بأنها تتعلق بموقفهم الرافض للسياسة الأميركية في المنطقة، وبعضهم قال إن الوقت لم يكن مناسبا. وأكد لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" أحد الزملاء من الذين دأبوا على تلبية دعوات السفارة الأميركية أن &laqascii117o;تلبية الدعوة لا تعني أننا نؤيد السياسة الأميركية" &laqascii117o;كما أننا لسنا شخصيات رسمية"، نافيا أن تكون أي جهة قد وجهت &laqascii117o;بعدم تلبية الدعوة". وتابع الزميل الإعلامي: &laqascii117o;حضور حفل السحور في السفارة الأميركية ضروري لكل إعلامي بهدف التعرف على القائم بالأعمال، ومن لديه موقف رافض للسياسة الأميركية هذه مناسبة لإيصال رسالته، فالمقاطعة ليست مجدية للتعبير عن حقيقة الموقف، كما أن الحضور لا يعني تأييد أو قبول مواقف أميركا، وإنما هو مجرد إطلاع وهو ضروري للإعلامي ولغير الإعلامي". حفل الإفطار الذي دعت السفارة الإيرانية إليه عددا من الإعلاميين والمثقفين، لم يكن الحضور فيه أكبر من الحضور في السفارة الأميركية، لكن هناك اختلاف بنوعية الحضور من حيث أن حفل السفارة الإيرانية كان فيه عدد من المثقفين الأكثر ميلا للمتدينين والمحافظين، بينما تميز الحضور في السفارة الأميركية بالتنوع والغالبية من ذوي التوجهات الليبرالية والعلمانية، إلا أنه في كلا السفارتين كان الحضور الإعلامي أقل من السنوات السابقة. وكان واضحا أن المثقفين والإعلاميين السوريين بتنوعهم ليسوا في ملعب السفارة الإيرانية، التي حشدت في اليوم التالي أمس (الخميس) حوالي 800 شخص في قاعة فرساي بقصر النبلاء في دعوة إفطار بمناسبة يوم القدس العالمي، والذي تميز بحضور سياسي واسع، فكان أمناء الفصائل العشرة ووفد عن حماس، كما ألقى أمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح كلمة إلى جانب السفير الإيراني. ما يشير الى حجم التحالف (الإيراني ـ فصائل الرفض الفلسطيني) عبر الحلقة السورية.