صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 31/10/2008

- صحيفة المستقبل
فادي شامية :
ماذا حصل بالضبط في صنين وسجد والأوزاعي؟!

عندما يطلب المواطن العادي من قيادة جيشه الوطني إطلاعه على حقيقة بعض الوقائع المتعلقة بأمنه وأمن بلاده، إنما يفعل ذلك انطلاقاً من حرصه على المؤسسة العسكرية ودورها، وعندما يضطر حزب كـ&laqascii117o;حزب الكتائب&laqascii117o; إلى توجيه سؤال علناً عن مصير التحقيقات بحوادث عدة شغلت الرأي العام أخيراً، ولا سيما حوادث صنين وسجد، وأخيراً الغموض حول ما جرى في محلة الأوزاعي، إنما ينطلق من غيرته على المؤسسة العسكرية ورغبته في تشديد ثقة الناس بها.

حادثة صنين : في 23 حزيران الماضي أثار الرئيس أمين الجميل قضية توقيف "عناصر مسلحة&laqascii117o; لخمسة مواطنين في منطقة صنين. أعقب ذلك شروحات أدلى بها أحد "الموقوفين&laqascii117o; إلى الصحافة حول الحادثة، ذاكراً أن أحد العناصر التي أوقفته قال إنه من "حزب الله&laqascii117o;. على الأثر سارع الحزب المذكور إلى نفي علمه بالحادثة أو صلته بها. بدوره أرسل الجيش دوريات إلى المنطقة المذكورة، ثم طُوي الملف، فلا "حزب الله&laqascii117o; أوضح أسباب تواجد عناصره في المنطقة (وقد تكون الأسباب وجيهة فعلاً)، ولا اعتذر تالياً من المواطنين عن "الخطأ&laqascii117o; الصادر عن عناصره، سيما أنهم من أبناء المنطقة وقد تعرضوا لإطلاق نار، ولا صدر عن قيادة الجيش بيان حول الموضوع. علماً أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني قامت فعلاً بالتحقيق في الحادثة وسطّرت في وثيقة داخلية ما يأتي: "أثناء قيام نجيب نقولا طبشراني، يقود سيارة جيب لاند روفر وبرفقته روكز بولس الخوري حنا (رئيس قسم كتائب بسكنتا) وسليم فؤاد أبو حيدر، يقود جيب مرسيدس لون أبيض وبرفقته جو عقل (رئيس مصلحة الانضباط في حزب الكتائب) وميشال فؤاد أبي هيلا بجولة في صنين محلة مطيوحان سهلات غنيمة (على بعد نحو الساعة سيرا بالسيارة من مطاعم صنين)، أقدم 8 أشخاص مجهولين ملثمين بحوزتهم أسلحة حربية وجيب تويوتا لون أبيض مموّه، على إطلاق النار بالقرب منهم بغية توقيفهم، فترجّل من السيارة الأولى الخوري حنا للاستفسار عن الموضوع، وتم توقيف السيارة الثانية بمن فيها، فيما استطاع الطبشراني الافلات منهم. ادعى المسلحون أنهم من عداد "حزب الله&laqascii117o; وأنهم متواجدون في المكان كنقطة مراقبة لمنع أي إنزال اسرائيلي. وتم إخلاء سبيل الجميع الساعة 14,00 بعد إجراء أحدهم اتصالا هاتفيا ومن دون التعرض لهم بأي أذى. وتبيّن لدى المذكورين أنه يوجد في المكان وعلى بعد نحو 10 كلم مخيم لحزب الله&laqascii117o;.

حادثة سجد : في 28 آب الماضي تعرضت مروحية تابعة للجيش اللبناني لإطلاق نار، ما أدى إلى استشهاد ضابط طيار. هذه المرة لم يتأخر بيان الجيش، فأشار إلى أنه "أثناء قيام طوافة عسكرية تابعة للقوات الجوية بطلعة تدريبية في أجواء منطقة إقليم التفاح، تعرضت لإطلاق نار من عناصر مسلحة"، مشيراً الى أنه "بوشر التحقيق في الحادث&laqascii117o;. وعلى أثر الضجة الإعلامية والسياسية التي ولّدها الحادث، قام "حزب الله&laqascii117o; بتسليم مصطفى المقدم باعتباره مطلق النار على المروحية، غير أن أية نتائج لم تعلن حتى الآن. قد يقول قائل إن التحقيقات سرية، والجواب أن من حق الرأي العام اللبناني أن يأخذ إجابات واضحة حول ما جرى، مع احتفاظ الأجهزة القضائية والعسكرية بالتفاصيل، لا سيما أن مصادر ذات صلة أشارت في حينه إلى أن إطلاق النار على المروحية كان أفقياً تقريباً، على اعتبار أن المروحية استهدفت وهي قريبة من الأرض، ما يعني استحالة قبول نظرية "الاشتباه" بالمروحية التي تبنّاها إعلام "حزب الله&laqascii117o; في البداية، أو نظرية العناصر المندسة التي أشار إليها نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، عندما حذر من "أن يكون هناك مندسّ يعمل لحساب إسرائيل أطلق الرصاص على الطائرة&laqascii117o;. وأهم من ذلك كله، وجود معلومات بأن نشاط المروحية المذكورة جاء من ضمن مناورات وأعمال تدريبية للجيش في تلك المنطقة، وأن "حزب الله&laqascii117o; كان على علم بذلك، وأنه طلب قبل يومين على الحادثة عدم التحليق فور تلة سجد، وأنه أقر بمسؤوليته بعد الحادثة، معتبراً أن النيران كانت للتحذير وليس للإصابة، حاصراً المسؤولية بالعنصر الذي جرى تسليمه.

توقيف المجموعة في الأوزاعي : في 22 تشرين أول اشتبهت قوة من الجيش اللبناني بعدد من الرجال الملتحين الذي كانوا يتوافدون من الشمال إلى مكان تجمعهم المفترض، بالقرب من مسجد الإمام الأوزاعي. في البداية كان الظن أنهم ينتمون إلى إحدى القوى السلفية التي يحكى عنها كثيراً هذه الأيام، وعلى هذا الأساس فقد جرى توقيف المجموعات المتوافدة إلى محلة الأوزاعي بسيارات مدنية، وعددها الحقيقي بحدود الأربعين، أي أكثر من الرقم الذي أعلن عن إطلاقه أو الذي أوقف فعلاً. لم يكن هؤلاء يحملون ممنوعاً وقد أعلنوا أنهم بصدد التوجه إلى مخيم تدريب لـ "حزب الله&laqascii117o;، وأن المكان الذي أوقفوا فيه هو مكان تجمعهم. ولما لم تكن المعلومات الصادرة عن الجهات الرسمية واضحة، فقد أثير الموضوع إعلامياً، وذكر الرئيس أمين الجميل بعض المعلومات المغلوطة، فاستغل "حزب الله&laqascii117o; ذلك لـ "يلفت نظر رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، إلى ضرورة التدقيق والتأكد من المعلومات التي يبني عليها مواقفه وتصريحاته&laqascii117o;، ثم صدر في اليوم التالي بيان قيادة الجيش نافياً أن يكون الجيش "قد ألقى القبض على عناصر مسلّحة تابعة لتنظيم أصولي في محلة الأوزاعي، وقام بتسليمهم إلى جهة حزبية محلية&laqascii117o;. وما ذكرته دائرة العلاقات الإعلامية في "حزب الله&laqascii117o; وقيادة الجيش صحيح، لجهة أن العناصر المذكورة لم تكن مسلحة أو أنها سُلمت إلى "حزب الله&laqascii117o;، لكن الصحيح أيضاً، أن هذه العناصر كانت في طريقها إلى مخيم للتدريب عندما اشتبه بها، وأن اتصالات قام بها "حزب الله&laqascii117o; لترك المجموعة التي تنتمي إلى "جبهة العمل الإسلامي&laqascii117o;، بدعوى أنهم من "سرايا المقاومة&laqascii117o;، وأن عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة&laqascii117o; جميل رعد أقر ضمناً بذلك عندما قال "إن الجبهة تعتبر العمل المقاوم من ضمن عملها، وبالتالي فإن أي تدريب يمكن أن يحصل يكون مسألة طبيعية&laqascii117o;، فيما "رجّح&laqascii117o; وئام وهاب أن يكون هؤلاء مرافقين للدكتور فتحي يكن يجري تدريبهم!.
المطلوب إذاً، أن تضع المؤسسة العسكرية الوقائع أمام الرأي العام، فور حصولها، تاركة للسياسيين والمحللين توصيفها ووضعها في الإطار الذي يناسب مواقفهم السياسية. ذلك من أجل الجيش والوطن والمواطن، وحسماً لأي تأويل أو خطأ مقصود أو غير مقصود.


- صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين :
النقاش المفترض بشأن الواقع المسيحي يمكن أن يستمر كما هي الحال عليه حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة. ومعه ستستمر جهود جهات وشخصيات مسيحية تسعى إلى نقل فيروس المصالحات الإسلامية إلى الجسد المسيحي، علماً بأن المنطق الذي تطلّب العلاج عند المسلمين ليس تماماً ما هو عند المسيحيين. وببساطة، فإن الأمر يعود إلى كون الوجه الخارجي للصراع في لبنان أو على لبنان، لا يستند فعلياً إلى اللاعب المسيحي، بل يتعامل معه كعنصر إضافي، وهو التحوّل الفعلي لدى الغرب ولدى العرب القريبين والأبعدين، عندما وجدوا أنّ الأولوية الآن للوضع الإسلامي، وتحديداً السنّي. ولولا الحضور الخاص للشيعة بسبب مقاومة حزب الله، لا أكثر ولا أقل، لما كان هؤلاء في قلب المعادلة المعقّدة. ومع ذلك، يخرج جعجع متحدثاً عن خلاف أيديولوجي مع العماد عون. وللحظة تخال نفسك أمام مشهد لا يتعلّق ببلد اسمه لبنان، ولا بساحة محصورة بين جبلين وسط لبنان الصغير، ولا مع مجموعة قوى وشخصيات لا تملك قدرة على نقل رشاش أو دولار أو أي شيء آخر إلى أقرب الأمكنة من لبنان. وربما كان أجدى بجعجع الحديث عن خلاف أخلاقي يتصل بالسبل التي يتوسّلها فريقه أو فريق العماد عون للحفاظ على ما يُرفع الآن من شعار المصلحة المسيحية العليا. أما إذا كان جعجع، العائد من الأزهر الكبير، ثم مستفيداً من دروس رجال الاستخبارات المصرية، يريد معركة إضافية مع العماد عون لأن الأخير متفاهم مع حزب الله وزار إيران، فربما كان الأجدى به الحديث عن خلاف فقهي.
ذات يوم، بعد الشروع في تطبيق الطائف، قام جعجع برفقة عدد من قياديي &laqascii117o;القوات اللبنانية" بزيارة إلى سوريا مقدّماً التعازي إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لمناسبة وفاة نجله باسل. وعندما عاد إلى بيروت، أرسل جعجع في طلب من كان مكلّفاً منه بالتواصل مع العميد في حينها غازي كنعان قائلاً له: شو رأيك بهذه الخطوة؟ كبيرة مش هيك؟ ارتاح الوسيط في مقعده وأجاب: إن شاء الله ما يصيبكم مكروه في العائلة، لأنّو في هذه الحالة سوف يرسل الأسد من يقدّم لك التعازي! غضب جعجع في داخله، وانتظر بعض الوقت قبل أن يلقي خطاباً طنّاناً رنّاناً في عشاء نظّمه القواتيون من الشوف في أحد مطاعم كسروان. وقف جعجع يومها بثيابه المدنية التي بدت كبيرة عليه. كان يلملم أكمامه كل الوقت، وهو يرفع إصبعه ويصرخ داعياً &laqascii117o;إلى سلام الشجعان مع سوريا". وما لبث أن أرسل مجدداً في طلب وسيطه وسأله: كيف تعتقد سيكون ردّ الشام علينا؟ فوقف وسيطه وقال له: هل تخال نفسك إسحاق رابين؟!

- صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين :
تشهد العلاقة المتوترة أصلاً بين رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال، بيار الضاهر، وقائد &laqascii117o;القوات اللبنانية"، سمير جعجع، بشأن إدارة المؤسسة، فصلاً جديداً، مع انتقالها إلى الحيِّز التجاري، بعدما تبيّن أن الضاهر ألغى العقد الإعلاني الحصري الذي كان مُوقَّعاً بين القناة الفضائية للمؤسسة المذكورة وأنطوان الشويري، إمبراطور الإعلانات، والمقرب جداً من جعجع، بينما تشهد القناة الأرضية مفاوضات في الأمر نفسه، مع أرجحية لعدم الخلاف، لكن من دون إسقاط نتائج التوتر على مسائل أخرى، من بينها الحديث عن تعديلات في دورة البرامج والمعدين والمقدمين في المحطة.
وذكرت مصادر مطلعة أن الشويري، الذي يناصر جعجع في معركته للاستيلاء على المؤسسة اللبنانية للإرسال، واجه قبل مدة نقاشاً صعباً مع إدارة القناة الفضائية التي يملك رجل الأعمال السعودي، الوليد بن طلال، حصة كبيرة فيها، إذ رفض الأخير، ومعه الضاهر، العرض الإعلاني للسنة المقبلة المُقدَّم من الشويري.
ولما قال الأخير إنه لا يستطيع توفير عائدات أكبر، أبلغه الثنائي الضاهر ـــــ الوليد أن العقد الذي يستمر حتى نهاية هذه السنة لن يبقى قائماً مطلع السنة المقبلة، وأن القناة ستبرم عقداً مع شركة روتانا للتسويق والخدمات (R.M.S) لتتولى هي مسؤولية الإعلانات في المحطة التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى قناة خليجية، أكثر منها لبنانية.
ومع أن الشويري يتحدث عن شروط قاسية في حال فَسْخِ العقد، إلا أنه يقول إنه ليس في وارد إرغام أحد على العمل معه، لكنه يعتقد أن للقرار أكثر من بعد. فمن جهة، هناك ـــــ كما ينسب إلى الشويري ـــــ سعي من الوليد بن طلال إلى توسيع عمل شركته الإعلانية، وهو يريد القناة الفضائية للمؤسسة اللبنانية للإرسال لأنها قناة قوية، والوليد يسعى إلى إنشاء مجموعة إعلامية إعلانية تنافس الشويري في السوق السعودية والسوق الخليجية وفي لبنان. إضافة إلى أسباب تتصل بموقف الضاهر من انحياز الشويري إلى جعجع في المعركة القضائية المفتوحة.
ومع ذلك، فإن البعض يتحدثون عن استمرار المفاوضات بشأن مستقبل العقد بين مجموعة الشويري والقناة الأرضية للمؤسسة اللبنانية للإرسال، ويبدو أن هناك صعوبة لدى الطرفين في التخلي عن العقد الآن، ما يفسح في المجال لتوافق يُبقي الأمور على حالها، رغم أن الشويري متهم بأنه هو من يقف وراء مشروع إعادة إطلاق محطة الـ&laqascii117o;مر .تي. في"، وأنه سيتولى إدارتها إعلانياً، ولكنه سوف يفعل ذلك من خلال إطار قانوني وتجاري مختلف عن مجموعته الأصلية، لأن القانون يمنعه من إدارة الإعلانات في قناتين لبنانيتين في الوقت نفسه. ومع ذلك، فإن في بيروت جهات إعلامية مرئية ذات تاريخ من الصراع مع الشويري تعتقد أنها ستكون أمام معركة قانونية وملاحقة للشويري إذا حصل الأمر مباشرة أو مواربة.
أما على صعيد البرامج السياسية في القناة الأرضية للمؤسسة اللبنانية للإرسال، فإن بيار الضاهر بات منذ بعض الوقت يشرف على إدارة بعض الأمور ومناقشة معدي ومقدمي البرامج في هوية ضيوفهم وفي مواد النقاش، قاصداً ما يسمّيه هو حياد المؤسسة في المعركة السياسية الداخلية. وعندما يعلن الضاهر موقفاً كهذا، فإن مناصري &laqascii117o;القوات اللبنانية" داخل المحطة يعدّون هذا موقفاً سلبياً منهم ومن فريق 14 آذار، الأمر الذي أثار نقاشاً وبلبلة، وصولاً إلى الحديث في خلال اليومين الماضيين عن مشكلة مستجدة تتعلق بالزميلة مي شدياق التي يقال إنه وصلت إلى الضاهر نسخة عن شريط مسجل لنقاش أكاديمي أجرته في باريس وقدمت في خلاله عرضاّ لواقع الإعلام اللبناني استشهدت فيه بـالـ &laqascii117o;ال بي سي"، التي قالت إن الخلاف بين الضاهر وجعجع أثر عليها، الأمر الذي يفتح نقاشاً عن احتمال إقدام الضاهر على إبعادها عن برنامجها. وأوضح الضاهر لـ&laqascii117o;الأخبار" أن موضوع العقد مع الشويري هو تجاري بحت ولا علاقة له بموضوع الخلاف القانوني مع جعجع. وأكد أنه اطلع على ما قالته شدياق، معتبراً أنه لا يعبر بدقة عن واقع الحال.

- صحيفة الأخبار
مصطفى عاصي :
لم يكن اللافت في افتتاح مجمع الإمام الصادق في الضاحية الجنوبية لبيروت حجم الحضور السياسي والديني وتنوّعه، بقدر ما كان اللافت غياب أبرز رجال الدين الشيعة في لبنان السيد محمد حسين فضل الله عنه، الأمر الذي يستحضر الحساسية المزمنة بين المراجع الدينية الشيعية. ويعدّ مجمع الصادق الإطلالة الأولى من نوعها لمرجعيّة النجف في لبنان. ولكن هل لها أيّ طابع سياسي؟ يستغرب مسؤول مكتب السيستاني في لبنان حامد الخفاف السؤال، مؤكداً أن حضور مرجعية السيستاني ممتدة في كل العالم &laqascii117o;ومن الطبيعي أن يكون لها حضور في لبنان ذي الدور الفكري والإعلامي والحضاري المميز، وفي ظل وجود شيعي بارز".كذلك، تستبعد مصادر شيعية متعددة وجود حسابات سياسية لمرجعية السيستاني. ويؤكد أحدهم أن الأخير لا يقارب القضايا السياسية الكبيرة، وإذا فعل، فمن بعيد، مستدلاً بموقفه من الاتفاقية الأميركية ـــ العراقية. وينفي الخفاف نفسه أن يكون هذا الحضور على حساب مرجعيات دينية أخرى، سواء مرجعية فضل الله في بيروت أو مرجعية الخامنئي في قم، مشيراً إلى أن جمعية أهل البيت الخيرية التي ستدير المجمع هي جمعية مرخصة في لبنان، وعملها تربوي وثقافي.
وقد بدا واضحاً من احتفال أمس أن الجمهور الشيعي الرافد والمؤيد للسيستاني في لبنان يتركز دينياً في مؤسسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المدعوم مالياً من السيستاني، وسياسياً في حركة أمل. ولكن ماذا عن حزب الله؟ يقول أحد مسؤوليه المشايخ ممّن درسوا في النجف أن حضور السيستاني لبنانياً لم يثر أي علامات استفهام لأنه لا يزاحم الحضور الإنمائي والديني للحزب، بل إن الحزب يرحّب به ما دام أنه يعزّز المكانة التربوية والثقافية للشيعة وللبنانيين.

- صحيفة السفير:
غاصب المختار:
لا يكتفي الرئيس ميشال سليمان بالسعي لتوفير التوافق بين الأطراف السياسية حول بعض المواضيع المستعجلة أو المتأخرة للمعالجة، مثل توسيع طاولة الحوار الوطني، وإنجاز المصالحة المسيحية ـ المسيحية، بل يريد رئيس الجمهورية تحقيق إجماع سياسي وطني بين الأطراف المعنيين على كل المواضيع الخلافية، لذلك يحاذر الدخول مباشرة بين الأطراف على خط معالجة المشكلات والخلافات القائمة خشية الفشل. فيما يفسر البعض ذلك بأن الرئيس متردد أو أنه غير قادر على اتخاذ قرار، بينما هو يمتلك تفسيراً مغايراً لهذا الأمر، ولديه حجته المختلفة. وفي المتداول أن الرئيس سليمان يخشى إذا دخل على خط المصالحة المسيحية ـ المسيحية واللقاء بين رئيس تيار "المردة&laqascii117o; الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس "القوات اللبنانية&laqascii117o; سمير جعجع، واتفقا على اللقاء والمصالحة، أن يعودا الى الاختلاف بعد فترة قصيرة، فيظهر هو بمظهر العاجز عن معالجة الوضع المسيحي، أو غير المؤثر فيه، وهو رئيس الموقع المسيحي الأول في الدولة والدستور وفي اللعبة السياسية الحالية. لذلك يفضل سليمان أن يتوافق الطرفان ويتفقا على كل تفاصيل المصالحة بينهما، ليقوم هو بجمعهما ومباركة المصالحة وتزكيتها، ودفعها للأمام، بل ربما توسيع إطارها.

- صحيفة السفير
جورج علم
احتلّ الشأن اللبناني حيّزا من المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس حسني مبارك اثر محادثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. لقد حاول ان يضفي نكهة فرنسيّة ـ اوروبيّة على الدور المصري الصاعد في لبنان. أما في المضمون، فتتفق القاهرة مع باريس على اهمية اقامة علاقات دبلوماسيّة ما بين دمشق وبيروت، والخطوة هذه تاريخيّة... وما لم تظهره نتائح المحادثات في باريس، اظهرته حركة اللواء القناوي في بيروت حيث تبيّن ان هناك خشية من ان تكون مكافحة الاصوليّة والتطرف في الشمال، وغير الشمال العنوان الابرز في صدر الصفحة الاولى التي ستفتح مع فتح ابواب السفارة السوريّة في بيروت، مع ما قد يستتبع ذلك من تصفية حسابات مع العديد من فرقاء الداخل، وتحاشيّا لكل هذه المنزلقات، ولغيرها ايضا، حاول ويحاول المصري توسيع شبكة الامان من خلال الانفتاح على الجميع، وتشريع ابواب مصر امام كل القيادات، ان في الموالاة او المعارضة. ويبرز في دائرة القلق ايضا الوضع الاقليمي الهش الذي يوفّر لإسرائيل الفرصة السانحة للقيام بأوسع المحاولات الممكنة لنسف المعادلات القائمة، وإستبدالها بأخرى تحتفظ لنفسها فيها بمواقع قوة ونفوذ وتأثير لوضع الخيارات التي طرحتها برسم الحكومة اللبنانية (اتفاق بعدم الاعتداء لسنوات طويلة)، او برسم الدول العربيّة (الاعتراف بالمبادرة العربيّة للسلام)، موضع التفاوض؟!. ان عودة الساحة كي تصبح ضمن دائرة التجاذب بين المطامح السوريّة والمطامع الاسرائيليّة، لا تفجّر الوضع الامني فقط، بل ربما تدفع باللبنانيين نحو خيارات انتحاريّة، اذا ما مرّ قطار المصالحات في محطاته المرسومة ولم تتحقق الامنيات المرجوة، او اذا انقضت مواعيد الحوار من دون تفاهمات جديّة واستمرّ السلاح، واستمرّ تدفّق المال السياسي الذي يغذّي الفئوية والمذهبيّة والطائفيّة، وأيضا الخطاب الكيدي بين من يستقوي بهذا الطرف الخارجي او ذاك لفرض خياراته وأولياته على الطرف الآخر. وبهذا المعنى، فإن الخوف المصري ـ الفرنسي يصبح مشتركا ليس حول ما قد تفرزه الانتخابات النيابة المقبلة من استقطابات ومواقع نفوذ ومواجهات بين طروحات وعناوين وخيارات متنافرة، بل حول هل من انتخابات ستجري في ظلّ هذه الاجواء اذا لم يصر منذ الآن الى تكييف اجوائها الحارة وتدوير زواياها الحادة؟.

- صحيفة النهار
ادمون صعب :
أربك اللقاء الذي تمّ هذا الأسبوع بين رئيس تيار 'المستقبل' النائب سعد الحريري والأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله كثيرين من فريقي الموالاة والمعارضة، فسارعوا إلى إعادة برمجة ألسنتهم وخطاباتهم وإبلاغ كتبة الخطابات والتصريحات أن الرياح قد اكتمل تبدّلها بعد الموقف السعودي الودي نسبياً حيال سوريا والذي عبّر عنه قبل أسبوعين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وجولة اللواء عمر القناوي نائب رئيس المخابرات العامة المصرية على القيادات السياسية. وقد جاء لإبلاغ 'من يلزم' ان مصر والسعودية قد قررتا الوقوف في الوسط بين الفريقين المتنازعين في لبنان، لان انحيازهما سابقاً الى فريق الغالبية لم يكن عاقلاً ولا خدم لبنان، بل هو كاد أن يدمّره ويقضي على اتفاق الدوحة الذي أوقف حرب الشوارع التي ارتدت طابعاً مذهبياً خطراً، وحقن دماء اللبنانيين والمسلمين.

وأن القاهرة والرياض قد استخلصتا الدروس الكافية من أحداث 7 ايار وما رافقها من مواجهات مذهبية في بيروت والجبل والبقاع أرعبت الخارجَين العربي والدولي. ورغم الإرباك الذي أحدثه لقاء الحريري - نصرالله في أوساط الموالاة خصوصاً، فان الحدث قد رش بعض الماء البارد والمنعش على الوجوه التي تغضّنت وحفرت فيها أخاديد نتيجة الشحن العدائي السياسي والمذهبي. واذ طمأن الطرفان جماهيرهما، السنية والشيعية وحتى المسيحية، الى أن تلاقيهما لا يعني تنازلاً عن المبادئ والايديولوجيات، بل هو تنظيم للاختلاف السياسي بينهما و'النوم' على موضوع السلاح و'الدويلة' وولاية الفقيه والتبعية لسوريا وايران - بدا أننا أمام هدنة حدودها الانتخابات التي يخشى الطرفان أن يضيّعها التأزم والتشنج، ويغرقها في العنف الدموي صدام من النوع الذي حصل يوم 7 أيار وكاد ان يشعل حرباً طائفية ومذهبية خشي ألا تنحصر نارها ضمن حدود لبنان. ولم يسقط الطرفان من حساباتهما التطورات الإقليمية التي يبدو أنها متسارعة، سواء اسرائيلياً او سورياً، او فلسطينياً، او عراقياً، او ايرانياً وحتى صومالياً ودارفورياً.

- صحيفة النهار
سركيس نعوم:
عن الخلاف السوري - السعودي وما اذا كانت له علاقة بسياسة سوريا في لبنان ام بوقوف سوريا مع ايران الاسلامية وخوف السعودية ودول الخليج العربية من ايران بسبب قوتها العسكرية المتنامية - عن ذلك كله تحدث المرجع الديني الابرز في التيارات الاسلامية الاصولية الشيعية اللبنانية، قال:
'لا اتصور ان المسألة هي مسألة لبنان، لأننا نلاحظ مثلاً ان سوريا بدأت تقترب من الواقع اللبناني بشكل موزون ان لم نقل بشكل سلمي، إن القضية اعمق من ذلك. علينا ان لا ننسى ان هناك خطة اميركية لتقسيم العالم العربي والإسلامي الى دول للإعتدال ودول التطرف وتعقيد العلاقات بين دول الاعتدال وايران بحيث تعتبر هذه الدول ان ايران هي العدو وان اسرائيل هي الصديق. علما ان ايران تحاول التقرب من هذه الدول وخصوصاً دول الخليج. وهناك الملف النووي الايراني والطموح الامبراطوري لايران.
يقول المرجع الديني الاصولي الابرز: 'في تصوّري ان الدول العربية لا تملك اية فرصة واقعية سياسية او عسكرية لاظهار هذه العداوة بشكل واقعي، وخصوصاً ان ايران تحاول ان تقتحم مواقع الدول العربية ولاسيما في الخليج فتشارك في مؤتمر مجلس التعاون الخليجي وغير ذلك من العلاقات. وهذا الاقتحام السياسي الذي يوحي الصداقة وعرض العلاقات الاقتصادية، ليست هناك اية ظروف لتحريك هذه العداوة في اي موقع سواء أكان اقتصادياً أم سياسياً أم أمنياً في هذا المقام. وخصوصاً ان الدول العربية بأجمعها - دول الاعتدال - جمّدت حربها مع اسرائيل. ونحن نعرف ان بعضها صالح اسرائيل. فليس من الطبيعي، وهم عاجزون، ان يشنوا حرباً على ايران في الوقت الذي لا يشنّون الحرب على إسرائيل. او ألاّ يتعاونوا مع اسرائيل على ايران'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد