ــ صحيفة السفير :
ازدحمت المواعيد الرئاسية والنيابية والحكومية قبل أن ينصرف الجميع إلى تمضية عطلة الأعياد المجيدة والاستعداد لسنة لبنانية انتخابية مفصلية، لن يغادرها هاجس الأمن، ...
وفيما تقدم الملف الدرزي على الصعيدين السياسي والأمني، يتوجه رئيس الجهورية العماد ميشال سليمان، غدا، الى الأردن، في زيارة قصيرة، ينتظر أن يكون أحد أبرز عناوينها ملف تسليح الجيش اللبناني، وهو العنوان الذي ستتمحور حوله أيضا الزيارة غير المسبوقة التي بدأها وزير الدفاع الياس المر للعاصمة الروسية، على رأس وفد عسكري لبناني، والتي ينتظر أن تؤدي الى إبرام صفقة تسلح تشمل دبابات روسية حديثة الصنع وقاذفات صواريخ.
وعشية جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم، في القصر الجمهوري في بعبدا، كانت لافتة للانتباه المشاورات الرئاسية التي أجراها الرئيس سليمان مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، وتمحورت حول موضوع الهيئة العليا للاغاثة، وخاصة أن الموضوع أثير في جلسات سابقة للحكومة وتقرر أن يثار في جلسة محددة، تقرر موعدها اليوم، حيث تم توزيع تقرير على الوزراء أعدته الهيئة حول أرقامها وأعمالها في السنوات الأخيرة.
وقالت مصادر وزارية معارضة لـ»السفير« ان وزراء المعارضة أجروا، في اجتماع عقدوه امس، تقييما مشتركا للموقف وقرروا مقاربة الموضوع ليس من زاوية الأرقام الواردة في تقرير الهيئة بل من زاوية دستورية وقانونية عمل الهيئة »ونحن كوزراء للمعارضة، متمسكون بالهيئة ولكن بعد وضع مشروع قانون يحدد ماهيتها وطريقة عملها وصلاحياتها ودورها.. لأن الجميع متفق على وجود حاجة الى نوع كهذا من الهيئات في مواجهة الحالات الاغاثية الطارئة، أما الهيئة بوضعها الراهن فهي غير قانونية وغير دستورية«.
وقال مصدر وزاري ضمن فريق الموالاة لـ»السفير« ان السؤال المطروح هو لماذا اختار فريق المعارضة هذا التوقيت تحديدا لفتح ملف الهيئة التي نعتبرها قانونية ودستورية وعملها يخضع للرقابة ولاشراف رئاسة مجلس الوزراء.
ولدى مغادرته القصر الجمهوري قال الرئيس السنيورة ان »الهيئة العليا للاغاثة هي من اجل حل مشكلة المتضررين من الحرب التي شنتها إسرائيل وعدم معالجة هذا الأمر هو إبقاء حال هؤلاء الناس من دون حل، مع العلم ان الدولة اللبنانية تتحمل جزءا من كلفة البناء والبعض لا يعرف ان الدولة اللبنانية فعليا تتحمل كلفة إعادة بناء ٩٥٪ من الضاحية الجنوبية و١٥٪ من سائر القرى والبلدات«.
وردا على سؤال حول التوزيع غير المتوازن لأموال الهيئة العليا للاغاثة، اجاب السنيورة أن الكلام الذي يحكى في هذا الموضوع »هو كلام سياسي، وعلينا ان نخرج موضوع متضرري حرب تموز من البازار السياسي والمزايدات السياسية لأننا نكون نظلمهم ونظلم البلد، وبالتالي يجب ان يتوقف هذا الأمر«.
سياسيا، تقدم الملف الدرزي إلى واجهة الحدث الداخلي، وذلك في ضوء الانتقادات التي وجهها، أمس، الوزير طلال ارسلان للنائب وليد جنبلاط، غداة حادثة كفرحيم وعودة »الخطاب السياسي الجنبلاطي العالي النبرة«، وهو الأمر الذي جعل أرسلان يتهم جنبلاط »بإعادتنا إلى ما قبل السابع من أيار«.
وأوضحت مصادر ارسلان لـ»السفير« انه »منذ ٧ أيار التزمنا التهدئة، ولكن منذ ذلك الحين لم يتوقف التمادي في الخطاب التصعيدي خلافا لما تم الاتفاق عليه، وخصوصا باتجاه سوريا، إضافة الى وقوع اشكالات، وهذا أمر مسيء للجميع ولا يفيد احدا، وخاصة الدروز«.
وتحدثت المصادر عن وجوب وضع حد للخطاب السياسي العالي النبرة ضد سوريا، »التي كانت وما تزال تشكل العمق الحقيقي لدروز لبنان، ولا مصلحة لهم في ان يستخدموا عصا لا لمعارك سياسية ولا لمعارك شخصية، ولا أن يساقوا الى أي مكان يستخدمون فيه لتصفية الحسابات الخارجية«.
في المقابل، رفض النائب جنبلاط التعليق على كلام ارسلان، وقال لـ»السفير« اننا في كل الاحوال »ما زلنا في اطار التهدئة«، مشيرا الى انه سيعقد قبل ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا في المختارة يرد فيه »بهدوء« على ارسلان.
هيئة الأشراف على الانتخاب .الى ذلك، من المقرر أن يناقش مجلس الوزراء، اليوم، أيضا تعيين أعضاء هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية، والتي تأجل تعيينها من الجلسة السابقة لسبب تقني متصل بترشيحات ديوان المحاسبة.
وأكد وزير الداخلية زياد بارود لـ»السفير« أن تعيين هذه الهيئة يشكل أول انطلاقة للإصلاحات التي يتضمنها القانون الانتخابي، وقال: أنا متفائل بهذه التعيينات، ولذلك سأطرح الترشيحات على مجلس الوزراء، كما وردتني من الجهات المعنية من دون أي تدخل فيها، ومن الطبيعي ان تحصل نقاشات حولها في مجلس الوزراء، وفي النهاية سيكون القرار للمجلس، علما أنني اميل الى عدم التصويت، كإشارة لوقوفي على مسافة واحدة من الجميع«.
ونفى بارود ما تردد عن أنه سيطرح طلب الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر مراقبة سير العمليات الانتخابية في جلسة مجلس الوزراء اليوم، ...ولفت بارود الانتباه الى ان التحضيرات الانتخابية قطعت شوطا مهما، والعمل في إعداد بطاقات الهوية يسير بشكل سريع ومكثف، وقال ان تحضيرات الوزارة »تتم على اساس ان الانتخابات النيابية ستجري في يوم واحد، على نحو ما هو محدد في القانون، ...
وقد استوضحت »السفير« عددا من المصادر الرسمية حول الموعد المبدئي المرجح لاجراء الانتخابات، فالتقت عند اعتبار يوم الأحد في ٣١ ايار »التاريخ الأكثر ترجيحا للعملية الانتخابية، وهو تاريخ يأتي قبل ٢٠ يوما من نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي في ٢٠ حزيران ٢٠٠٩ «.
وعلى خط آخر، يقوم رئيس الجمهورية غدا، بزيارة رسمية قصيرة لمدة ٢٤ ساعة الى الاردن، يجري خلالها محادثات مع الملك عبد الله الثاني، ويلتقي فيها رئيس البرلمان الاردني ووزير الخارجية ويحضر مناورة عسكرية. ويرافقه في الزيارة الوزراء فوزي صلوخ، ألان طابوريان وأنطوان كرم الذين سيجرون محادثات مع نظرائهم في الاردن، الابرز فيها ما يتصل بالشأن الكهربائي، الذي سيتم بحثه بين وزير الطاقة اللبناني ونظيره الاردني من زاوية الربط السداسي.
وأشارت مصادر بعبدا، الى ان جدول اعمال الزيارة يتركز بشكل اساسي على تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين، وسيتناول البحث القضايا المشتركة، وأطر التعاون في المجال الزراعي والتجاري، وصولا الى التعاون العسكري وتعزيزه لهذه الناحية، وخصوصا في مجال تقديم قطع غيار للآليات والعتاد العسكري.
ــ صحيفة النهار :
الخطوة الأولى على طريق جلجلة التعيينات القضائية يشهدها مجلس الوزراء اليوم وقد تكون باكورتها، استناداً الى معلومات "النهار"، ملء منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى بتعيين القاضي غالب غانم رئيس مجلس الشورى في هذا المنصب.
وأفادت مصادر وزارية متابعة ان هذا الامر كان موضوع مشاورات بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي عرضه مع وزير الدولة جو تقلا الذي يقوم حالياً مقام وزير العدل ابرهيم نجار الذي يعالج من حادث السير الذي تعرض له قبل أيام، علماً انه مطلوب من مجلس الوزراء ملء الشواغر في مجلس القضاء بتعيين رئيس له، ورئيس لهيئة التفتيش القضائي وعضوين ارثوذكسي ودرزي في المجلس الذي يتألف من عشرة اعضاء ستنتهي ولاية خمسة منهم في حزيران المقبل.
ويؤمل، اذا ما تكللت هذه التعيينات بالنجاح، ان ينطلق مجلس القضاء في ورشة التعيينات القضائية التي باتت أزمة مفتوحة وقد اطلقت أخيراً حركة احتجاج واسعة على مستوى المحامين في لبنان.
...اللامركزية الادارية
وكان موضوع اللامركزية الادارية تحرك اثر اعلان الرئيس سليمان امس انه طلب من وزير الداخلية اعداد مشروع قانون في هذا الصدد "لان اتفاق الطائف نص على اعتماده". وقال: "لا اصلاح حقيقياً من دون اللامركزية الادارية".
وسألت "النهار" الوزير بارود عن هذا المشروع، فأجاب: "هذا الموضوع نعمل عليه منذ فترة بتوجيهات من فخامة الرئيس ومتابعته شخصياً من اجل بلورة تصور شامل يواكب عمل مجلس النواب عبر لجنة الدفاع والداخلية والبلديات التي تدرس اقتراح رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم. وهذا التصوّر ينطوي على الاجابة عن خيارات اساسية اهمها: انطلاقاً من اتفاق الطائف الذي ادرج اللامركزية الادارية تحت باب الاصلاحات تطرح اسئلة تتعلق بالتوفيق بين ضرورة الانماء المتوازن والتنمية المحلية والبحث في الموارد المالية للهيئات المحلية باعتبار ان اللامركزية الادارية لا تصح الا من خلال سلطات محلية منتخبة وتتمتع بالاستقلال المالي والادارية والموارد التي تمكنها من اداء دورها في التنمية. ولا ننس ان الهدف الاساسي هو تحفيز المشاركة المحلية، والمهم الاشارة الى ان مبدأ اعتماد اللامركزية الادارية هو موضع اجماع في لبنان منذ اتفاق الطائف، وقد حان الوقت لوضعها موضع التنفيذ بعد مضي 18 عاماً على انجاز الطائف". ولفت الى "ان اللامركزية الادارية تندرج ضمن وحدة الوطن ومركزية الدولة، وان الموضوع انطلق بمتابعة من فخامة الرئيس ووزارة الداخلية ستعطيه الزخم الكافي".
جنبلاط
على صعيد آخر، يعقد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مؤتمراً صحافياً قبل ظهر اليوم في المختارة. وعلمت "النهار" ان المواقف التي سيعلنها جنبلاط بعد ما طرحه وزير الشباب والرياضة الامير طلال ارسلان ستتسم بـ"التهدئة والتوضيح". وكان ارسلان سأل جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده امس: "هل التفويض في الملف الامني في الجبل لا يزال قائماً؟".
ــ صحيفة الديار :
استقطب قصر بعبدا أمس الكثير من الزوار، إلا ان اللافت كان زيارة الرئيسين بري والسنيورة الى القصر الجمهوري، حيث تطرق البحث بين الرئيس سليمان والرئيس بري الى اربع نقاط وهي الآتية: 1 - الجلسة التشريعية التي ستعقد يوم الاثنين بخصوص سلسلة الرتب والرواتب ومطالب المعلمين، وتم الاتفاق على متابعة قضية المعلمين حتى النهاية.
2 - الجلسة المخصصة لتعيين نصف أعضاء المجلس الدستوري في مجلس النواب في جلسة تعقد بداية الأسبوع المقبل او الاسبوع الذي يليه.
3 - موضوع لجنة المراقبة على الانتخابات التي سيبحثها مجلس الوزراء اليوم السبت.
4 - طلب الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر ارسال مراقبين للانتخابات.
وفي هذا الاطار ذكرت مصادر معارضة ان لا مشكلة لدى فريق المعارضة في وجود مراقبين دوليين للانتخابات لكن المشكلة تكمن في مسألة حيادية هؤلاء المراقبين ام سيكونون طرفا لمصلحة احد الفريقين المتنافسين.
... السفارة السورية الى ذلك، كشفت مصادر مطلعة ان الفريق التقني السوري والذي يضم عددا من المهندسين للبت بأمر مقر السفارة السورية في بيروت كان قد فاوض خلال الايام الماضية لشراء مبنى مؤلف من 5 طبقات بين الرملة البيضاء وبئر حسن وانه تم التوافق على السعر النهائي، لكن الفريق السوري فوجئ عند البدء بإجراء المعاملات بأن أصحاب المبنى رفعوا السعر بشكل كبير وصل الى حدود المليوني دولار عن السعر الذي تم التوافق عليه سابقا، ولم تعرف الأسباب ولكن المفاوضات ما زالت مستمرة وسيتم الانتهاء من الامر خلال اليومين المقبلين على ابعد تقدير.
ــ صحيفة المستقبل:
... تجدّد الخوف على مسيرة المصالحات في البلد بعد الموجة الأخيرة من الضغوط السوريّة، الأمر الذي عكسه المؤتمر الصحافي للوزير طلال أرسلان بالأمس، والذي حذّر فيه من التخلي عن التفويض المعطى له من رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط في ما يتّصل بالتهدئة الأمنية في منطقة الجبل.