ـ صحيفة المستقبل
ثريا شاهين:
إسرائيل تعطّل عودة الغجر ودمشق 'تُسقط' المزارع، تقرير الـ1701 في مجلس الأمن اليوم
ينعقد مجلس الأمن الدولي اليوم لمناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول مجريات تطبيق القرار 1701، الذي اصدره منتصف الأسبوع الماضي وأحاله عليه للنظر به. ومن المحتمل أن يعمد المجلس الى اصدار موقف هو حالياً محور مشاورات دولية غير رسمية. وتوقفت مصادر ديبلوماسية بارزة، عند نقطتين مهمتين في تقرير بان الأخير. الأولى، في احدى الفقرات المتصلة بمهمة 'اليونفيل'، حيث حسم التقرير موقف المنظمة الدولية من مسألة بالغة التأثير، وهي ان ليس من مهمة القوة الدولية تفتيش القرى والمنازل في الجنوب، والدخول في منطقة عملياتها الى البيوت لضبط السلاح. وهذا ما لفت اليه التقرير بصراحة، الأمر، الذي يأتي رداً على الموقف الاسرائيلي الذي يطالب الأمم المتحدة بأن تشمل مهمة 'اليونفيل' تفتيش المنازل في منطقة انتدابها. ومن جهة ثانية، يتجنب المواجهة بين القوة الدولية، والأهالي و'حزب الله'، وتبعاً لذلك، تكون المنظمة الدولية أوضحت تفسيرها لتفاصيل مهمة قواتها في لبنان بموجب القرار 1701 وقواعد الاشتباك التي يعمل بها، فضلاً عن التفاهمات السياسية التي شكلت احدى خلفيات هذا القرار والقبول الدولي ـ الاقليمي به.
أما النقطة الثانية، فهي ان التقرير وفي ما خص التحرك لتسهيل التوصل الى حل لقضية مزارع شبعا واسترداد سيادة لبنان عليها، نص على أن دمشق ابلغت الأمم المتحدة، ان خارطة المزارع ـ التي كانت منتظرة منها ـ ليست موجودة لديها. ما اعتُبر جواباً واضحاً في هذا الخصوص ولو تعويقياً للحل، اذ بحسب المصادر، ان الأطراف الاقليميين الذين دعاهم القرار 1701 الى التعاون في حل موضوع هذه المنطقة، أدخلوا القضية في دائرة 'التسييس' والأمر ليس مرتبطاً بالخارطة، التي قال خبير الخرائط الذي رسّم المزارع انها تفيده، انما يبدو مرتبطاً بالمفاوضات الجارية بين سوريا واسرائيل.
ـ صحيفة النهار
هشام ملحم واشنطن:
أوبامــا أعلــن فريقــه الاقتصــادي: الوضــع سيســوء قبــل أن يتحسّــن
أعلن الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما أمس فريقه الاقتصادي الذي يأمل في أن يساعده على اخراج البلاد من أسوأ ازمة اقتصادية منذ أكثر من نصف قرن، وكرر تحذيره الاميركيين من ان الاقتصاد ' سيزداد سوءا قبل ان يتحسن'، وذلك بعد ساعات من تحرك إدارة الرئيس جورج بوش لانقاذ المصرف العملاق 'سيتي غروب'، أحد الأكثر تأثراً بالازمة المالية العالمية، بضمانها اكثر من 300 مليار دولار من اصوله، وضخها 20 مليار دولار في رأس ماله، في أكبر جهودها حتى الان لمنع مصرف كبير من الانهيار.
ـ صحيفة السفير
جو معكرون: مسؤول في البنتاغون يزور لبنان
علمت "السفير&laqascii117o; من مصادر حكومية أميركية فضلت عدم الكشف عن هويتها أن المسؤول الأميركي الذي يزور لبنان حاليا هو وكيل وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات الجنرال المتقاعد جيمس روبرت كلابر الذي صادق الكونغرس على تعيينه في نيسان العام ،٢٠٠٧ وهو ليس من وزارة الخارجية. وبحكم منصبه في البنتاغون فإنّ كلابر معني بالإشراف وتقديم توجيهات حول السياسات والبرامج والموازنة لوكالات الاستخبارات الدفاعية، لاسيما وكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات الدفاعية، كما يعمل بشكل وثيق مع مدير الاستخبارات القومية.
وذكرت مصادر رسمية أخرى في البنتاغون لـ"السفير&laqascii117o;، أن كلابر يزور بيروت ضمن جولته على الملحقين العسكريين في السفارات الأميركية حول العالم وسيعود إلى واشنطن يوم الأربعاء المقبل.
ـ صحيفة السفير
عماد مرمل:
خطاب الجميل: هل انحاز الأب الى الإبن على حساب الجد؟ همس عن جدوى استمرار حزب الله في الحوار مع من يرفض تصديقه
تلقت المعارضة خطاب امين الجميل باستهجان كبير"وخصوصا انه جاء متزامناً مع تهديد إيهود باراك بتوجيه ضربة شديدة الى لبنان وتوصية الاستخبارات الإسرائيلية بتعزيز الردع حيال حزب الله، الأمر الذي يستوجب حماية المقاومة وليس تحجيمها&laqascii117o;. وتعتبر المعارضة ان ما قيل خلال الاحتفال الكتائبي يعكس حنيناً الى اتفاق ١٧ أيار، وخصوصاً في الشق المتعلق بالمقاومة التي طالبها رئيس حزب الكتائب بتسليم سلاحها الى الدولة، متسائلاً عن جدوى البحث في الاستراتيجية الدفاعية، وناصحاً بعدم تصديق حزب الله لأن اعتداله "مرحلي وتكتيكي في حين ان اعتدالنا ثابت واستراتيجي&laqascii117o;. وقد أثار هذا الكلام استياءً في صفوف حزب الله الذي يرى ان هذا النوع من التخاطب والتحريض يتناقض بشكل صارخ مع فلسفة الحوار الوطني الذي يرعاه رئيس الجمهورية والذي يتطلب حداً أدنى من اللياقة والأصول في التعاطي بين أطراف طاولة الحوار. وفي إطار الهزات الارتدادية لخطاب الجميل، هناك في المعارضة من بدأ يسأل عن جدوى استمرار حزب الله بالمشاركة في الحوار ما دام أحد أقطاب هذا الحوار يحرض علناً على عدم تصديق الحزب والوثوق فيه، ويقفز فوق النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية حارقاً المراحل وطارحا معادلات لا تخدم المعالجة المطلوبة لملف سلاح المقاومة.
وإذ توقفت اوساط المعارضة عند مطالبة الجميل بـ"تطوير الطائف&laqascii117o;، تبدي عجبها لكون البعض يحق له ان يتقدم بمثل هذا الاقتراح، بينما تقوم الدنيا ولا تقعد متى صدر موقف مشابه عن رموز المعارضة الذين يصبحون في هذه الحال متهمين بالسعي الى الانقلاب على النظام والدستور. لا تجد هذه القراءات أي صدى لها في أروقة حزب الكتائب، لأنها لا تمت بصلة الى جوهر كلمة الرئيس أمين الجميل، كما تؤكد مصادر كتائبية مقربة منه. وتعتقد هذه المصادر انه يجب الإقرار بأن هناك واقعاً فيدرالياً محسوساً على الارض يأخذ مداه في مناطق انتشار حزب الله الذي يملك سلاحه وأمواله ومؤسساته ومدارسه الخاصة، فيما توجد قوى أخرى ترغب ضمناً في اعتماد الفيدرالية ولو انها لا تصرح علناً بذلك، وعليه أطلق الجميل صرخته للمصارحة ووضع كل الاوراق المستورة على الطاولة من اجل خوض نقاش جريء حول صيغة الحكم الأنسب للبنان، إنما تحت سقف الدستور وعلى قاعدة الالتزام بثوابته.
وتؤكد المصادر الكتائبية ان الجميل لم يكن يقصد في خطابه الدعوة الى الفيدرالية، لافتة الانتباه الى ان أقصى ما ذهب اليه يتوقف عند حدود اللامركزية الادارية الموسعة التي نص عليها إتفاق الطائف، أما كلامه عن المدى الحضاري لكل مجموعة لبنانية فكان يُراد منه التشديد على ضرورة تطبيق اللامركزية الموسعة التي تمنح كل منطقة استقلالية داخلية لناحية الادارة الخدماتية والانمائية، ضمن الدولة الواحدة والموحدة.
وفي ما خص مطالبة الجميل بتطوير الطائف، تشير المصادر الى ان الجميل يرى ان بعض جوانب هذا الاتفاق وآلياته تحتاج الى تعديل في ضوء الممارسة والتجربة اللتين أظهرتا ان هناك إجتهادات في تفسير بنود معينة وأن هناك قصوراً في بنود أخرى تتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية على سبيل المثال، وبالتالي فإن ما طرحه رئيس الكتائب يطال هذا الاتجاه ولا يتعداه. وتشدد المصادر على ان حزب الكتائب لم ولن يطرح الفيدرالية، وإنما هو يدعو الى ميثاق وطني متجدد مبني على احترام التعددية والعيش المشترك وينشد الدولة المدنية التي لا لزوم فيها أصلا لمبدأ الفيدرالية. وتربط المصادر كلام الجميل عن صعوبة تصديق اعتدال حزب الله بوجود قناعة لدى الكتائب بأن الحزب لم يتخل في قرارة نفسه عن مشروع "الجمهورية الإسلامية&laqascii117o;، وإن كان لا ينادي بها علناً او لا يدعو الى فرضها بالقوة، مستشهدة في هذا المجال بأحد كتب نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم الذي يُبين أن الدولة الاسلامية هي الهدف الحقيقي للحزب.
ـ صحيفة السفير
جورج علم:
يحاول الرئيس سليمان (من خلال زيارته لإيران) أن يستفيد في الوقت الضائع، وقبل ان تصل الإدارة الأميركيّة الجديدة الى مواقع النفوذ والقرار وتكشف عن قرعتها، وعن خياراتها تجاه ملفات المنطقة، وهو يحاول ان يستفيد من مساحة الفراغ هذه ليضرب الحديد وهو حام من خلال ربط جسور مباشرة من الحوار الهادف مع العواصم الإقليميّة المؤثرة على الساحة الداخليّة. وبهذا المعنى ينجح إذا ما تمكن من شبك علاقات بين دولة ودولة، لا ان تبقى بين دولة وحزب، وإن كان لهذا الحزب حيثيته إن على المستوى المحلي او الإقليمي ـ الدولي. وينجح إذا ما تمكن من إعطاء مفهوم واضح للإستراتيجيّة الدفاعيّة مغاير تماماً لما تروّج له بعض قوى الموالاة، كأن يكون الغرض منها التخلّص من سلاح "حزب الله&laqascii117o; فقط. وينجح إذا ما أقنع طهران بأن تكون الداعم لتحويل لبنان إلى مختبر فعلي لحوار الأديان والثقافات، كبديل عن التعبئة الطائفيّة والمذهبيّة التي تخدم مصالح إسرائيل ومخططاتها، خصوصاً أن إيران لعبت في مرحلة من المراحل مع المملكة العربية السعوديّة دوراً مهدئاً، ومنعت لبنان من الانجرار الى فتنة مذهبيّة. أما الجيش وإعادة تسليحه، فأمر آخر قد يكون لإيران دور مساعد، لكن الموضوع هذا معقّد ومتداخل بين ما هو محلي، وجنوبي، وإقليمي، ودولي، ولا تصحّ مقاربته من زاوية واحدة، من دون الزوايا الأخرى التي توفر له التوازن؟!
ـ صحيفة السفير
مارلين خليفة:
الكتائب و"القوات&laqascii117o; تتنازعان انتخابياً على "حصة محدودة&laqascii117o;.. و"مقاعد معدودة&laqascii117o;
معركة مسيحيي قوى ١٤ آذار لا تنحصر مع "التيار الوطني الحرّ&laqascii117o; بل تسلل الى داخل هذا الفريق سواء على صعيد الشخصيات المستقلة أم على صعيد الأحزاب وأبرزها حزبا "القوات اللبنانية&laqascii117o; والكتائب. يرفع الطرفان شعارات سياسية متناسقة، إلا انّ التناغم الانتخابي بينهما شبه معدوم، واكبر دليل انعدام الاتصالات التنسيقية الانتخابية بين الطرفين اللذين يتنازعان فعليا على المركز المسيحي الأول الذي سيكون واجهة التنافس المقبل مع العماد ميشال عون داخل فريق ١٤ آذار. تتضارب ترشيحات الكتائب والقوات في أكثر من دائرة، إلا أن المنطقتين الساخنتين ستكونان البترون والكورة، حيث إمكانات الفوز متاحة بنسبة كبرى للطرفين.
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
فرصة جديدة متاحة للعماد ميشال عون لمناسبة زيارته دمشق كي يضع العلاقات اللبنانية - السورية، وتحديدا العلاقات السورية - المسيحية على الطريق الصحيح وذلك بأن يقوم بهذه الزيارة بعد ان تكون قد تحققت المصالحة المسيحية - المسيحية الشاملة وتحديدا المصالحة بين سليمان فرنجيه وسمير جعجع بحضوره ورعايته بحيث يزور عندئذ دمشق ويجعل مسيحيي الشرق يشعرون بالارتياح لوحدتهم وليس بالقلق لاستمرار انقسامهم كي يحاور القيادة السورية حول كثير من الامور التي تعني اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا. مثل قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، فتسلمهم له كما سلمت اسرائيل 'حزب الله' الاسرى اللبنانيين في سجونها، ومثل ترسيم الحدود بين البلدين ولا سيما في مزارع شبعا للتمكن من وضعها في عهدة الامم المتحدة بعد انسحاب اسرائيل منها، ومثل المساعدة السورية على ازالة الاسلحة الفلسطينية خارج المخيمات والعمل على ضبطها في داخلها فلا يظل لبنان وحده يتحمل وزر عدم حل القضية الفلسطينية، ومثل وقف التهريب والتسلل على الحدود المشتركة من اجل مكافحة الارهاب، ووقف تدفق السلاح عبر هذه الحدود على لبنان وتحديدا على 'حزب الله' توصلا الى احراج اسرائيل وحملها على تنفيذ القرار 1701 الذي يؤدي تنفيذه كاملا الى اقامة الدولة اللبنانية القوية القادرة، وعندها لا تعود حاجة الى وجود مقاومة ولا الى سلاح في يد فئة من دون فئة اخرى. اذ تصبح مسؤولية الدفاع عن لبنان ضد اي اعتداء من مسؤولية الدولة والشعب كل الشعب، وليست من مسؤولية فئة، فيسود عندئذ المناخ الملائم لنجاح مفاوضات السلام مع اسرائيل. وامل العوني السابق ان يتحقق كل ذلك من خلال زيارة العماد ميشال عون لسوريا، كي توصف هذه الزيارة عندئذ بأنها زيارة تاريخية فعلا لا قولا ولها اهداف وطنية وليس لها اهداف شخصية ومصلحية تصب في خدمة فئة ضد فئة اخرى...
ـ صحيفة النهار
علي حماده:
ما طرحه النائب وليد جنبلاط من مخاوف، وهو خارج من لقائه البطريرك صفير حول شكل لبنان الذي سيكون إذا ما انتصرت قوى 8 آذار في الانتخابات، مصدرها عاملان، الاول ضعف التماسك الحقيقي والعملي على مستوى القيادة في ما يتعلق بتنظيم الانتخابات النيابية المقبلة. اما العامل الآخر فيتعلق بالمرحلة التي تلت غزوات 7 ايار عندما بدت المصالحات (وهي مطلوبة في المبدأ) اشبه بعملية تسليم بالامر الواقع لغلبة السلاح الميليشيوي على مشروعي الاستقلال والدولة، وقبول بقواعد لعبة جديدة يفرضها 'حزب الله' على بقية مكوّنات الشعب اللبناني، وعلى الشرعية كذلك بحيث اعتبر كثيرون ولا يزالون ان الانتصار في الانتخابات المقبلة لن يبدل في الامور بناء على سابقة الاكثرية الراهنة التي عجزت عن ممارسة حقوقها السياسية، ولم تحكم بما يتوافق وكونها اكثرية. فضلا عن انها برهانها الحصري على قوى الشرعية من جيش وقوى امن خلال اكثر من ثلاثة اعوام، في وقت كان 'حزب الله' يرعى ويسلح ويدرب شتى انواع الميليشيات الهامشية، ويتغلغل في المناطق، ويخطط للغزاوت - تركت القاعدة الاستقلالية مكشوفة في امنها وحياتها فجاءت الغزوات كأنها نزهة !
إن هذا الشعور متجذر في اعماق القاعدة الاستقلالية، ويحتاج الى معالجة جدية. من هنا اهمية ان تثبت قيادات 14 آذار لقواعدها ان الانتخابات ستكون مناسبة للتغيير، لا للمراوحة. ثم ان القول أن المطروح هو المفاضلة بين 'لبنان الاستقلال ولبنان رستم غزالي' جيد لكنه لا يكفي. فالمهم ابراز وحدة الحلفاء من جهة، واتخاذ مواقف اكثر وضوحا من قضية سلاح 'حزب الله'، لا بل اكثر جذرية. فالسلاح المشار اليه ليس مقدّساً ولن يكون كذلك في نظر غالبية لبنانية واضحة، بل ان تلك الغالبية الشعبية تنظر اليه نظرة عدائية لانها تعتبره سلاحا عدوانيا مُهددا للكيان، والنظام، والاستقلال، والحرية، واعتدى على مواطنين لبنانيين آمنين في احيائهم وقراهم.
ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف:
إدارة أوباما تخوض غمار مقاربة جديدة مع إيران وسوريا وسط حدين لعدم التساهل هما الملف النووي ووضع اليد على لبنان
تواصل إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش في الشهرين المتبقيين له في الحكم، اي حتى 20 كانون الثاني المقبل، الاهتمام بملف لبنان ومتابعة التعهدات والالتزامات التي قطعتها لمساعدته خصوصا على صعيد دعم المؤسسة العسكرية ولبنان الدولة على نحو يرى كثيرون انه قد يكون ملزما لخلفه في البيت الابيض نتيجة الدعم البعيد المدى في هذا الاتجاه. وهذا الدعم يتوقع ان يستمر على رغم المقاربة المختلفة التي ستتبعها الادارة الجديدة للرئيس باراك اوباما مع دول مثل سوريا وايران. وما يمكن فهمه حتى الآن هو ان الادارة الجديدة ستنفتح حكما على خصومها السابقين او ستجرب ذلك، باعتبار ان تجارب الانفتاح السابقة لرؤساء دول مع سوريا لم تكن مشجعة. لكن المطلعين انفسهم يعتقدون انه بقدر ما ستظهر هذه الادارة انفتاحا ومرونة في الحوار ستظهر حزما في موضوعين اساسيين احدهما الملف النووي الايراني. فالتساهل حيال هذا الموضوع لا يبدو واردا، بل ان الهامش سيكون متاحا اكثر امام ادارة جديدة تملك كل الخيارات السلمية منها وغير السلمية، على اساس ان احد اسباب الاستقواء ضد ادارة بوش كان عدم قدرتها على اللجوء الى غير الخيار السلمي بعد الحرب الاميركية على العراق. اما الموضوع الآخر فهو اعادة وضع اليد على لبنان.فكل القراءات السابقة خلال الاشهر الماضية لمرشحين من ادارة كلينتون للعودة الى الضوء شددت على دور اميركي فاعل في المفاوضات السورية - الاسرائيلية المحتملة، مستفيدة من رغبة سوريا القوية في دور اميركي لرعاية هذه المفاوضات على قاعدة مجموعة امور تساهم في تأمين المصالح الاميركية الحيوية في المنطقة من حيث تحقيق هدف استراتيجي في فك الارتباط الايراني - السوري، وايضا في السعي الى المحافظة على الاستقلال الجديد في لبنان ومنع بيعه من اسرائيل لسوريا على ما يخشى في حال المفاوضات الثنائية بينهما لانهاء سلاح 'حزب الله'.
ـ صحيفة النهار
راشد فايد:
'حلف السجاد'
لا يجد 'حزب الله'، عبر وسائل إعلامه، ما يردّ به على الكلام السياسي العاقل الذي تطلقه قوى 14 آذار حول استيعاب سلاحه في اطار استراتيجية دفاعية، سوى امرين: العويل والنحيب تحت غطاء زعم نية خصمه السياسي الاغلبي 'نزع سلاحه'، عازلاً الامر عن حق اللبنانيين في مناقشة مصيرهم ودورهم في حرب مفتوحة 'يسمسر' لها لمصلحة 'حلف السجاد' الذي يضمه ودمشق (التاجر) وطهران (الصانع الحائك). والامر الثاني هو التهجّم الشخصي على قيادات 'ثورة الارز'، وهذا ما فعله في السابق مع سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع، واليوم مع الرئيس امين الجميّل عقب مهرجان الاحد في ذكرى اغتيال الشهيد بيار.
لم يقل احد من قادة 14 آذار بـ'نزع سلاح حزب الله' يوم كان مقاوماً، ولا يوم صار سلاح ميليشيا، واداة فتنة داخلية، وتحديداً منذ السابع من ايار الفائت. مع ذلك يستخدم الحزب وآله هذا التعبير لشد العصب الشعبوي، ولكن والاهم لإلصاق تهمة التخوين بخصومه، وتبرير انقلابه على السلم الاهلي مرة اخرى وفي الوقت الذي سيراه مناسباً، ولمَ لا حين تنتهي الانتخابات النيابية المقبلة الى هزيمة مشروعه لهيمنة 'شرعيته' على شرعية الدولة اللبنانية. وليكمل الايحاء بـ'استفظاع' 'جريمة' خصومه، يلجأ الحزب القائد في جماعة 8 آذار الى 'تسخيف' هؤلاء. ان متابعة دقيقة لنهج 'حزب الله' في السياسي والشعبي من ممارساته، تذكرنا بانه يستعيد ادبيات الحرب الاهلية، وفي الآن نفسه انه استوعب جيدا الدروس المستفادة من اخطاء طرفين في تاريخ الحرب اللبنانية هما 'المقاومة الفلسطينية' بقيادة ياسر عرفات و'المقاومة اللبنانية' بقيادة بشير الجميل.
'المقاومة الفلسطينية' حاولت ربط مصالح كثيرين بها لكنهم بقوا قلة، وطغى الحس القومي عند الكثرة من مؤيدي نضالها الى ان كثرت اساءاتها واضرارها. اما الحزب فلم يدع احدا، ولا سيما المؤمن باهدافه وبـ'علامات الظهور' التي يقدمه اهله كواحدة منها، الا شمله بـ'ماله الطاهر'، من عائلات الشهداء، الى سلسلة المدارس والتقديمات الاجتماعية.
اما من 'المقاومة اللبنانية' فقد اكتسب 'حزب الله' ما يمارسه اليوم في وجه الجميع، وتحديدا منذ اتفاق الدوحة. ولا بد ان كثيرين انتبهوا الى ذلك وهم يقرأون كتاب النائب السابق اللواء سامي الخطيب بعنوان 'في عين الحدث'.ينقل الكاتب استراتيجية مجموعة بشير الجميل في التخطيط لوصوله الى رئاسة الجمهورية، وقد كتبها المفكر شارل مالك احد ابرز اركانه، ومفادها الآتي: ان على الشرعية ان تأخذ القرار التاريخي بتبني المقاومة المسيحية وتحويلها مقاومة لبنانية. انه اخطر قرار واصعبه يتخذه الحكم، لانه يفترض شرطا مسبقا اقدام الشرعية على تغيير ذاتها، طابعا وطبيعة... ان هدف المقاومة الاساسي الذي يجسد فكرة ترشيح بشير للرئاسة هو تحويل الشرعية الحالية شرعية اخرى من طريق الشرعية نفسها وبوسائل شرعية.ابدل المقاومة المسيحية بالمقاومة الشيعية، وتذكر ان محاولة لبننتها بدأت قبل مدة باعلان تشكيل مقاومة من كل الطوائف، لم تولد واقعيا، وتذكر ان انتخاب بشير الجميل يحل محله في الوضع الراهن انتخاب استراتيجية 'حلف السجاد'.
ـ صحيفة الأخبار
نادر فوز:
نوّاف الموسوي يعرض أوضاع حزب اللّه دوليّاً
■ إسرائيل غير مستعدّة لأيّ صراع ميداني والمقاومة أكثر جهوزيّة
■ مشكلة الانتخابات هي مع ضبّاط مناطق يُغلّبون انتماءهم الحزبي
■ الحصار علينا ليس دولياً بل لدينا علاقات خارجيّة جيّدة
تتوالى الاستحقاقات والأحداث الضاغطة على حزب الله، داخلياً وخارجياً، ولا تزال القضية الأهم لهذا الحزب هي المقاومة، لاحتكاره العمل المقاوم ضد العدوّ الإسرائيلي في ظلّ تقاعس أو &laqascii117o;تقعيس" القوى المقاومة الأخرى. علت موجة تهديدات إسرائيلية ثم هبطت، وعادت إلى الارتفاع مع ما أشيع عن مناورة عسكرية قام بها حزب الله في الجنوب. لكنّ أوساط الحزب تستبعد احتمال نشوب أي عدوان في المنطقة، وهو ما يذكره مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، نواف الموسوي، &laqascii117o;لأنّ كل الدول مشغولة بشؤون داخلية"، لافتاً إلى وجود استحقاقات داخلية في كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران ولبنان. ويضيف الموسوي أنّ الإسرائيليين، عكس ما يشاع، غير مستعدين لأي صراع ميداني. و&laqascii117o;التقديرات تشير إلى أنّ المقاومة في لبنان مستعدة لخوض معركة عسكرية أكثر من الجيش الإسرائيلي". ويؤكد الموسوي هذا الموقف، &laqascii117o;والموضوع محسوم عند قيادة العدو التي تتخبّط اليوم في صراعات داخلية في ظلّ غياب الحكومة بعد استقالة أولمرت".
استبعاد احتمال وقوع أيّ عدوان لا يلغي استمرار الحزب برفع جهوزيّته وتطوير قدراته، وفي خطّ مواز يعمل على إطلاق ورشة التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة. &laqascii117o;لم يبدأ الحزب العمل للانتخابات النيابية بعد"، يقول الموسوي، مشيراً إلى الارتياح السياسي الذي يعيشه الحزب، مضيفاً &laqascii117o;نسعى إلى ضمان تمثيل الجميع، وكما قلنا سابقاً، المطلوب هو الشراكة في الحكم بين كل القوى".
ويتابع الحديث عن الانتخابات فيلفت إلى أنّ حزب الله والمعارضة غير واهمين بأنّ الأكثرية النيابية المقبلة ستكون بفارق مقاعد قليلة، كما هي اليوم. وعن سير الانتخابات، يؤكد ثقة الحزب بوزير الداخلية، زياد بارود، &laqascii117o;وشفافيته وقدرته على جعل الانتخابات ديموقراطية"، إنما المشكلة بحسبه تكمن في مكان آخر &laqascii117o;بعدد من الضباط في المناطق، حيث يغلب الانتماء الحزبي على الانتماء لمؤسسة قوى الأمن الداخلي". ويعيد الموسوي التأكيد أنّ التواصل مع القوى مستمرّ، والموقف من المصالحات واضح &laqascii117o;ولا قاعدة انتخابية له". ويعكس هذا الارتياح السياسي الحذر المستمر على الصعيد الأمني، وخاصةً بوجود تيارات سياسية في مناطق وجود حزب الله تعمل على الصعيد الأمني، فتيارات صاعدة ذات صبغة شيعية &laqascii117o;تقوم بترتيبات عسكرية بصيغة شركات أمنية، ونحن فتّحنا أعيننا على هذا الموضوع لأن الأمن خط أحمر للحزب". أما في المناطق المحيطة بانتشار الحزب، &laqascii117o;فنحن مطمئنون إليها أمنياً"، نافياً أي تخوّف من إمكان وجود شبكات سنيّة أصولية في مخيّم برج البراجنة المحاذي للضاحية الجنوبية والمربّع الأمني للحزب.
وعن الحليف المسيحي ميشال عون، يقول الموسوي: &laqascii117o;لنا كامل الثقة بهذا الرجل، وقد برهن أنه الأفضل مسيحياً ووطنياً وله رؤية سياسية ذات أبعاد متعددة تهدف إلى تحصين لبنان داخلياً وحمايته من الأخطار الخارجية". ليتساءل: &laqascii117o;مع من يمكن التحالف من اللبنانيين، مع وليد جنبلاط أو سمير جعجع؟".
ويشير إلى أنّ جنبلاط قام في أميركا بجولة استطلاعية لمستقبل الموقف الأميركي في لبنان والمنطقة. يصمت قليلاً. ويضيف: &laqascii117o;بالطبع لا يزال الحزب على موقفه، لا مشكلة لنا مع أحد إذا لم يتعرّض للمقاومة، أيدينا ممدودة للجميع، لكن موضوع التحالفات السياسية والانتخابية مبتوت، وإنّ حزب الله لن يتخلى عمّن دعمه ووقف إلى جانب المقاومة منذ بدء الحملات عليها.
■ عمل الحزب في الخارج
يتحدّت الشيخ حسن عز الدين، مسؤول العلاقات العربية في حزب الله، عن المسؤولية التي تقع على الحزب بعد الانتصارات التي حقّقها، ودوره في استمرار مفهوم المقاومة. مع انتهاء الحرب الأهلية، بدأ حزب الله يتحوّل من حركة مقاومة عسكرية للاحتلال إلى حزب سياسي. في تلك المرحلة كان العمل الخارجي يجري عبر وحدة العلاقات الخارجية في الحزب التي تأسست عام 1992. ومع تطوّر دور الحزب في الداخل، جرى فصل عمل هذه &laqascii117o;الوحدة" في عام 1998، بين علاقات دولية وعلاقات عربية. وكان من مهمات وحدة العلاقات الدولية متابعة الشؤون السياسية في الخارج، إضافةً إلى الاهتمام بالجاليات اللبنانية. وأخيراً، في تموز 2008، تأسست وحدة ثالثة بعدما جرى فصل العلاقات الدولية عن العلاقات الخارجية، فانحصر دور العلاقات الدولية بالسياسة، فيما أصبح دور العلاقات الخارجية منحصراً بوضع اللبنانيين في الخارج. وكل هذه التقسيمات في البنية الداخلية، هدفها، بحسب عز الدين، تفعيل دور كل قطاع ووحدة لما يمثلانه من أهمية لـ&laqascii117o;نقل تجربة المقاومة بصورتها الحقيقية وتبادل الخبرة في العمل السياسي والتنظيمي وفي المجالات كلها".
أما شكل العلاقة مع العالم العربي، فهي مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، والممثليات والسفراء. وتصنيف هذه التنظيمات يخضع لأربع خانات: حركات إسلامية (تشمل سلفيين عقائديين، سلفيين تكفيريين)، قوى قومية ووطنية، منظمات إقليمية وسفراء. والأولية في التواصل هي للعلاقات مع الأحزاب لا مع الأنظمة.
ويشير عز الدين إلى أنّ دخول الحزب إلى المجلس النيابي والبلديات، قبل عام 2000، ساهم في تحسين بعض العلاقات الخارجية، ومن ثمّ، بعد التحرير &laqascii117o;كان الانفتاح الأكبر على الخارج". أما عام 2006 فكانت انطلاقة جديدة في هذا المجال، &laqascii117o;بعدما أصبح الحزب لاعباً أساسياً في المعادلة الإقليمية"، يقول عز الدين. ويشير عز الدين إلى أنّ علاقة الحزب بكل من سوريا والسودان وقطر والجزائر، &laqascii117o;وكل الدول التي تحتضن القضايا العربية والمقاومة" جيدة، وتتنشط مع كل حدث أو تطوّر يحصل في المنطقة. أما العلاقة &laqascii117o;فعادية وغير سلبية" مع مصر والأردن والسعودية، وتمرّ بتوتّرات حسب الظروف. ويحدّد عز الدين ثلاث مرتكزات للتواصل مع الأحزاب العربية:
أولاً، المؤتمر القومي العربي (600 شخصية من مختلف الشخصيات الفاعلة في التيار القومي العربي).
ثانياً المؤتمر القومي الإسلامي ( أكثر من 600 شخصية وحزب إسلامي).
وثالثاً مؤتمر الأحزاب العربية (حوالي 110 أحزاب، على اختلاف خياراتها، من الدول العربية).
ويضيف أنّ الحزب يحرص على عدم التدخّل بشؤون أي دولة، وأنّ الأهم هو التفاعل كشعوب عربية فيما بينها، &laqascii117o;وللشعوب الحق ممارست عملها السياسي". ويتابع الموسوي الحديث عن عمل الحزب في الخارج، فيشير إلى أنّه لا مكاتب أو ممثليات له، فلم يعتمد حزب الله هذا الأسلوب أو الصيغة في بلد عربي أو أجنبي، &laqascii117o;لأننا غير مؤمنين بها ولا نعتبر أنه أمر مفيد في هذه المرحلة عموماً".
■ تماسك وصدّ للهجوم
مرّ حزب الله، ولا يزال، بمجموعة من الضغوط الدولية، وبدأت محاصرته في الخارج عبر منع نشاطات لمناصريه في بلد، ومنع إعلامه في بلد آخر، واتّهامه بتمويل الإرهاب في أماكن أخرى. وتتكرّر هذه الاتّهامات بين كندا ولندن وأميركا الجنوبية وأوروبا الغربية.يرى الموسوي أنه يجب دراسة كل واقعة من هذه الوقائع على حدة، &laqascii117o;بمعنى التدقيق في ظروفها لمعرفة خلفيتها، فلكل منها سياقها الخاص".ويتابع الموسوي أنّ المواقف التاريخية للدول ذات الماضي الاستعماري والحاضر الاستعماري معروفة من الحركات الوطنية التحررية والحركات المقاومة. فيذكر الدور المباشر للاستخبارات الأميركية &laqascii117o;في اغتيال شخصية ثورية مثل غيفارا". ليس ما يعيشه الحزب حصاراً دولياً، فـ&laqascii117o;داخل مجلس الأمن لا روسيا ولا الصين ولا فرنسا تصنّف حزب الله منظمة إرهابية". ليس الأمر إلا أداء الدول الاستعمارية تجاه حركات المقاومة، فكيف إذا كانت هذه المقاومة ضد إسرائيل؟". وفي ما يتعلق بكندا، حيث جمّدت الحكومة الكندية أرصدة عدد من المواطنين اللبنانيين لاتّهامهم بالعمل لمصلحة حزب الله، يؤكد الموسوي أنّ الحزب يتابع الوضع منذ فترة &laqascii117o;وكيف يتصرف الجانب الإسرائيلي بهذا الخصوص"، مشيراً إلى أنّ الاتصالات أوقفت مع الكنديين منذ سنوات &laqascii117o;لخضوعهم للموقف الأميركي بإدراج حزب الله على لائحة الإرهاب".وفي متابعة للموضوع الكندي، يشدد الموسوي على وجود مشكلتين: &laqascii117o;فالسياسة الخارجية الكندية ملحقة بالسياسة الخارجية الأميركية ولا استقلالية لها، حتى على مستوى الأمن"، وثانياً في المستوى الداخلي &laqascii117o;حيث يوجد نفوذ متنامٍ للوبي اليهودي"، وبالتالي كل يوم هناك قضية من قضايا كهذه.
وفي أميركا اللاتينية، يعلّق السيد: &laqascii117o;أفضل العلاقات. لقد جرى نشر قطع من الأسطول الأميركي مما أثار مخاوف البرازيل وحتى الأرجنتين"، ليضيف &laqascii117o;هناك اعتقادات بأن أميركا تتذرع بهذه المنطقة للقيام بتدخلات عسكرية ذات أسباب اقتصادية، لأنّ القارة بدأت تتجه نحو اليسار". ويعلّق: &laqascii117o;لذلك تتذاكى أميركا في موضوع الفارك حيناً، وموضوع إنتاج المخدرات حيناً آخر، لبسط الهيمنة الأميركية هناك والعودة إلى ما يسمى جمهوريات الموز".
ويرى الموسوي ازدواجية في استهداف الحزب في أميركا اللاتينية، وخاصةً في فنزويلا، حيث يمكن اتّهام الحزب بالعمل الإرهابي في العالم، إضافةً إلى وضع الرئيس الفنزويلي تحت الضغوط وتصويره على علاقة بحزب الله.
في معرض الحديث عن العلاقات مع الدول الأوروبية، يقول الموسوي إن الحزب غير موهوم بإمكان التوصّل إلى علاقات ذات مستوى عالٍ مع أي دولة أوروبية، مضيفاً &laqascii117o;بعض الجهات الغربية لا ترغب في رؤية الجانب المقاوم في حزب الله"، في إشارة إلى الرغبة في تصفية هذا الجانب.
وفي ما يتعلق بفرنسا، يقول الموسوي إنّ هناك تركيبة خاصة بالعمل الفرنسي الخارجي &laqascii117o;ولا يمكن أن تسقط هذه الخصوصية عند الحديث عن موضوع حزب الله"، ولو أنّ إعلاماً مقرّباً من الإسرائيليين يسيطر على الرأي العام في هذه الدولة. السياسة الفرنسية تحاول من جهة أن توازن ضد الضغوط التي تمارس عليها، ومن جهة أخرى تحاول ممارسة سياسة واقعية، يقول الموسوي، مستذكراً مؤتمر سان كلو حيث حضر حزب الله رغم كل الضغوط التي مورست على الفرنسيين. وفي الحديث عن العلاقات بين حزب الله وفرنسا، لا بد من الإشارة إلى أنّ تفاهم نيسان كان وليد الدور الفرنسي في المنطقة، والذي أنصف المقاومة عام 1996 وأعطاها حقها في الدفاع عن الأراضي اللبنانية.
أما بريطانيا، حيث صدر قرار يمنع أي عمل إعلامي للحزب، فيؤكد الموسوي أن الاتصالات مقطوعة مع لندن منذ غزو العراق، &laqascii117o;لأنها أصبحت قوة محتلة في العراق وقرارنا هو عدم التعاطي مع الاحتلال". ويطرح السيد وجهاً آخر لموقف البريطانيين متعلّقاً بتأييد الحزب للمقاومة العراقية، مشيراً إلى أنّ الحزب متّهم بتدريب عناصر من المقاومة العراقية.ويضيف الموسوي: لا تمثّل العلاقات المتوترة مع الإنكليز أية مشكلة للحزب، فبريطانيا &laqascii117o;مزعزعة الوزن في الشرق الأوسط، ولا دور لها في المنطقة ولا في أي من الملف اللبناني أو العراقي حيث ليست هي صاحبة الدور الأساسي". من جهة أخرى، يؤكد الموسوي العلاقة الجدية التي تربط الحزب بكل من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وروسيا، &laqascii117o;وهي دول تعتبر الحزب قوة أساسية، ويجب التعامل معها وفق هذا الاحترام، وهم دائماً يعلنون أنهم على مسافة واحدة من جميع الأطراف"، مضيفاً &laqascii117o;وهم فعلاً كذلك".
--------------------------------------------------------------------------------
العدالة الاجتماعيّة واليسار
في الصالون، حيث يستضيف نواف الموسوي مسؤولين وسفراء وقائمين بالأعمال، تمثال لمحرّر أميركا اللاتينية من الاستعمار الإسباني، سيمون بوليفار. يخلط الموسوي بين بوليفار و&laqascii117o;أيقونة" السيّد حسن نصر الله وصورة القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية. فهؤلاء يشكّلون مفهوماً متكاملاً في نظره لا تجوز التجزئة فيه أو استبعاد أحد عن غيره. حتى غيفارا يحضر مرات عديدة معه، ولو أنّ العقيدة الشيعية تفرض عدم تكريم مناضل ملحد لا يعترف بكتاب سماوي. يعتزّ الموسوي بهذا المجسّم الصغير، الذي أهداه له أحد سفراء أميركا اللاتينية، ويتحدّث عنه بفخر متمسّكاً بكل ما تمثّله هذه الشخصية والقضايا التي عمل من أجلها. رغم كونه &laqascii117o;سيّداً"، ومسؤولاً في حزب ديني عقائدي، يقدّم الموسوي صورةً مختلفة عن الصورة النمطية التي يظهر بها المسؤولون في حزب الله. يجلس في صالون تسمع من خلاله زحمة السيارات في محيط الضاحية الجنوبية، ويبقى وحيداً مع الضيوف، يأخذ راحته في بعض الأحيان ويتجنّب الدخول في مواضيع &laqascii117o;حسّاسة" أحياناً أخرى. ينجح في الهرب من بعض الأسئلة، إلى أن يقول &laqascii117o;بلاها"، حين يجد أن لا جدوى من محاولات الذهاب بالموضوع إلى مكان لا &laqascii117o;يشتهيه".
يعترف بأنّ القضايا اليسارية محقّة وأنّ العدالة الاجتماعية مفهوم لا يمكن التخلّي عنه، ولو أنّ السياسة تقتضي تطبيق أمور أخرى. شخصية يسارية أخرى يقدّرها الموسوي، زياد الرحباني، فلا تغيب &laqascii117o;لطشات" الأخير عن أي حوار يمكن إجراؤه مع &laqascii117o;السيّد". وأهم ما يهاجمه في الجلسات، مسألة التوريث السياسي، حيث يستبعد الأمر كلياً عن حزب الله.