ـ صحيفة صدى البلد
غادة حلاوي:
الانظار تحولت من لقاﺀ حصل بين حزب الله وتيار المستقبل الى لقاﺀ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري عل هذا اللقاﺀ ينجح في تذليل تداعيات ما حصل في ايار. خصوصا وان العارفين في تفاصيل الامور يقولون ان لقاﺀ قريطم على اهميته لم يؤد كامل غايته اقله من حيث المصالحة المرجوة التي ذهب حزب الله على نيتها الى قريطم. وهناك من ينقل اجواﺀ معاكسة لتلك التي حرص الطرفان على تعميمها بعد الاجتماع بحيث ان المضيف لم يتجاوز مع ضيوفه فكرة انه تعرض لاعتداﺀ وان وفد حزب الله سمع كلاما لم يكن يفضل سماعه وقد جرى التعاطي مع الوفد الزائر انطلاقا من كونه الطرف الذي ارتكب خطأ جاﺀ يصححه 'ونحن ما غلطنا بحق حدا'. وان رئيس تيار المستقبل حاول خلال الزيارة رفع سقف مطالبه السياسية والتعاطي مع الزيارة - المبادرة على عكس الاتجاه المطلوب واذا 'لم تحصل ليونة' بعد اللقاﺀ القمة نكون 'امام مشكلة حقيقة'. واذا كان حزب الله يعتبر انه بذل جهدا وتغاضى عن اعتبارات كثيرة ليزور قريطم ويبادر الى مصالحة ينذر غيابها بكوارث على مستوى العيش بين السنة والشيعة في البلد، فقد يكون ازعجه انه سمع كلاما فيه من العتب واللوم ما يجعله يعتقد ان اجواﺀ الطرف الآخر غير مؤاتية بعد للانتقال الى مرحلة جديدة. ولان خطوات المصالحة لا تزال في اولها، يرصد الطرفان تعاطي فريق الطرف الآخر مع ما حصل وقد توقف البعض عند كلام قاله احد نواب تيار المستقبل في مقابلة متلفزة مفاده 'ان المصالحة لم تكن مثلما عبر عن اجوائها النائب محمد رعد'، ولمثل هذا الكلام خلفيات اقلها الاعتراف ان المصافحة واللقاﺀ بحد ذاته لم يؤمنا الانتقال بعد الى عتبة مرحلة جديدة من التعاطي بين فريقين اساسيين في البلد او ربما ان الامور مرهونة في خواتيمها بحيث ان العقد التي لا تزال تعتري العلاقة بين حزب الله والمستقبل قد يذللها لقاﺀ نصرالله - الحريري. وهذا ما يأمله الجانبان خصوصا وان احداث بيروت احتلت الحيز الاكبر من البحث خلال اللقاﺀ حيث اعتبر النائب الحريري ان موضوع الاعتداﺀ على بيروت لم يكن سهلا ولا يمكن التغاضي عنه.وتوجه لضيوفه بالقول ان المسألة ليست شخصية وهناك حالة ولدت عند الناس من الصعب تجاوزها وكي نكون صريحين فإن النفوس ليست صافية وربما كان هذا اللقاﺀ عاملا مساعدا ولكن الموضوع ليس سهلاً. التراكمات كثيرة خصوصا لناحية ما حصل في بيروت والاختلاف بين من يرى ان بيروت عاصمة السنة في لبنان ومن يرى ان بيروت للجميع وليست حكرا على طرف كي ينصب نفسه محاميا عنها، ولذا قد تكون المصالحة خطوة نحو رحلة الالف ميل. وليس انتقاصا من اهمية المصالحات ولا تعكيرا لجوها ولكننا لا نزال نلمس اقله في كواليس القيل والقال السياسي ان المصالحة الحقيقية لا تزال بعيدة، وان كل طرف يحاول تمرير هذه المرحلة بهدوﺀ وصولا الى الانتخابات النيابية او انه ينأى بنفسه عن تحمل مسؤولية افشال الحوار ويبدي حرصا على الظهور بمظهر المساهم في الاجواﺀ الايجابية خاصة مع وجود دعم عربي ودولي واسع وان هناك كلمة سر تم تعميمها بالتزام الهدوﺀ وتمرير الوقت. ويبقى ان المصالحات التي تجري تبقى على محكي الشارع وصندوقة الاقتراع ويبقى الهم الاساسي ان يبقى الامن بعيدا عن التجاذبات وحينها لا هم مهما تقارعوا في السياسة.
ـ صحيفة صدى البلد
محمد شمس الدين :
بات اللقاﺀ مؤكدا بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري ومنتظرا في عيد الفطر، ليكون عيدية لأهل بيروت. واذا كان اللقاﺀ المنتظر بين 'السيد' و 'الشيخ' سعد سيطفئ نار الفتنة الداخلية ويقطع الطريق على مشعليها، فإنه سيفتح حتما الأبواب أمام تخفيف حالة التوتر في العلاقات بين سورية والسعودية التي حسمت الجدل الذي كان جاريا فيها حول أهمية حصول مثل هذا اللقاﺀ بين نصرالله والحريري ومدى توافقه مع سياسة المملكة في ظل الأحداث السياسية الأخيرة وما شهدته المنطقة من تطورات وتأرجح الأفق بين التوافق والتأزيم.
ـ صحيفة المستقبل
بول شاوول:
مَنْ يسترجعْ تواريخ الحروب في لبنان منذ 1969 (وما قبل) وحتى اليوم، يكتشفْ ببساطة أن 'المصالحات' كانت تسابق أحياناً كثيرة جولات المعارك، واستراتيجيات العنف؛ كأنما كل حرب أو معركة كبيرة كانت تحمل معها مشروع مصالحة موقتة لا تلبث أن تنقلب استئنافاً للتقاتل والحروب. كأنما كل مصالحة كانت نذيراً لجولة، أو معبراً الى تجديد صراع، حتى بات اللبنانيون يضعون أيديهم على قلوبهم كلما تبادل 'الفرقاء' المتصارعون 'تبويس اللحى' أو 'دغدغة' الذقون... أو الارتماء بأحضان بعضهم 'من الوريد الى الوريد'. فهل ترى يتكرر الأمر اليوم؟
فإذا كانت المصالحات والمبادلات ستؤدي الى بقاء دولتين بحدود حاسمة، فستكون تكريساً لمبدأ الدولتين: دويلة حزب الله والدولة اللبنانية.وإذا كانت المصالحات ستؤدي الى بقاء قرار الحرب والسلم بأيد حزبية أو بيد حزب الله يستمد قراراته من الخارج، فستكون اعترافاً بشرعية القرار الحزبي وبطلان مرجعية الدولة.
في هذه المرحلة لا يسعنا إلا النظر الى الجزء المليء من الاناء والى 'الشمعة' التي تهزم الظلام... لا يسعنا اليوم سوى محاولة تصديق أن ما يجري هو بداية طريق جديدة، بين اللبنانيين، لا تختار سوى السلم الأهلي وسيلة لبلوغ أهدافها...
ـ صحيفة المستقبل
أسعد حيدر:
ما يساهم أيضاً في اندفاع 'قطار' التهدئة، أن 'حزب الله' يريد ذلك بقوة، لأسباب تتعلق به وبالمنطقة. 'حزب الله' أصبح مطمئناً باعتراف مختلف الأطراف به 'لاعباً ثابتاً وأساسياً في لبنان'، ولذلك يريد الاستمرار في 'اللعب على مساحة الخريطة السياسية اللبنانية بإطمئنان'، وفي الوقت نفسه الاستعداد دائماً للتأقلم في حركته مع الخارج، فحزب الله 'حزب لبناني له امتدادات اقليمية'، لذلك كل التطورات الاقليمية تنعكس فوراً عليه وعلى حركته وحتى على استراتيجيته. حالياً ليس همّ 'حزب الله' أن يأخذ السلطة في لبنان كما ترى أوساط مطلعة في لبنان. وهو يفضل التأثير في السلطة، سواء في تشكيلها أو قراراتها الاستراتيجية وخطها العام.
أمام هذا الواقع، يقدم 'حزب الله' نفسه على أساس أنه يحمل 'مشروعاً وطنياً'، وليس مشروعاً خاصاً به.
'سقف' مشروع 'حزب الله' الدائم غير المعلن رسمياً تعديل اتفاق الطائف، أو تغييره. الهدف من ذلك الوصول الى القبول بالمثالثة بدلاً من المناصفة. عندما يشدد الحزب على مطالبته بأن تكون الدولة اللبنانية 'دولة عادلة وقادرة ومتوازنة' إنما يؤشر الى هذا 'السقف'، 'العدالة والتوازن' تعني المثالثة لأن المناصفة غير عادلة ولم تعد تنتج التوازن. لكن هذا الهدف وإن كان مرغوباً إنما حالياً غير ممكن. ما يساهم في تحلي 'حزب الله' حالياً بالهدوء والعمل على نشره، أن الملفين اللذين يعنيان حركته المتأثرة بالخارج، وهما الملف النووي الإيراني والمفاوضات غير المباشرة بين دمشق وإسرائيل، لم ينضجا بعد.
ـ صحيفة الأخبار
نادر فوز:
لم يسلم المشاركون في مهرجان &laqascii117o;يوم القدس العالمي" من الأمطار، لكن &laqascii117o;فداء السيّد" عبارة تردّدت كثيراً على ألسنة شبان مبلّلين غطوّا أجسادهم بعلم حزب الله. وفيما نعم البعض بالراحة على كراسيّ بلاستيكية وسقف حجب عنهم الأمطار، بقي عدد كبير خارج مجمّع سيّد الشهداء، يتابعون كلمة الأمين العام لحزب اللّه، حسن نصر الله، عبر شاشات علّقت في المكان. ويمكن لمن رأى المشهد أن يلاحظ مدى انضباط العناصر المكلفين أمن الاحتفال وتنظيمه، إذ بقي كل في مكانه خلف الأشرطة الصفراء التي حدّدت الممرات.كالعادة حضر الآلاف لمشاهدة السيّد، وكالعادة أيضاً التنظيم الحزبي للقاءات &laqascii117o;مبكّل". لم يرد حزب الله الغياب عن هذه الذكرى، فكان أن أحيا هذه الذكرى بعنوان &laqascii117o;القدس وقف الله"، وللسنة الثالثة على التوالي دون عرض عسكري اعتاد أنصار الحزب مشاهدته سنوياً. ولظروف أمنية غاب مرة جديدة &laqascii117o;السيّد حسن" عن الإطلالة المباشرة، ما زاد &laqascii117o;حرقصة" الحاضرين. ولكن القائد العسكري، عماد مغنية، لم يغب عن الاحتفال فحضرت صوره وصور مقاتلي الحزب الذين درّبهم وتركهم الحاج رضوان كما قال نصر الله سابقاً.(...)
ـ صحيفة الأخبار
جان عزيز:
يؤكد فريق الأقلية الوزارية، أن المسؤول الأميركي سأل في زيارته اللبنانية الأخيرة، قيادات حلفائه: ماذا ستفعلون إذا كنتم تتجهون إلى خسارة الانتخابات؟ وسمع أجوبة متباينة، بينها: تطيير الانتخابات. فطلب هيل دراسة الموضوع، وتوحيد الجواب، قبل عودته للمتابعة.
ـ صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف:
رغم التعاطي مع الصور واللافتات والشعارات في شوارع بيروت كأحد حوافز الاشتباك السنّي ـــــ الشيعي، وأن إزالتها تقلّل عناصر هذا الاشتباك، إلا أن طرفيه المعنيين يدركان أن حلّ المشكلة ليس بتبسيط دوافعها ومعالجتها في آن معاً. ولأن رأس حربة أحدهما سنّي والآخر شيعي، وكانا يتصارعان على السلطة كي يرث كل منهما المرجعية التي شغرت بانسحاب سوريا من لبنان.وسواء نجحت جهود فريقي النزاع في تحقيق مصالحة جدّية أم لا، فإن أياً منهما ـــــ وهو يوحي بأنه يصالح الآخر ـــــ لم يتخلَّ عن خياره السياسي، وهما سيقودان نزاعهما إلى انتخابات ربيع 2009 من خلال الشارع أيضاً، في وقت يبدوان فيه كأنهما يحاولان استيعاب احتقانه لتبريده حتى أوان انتخابات 2009. في حصيلة الأمر ليس لهما إلا استخدام الشارع، في الدفاع عن الخيارات السياسية المتناقضة، وفي المصالحات وفي اجتذابه إلى صناديق الاقتراع.مع ذلك، فإن المصالحة الجاري تحقيقها بين تيار المستقبل وحزب الله وحركة أمل تبدو قليلة التأثير على انتخابات الربيع المقبل، لأسباب منها:1 ـ أن لا تماسّ سنّياً ـــــ شيعياً في أيّ من الدوائر الانتخابية.2 ـ سيواجه تيار المستقبل أكثر من تماسّ داخل طائفته التي يتزعّمها سياسياً كما في طرابلس وصيدا. 3 ـ تساقطت تدريجاً المبررات التي حملت حزب الله وحركة أمل والحريري والنائب وليد جنبلاط على تحالفهم الرباعي قبل ثلاث سنوات. بعد اتفاق الدوحة انهارت تماماً مبررات التحالف الرباعي: بات سلاح الحزب على طاولة الحوار لمناقشة سبل الاستفادة منه في الاستراتيجيا الدفاعية لا تجريده منه، ولم يعد الفريق الشيعي بعد أحداث 7 أيار وحصوله على الثلث المعطل في مجلس الوزراء في حاجة إلى تعهّد الطرف الآخر له بالمشاركة. بل انتزعها منه بالقوة.
ـ صحيفة السفير
رشاد سلامة:
قد يجد تيار المستقبل نفسه مربكاً بموقف الادراة الاميركية من تقاربه مع حزب الله، تبعاً لتصنيف ادارة بوش للحزب والمقاومة في خانة الارهاب!! ولا نعرف الى اي حدّ يمكن لتيار المستقبل أن يتقن مرافعته عن دور المقاومة، واعتزازه بانتصاراتها على اسرائيل، عدوّ لبنان المسخ المدلل كثيراً جداً لدى ادارة بوش؟! (...) بكلام آخر، تبدو هذه المصالحة، ذات الجدوى الاكيدة بالمنظار الوطني، مهددة بالبقاء في دائرة محدودة ـ ولكنها مطلوبة ـ حتى ولو اقتصرت على التهدئة بدلاً من المعالجة، حتى ولو حققت فقط تخفيف حدة التشنج، ووقف التوظيف الرخيص لغرائز الشارع في بعض الاماكن.
ـ صحيفة السفير
خضر طالب:
بالاستناد إلى المعلن من المواقف الداخلية، لا يبدو المناخ السياسي مهيأ للشروع في تسوية كاملة، وأن الترتيبات الجارية في المنطقة تهيئ لما هو أقل من تسوية وأكثر من هدنة طويلة الأمد. وهذا يعني أن الفرصة المتاحة الآن يمكن العبور من خلالها إلى مرحلة استقرار نسبي، خصوصاً أن فترة "السماح&laqascii117o; الأميركية الممنوحة لفرنسا في لبنان تنتهي مع انتهاء السباق الأميركي إلى البيت الأبيض، بحيث تسترد الولايات المتحدة الأوراق من فرنسا لتعاود الإشراف عليها، وهذا ما ينتظره كثير من قوى ١٤ آذار الذين يشعرون بأن أي تسوية راهنة هي عبارة عن شرب "كأس مرّة&laqascii117o;. ربما تعترف أطراف في قوى ١٤ آذار أن هناك متغيرات حقيقية في التعاطي الدولي مع الأزمة اللبنانية، لكنها تسارع إلى الاستدراك بأن الاتجاهات الدولية لم تصبح حاسمة، وهي إلى الآن مجرّد "ميول&laqascii117o;، أو مهادنة، عرضة للتغيير في أي وقت، بل إن احتمالات الصدام الكبير في المنطقة، الذي يتضمن توجيه ضربات عسكرية موجعة لأي من إيران أو سوريا أو كلاهما معاً، ما زال وارداً وبقوة.
ماذا يعني ذلك؟
ثمة استنتاج واحد له يقتنع به ضمناً معظم القوى الرئيسية في الساحة اللبنانية، ومفاده أن كل ما يجري الآن هو تقطيع الوقت لأن لا شيء ناضجا من كل المشاريع المطروحة في المنطقة، وبالتالي فإن المصالحات الثنائية الجارية ستسمح بقيام حوارات تحت سقف مريح لصياغة تفاهمات لبنانية قابلة للتعايش في المرحلة الآتية التي لا يتجاوز عمرها كانون الثاني المقبل، أي بعد أربعة اشهر على أبعد تقدير.
ولهذا، فإن طاولة الحوار التي يرأسها الرئيس سليمان في قصر بعبدا لا يتوقع منها أن تتوصّل إلى نتائج، بل إن معظم المؤشرات تقود إلى الاعتقاد بأن النقاش على الطاولة سيكون من دون طائل، لأن لا أحد يملك مفاتيح الحل والربط في الملفات المعقّدة والمتراكمة. ولهذا أيضاً، فإن تعطيل فتائل الفتن المتنقلة مهمة باتت في صلب أولويات القيادات اللبنانية التي تحاول تحصين الساحة بعزلها عن تبعات وتداعيات ما قد يحدث في المنطقة.
وعلى وقع تلك المعطيات كانت الاتصالات السياسية تشهد زخماً كبيراً ساهم ببعض الهدوء المستعاد، بقوة الحاجة والضرورة، بعد أن أُفهم الفرقاء أنهم يندفعون نحو منزلقات خطيرة مجدداً وبسرعة لا يحتسبها اللاعبون الكبار في ترتيب أوضاع المنطقة، فأدرك الجميع أن عليهم التناغم مع ما يجري في المنطقة لا استباقه لأن "اللبنانيين مسيّرون وليسوا فاعلين&laqascii117o;...
من هنا، بدا أن مختلف القوى اللبنانية قررت طوعاً الذهاب إلى ورشة التحضير للانتخابات النيابية التي تيقنوا من حتمية حصولها بفعل قرار دولي كبير ما يزال مفعوله سارياً، أياً تكن الظروف، كما أنها تساهم إلى حد بعيد في استهلاك الكثير من الوقت حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود... فضلاً عن أنها تشحن النفوس بأماني قسمة نيابية "عادلة&laqascii117o; بين المتصارعين... ولو كانت "قسمة ضيزى&laqascii117o;...