صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 18/10/2008

ـ صحيفة السفير
حلمي موسى :
خلافا لما يطفو على السطح، بدأت إسرائيل تعاني من نتائج الأزمة المالية العالمية. وليست صدفة أزمة الشركات الإسرائيلية مع العمال الصينيين، في أرخبيل "توركز وكايكوس&laqascii117o; التابع للنفوذ البريطاني في شمالي الأطلسي. والمؤكد أن هذه هي حال الكثير من الشركات الإسرائيلية خارج تلك الجزر، وفي مناطق مختلفة في العالم، وهو ما دفع كبير المعلقين السياسيين في صحيفة "يديعوت أحرونوت&laqascii117o; ناحوم بارنيع أمس لأن يكتب أن "الازمة الاقتصادية العالمية تؤثر على الاسرائيليين بطرق مختلفة وغريبة: ولكن ليست كلها مسجلة في البورصة. خذوا مثلاً سوق التبرعات ـ مؤسسات اصولية كثيرة تتحدث عن تقلص فجائي في المساعدات وبصورة موجعة والنتيجة هي إلحاق الضرر بما اعتادوا تسميته "عالم التوراة&laqascii117o;. ويشير بارنيع إلى جدل حاد بين رئيسة الحكومة المكلفة تسيبي ليفني ووزير ماليتها روني بار ـ أون حول تنازلاتها المالية في إطار المفاوضات الائتلافية. وأوضح أن بار ـ أون يؤكد لليفني من الآن "أنه لا يملك ما تريد. فجباية الضرائب انخفضت بسبب الركود. والبورصة كانت تمد الخزينة بخمسة مليارات شيكل. السوق في هذه السنة لن تربح ولن تدفع الضرائب. ينبغي الاستعداد للركود&laqascii117o;.
ولكن الاقتصاد في إسرائيل ليس مجرد اقتصاد، إنه الأمن من ناحية وهو جاذبية البقاء في هذه الدولة من ناحية أخرى. وكثيرا ما أدى تدهور الأمن دورا في ارتفاع نسبة الهجرة المضادة، مثلما أن أسبابا اقتصادية تشجع في العادة على الهجرة نحو مناطق أكثر رخاء. ومن المؤكد أن لا وصفة أشد سوءا على إسرائيل من تدهور الأمن وتردي الوضع الاقتصادي دفعة واحدة.
وتتوقع إسرائيل شتاءً ساخناً مع قطاع غزة، في مطلع العام المقبل. وأكد المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس&laqascii117o; عاموس هارئيل أن القلق ينتاب الجيش الإسرائيلي جراء الأزمة المالية وأثرها على الميزانية الأمنية. وأشار إلى أن الجيش لم يهضم بعد معاني الأزمة الراهنة. ولكن من الجلي أن "الركود العالمي، الذي سينزلق الى اسرائيل، سيؤثر اخيرا على ميزانية الدفاع ايضا... وقبل شهرين فقط اشتكوا في الجيش ولا سيما في سلاح الجو، من تصاعد هائل في النفقات الجارية، في ضوء ارتفاع الاسعار ولا سيما في مجال الوقود. اما الآن، عندما انخفض سعر برميل النفط من ذروة ١٣٠ دولارا للبرميل الى درك اسفل نسبيا لاقل من ٩٠ دولارا، فيدور الحديث عن وجع رأس اقل ينبغي التصدي له&laqascii117o;.

ـ صحيفة الأخبار
غسان سعود :
في 22 تشرين الأول 1990، اقتحم ثمانية مسلّحين منزل رئيس &laqascii117o;الجبهة اللبنانيّة" وحزب الوطنيين الأحرار داني شمعون في الطبقة الخامسة من سنتر شاهين في منطقة بعبدا، وأطلقوا النار من مسدسات كاتمة للصوت عليه وعلى زوجته إنغريد عبد النور وولديه طارق (7 أعوام) وجوليات (5 أعوام). وفي اليوم التالي، نشرت صحيفة &laqascii117o;أي .بي. سي" الإسبانيّة مقابلة أجرتها مع شمعون قبل ساعات من اغتياله، أعرب فيها عن اعتقاده بأن &laqascii117o;أنصار عون لن يعطوا فرصة للانضمام إلى حكومة إلياس الهراوي، ولن يسمحوا لنا بالاشتراك. هناك مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يريدون لبنان من دون سوريا والذين هم غير ممثَّلين داخل الحكومة".وأشار إلى أن السوريين نزعوا سلاح حراسه الخصوصيّين و&laqascii117o;بذلك لا يمكنني مغادرة منزلي والذهاب إلى بيروت للتحدث إلى الحكومة الجديدة". وأكد سوء الفهم الغربي لظروف الوجود السوري في لبنان وأن سوريا أرسلت أفضل العناصر في جيشها لمحاربة عون، لكنها لم تحرك ساكناً للتخلص من حزب الله الذي يصل إليه السلاح بحرّية فوق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش السوري.

ـ صحيفة الأخبار
أنطون الخوري حرب:
تأتي ذكرى استشهاد الرئيس السابق لحزب الوطنيين الأحرار داني شمعون وعائلته في ذروة المشكلة التي أدّت برفاق داني &laqascii117o;النمور" إلى مخاصمة الرئيس الحالي للحزب دوري شمعون، ومخالفة كل مواقفه السياسية وقراراته التنظيمية منذ عام 2005. ففي السياسة تقف مجموعة أعضاء &laqascii117o;مجلس الأمناء" و&laqascii117o;المجلس الأعلى" والقادة السابقون على طرفي نقيض مع دوري من حيث المواقف والالتزام السياسي. وبخلاف موقف الأخير من حزب الله، ترى مجموعة &laqascii117o;النمور"، وعلى رأسها بوب عزام ونبيل ناصيف وجورج الأعرج وجان عيد، أنها ـــ وبحسب رأيها ـــ تتمسك بنهج رئيسها الراحل الذي رفض الصيغة الأهلية للحرب اللبنانية.
ويتذكر &laqascii117o;النمور" موقف كميل وداني شمعون الشاجب لمجزرة السبت الأسود ودعوة محازبيهم لحماية المواطنين المسلمين في المنطقة الشرقية. وفي هذا السياق يرى &laqascii117o;النمور" أن الرهان على القوى الخارجية هو رهان يائس ومؤذٍ لأن تجربتهم مع الأميركيين والعالم الحر خير دليل على ذلك، فهذه الدول &laqascii117o;كانت تريد مصالحها على حساب مصالحنا، وحين تأمّنت لها مصالحها مع سوريا وغيرها، تخلّت عنّا وأصبحنا ندرك أهمية التفاهمات اللبنانية ـــــ اللبنانية لحماية لبنان وصيانته وليس الرهانات اللبنانية على الخارج"، ولا سيما الرهانات المسيحية الفاشلة. وبناءً عليه يقرّ &laqascii117o;النمور" بأهمية زيارة عون لإيران بعد تهجير ألف عائلة مسيحية من العراق، لحثّ الإيرانيين على مساعدتهم عبر حلفائها في العراق.وعن خلافهم مع دوري شمعون، يؤكد &laqascii117o;النمور" أن السبب ليس تخلّي حزبهم عن نهج داني، إنما هو تحالف دوري مع الذين ساروا بركاب الاحتلال السوري في فريق 14 آذار الذي يعتبر عزام أنه كناية عن &laqascii117o;كذبة كبيرة"، كذلك فإن &laqascii117o;النمور" يشعرون بالخيبة من دوري الذي كان إبّان حقبة الوصاية القائد السياسي الوحيد على الأرض اللبنانية ضد تلك الوصاية بخلاف حلفاء الأمس (لقاء قرنة شهوان) واليوم (14 آذار)، كما أنه كان أوّل مَن افتتح الاعتصام الشعبي في قصر بعبدا عام 1989 فيما هو اليوم يتبع لتابعي سوريا حتى خروج جيشها من لبنان عام 2005. وهذه التقلّبات في مواقف دوري تعبّر عن شخصية مختلفة كلياً عن شخصية شقيقه داني الذي لم يغيّر مواقفه يوماً حتى دفع ثمنها استشهاداً.

ـ صحيفة الأخبار
بسام القنطار :
الحزن الذي يسكن &laqascii117o;روبرت كستيليو" (60 عاماً) يخبرك الكثير عن أحزان شعبه، الذي تعرّض للإبادة الجماعية المنظّمة قبل قرون. تدمع عيناه عندما يسمع عن عذابات معتقلي &laqascii117o;غوانتانمو". فالرجل الذي أمضى 14 عاماً في سجون وكالات الاستخبارات الأمريكية هو الأقدر على تخيّل ما يحدث في هذا المعتقل.
يعدّ &laqascii117o;كستيليو" واحداً من قادة &laqascii117o;حركة الهنود الحمر" التي نشأت قبل ثلاثين عاماً للمطالبة بحق السكان الأصليين بالحرية والسيادة على أرضهم التي توارثوها عن أجدادهم. &laqascii117o;كستيليو" في بيروت بدعوة من معهد الدراسات الدولية، ومركز باحث للدراسات ودار الحمرا، للتحدث في ندوة عن &laqascii117o;المشروع الصهيوأمريكي" وبمناسبة مرور أكثر من خمسمئة عام على اكتشاف كريستوفر كولومبس لأميركا. يصر &laqascii117o;كستيليو" على العودة إلى ذلك الزمن، عندما وصل &laqascii117o;كولومبس" عام 1492 الى تلك الأرض، حيث كان يقدّر عدد أجداد &laqascii117o;كستيليو" من قبائل &laqascii117o;أوننداجو" و&laqascii117o;موهاك" و&laqascii117o;شيروكي" بما بين 40 مليوناً إلى 120، وكلهم كان يطلق عليهم الهنود الأميركان، أو الهنود الحمر. يتقمّص &laqascii117o;كستيليو" بسرعة شخصية الراوي. حركة اليدين لا تتوقف أثناء الكلام. لديه الكثير ليرويه عن صعوبة حياة الهنود الحمر، والمعاناة التي يتعرضون لها. عن المحميات التي أجبروا على السكن فيها، بعدما جرى استخراج جميع ثرواتها الطبيعية، وتركت مطمراً للنفايات النووية الملوّثة. عن العنف الجنسي المرتكب ضد نساء أميركا الأصليات في الولايات المتحدة. ويؤكد أن امرأة واحدة من ثلاث نساء منتميات إلى السكان الأصليين تتعرض للاغتصاب في مرحلة ما من حياتها، ولا تطالب معظمهن بالعدالة، لأنهن يعرفن أن مطالبتهن ستقابل بالتقاعس أو اللامبالاة. (...) .
ينتقل &laqascii117o;كستيليو" مباشرة إلى ما حدث في فلسطين عام 1948، الذي برأيه &laqascii117o;هو نسخة مصغّرة عمّا حصل في أميركا". ويضيف &laqascii117o;هناك كانت الولادة المبكرة للأيديولوجية الصهيونية. فالاستيطان الأوروبي لأميركا أظهر العلامات الأولى للأيديولوجية الصهيونية.‏ والسبق الذي حققه الغزاة على حساب الهنود الحمر كان محركاً عملياً، لإخضاع العالم للفكرة الصهيونية إزاء أرض فلسطين".‏(...) يقارن &laqascii117o;كستيليو" بين ما حدث لحماس وحزب الله في لبنان وفلسطين، وما حدث لقبيلته &laqascii117o;تشيراكاوا"، التي رفضت توقيع أي معاهدة سلام مع البيض. &laqascii117o;لقد اتهمونا بأننا وحوش ومتخلّفون وهمجيّون، تماماً كما يتهمون اليوم حماس وحزب الله بأنهما إرهابيّان لأنهما يرفضان إجراء مفاوضات سلمية مع إسرائيل".يتساءل &laqascii117o;كستيليو" عن المصلحة في توقيع معاهدة سلام ما دامت ستنقض في أي وقت؟ ويضيف: &laqascii117o;لقد وقّع الهنود الحمر 361 معاهدة سلام مع البيض، وجميعها خُرقت. لقد استقبلناهم في البداية بكرم ونبل، ووفّرنا لهم المسكن والطعام وحتى الذهب، ولكنهم كانوا أكثر جشعاً من أن يقبلوا بالبعض، وكان من اللازم أن يحصلوا على الكل، ويفرضوا سلطتهم المطلقة على الأرض". ويردف: &laqascii117o;لقد حرقوا البيوت وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ. ثم أقاموا مستوطناتهم المحاطة بالأسوار. لا يمكنني أن أرى جدار الفصل في فلسطين دون أن اتذكّر تلك الأسوار. إنه التاريخ يعيد نفسه بأشكال مختلفة".
جال &laqascii117o;كستيليو" في كل لبنان، وزار قانا ووادي الحجير وبوابة فاطمة. وعن هذه الجولة يقول: &laqascii117o;لقد رأيت بنفسي كيف يتعاطى الناس مع ظاهرة حزب الله، وكيف يؤذن الشيخ في جامع جبيل، وبقربه يرن جرس الكنيسة. الصورة النمطية في أميركا مختلفة تماماً عما رأيت". ويضيف: &laqascii117o;تأثرت من شدة القسوة التي تعرض لها الشعب اللبناني جراء عدوان إسرائيل في تموز 2006. لقد كان هذا العدوان نموذجاً صارخاً عن استخدام القوة المفرطة وغير المبرّرة. أدين هذه الحرب، وأدين أيضاً حكومة بلادي، التي دعمت وموّلت وقدّمت المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، وغطت المجازر والجرائم التي حدثت".

ـ صحيفة الأخبار
داني حداد :
لم تحقّق محاولات خرق 'الصفّ الشيعي' المتمثّل بتحالف حركة أمل وحزب الله نتائج تُذكر، رغم رواج معلومات عن مبالغ مالية تدفع لأشخاص وحركات غير منتمين أصلاً إلى الحركة ولا إلى الحزب. ويلاحظ أن هذه المحاولات لم تستطع أن تجد ساحة مريحة لها في مناطق نفوذ الثنائي في الجنوب والضاحية الجنوبيّة وبعلبك، لذا تنشط هذه المحاولات في مناطق أخرى تضم جيوباً شيعية، مثل النبعة وبعض بلدات جبيل، دون أن تبلغ النتيجة الحدّ الأدنى. وفي ظلّ معلومات تتردّد عن وقوف السعودية وتيّار المستقبل وراء تمويل 'أقليّة شيعيّة معارضة'، فإن معلومات أخرى تؤكّد وجود شركاء لهما في التمويل، في طليعتهم 'التجمّع القومي الموحد' الذي يترأسه نائب الرئيس السوري السابق رفعت الأسد.
يقول مصدر أمني إن رفعت قد اتسع نشاطه السياسي في لبنان بعد الانسحاب السوري عام 2005، وموّل عبر ابنه ريبال بعض الشخصيات الشيعيّة، إضافةً إلى تيّارات شيعيّة ناشئة، ويتحدّث المصدر عن علاقة وثيقة تربط ريبال الأسد برئيس &laqascii117o;التيّار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن، وقد استقبله الأخير أكثر من مرة في مكتبه في النبعة شرق بيروت، واتفقا على بعض التحركات الهادفة إلى استقطاب مواطنين شيعة إلى التيّار، منها توزيع مناشير على مداخل الضاحية الجنوبيّة. إلا أن هذه التحركات جُمّدت بعد أحداث السابع من أيّار التي أدّت إلى تقليص نشاط ريبال الأسد في الأوساط الشيعيّة وتركيزه على الأوساط العلويّة عبر تمويله 'جمعيّة الفرسان'.
لكنّ ذلك لم يمنعه من تعيين الحاج حسن، الذي زاره أخيراً في مصر، مديراً لمكتب بيروت الخاص بمحطّة ANN التلفزيونيّة التي يملكها، ولو أن رئيس التيّار الشيعي الحر لم يتمكّن من حصر تعامل ريبال مع 'المعارضين الشيعة' به، وخصوصاً في ظلّ معلومات عن دعمٍ يلقاه الشيخ علي زعيتر &laqascii117o;رئيس التيّار الشيعي الموحد"، الذي لا يتجاوز عدد أعضائه عدد أصابع اليد الواحدة وفق المصدر الأمني نفسه، بعد تعثّر علاقة الأخير بتيّار المستقبل الذي أوقف عنه الدعم المالي.
وتضيف المعلومات إن ريبال الأسد يبحث عن فيلا لشرائها في كسروان أو جبيل ليقيم فيها عند زيارته لبنان، وهذا البحث يجري عبر أحد مسؤولي 'جمعيّة الفرسان' نوّار علي عبّود، وهو سوري من مدينة طرطوس يتولّى إدارة بعض الأعمال السياسيّة للأسد من مكتبه قرب معرض رشيد كرامي في طرابلس. علماً أن عبّود ينوي الانتقال أيضاً من مكان إقامته في بلدة برسا الكورانيّة 'خوفاً من تعرّض أنصار الحزب السوري القومي الاجتماعي له'. ويقوم عبّود بمهمّة التنسيق مع الشيخين محمد الحاج حسن وعلي زعيتر، ومع فادي ضاحي من الطائفة العلوية لاستقطاب أبناء الطائفة المحسوبين على النائب السابق علي عيد، ومع محمد ضرغام مسؤول &laqascii117o;حركة الناصريين الأحرار". وتجري محاولات استقطاب العلويين عبر توزيع إعاشات دوريّة وفق قوائم رسميّة تملكها 'الفرسان'، إضافة إلى دورات تعليميّة مجانيّة. وكان الظهور الأوضح للجمعيّة عام 2007 عبر مهرجان أقيم في فندق 'كواليتي إن' في طرابلس ألقيت خلاله كلمات، إحداها للشيخ محمد الحاج حسن، وأشاد فيها برفعت الأسد. وتعتبر 'جمعيّة الفرسان' استمراراً لـ&laqascii117o;الفرسان الحمر" التي كانت ميليشيا مسلحة تابعة لرفعت الأسد وناشطة في الشمال اللبناني. وتنتمي الجمعيّة، ومعها كل التجمعات الآنفة الذكر، إلى 'التجمع القومي الموحد' الذي يترأسه رفعت الأسد، ويتولّى المسؤوليّة التنفيذيّة فيه ابنه ريبال، علماً أن معلومات أشارت إلى تحضيرات يقوم بها التجمع لإقامة مهرجان خطابي في الأونيسكو. كما يتوقّع أن تسعى الجمعيّة إلى ترشيح شخصيّة مقربة منها في الانتخابات النيابيّة على اللائحة التي يدعمها تيّار المستقبل في ظلّ العلاقة السيئة بينها وبين النائبين العلويين مصطفى حسين وبدر ونّوس.في المقابل، تشير مصادر معطوف عليها في دمشق إلى اطمئنان سوري لعدم وصول هذا النشاط إلى نتائج مهمّة رغم الدعم المادي. وتلفت إلى مسعى قامت به دولة عربيّة لتوحيد جهود كل من رفعت وعبد الحليم خدّام والإخوان المسلمين في جبهة معارضة واحدة، إلّا أن هذه المساعي التي شارك في جانب منها مسؤول أمني سابق محسوب على الأكثريّة النيابيّة لم تصل إلى هدفها بسبب رفض قواعد الإخوان المسلمين التعامل مع 'رمزَي ضربها عسكريّاً في سوريا' من جهة، وعدم وجود غطاء أميركي لها.
وتلفت المصادر إلى أن 'أبرز دليل على أن الغالبيّة العلويّة الساحقة تؤيّد السلطة في سوريا هو اضطرار النائب سعد الحريري، الزعيم السنّي الأول في لبنان، ورئيس الأكثريّة النيابيّة، إلى الجلوس في غرفة واحدة مع النائب السابق علي عيد وابنه رفعت".

ـ صحيفة النهار:
كتب رضوان عقيل:
يجمع اللبنانيون من فريقي 14 آذار و8 آذار وسائر المرجعيات الدينية على رفض مسلسل الانتهاكات والحوادث التي يتعرض لها المسيحيون في العراق وخصوصاً في مدينة الموصل، حيث لجأت ألوف العائلات المتجذّرة منذ القدم في تراب بلاد ما بين النهرين الى الاديرة، فضلاً عن مجموعات كبيرة هربت الى عمان ودمشق، وبعض طلائعهم وصلت الى بيروت، علماً ان اشقاء لهم من المسلمين هربوا من كابوس الفراغ الامني في بلادهم الى الضاحية الجنوبية ومناطق اخرى.
وتخيّم اوضاع المسيحيين العراقيين على احاديث المسؤولين اللبنانيين لانهم يعرفون اكثر من سواهم اهمية تعايش الطوائف في ما بينها، على رغم كل ما خاضوه من معارك ومواجهات.
وقد طرح امس موضوع هؤلاء على بساط البحث في عين التينة عند استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري وفد وزراء السياحة العرب المشاركين في الملتقى السياحي العربي في بيروت، في حضور الوزير ايلي ماروني.
واستحوذ موضوع المسيحيين في العراق والشرق على مجمل وقت هذه الجلسة. وفي هذا السياق، يطلق بري موقفاً في بيروت حيال المسيحيين العراقيين في اواخر الشهر الجاري، وهو على اتصال دائم بالقيادة العراقية والمرجع السيد علي السيستاني عبر مدير مكتبه حامد الخفاف.
وفي بداية اللقاء أكد بري ان المسيحيين العراقيين هم اصل العروبة في هذه المنطقة الغنية بالثقافات والحضارات، لذلك ينبغي الحفاظ عليهم والقيام بخطوات فعلية لمساعدة العائلات المسيحية على البقاء والتجذّر في الارض.
وافاد ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي 'يضطلع بدور في هذا الصدد ويبذل جهوداً وفق معلوماتي للحفاظ على المسيحيين'.
ونبش صفحات من تاريخ تعامل النبي محمد مع المسيحيين ودعوته المسلمين الى التعاون مع اخوتهم، 'وهذا ما يجب ان يسود ونستمر عليه'.
وكرر بري موقفاً له اعلنه في السابق، وهو: 'لو خيّرت اليوم بين القومية الكردية والقومية العربية لاخترت الاولى من دون نقاش، لان الاكراد سنة وشيعة لم يتقاتلوا ولم يتبادلوا المجازر على عكس ما فعله العرب ويا للاسف في العراق، الذي تقسم ارضه ومحافظاته. ومهما جرى من تقديم حلول سياسية للشعب العراقي، فلا بديل من وحدتهم وتعاونهم في اطار يجمعهم، وهذا الكلام موجّه ايضاً الى الاخوة الاكراد'.
والمفارقة في هذا اللقاء ان وزير السياحة في اقليم كردستان نمرود بيتو يوخنا كان مشاركاً في هذا اللقاء. وظنّ بري ان الرجل من اصول كردية، وفي نهاية اللقاء قدّم يوخنا نفسه على انه مسيحي اشوري، الامر الذي عزز اكثر طرح بري حيال المسيحيين.ولاقى كلام رئيس المجلس استحساناً عند يوخنا والوزراء المشاركين. ثم خاض معهم في شرح مفصّل عن اهمية وزاراتهم.وخاطبهم: 'في اكثر البلدان المتقدمة تتنافس الاحزاب على احتلال مقعد وزارة السياحة بعد رئيس الحكومة، ولكن عندنا في لبنان والبلدان العربية لا يتم الالتفات الى هذه الحقيبة الحساسة والتي تشكل شرياناً اقتصادياً كبيراً في موازنة اي دولة'.ودعاهم الى 'الاستفادة من الآثار والمتاحف الموجودة في بلادنا وخصوصاً في مصر والعراق وسوريا والاردن ولبنان وبلدان اخرى'.
وسألهم: 'على الاقل لماذا لا تعدّون كتيباً مشتركاً عن الآثار العربية ليكون في ايدي السياح الاجانب الذين يقصدون بلداننا في رحلات تدر ارقاماً كبيرة على موازنات بلداننا، وتستفيد منها قطاعات سياحة عدة، فضلاً عن ضرورة تطوير السياحة الاستشفائية والصناعات التقليدية. ولنتعلّم من برامج وزارات السياحة في الاتحاد الاوروبي حيث يزور السائح اكثر من بلد في رحلة واحدة، وهذا ما لا نطبّقه نحن'.
ويقول بري: 'في السابق كنا نحلم وندعو الى الوحدة والتكامل في الاسواق العربية، اما اليوم فأصبحنا ندعو الى التنسيق في وزاراتنا الخدماتية، وهذا اضعف الايمان، نحن ويا للاسف لا ننظر الى وزارات اساسية وموازناتها، وهذا ما يحصل عندنا في لبنان مع وزارات السياحة والثقافة والبيئة'.ونظر بري الى الوزير ماروني: 'انا انتظر الحكومة في هذا الشأن لانني لن اقبل بموازنات صغيرة لهذه الوزارات'.وردّ ماروني: 'نطلب مساعدتك يا دولة الرئيس في مجلس النواب'.
فأجاب رئيس المجلس: 'لا تخف على ما نفعله في المجلس، اذهب وقاتل في الحكومة وسأقف الى جانبك'.
وتطرّق بري الى الازمة المالية التي يشهدها العالم وخصوصاً في الولايات المتحدة، والتي اصابت شظاياها اكثر البلدان العربية.وقال: 'رب ضارة نافعة في هذه الازمة التي تتطلب من البلدان العربية اعادة النظر في سياساتها الاقتصادية والمالية'.واضاف: 'بالنسبة الينا في لبنان، فإن ميزات النظام المصرفي والاستقلالية التي يتمتع بها سمحت له بايجاد شبكة امان مالية، لذلك المطلوب من الرساميل العربية ان تنسّق في ما بينها لتحافظ على ثروات شعوبها، وهذا اقل ما ينبغي ان تفعله'.اول ما فعله امس وزير السياحة في كردستان بعد خروجه من عين التينة هو تدوين ملاحظات الرئيس بري لينقلها الى رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، لان رجال 'البشمركة' وجماعات متطرفة اخرى في الموصل هم في صدارة المتهمين والمرتكبين لاعمال تهجير المسيحيين من الموصل وبلاد ما بين النهرين، وتحت انظار 'المخلص الاميركي'!

ـ صحيفة البلد
علي الأمين :
يمكن القول ان احداث 7 ايار 2008 اغلقت الباب على اي بحث جدي في ايجاد صيغ تنظم سلاح حزب الله ضمن استراتيجية عسكرية تديرها الحكومة اللبنانية ويشرف الجيش اللبناني على تنفيذها على ثابتة ان للسلطة الشرعية وحدها حق احتكار القوة في الدول والمجتمعات. فمنذ نهاية حرب تموز انكشف ان ما كان قائما في زمن الوصاية السورية حيال سلاح حزب الله قد تغير، وبات لبنان كله بمثابة مربع امني فليس من مكان محرم على اجهزة الحزب الامنية وغيرها، لا حدود فعلية او معايير واضحة تضبط هذا السلاح ونفوذه، فالذريعة لاستخدامه حاضرة عند اي ظرف سياسي وربما انتخابي وهي: 'تهديد المقاومة او التآمر على حزب الله او عناصره وحضوره وسلاحه'. انفلاش هذا السلاح وتوسع رقعة تأثيره باتا بعد الدخول المسلح الى بيروت وبعض مناطق الجبل، حقيقة لا تحتاج الى اثبات، والعاقل من خصوم ال 'حزب' السياسيين، لا يغيب من حساباته استخدام هذا السلاح مرة جديدة، وليس متهورا من يضع في حساباته امكانية ان يستخدم هذا السلاح من اعالي بشري الى البقاع وجبل لبنان بمختلف اقضيته خصوصا حيال من 'تسوّل له نفسه التعريض او التحريض على هذا السلاح ومن يسانده'. وكلما بدا ان هناك حرية تحرك لهذا السلاح، سنشهد المزيد من توقيع الاتفاقيات العسكرية والامنية بين الولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الدول الغربية مع الجيش اللبناني والقوى الامنية، في مشهد مريب، يشكله مزيد من نفوذ حزب الله الامني العسكري يواكبه المزيد من النفوذ الاميركي الامني والعسكري ايضا، والضحية هي المؤسسات الامنية والعسكرية التي تبدو امام اسئلة جدية حول قدرتها على الصمود في وجه النفوذ المتزايد والمتبادل في داخلها الذي يزيد من تهميشها ويحد من استقلاليتها وفاعليتها؟

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد