صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 29/9/2008

ـ صحيفة الحياة:
بات محسوماً ان يقر المجلس النيابي اللبناني في جلسته الثالثة اليوم اقتراح قانون الانتخاب الجديد الذي ستجرى على أساسه الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، بعدما تمكن في جلستيه أول من امس السبت من إقرار أبرز بنوده المتعلقة بحق ترشح رؤساء البلديات للانتخابات شرط ان يتقدموا باستقالاتهم من مناصبهم قبل ستة أشهر من إجرائها مع بعض الاستثناءات التي تمنع رؤساء اتحاد البلديات ورؤساء البلديات في مراكز المحافظات والأقضية من الترشح، كما أقرّ اعتماد جواز السفر أو بطاقة الهوية في الاقتراع وبإتمام الاستحقاق النيابي في يوم واحد في كل لبنان. وفي موازاة انشغال اللبنانيين بإقرار قانون الانتخاب، ينصرف الرئيس سليمان الى التحضير لاستكمال جولته العربية بزيارة المملكة العربية السعودية في 12 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، فيما يتابع عن كثب التحرك الذي بدأته الرابطة المارونية سعياً الى تحقيق مصالحة مسيحية - مسيحية تشمل أولاً العماد ميشال عون الذي التقته ثانية ليل أمس وسمير جعجع وسليمان فرنجية.
لكن تركيز الأنظار على الورشة التشريعية الجارية في البرلمان لإقرار قانون الانتخاب بعدما نجح بري في &laqascii117o;طبخ" مخرج للخلاف على حق ترشح رؤساء البلديات تبنته الهيئة العامة بالإجماع من ناحية، وعلى الدعم الذي يوفره سليمان للتسريع في إنجاز المصالحة المارونية - المارونية من ناحية ثانية، لم يمنع استمرار طرح التساؤلات عن اسباب فتح عون النار على السنيورة ووصفه بـ &laqascii117o;السارق". ومع ان احداً لم يتمكن، كما تقول مصادر وزارية ونيابية لـ &laqascii117o;الحياة"، من وضع اليد على &laqascii117o;الأسباب الموجبة" لهجوم عون على السنيورة، بعدما كان هدد بالانسحاب من الحوار في حال لم يأخذ البرلمان باقتراحه عدم السماح لرؤساء البلديات بالترشح ما لم يتقدموا باستقالاتهم من رئاسة البلديات قبل عامين من موعد الانتخابات، فإن السنيورة رفض الانجرار الى السجال معه، وتجاوب معه في قراره عدد كبير من الوزراء والنواب. إلا أن قرار السنيورة عدم الدخول في سجال مباشر مع عون، لم يمنعه من الإدلاء بموقف لـ &laqascii117o;الحياة" قال فيه &laqascii117o;إن الكلام الذي قاله العماد عون كلام غير لائق، لا يليق لا به ولا بموقعه في الحياة السياسية، ويسجل خروجاً عن الأصول المتبعة في التخاطب السياسي". وأضاف السنيورة: &laqascii117o;وبالنسبة إليّ فإن خير إجابة عليه الصمت، ولن أنزلق الى هذا المستوى".
وبالعودة الى جلسة السبت النيابية، علمت &laqascii117o;الحياة" من المصادر نفسها ان بري ابتدع المخرج لترشح رؤساء البلديات بالتشاور مع النائب سعد الحريري (غادر بيروت أمس الى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة) و وليد جنبلاط والنائب ميشال المر، بعدما كان اختلى بعون قبل دقائق من بدء الجلسة النيابية المسائية.
وكشفت أن بري صارح عون بأن لديه توجهاً الى إقرار قانون الانتخاب قبل عيد الفطر وطلب منه الانفتاح على المخارج لإيجاد حل وسط، خصوصاً ان ليس في وسعه التمسك بموقفه في ظل ميزان القوى النيابي الذي يميل لمصلحة الأكثرية، ولم يكن في وسع &laqascii117o;الجنرال" سوى الاستجابة لرغبة بري الذي صاغ الحل الذي ينص على حق رؤساء البلديات بالترشح قبل ستة أشهر من موعد الانتخابات باستثناء رؤساء اتحاد البلديات ورؤساء البلديات في مراكز المحافظات والأقضية وهذا ما تسبب لعون بإحراج من حلفائه، وجاءه الاعتراض الأول من رئيس بلدية صيدا الدكتور عبدالرحمن البزري.
ولفتت المصادر الى ان الأكثرية، وبالتناغم مع بري ومن خلاله مع كتلة &laqascii117o;الوفاء للمقاومة" (حزب الله)، نجحت في تمرير البند الخاص بترشح رؤساء البلديات مع بعض التعديلات خلافاً لما كان هدد به عون لجهة انسحابه من الحوار في حال لم يأخذ باقتراحه. وبدا واضحاً ان الأكثرية حققت انتصاراً في الجلسة في مقابل حصول عون على &laqascii117o;جائزة ترضية" تمثلت بإقصاء رؤساء اتحادات البلديات والمجالس البلدية في مراكز المحافظات والأقضية عن الترشح، وهذا سيخلق له بطبيعة الحال متاعب انتخابية يسعى الى تجاوزها.
وفي شأن تحرك الرابطة المارونية لتحقيق مصالحة مسيحية - مسيحية، علمت &laqascii117o;الحياة" ان قيادة الرابطة برئاسة جوزف طربيه ونائبه عبدالله أبو حبيب ستركز من الآن وصاعداً على جمع الأضداد تحت سقف واحد. وبحسب المعلومات، فإن البطريرك الماروني نصر الله صفير أبلغ الرابطة ترحيبه بالجهود التي تقوم بها لإعادة ترتيب البيت المسيحي آملاً من القيادات المسيحية بأن تحذو حذو القيادات الإسلامية في التلاقي.
ـ صحيفة السفير:
لن يأتي عيد الفطر، إلا وقد أصبح بمقدور اللبنانيين التباهي، بأن مجلسهم النيابي الكريم، اتفق بموالاته ومعارضته، على إعادتهم ستين سنة الى الوراء، من خلال القانون الانتخابي، الذي قيل إنه "الأفضل للتمثيل المسيحي&laqascii117o;، لكنه حمل في طياته، "براعة&laqascii117o; الطبقة السياسية اللبنانية، في تجاوز خلافاتها وحساباتها الآنية، عندما تكون مصلحتها الاستراتيجية واحدة. هو قانون انتخابي أسود بامتياز على الرغم من كل التغني بمحاولات "تجميله&laqascii117o;، عبر استعادة رزمة إصلاحات الهيئة الوطنية برئاسة فؤاد بطرس، وهي الهيئة التي اصطدمت أولاً وأخيراً بحسابات الطوائف، فإذا بـ"غلاة&laqascii117o; الإصلاحيين فيها، مثل وزير الداخلية الحالي المحامي زياد بارود، يجد نفسه، فجأة في موقع المدافع عما تعتقده مرجعيته الطائفية، في خانة "الصواب&laqascii117o; ولو كانت نتائجه وبالاً على لبنان واللبنانيين. هو قانون انتخابي أسود، لأنه يقطع الطريق، أمام فرصة تقديم نخب سياسية جديدة، كان يمكن لها أن "تتسلل&laqascii117o; الى المجلس من خلال اعتماد النسبية، ولو في مستواها الأكثر تشوهاً، كما أقرته الهيئة الوطنية، وبالتالي يصبح هذا "الإفراط&laqascii117o;، في القول إننا ضد القانون ولكنه لا بد منه على قاعدة أنه "أبغض الحلال&laqascii117o;، إنما هو جزء من لعبة سياسية وانتخابية، فما حصل قد حصل، وربما بات جديراً ببعض النخب السياسية والأهلية، أن تضع نصب عينيها كيفية الرد سياسياً على هذا القانون المشوه لا بل على كل المنطق الذي يحكم سلوك هذه الطبقة السياسية. في كل الأحوال، لن يتم التماس هلال العيد، إلا ويكون مجلس النواب قد أقر القانون الانتخابي، ليبادر بعد ذلك، رئيس المجلس نبيه بري، الى رفع الجلسة واستكمال جدول أعمالها، بعد العيد مباشرة، في ظل إعطاء الأولوية، لما يفترض أن يكمل القانون الانتخابي، أي إعادة الاعتبار للمجلس الدستوري، الذي أفرغ على مدى سنوات ولادته بعد الطائف من مضمونه، وأصابه التشوه الذي أصاب السياسة، قبل أن يدخل في إجازة طويلة منذ انتهاء الانتخابات النيابية الأخيرة. والسؤال المطروح، هل ستعكس أجواء القانون الانتخابي "التصالحية&laqascii117o;، نفسها على المجلس الدستوري، عبر إدخال تعديلات مشوهة، تحظى بإجماع الطبقة السياسية، وتكون في مضمونها، ضد الدستور، وضد ما يفترض أن تكون عليه صورة المجلس الدستوري، وخاصة في موضوع البت بالنزاعات الدستورية والطعون الانتخابية؟
وفي موازاة الاقتراح المقدم من النائب روبير غانم، حول موضوع المجلس الدستوري، أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ"السفير&laqascii117o; إن الأولوية بعد القانون الانتخابي هي للمجلس الدستوري، فيما تقدم وزير العدل إبراهيم نجار بمشروع قانون يتضمن تعديل بعض مواد قانون إنشاء المجلس الدستوري، ولا سيما لجهة إلغاء جلسة المقابلة للمرشحين لعضوية المجلس والسن القصوى للأهلية للترشح وإضافة أحكام جديدة لجهة شروط الترشح الخ... وإذا كان بندا الإعلان والإعلام الانتخابييْن، هما الأبرز في ما تبقى من بنود القانون الانتخابي، فإن المجلس اقر في جلستي، امس الاول، مواضيع استقالة رؤساء البلديات ومشاركة العسكريين في الاقتراع و"الكوتا&laqascii117o; النسائية. وقد سبق الجلسة اتصالات تولاها الرئيس نبيه بري، مع قيادتي "حزب الله&laqascii117o; و"التيار الوطني الحر&laqascii117o; من جهة والنائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط من جهة ثانية، افضت الى اعتماد تسوية تقضي بإعطاء مهلة ٦ اشهر لرؤساء البلدية للاستقالة قبل موعد الانتخابات النيابية، وهو ما كانت الأكثرية تطالب به، على الا تشمل رؤساء الاتحادات ومراكز المحافظة ومراكز القضاء فتبقى خاضعة لمدة السنتين كما اقترح بري نفسه.  وتمنع الصيغة الجديدة بعض رؤساء البلديات من الترشح، ومن أبرزهم رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري ورئيس بلدية ذوق مكايل نهاد نوفل. كما أقر المجلس إجراء الانتخابات في يوم واحد، وإنشاء "هيئة الإشراف على العملية الانتخابية&laqascii117o;. ولم يقر الـ"كوتا&laqascii117o; النسائية تحت شعار "منع التمييز واحترام المساواة&laqascii117o;!
وسقط اقتراح السماح للعسكريين بالانتخاب بعد ان صوتت الاكثرية ضده، مع أن النائب سعد الحريري كان تقدم باقتراح يقضي بالسماح لهم بالانتخاب قبل يومين من بدء الاقتراع لكنه عاد عن اقتراحه، بتوصية ورقية من النائب وليد جنبلاط، نقلها اليه النائب باسم السبع، بعدما لمس حماسة مفرطة من المعارضة للاقتراح مقابل معارضة حادة من جنبلاط وبطرس حرب ونواب "القوات اللبنانية&laqascii117o; تحت عنوانين اساسيين هما تحييد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية والتخوف من تأثير الضباط على الجنود.
على صعيد مساعي المصالحة، وفيما ينتظر أن يعقد اللقاء بين الأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري، في غضون الأسبوع الحالي، فإن مساعي المصالحة المسيحية وصلت الى مرحلة حاسمة، على حد تعبير أحد أعضاء الرابطة المارونية، فيما بدا عضو آخر متفائلاً بحذر عبر قوله إن الـ ٤٨ ساعة المقبلة، ستكون كافية لكي تبين الأمور، رافضاً الخوض في التفاصيل، مشيراً الى أن القضايا الشكلية اصعب من المضمون، وقال إن الرابطة وضعت محصلة اتصالاتها مع جميع القيادات المسيحية في عهدة رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني نصر الله صفير الذي بارك محاولات التقريب بين المتباعدين، فيما أكد سليمان للرابطة أنه يضع نفسه بتصرفها وأنه مستعد لتجاوز كل الشكليات من أجل انجاز المصالحة المسيحية.
وفيما شددت مصادر "القوات اللبنانية&laqascii117o; على وجوب أن تتم أية مصالحة برعاية بكركي و"أن تكون قائمة على اسس سياسية راسخة&laqascii117o;، ردت مصادر في "تيار المردة&laqascii117o; بتحميل "القوات&laqascii117o; مسؤولية إفشال مساعي المصالحة، وذلك من خلال إصرار قائدها سمير جعجع على استبعاد ميشال عون عن المصالحة بينه وبين فرنجية وأن تكون ثنائية، وقالت "لا مانع لدينا من دور لبكركي، إنما بعد أن تتصالح هي نفسها مع الزعماء الموارنة الذين تختلف معهم وأن تصبح على مسافة واحدة من الجميع&laqascii117o;. وأكدت مصادر "المردة&laqascii117o; أنها تقدّر دور رئيس الجمهورية الذي يعمل على خطين عبر الرابطة المارونية، وعلى خط مواز، كونه كان أول من بادر في هذا الاتجاه.
ـ صحيفة النهار:
عشية الجلسة الثانية ، صرح رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ'النهار': 'اجتزنا الجزء الاصعب من قانون الانتخاب ونأمل في ان ننتهي منه مساء غد (اليوم) على ابعد تقدير'. واذ ابدى ارتياحه الى سير المناقشات، كرر تحبيذه النظام النسبي والدوائر الكبيرة متمنيا ان يكون 'تطبيق هذا القانون (الجديد) لمرة واحدة واخيرة بالقول والفعل'. كذلك حرص على الاشادة بدور لجنة الادارة والعدل برئاسة النائب روبير غانم ووزير الداخلية زياد بارود الذي وصفه بأنه وزير موزون يثبت حياده وموضوعيته'. وعلم ايضا انه على هامش اقرار اقتراح قانون الانتخاب اليوم، سيفتح رئيس المجلس باب البحث في اسماء المرشحين لعضوية المجلس الدستوري. وعلم 'ان عملية اعادة الوضع على الارض الى طبيعته بين 'تيار المستقبل' و'حزب الله' و'أمل' ستأخذ بعض مداها الزمني قبل عقد اللقاء المتفق عليه بين الحريري والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ذلك انه لم يتفق بعد على موعد محدد للقاء في زيارة وفد الحزب لقريطم بل أُقر مبدأ اللقاء حين تكتمل ظروف التهيئة له. وعلى صعيد التحركات السياسية البارزة التي سجلت امس، قام النائب وليد جنبلاط ليلا بزيارة لمعراب حيث التقى سمير جعجع في حضور النواب وائل ابو فاعور وجورج عدوان وستريدا جعجع وايلي كيروز. واستمر اللقاء حتى ساعة متقدمة وسط تكتم على ما دار خلاله. لكن بعض المعلومات افاد ان اللقاء تناول مجمل الاوضاع الداخلية وساده توافق في وجهات النظر بين المجتمعين. وقالت اوساط المجتمعين لـ'النهار' ان اللقاء كان 'جيدا للغاية وسادته اجواء ايجابية'.
ـ صحيفة اللواء:
بقيت الأنظار مشدودة إلى الترتيبات الجارية لعقد لقاء بين النائب الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والذي تأخر الى ما بعد عيد الفطر السعيد، وكشف مصدر مطلع لـ 'اللواء' ان الاتصالات لم تنقطع في هذا الشأن، وان التركيز يجري على اختيار المكان، الذي لا بد أن يراعي الاعتبارات الأمنية للسيد نصر الله،
وقال المصدر ان ما أنجز من خطوات على الأرض لا سيما لجهة نزع القسم الأكبر من الصور والشعارات ذات الطابع الاستفزازي، من شأنه أيضاً ان ينزع أية ذريعة للتوتر او الاستفزاز، وأن يقدّم أرضية مريحة لتمضية عيد الفطر، بعيداً عن هواجس الاحتكاك والتوتر، وهذا بدوره يؤدي إلى اختبار النيات، وتهيئة النفوس، بحيث يأتي اللقاء في توقيته وظروفه، حاملاً ما يؤمل منه من تكريس المصالحات، وتثبيت خطوات الانفراج.
وقالت أوساط اللجنة المشتركة المؤلفة من ممثلين لأمل وحزب الله وتيار المستقبل برعاية قائد شرطة بيروت ان عملية نزع الصور ستستمر خلال الأيام المقبلة، وستأخذ بلدية بيروت دورها كاملاً في هذا المجال باستعمال الرافعات وطلاء الجدران المغطاة بالصور الورقية الملتصقة، وسط التزام الأطراف المعنية بمتابعة هذه الخطوة الي خواتيمها السعيدة، كعيدية للمسلمين واللبنانيين في عيد الفطر السعيد، وأكد مصدر أمني لـ'اللواء' ان 80% أنجز، وأن التأخير الباقي يعود إلى أسباب لوجستية وعدم توفر الأيدي العاملة، وكان عقد في ثكنة الحلو في بيروت اجتماع تقييمي لعملية ازالة الصور والشعارات من العاصمة ضم ممثلين عن وزارة الداخلية وبلدية بيروت اضافة إلى الأطراف السياسية المعنية.
ـ صحيفة الديار:
رغم المناخات الايجابية التي عممتها لقاءات الرئيس ميشال سليمان في نيويورك، ومواقف رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري والامين العام ل &laqascii117o;حزب الله ' السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة المستقبل ‏النيابية سعد الحريري واللقاءات بين &laqascii117o;الاشتراكي ' و &laqascii117o;حزب الله ' في خلده برعاية الامير طلال ‏ارسلان وما نتج عن تلك المواقف واللقاءات من اجراءات في بيروت والجبل، لكن مصادر مواكبة ‏لهذه التطورات وصفت هذه الاجراءات بالشكلية لأن &laqascii117o;لب الموضوع لا يكمن هنا، في ظل تحذيرات ‏تلقاها كبار المسؤولين اللبنانيين عن هشاشة الاوضاع الامنية في لبنان وعن وجود خطة لتخريب ‏الوضع اللبناني ومحاولة نسف الاجواء التصالحية وصولا الى نسف الانتخابات النيابية بعمليات ‏تخريب واسعة كالتي وقعت في بيصور او عبر افتعال احداث شبيهة لما جرى في بلدة بصرما، حيث ‏يخضع الوضع اللبناني وتحديدا في طرابلس والبقاع والمخيمات الفلسطينية لعملية رصد من قبل ‏اجهزة المخابرات الدولية والعربية. وكلها تتقاطع حول وجود نشاط مكثف للقيادات ‏والعناصر الاصولية التي جاءت من العراق وافغانستان والصومال. هذا بالاضافة الى رصد ‏اجهزة عربية لنشاطات مكثفة لشبكات اسرائيلية تعمل في العلن في لبنان، ويعترف بوجودها ‏معظم القيادات اللبنانية حيث تشير أصابع الاتهام الى دور للموساد الاسرائيلي في عملية ‏اغتيال الشهيد صالح العريضي. وهذا ما كشفه قيادي كبير في المعارضة.
‏ كما تشير معلومات المصادر المطلعة الى انتشار لمراكز امنية لمنظمات اصولية بين شتورا ‏والمصنع تُخضع الطريق الدولية لمراقبة شديدة، حتى ان قيادات في المعارضة طُلب منها تجنب ‏المرور على هذا الطريق حرصا على سلامتها، كما تكشف المعلومات عن تعرض جنود من القوات ‏الدولية لاعتداءات اثناء انتقالهم من الجنوب الى دمشق وبالعكس.
‏ كما تقول المعلومات، ان حركة مكثفة للعناصر الاصولية خلال الشهرين الماضيين في منطقة ‏عكار، وتحديدا في المناطق المحاذية للحدود السورية - اللبنانية، وقد كثفت هذه العناصر من ‏تواجدها، وتضيف المعلومات عن اشتباكات حصلت في الفترة الاخيرة بين فرق &laqascii117o;الهجانة السورية ' ‏وعناصر اصولية كانت تحاول الدخول الى لبنان قادمة من العراق بعد ان تحوّل لبنان الى ساحة ‏جهاد، وان الاشتباكات ادت الى مقتل جنود سوريين واصوليين مما دفع القوات السورية الى ‏تعزيز انتشارها، وهذا الانتشار حظي بموافقة دولية بعد ان ابلغت دمشق سلطات هذه الدول ‏بالحوادث الامنية.
‏ فبعد الانفجار في دمشق وبصمات القوى الارهابية فيه، واغتيال صالح العريضي والحوادث ‏الامنية المتفرقة وكلها تكشف عن جهة واحدة او جهات تتقاطع مصالحها لضرب الاستقرار في ‏لبنان وسوريا.
فإن الامور تتطلب معالجة جدية وحاسمة بعيدة عن حرتقات البعض وسياساتهم ‏الضيقة، ولا احد في العالم يقبل ان يتحول لبنان الى ساحة &laqascii117o;جهاد ' للقوى الاصولية والى ساحة ‏تصدّر الارهاب في ظل هشاشة اوضاعه، ولا احد في العالم يقبل هزّ الاستقرار في سورية، وهذا خط ‏احمر للقيادة السورية مهما كلف الامر، فأمن سوريا من أمن لبنان وبالعكس وهذا يتطلب ‏تنسيقا سياسيا وامنيا مخالفا لمرحلة السنوات الماضية. ‏ وبدعم عربي ودولي لمواجهة هذا الخطر الارهابي بدل سياسة قصر النظر والاحقاد، فالعالم ‏اليوم يعيش تحولات وازمات كبرى تتطلب جهودا لتحصين الساحات الداخلية. ‏ وتقول المصادر المطلعة ان كبار المسؤولين الاوروبيين وجزء من المسؤولين الاميركيين حضوا ‏اللبنانيين على تجاوز خلافاتهم ووضعوهم بصورة تحرك وقوة المنظمات الاصولية حيث كانت هذه ‏الدول تتوقع هجوما مضادا من القوى الاصولية ردا على الاجراءات التي طالتها في العراق ‏وسوريا ولبنان.
كما ان المسؤولين الاوروبيين ابلغوا الجميع &laqascii117o;ان امن طرابلس وصيدا هو من ‏امن البحر الابيض المتوسط ‏ وتقول المصادر المطلعة ان المجتمع الدولي مضطر الى اعادة تقييم سياساته تجاه لبنان اذا ‏استمرت الاوضاع الامنية الهشة. وان مسؤولا اوروبيا قال لقائد في الاكثرية &laqascii117o;نريد اشياء ‏ملموسة من قبلكم على الارض . وربما التحذيرات الاميركية والاوروبية عجلت من خيار المصالحات ‏لدى البعض.
‏ وفي ظل التطورات الاخيرة فإن الاشهر القادمة بالغة الخطورة والتعقيد حسب المصادر المطلعة، ‏وهذا يتطلب الاجراءات التالية:‏
‏1- تقديم الدعم السياسي والعملي لخطة امنية شاملة تتولى فيها اجهزة الامن اللبنانية ‏اتخاذ الاجراءات الصارمة للحؤول دون دفع لبنان الى الفوضى عبر مكافحة عمل المخابرات ‏الاسرائيلية وشبكات التجسس الداعمة لها والمتواطئة معها والتي اخترقت الامن الوطني خلال ‏السنوات الماضية، ومطاردة شبكات الارهاب المنظمة والاصوليات التي بدأت تمتد الى مختلف ‏الطوائف ورفض هؤلاء لمنطق التفاهم اللبناني، وهذا ما يطرح على قيادات المخابرات ‏العسكرية والاجهزة الامنية ابتداع وبلورة اساليب جديدة في التصدي لهؤلاء.
‏ ‏2- الاسراع في وضع خطة لتجهيز وتعزيز قدرات الجيش اللبناني بالعتاد والمال. واعطائه كل ‏ما يحتاجه لاستعادة قدراته وهيبته فالجيش هو شبكة الامن الداخلية. وهو &laqascii117o;طريق الخلاص ' ‏للبنان. ‏ وحسب رئيس اللقاء الديموقراطي، فإن الولايات المتحدة لن تعطي الاسلحة الى الجيش خوفا من ‏وصول تقنيات هذه الاسلحة الى الميليشيات كما حصل عام 1983 وهذا امر غير مقبول بالعمل ‏العسكري ولن تكرر اميركا التجربة.
‏ ‏3- الاستمرار في سياسة المصالحات الثنائية والانتقال قريبا الى المصالحة العامة التي يرعاها ‏الرئيس سليمان عبر طاولة الحوار الوطني في بعبدا، كما ان هناك فارقا بين الذهاب الى ‏الانتخابات النيابية بحالة من التشنج الطائفي وبين ان تأتي الانتخابات لترسيخ حالة من ‏السلم والتهدئة ويجري التعبير عن الخلافات السياسية بمناخ ايجابي وليس مشحونا بالتوترات ‏المذهبية. ‏ فالأوضاع تحتاج الى المعالجة السريعة في ظل سياق محموم بين التفجير والتهدئة؟ ومناخ دولي ‏مضطرب يشهد انهيارات كبرى فكيف بالدول الصغرى والمضطربة؟

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد