صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 22/10/2008

ـ صحيفة الديار
مايا جابر:
أكدت مصادر ديبلوماسية جدية طرح الانسحاب الاسرائيلي وتدرجها في اطار تدحرج قطع 'دومينو' التسوية الاقليمية، لافتة الى ان الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام عن نية اسرائيل بالانسحاب من مزارع شبعا وقرية الغجر 'لوقف القتال مع لبنان' حسب تعبير المسؤولين الاسرائيليين، لاقى ردود فعل محلية تفاوتت بين ‏قائل بأن الموضوع لا يعدو كونه بالون اختبار وزوبعة في فنجان سرعان ما سيطويه النسيان ‏او تتكشف النوايا المبيتة وراء الهاء الشعب اللبناني بهذا الطرح، وبين مرجح ان تكون ‏التسريبة محاولة لدق اسفين في العلاقة التي دخلت مرحلة المصالحة مع سوريا، وذلك من خلال ‏الايحاء بنية اسرائيلية بالاتفاق على سلام مع لبنان بمعزل عن سوريا، قاطعة الطريق على ‏رافضي التسوية &laqascii117o;حتى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة"، كون المفاوضات المنفصلة وغير ‏المباشرة مع الجانب السوري قد سبقت هذا الطرح الاسرائيلي بأشهر طويلة، وبين من يربط هذا ‏الطرح الاسرائيلي بحدث القاء القبض على شبكة الارهاب الاخيرة في منطقة كفرشوبا، والهدف هو ‏إبعاد فرضية علاقتها بالموساد الاسرائيلي.
‏ ولكن، مصادر ديبلوماسية لبنانية قرأت في المفاجأة الاسرائيلية ما هو أبعد من ذلك بكثير، ‏مستبعدة ان يكون هدف الاتجاه الاسرائيلي هو احراج الجانب السوري او اللبناني، بل على ‏العكس فهي ترجح ان تكون النوايا الاسرائيلية بالانسحاب من مزارع شبعا وقرية الغجر انما ‏تتناغم مع المفاوضات غير المباشرة الجارية على المحور السوري، بدليل ان المسؤولين ‏الاسرائيليين يصرحون يوميا عن عدم جدوى اي اتفاق مع لبنان من دون تسوية شاملة مع ‏سوريا.
وبالتالي، تعتقد المصادر ان الانسحاب الاسرائيلي من المناطق الحدودية اللبنانية ‏التي لا تزال محتلة يهدف الى نزع المبرر امام 'حزب الله' والمقاومة اللبنانية ومنعها من تنفيذ ‏اي عملية ضد اسرائيل، خصوصا وان قسم امين 'حزب الله' السيد حسن نصرالله بالانتقام ‏لجريمة اغتيال عماد مغنية لا يزال يؤرق ويقلق الكيان الاسرائيلي، وتتردد اصداؤه في ‏أذهان الاسرائيليين بمختلف طبقاتهم وانتماءاتهم ومواقعهم ولا سيما في مكاتب شبكات الموساد ‏الاسرائيلي المنتشرين في انحاء العالم.
‏ وعليه ترى المصادر ان هذا التوجه الاسرائيلي بالانسحاب من مزارع شبعا وقرية الغجر ‏اللبنانية سيؤدي الى انهاء الملف الثاني العالق بين لبنان واسرائيل بعد اقفال الملف الاول ‏المتعلق بالاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية عقب عملية التبادل الاخيرة، اي انهاء ملف ‏الارض المحتلة، بانتظار تسوية اوضاع بقية الملفات العالقة ولا سيما تلك المتعلقة بخرائط ‏الالغام في الاراضي اللبنانية الجنوبية من جهة، وبالتعويضات الاسرائيلية عن الاضرار التي ‏لحقت بلبنان جراء العدوان الاسرائيلي الاخير وكل الاعتداءات التي سبقت حرب تموز او تبعتها، ‏والتي يصر الجانب اللبناني على طرحها.
‏ ‏ وتلفت المصادر الى ان مسار الاحداث يؤشر الى تسوية كبيرة في المنطقة تتكشف يوما بعد يوم، ‏وان النائب وليد جنبلاط لا يزال الاكثر قدرة من غيره على استبقاء التطورات وقراءة ‏الاحداث، مشيرة الى ان موقفه الاخير في القاهرة والمرحب بتسليح الجيش اللبناني من ايران يصب ‏في هذا الاتجاه، لعلمه ان ايران وسوريا ستكونان من اهم 'الطباخين' للطبق الاقليمي. ‏ وتخلص المصادر الى ان الحديث عن الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا وقرية الغجر يجب ان ‏ينظر اليه بجدية وعدم التسرع في البناء عليه او التعليق على حيثياته التي ستتكشف ‏تفاصيلها واهدافها لاحقا مع تدحرج 'دومينو' التسوية بالسرعة نفسها التي تدحرجت بها ‏اسهم البورصة مع الازمة المالية التي عصفت بالعالم.

ـ صحيفة الديار
ياسر حريري:
نصحت مصادر ديبلوماسية عربية معنية بالشأن اللبناني بعض زوارها ان لا يراهن ‏اللبنانيون كثيرا على الاجواء التي يحملها بعض الموفدين الاميركيين والعرب وتحليلاتهم الى ‏قيادات'14 اذار'، لافتة الى ان الوقائع اثبتت ان الاميركيين دخلوا بمساومات صفقات سياسية اقليمية ‏كبرى في المنطقة، ثم يأتون الى لبنان ويقطعون تواريخ مجددا لحلفائهم او لا صدقائهم، وهذا لا ‏يمكن الاستمرار فيه مع دولة لها مصالحها السياسية والاقتصادية والاقليمية والدولية فكيف ‏اذا كانت الولايات المتحدة الاميركية التي طالما تعاطت مع المصالح وليس مع المبادئ.
ولفتت الى ان ‏تشرين المقبل هو موعد حاسم للحرب الاقليمية في المنطقة، وان بوش سيمنح اسرائيل ضوءا ‏اخضر لتوجيه ضربة خاطفة للمفاعلات النووية الايرانية وانها آخذة بعين الاعتبار امكانية ‏عالية لحدوث 'حرب سورية - اسرائيلية'، وفي كلتا الحالتين تل ابيب تحسب الحساب لحزب الله والجبهة ‏او الحرب الجديدة معه.
‏ بناء على ما تقدم جاء الاميركيون واخبروا بعض شخصيات 14 آذار ملخص هذه الاجواء.
وطلبوا ‏منهم اقناع 'حزب الله' علانية او خلال اجتماعات معه، بان يقبل في جلسة الحوار المقبلة في ‏القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان بوضع سلاحه بامرة الجيش ‏اللبناني اي بأمرة الدولة اللبنانية، وبذلك يتجنب اي ضربة من اسرائيل على ان تتضمن ‏الادارة الاميركية عدم التعرض للبنان عسكريا في حال نشوب الحرب في المنطقة.
‏ تضيف اجواء الاميركيين المنقولة الى بعض شخصيات'14 آذار' وفق المصادر العربية في بيروت، اما ‏اذا لم يقبل 'حزب الله' في جلسة الحوار بالمخرج المشار اليه فان لبنان و'حزب الله' سيتعرضان ‏لضربة عسكرية قاسية في حال نشبت الحرب لان اسرائيل من غير المتوقع ان تتحرك عسكريا ضد ‏ايران او سوريا وتترك قوة 'حزب الله' تتنامى او تشكل عليها خطرا، كما هو الحال اليوم.
‏ تقول المصادر الديبلوماسية العربية، ان هذه الاجواء التي وضعت اميركا في ايدي فريق من ‏اللبنانيين يجري اشاعتها والمراهنة عليها، وهي تشهد في الايام القريبة المقبلة ومطالبات ‏علنية بهذا الخصوص تحديدا من فريق من اللبنانيين وهذا ما سيثار تأكيدا في جلسة الحوار ‏المقبلة في الخامس من الشهر القادم.

ـ صحيفة الديار
حسن سلامه:
تعتبر مصادر ان لقاء جنبلاط مع الامين العام لحزب الله غير مطروح في المدى ‏المنظور وبالتالي فحصول اللقاء غير مطروح من وجهة نظر 'حزب الله' لا في الحسابات السياسية ولا ‏في الحسابات الامنية مما يعني بحسب المصادر ان لا اختراقات كبرى متوقعة في علاقة جنبلاط مع حزب ‏الله وسوريا قبل التثبت من اعادة تموضعه ومن انعطافاته السياسية في الاتجاه المغاير للمنطق ‏الذي عودنا عليه في السنوات الماضية.

ـ صحيفة صدى البلد
اسماﺀ وهبي :
أهالي الضاحية الجنوبية: 'شو صارت الدولة عنّا'؟
قــرب ساحة الغبيري وتــحــديــدا قبالة مخفر حــارة حريك تجمع عدد من شباب المنطقة. إنه مشهد غير مألوف في ضاحية بيروت الجنوبية وتــحــديــدا عــلــى تخوم الــمــربــع الأمــنــي لحزب الله. هناك دورية وحاجز للقوى الأمنية. الضباط يــدقــقــون فـــي الأوراق الثبوتية للسائقين، ويـــــوقـــــفـــــون راكــــبــــي الــدراجــات النارية غير القانونية. إنها صورة لم يعتد أهالي الضاحية الجنوبية على رؤيتها فكان لسان حالهم: 'شو صارت الدولة عنا'!خلال العامين الماضيين اللذين احتدم فيهما الصراع السياسي حــول ملفات عــدة وأهمها حزب الله ككيان مقاوم وكحزب متهم بأنه أقام دولة داخل الدولة، دارت ســجــالات حـــول عــلاقــتــه بــالــدولــة والقوى الأمنية. وكثيرا ما طرحت علامات الإستفهام حــول رفضه -كــمــا قــيــل- دخـــول هــذه القوى إلــى منطقة نــفــوذه التي تعرف بـ 'الضاحية الجنوبية' بعد أن نجح في حماية 'مواطنيه' والحصول على ثقتهم.
الــيــوم تغير الــمــشــهــد قليلا بعد انطلاق خطة قوى الأمن في الضاحية الجنوبية منذ شهر آب الماضي، حيث أقامت قوى الأمن الداخلي حواجز تدقيق في هويات المارة وفي أوراق تسجيل السيارات بحثا عــن مخا لفين ومطلو بين للعدالة بعد تنسيق كــامــل مع قــيــادات حــزب الــلــه الـــذي رفض حماية أي مخالف للقانون. فلا محرمات اليوم أمام القوى الأمنية، خصوصا وأن البلديات وفاعليات الضاحية طلبت تطبيق القانون.
(...) ولـــعـــل حــــزب الـــلـــه نــجــح في الإمساك بأمن الضاحية الجنوبية بسبب قــدرتــه الإســتــخــبــاراتــيــة المرتبطة ببنائه المقاوم. لذلك ليس غريبا أن يعرف الحزب أبناﺀ المنطقة وعــدد أفـــراد كــل أســرة وحــتــى ســيــاراتــهــم ومـــن يقوم بزيارتهم، حتى ان بعض شبابه يــوقــفــون لــيــلا الــســيــارات التي يرتابون منها، ويسألون أصحابها عن سبب قدومهم إلى الضاحية الجنوبية ومن يقصدون!
وفي المقابل هناك من يرى أننا لا نستطيع تحميل الدولة مسؤولية استقالتها من مهامها على حد تعبير محمد زين (طالب جامعي: ) 'نستطيع محاسبة الــدولــة على تقصيرها تجاه الضاحية الجنوبية إذا كانت تتمتع بنفس قوة حزب الله وتنظيمه ولكنها تفتقر إلى ذلك.
مــرت العلاقة بين قــوى الأمن الداخلي وحزب الله بثلاث مراحل أساسية منذ العام 2005.
بدأت المرحلة الأولى مع خروج القوات السورية، ومحاولة تطوير فرع المعلومات التابع لقوى الأمن.
وهنا كانت العلاقة يشوبها الحذر.
أمــا المرحلة الثانية فبدأت بعد أحــداث أيــار الأخــيــرة حيث جرى توضيح الخريطة الأمنية للطرفين اللذين أصرا على عدم التهور رغم احتقان الجماهير.
أمـــا الــمــرحــلــة الــثــالــثــة الــتــي نعيشها اليوم فبدأت مع انتخاب الرئيس ميشال سليمان والقائمة على التنسيق بين قــوى الأمــن وحزب الله.

ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد:
الإنتخابات النيابيّة ربيع 2009 ليست إنتخابات "عاديّة&laqascii117o; ولا في ظروف عادية. هي إنتخابات ستقرّر الى حد كبير جداً مصير "لبنان الصيغة&laqascii117o; أو "الصيغة&laqascii117o; في لبنان. ولأنها كذلك، لا بد أن تكون آمنة ونزيهة وديموقراطية.ومسؤوليّة المجتمع الدوليّ، ومن ضمنه المجتمع العربيّ، تأسيساً على القرار 1559، أن يرسل مراقبين دوليين وعرباً لهذه الإنتخابات بتفويض من الأمم المتحدة. ليس المطروح هنا أن يأتي مراقبون من منظمات غير حكوميّة، وقد يأتون على كل حال. المطروح حضور مراقبين تحت سلطة المنظمة الدوليّة وقرارها. وفي ذلك واحدٌ رئيسيّ من أشكال حماية البلد وعمليّته السياسيّة.

ـ صحيفة السفير
غاصب مختار :
اي بيان سياسي يمكن ان يُطرح (ضمن الإطار المصالحة المسيحية المسيحية)، سيكون مضطرا للاجابة عن كثير من الاسئلة حول الدور المسيحي: أي لبنان يريد المسيحيون؟ لبنان الموحد التعددي، ام لبنان الطوائف والفيدرالية والتقسيم؟هل ما زالت لدى بعض المسيحيين اوهام بتحالفات او الدخول في مشاريع خارجية معدة للمنطقة ومنها لبنان، تفيد بعض الاشخاص وتضر بمصلحة المسيحيين وبدورهم وتشكل خطرا على وجودهم في المشرق كما على لبنان بذاته؟ ما هو الموقف من فكرة الدولة والنظام، أي دولة واي نظام هو الاصلح للبنان؟ وما هو موقف المسيحيين ولا سيما الموارنة منهم من قضايا العرب ولا سيما قضية الاحتلال الاسرائيلي، واستطرادا الموقف من فكرة المقاومة للاحتلال؟ ومن تهجير اسرائيل للمسيحيين في فلسطين، وتهجير الاميركيين وادواتهم للمسيحيين في العراق؟

ـ صحيفة السفير
حسام عيتاني :
قد لا يكون من الصعب توفير الحاجات العسكرية اللبنانية من مصادر غير المصدر الاميركي. وقد حصل الجيش بالفعل خلال الأعوام العشرين الماضية على الكثير من المعدات والأسلحة من مصادر مختلفة عربية وأجنبية، كمساعدات ومن خلال صفقات وعقود مالية. واذا كانت الولايات المتحدة مصرة على حصر تقديماتها الموعودة والتي تقول إنها تزيد عن الأربعمئة مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، في النواحي اللوجستية والتدريبية، فالأرجح ان قيادة الجيش والسلطة السياسية اللبنانية قادرتان على ضخ هذه الأموال في ما يعود بالفائدة على الجيش من دون ان تكون مرتبطة مباشرة بمسألة التسليح (النقل، التدريب، الصيانة...).
لكن السير في هذه الطريق الى نهايتها يفتح باب مشكلة جديدة، هي مشكلة العلاقة بين الجيش والمقاومة. وسيكون من العسير إيجاد التوازن المناسب بين تسلح الجيش وبنائه بناء حديثاً وبين حصر عمله في ما لا يتخطى الحدود التي ترسمها المقاومة حول نفسها. وسيكون من الصعب، على المستوى السياسي والاجتماعي أيضاً، التسليم بحصر مهمات الجيش في قضايا الأمن الداخلي وترك الدفاع عن لبنان للمقاومة، على افتراض ان اللبنانيين أجمعوا على اعتبار إسرائيل هي العدو الوحيد لهم. يفترض أن تحل الاستراتيجية الدفاعية العتيدة هذا التضارب.
وليس تحديد احتياجات الجيش من السلاح تفصيلاً ثانوياً. فنوعية الأسلحة المطلوبة تحدد المهمات التي سيتصدى الجيش لها، والجهات التي تتصور السلطة اللبنانية أنها قادرة على توفير السلاح من دون شروط سياسية او بالحد الأدنى من الشروط هذه. فهل سيقرر لبنان، على سبيل المثال، شراء صواريخ للدفاع الجوي؟ غني عن البيان أن تبعات كبيرة، داخلية وخارجية، ستلحق بخطوة كهذه خصوصاً بعدما اعتبرت إسرائيل أن وصول هذا النوع من الأسلحة إلى لبنان "خط أحمر&laqascii117o; (لعل من الضروري القول هنا إن التحذير الإسرائيلي الذي جاء بصيغة التهديد بضرب أي صواريخ مضادة للطائرات تملكها المقاومة، بات ينسحب على الجيش أيضاً بعد توسيع التهديدات لتشمل كل لبنان ومؤسساته وبناه التحتية).
في مثال أسلحة الدفاع الجوي عينة، لعلها الأبرز، على الأهمية القصوى لتسليح الجيش وانعكاساته على وحدة لبنان، وعلى الجهة التي تملك الحق في تقرير السلم والحرب، بحسب عنوان سجال استنفد من اللبنانيين صبراً وأعصاباً ووقتاً.
ـ السفير إبراهيم شرارة : يفترض ان يعقد اليوم اجتماع بين وزير العمل محمد فنيش والسفير المصري في لبنان أحمد البديوي، لبحث مسألة فرض رسوم الضمان الاجتماعي على العمالة الأجنبية في لبنان، بما فيها العمالة المصرية. وكانت المذكرة التي اصدرها فنيش حول تطبيق قانون الضمان الاجتماعي، خصوصا المادة التاسعة، التي تلزم أصحاب العمل تسجيل العمال الاجانب في الضمان، قد اثارت تحفظات السفارة المصرية واحتجاجات عدد من العمال المصريين الذين طالبوا باستثنائهم من هذا القرار. وفي المعلومات، ان فنيش اجاب أمس على كتاب وزيرة القوى العاملة في مصر عائشة عبد الهادي، والتي طالبت فيه بحل هذه المشكلة، خصوصا ان القرار يتضمن استثناء العاملين المنتمين لعدد من الجنسيات الآسيوية من هذه الرسوم. لكن فنيش أكد في رده ان المذكرة لا تستهدف العمال المصريين، بل تستهدف تطبيق قانون الضمان الصادر في العام .١٩٦٥
وفيما تعذر على وزير العمل التعليق على مطالب الجانب المصري، دعا رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود الى اعادة النظر في المذكرة التي اصدرها فنيش، وأضاف: "هذه المذكرة لها تأثير مباشر على تنافسية الصناعة الوطنية، واذا كانت بهدف زيادة مداخيل الضمان، فالاجدر بالوزير فرض الضمان على خادمات المنازل والعمال الاجانب كافة، وليكن المجتمع اللبناني كله مشاركا في تمويل الصندوق الوطني للضمان&laqascii117o;. وسأل: "ماذا سيكون موقف وزير العمل في حال تمت معاملة اللبناني بالمثل في كل الدول؟&laqascii117o;. ولفت عبود الى ان وزارة العمل حددت العمالة الاجنبية بنسبة لا تفوق الـ ٢٥ في المئة من مجمل عدد العمال في اي مؤسسة، مما يسهل فرص عمل اكثر للبنانيين، وتاليا تكون العمالة الاجنبية موجودة في لبنان لتحسين الاكلاف، خصوصا ان هناك انواعا كثيرة من الوظائف يرفض اللبناني القيام بها، من هنا توجد حاجة الى العمالة الاجنبية. وقال: "ان العامل السوري يستطيع العمل في لبنان بناء على البطاقة التي يدخل بها الى لبنان من دون ان يضطر إلى التقيّد بالقانون الذي يفرض تسجيله في وزارة العمل، وتاليا يستطيع العمل في لبنان من دون اقامة ولا اجازة ولا ضمان&laqascii117o;.

ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين :
أوروبا تخشى عمليّة بحريّة انتحاريّة مصدرها لبنان
الكلام الذي قاله نائب وزيرة الخارجية الأميركية، جون نيغروبونتي، عن نشاط تنظيم &laqascii117o;القاعدة" في شمال لبنان، لا ينبغي أخذه ذريعة إضافية للضغط على هذه المناطق من دون تدقيق، وخصوصاً أنه صادر عن مسؤول أميركي لطالما كانت بلاده سبباً في مآسي بلاد وشعوب. ثم إنه لا يمكن الركون إلى شهادة مسؤول أميركي على أنها ورقة قوة بيد خصوم حلفائها في لبنان. لكن الواقعية السياسية توجب في المقابل على فريق 14 آذار، من الرئيس فؤاد السنيورة حتى داعي الإسلام الشهال، التعامل مع هذا التصريح على أنه إشارة من الراعي الأكبر إلى أنه لا يمكن إدارة الظهر للأمور، ولو كان الهدف الرئيسي منها تهديد عدو أميركا الأول في العالم أي حزب الله.
إلا أن هناك سلسلة من الوقائع والرسائل ذات الطابع الأمني ـــــ السياسي كانت عواصم أوروبية قد حرصت على إبلاغها لحكومات وجهات سياسية في المنطقة، مع حرص على وضع قيادات رسمية وسياسية في لبنان وسوريا في أجواء هذه الرسائل وفي خلفية بعض المعلومات التي ترى أوروبا أنها تمس الخط الأحمر لأمنها ومنها:
أولاً: إبلاغ فرنسا دولاً عربية عدة بأنّ علاقتها مع المملكة العربية السعودية تمر بمرحلة دقيقة. ليس هناك من أزمة بالمعنى المباشر، لكنّ التواصل الذي كان قائماً أيام الرئيس السابق جاك شيراك والثقة المتبادلة انتهت، وآخر رسالة نقلها دبلوماسي سعودي إلى قصر الإليزيه احتجاجاً على العلاقات الفرنسية ـــــ السورية ـــــ القطرية، جرى التعامل معها بشدة، وأُسمع الدبلوماسي السعودي كلاماً لم يسبق أن سمعه أحد من إدارته، بما في ذلك التعابير التي أخرجته من القصر الرئاسي الفرنسي منزعجاً، فيما كان المسؤولون الفرنسيون يشكّون في أنه سينقل بأمانة ما سمعه من أجوبة إلى قيادته.
ثانياً: أُبلغت دمشق بأن أوروبا عامة والدول المطلة على البحر المتوسط خاصة، تتفهم كل إجراء تقوم به الحكومة السورية لمواجهة ما تسمّيه أوروبا &laqascii117o;التطرّف الإسلامي الحركي" وتقصد به مجموعات تعمل في فلك تنظيم القاعدة أو على طريقته. وقدمت فرنسا إلى سوريا كمية كبيرة من المعلومات بما في ذلك صورة عن معلومات قدمت إلى أجهزة أمنية لبنانية، لملاحقة بعض هذه المجموعات. وجرى نقاش واسع بين الفرنسيين والسوريين حول &laqascii117o;قاعدة الشمال اللبناني" مع حديث عن اختراقات متبادلة قائمة بين هذه المجموعات وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، وهو الامر الذي تنفيه قيادة هذا الفرع، ولكن الاوروبيين يتحدثون عن نجاح عناصر من هذه المجموعات في الاستفادة من علاقة خدمات تبادلية مع فرع المعلومات للقيام بأعمال وفق الاجندة الخاصة بتلك المجموعات، على طريقة اختراق &laqascii117o;طالبان الجديدة" لجهاز الاستخبارات في باكستان، حتى إن دبلوماسياً غربياً تحدث عن عناصر من هذه المجموعات كانت تستخدم بطاقات تسهيل مرور صادرة عن فرع المعلومات للتنقل بحرية في بعض الأماكن وحتى للخروج من أي دائرة مراقبة أو مطاردة، ويتحدث الدبلوماسي المذكور عن أن هذه الامور هي السبب الحقيقي لقرار وقف العمل بهذه البطاقات.
ثالثاً: وجود خشية ذات طابع استثنائي لدى الدول الاوروبية المطلة على المتوسط من &laqascii117o;نشاط المجموعات المتطرفة الحركية" الموجودة في لبنان، وتضع هذه الدول وأجهزة الاستخبارات فيها سيناريوات سوداء عدة من بينها نجاح هذه المجموعات في تفخيخ مراكب صيد أو سفن تجارية صغيرة أو قوارب سريعة والقيام بعمليات انتحارية ضد ناقلات تجارية أو سياحية أو عسكرية في المتوسط، اضافة إلى لائحة المخاوف من تعرض المراكز الدبلوماسية وقوات اليونيفيل في جنوب لبنان لهجمات من هذه المجموعات.
رابعاً: مباشرة بعض العواصم الغربية ببرنامج رفع الغطاء عن مجموعات المعارضة السورية التي تموّلها السعودية، ويقول دبلوماسيون إن باريس عندما قررت استضافة الرئيس السوري بشار الأسد، بادرت إلى خطوات إجرائية ذات طابع أمني هدفت إلى عدم حصول أي نشاط لمعارضين سوريين في باريس، وصولاً إلى إبلاغ نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام بأنه أمام خيارين: إما عدم مغادرة منزله أثناء زيارة الأسد، وبالتالي التوقف عن أي نوع من المقابلات الاجتماعية والعامة، وإما مغادرة باريس قبل 24 ساعة من موعد وصول الأسد، هو ومجموعة أخرى مع التشديد عليهم بأنهم إذا أدلوا بأي نوع من التصريحات أو المقابلات التي تسيء إلى زيارة الأسد فعليهم مغادرة فرنسا فوراً أو عدم العودة إليها، وترافق ذلك مع إجراءات أمنية حول هذه المجموعات.
خامساً: مبادرة باريس إلى إجراء إداري بخصوص السفارة الفرنسية في بيروت، لجهة التوقف عن التواصل عبرها مع القيادات اللبنانية، تحضيراً لتغيير يشمل غالبية الطاقم الموجود حالياً قبل نهاية الصيف المقبل، على أن يصار خلال هذه الفترة إلى حصر المسؤولية عن الملف اللبناني بالمدير العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان، الذي عقد اجتماعات عدة مع قيادات لبنانية من فريق المعارضة، وتمنّع عن مقابلة وفد فريق 14 آذار وأبلغ الخارجية توجيهات بعدم التعامل مع هذا الوفد على أنه يمثل كل لبنان، وصولاً إلى بدء ترتيبات خاصة لقيام العماد ميشال عون بزيارة مميزة إلى فرنسا العام المقبل، كما ترافق مع رفع مستوى التنسيق والتشاور مع حزب الله.

ـ صحيفة الأخبار
ليال حداد :
سفينة نوح على OTV والدفّة أفلتت من شيرلي
حضر الكلّ: الوزير طارق متري ورئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، ونجاة شرف الدين وندى إندراوس وعباس ضاهر وعبد الله شمس الدين وكرمى خياط... تحدثوا عن كل شيء، ونسوا الإعلام!
أرادت شيرلي المرّ في حلقة أول من أمس من برنامج &laqascii117o;فكّر مرتين" على OTV، أن تتوقف عند حرية الإعلام. وأرادت أيضاً أن تناقش تجربة إعلاميين من مختلف الوسائل المرئية ونظرتهم إلى الحرية الإعلامية... لكن الحلقة التي حشدت وجوهاً إعلامية عدة، اتّخذت منحىً آخر. ما حوّل البرنامج إلى منبر لكلٍّ من وزير الإعلام طارق متري، ورئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ. ورغم أن المرّ استضافت أصحاب تجارب من الإعلاميين اللبنانيين، كانت حصّتهم من الكلام ضئيلة.
بدأت الحلقة بريبورتاج عن قمع المحطات التلفزيونية منذ عام 1990 حتى اليوم. والتقرير الذي كان من المفترض أن يكون شاملاً، ذكَر فقط خمسة أحداث هي: قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1994 والقاضي بوقف نشرات الأخبار والبرامج السياسية، ومنع مقابلة العماد ميشال عون عام 1997 على شاشة mtv، إضافة إلى إقفال هذه الأخيرة عام 2002، ثم ترحيل الإعلامية في قناة &laqascii117o;الجديد" داليا أحمد عام 2003، وأخيراً الحكم القضائي الصادر قبل أسابيع ضدّ &laqascii117o;الجديد". كان التقرير ناقصاً بشكل فاضح، وخصوصاً تغييب إقفال &laqascii117o;المستقبل" في أحداث أيار الأخيرة. أما السبب، فـ&laqascii117o;لأنها أقفلت نتيجة احتجاج شعبي"!، كما ردّت شيرلي المرّ على اعتراض نجاة شرف الدين (&laqascii117o;المستقبل").
أما رئيس التحرير في قناة &laqascii117o;المنار" عبد الله شمس الدين، فبدا موقفه سياسياً أكثر منه إعلامياً. إذ تساءل عن السبب الذي دفع بالموظفين إلى مغادرة مبنى &laqascii117o;المستقبل" عندما دخله المسلحون، فيما &laqascii117o;نحن، يوم قُصفت &laqascii117o;المنار" لم نغادرها... ومع ذلك، فإن آلة واحدة من تلفزيون &laqascii117o;المستقبل" لم تمسّ، بل عمد المسلحون إلى حمايتها". لكن يبدو أن شمس الدين نسيَ مشهد الدخان المتصاعد من مبنى التلفزيون في الروشة، بعد حرقه من بعض المسلّحين.
هكذا تمترس كل صحافي خلف وسيلته الإعلامية مدافعاً عن أخطائها، ومبرراً الانحياز وتحوير الحقائق في كثير من الأحيان... باستثناء عباس ضاهر (nbn) الذي دعا إلى &laqascii117o;الارتقاء إلى أجواء المصالحة". وكان ضاهر الوحيد الذي ذكَّر بالقمع الذي عاناه الإعلام المكتوب منذ أربعينيات القرن الماضي حتى عمليات الاغتيال الأخيرة. وعلى رغم هذا الاختلاف بين رؤى الإعلاميين، اتفقوا جميعاً على أمور عدة، منها أنّه &laqascii117o;لا موضوعية في لبنان"، وأنّ كل وسيلة إعلامية تابعة لجهة سياسية معيّنة وتعبّر عن رأي هذه الجهة... باستثناء &laqascii117o;الجديد"، &laqascii117o;ولو كانت المحطة المعنيّة بالدعوى القضائية الأخيرة هي &laqascii117o;المنار" أو &laqascii117o;المستقبل" لما كان حدث ما حدث. إلا أنّ مشكلة &laqascii117o;الجديد" تكمن في أنّها غير مدعومة من أي طرف سياسي" قال محفوظ. فابتسمت له خياط راضيةً. ولم يمنع هذا الاعتراف، محفوظ من التذكير بقوانين الإعلام اللبناني التي تنصّ على معاقبة كل وسيلة إعلامية تحرّض أو تبثّ أخباراً كاذبة: &laqascii117o;نحن نهدّم إعلامنا باسم الحرية، وفي لبنان الإعلام طوائفي".

ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم :
الجيش وسلاحه مهمان لكن الدولة أهم... والوفاق
سألت مندوبة 'النهار' في دبي ريتا صفير مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ولش عن خشية ابداها مسؤولون اميركيون اكثر من مرة من وصول الاسلحة والمعدات الاميركية التي ترسل الى الجيش اللبناني الى 'حزب الله'، فأجاب: 'اولا لست متأكداً اننا ابدينا رأياً مماثلاً. وكما قلت انه برنامج 'تاريخي' ولم نواجه اي صعوبة في السابق في مراقبة انتقال الاسلحة التي بقيت دائماً في ايدي الجيش اللبناني، وحتى في اوقات الضغط الكبير في لبنان. نحن نثق بان الجيش اللبناني سيمارس مسؤولياته ويحمي الدعم الذي نقدمه اليه. ولا امثلة لدينا عن صعوبات برزت في هذا الاطار. ولكن لدينا بالطبع اتفاقات مع لبنان، كما لدينا اتفاقات مع اي دولة اخرى، لحماية امن المعدات المنقولة'.
ما مدى دقة اجوبة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش؟
قوله 'لست متأكداً' يعني انه قد تكون أُبديت آراء من مسؤولين اميركيين عن تخوّف من انتقال المساعدات العسكرية للجيش اللبناني الى 'حزب الله'. لكن الأكيد، وهذا ما يعرفه السياسيون اللبنانيون سواء كانوا من الصفوف الاولى او المتوسطة والمسؤولون الذين زاروا واشنطن اكثر من مرة منذ خروج سوريا من لبنان في ربيع 2005 وكذلك الذين زاروها اثناء ما عرف بسنوات الوصاية السورية على لبنان، ان تسليح الجيش اللبناني كان دائما موضع بحث بينهم وبين مسؤولين اميركيين من مستويات مختلفة، وان التجاوب الاميركي مع ذلك كان يرتبط دائماً بأسئلة تتناول موضوعين ومشكلتين. الاول، مدى تماسك الجيش اللبناني وقدرته على الاستمرار موحّداً في ظل الانقسام الخطر الطائفي بل المذهبي بين اللبنانيين. واثارة موضوع كهذا تعني وجود شكوك او على الاقل غموض في ما يتعلق بوحدة الجيش، وذلك لا يشجّع على تسليحه، او بالاحرى على التوسع في تسليحه. اما الثاني، فهو احتمال انتقال الاسلحة الاميركية المرسلة الى الجيش الى 'حزب الله' ومقاومته الاسلامية الحليفين للجمهورية الاسلامية الايرانية - اللذين يستهدفان اسرائيل في لبنان عسكرياً، سواء لرغبتهما في انهاء احتلالها لأراضٍ فيه، او في المشاركة في الجهاد ضد الصهاينة المغتصبين لبيت المقدس ولكل ارض فلسطين. والانتقال يمكن ان يحصل في ظل محافظة المؤسسة العسكرية على وحدتها شكلا. لكنه يمكن ان يحصل ايضاً في ظل تصدّع وحدتها او انهيارها رغم كل الاحتياطات التي ربما تكون اتخذتها القيادة كوضع الاسلحة الاميركية 'المعقدة' او بالاحرى المهمة بين ايدي اطراف لا يشك احد في موالاتهم لـ'حزب الله'. (للقراءة ).

ـ صحيفة النهار
جورج ناصيف :
يدفع مسيحيو الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى في شمال العراق، ومعهم مسيحيو كركوك والبصرة وبغداد، أثماناً عدة دفعة واحدة: يدفعون ثمن ضعفهم العددي، خصوصاً بعد تراجع عددهم من قرابة مليون عند سقوط نظام صدام حسين الى بضع مئات من الآلاف القليلة. واذا كانت اعتداءات اليوم بحقهم هي الثانية في العصر الحديث، بعد عمليات القتل والتهجير التي تعرضوا لها بين 1959 و1963 عندما أضطرت نحو 30 ألف عائلة الى الهجرة، إلا انها الأخطر بسبب دمويتها، واجتماع عناصر عدة على تطهير أرض العراق من مسيحييه، هم الذين استقبلوا الفتح العربي عام 13 هـ وزوّدوا جيوش الفاتحين بالمؤن، تعبيراً عن غضبهم من الحكم البيزنطي، ومناصرتهم بني قومهم العرب.
ويدفعون ثمن ما ينسب الى حكومة اقليم كردستان من رغبة في ضم سهول نينوى الزراعية الى منطقة الحكم الذاتي، فيما يطالب بعض سكان المنطقة بحكم ذاتي يضمهم مع سائر الأقليات من الشبك والأيزيديين والكاثوليك. كذلك يبدو تهجيرهم بمثابة خدمة لمشروع اقليم كردستان الذي يجاور مناطق سكنهم، بحيث يقدم الاكراد نفسهم بصفتهم اقليم حماية للاقليات الكثيرة (من كلدان وأشوريين وأرمن وصابئة مندائيين وأيزيديين وشبك وكاثوليك).ويدفعون ثمن لجوء كثيرين من مسلحي 'القاعدة' الى مناطقهم، بعد مطاردتهم في سائر مناطق العراق.ويدفعون ثمن انكفاء (أو تواطؤ) قوات الاحتلال الاميركي عن حمايتهم، تنفيذاً لموجبات اتفاق جنيف الذي يلزم الجانب المحتل حماية المدنيين في مناطق احتلاله.ويدفعون ثمن 'ثرائهم' النسبي، وهم بمعظمهم تجار ورجال أعمال، مما يغري اللصوص وقطاع الطرق باستهدافهم واستهداف أرزاقهم، ومطالبتهم بالخوات المالية.ويدفعون ثمن انتشار حركات المتشددين الأصوليين الذين راحوا يلزمونهم بدفع الجزية للحفاظ على أرواحهم.ويدفعون ثمن تراخي المؤسسات الدولية، من أمم متحدة الى هيئات دولية، في الدفاع عن وجودهم وأرزاقهم.ويدفعون ثمن الغاء المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات العراقية، مما حرمهم نسبة في المقاعد في نينوى وبغداد.ويدفعون، منذ سنوات، ثمن كل موقف يثير حفيظة الأصوليين: من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى الرسول، الى بعض خطب البابا بينيديكتوس السادس عشر ومواقفه.أثمان تاريخية وراهنة اجتمعت على اكتاف اقلية مستضعفة تمثل روح العراق الحضاري القديم.فهل يدرك عقلاء المسلمين، من حكام الى نخب فكرية فالى مراجع دينية، أن صورة الاسلام هي المستهدفة، وهي الضحية، لا مسيحيو الموصل وحدهم؟وهل يتعلم مسيحيو لبنان، وموارنته أولاً، من تجربة مريرة، أم انهم ماضون في العمى يضرب أبصارهم فتعشى، حتى تذهب ريحهم، ويصبحوا لاجئين في ديار الله الواسعة؟

ـ صحيفة النهار
سمير عطا الله :
قال أحد السياسيين في معرض (كلمة معرض هنا بالتوصيف، لا بالكناية) الذود عن مسيحيي الموصل، ان ما يحدث هو سابقة في العراق. وهذا ليس جهلاً بتاريخ العراق المعاصر، بل هذا جهل بجغرافية بيروت، حيث يقع شيء يدعى 'حي السريان' ولا ادري لماذا لم يدعَ 'حي السريان والاشوريين' عندما هُجَّروا من مذابح العراق اوائل الثلاثينات. اذ بُعيد الاستقلال تعرض العراقيون الاوائل، من اشوريين وكلدانيين وسريان، لمجازر أدت الى رحيل جماعي نحو سوريا ولبنان، لأنه كان مستحيلاً بعد ما حدث للأرمن، النزوح في الاتجاه الآخر، تركيا. اتخذت فرنسا يومها مآسي العراق ذريعة لكي تطرح، وتحاول، تقسيم المنطقة جمهوريات للاقليات الطائفية والمذهبية، لكن الفكرة ولدت طرحاً. ففي هذه المرحلة كانت فكرة العروبة في عز غلوائها في جبل العرب وفي جبال العلويين وعند النصارى، يتقدمهم اقباط مصر وكان قبطي يدعى عريان سعد قد اقدم على محاولة اغتيال رئيس وزراء مصر القبطي عام 1919 متهماً اياه بالعمالة للانكليز. فعل ذلك لئلا تلتصق تهمة التعاون مع الاجنبي بالمسيحيين وغني عن التذكير بأن تلك الحقبة سوف تعرف في ما بعد زعامة وعروبة مكرم عبيد الذي على اسمه سمى غسان تويني ابنه الثاني باعتبار ان الاسم البكر محفوظ للجد الذي حمل ايضاً نفحة العروبة من مصر.

ـ صحيفة الأخبار
إيلي شلهوب :
حكاية الولايات المتحدة مع حزب الله قديمة، تعود إلى أوائل ثمانينيّات القرن الماضي، إلى بدايات هذا الحزب. علاقة مصبوغة باللون الأحمر، والعداء المتبادل. فيها كل أنواع المشاعر السوداء، ليس أقلّها الحقد وطلب الثأر. لكنها علاقة دخل عليها منذ سنوات، وتحديداً منذ آب 2006، عنصر جديد: تحوّل الازدراء الأميركي لهذه &laqascii117o;المنظمة الإرهابية"، إلى نوع من الإعجاب المُضمر بأدائها وتكتيكاتها، بصلابة مقاتليها وتماسكهم التنظيمي، بقدرة قيادتها على السيطرة والتحكم بجميع مفاصلها... نظرة عبّر عنها انهماك عسكر أميركا لأشهر في دراسة نموذج حزب الله و(خاصة أداؤه خلال عدوان تموز)، والتوصيات التي صدرت عنهم بتعميمه على أكثر من منطقة، بينها جورجيا. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل يبدو أنه تعدّاه إلى اعتقاد أميركي بتفوّق مدرسة حزب الله على مثيلتها الإيرانية، وكأنه تبادل للأدوار بين التلميذ والمعلم. على الأقلّ، هذا ما يمكن استنتاجه من تقرير استخباري، نشرت خلاصاته &laqascii117o;نيويورك تايمز" قبل أيام، حول تدريب إيران لـ&laqascii117o;المجموعات الخاصة" العراقية.
الرواية الأميركية تُفيد بالآتي: يُنقل المتدرّبون إلى العمارة، ومنها إلى غرب إيران، وخاصة الأهواز وكرمنشاه، ومن ثم إلى قاعدة &laqascii117o;سيد الشهداء" في طهران، حيث يتدرّبون لمدة شهر على استخدام الأسلحة الخفيفة والهاون والمضادّات ونصب الكمائن. &laqascii117o;الأذكياء" منهم يخضعون أيضاً لـ&laqascii117o;دورة هندسة" يتعلّمون في خلالها كيفيّة زراعة العبوات الناسفة. وعند استكمال التدريب، ينظّم الإيرانيون للمتخرّجين رحلة سياحية داخل إيران، لا يستفيد منها المتفوّقون، الذين يُنقلون عبر سوريا إلى لبنان، حيث يخضعون لدورة تدريب على أيدي حزب الله &laqascii117o;أرفع مستوى بكثير من الدورة في إيران". بغضّ النظر عن صدقية هذه المعلومات، يبدو أن رجال الاستخبارات الأميركية مقتنعون بها، وبكثير من مثيلاتها غير المنشورة. لعلّه انعكاس الغموض الذي يلفّ حزب الله نفسه به، على المخيّلة الجماعية الأميركية، التي باتت الأساطير المتداولة تجد الطريق إليها معبّدة، إلى حدّ يمكن توقّع فيلم أميركي قريب حول علاقة الـ&laqascii117o;سي اي ايه" مع هذا التنظيم، يُرَجّح أن يحمل عنوان &laqascii117o;غرام وانتقام": قصّة ضابط أميركي وقع في غرام &laqascii117o;مخرّب" لبناني أفنى حياته في مطاردته. حكاية لا تزال نهايتها في طور الصياغة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد