ـ صحيفة النهار
هيام القصيفي :
تشكل زيارة النائب العماد ميشال عون المرتقبة لسوريا علامة فارقة في تاريخ رجل كانت سوريا السبب الرئيسي في خروجه من لبنان، على وقع اصوات المدافع وقصف الطيران صباح 13 تشرين الاول 1990 لا تشكّل الزيارة حدثا عابرا، بل محطة مفصلية يقوم بها قائد سابق للجيش شن "حرب التحرير" ضد سوريا وتوعّد الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي امر بشن عملية عسكرية ضده. وتوقيت الزيارة يأتي في مرحلة اقليمية تنقسم فيها المنطقة معسكرين: ايران وسوريا، والمحور العربي المؤلف من مصر والسعودية. وعون الذي يقود " التيار الوطني الحر"، سار عكس التيار عام 1990 حين وقف ضد الاميركيين، وهو يسير اليوم ايضا ضدهما، بزيارته ايران ثم سوريا، فيما تقف الاكثرية النيابية موقفا متحفظا عن الخطوات المتسارعة في ملف تطبيع العلاقات مع دمشق.عن الزيارة المرتقبة لدمشق، تحدث عون الى "النهار"
ـ صحيفة السفير
كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:
رغم التسريبات من جانب خبراء أميركيين باحتمال إقدام إسرائيل على تدمير المنشآت النووية الإيرانية، فإن قائد القيادة المركزية الأميركية السابق جون أبي زيد يرى أن إسرائيل لا تمتلك القدرة للقيام بذلك. وفي مقابلة مع صحيفة »معاريف« ينتقد أبي زيد الحرب الأميركية على كل من العراق وأفغانستان والحرب الإسرائيلية على لبنان. ويعتقد أبي زيد أن إسرائيل أخطأت بشنها حرب لبنان الثانية لأنها بذلك عززت قوة »حزب الله« على حساب قوة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة المعتدلة. وفي رأيه فإن الغزو الأميركي للعراق استند إلى فرضية خاطئة حول قدرة الحكومة العراقية الجديدة على فرض سيطرتها على الأرض. وأكد أن العمليات الحالية لقوات حلف الأطلسي في أفغانستان غير مجدية بسبب القيود المفروضة على القوات المقاتلة. وكان أبو زيد قد ألقى محاضرة في أيلول الماضي أمام الكلية العسكرية لوحدات مشاة البحرية قال فيها »أشك في أن لدى إسرائيل القدرة على ترك أثر جوهري على المشروع النووي الإيراني بالقدرات العسكرية التي تمتلكها«. وعاد هذا الأسبوع وكرر أمام مراسل »معاريف« هذه الأقوال وبحدة أكبر في بيته في نيفادا. وقال أبي زيد لـ»معاريف« »إنني بالتأكيد أؤمن أن لدى إسرائيل القوة لإحداث ضرر بمطامح إيران النووية، ولكن الفعل العسكري المتواصل، الذي يضع حداً لتخصيب إيران لليورانيوم، هو خارج القدرة العسكرية الإسرائيلية«. وأوضح أبي زيد كلامه قائلاً »لا ريب في أن لدى إسرائيل قدرات عسكرية مذهلة، ولكن بسبب البعد الجغرافي وقلة المعلومات الدقيقة حول انتشار النشاط النووي الإيراني سيكون من الصعوبة بمكان على الجيش الإسرائيلي تدمير المشروع الإيراني. نعم بالوسع إلحاق الضرر به، أما تدميره فلا. وكل من يساوي بين إيران والغارة الإسرائيلية على العراق عام ١٩٨١ لا يفهم حدود القوة العسكرية لإسرائيل ولا مدى انتشار المشروع النووي الإيراني في أرجاء الدولة، حيث ليس معروفاً ما الذي يتم هنا أو هناك«.
وأشار أبي زيد إلى أن امتلاك إيران قنبلة نووية ليس نهاية العالم وأن هناك طرقاً مختلفة للتعايش مع إيران نووية. ومع ذلك أوضح أن »امتلاك إيران للقنبلة النووية سوف يخلق سباق تسلح يجعل من إيران أقل أماناً، بحيث يغدو الزعم بأن القنبلة تحمي إيران من الهجمات عليها زعماً غير صائب وهي عملياً تمس استقرار المنطقة«. أما بشأن أثر ذلك على إسرائيل فقال إن على الدولة العبرية أن تسأل نفسها حول ما إذا كانت إيران دولة ذات مطامح تدميرية، وقال إنه لا يرى إيران كذلك. وفي نظره فإن إيران لن تهاجم إسرائيل لأنها بذلك تعرض نفسها للهجوم وهذا ما يجب على إسرائيل أن تتذكره، »فالأمر يتعلق بدولة ضعيفة اجتماعياً واقتصادياً، يمكن لقنبلة أو اثنتين أن يجعلاها أقل أمناً. وأنا لا أعتقد أن لدينا أسباباً للخوف من إيران، لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة«. ويأمل أبي زيد في أن يقود انتخاب باراك أوباما إلى استئناف العملية السياسية لتحقيق السلام بين العرب وإسرائيل. وهو يشدد على معرفته لمشاكل إسرائيل الأمنية، ويعترف بأنه تعذر عليه التسليم بالرد الإسرائيلي على عملية »حزب الله« في تموز ،٢٠٠٦ ولا يخفي أن يكون سبب ذلك أقاربه الموجودون في لبنان. وعموماً فإنه يعتبر المليشيات المسلحة في الشرق الأوسط لعنة، وأن »حزب الله« هو في لبنان دولة داخل دولة. وفي نظره فإن »لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن عليها أن تفهم أن ردها على أفعال المليشيات يجب أن يكون مدروسا بحيث لا تعزز قوتها في نهاية المطاف. واليوم لا تمتلك الحكومة اللبنانية القدرة على استعادة سيطرتها في الدولة على حساب حزب الله، ولهذا يتطلب الأمر عملاً دولياً، وهو ما لا تريده الأسرة الدولية حالياً. لقد كان العمل الإسرائيلي الواسع خطأ عزز مكانة حزب الله في العالم العربي وبين سكان لبنان«.
ـ صحيفة السفير
عماد الزعبي :
اعتبرت نقابة المعلين أمس، في خطوة غير مسبوقة، أن قرار وزير العمل محمد فنيش بارجاء انتخابات النقابة الى ١٤ كانون الأول المقبل »غير موجود«، وأعلن مجلسها التنفيذي أن الانتخابات ستجري في »موعدها« في ٢٣ الجاري. أما الوزير فنيش فقد أكد لـ »السفير« أن الوزارة »حريصة على العمل النقابي وعلى وحدة نقابة المعلمين بالتحديد«، مشددا على أن وزارة العمل هي الجهة المخولة قانونا الاشراف على الانتخابات والتصديق على نتائجها »وإذا اعتبروا قرار الوزير غير موجود، فان الوزارة لن تصدق على نتائج الانتخابات ولن تعترف بنتائجها«. واعتبر أنه إذا تمت الانتخابات في ظل اعتراض الوزارة، سيتم اللجوء إلى القضاء و»نتمنى عدم اضطرارنا إلى ذلك لأنه يعطل عمل النقابات«. ويبدو أن المواجهة بين الطرفين تتجه نحو المزيد من التصعيد، إذ اعتبرت النقابة في رد »قانوني« سلمته إلى وزير العمل أن قراره بارجاء الانتخابات على خلفية التدقيق في أسماء المنتسبين الـ ٢١٩٢٢ إلى النقابة »غير موجود«، مما دفع مصلحة العمل والعـلاقات المهنية لدى الوزارة الى الاتصال بالأمين العام للنقابة جمال الحسامي وطلب محضر جلسة المجلس التنـفـيذي، فرد حســامي بطلـب توجيه كتاب رسمي بذلك، فوعدت المصلحة أنها ستفعل الاثنين المقبل. وكان المجلس قد أبقى جلساته مفتوحة طوال يوم أمس، وعقد مساء جلسة خصصت لتدارس المواقف، خلص بنتيجتها الى الإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها غدا الأحد، وإذا لم يكتمل النصاب في ٣٠ الجاري. وأفادت مصادر المجتمعين ان النقابة تبلغت من مصلحة التعليم الخاص أنها تحتاج الى ثلاثة أشهر للتدقيق في أسماء المنتسبين، في حين أبلغ صندوق التعويضات لأفراد الهيئة التعليمية أنه يحتاج الى ستين يوم عمل رسمي للتدقيق في سجلاته. أما الوزير فنيش فقال أنه استند في قرار التأجيل إلى اعتراضات »شريحة كبيرة« ممن شطبت أسماؤهم، قال أصحابها أنها مسجلة في صندوق التعويضات ، وطلب الوزير تشكيل لجنة مشتركة من الفريق المعترض ومن النقابة للتدقيق في اللوائح، وهو أمر لا يتطلب ثلاثة أشهر. إلا أن نائب نقيب المعلمين وليد جرادي استغرب »قرار وزارة العمل تأجيل انتخابات النقابة«، وقال: »ان الوزارة حتى الآن لم تتسلم لوائح الشطب من الأمين العام للنقابة«. أضاف أنه »تبين أن عددا لا يستهان به من المسجلين غير موجود في مصلحة التعليم الخاص، مما اضطر اللجنة المشرفة الى حذف أكثر من ألفي معلم لم نستطع أن نثبت أنهم معلمون«. وكانت الجلسة الاستثنائية مساء أمس الأول، قد استمرت حتى الثانية من فجر أمس، بحضور محامي النقابة، وصدر في ختامها رد على قرار وزير العمل بالتأكيد على إجراء الانتخابات في مواعيدها. وجاء رد المجلس التنفيذي للنقابة في بيان من ثماني صفحات، وفيه أنه أبلغ الوزارة رسميا بإجراء الانتخابات بواسطة كتاب في ١٩ أيلول الماضي، وموعد إقفال باب الترشيحات في ٢٨ تشرين أول على أن يكون طالب الانتساب مستوفياً للشروط القانونية. واقفل باب تقديم طلبات الترشيح لعضوية المجلس التنفيذي للنقابة مساء ١٩ الجاري. وأوضح الرد أن النقابة أقدمت على تنفيذ جميع الخطوات العملية التي ترافق المرحلة التحضيرية لموعد الانتخابات. ولفت المجلس الى ان أحكام القوانين والمراسيم ذات الصلة بالشأن النقابي، لم تكرس أي دور للإدارة بالحلول محل المجالس التنفيذية للنقابات على اختلافها لاسيما تلك الموجودة بحكم القانون، من خلال اتخاذ تدابير عنها أو إلغاء مقرراتها أو تعديلها». وبغياب أي أساس قانوني أو نص صريح يمنح الإدارة حق الحلول محل مجلس النقابة التنفيذي، متمتع بشرعية قائمة بحد ذاتها، وان كان دور هذا المجلس يقتصر على تصريف الأعمال، الاّ أن هذا الدور، المنوط بوزارة العمل وبمصلحة العلاقات المهنية التابعة لها، يبقى مكرساً في حالات حددتها المادة ١٠٥ من قانون العمل والفقرة الثانية من المادة الثالثة من المرسوم رقم ،٧٩٩٣ فضلاً عن ما ورد في المادتين ١٢ و١٣ من المرسوم ذاته، الأمر غير المتحقق في القضية الراهنة«. وأكد الرد أن »النقابة تبقى منحلّة من أي التزام أو موجب يتعلقان بقرار إداري صادر عن سلطة الوصاية، وزارة العمل، لم تتبلغه النقابة بأي شكل من الأشكال، وان القرار المذكور يبقى في إطار الإفادة الصادرة عن رئيس مصلحة العمل والعلاقات المهنية دون أن يشكل ذلك تبليغاً قانونياً لقرارات الإدارة النافذة«. أما الوزير فقال لـ»السفير« أن الوزارة هي المرجعية الوحيدة وفق النظام الداخلي والقوانين عبر مصلحة النقابات للإشراف على العمليات النقابية ككل. إلى ذلك، استغربت قوى ١٤ آذار قرار وزير العمل تأجيل موعد انتخابات النقابة، »خلافاً لإرادة المعلمين ولأصول العمل النقابي« واعتبرته جائرا ومنافيا لأبسط الحقوق الديموقراطية.
ـ صحيفة الديار
عباس المعلم:
ثمة رأي لبناني واقليمي اليوم يتحدث عن استبعاد حصول حرب في المدى المنظور لأسباب عدة، اهمها عدم جهوزية اسرائيل وارتباك الولايات المتحدة، لكن ذلك ليس كافيا لصحة هذا الرأي، فمن المعلوم ان اسرائيل تستعد بقوة وجهوزية لجولة جديدة مع حزب الله بمعزل عن ما يجري في المنطقة، فهذه الحرب هي حاجة اسرائيلية وليست كحرب تموز حاجة اميركية، وعلى هذا الاساس فان الدولة العبرية تستخلص العبر الحقيقية من نتائج حرب تموز، والتي اخفاها فينوغراد في طياته عن الرأي العام ووضعها على طاولة الامن القومي الصهيوني. من هذا المنطلق يدرس الصهاينة امكانية مواجهة جديدة مع المقاومة، وهذا ما اشار له بشكل مبطن تقرير الاستخبارات الصهيونية السنوي، عن معقولية مرتفعة لاشتعال متجدد بمواجهة حزب الله وشدد على أن ترجيح الحرب يرتفع بحال حصول اشتعال على جبهة أخرى، اما عن مخطط الحرب الجديدة على المقاومة في لبنان والتي بدأت بالشكل الفعلي باغتيال القائد الشهيد عماد مغنية، والتي ارادت من خلاله اسرائيل أن تثبت نجاحها الاستخباري بمواجهة حزب الله وانها كانت على علم بشخصه وموقعه في المقاومة منذ سنوات، لكن امر تصفيته كان يشكل معادلة دولية اشبه بتوازن رعب سقطت بعد حرب تموز واصبحت مكلفة على الكيان العبري، وعليه فان الحرب واقعة ومستمرة ومفتوحة ايضا لكن غير حاضرة ميدانيا على الارض، وكي تصل لهذا الواقع، يجب أن نترقب المدى الذي وصلت اليه اسرائيل بالجهوزية لفتح النار وبدء المعركة. ربما تكون تل ابيب بحاجة ماسة للحرب لكنها ايضا تخطو بحذر كي لا تقع بكارثة مماثلة لحرب تموز لكنها ايضا تريد أن تنزع عنها كابوس الرد المرتقب على اغتيال الشهيد عماد مغنية، الذي سبب لها حالة ارباك وقلق دائم منذ اشهر، انعكس على كل شيء في اسرائيل وخارجها على الاقتصاد على السياسة والأمن حتى على السياحة فهناك تقارير صهيونية تتحدث عن خسائر سياحية ومالية ضخمة تسببت فيها حالة الهلع الذي يسمى «الانتقام لمغنية» والتي ترجمت بتقليص الرحلات السياحية من والى تل ابيب وبفرض قيود على رجال الاعمال الاسرائيليين في العالم بأسره. وعليه لا تبدو اسرائيل سعيدة بتأخير حزب الله الرد على اغتيال مغنية، بل تتمنى أن يعجل به مها كان ثمنه ولو اضطرت للقيام بتصفية قادة من حزب الله بهدف تعجيل الرد، فقادة اسرائيل باتوا على يقين ان السيد حسن نصرالله يتلاعب بأمن وحياة الاسرائيليين وهو لاعب اساسي في حالة الارتباك والتخبط السياسي والعسكري الحاصل في تل ابيب والذي يشل الشهية الاسرائيلية في ضرب ايران وسوريا وحتى حماس بسبب كابوس اسمه «عماد مغنية» من جهة، وما يقوم به حزب الله من تثبيت للاستقرار الداخلي والسياسي في لبنان في ظل تزايد الودائع المالية في مصارفه ما يسبب ايضا استقرار مالي واقتصادي، بالاضافة الى تعاظم القوة العسكرية للمقاومة بشكل يزيد الخطر على الدولة العبرية حسب تقارير استخبارية اميركية، وعليه تجد اسرائيل نفسها امام خيار وواقع جديد مع حزب الله يلغي فكرة ان الحرب على الجبهة الشمالية تحتاج خمس سنوات، الى خيار اخر يفرض عليها توجيه ضربة عسكرية قاسية لكل من حزب الله وسوريا في آن معا بين الفترة الممتدة من نهاية العام الحالي وحتى ربيع عام 2009 بعد ان ادرك كبار القادة العسكريين الصهاينة ان الجيش السوري بات يشبه حزب الله الى حد لا يطاق او يحتمل؟؟
ـ صحيفة الشرق الأوسط
رياق لبنان روبرت وورث خدمة لوس أنجيلس :
في ملعب بسهل البقاع، زينته أشعة الشمس الساقطة نهاية فترة الظهيرة باللون الذهبي، تجمع المئات من الشباب الذين يرتدون ملابس فرق الكشافة، وتلتف حول أعناقهم أوشحة الكشافة المميزة، كانوا واقفين في انتباه في الوقت الذي تُعزف فيه الموسيقى العسكرية، وتقدم البعض الآخر يرفعون عاليا اللواء الأصفر المميز لحزب الله. ورغم كونهم جميعًا من المراهقين - إذ تبلغ أعمارهم 17 أو 18 عامًا ـ إلا أن قسمات وجوههم تحمل الملامح الصارمة للرجال البالغين، حيث ينبت فيها شعر خفيف، وفي جبهة البعض منهم نقطة سوداء من أثر السجود خلال الصلوات. ويرتدي كل منهم على صدره صورة صغيرة للغاية لآية الله روح الله الخميني، الذي قاد الثورة الإيرانية.
وفي الوقت الذي كان يتقدم فيه أحد مسؤولي حزب الله إلى المنصة تاليًا عليهم بعض الآيات القرآنية، كان الشباب ينشدون في تناغم: «أنت قائدنا، ونحن رجالك». وتعد كشافة المهدي طليعة حركة شباب حزب الله. وسينضم بعض المتخرجين المتجمعين في هذا الاحتفال إلى جيش مقاتلي حزب الله، ليقاتلوا ضد إسرائيل في هضاب وتلال الجنوب اللبناني، فيما سيعمل الآخرون في دواوين ومكاتب الحزب. ومن المحتمل أن ينضم الباقون إلى القاعدة المتقدمة سريعة النمو للدعم والمساندة، والتي جعلت من حزب الله أقوى الكيانات السياسية، والعسكرية، والاجتماعية في لبنان. وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم الإسلامي موجة من الإحياء الديني، يكون من الطبيعي أن يظهر الورع بين الشباب. أما في لبنان، فقد تمكن حزب الله من تعبئة تلك الطاقات في مشروع سياسي مهم: إذ يدرب الحزب جيل الشباب الجديد على الاستمرار في كفاحهم المسلح ضد إسرائيل. لقد جعلت مرونة حزب الله في أرض المعركة من التنظيم نموذجًا تحتذي به الجماعات المسلحة الأخرى في الشرق الأوسط، ومنها حماس. كما يرجع النجاح الذي حققه الحزب ـ والذي ليس بالقليل ـ إلى برامج التجنيد الشاملة غير المعتادة التي يتبعها الحزب، والأعداد الغفيرة من الشباب الذين يقودهم الفكر الديني. وتوجد شبكة كبيرة من المدارس ـ يدير حزب الله بعضها، أما المدارس الأخرى فإما أنها تنتسب إليها، أو يسيطر الحزب عليها ـ وهي محمية بصورة كبيرة من تسرب الدخلاء. كما تتوفر أيضا شبكة من العلماء والأئمة يعمدون إلى تقديم الدروس الدينية للشباب كل في منطقة معينة. وهناك أيضا مجموعة من التلاميذ والطلاب في المدارس والكليات غير المنتسبة إلى الحزب يقومون بتقديم فكر الحزب إلى الجماهير العريضة. وينظم الحزب أيضا معسكرات صيفية لا تتبع الكشافة، ورحلات ميدانية، وخلال العطلات الدينية الإسلامية، يقوم الحزب بتنظيم أعمال تحفز الشباب على إظهار ولائهم له علنا مع القيام بالأعمال الخيرية.
ـ صحيفة الأخبار :
ليس شخصيّة في مسلسل «وطني» تلفزيوني، بل شخص عاديّ دخل التاريخ لمحاولته اغتيال الجنرال غورو. أما بالنسبة إلى محمد عباس حاطوم، وهذا اسمه، فالجنرال لم يكن سوى محتلّ. ماذا بقي اليوم من الشخصين؟ شارع باسم الجنرال في بيروت، وصورة للرجل في منزل أولاد لا يصدّقهم أحد. يجلس حسن هاشم ابن حفيدة محمد حاطوم تحت صورة والد جدّه. يبدو الرجل في الصورة جالساً ببذلته العسكرية ناظراً إلى المصوّر بوجه بشوش برغم الشاربين المفتولين اللذين يغطيان شفتيه. الخصر، مزنّر بالرصاص، وبيده اليمنى يقبض على بندقيته «المرتينة» التي حاول بها يوماً اغتيال الجنرال غورو، خلال احتفال أقيم له في ساحة منشية برج البراجنة. يجلس المراهق ليستمتع بحديث جدّته عن والد زوجها، علماً بأنها ليست المرة الأولى التي يسمع فيها هذه القصة التي كان جدّه أيضاً يرويها له، مراراً. بالقرب منه يجلس خاله، الحفيد المباشر لمحمد حاطوم ، ليستمع هو الآخر إلى والدته تحدّث عما تعرفه عن عمّها.
ـ صحيفة الأخبار
داني حداد :
ميشال عون في سوريا! من كان يحلم بمثل هذا الحدث قبل أعوام؟ إلّا أن الزيارة باتت أمراً واقعاً، والإعداد لها الذي انطلق منذ أكثر من عامين لم يتعدّ دائرة ضيّقة من الأشخاص واتّسم بسريّة لا تزال مستمرة، وتتعلّق خصوصاً بموعد حدوثها الذي سيدخل مرحلة العدّ العكسي في مطلع كانون الأول المقبل، على ألا يتعدّى موعد انطلاق طائرة عون من بيروت إلى دمشق الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
وعلم في هذا الإطار أن الوزير السابق ميشال سماحة تولّى تنسيق الزيارة بين الطرفين، وعقد لهذه الغاية سلسلة لقاءات مع عون، علماً أن مرحلة البحث الجدّي في الزيارة بدأت بعيد توقيع وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، واتخذت الدعوة السوريّة إلى عون طابعاً علنيّاً من خلال تصريحات مسؤولين سوريين أشادوا مراراً بـ«الخصم الشريف». وكان لافتاً أن رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة لم يتدخّل في الإعداد للزيارة ولو أنّه شجع الطرفين على إتمامها. وبلغ برنامج زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح إلى سوريا، التي خاض في 14 آذار 1989 حرب تحرير ضدّها، مراحله النهائيّة، وبات شبه مكتمل في تفاصيله، حيث تبدو خطوات عون على الأراضي السوريّة مدروسة في الزمان والمكان، علماً أن السلطات السوريّة باشرت إجراءات عمليّة استعداداً لهذه الزيارة، وخصوصاً على صعيد إعداد المواقع التي سيزورها عون، من الناحيتين الأمنيّة واللوجستيّة. وتتحدث مصادر مطلعة لـ«الأخبار» عن أن عون لن يكون «العوني» الأول الذي ستطأ قدماه أرض دمشق بل سيسبقه إلى هناك وفد إعلامي وآخر من المقرّبين لإتمام التنسيق مع الجهات السورية والاطّلاع على مكان إقامة عون والوفد المرافق له، الذي سيتجاوز عدده عشرة أشخاص، بينهم نواب ومسؤولون في التيار الوطني الحر، عرف منهم المنسّق العام بيار رفول. أما البرنامج، فسيتضمّن لقاءات وزيارات تملأ الأسبوع الذي سيمضيه الجنرال في عاصمة الأمويين، وأهمّها اللقاء العلني الذي سيعقده مع الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى لقاء آخر مع نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، إضافةً إلى عدد كبير من المسؤولين والشخصيات السورية
ـ صحيفة الأخبار
أنطون الخوري حرب :
أثارت مواقف النائب وليد جنبلاط في واشنطن، وزيارته إليها الكثير من الغموض والتساؤلات، حيث تأتي الزيارة وسط المرحلة الانتقالية للإدارة الأميركية من الجمهوريين إلى الديموقراطيين، كما تأتي مواقفه من سوريا ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون مفاجئة، بعد الهدنة التي طبعت خطابه السياسي عقب اتفاق الدوحة.في المقابل، أكد مصدر لبناني مقرب من السفارتين اللبنانية والسورية والإدارة الأميركية في واشنطن أن عدم تصريح جنبلاط عن أهداف زيارته الأميركية قبيل حضوره إلى واشنطن كان لإثارة الغموض بغية تكبير وقع الزيارة على أخصامه، لكنه حضر لتدشين «مركز جنبلاط للدراسات» الذي أنشئ بتمويل خاص، جزء كبير منه من أبناء الطائفة الدرزية في لوس أنجلوس. إلا أن جنبلاط تحفّظ عن إعلان هذا الهدف لزيارته كي لا تكون مجرد «نزهة ثقافية» لا علاقة لها بالأهداف السياسية. ويضيف المصدر إن المسؤولين عن المركز بذلوا وسعهم لتأمين لقاءات لجنبلاط مع أركان الإدارة الجديدة في واشنطن لكن مساعيهم باءت بالفشل.بعد ذلك حاول اللوبي التابع للنائب سعد الحريري تأمين لقاء لجنبلاط مع أحد مستشاري الرئيس المنتخب باراك أوباما، وهو السفير السابق دنيس روس، لكن هذا المسعى اصطدم بعقبتين أولاهما العرف الدستوري الأميركي الذي يحرّم على أي مسؤول في الإدارة ممارسة أي عمل سياسي قبل مباشرة عمله رسمياً، وهذا لن يجري قبل أواخر كانون الثاني 2009، وثانيتهما رفض روس لقاء جنبلاط كزائر مدني غير سياسي تهرّباً من التقاط صورة لهما معاً لتنشرها الصحافة مع ما يحمل ذلك من إيحاءات وتأويلات محتملة قد يخضعها جنبلاط للاستثمار السياسي لدى حلفائه وأخصامه السياسيين. بعد هذه الخيبة، طلب جنبلاط من لوبي الحريري تأمين لقاء له مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، لكن هذه المحاولة أفضت إلى لقاء المسؤول الحالي الوحيد الذي وافق على لقاء جنبلاط، أي مساعد رايس لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ولش، الذي تولّى تأمين لقاء لجنبلاط مع رئيسته لاحقاً. ويتابع المصدر أن جنبلاط خرج من اللقاءين بانطباع يدلّ على معاملة المسؤولين الأميركيين له كإدارة «منتهية المدّة والصلاحية»، فكان للّقاءين شكل زيارة الشكر والوداع من جهة، وبانطباع ثان يوحي تسليم الإدارة الراحلة بإخفاقات سياستها الشرق الأوسطية بما فيها تلك الخاصة بلبنان من جهة أخرى. ويؤكد المصدر أن علامات الخيبة كانت بادية على وجه النائب مروان حمادة الذي عبّر لفريق الحريري عن تلك الخيبة بشكل واضح.
وفي جلسة تقويمية لمجريات زيارة جنبلاط بين الطرفين، فهم جنبلاط أن الولايات المتحدة مقبلة على زمن التسويات في الشرق الأوسط وفي مقدمها التسوية العربية الإسرائيلية، وأن زمن التغيير الساخن قد ولّى والدور الأبرز في المنطقة سيكون للأوروبيين. كما لاحظ جنبلاط بوضوح انشغال الإدارة الأميركية الجديدة بأزماتها الداخلية المتفاقمة وعلى رأسها الأزمة المصرفية والنقدية، التي ستأخذ حيّزاً كبيراً من اهتمام إدارة أوباما خلال ولايته الرئاسية.
بالعودة إلى الشأن اللبناني، عبّر جنبلاط لمجالسيه عن خطورة زيارة العماد عون إلى سوريا على فريق 14 آذار، لأن السوريين سيجعلون منها زيارة سياسية وانتخابية ناجحة بكل المعايير. وبخلاف توقعات 14 آذار، فإن هجومهم المدبّر على زيارة عون سيرتد عليهم سلباً لأنه سيكون هجوماً على إنجازات لم يستطع أي طرف لبناني تحقيقها، حتى رئيس الجمهورية. وبدل أن تضعف الزيارة عون انتخابياً ستضعف أخصامه، فتكون الزيارة قد حسمت نتيجة الانتخابات النيابية لمصلحة عون والمعارضة سلفاً، وهذا ما يفسّر في نظر المصدر اللبناني في واشنطن مفاجأة جنبلاط بهجومه الشخصي على عون بعيداً عن مواقفه السياسية، كما يفسّر هجومه على سوريا بعدما كان يعتقد أنه أصبح شبه مقبول لديها في الآونة الأخيرة. إضافة إلى رهانه على نيّة سوريا عدم تغليب فريق على آخر وهو رهان أفشلته استنتاجات جنبلاط الأميركية فعاد بتعابيره الهجومية إلى لغته المعروفة غير آبه بانعكاساتها على الواقع السياسي لاقتناعه بأن تحييد أخصامه في الطائفتين الشيعية والدرزية، إضافة إلى الوزير السابق سليمان فرنجية، يمكّنه من استفراد عون وعزله عن حلفائه بعد انكفائهم عن الدفاع عنه.
لم يطل عرض الغموض الذي نظّمه جنبلاط للإحاطة بزيارته إلى واشنطن بسبب وضوح المواقف الأميركية والعربية والمحلية من الواقع السياسي اللبناني. وما ساهم في انكشاف فشل زيارته هو خيبته من الإدارة الأميركية وترجمته الانفعالية لاستنتاجاته الخائبة، في موازاة تفاؤل أخصامه بنجاح زيارة عون المرتقبة إلى سوريا. فهل تعيد إليه عودته إلى لبنان بعضاً من الواقعية السياسية؟