صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 30/9/2008

ــ صحيفة السفير :
بينما كان اللبنانيون، يستعدون لاستقبال عيد الفطر، انقض عليهم الإرهاب مجددا، أمس، مستهدفا العاصمة الثانية والمؤسسة العسكرية ومعهما لبنان بأسره، وبلغ دوي الانفجار، عددا من عواصم المنطقة والعالم التي سارعت للادانة، فيما وضعت الأجهزة الأمنية اللبنانية في حالة استنفار تحسبا لتكرار الرسائل الدموية.
وقد حصد انفجار طرابلس، خمسة شهداء بينهم أربعة من عناصر الجيش اللبناني و٣٠ جريحاً معظمهم من عناصر الجيش أيضاً، كانوا يستقلون حافلة عسكرية على الطريق المؤدي إلى أوتوستراد طرابلس ـ بيروت وهم في طريقهم من عكار إلى العاصمة.
وقد جاء الكمين محكماً في تحديد العنوان الذي تتوجه إليه الرسالة من دون أن تترك مجالاً للتأويل حول احتمال أن يكون المستهدف هو غير الجيش، بخلاف انفجار ١٣ آب الماضي الذي كان يحتمل أكثر من تفسير.
ومع أن العبوة الناسفة بدت متقنة في الهدف الذي أرادت استهدافه، كما في التوقيت والمكان في نقطة بعيدة عن المناطق السكنية عند المدخل الجنوبي لطرابلس، فإن هذه الرسالة الموجهة بالدرجة الأولى للجيش اللبناني، جوبهت بموقف وطني لبناني موحد، الأمر الذي حال دون الاستثمار السياسي لهذا الحدث الأمني، الا أن البعض أصر على مخالفة هذا الاجماع، مثل الوزير نسيب لحود الذي انتقل من "رصيف الانفجار الثاني الطرابلسي&laqascii117o; للحديث مباشرة عن سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية!
وبينما كانت تتجه بعض الأصابع للجهات الارهابية التي استهدفت الجيش والشمال ومخيم نهر البارد، قبل سنة ونصف السنة، سارعت القوى الإسلامية في طرابلس والشمال الى ادانة هذا العمل الإرهابي منعاً للاستغلال ودفعاً للتهم التي كانوا يشعرون بنيات غير صافية من خلفها.
وفي التفاصيل أن العبوة وضعت بالطريقة ذاتها، التي وقعت في طرابلس فس ١٣ آب ،٢٠٠٨ أيّ تم تفجيرها لاسلكياً عن بُعْد، وإن كانت هذه المرّة صغيرة الحجم.
وتعتقد مصادر مواكبة لسير التحقيق أنّ هناك احتمالين لكيفية زرع العبوة، الأوّل أنّها وضعت تحت سيّارة من نوع "رينو ١٨&laqascii117o; قذفها التفجير نحو ستة أمتار، وهذا ما يعزّز فرضية قرب السيّارة والعبوة من بعضهما اليعض، والثاني مفاده أنّ العبوة دسّت في درّاجة نارية صغيرة الحجم كانت متوقّفة أمام السيّارة المذكورة.
ومن المتوقّع أن تتضّح الصورة شيئاً فشيئاً مع مجريات التحقيق الأوّلي وتقدّمه، على أنّ هناك نقطة أساسية وجوهرية لا يمكن إغفالها، وهي أنّ صاحب سيّارة "الرينو&laqascii117o; معروف وهو عسكري في الجيش اللبناني سلم نفسه للأجهزة الأمنية، حيث استمع إليه قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر في مقرّ المخابرات في منطقة الشمال، حيث أكّد أنّه ركن سيّارته قرابة الساعة السابعة والنصف صباحاً (قبل ربع ساعة من وقوع الانفجار)، وتوجّه الى عمله، وما لبث أن سمع صوت الانفجار، وعندما أدرك أن العبوة وضعت في سيارته، وضع نفسه في تصرّف التحقيق، نافياً أن تكون له أيّ علاقة به لا من قريب ولا من بعيد، وبالتالي فإنّ فرضية استخدام الدرّاجة النارية قد تكون واردة أكثر.
وفيما قرر مجلس الأمن المركزي تشكيل خلية طوارئ، وطلب من الأجهزة الأمنية تعزيز الاجراءات، خاصة في منطقة الشمال، بعدما تكرر الاستهداف، تلقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالا من نظيره السوري بشار الأسد أبلغه خلاله استنكاره جريمة التفجير، معلنا تضامنه وتضامن الشــعب السوري مع لبنان.
وتلقى سليمان سلسلة اتصالات ادانة، وأكد في موقف له "ان مواجهة الارهاب والتصدي له تكون بتوحيد الصفوف والاسراع في تحقيق المصالحات الوطنية، مؤكداً ان الارهاب الذي يضرب وخصوصا في اتجاه العسكريين لن يلوي ذراعنا، بل يزيدنا اصرارا على التصدي له، ويدفعنا اكثر الى توحيد صفوفنا واتمام المصالحات ومتابعة الحوار الصادق لوضع استراتيجية وطنية&laqascii117o;.
الحريري يرد على الأسد من السعودية
وصدرت مواقف مستنكرة عن كل من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة و"حزب الله&laqascii117o;، بالاضافة الى عدد كبير من قادة وقوى الموالاة والمعارضة، وأبرزها لرئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الموجود في السعودية، الذي اعتبر الانفجار موجها ضد ارادة المصالحة الوطنية، وقال "ان هذا التفجير الارهابي الجديد الذي استهدف الجيش اللبناني يدل على ان لبنان لا يزال معرضا لأخطار من جهات لا تريد لهذا البلد ان يتمكن من ادارة شؤونه بنفسه وان ينعم بالامن والاستقرار&laqascii117o;. ولاحظ "ان كل أعمال التفجير تتركز على محاولة اضعاف دور السلطة اللبنانية واستهداف الجيش اللبناني&laqascii117o;.
وفي وقت لاحق، انبرى الحريري الى اعلان موقف ثان، ومن السعودية أيضا، جاء بمثابة رد على الكلام الذي نقله نقيب المحررين ملحم كرم عن الرئيس السوري بشار الأسد وقال فيه "ان شمال لبنان بات قاعدة حقيقية للتطرف تشكل خطرا على سوريا&laqascii117o;.
وقال الحريري في رده ان اتهام الأسد "يكشف عن نيات مبيتة لا يجوز السكوت عنها&laqascii117o;، معتبرا أن الانتشار العسكري السوري "محاولة لا تنفصل عن مسلسل ترهيب لبنان&laqascii117o;، وقال ان القيادة السورية تفتش عن أي سبب لتعطيل المسار المطلوب لتطبيع العلاقات بين البلدين، وقال ان كلام بشار الاسد يتضمن تهديدا صريحا ومباشرا لسيادة لبنان ولمنطقة الشمال خصوصا.
وقال الحريري "اننا اذ ننبه في هذا الشأن المجتمع الدولي بأسره لا سيما الاصدقاء في فرنسا، ونحذر من مخاطر التسليم للنظام السوري بأي تدخل مباشر او غير مباشر في شؤون لبنان بحجة رد هجمات المتطرفين&laqascii117o;، داعيا جامعة الدول العربية الى تحمل مسؤولياتها "في وقف مسلسل التهويل على لبنان&laqascii117o;، وطالب بإرسال فريق عربي رسمي للتحقيق في اوضاع الحدود بين البلدين والإشراف على كل اشكال التهريب الامني وغير الامني من الحدود اللبنانية او السورية.
واشنطن ودمشق تدينان الانفجار
وأثار تفجير طرابلس ردود فعل دولية مستنكرة، أبرزها للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وصف التفجير بـ"الشنيع والجبان&laqascii117o;، وأكد دعم بلاده "الذي لا يتزعزع للبنان وسلطاته ومؤسساته الأمنية في مكافحة الإرهاب&laqascii117o;.
واستنكرت الخارجية الاميركية الانفجار، واعتبرته "حادثا عبثيا لا معنى له&laqascii117o;، وقال المتحدث باسم الخارجية شون مكورماك "هذا الحدث المأساوي يؤكد على اهمية وضع كل الاسلحة في لبنان تحت سيطرة الدولة&laqascii117o;، وختم "الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بشدة في دعم مؤسسات لبنان الدستورية وقواه الامنية&laqascii117o;.
وأدانت سوريا "بشدة&laqascii117o; الانفجار، ونقلت وكالة "سانا&laqascii117o; عن مصدر اعلامي سوري مسؤول ادانته "العمل الارهابي الاجرامي الذي استهدف الحافلة&laqascii117o;، وأكد "تعاطف سوريا وتضامنها مع لبنان في مواجهة الجهات التي تعبث بأمنه واستقراره&laqascii117o;.
ورأى السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة، في الجريمة "محاولة لقطع الطريق على المصالحات والحوارات اللبنانية الجارية&laqascii117o;، معتبرا "ان هذه الجريمة المدانة تهدف الى هز الاستقرار الامني والجو السياسي الجديد الذي يبشر بمناخ طيب للوصول الى انتخابات نيابية تعزز الحل التوافقي الذي يسعى اليه اللبنانيون&laqascii117o;.
وصدرت مواقف منددة عن كل من الأمين العام للأمم المتحدة وروسيا وبريطانيا ومصر وايران والأردن وجامعة الدول العربية.
فرنسا تبعث برسائل إلى دمشق
ومن باريس، لخص مراسل "السفير&laqascii117o; محمد بلوط الموقف الفرنسي في التقرير الآتي:
الهجمات في دمشق وطرابلس "يجب ألا تؤثر على التعهدات السورية في لبنان، ولا أن تؤدي إلى تغيير الأولويات الفرنسية السورية المتفق عليها لتعزيز الاستقرار في الوطن الصغير&laqascii117o;.
هذه الخشية الفرنسية عبّر عنها مصدر دبلوماسي فرنسي في باريس، مضيفا انه "يجب الا نمنح الإرهابيين الفرصة للظهور قادرين على قلب وتغيير المسار اللبناني والسياسة السورية&laqascii117o;.
وفي الخارجية الفرنسية لم يعثر أحد على علاقة مباشرة بين الهجومين في دمشق وطرابلس باستثناء أن مجموعة إسلامية سلفية تقف من دون شك وراء الهجومين. والخارجية الفرنسية التي تردد لمن شاء أنها لم تتبلغ بشكل مسبق من دمشق قرار حشد عشرة آلاف جندي سوري على الحدود الشمالية مع لبنان، لا ترى في القرار السوري أي سيناريو للتدخل في منطقة الشمال اللبناني.
ووصف مصدر فرنسي هذا السيناريو بأنه "محض خيال ولا يوجد أي عنصر واقعي يؤيد احتمال تحقق هذا النوع من السيناريوهات، على الرغم من بروز قراءة أمنية فرنسية تعبر عن تشاؤم كبير من "تحول مناطق من الشمال اللبناني إلى بيئة مماثلة لما كان عليه المثلث السني في العراق&laqascii117o;.
وقد نصح أوليفييه روا، وهو خبير فرنسي بالإسلاميات ومستشرق "بوضع لبنان تحت الرقابة&laqascii117o;. وقال لمجلة "الفيغارو&laqascii117o; قبل عشرين يوما "إن لبنان مرشح لأن يصبح بؤرة جديدة لـ"القاعدة&laqascii117o;، بعد الباكستان والمغرب وأفريقيا، ونحن نشهد فيه توجها لدى الشبان السنة نحو راديكالية متزايدة لشعورهم بالاستبعاد من الفضاء الوطني العام&laqascii117o;.
وقد اضحى الشمال اللبناني مصدر قلق للأجهزة الأمنية الفرنسية، بعد أن أكدت تحقيقات قامت بها استقبال مخيم نهر البارد، لرأسي شبكة إسلامية فرنسية مؤلفة من تسعة نشطاء متهمين بالانتماء إلى "القاعدة&laqascii117o;، ستجري محاكمتهم قريبا.
وكان مارك تريديفيك قاضي التحقيق الفرنسي في الملف الاتهامي لهذه الشبكة قد زار بيروت قبل شهور، وقابل في سجن رومية، أحد السجناء الإسلاميين الأساسيين الذي أكد له لقاءه أحد أعضاء الشبكة الإسلامية الفرنسية، كما أكد له خضوع أعضائها لتدريبات عسكرية متقدمة في مخيم تابع للقاعدة في لبنان.
وقال مصدر فرنسي لـ"السفير&laqascii117o; إن نقاشا فرنسيا يجري حول احتمالات التدخل عسكريا في منطقة الشمال التي وصفها الرئيس السوري بأنها تشكل خطرا على أمن بلاده. وقال المصدر إنه يجري توصيل رسائل إلى دمشق بأن ذلك اذا حصل "سوف يؤدي إلى إعادة الأوضاع في لبنان إلى نقطة الصفر وإلى انهيار التفاهمات التي رسمت خريطة الطريق نحو تعزيز الاستقرار في لبنان كما أنها ستؤدي إلى تضييع المكاسب الكبيرة التي حققتها دمشق في كسر عزلتها الدبلوماسية&laqascii117o;.
ــ صحيفة النهار :
أثارت الضربة الارهابية الثانية التي استهدفت الجيش أمس في طرابلس بعد 46 يوما من ضربة مماثلة حصلت في 13 آب الماضي، مخاوف جديدة لم تقتصر على الجانب الامني في اطاره الداخلي، بل تجاوزته الى القلق من استهداف مناخ المصالحات الذي يتفشى تدريجا في البلاد من جهة، ومزيد من التساؤلات عن تزامن التفجير الاخير وبعض الايحاءات والمواقف التي يُراد منها ربط التحركات العسكرية السورية الاخيرة على الحدود الشمالية ببعض أوضاع الشمال. وما ضاعف هذه المخاوف كلام للرئيس السوري بشار الاسد نقله عنه امس نقيب المحررين ملحم كرم عقب لقائه اياه اول من أمس وجاء فيه 'ان شمال لبنان بات قاعدة حقيقية للتطرف تشكل خطرا على سوريا'. وهي المرة الثالثة في فترة قصيرة ينقل كلام مماثل عن الاسد منذ لقاء القمة الذي جمعه ورئيس الجمهورية ميشال سليمان.
... ومع ان التفجير الجديد ارخى بظلاله على مجمل الاجواء والتحركات السياسية، فإن مجلس النواب امضى يوماً ثانياً ماراتونياً من المناقشات التي انهى بنتيجتها ليل امس اقرار قانون الانتخاب الجديد بعد اربع جلسات نهارية ومسائية عقدها السبت والاثنين. وتتلخص بأبرز المواد التي اقرها المجلس في يومه الثاني بالآتي:
- اقر بندي الانفاق والاعلام الانتخابي مع تعديلات تتناول العقوبات الجزائية في حق المؤسسة الاعلامية المخالفة بحيث تطبّق عليها اولاً اجراءات وقف البرامج السياسية لمدة ثلاثة ايام، وفي حال المخالفة تقفل لمدة ثلاثة ايام.
- اقر تحديد مبلغ الانفاق الانتخابي للمرشح بـ150 مليون ليرة اضافة الى مبلغ متحرك مرتبط بعدد الناخبين في الدائرة يحدد بناء على اقتراح وزير الداخلية. وكان هذا المبلغ محدداً في الاقتراع بثلاثة آلاف ليرة للناخب الا ان المجلس حذف هذا التحديد.
- اقر منع توزيع اللوائح الانتخابية والمنشورات امام اقلام الاقتراع، كما اقر منع نشر استطلاعات الرأي قبل عشرة ايام من الانتخابات.
- اثارت المادة 87 المتعلقة باعتماد الورقة الانتخابية الرسمية الموحدة بكل دائرة وتتضمن اسماء جميع المرشحين في هذه الدائرة مع صورة شمسية بجانب كل اسم مع البيانات والمواصفات التي تحددها وزارة الداخلية، جدلاً واسعاً في نهاية الجلسة الثالثة وبداية الجلسة الرابعة. وكلّف رئيس مجلس النواب نبيه بري لجنة لبت الموضوع قبل الجلسة المسائية. وطرح معارضو المادة اعتماد هذه الورقة في انتخابات سنة 2013 نظراً الى تعقيداتها. وطرح بري الموضوع على التصويت برفع الايدي فلم ينل الغالبية. وتبين ان الانقسام حول البند لم يخضع للتصنيف بين قوى الغالبية وقوى المعارضة، اذ ايد تكتل 'التغيير والاصلاح' اعتماد الورقة الموحدة الرسمية فيما عارضته كتل 'التنمية والتحرير' و'الوفاء للمقاومة' و'المستقبل' و'القوات اللبنانية'. وسقطت هذه المادة على ان يستمر العمل بالمادة القديمة التي تلحظ اعتماد المظاريف المختومة.- اقر استعمال البطاقة الانتخابية او جواز السفر او بطاقة الهوية في عملية الانتخاب.
- اقر البند المتعلق باقتراع المغتربين سنة 2013 بعد سقوط اقتراح باعتماد هذا الاقتراع في الانتخابات المقبلة.
وحدد الرئيس بري الاربعاء في الثامن من تشرين الاول المقبل موعداً لمتابعة الجلسة لاستكمال درس المشاريع الاخرى المدرجة في جدول الاعمال والتي يبلغ عددها 22 مشروعاً.
ــ صحيفة الاخبار :
دخلت سوريا مرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة مع أعدائها في الداخل والخارج. وستكون هناك بلبلة سياسية وأمنية، وستوزع الاتهامات يميناً ويساراً بشأن المسؤولية وربط كل ذلك بالدور الإقليمي لسوريا، وخصوصاً إزاء لبنان.
لم يكن الانفجار الكبير الذي هزّ الضاحية الجنوبية للعاصمة السورية، السبت الماضي، هو الحدث اليتيم خلال الأشهر القليلة الماضية. وإلى جانب اغتيال العميد محمد سليمان، فإن الأنباء تكشّفت عن مواجهات بدأت قبل أسابيع عدة بين القوات السورية العسكرية والأمنية ومجموعات غير صغيرة من الإسلاميين المتطرفين في مناطق تمتد من الحدود مع العراق حتى الحدود مع لبنان شمالاً، مروراً ببعض المدن السورية.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع، أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي أعلن أمس أن شمال لبنان تحول إلى قاعدة كبيرة للتطرف تمثّل خطراً على سوريا، كان قد سبق له أن أشار إلى الأمر خلال القمة الرباعية التي جمعته في دمشق مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وهو تحدث أمامهم بتفاصيل، كان قد سمعها رجال أمن من دول عدة، بينها الدول التي شاركت في القمة الرباعية نفسها.
وحسب مصادر تسنى لها الاطلاع على جانب من هذه التفاصيل، فإن الأجهزة الأمنية السورية &laqascii117o;رصدت تطوراً خطيراً في تحركات جماعات وصفتها بالتكفيرية في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، وأن بعض المجموعات التي تساعد آخرين في أعمال عسكرية في العراق، ضمت مواطنين من دول عربية إلى جانب مواطنين سوريين، وقد نجح هؤلاء مع الوقت في بناء قواعد لهم داخل سوريا. وعندما أُبعد العشرات من المقاتلين العرب من العراق، انتقل هؤلاء للإقامة في سوريا وفي شمال لبنان. وحصل خلال فترة غير طويلة أن قرر هؤلاء المسارعة إلى تحويل وجودهم من حالة مؤقتة غير معلنة إلى وجود دائم، من خلال وضع مشروع لإعلان إمارة إسلامية في تلك المناطق وتكون صلة وصل مع المجموعات التي تسعى إلى إقامة الأمر نفسه في مناطق من شمال لبنان".
وقالت المصادر إن &laqascii117o;الجهات المعنية في سوريا جمعت آلاف الصفحات عن هذه المجموعات، واعتقلت العشرات منهم، ومنهم من أوقف في مناطق بعيدة أيضاً، وبعض السوريين المتورطين كانوا قد تلقوا الدعم من جهات في دولة عربية بارزة، وضُبطت مراسلات وعمليات التمويل والتسلح الجارية من أكثر من جانب، وخصوصاً الجانب المتصل بنقل مقاتلين واستعدادات لتنفيذ عمليات أمنية وعسكرية تستهدف مؤسسات مدنية وعسكرية وشخصيات بارزة في سوريا. وفي ضوء ذلك نُفذت عمليات دهم، دارت خلالها مواجهات أدت إلى خسائر في صفوف القوى الأمنية والعسكرية السورية إلى جانب تلك المجموعات".
وأضافت المصادر أن &laqascii117o;المواجهة مع هذه المجموعات تطورت في الآونة الأخيرة إلى حدود قيام الجهات السورية المعنية بحملة واسعة قاسية أدت إلى إحباط ما كان مخططاً له، وحصلت عمليات فرار لبعض المجموعات باتجاه مناطق أخرى، واعتُقل كثيرون من أفرادها". وحسب المصادر، فإن &laqascii117o;ما تجمّع لدى القيادة السورية أظهر وجود روابط متعددة بين هذه المجموعات وأخرى موجودة في شمال لبنان وحتى في مناطق أخرى من العالم العربي". ونقلت المصادر عن مسؤول أمني سوري رفيع المستوى &laqascii117o;أن جهات في السعودية لم تكن بعيدة عما يجري، وأن عواصم غربية باتت على علم بهذه التفاصيل".
أي صلة لها بشمال لبنان؟
ومع أن المصادر لم تشر إلى تفاصيل عن كامل جنسيات هذه المجموعات، إلا أنها أشارت إلى أنه يوجد بينها من كل دول المنطقة، ولا سيما من لبنان وسوريا ومن الفلسطينيين، إلى جانب آخرين من دول خليجية ومغربية، وقالت إن بعض هذه المجموعات كانت تعدّ لعمليات أمنية كبيرة، بينها أعمال تفجير ضخمة، كالذي حصل السبت في دمشق، وأنه جرت الاستعانة بخبراء متفجرات من أعضاء في تنظيمات تكفيرية، وأن لائحة الأهداف كانت تشتمل على خطة تهدف إلى إثارة أجواء الفتنة في سوريا من خلال استهداف العلويين والشيعة والمسيحيين، إلى جانب شخصيات أو مؤسسات تعدّها هذه المجموعات &laqascii117o;مخالفة للشرع الإسلامي".
ولفتت المصادر إلى أن العشرات من العناصر المتطرفة التي قدمت إلى لبنان خلال السنوات الأخيرة كانت &laqascii117o;تقوم بذلك تحت ستار تقديم العون لمجاهدين يتوجهون إلى العراق، وقد حصل أن أحصي وجود أكثر من 150 شاباً قتلوا في عمليات عسكرية، بعضها عمليات انتحارية نفذت ضد مدنيين عراقيين، وهم قدموا إلى العراق من لبنان أو عن طريق لبنان وسوريا، وأن بعض الذين ساروا خلف قائد تنظيم فتح الإسلام شاكر العبسي كانوا على صلة، وبينهم عدد غير قليل من السعوديين الذين أوقف بعضهم في عمليات أمنية نفذتها أجهزة أمنية لبنانية بناءً على معلومات جاءت عبر تعاون أمني مع أجهزة خارجية، وبين هؤلاء عناصر نجحت السلطات السعودية في استردادهم للتحقيق معهم وإعادتهم إلى لبنان أو محاكمتهم في السعودية نفسها".
وحسب المصادر، فإنه بعد معارك نهر البارد &laqascii117o;لجأت جهات نافذة في السعودية إلى دعم بعض هذه المجموعات، على خلفيات عدة، بينها ما يتصل بالوضع الداخلي اللبناني، وأن السلطات السورية أبلغت جهات غربية وعربية بهذه المعلومات. وقد حصل تجاوب محدود قبل أن تضطر دمشق إلى إبلاغ العواصم المعنية بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التواصل الأمني والعسكري والبشري بين هذه المجموعات وأخرى موجودة في سوريا، وأنها ستعمل على اتخاذ ما تراه مناسباً من إجراءات لمنع حصول هذا التواصل، ومن بين هذه الإجراءات نشر أكثر من 25 ألف جندي سوري على الحدود مع العراق ولبنان".
....
ولفتت المصادر إلى أنه في ضوء الحملة القاسية التي بدأتها قوات الأمن السورية ضد هذه المجموعات، برزت &laqascii117o;معطيات وتقديرات لدى السوريين تفيد بأن بعض العناصر الفارة أو المتعاطفة قد تلجأ إلى أعمال تخريبية أو أخرى تقع في إطار الانتقام أو السير في عملية التعرض للمؤسسات السورية المدنية أو العسكرية، وهذا ما لم يفاجئ بعض القيادات السورية بتفجير السبت، وإن لم تكن هناك معلومات كافية عن نيّات هذه المجموعات.
ولم تستبعد المصادر وجود صلة &laqascii117o;تنظيمية أو أمنية أو تقاطعات بين من قام بتفجير دمشق ومن يقود العمليات الإرهابية ضد الجيش اللبناني في الشمال، حيث يبدو أن الجهات الأمنية من لبنانية وسورية وغربية تخشى تعاظم الأمور في منطقة الشمال، رغم وجود تضارب بشأن تقدير القوة الفعلية لهذه المجموعات في الشمال، ولاحظت المصادر أن فريق 14 آذار في لبنان، ولا سيما تيار &laqascii117o;المستقبل"، سارع بناءً على ضغوط ونصائح من دول عربية وأجنبية إلى المبادرة باتجاه خطوات سياسية في الشمال بغية عدم تحمّل المسؤولية عن أي توتر كبير يكون له بعده الإقليمي أو بهدف ما يقول مقرّبون من السعودية ومصر إنها خطوات &laqascii117o;تهدف إلى سحب الذريعة من أيدي دمشق، وبالتالي الحؤول دون تطوّر الأمور نحو مرحلة تتطلب عودة الجيش السوري إلى لبنان".
■… ونقل أكثر من موقع الكتروني سوري معلومات تفيد بأن مصادر في بيروت رجحت &laqascii117o;أن يكون منفذو العملية الإرهابية من السلفيين الذين يدعمهم مباشرة الأمير بندر بن سلطان وذلك في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في الداخل السوري بعد فشل كل الخطط لعزل سوريا عربياً ودولياً وبعد الاعترافات الخطيرة لمجموعة الـ13 التي ألقي القبض على كامل عناصرها واعترفت باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري بتعليمات من الأمير بندر مباشرة، وبالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية، وأن يكونوا عبروا إلى سوريا من خلال لبنان أو العراق بتمويل ومساعدة من جماعات تتبع للأمير بندر".
… وفي باريس حذر نائب رئيس &laqascii117o;مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية ـ اللبنانية" جيرار بابت من أن مجموعات سلفية ترتبط بالقاعدة تسعى لجعل شمال لبنان &laqascii117o;مركزا جديدا للإرهاب الدولي"، على حد وصفه. ورأى بابت لوكالة &laqascii117o;آكي" الإيطالية &laqascii117o;بعد أيام من التفجير الذي وقع في دمشق يندرج هذا التفجير الجديد ضمن إستراتيجية زعزعة الاستقرار التي تتبعها مجموعات سلفية مقربة من تنظيم القاعدة بهدف جعل شمال لبنان مركزا جديدا للإرهاب الدولي".
… ذكر مرجع أمني لبناني رفيع لـ&laqascii117o;الأخبار" أن الشرطة اللبنانية لم تعثر في سجلات الدوائر الرسمية على أيّ قيود للسيارة التي ذكرت السلطات السورية أنها استُخدمت في التفجير الذي وقع في دمشق يوم السبت الفائت. وأضاف أنه حصل على معلومات غير رسمية تفيد بدخول السيارة إلى سوريا من العراق.
ــ صحيفة اللواء :
…تخوّفت الأوساط الدبلوماسية الغربية من أن يؤدي تراكم هذه الأحداث الأمنية في المنطقة الشمالية من ترتيب وضع ما يسمح بتدخلات عسكرية، وتعيد المنطقة الى ساحة توتر تطيح بأجواء التهدئة والمصالحة الشمالية والهدوء والاستقرار الذي ساد بعدها، وقالت الأوساط إيّاها إن المخاوف قائمة من محاولات إقناع الأوروبيين بضرورة القيام بعمليات جراحية لاستئصال الخطر الناجم عن 'التطرّف'، الأمر الذي يُدخل الشمال في دائرة الخطر، ويُهدد بزعزعة استقراره، وفرض واقع انتخابي يضعف قوى الأكثرية في المجلس الجديد، لا سيّما تيار المستقبل، حيث شكلت المنطقة قاعدة انتخابية مرجحة بقوة لكتلته الانتخابية في المجلس الجديد عام 2009.
… وربطت محافل امنية غربية بين نشر دمشق 10 الآف جندي الاسبوع الفائت عند الحدود الشمالية مع لبنان وبين تنامي المعلومات والمعطيات عن خطر الارهاب الاصولي، وهو امر ناقشه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع الاسد في القمة الثنائية بينهما ومن ثم في القمة الرباعية القطرية ? الفرنسية , التركية , السورية.واعتبرت ان نشر هذا العدد الكبير من الجنود يتخطى مسألة ضبط الحدود من تجارة البضائع المهربة الى اجراءات سورية صارمة لضبط الحدود ومنع انتقال الجماعات المتطرفة بين البلدين بمعرفة وبمباركة اوروبية وبغض طرف اميركي.
وابلغ مصدر قيادي في المعارضة الى 'اللواء' ان ثمة تشابها وربما تماثلا في تفجيري طرابلس ودمشق، لجهة ان العقل المخطط واحد والمجرم واحد.
قال مصدر قيادي في الموالاة لـ 'اللواء' ان 'ما رسمه النظام السوري يسلك دربه حرفا بحرف تماما كما هو على الورق، من التوتيرات المتنقلة بين المناطق الحامية الى التدخل المباشر للرئيس السوري بشار الاسد اولا في تحديد الفائز في الانتخابات النيابية، وثانيا في تحديده ما يشبه دفتر شروط سوري لاستدراج عروض اوروبية وربما اميركية تحت عنوان التدخل في لبنان لاجتثاث الظواهر المتطرفة، اما هذا العنوان من تأثير في العقل والباطن الاوروبيين'، ورأى ان المقاول اياه يسعى الى اشعال الحريق ليطرح نفسه على الاوروبيين الاطفائي الوحيد القادر عن اهماد النار، تماما كما حصل في العام 1975، لكن مع فارق الرجل والخبرة والظروف الدولية والموقف الاميركي ? الدولي'.
ــ صحيفة الديار :
… الجميع يتذكر الخلافات التي ظهرت الى العلن بين الدكتور سمير جعجع والنائب وليد جنبلاط وقد ‏تحدثت عنها اكثر من وسيلة اعلامية، وقد بدأت هذه الخلافات عندما بدأ النائب وليد جنبلاط ‏يتحرك من دون العودة الى 14 آذار واحلافه في هذا الفريق، ومن ثم ارخى العنان للتصاريح ‏التي لم يوفر احدا منها من حلفائه. ‏ لا بل انه بدأ بمغازلة حزب الله من الباب العريض، وتمت &laqascii117o;الصلحة ' بين الحزب التقدمي الاشتراكي ‏وحزب الله على مستوى الصف الثاني حيث تكثفت الاجتماعات بين لجان اهلية وطلابية على الارض ‏لمعالجة اي استفزاز او توتر يحصل على الارض.
‏ الدكتور سمير جعجع الذي كان دائما بالرغم من الذي يصدر في الاعلام يسكت على مضض ولا يعلق ‏على ما يكتب ويقول بالمختصر المفيد ان 14 آذار ستبقى موحدة، وان هذا الكلام الذي يقوله ‏النائب جنبلاط لن يؤثر في التحالفات.
‏ الا ان النائب جنبلاط القادر دائما على ممارسة الحرية الخاصة به، هاجم في تصريح منذ فترة ‏قيادات 14 آذار وطاول بتصريحه النائب سعد الحريري رئيس تيار المستقبل ومن حوله، ‏والقوات والاحرار والكتلة الوطنية والرئيس الجميل، وقد نشرت تصريحاته الزميلة الاخبار، ‏حيث اعتبر عندما حاول نفي الخبر في اليوم التالي ان هذه الدردشة التي جرت لم تكن للنشر، ‏وكأنما الذي قاله عن قيادات 14 آذار في السر يشعر به ويحسه، انما لا داعي لكشف الاسرار.
‏ …‏ لاحظت الولايات المتحدة ان فريق 14 اذار لم يعد متماسكا وهي التي كانت تعلن دائما عن ‏دعمه، فأرسلت دعوة الى سمير جعجع لزيارة واشنطن وكانت الدعوة موافقة بتاريخ 16 أيلول، ‏الا ان تحديد رئيس الجمهورية جلسة الحوار في التاريخ ذاته دفع بالدكتور جعجع الى تقريب ‏موعد لقاءاته في واشنطن وسافر قبل ثلاثة ايام ليعود الى طاولة الحوار في تاريخها المحدد. ‏ من جهة مقابلة، شعرت المملكة السعودية ان النائب سعد الحريري يتعرض من قبل حليفه ‏جنبلاط الى هجومات نالت منه ومن تياره ومن هم حوله، فلم تستطع ترك من تعتبره بعد والده ‏الرئيس الشهيد رفيق الحريري اقرب الجهات اليها، فأرسلت تمنياً عبر سفيرها في لبنان عبد ‏العزيز الخوجة الى النائب جنبلاط بالكف عن مهاجمة النائب الحريري وحلفائه، فسارع في اليوم ‏التالي الى قريطم للقاء النائب الحريري وتطييب خاطره، كما تمنت عليه السعودية ايضا ‏مصحوباً بتمنٍ اميركي ان يقوم بزيارة الى معراب ويلتقي الدكتور جعجع، لأن عدم حصول زيارة ‏الى معراب سيبقي الاجواء فاترة، وبالتالي تبقى 14 اذار ضعيفة على ابواب الانتخابات ‏النيابية، فيما تريد السعودية والولايات المتحدة تمتين ودعم فريق 14 آذار. ‏ الزيارة حصلت اول امس، فقصد النائب جنبلاط معراب مع النائب وائل ابو فاعور الذي بدأ ‏يكلّفه بالكثير من الاعمال مستثنيا النائبين حماده وشهيب عن المهمات الصعبة، والتقيا جعجع ‏بحضور النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز، وامتد الاجتماع لحوالى الساعتين تم خلاله البحث في ‏الكثير من الامور، حيث أطلع جنبلاط جعجع على المصالحات التي يقوم بها مع حزب الله، وشرح له ‏كل مواقفه السابقة والملابسات التي نتجت عنها، وتم البحث بالتفصيل في الانتخابات النيابية ‏المقبلة، حيث اكد المجتمعون على التحالف الثابت والنهائي في الجبل، واتفقوا على ان لا ‏تعلن اية لائحة حاليا كما لم يتم البحث في الاسماء. ‏ وليلا غادر جنبلاط معراب وهو يدرس وضع الامير طلال ارسلان وامكانية ترشحه في حاصبيا للحصول ‏على مقعد ثان في عاليه.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد