ـ صحيفة الأخبار
جان عزيز :
شهيرة كلمة السر، بين الرئيس الراحل رفيق الحريري، ووسيط لقاءاته مع السيّد حسن نصر الله. كان يكفي لسيّد قريطم أن يسأل وسيطه ـــــ الثقة: &laqascii117o;في مانغا بالسوق هالأيام؟"، ليفهم أن السيّد ضيف عشيّة القصر، وحتى ساعات شفقه أحياناً كثيرة. في تلك الأيام، كانت الزيارات متبادلة، لأن الأوضاع الأمنية كانت تسمح للسيّد بذلك، ولأن العلاقة بين الرجلين كانت تُسقط كل اعتبارات المكان وشكليات مَن يزور ومَن يُزَار. وفي هذا السياق ربما، كانت &laqascii117o;المانغا" كلمة السر، لأن الرجلين يحبانها كما يقال. وربما، لأن لقاءاتهما كانت دوماً &laqascii117o;مثمرة"، فاحتاجت إلى شيفرة من صلبها. تغيّرت الأحوال كثيراً عمّا كانت زمن الحريري الأب. فالسيّد أولاً لم يعد قادراً على التنقّل، لأن في أجوائنا إسرائيل، وعلى أرضنا مَن يرفض استراتيجية دفاعية لردعها. و&laqascii117o;أرض" اللقاء بين السيّد والحريري الابن، باتت موضع بحث وانتباه واعتبار، لأسباب غير أمنية طبعاً. والأهم، أنه لا أحد عاد يجزم بذكر &laqascii117o;المانغا"، ولا بأي ثمرة أخرى، كلمة سر للقاء، أو نتيجة من نتائجه.
تغيّرت الأحوال، لأن مسائل كثيرة تبدّلت. فمع الحريري الأب، كان سيّد قريطم يتصرّف كأنه &laqascii117o;مفوّض أعلى لتنسيق السياسة الخارجية"، على محور دمشق ـــــ الرياض في شكل أساسي، وعلى محاور تحالفات الاثنين وصداقاتهما ثانياً. ولأنه كذلك، كان يرى عمل حزب الله امتداداً لعمله، أو العكس، على طريقة تعريف كلاوشفيتز، للدبلوماسية والحرب. وكان يرى أن حماية &laqascii117o;الحزب" و&laqascii117o;السيّد" واجب من واجباته، وهذا ما دفعه سنة 2004، زمن حسم الخيارات الكبرى إلى عقد ذلك الاتفاق التاريخي مع السيّد: &laqascii117o;أنا معك ومع سلاحك ومقاومتك، حتى إنجاز التسوية الكاملة في المنطقة. بعدها نجلس ونتناقش، إذا اتفقنا نكمل معاً، وإذا اختلفنا أترك الحكم، ولا نصطدم أبداً".
ويومها كان &laqascii117o;الحزب" و&laqascii117o;سيّده" على إدراك تام لجوهرية هذا الموقف التضامني بالنسبة إليهما، إنْ على صعيد لبنان، أو على صعيد عمقهما الإقليمي و&laqascii117o;الفكري". فدعم السلطة اللبنانية للمقاومة، بما يمثّله &laqascii117o;دولة" تلك السلطة من مقدّرات داخلية وخارجية، كان ضرورياً لإنجاز هدف التحرير، والأهم فإن وحدة الموقف الشيعي ـــــ السني كانت شرطاً من شروط نجاح &laqascii117o;الحزب" بامتداده الإقليمي، في &laqascii117o;لمّ راية فلسطين"، بعدما رماها معظم العرب، وهذا نهج أدركته إيران الخميني، منذ أن افتتحت سفارة فلسطين في طهران، وواكبت السعودية في كل هيئاتها الإسلامية العالمية.هكذا كان المستويان، الداخلي والخارجي، يوحّدان بين السيّد والحريري الأب. فيما المستويان ذاتهما، يبدوان اليوم موضع علامات استفهام، ولو من طرف واحد.
ـ صحيفة الأخبار
وائل عبد الفتاح :
تأتي النقلة الأمنية للسياسة المصرية تجاه لبنان وسط إعداد لزيارة سيقوم بها الرئيس اللبناني الشهر المقبل إلى القاهرة، تلبية لدعوة من الرئيس المصري. وبالنسبة إلى كثير من المحللين، فإن تلك النقلة في طبيعة التحرك المصري في بيروت تحمل تساؤلات بقدر ما تثير اندهاش المصريين في الداخل.
انتقال الملفات الإقليمية الحساسة من يد الدبلوماسية الناعمة إلى القبضة الأمنية القوية، بات، كما يقول دبلوماسيون غربيون في القاهرة، سمة بارزة لإدارة السياسة الخارجية المصرية.لكنّ ناطقاً باسم الخارجية المصرية نفى لـ&laqascii117o;الأخبار" وجود انتقال كامل لهذه الملفات، معتبراً أنّ الأمر لا يخرج عن كونه توزيع أدوار في بعض الملفات لبعض الوقت وفقاً لما يراه صانع السياسة الخارجية للبلاد.وقال المتحدث الذي طلب عدم تعريفه: &laqascii117o;لا ننظر إلى الأمر باعتباره تنافساً بين الجهتين. بإمكانك القول إن هناك تنسيقاً كاملاً وتفاهماً في هذا الإطار، والمهم أن يحصل ما تراه مؤسسة الرئاسة، بغض النظر عن أدوات التنفيذ".ولفت إلى أن الدور الدبلوماسي المصري التقليدي في لبنان لم ينته كما يعتقد البعض، لكن هناك عوامل كثيرة أدت إلى اتخاذ قرار بمشاركة كوبري القبة في إدارة الملف اللبناني.
عبر موقع جماعة الإخوان المسلمين المناوئة للنظام المصري، كتب أحدهم أن &laqascii117o;الجانب السياسي للأزمات المتتالية في لبنان سيكون في مصلحة إيران وإسرائيل، وهو ما لا يريده المصريون. حيث إنَّ إيران ستربح قدماً إضافية في مساعيها الحثيثة لاستكمال طوق الهلال الشيعي في المنطقة، وشمال لبنان منطقة شديدة الاستراتيجية، مع كون سيطرة الشيعة العلويين المدعومين من سوريا عليها سيعني إضعاف قدرة السُّنَّة ووجودهم في هذا البلد، وبالتالي إضعاف الجبهة التي تواجه حزب الله وإيران داخل لبنان". ويعتقد هذا المصدر أن التحرك المصري في جانب منه هو تطويق الجهود التي تقوم بها بعض أعلى المستويات في طهران لنشر المذهب الشيعي والنفوذ الإيراني في العالم العربي، والذي امتد الآن من الخليج العربي حتى المغرب العربي، بحسب التقارير الوافدة من المؤسسات الدينية الرسمية في المغرب والجزائر.
وعن الدور المصري لاحتواء الأوضاع، يقول السفير سليمان عواد، الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن مصر تحتفظ بمسافات متساوية مع جميع القوى والتكتلات ولا تنحاز إلى أحد على حساب أحد.وأكد عواد أن مصر ليس لها أجندة في لبنان، وأنها تتطلع دائماً إلى أن يستقر لبنان كدولة مستقلة ذات سيادة بعيدة عن التدخلات الخارجية، سواء كانت إقليمية أو دولية.ثمة من يقول إن التحرك المصري مرتبط أيضاً بمشاكل العمال المصريين في لبنان، علماً بأن نحو 18 ألف مصري عادوا إلى بلادهم من لبنان خلال الحرب التي شنّتها إسرائيل هناك صيف عام 2006. أما بالنسبة إلى الاستخبارات المصرية، فهي ليست جديدة على لبنان. لها قصة كبيرة. جروحها قليلة ونادرة. وجودها ارتبط بالخيط العربي مع لبنان. صنعته مع سوريا والخليج (بالأحرى السعودية) وعبر مراحل انتقلت من عروبة الثورة إلى عروبة البيزنس مروراً بارتباط الأمر الواقع الذي ربط لبنان بسوريا ٣٠ سنة، انتهت بتراجيديا سياسية ما زالت فصولها تنبض في كل مكان.
اللافت أنه قبل زيارة القناوي، لم تخف الاستخبارات المصرية أصابعها. أعلنت عن كشفها لخطّة اجتياح سورية لشمال لبنان (الإعلان تسرّب في زيارة أبو الغيط). وقبلها أعلنت عن اعتقال عناصر من حزب الله في سيناء. كذلك فإن لقاء مبارك مع جعجع وجنبلاط جاء مباشرة بعد استقبال الرئيس نجاد للعماد ميشال عون. كأن مصر تعلن أنها تقود الآن مواجهة مع تحالف إيران ـــــ سوريا. كأنها تقول ذلك لأنها لم تعلن إلا رعايتها للمصالحة، ودعمها لمرور الانتخابات النيابية اللبنانية بأمان. لم تدخل مصر كطرف لكنها طرف... هل هو ارتباك في الحركة؟ أم تبعات اليقظة المتأخرة؟ أم للحركة بدون حرية؟ الحركة السريعة من بيروت وإليها لم تُفهم بعد، وخاصة أن الزيارة كانت &laqascii117o;تجريبية". تختبر أسلوبها في التواصل مع أطراف بعيدين عن القاهرة (أهمهم حزب الله وأبعدهم تيار عون). أسلوب جديد ومفاجئ لا يشير فقط إلى رغبة مصر في العودة، لكنّ الأهم أنه يستشعر خطراً قادماً على لبنان وربما المنطقة بأسرها. خطر أخرج المصريين من استراحتهم في منتجع &laqascii117o;الشقيقة الكبرى".
ـ صحيفة الأخبار
عبد الكافي الصمد :
وقف ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي فوق ركام مدارس الأونروا في الجزء القديم من مخيم نهر البارد، مؤكداً في خلال حفل رمزي لمناسبة بدء جرف ركام ذلك الجزء أن &laqascii117o;ما نشهده اليوم هو الخطوة الأولى في مسيرة إعادة إعمار المخيم". لكن أهالي المخيم في الوقت ذاته كانوا يتظاهرون صارخين: &laqascii117o;يا للعار يا للعار، بعتو البارد بالدولار!" في إشارة إلى تخوفهم من عدم إعادة إعمار المخيم
نهر البارد ــ هذا الانقسام بين مشهدين لا يبعد أحدهما عن الآخر أكثر من 200 متر تقريباً، ويفصل بينهما الجيش اللبناني بعتاده وجنوده وأسلاكه الشائكة، عكس عمق التباين بين الفلسطينيين بهذا الخصوص، فضلاً عن مخاوفهم من &laqascii117o;أن لا تكون الوعود التي تعطى لنا من القيادة الفلسطينية والحكومة اللبنانية والدول المانحة لجهة إعادة الإعمار أكثر من حقن مهدئة"، على حد تعبير أحد مسؤولي الفصائل