صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 11/10/2008

ـ صحيفة الأخبار
أنطون الخوري حرب :
تصادف الأحد المقبل ذكرى أربعين النقيب الشهيد سامر حنا الذي سقط برصاص عنصر من &laqascii117o;حزب الله" في سجد. قيل الكثير في الحادثة وفي الانتماء السياسي لحنا، وموقف عائلته. فماذا عن الاستغلال السياسي للحادثة؟ التحق الملازم الأول سامر حنا بمقر خدمته بعد مأذونية يومين كان رفاقه خلالهما يتدرّبون على الهبوط الاضطراري في الموقع الذي استشهد فيه، وكان هو قد تدرّب فيه قبل فترة. وأدى حدس الأم دوره يوم التحاقه بقاعدة رياق الجويّة التي يقودها العقيد غسان شاهين، وهي التي تعوّدت مراقبة شريط الأخبار على التلفزيون منذ سقوط طوافة عسكرية للجيش في البقاع قبل زهاء شهرين من حادثة سجد. وصباح اليوم المشؤوم، حذّرت ابنها من وقوع حادث له في المنطقة، لكنه طمأنها إلى التنسيق الجيّد بين قيادته وقيادة المقاومة. لكن حصل ما حصل. تفيد مصادر مطلعة على التحقيقات أن الحادثة كانت &laqascii117o;بنت ساعتها" ولا دليل على أنها مدبّرة، في وقت تحرص فيه قيادة المقاومة على تحصين علاقتها بالجيش أكثر من أي وقت مضى. وتكشف معلومات متعلقة بالتحقيق عن وجود اتفاق مسبق بين قيادتي الجيش والمقاومة على التنسيق عند كل تحليق أو هبوط لطائرات الجيش في تلك المنطقة، إلا أن ذلك لم يحصل يومها، مع العلم أن جدول مهام الطيران يُرفع عادة من عمليات القوات الجوية إلى عمليات القيادة قبل يوم من كل مهمة.
أما في موقع سجد، فالتعليمات المعطاة لعناصر المقاومة كانت تقضي باعتبار كل طائرة تحلّق فوق الموقع أو تهبط فيه دون علم مسبق 'طائرة عدوّة' يجب التصدي لها. وقد حلقت الطوافة فوق الموقع وهبطت مرات متتالية في اليومين السابقين، وكان عناصر المقاومة يفيدون قيادتهم عنها، وكانت هي بدورها تتواصل مع استخبارات الجيش دون أن تلقى جواباً. وحين تكرر الأمر في اليوم الثالث ولم يعلق الجيش، حصلت الحادثة وأطلق عنصر المقاومة المكلف حماية الموقع باتجاه طوافة الغازيل التي يختلف لونها عن لون مثيلاتها النار عشوائياً ومن دون تسديد، فأصابت رصاصة ذيل الطوافة وأخرى مروحتها، فيما اخترقت الثالثة زجاجها الأمامي مخترقة رأس النقيب حنا. هذا الأمر تترتّب عليه مسؤولية إجرائية داخل قيادة الجيش، إضافة إلى مسؤولية سياسية بين الجيش والمقاومة، لأن اتفاق التنسيق المسبق بينهما هو اتفاق أمني وسياسي عرفي غير موقّع ولا يتصل بالنصوص القانونية. وتفيد المعلومات القضائية أن هذه الوقائع ستتضمنها المطالعة القضائية التي سينتهي بها التحقيق.

بعد الحادثة، حمّلت عائلة سامر كل السياسيين، دون تمييز، مسؤولية استشهاد ابنها. وأثار حضور نواب للجنازة استغراب الوالدة، إضافة إلى طرد الأم لبعثة تلفزيون المستقبل من صالون الكنيسة &laqascii117o;لأنكم تتاجرون بدم ولدي، وهو ليس أول ضابط يستشهد في الجيش"، وذلك بعد رفض البعثة بثّ كل ما أرادت الوالدة قوله. لكن الأم المفجوعة تعتبر أن ما حدث لفقيدها هو إمّا خيانة وإمّا خطأ، وهي ترجّح الخيانة، لأنها تعتقد أن المقاومة منظّمة إلى حد انتفاء حصول أخطاء من هذا النوع معها. وتأمل من الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله أن يبادر إلى 'إعدام الخائن'. وقالت لرفاق ابنها المتحلّقين حول نعشه: 'اخلعوا بزّاتكم التي دفعتم ثمنها بدمائكم لأن السياسيين يتاجرون بأرواحكم'. ترفض عائلة حنا الاستغلال السياسي للحادثة، وقد انتاب أفرادها الغضب الشديد عندما شاهدوا صورة سامر مرفوعة في مهرجان 'شهداء القوات اللبنانية'، كذلك عندما وصف سامي الجميّل الشهيد بالرفيق للإيحاء بانتمائه إلى الكتائب أو القوات. ويسجل هنا رفض رئاسة الجمهورية مرافقة أي نائب للعائلة في زيارتها إلى القصر الجمهوري لشكر رئيس الجمهورية على التعزية وإيفاد ممثل عنه لحضور الجنازة بالتلازم مع رفض مماثل من قيادة الجيش.

ـ صحيفة الأخبار
جان عزيز :
لم يكن ميشال عون يعرف، ولا يتوقع، أن تأتي زيارته التاريخية لطهران في حمأة الأزمة المالية الدولية الراهنة، ولم يكن يحسب إطلاقاً، حين قرّر تلبية دعوة القيادة الإيرانية، أن يصل إلى إيران يوم الأحد، الذي تحيا فيه دول الخليج حالة ذعر، من جرس صغير يعلن فتح بورصاتها. فيما دول العالم الرأسمالي، العريق منها كالنمسا، أو الحديث الرسملة، مثل روسيا، يعلن رسمياً إقفال هستيريا الأسهم المنعدمة الوزن. ولم يكن يأمل عون أن يذهب إلى عاصمة &laqascii117o;برسيبوليس" التاريخية، في زمن يعيد العالم حساباته حيال العولمة وآلياتها ومؤسساتها، وتكاد أوروبا تعلن رسمياً ندمها على ماستريخت وعودتها إلى الدولة ـــــ الأمة. قبل هذه الأزمة، كان الجنرال يعرف أهمية إيران اللبنانية، والإقليمية والدولية. وكان يدرك دقة ما قاله كريم بقرادوني يوم زار طهران مطلع التسعينيات، من أنه حين يأتي اليوم الذي يشهد الغزل الإيراني الأميركي و&laqascii117o;زمن عسلهما"، سنكون في حاجة إلى وساطة طهران، للتكلّم مع واشنطن.
وقبل هذه الأزمة، كان يدرك عون العسكري المحترف، أهمية الجغرافيا السياسية، وثباتها في الموازين والوقائع والحقائق. وكان يستنتج بالتالي، أن دولة تلامس كل جبابرة العالم تقريباً، من الهند والصين، إلى روسيا وأميركا، لا يمكن إلاّ أن تكون محورية. وكان &laqascii117o;المدفعجي" العتيق، يعرف على السمع، الفرق بين القذائف الفعلية وتلك الخلّبية، وكان يبتسم لا شك، في سرّه، عند مشاهدته مسلسلات التهويل الغربي بالحرب القاضية على نحو 70 مليون إيراني... وكان الجنرال القارئ لاستراتيجيات الفكر السياسي، يتابع حركة السياسة الإيرانية الخارجية، الموقعة على ركائزها الأربع، غير المعلنة كلاماً، والمثبتة فعلاً وممارسة. فلدى طهران أولاً، ثوابتها السياسية المستمدّة من تاريخها وجغراسياستها، وفي واقع مجتمعها بتركيبته السوسيولوجية المعروفة. ثم لدى طهران، ركيزة ثانية، تتمثّل في كونها ابنة عقيدة إيمانية تؤمن بأن باب الاجتهاد العقلي مفتوح أبداً. وهذا ما يجعلها تخضع ثوابتها الكيانية لعمل عقلها السياسي، خدمة للمصالح الوطنية. هكذا تكيّف طهران ثوابتها على إيقاع الظروف والسياقات والوضعيات، وحيث يذهب عقلها تذهب ثوابتها، وتكون المحصّلة للاثنين صواباً. وتبقى الركيزة الإيرانية الثالثة، أن جزءاً من ثقافتها السياسية والفكرية، هو مفهوم البازار. لا كظاهرة مركنتيلية سلبية، بل كمعطى عملي للتعاطي بين البشر، أساسه التحاور والتفاوض ولزوم التوصّل إلى التسويات. لتظلّ الركيزة الرابعة، تلك المسلّمة التاريخية والبشرية الدائمة، من أن السياسة الدولية هي أولاً وأخيراً لعبة مصالح.
حين قرّر ميشال عون الذهاب إلى طهران، كان يعدّ نفسه لمقاربة فريدة، ألا وهي التعرّف إلى كيفية توفير &laqascii117o;مصالح" أي جماعة، عبر آليات الحوار، في شكل يتسلح بعمل العقل، ولا يتعارض مع الثوابت. غير أن توقيت الحدث، شاء أن يضيف مصادفة أبعاد أخرى، قد تكون أكثر عمقاً وأهمية، وإن في المدى المتوسط. يذهب الجنرال إلى طهران، فيما الدول الاصطناعية العائمة على أسواق السندات والبورصات، تترنّح في العالم. يذهب عون إلى العاصمة الإيرانية، فيما الأخيرة تستعد لشكر أميركا على حصارها طوال عقدين. هذا الحصار الذي جعل إيران تنكفئ إلى داخلها، وتحصر جهدها في قطاعاتها الإنتاجية، لتبلغ اليوم حدود الدولة المكتفية ذاتياً، بنسبة قد تكون الأعلى عالمياً. فيما العديد من دول المليارات الورقية، تكاد تبدو أشباحاً كرتونية أوهى من جرس بورصة. مجرّد مصادفة إيجابية إضافية؟ ومن يجزم أنها ليست جزءاً من دقة الحساب وصحة التوقّع وصواب الرؤية، لأشياء تقتضي ربما أن يغمض الفرد عينيه ليراها.

ـ صحيفة النهار
خليل فليحان :
تعيش اسرائيل حالة من الهلع الحقيقي من احتمال شن 'حزب الله' عملية ثأرية لاغتيال قائده العسكري عماد مغنيه في دمشق في شباط الماضي. بدليل رد فعلها السريع بارسال طائرات مقاتلة الى الحدود مع لبنان لدى التقاط الرادار التابع لقيادتها العسكرية طائرة مجهولة تحلق في ذلك المجال الجوي. تشكلت القوة الجوية من طائرتين مقاتلتين ومروحية هجومية شرعت في التقاط الصور. ودفعت القيادة الشمالية بقوات برية للتفتيش ميدانيا عن اي تحرك يمكن ان يجري. ولفتت مصادر وزارية الى الرصد الاسرائيلي وسرعة الاستنفار لمعرفة الهدف الجوي الذي التقط رغم ان الطائرة كانت تحلق في الاجواء اللبنانية الجنوبية. واشارت الى المعلومات المنشورة في وسائل الاعلام عن ان القوات الاسرائيلة وضعت في أقصى درجات الاستنفار في انحاء اسرائيل لا سيما عند الحدود خلال ايام العطل للتصدي لاي هجوم يشنه مقاتلو الحزب انتقاما لاغتيال مغنيه.

وأوضحت مصادر 'اليونيفيل' انها لم تتلق اي تقرير عن ذلك التحليق الذي لم يتجاوز الخط الازرق لاعتباره خرقا للقرار 1701. اما بالنسبة الى التحرك البري فسجل امس لقوتين تتألف اولاهما من عشرة عسكريين مع كلاب بوليسية تجاوزت امس الشريط المعدني الحدودي الاسرائيلي في منطقة 'العباد' على بعد مترين من الخط الازرق، ففتشت تلك البقعة وتمكن عناصر من الكتيبة الاندونيسية التابعة لـ'اليونيفيل' من اقناع عناصرها بعدم تجاوز الخط الازرق فتجاوبوا وانسحبوا لدى انتهاء التفتيش. اما الثانية فانتشر عناصرها في منطقة الوزاني قبالة محطة الضخ التي تفيد اسرائيل بواسطتها من نبع الوزاني ثم تراجعت الى الداخل. ولم تعتبر 'اليونيفيل' تحرك القوتين خرقا للخط الازرق لان عناصرهما لم يتجاوزاه. ولم تشر مصادر اخرى الى هوية الطائرة الصغيرة التي كانت تحلّق في المدى الجوي اللبناني وارعبت الرصد الاسرائيلي فابلغ قيادة المنطقة الشمالية التي دفعت الطائرات العسكرية الى الاجواء المقابلة تحسبا لاي هجوم يمكن ان يقع. وسألت مصادر سياسية وفاعليات عن الاستعدادات لمواجهة اي عدوان اسرائيلي وما اذا كانت قوة 'اليونيفيل' ستتدخل عسكريا لوقف اي اعتداء جديد على لبنان ان واستبعدت ذلك لان مهمة القوة الدولية حفظ السلام وليست لخوض معارك ضد اي طرف، وهي ستمنع اي اعتداء على عناصرها وتكتفي باجراء اتصالات بالجانب الاسرائيلي لوقف الهجوم على اهداف في لبنان وليس التدخل لردعه. وأكدت ان الجيش بسلاحه غير المتكافىء مع السلاح الاسرائيلي سيواجه مع الحزب اي اعتداء على اهداف لبنانية.واعربت عن قلقها من احتمال أن تقدم اسرائيل على شن هجوم واسع على لبنان بسبب 'العنتريات' التي يطلقها وزير الدفاع إيهود باراك من حين الى اخر ضد الحزب ومسؤولين اخرين يطالبون باستهداف لبنان الدولة في اي حرب جديدة على لبنان وليس على المقاومين واهدافهم فحسب.واستغربت دعوة باراك في اخر موقف له من التنبه للجبهة مع سوريا على الرغم من انها تتفاوض بشكل غير مباشر مع بلاده وان ذلك متوقف في الوقت الحاضر بسبب الانهماك بتشكيل حكومة جديدة. واعربت عن املها بالا يستغل وزير الدفاع هذه الفترة السياسية الحرجة للاقدام على توجيه ضربات ضد اهداف في لبنان. وشددت على اهمية التكاتف اللبناني ازاء هذا الوضع غير المريح من جانب اسرائيل والى تفويت الفرصة على باراك للقيام بحرب جديدة تزيد التشنج في الوضع السياسي الاسرائيلي والخراب والدمار من جديد على المناطق اللبنانية اذا صدقت التهديدات التي لم تتوقف في الفترة الأخيرة القريبة.

ـ صحيفة البلد
علي الأمين :
الاستخدام المذهبي والطائفي شكل سمة واضحة لدى فريق سياسي من اللبنانيين عشية ثورة 14 آذار، 2005 والمسار السياسي والامني ما لبث ان جعل من هذه السمة، مشتركا بين اكثر القوى السياسية الفاعلة في البلد، هكذا تحول وليد جنبلاط الى زعيم درزي فقط بعدما حاول ان يلعب دور زعيم وطني مؤسس في مرحلة الاستقلال الثاني فلم ينجح وانكفأ الى حصنه الدرزي، وصار النائب سعد الحريري اميرا من امراﺀ السنة يذود عنهم ويحتمي بهم بعدما عجز عن مواجهة اللعبة المذهبية بغير سلاحها وحار بين الاولويات الوطنية والمذهبية وتراجعت روح المبادرة لديه في محطات كانت حاسمة في المشهد السياسي
اما حزب الله الذي لم يطمئن الى عنوان المقاومة الجذاب لكي يعصمه من المخاطر، استوطن في العصب المذهبي يستخدمه في اللعبة الداخلية ويحاول التملص حين يسيﺀ الى امتداداته الخارجية غير الشيعية. على انه نجح في هذا المضمار واستطاع ان يثبت بالقوة وبالفعل حجم الالتفاف الشيعي حوله، وان يستدرج الآخرين الى ملعبه هذا، وبسبب ارجحية السلاح لديه، استطاع ان يفرض على الآخرين من خصومه السياسيين اومن مؤسسات الدولة ان يطلبوا السلامة الشخصية والسياسية بعدما اثبت قدرة مميزة على التفوق العسكري والقتالي في وجه من يعرقل مشروعه او يهدده سواﺀ كان من الداخل او الخارج.المفاجئ في هذا الاستعراض السريع لملوك الطوائف وامرائها، مملكة الجنرال ميشال عون الذي يستمر في عملية الانقلاب على ما وعدنا به عن الدولة المدنية وعن الزعامة التي تخترق الطوائف والمذاهب، وطريق التغيير والاصلاح بات لديه في ترسيخ زعامة مسيحية لعله اكتشف في نهاية طريق النضال من 'حرب التحرير' في العام 1989 وما قبل هذا التاريخ ان الوقت لم يعد كافيا لتحقيق الدولة المدنية، ولم يعد كافيا لترسيخ تيار سياسي لا يكون الانتماﺀ الطائفي عصبه الوحيد، فاستسلم العماد للعبة العصبيات المذهبية والطائفية، علما ان مصيبة المسلمين اليوم هي في تهميش زعيم كل مذهب لما عداه من رجالات واحزاب وافكار بحيث يصبح كل ما عدا السيد حسن نصرالله من رجالات الشيعة كورساً له او يصبحون خارج الحياة العامة التي لا تحتمل اكثر من رأي في عرف الطائفيات، وشأن السنة ليس افضل حالا على ما يبدو، فاحتكار الزعامة داخل السنة هدف النائب الحريري سواﺀ استطاع الى ذلك سبيلا او لم يستطع. الجنرال عون اغرته هذه اللعبة فاراد تحويل المسيحيين الى جماعة تؤمن بالزعيم الاوحد، فالتنوع السياسي بات على ما يبدو نقيصة داخل الطوائف والمذاهب يجب التخلص منها.

ـ صحيفة السفير
حلمي موسى :
شكلت حرب تشرين العام ١٩٧٣ مفترق طرق هاما على الصعيد الإسرائيلي. وبمناسبة يوم الغفران اليهودي، الذي نشبت فيه قبل ٣٥ عاما تلك الحرب، عمدت صحيفة "معاريف&laqascii117o; إلى إعداد ملحق كامل يعدد مسيرة القرارات الإسرائيلية الصائبة والخاطئة والجيدة والبائسة منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم. ولخص الملحق القرارات الصائبة والخاطئة باثني عشر قرارا، والقرارات الجيدة والسيئة بخمسين. وقد احتلت القرارات ذات الصلة بلبنان مكان الصدارة تقريبا. فبين القرارات الأفضل وفي الموقع الثالث، بعد معاهدة كامب ديفيد مع مصر واتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين، كان الانسحاب من طرف واحد من لبنان. غير أن القرار الأسوأ الأول لإسرائيل بعد حرب تشرين كان حرب لبنان الثانية في تموز العام .٢٠٠٦ ورغم أن السلام مع مصر كان أفضل القرارات، وفق "معاريف&laqascii117o;، إلا أنه في الذكرى الثلاثين لإبرامه "كانت إسرائيل ومصر أقرب إلى شخصين مضى على زواجهما زمن طويل: فبات مطفأ، عديم الحدة، شكاكا وذا ضغينة. فهو زواج لم يشهد البتة حبا كبيرا. وهو سلام أهون الشرين: ليس عداء من دون حدود وسفك متواصل للدماء، وليس تطبيعا وتبادلية حميمة. هو شيء ما في الوسط&laqascii117o;. وقد كان قرار الحرب ضد لبنان في تموز ٢٠٠٦ القرار الأشد بؤسا الذي يظهر أن الجمهور الإسرائيلي لم يتعلم شيئا من حرب تشرين ١٩٧٣ فأيدها على أوسع نطاق. فالقرار كان شديد البؤس "لدرجة أن الأغلبية الساحقة من المجتمع اليهودي في إسرائيل، بما في ذلك نخبتها اليسارية، أيدتها بشدة في أيامها الأولى. وساد هنا توافق بأن الوقت قد حان لسحق نصر الله هذا وإغلاق فمه. ولم ينبع المفهوم الخاطئ حقا من الإيمان بالقدرة على تحقيق ذلك من الجو. فهذا سجال يهم هيئة الأركان والمجلس الوزاري الأمني. بل إن الخطأ ينبع من التفكير الأساسي، الجمعي، بأن إسرائيل أشد ذكاء منه. وكان هذا مزاج الجميع: أن نصر الله يعيش في الوقت الضائع. فهو يواصل ألاعيبه لأننا نضبط أنفسنا إزاءه. لدينا القدرة، وتبقى مسألة الإرادة. وعندما نجد من الصواب فعل ذلك، فسوف نتخلص من هذا الإزعاج المنهك&laqascii117o;.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد