صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 30/9/2008

ـ صحيفة السفير
عماد مرمل:
من الصعب الافتراض بأن المصادفة فقط هي التي جعلت دمشق وطرابلس تتلقيان صفعتين أمنيتين في وقت واحد تقريباً، وبالتالي يرجح الكثيرون أن خيطاً واحداً ـ سياسياً وربما عقائدياً كذلك ـ يربط بين ما حصل في هاتين المدينيتن. ولما كانت "الظنون&laqascii117o; تتأثر الى حد كبير بـ"الاصطفافات السياسية&laqascii117o;، ذهب البعض في لبنان الى الإيحاء بأن النظام السوري هو الذي يقف خلف تفجير السيارة المفخخة في دمشق لاستجرار العطف والدعم الدوليين ولإظهار سوريا بمظهر ضحية الإرهاب الذي يشكو منه الغرب. وعلى الإيقاع ذاته، المح أصحاب هذا التحليل الى ان استهداف الجيش في الشمال يشكل مصلحة سورية بالدرجة الاولى للتشويش على المصالحات الجارية ولإضعاف المؤسسة العسكرية بما يمنعها من ان تكون مرجعية الأمن في لبنان، وقد وجد هؤلاء في الحشود العسكرية السورية على الحدود مع الشمال بالتزامن مع انفجار طرابلس ما يعزز منطقهم السياسي وحسهم الجنائي.
ومن الواضح، ان الهجوم الذي وقع في أحد أحياء دمشق قبل أيام يختلف في الطريقة والخلفية عن عمليتي الاغتيال اللتين استهدفتا احد قادة المقاومة عماد مغنية والعميد في الجيش السوري محمد سليمان، ولعله يمكن القول إن مرحلة جديدة من الاستهداف بدأت على مستوى لبنان وسوريا بعد اتفاق الدوحة الذي جاء ليكرس تعديلاً جوهرياً في موازين القوى المحلية والإقليمية، وقد كان اغتيال القيادي في الحزب الديموقراطي اللبناني صالح العريضي مؤشراً الى ان قواعد جديدة للعبة الدم قد أرسيت. ربطاً بهذا التحليل، يندرج الانفجار الثاني في طرابلس ضد الجيش في إطار الإبقاء على لبنان ساحة مفتوحة، معلقة في هواء الفوضى الأمنية التي تفرز مناخاً مؤاتياً لتبادل الرسائل، وهناك في المعارضة من يرى ان الاولوية الملحة الآن يجب ان تكون للمبادرة سريعاً ليس الى وضع" استراتيجية دفاعية&laqascii117o; وإنما "استراتيجية أمنية&laqascii117o; مشتركة مع سوريا، على قاعدة ان الخطر الاسرائيلي وخطر الارهاب يهددان الأمن القومي للبلدين اللذين أصبحا معنيين بإيجاد شبكة أمان موحدة في مواجهة هذين الخطرين، من دون ان يكون ذلك مدعاة للخجل لدى أحد في لبنان.
ـ صحيفة السفير
نيكولاس نو (محلل صحافي أميركي مقيم في لبنان):
لم يضيّع الأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; السيد حسن نصر الله الكثير من الوقت للإفادة من استمرار رفض إدارة بوش الأميركية تزويد القوات المسلحة اللبنانية بالأسلحة المتطوّرة التي تحتاج اليها، فسارع يوم الجمعة الفائت الى حثّ الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة على التوجّه الى أسواق السلاح الدولية لشراء ما تحتاج اليه من أسلحة. هذا الاقتراح لن ينفّذ بسهولة حتّى اذا وافقت عليه الحكومة اللبنانية. الموازنة الوطنية تخصّص القليل لشراء معدّات جديدة (يقدّر المبلغ بأقل من عشرة ملايين دولار أميركي سنويا). لكن الولايات المتحدة عرضت ( لكنّها لم تقدّم) مئات الملايين من الدولارات كمنح تشمل معدّات أميركية الصنع وبرامج تدريب وقطع تبديل. هذه المنح تمثّل حافزا مغريا للجيش اللبناني للالتزام بالشروط الأميركية ليستمر بتلقي ما يسميه المسؤولون الأميركيون "ما بمقدورنا أن نفعله&laqascii117o;. لكن الفشل الجديد هذا الشهر يتعلق بتسليم مروحيّات كوبرا الهجومية (والتي تمّ تأخير تسليمها، أو تأجيله، أو تجميده، لا أحد يعلم) هذا الفشل زودّ السيد نصر الله والمعارضة بمثال آخر عن عدم جدوى الاعتماد على الوعود الأميركية المتكرّرة بدعم الجيش اللبناني وعملية بناء الدولة "من دون أيّ شروط مسبقة وبالاعتماد على حاجات القادة على الأرض فحسب&laqascii117o;، كما قال المسؤول الأميركي بيل غرانت لجريدة "النهار&laqascii117o;، ذات التوجّه الأميركي، في منتصف آب الماضي. بالفعل تكفي مراجعة سريعة لملف مهزلة الكوبرا كي يظهر أن المعارضة على حق. مع بداية أفول هذه المسألة، التي يمكن ان تنجلي بتسليم المروحيات لكن من طراز مروحيات نقل "مسلحة&laqascii117o; مرغوبة من قبل الجيش اللبناني، علّق نصر الله على هذا الموضوع مما أثار استياء مسؤول أميركي آخر تساءل للنهار: "كيف يمكن للذين يعادوننا أن يطلبوا منّا أن نسلّحهم كي يحاربونا؟&laqascii117o;. للأسف، عزّزت التصاريح الآتية من واشنطن في الأسابيع الماضية القناعة في لبنان بأنّ ثمة اعتراضا إسرائيليا على كل ما من شأنه التأثير على تفوّق إسرائيل العسكري. لكن المشكلة الأساسية من زاوية المصالح الأميركية في المنطقة، هي أنّ تصريحات نصر الله تشير الى توجّهات لدى منافسي الادارة الأميركية نحو ملء الثغرات التي تجاهلتها ادارة بوش في السابق. لائحة المنافسين تشمل الصين، روسيا، وايران.
هذه الدول الثلاث تركّز حاليا على تعزيز وجودها في شرقي البحر المتوسّط (روسيا عبر سوريا وايران عبر "حزب الله&laqascii117o;). الصين أيضا دخلت على الخط عبر برنامج مساعدات تبلغ قيمته ملايين الدولارات ويشمل برامج تدريب للجيش اللبناني.
هذه التطوّرات يجب ان تثير قلق الولايات المتحدة الأميركية وخصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية حيث تزداد فرص فوز المعارضة يوما بعد يوم.
اذا فازت المعارضة بالأغلبية في الانتخابات النيابية المقبلة، يمكن ان نتوقّع ان نرى الجيش اللبناني يتوجّه، ليس الى السوق السوداء كما توقعت بعض الصحف، بل الى أعداء النفوذ الأميركي في المنطقة. لمواجهة هذا الاحتمال، يتوجّب على المسؤولين الأميركيين المبادرة سريعا الى كسر الحظر على تزويد الجيش اللبناني بأسلحة متطوّرة عبر تقديم رؤية مفصّلة للكونغرس وللإسرائيليين تظهر كيف انّ جيشا لبنانيا قويا (بالموازاة مع انهاء ملفي مزارع شبعا والخروقات الإسرائيلية الجوية) يمكن ان يعطي مردودا أفضل من الخيار الآخر حيث "حزب الله&laqascii117o; هو القوّة الوحيدة التي تطوّر قدراتها العسكرية.
ـ صحيفة الأخبار
حسن عليق:
&laqascii117o;السوريون يريدون الدخول إلى الشمال"، قال مقرّبون من النائب سعد الحريري تعليقاً على ما نسبته صحيفة &laqascii117o;أوبزرفر"، أول من أمس، إلى مصدر عسكري لبناني، من أن الذين نفذوا التفجير في دمشق يوم السبت الفائت قدموا من شمال لبنان. وأتت الجريمة التي أودت بحياة 4 عسكريين في طرابلس، أمس، لتعزز &laqascii117o;يقين" بعض المحيطين برئيس تيار المستقبل بأن &laqascii117o;المؤامرة السورية ماضية نحو التنفيذ العملي".
وفي هذا الإطار، يعيد الأمنيون من تيار &laqascii117o;المستقبل" التأكيد أن المعارك في طرابلس لم تكن بين السنّة والعلويين. إذ إن أكثر من خرقوا وقف إطلاق النار ينتمون إلى أطراف موالية لسوريا على جانبي خط التماس، رغم محاولة المقرّبين من النظام في دمشق إظهار المعارك أنها هجمة &laqascii117o;مستقبلية" على الأقلية العلوية في طرابلس. ومرة جديدة، كان هؤلاء يبغون تبرير التدخل السوري لنصرة تلك الأقلية في عاصمة الشمال اللبناني. أما جريمة أمس، فيضعها المقرّبون من النائب الحريري في السياق ذاته، أي تعبيد الطريق أمام &laqascii117o;التدخل السوري، ولهذا الدخول هدف نهائي واحد، بحسب أحد مستشاري الحريري، هو تقديم رأس حزب الله لإسرائيل والغرب في صفقة تحفظ رأس النظام السوري من المحكمة الدولية. ويستدل المقرّبون من الحريري على نظريتهم بأن الجيش السوري هو القوة العسكرية الوحيدة القادرة على دفع ثمن مواجهة حزب الله، بعد قطع الإمداد عنه.
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
توقفت أوساط سياسية عند قول الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله في 'يوم القدس العالمي'، 'ان لبنان بلد خاص، ولن تعالج ازماته او تواجه الاخطار فيه بذهنية الاكثرية والاقلية. فاذا حصل فريق المعارضة على الغالبية في مجلس النواب، فان 'حزب الله' يؤكد دعمه لقيام حكومة وحدة وطنية يحضر فيها الشريك الآخر ليكون شريكا في ادارة البلاد، ونحن لا نتطلع الى انتخابات تلغي احدا، فلبنان لا يحكم بالاقلية ولا بالاكثرية'.
وقد تساءلت الاوساط نفسها عن اسباب تبدل موقف السيد نصرالله، اذ انه في كلمة سابقة له قبل سنة تقريبا، اعلن ان الاكثرية النيابية التي يفوز بها اي طرف في الانتخابات المقبلة هي التي تحكم والاقلية تعارض، مضيفا: 'وصحتين على قلب البيفوز'. فهل يكون من اسباب تبدل موقفه عدم وثوقه من فوز قوى 8 آذار والمتحالفين معها في الانتخابات النيابية المقبلة، فأعلن ما أعلنه تحسبا لذلك، وعندها تعود الاقلية التي تنبثق من هذه الانتخابات وتفرض نفسها شريكا في اي حكومة عتيدة يتم تشكيلها، لتصبح 'الديموقراطية التوافقية' هي المعمول بها بديلا من الديموقراطية العددية او التعددية وهذا يتطلب اعادة النظر في دستور الطائف الذي حدد في مادته الـ65 المواضيع الاساسية التي تتطلب الموافقة عليها ثلثي عدد اعضاء الحكومة المحدد في مرسوم تشكيلها. وجعل المشاركة في اتخاذ القرارات تتم بحضور نصاب قانوني لانعقاد مجلس الوزراء لا يقل عن اكثرية ثلثي الاعضاء، بحيث يتخذ قراراته توافقيا، فاذا تعذر ذلك فبالتصويت.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
هل يمكن سوريا من جهة واسرائيل واميركا من جهة اخرى وبعد استقرار الوضع السياسي الاسرائيلي سواء من خلال تأليف حكومة او اجراء انتخابات نيابية مبكرة وبعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية بعد اشهر معاودة العمل لترتيب شؤون السلام السوري – الاسرائيلي واحياء العلاقة الجيدة السورية – الاميركية؟
ليس الامر بالبساطة التي يبدو عليها. ذلك ان العقبات الفعلية التي تسببت بتعثّر المحاولات السلمية السابقة لا تزال كبيرة ولا تزال ازالتها عملية صعبة. واحدى ابرز هذه العقبات في نظر الدول الثلاث هي 'حزب الله' اللبناني الهوية والايراني الايديولوجية والسوري التحالف. فاميركا واسرائيل تريدان من سوريا وضع حد له او نزع انيابه او سلاحه اي ازالة خطره المباشر على اسرائيل والاميركيين. وسوريا لا تستطيع التزام تنفيذ امر كهذا وقد لا تستطيع تنفيذه وان التزمته. فهذا الحزب لم يعد ضربه سهلاً لان سوريا صارت عملياً خارج لبنان ولان وجودها المستمر فيه نابع من حلفها معه ومع جهات اخرى ومن شبكات سياسية واستعلامية مباشرة. والجهات الاخرى هذه على اهميتها لا تستطيع 'استهدافه' سواء بالاصالة او بالنيابة. وهذا الحزب جزء من ايران ايديولوجياً. وايران على تحالف استراتيجي او على تلاقٍ في المصالح مع سوريا. ولا تستطيع سوريا التحلل منه لاسباب كثيرة بعضها عسكري وبعضها اقتصادي وبعضها نفطي وبعضها سياحي. طبعاً هناك عقبة اخرى تصعب ازالتها هي فك العلاقة 'الاستراتيجية' بين سوريا وايران واسبابها واردة اعلاه.
الى ماذا يؤدي هذا الوضع المشروح اعلاه؟
يؤدي الى استمرار كل من سوريا وايران وعلى نحو منفصل في العمل للتوصل الى تفاهم مع اميركا. وقد يبدو ذلك احياناً سباقاً بينهما من نوع معين. وفي هذا تحاول كل من الدولتين الحليفتين استعمال الاخرى لإقامة التفاهم. ويؤدي في الوقت نفسه الى استمرار الصراع بين كل منهما من جهة واسرائيل واميركا من جهة اخرى. الا انه لن يكون صراع حياة او موت رغم المواقف العلنية والرسمية بل سيكون على مساوئه مَعْبَراً لحوار فتفاهم في الوقت المناسب. او هكذا يُراد له. ويؤدي اخيراً الى مبادرة المتضررين من اي تقارب بين الدول الثلاث او بين سوريا واحداهما الى محاولة ضرب مساعي الحوار والتفاهم من خلال اشعال النار والعنف في اكثر من ساحة عربية سواء كانت فالتة كلبنان او مضبوطة كسوريا مثلاً وربما غيرها.
ـ صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف:
ضاعف التفجير الذي استهدف القافلة العسكرية عند البحصاص القلق على مسار خطوات التهدئة التي يسلكها أقطاب الموالاة والمعارضة، والتي يتوقع أن يتابعوا سلوكها من الآن حتى موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، وأعطى برهاناً إضافياً على تداخل النزاعات الإقليمية في الخلافات المحلية على نحو يُبقي الاستقرار في خطر داهم ودائم، والأفرقاء اللبنانيين على تماس مباشر مع تناقضاتهم وخياراتهم السياسية.
ــ صحيفة السفير
سليمان تقي الدين :
ضربت يد الإرهاب مجدداً حافلة ركاب تابعة للجيش اللبناني في طرابلس. وقبل أيام ضربت يد الإرهاب نفسها في دمشق. الهدف واحد هو إدخال لبنان وسوريا في دائرة الفوضى الأمنية. اختراق الأمن السوري المعروف بحضوره الكثيف وقبضته الحديدية يدل على القدرة التنظيمية العالية التي يتمتع بها الإرهابيون. الاستنتاج الوحيد أن بلاد الشام قد تحولت إلى مسرح عمليات تنظيم "القاعدة&laqascii117o; وأشباهه ونظائره. هناك أكثر من دولة عربية عانت وتعاني من الإرهاب بمستويات مختلفة، الجزائر، المغرب، اليمن، مصر، العراق. الإرهاب مشروع عبثي ليس له إلا وظيفة تخريبية.
نحن في لبنان نستشعر الأخطار مضاعفة لأن الدرع الأمنية لا تزال ضعيفة محدودة الإمكانات التقنية والمادية والخبرات. ولأن السلاح منتشر في بيئات سياسية عدة، ولأن نسيجنا الوطني ممزق متهالك لا يملك المناعة الكافية للقيام باستنفار شامل ضد هذه الأخطار.
... من المعروف أن صراعات المنطقة لم تحسم ولم تأخذ وجهتها النهائية بعد، وأنه في مناخ كهذا تزدهر العمليات الأمنية أو العمليات "خلف خطوط الجبهة&laqascii117o;. .... ثلاثة مصادر للخطر تهب على لبنان اليوم هي، إسرائيل والإرهاب والمشاريع الدولية الراغبة في نشر الفوضى تمهيداً لحصاد سياسي يتعلق بالنظام الإقليمي والمصالح الاقتصادية والسياسية التي يرتجيها. إن الإرهاب قوة عمياء تعمل في الظلام. لقد هدّد أكثر الدول قدرات أمنية، لكن علينا أن نحاصر الاستثمار السياسي له. ما نستطيعه أن نمنع التداعيات التي تؤدي إلى تضليل الأهداف.
الإرهاب لا يمكن أن يكون عدواً لإسرائيل أو للمشاريع الغربية. بل هو في المحصلة بوعي أو بغير وعي يشكل جزءاً من هذه المشاريع. ... على اللبنانيين أن يدركوا أننا صرنا هدفاً كغيرنا للإرهاب ولا يفيد أبداً تجييش اللبنانيين ضد قوى سياسية أو جهات من أجل تحقيق بعض المكاسب السياسية. ثمة حاجة ملحة لتعجيل البحث في خطة شاملة للدفاع الوطني. لتكن تلك الخطة ضامنة لأمن لبنان من جهاته الأربع
ــ صحيفة الاخبار 
عبد الكافي الصمد :
انعطف سائق الباص الخاص بنقل العسكريين يميناً بعدما خفّف سرعته لتحويل وجهة سيره. عقارب الساعة كانت تشير إلى دنوّها من الثامنة إلا خمس دقائق من صباح أمس، وخلفه تماماً أفسحت سيارة &laqascii117o;هوندا أكورد" المجال قليلاً أمام سيارة &laqascii117o;رانج روفر" كانت تحاول تجاوزها مع إطلاق العنان لبوق السيارة. ثوان قليلة قبل أن تهتز الأرض بعنف على وقع انفجار توجهت قوة عصفه نحو مقدمة الباص، ملحقة به وبالسيارات السائرة خلفه والواقفة على جانبي الطريق إصابات مباشرة، والنتيجة كانت سقوط 4 شهداء عسكريين، إضافة إلى 32 جريحاً.
…  قوة الانفجار دفعت بسيارة الرينو إلى أكثر من 12 متراً عن الطريق، باتجاه منطقة بور خالية إلا من الأعشاب البرية، كذلك شوهدت بعض قطع إطارات السيارة موجودة خارج نطاق المربع الذي ضربته القوى الأمنية، ومنعت الاقتراب منه، بعدما أغلقت الأوتوستراد في كلا الاتجاهين، ما أجبر السيارات على سلوك طرق جانبية.
ــ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد : 
يستحيل عزل التفجير الإرهابي الذي استهدف مدينة طرابلس والجيش فيها أمس عن الكلام السوري الرسمي خلال اليومين السابقين…
غير أن التفجير الإرهابي في عاصمة الشمال، يكشفُ بـ'مفعول رجعي' التفجير السابق الذي حصل في يوم زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى سوريا في آب الماضي من ناحية والإنتشار العسكري السوري المستمر منذ أيام قبالة الحدود الشمالية من داخل الأراضي السورية من ناحية ثانية.
كان النظام المخابراتي السوري مهّد لـ'إنتشاره' شمالاً كما للتفجيريَن في آب الماضي وأمس بـ'إختلاق' عنوانيَن سياسيين يبرّران من وجهة نظره حركته العسكرية وإستهدافاته الأمنية ـ الاستخباراتية. العنوان الأول هو أن طرابلس خصوصاً والشمال عموماً معقل لـ'السلفيين' …. والعنوان الثاني هو أن ثمة تهريباً للسلاح والمسلحين من طرابلس والشمال إلى سوريا. … ثمة معلومات عدة آتية من سوريا تفيد أن النظام يشهد منذ مدة صراعات محتدمة. وتفيد أن هذه الصراعات تتركز ضمن 'الطائفة الحاكمة' في سوريا، وأن تصفيات حصلت سواء على خلفية المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري أو على خلفية العلاقة بإيران وملفها النووي و'حزب الله'. أي أن هناك وضعاً هشاً داخل النظام، وتنازعاً بين مراكز القوى فيه على 'الطائفة الحاكمة'.
وفي موازاة ذلك، ثمة 'مستجدّ' يتمثل في عودة الأمور إلى ما كانت عليه تقريباً لجهة علاقة النظام السوري بالمجتمع الدولي. في هذا المجال، ينبغي ألا يغيب عن بال أحد إقدام المجتمع الدولي ـ أي بطلب من أركانه ـ على فتح الملف النووي السوري من جديد وبتشدّد عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية. …
…. غير أن قيام المجتمع الدولي بفتح الملف النووي السوري، يأتي تأكيداً لأمرين: الأول هو أنّ المجتمع الدولي نبّه النظام السوري إلى أنّ 'المسار التنازلي' الذي بدأه مسارٌ لا رجعة فيه وهو سيدفع الثمن إن حاول العودة عنه، والثاني هو أن لا شراء دولياً لما 'أعطاه' وما هو مطلوبٌ منه أن 'يعطيه'. …
إذاً، إنّ انفجار دمشق السبت الفائت وتفجير طرابلس أمس، لا بدّ أن تتم قراءتهما على تقاطع الصراعات داخل 'الطائفة الحاكمة' ونظامها في سوريّا من جهة وتجدّد الضغط الدوليّ على نظام الأسد من جهة أخرى.
… ليس مستبعداً في هذا السياق، أن يكون إنفجار دمشق من ترتيب جهاز مخابراتي سوري عبر فرقة إرهابية من الفرق المعدّة سابقاً، بقصد تصوير النظام ضحيّة للإرهاب لإكتساب 'شرعيّة' معيّنة... وبقصد فتح 'بازار' حول لبنان الذي 'صار مصدراً لتهديد أمن سوريا' (!). فكيف إذا كان ـ على الطريق ـ يصفّي مسؤولاً مخابراتياً عنده، ذا علاقة بجريمة إغتيال الرئيس الحريري إذا تأكدت الأنباء عن 'إختفاء' الضابط عبد الكريم عباس؟
تأسيساً على كل المقدمات الآنفة ووفقاً لكل معانيها، فإن تفجير طرابلس أمس 'مدموغ' سورياً. غير أن ما ينبغي التأكد بشأنه، هو أن النظام السوري مهما حاول، لن يعود إلى لبنان ولن يعبر الحدود إلى طرابلس. لن يخطف هكذا عودة والمجتمع الدولي بالمرصاد. … لكن.. لن يعود، والعودة حلمه في ليلة صيف!
ــ صحيفة المستقبل
عبد السلام موسى :
إنفجار في دمشق.. يتبعه انفجار في طرابلس بعد يومين، هو الثاني من نوعه الذي يستهدف الجيش اللبناني، بعد مجزرة 13 آب الماضي. لم يتغير المجرم، ولا حتى طريقة التنفيذ، وبقيت منطقة الشمال هدفاً لمن يصورها مرتعاً للارهاب والتطرف، في وقت يحشد 'عسكره' على الحدود الشمالية بحجة مكافحة التهريب، ويرسل اشاراته 'الملغومة' يميناً ويساراً، بأن الشمال يشكل خطراً على سوريا، في محاولة للنفاذ مجدداً الى لبنان من البوابة الشمالية، …
… في هذا السياق، يقول عضو كتلة 'المستقبل' النائب مصطفى علوش لـ'المستقبل': 'ان الامور بلغت مستوى عالياً من الريبة، لأن ما يقوم به النظام السوري امر غريب، …
ولم يستغرب 'ان يقوم النظام السوري باستغلال انفجار دمشق، لتبرير اي تدخل يقوم به في لبنان، …
ويؤكد علوش 'ان المخطط اصبح اكثر وضوحاً، والنظام السوري يخطط لمؤامرة متكاملة، …ويسأل 'هل هناك نية لدى النظام السوري لتخطي الحدود، والعودة الى لبنان؟'، ويجيب: 'اعتقد اننا قد نجد الجواب لدى النواب الذين زاروا دمشق في الايام الماضية والتقوا الرئيس السوري، ولكن لا اعتقد ان النظام السوري يملك الجرأة الكافية للقيام بذلك، لانه لا يملك تغطية دولية'.
…من جهته، يعتبر النائب الياس عطالله 'ان الارهاب الذي يحصل في لبنان لا ينبع من الداخل فقط، انما ممن يريدون ان يبقى لبنان ساحة للصراعات، ولتصفية حسابات خارجية'، …
وإذ لم يشأ الاستعجال في إطلاق الاتهامات، يشدد على ان 'أي محاولة من السوري والايراني للقول بأن لبنان مصدر للارهاب، تعد محاولة مشبوهة، تستهدف الجهود الداخلية الكبيرة التي تبذل في سبيل إنجاح الحوار'. …
….يستغرب عضو كتلة 'المستقبل' النائب احمد فتفت 'كلام الرئيس الاسد عن أن الشمال يشكل خطراً على سوريا'، ويعتبره 'كلاماً خطيراً، فالشمال لم يحتل في يوم من الايام سوريا، بل ما حصل هو العكس'.
ــ صحيفة البلد
محمد شمس الدين :
وصفت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت الانفجار الذي حصل في طرابلس واستهدف حافلة تابعة للجيش اللبناني 'بالخطير جدا' لأنه يعبر عن تطور المواجهة بين الجيش اللبناني والجماعات التكفيرية بعد أحداث نهر البارد الأخيرة، مشيرة الى أن الجيش اللبناني قد دخل في مواجهة من نوع آخر قد لا يستطيع تحملها نظرا لتركيبته أولا والنقص الحاصل في تسليحه ثانيا وهو الذي خاض تجربة من هذا النوع في مواجهات سابقة عمد خلالها للاستعانة بامدادات من خارج الحدود لا سيما من سورية بعد 'تقاعس' الولايات المتحدة عن الالتزام بالتسليح رغم الوعود والوفود العسكرية.
وربطت المصادر الغربية بين انفجار دمشق الأخير الذي نفذه انتحاري ينتمي الى الجماعات التكفيرية بحسب البيان الرسمي السوري وانفجار طرابلس ووضعته في سياق واحد يؤشر الى اصرار وقرار لدى تلك الجماعات على تحريك الساحة من خلال استفزازها انسجاما مع نشاط ملحوظ لأجهزة المخابرات الاسرائيلية في الآونة الأخيرة ابتداﺀً من الأغتيال الذي طال القائد في المقاومة عماد مغنية في شباط الماضي وصولا الى اغتيال العميد محمد سليمان في دمشق ما يعني أن تقاطعا ما يحصل حول أهداف مشتركة بين الجانبين يتمثل باستهداف الساحة السورية التي أصبحت على ما يبدو مكشوفة أمنيا، ما سيفرض تعاونا وثيقا عسكريا وأمنيا بين المؤسستين العسكريتين والأمنيتين في كل من سورية ولبنان، مشيرة الى أن ذلك يأتي في وقت تستعيد فيه سورية 'عافيتها' الدولية بعد حصار سياسي استمر ما يقارب الخمس سنوات.
وتطرقت المصادر الى الدور الذي لعبته فرنسا أخيراً والخطوات التي نفذتها باريس باتجاه دمشق فاعتبرت انها تعكس رؤية أوروبية ورغبة أميركية مشتركة بضرورة استيعاب سورية مجددا مشيرة الى أن هذا الأمر ستكون له انعكاسته 'القوية' في لبنان كاشفة أن الانتشار الذي نفذته الوحدات الخاصة السورية على الحدود الشمالية مع لبنان كان ناقشه الرئيس بشار الأسد مع نظيره الفرنسي لدى زيارته له أخيراً على خلفية المعلومات التي بحوزة السوريين عن نشاط المتطرفين الاسلاميين والاحداث التي يشتبه بتورطهم بها لاسيما التفجيرات التي طالت الجيش اللبناني في طرابلس والشمال ...وفي سياق آخر كشفت المصادر الديبلوماسية الغربية في العاصمة اللبنانية أن الاتصالات الجارية بين سورية وفرنسا منذ زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى دمشق الشهر الماضي تتركز على الدور الفرنسي المرتقب في المفاوضات التي ترعاها تركيا حاليا بين سورية وإسرائيل مشيرة الى أن الجمود الذي دخلت فيه تلك المفاوضات يعود الى عدم وضوح الرؤية السياسية وخلط الأوراق الجاري في المنطقة.
ــ  صحيفة البلد 
علي ضاحي :
... تملك سورية حدودا مشتركة مع 3 دول عربية هي العراق والاردن ولبنان، كما تملك حدوداً مشتركة مع تركيا واسرائيل. يقول الــمــصــدر الفرنسي ان 'رئيس رئيس مكتب الأمن القومي لهذه الدولة العربية، يقوم منذ عدة أشــهــر بتجميع فــلــول الاصوليين والتكفيريين وفصائلهم المسلحة التي شتتها النظام الــســوري خلال الثمانينات في عدد من البلدان، بهدف استئناف الحرب السرية عليه، كما انهم ينسقون على مستوى عال مع تنظيم القاعدة والحركات الأصولية الأخرى'.
ــ صحيفة السفير
حلمي موسى :
أغضب رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل إيهود أولمرت، اليمين واليسار على حد سواء أمس، عندما ذهب إلى أبعد حد في الكشف عن آرائه السياسية والحزبية ورؤيته لمستقبل التسوية، مناقضاً الرؤية الأمنية الدارجة في إسرائيل كما سعى إلى بلورة ما يمكن اعتباره "مذهب&laqascii117o; أو تراث أولمرت.
وجاءت آراء أولمرت في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت&laqascii117o;، قال فيها "إننا نواجه الحاجة للحسم&laqascii117o;، معترفاً بأنه "على ما يبدو&laqascii117o; لن يكون بوسعه التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين بحلول نهاية العام الحالي. ...
وتساءل أولمرت عمن يظنون "أنه عبر الجلوس على تلة أخرى أو التمدد مئة متر أخرى، يمكن أن نخلق الفارق للأمن الأساسي لدولة إسرائيل؟ وأنا لا أزال أقول أنه خيراً فعلنا بالانسحاب من غزة&laqascii117o;.
وتعامل أولمرت مع مقابلته مع "يديعوت&laqascii117o; على أنها وصيته السياسية، التي أجرى فيها حساباً مع العديد من حلفائه وخصومه. وبحسب المعلقين السياسيين في "يديعوت&laqascii117o; ناحوم برنيع وشمعون شيفر، اللذين أجريا المقابلة، فإن أولمرت حاول أن يترك بصمة مزدوجة، "من جهة، يسعى الى إبقاء إرث خلفه. يضع امام بوابة من ستأتي بعده مذهباً سياسياً لم يقل مثله ابداً على لسان رئيس وزراء قائم. حان الوقت للخروج من المناطق (المحتلة)، يقول، بما في ذلك من الضفة ومن القدس الشرقية، مع ترتيبات كهذه او غيرها، وكذلك من هضبة الجولان. ويربط مثالب الجهاز السلطوي في اسرائيل بواقع الاحتلال. لا سلطة اذ لا حدود. وهو يعترف بأنه اخطأ في افكاره السياسية وفي اعماله على مدى عشرات السنين. ... وبشأن حرب لبنان الثانية، قال أولمرت إنها "ستدخل التاريخ كونها أول حرب أدرك الجهاز العسكري فيها أن الحرب الكلاسيكية ولّت من العالم، وفقط بوغي يعلون (رئيس الأركان الأسبق)، من خلال مصائبه الدماغية، بإمكانه التفكير بأننا لو دخلنا مع كل الجيش الإسرائيلي إلى لبنان كانت ستنتهي الحرب بصورة مختلفة، لكن عندها سيكون لدينا مئات القتلى بينما النتائج ستكون ذاتها&laqascii117o;، معتبراً "انها الحرب الوحيدة التي انتهت باتفاق سياسي مباشر&laqascii117o;، وذلك في إشارة إلى القرار .١٧٠١
...وسئل أولمرت حول البرنامج النووي الايراني، فأجاب إن الحديث عن هجوم إسرائيلي أحادي على إيران هو "جزء من أوهام العظمة لدينا&laqascii117o;، مضيفاً إن "الافتراض بأنه إذا عجزت أميركا وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا عن معالجة أمر الإيرانيين، فنحن الإسرائيليين سنعرف كيف نفعل ذلك... هو مثال على فقداننا القدرة على الإدراك.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد