صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 13/12/2008

ــ صحيفة السفير
زينة برجاوي :
الكرامة&laqascii117o; تكسر حصاراً تعليمياً على القطاع وتنقل طلاباً إلى الخارج .سـفيـنة لبـنانيـة إلى غـزة وتظاهـرات فـي إيـران .
انضم لبنان، الى محاولات شعبية عربية ودولية متأخرة وخجولة لكسر الحصار الاسرائيلي على غزة، رمزيا، من خلال "انتفاضة السفن&laqascii117o;، إذ من المتوقع أن تبحر سفينة لبنانية إلى مرفأ لارنكا ومن هناك إلى شواطئ القطاع الفلسطيني المحاصر خلال الأيام المقبلة. وتعتبر هذه السفينة، المحاولة العربية الرابعة لكسر الحصار رمزيا عن غزة، بعد السفينة الليبية التي منعت السلطات الإسرائيلية وصولها إلى شواطئ القطاع، والسفينة القطرية التي أفشلت اسرائيل مشروعها قبل الانطلاق، إضافة إلى سفينة فلسطينيي ١٩٤٨ التي كان من المتوقع أن توصل هدايا العيد لأطفال غزة.

ــ صحيفة السفير
سليمان تقي الدين :
تعديل الطائف!
يرغب الكثير من القوى السياسية في تعديل الطائف. كثيرون أيضاً باتوا يلهجون بذلك. المسيحيون بصورة خاصة في مواقع مختلفة يعتقدون أن صلاحيات رئاسة الجمهورية لا تتناسب مع الدور المفترض لهذا الفريق داخل النظام السياسي. البعض منذ اللحظة الأولى اعتبر "الطائف&laqascii117o; "اتفاق الضرورة&laqascii117o; لوقف الحرب التي صارت عبثية ولا تستطيع تعديل ميزان القوى. بصورة عامة كل ممثلي الجماعات الطائفية تعاطت مع اتفاق الوفاق الوطني على أنه صيغة جامدة لتوزيع الصلاحيات والمواقع على نحو ما جرت ترجمته في الممارسة السياسية. الجميع أغفل البعد الإصلاحي وكذلك الطابع الانتقالي للصيغة الجديدة.
...في ظروف إقرار "الطائف&laqascii117o; لم يكن بالإمكان أكثر مما كان. فأمام تنازع المصالح والحاجة إلى تسوية لوقف الحرب كان لا بد من إبقاء الغموض موجوداً في بعض النصوص أو العلاقات. لكن هناك فرضية مسيطرة على نصوص "الطائف&laqascii117o; وهي الأفق المفتوح على تجاوز الطائفية...

ــ صحيفة الديار
نزار عبد القادر:
هل تفاجئ اسرائيل أوباما بتغيير قواعد اللعبة بضرب ايران؟ عادت احتمالات ان تشن اسرائيل هجوماً جوياً مباغتاً ضد المنشآت النووية الايرانية الى ‏واجهة الاعلام الاسرائيلي والدولي، بعدما كانت قد تراجعت هذه الاحتمالات خلال فترة ‏الانتخابات الاميركية.
سبق لي ان توقعت في احد فصول كتابي &laqascii117o;ايران والقنبلة النووية" الذي ‏نشر في كانون اول عام 2007، احتمال ان تشن اسرائيل هجوما ضد ايران في الاسابيع الفاصلة ‏ما بين انتخاب رئيس اميركي جديد وانتهاء ولاية الرئيس جورج بوش، وذلك انطلاقاً من ‏اعتبارين:‏ الاول، التحرر من اية ضوابط قد تفرضها الادارة الاميركية الجديدة على اسرائيل لمنعها من ‏القيام بأي عمل عسكري، خصوصا اذا ما قررت هذه الادارة تغيير استراتيجيتها تجاه ايران ‏والانتقال من سياسة العزل وفرض العقوبات الاقتصادية التي اعتمدتها ادارة بوش الى سياسة ‏الانفتاح والحوار، والتي يعبّر عنها اميركياً بسياسة &laqascii117o;العصى والجزرة".
والثاني، التأكد من ‏منع ايران او على الاقل تأخيرها لسنوات من الوصول الى انتاج وقود نووي عالي التخصيب ‏بعدما تأكد انتاجها، وفق آخر التقديرات، الى انتاج 650 كيلوغراما من اليورانيوم ‏المنخفض التخصيب.
‏ نقلت صحيفة &laqascii117o;جيروزاليم بوست" في 4 كانون اول عن بعض المسؤولين في المؤسسة العسكرية ‏الاسرائيلية بأنه يجري التحضير لشن هجوم جوي ضد المنشآت النووية الايرانية دون اخذ ‏موافقة السلطات الاميركية.
ويبدو ان هذا الاستعداد الاسرائيلي لتوجيه ضربة جوية مفاجئة ‏يرتكز على قناعة اسرائيل بأن جميع المعالجات التي اعتمدها المجتمع الدولي لاقناع ايران بوقف ‏برنامجها النووي لم تكن بالمستوى المطلوب، وبأن ايران عازمة على الاستمرار في برنامجها ‏لصنع السلاح النووي.

...‏ من الصعب التكهن بما يمكن ان تعتمده اسرائيل من خيارات في الاسابيع القليلة المقبلة: هل ‏تركب المغامرة وتقرر تنفيذ هجوم مباغت ضد المنشآت النووية الايرانية بالرغم من ادراكها ‏بأن ذلك سيؤدي الى ادانة دولية، وردود فعل ايرانية مباشرة او غير مباشرة (بواسطة ‏الحلفاء)، بالاضافة الى اعطاء البرنامج النووي الايراني اعترافاً شرعياً دولياً؟ او تقبل ‏اسرائيل &laqascii117o;بالضمانة" الاميركية منعاً لأي اصطدام بالادارة الجديدة، ؟
‏ اذا تراجعت اسرائيل عن الخيار العسكري فانها ستقبض ثمن هذا التراجع سلفاً بحيث لا تحصل على ‏‏&laqascii117o;الضمانة" النووية فقط بل ستطالب الولايات المتحدة بتقوية نظام دفاعاتها ضد الصواريخ ‏من خلال الحصول على نظام انذار مبكّر يعمل بواسطة الاقمار الاصطناعية، كما انها ستطالب ‏واشنطن بتمويل مشاريع لانتاج صواريخ متطورة ومنها نظام أرو -3 ونظام &laqascii117o;أيرون دوم" ‏الخاص بالدفاع ضد الصواريخ القصيرة المدى.
‏ يمكن لاسرائيل اذا ما قررت شن غارات على ايران تأخير البرنامج النووي الايراني لعدة ‏سنوات، ولكنها غير قادرة على تدميره، ...‏ يبقى احتمال ان تنفذ اسرائيل هجومها وارداً بهدف قلب المعادلة الجديدة التي يمكن ان تؤسس ‏لها ديبلوماسية اوباما &laqascii117o;الناعمة"، اذا ما توافر لها الغطاء الصهيوني لدرء ردات فعل ‏الادارة الاميركية المقبلة.

ــ صحيفة السفير
ساطع نور الدين :
مقدمات الاحتجاج العالمي .
لم تتحول الى ظاهرة. هي لا تزال أشبه بجرس إنذار يصم آذان اليونانيين، ويتردد صداه في مختلف أنحاء القارة الأوروبية، التي تحاول من دون جدوى أن تحمي حدودها الاقتصادية من واحدة من أسوأ الأزمات المالية العالمية على الإطلاق.. التي لم يدفع ثمنها العالم بعد.
لكنها لم تعد أزمة يونانية داخلية تفجرت جراء إقدام الشرطة قبل أسبوع على قتل فتى في الخامسة عشرة من عمره، ونزول المتظاهرين الى الشوارع للاحتجاج على عنف السلطة، وفسادها .. والأهم من ذلك سوء إدارتها للوضع الاقتصادي المتردي في بلد ينتمي الى الشريحة المتوسطة من أعضاء الاتحاد الأوروبي.
... ما إن انتشر الخبر، حتى سارع الشبان في عدد من العواصم الأوروبية الى التعبير عن التضامن مع رفاقهم اليونانيين، من خلال تظاهرات احتجاجية مشابهة بدأت في استهداف مراكز الشرطة وتحولت فوراً الى مقرات السلطة السياسية والاقتصادية.. وعبرت عن مزاج شعبي أوروبي عام، يشعر بمخاطر الأزمة العالمية المتصاعدة، ويدرك أن الحكومات التي هبت لنجدة القطاعات المالية المتضررة بضخ أرقام فلكية من النقود، لا تفعل الكثير لحماية الجمهور من الأضرار الحتمية المقبلة، أو هي لا تبدي أدنى استعداد لزيادة الإنفاق لتوفير شبكة الأمان الاجتماعي المطلوب.

ــ صحيفة السفير
جو معكرون :
لحود ومعوض وجلول وزهرا ينقلون هواجس ١٤ آذار إلى أميركا.فيلتمان وأنديك يطمئنان: "تغيير الأسلوب لا يعني تغيير التكتيك&laqascii117o;
بين واشنطن وبيروت في هذه الأيام قصة زيارات متبادلة في مرحلة فراغ وبحث عن معاني عهد البيت الأبيض الآتي. قلق من تقارب اميركي سوري على خط المفاوضات مع إسرائيل ومحاولة ربط نتائج الانتخابات البرلمانية المرتقبة بنجاح السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
في مؤتمر تحت عنوان "لبنان: الدولة المتأرجحة في مشرق جديد، بالتعاون بين معهد "اسبن&laqascii117o; ومؤسسة "نهضة لبنان&laqascii117o;، بقيت وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت بعيدة عن أي موقف من السياسة الأميركية الجديدة حيال لبنان واقتصر كلامها على أنها "داعم طبيعي&laqascii117o; له، لكنها طرحت أفكاراً جديدة شددت فيها على ضرورة أن تكون الديموقراطية فعالة داخل دول الشرق الأوسط لناحية التصويت وسياساتها الاقتصادية العادلة والى عدم ربط كل القضايا الإقليمية ببعضها. وأثارت تساؤلات حول جمع "حزب الله&laqascii117o; بين الأفكار السياسية و"الخدمات الاجتماعية والوسائل العنفية&laqascii117o;، ورأت ان العراق كان "كارثة وأعطى إسماً سيئاً للديموقراطية&laqascii117o;. ودعا وزير الدولة نسيب لحود الإدارة الأميركية الجديدة الى إعادة إحياء عملية السلام على المسار اللبناني والفلسطيني والسوري، معتبراً أن هذه الخطوة ستوفر "بيئة صحية وإيجابية&laqascii117o;. ...وأشار الى ان "تحقيق هذه الأهداف، يجب ان يتم وفق آلية توافقية ومتدرجة تسمح باستيعاب القدرات العسكرية لحزب الله في إطار القوات المسلحة اللبنانية، وأن يتحول هذا الحزب الى تنظيم سياسي بالكامل&laqascii117o;، موضحاً "ان هذا الامر لا يهدف إطلاقاً الى تهميش الفئة الواسعة من الشعب اللبناني التي تؤيد "حزب الله&laqascii117o; او الانتقاص من حقوقها السياسية او الاجتماعية، فقيام دولة قوية سيدة ومستقرة هو الإطار الوحيد لتحقيق اندماج كل المواطنين في آلية المصالحة الوطنية&laqascii117o;.
..وقال نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدني جيفري فيلتمان إن الادارة الاميركية لا تسعى لاستبدال دور سوريا وإيران في لبنان بل توفير المساحة الضرورية لتعزيز المؤسسات اللبنانية. ودعا فيلتمان الى اعطاء الادارة الجديدة الوقت الكافي وعدم التشكيك بسياستها حيال لبنان قبل استلامها السلطة، والى الامتناع عن "عادة التحليل المفرط&laqascii117o; للسياسة الاميركية. ... وتابع فيلتمان ان واشنطن تراقب "ماذا يفعل وماذا يقول اللبنانيون&laqascii117o; الآن، كما يراقب اللبنانيون المرحلة الانتقالية في العاصمة الاميركية، داعياً السياسيين اللبنانيين الى اطلاع الادارة الاميركية على ماذا يفعلون بالاجتماعات معها وليس فقط دعوتها الى سلوك سياسات معينة. ورأى فيلتمان أن ضعف الدولة اللبنانية سمح لمجموعات اخرى بتوفير "خدمات بديلة&laqascii117o;، معتبراً ان الكثير من الخطوات الاصلاحية لا تتخذ في لبنان بسبب "الظروف السياسية&laqascii117o;. واعتبر ان حلفاء حزب الله هم في حالة عزلة "خارج الجهود الدولية لدعم سيادة لبنان&laqascii117o;. ورأى مدير معهد سابان لسياسة الشرق الاوسط السفير مارتين أنديك انه يجب التنبه "من عدم المبالغة بمصلحة لبنان الاستراتيجية&laqascii117o; بالنسبة الى الولايات المتحدة، داعياً اللبنانيين لأن يساعدوا أنفسهم لتساعدهم السياسة الاميركية. وتابع انديك ان اهمية لبنان هي في قيمه الديموقراطية، معتبرا أن ١٤ آذار كانت مثالاً على ذلك، مشيراً الى "الالتزام الأخلاقي&laqascii117o; للادارة الحالية بلبنان. وتابع "طالما ليس هناك تغيير في غايات "حزب الله&laqascii117o; ليس ممكناً للإدارة الاميركية التعامل مع حكومة جديدة يسيطر عليها حزب الله&laqascii117o;. وقال أنديك انه يجب تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية، محذراً من فوز حزب الله وحلفائه بالانتخابات النيابية المقبلة بحيث اعتبر ان هذا الأمر قد يضع السياسة الأميركية حيال لبنان "بخطر&laqascii117o;. .. وذكر انه خلال المفاوضات السورية الاسرائيلية الاخيرة في التسعينيات كانت واشنطن تفترض ان على دمشق التعامل مع سلاح "حزب الله&laqascii117o;، مشيراً الى ان وجود "١٤ آذار&laqascii117o; غير هذه المعادلة الآن. كما دعا انديك الى مفاوضات بين لبنان واسرائيل. ...&laqascii117o;. وحذر النائب انطوان زهرا من تدخل إيران وسوريا في الانتخابات و"فرض الاسماء على اللوائح&laqascii117o;. وقالت النائبة نائلة معوض أن تكتل "الاصلاح والتغيير وفر غطاءً مسيحياً لثورة "حزب الله&laqascii117o; وتدميره&laqascii117o;، مؤكدة ان فوز "١٤ اذار سيجعل الأكثرية غير مشكوك بها&laqascii117o;. النائب غسان مخيبر غرد لوحده خارج سرب "١٤ اذار&laqascii117o; الحاضر في واشنطن. أكد مخيبر تمايز التكتل عن باقي اطراف "٨ آذار&laqascii117o; والتزامه بسيادة لبنان والمحكمة الدولية معتبراً ان المقاعد الانتخابية حسمت سلفاً وتبقى المعركة في المناطق المسيحية، ومطمئناً ان فوز التكتل مجدداً "لا يشكل خطراً على سيادة لبنان.. ورد النائب غازي بوسف على مخيبر قائلاً "فعل الأمر الصحيح لا يعني مساعدة "حزب الله "على الفوز بانتخابات عام ٢٠٠٩&laqascii117o;، معتبراً أن خطاب النائب ميشال عون تغير بعد عودته الى بيروت.

ــ صحيفة السفير
سامر الحسيني :
دائرة زحلة تستعد لواحدة من أقسى معاركها الانتخابية .بذخ .. وأسماء بالجملة تتنافس على اللائحتين!
حين تزور كاتدرائية سيدة النجاة للروم الكاثوليك في زحلة ، عاصمة الكثلكة في الشرق، لمحادثة سيدها المطران اندره حداد حول الانتخابات النيابية وما يدور في فلكها، لا تجد الا الصوم عن الكلام السياسي والانتخابي في هذه الكاتدرائية التي تحفظ جدرانها الكثير من الاحاديث والاجتماعات السياسية والحزبية والعسكرية والدينية، فللمطران حداد الدور الكبير في اطفاء الكثير من الحرائق السياسية والاجتماعية التي ما انفكت ترمي حممها النارية في احياء هذه المدينة العريقة في العمل السياسي والانتخابي. (للاطلاع).

ــ صحيفة المستقبل
اسعد حيدر :
دمشق لقلب الأقليّة الى أكثريّة لاستعادة ادارتها للقرار السياسي اللبناني بـ'الريموت كونترول'.
تبادل العلاقات الديبلوماسية بين دمشق وبيروت، سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة. بورصة الأسماء المرشحة لتولي أحدهم منصب السفير تزداد غنى يومياً. كثيرون يرغبون بأن يحوزوا على لقب أول سفير لبلاده لدى الشقيق أو الشقيقة. المطلب اللبناني الملح منذ 14 آذار حتى اليوم يكاد يتحقق، دمشق لم تعد تعارض هذا الحدث الذي يضع نقطة نهاية لحقبة طويلة، لأنه استنفد أغراضه، خصوصاً على ضوء التطورات والمتغيرات الكثيرة والتي كان بعضها زلزالياً.
فتح السفارة نهاية المطالب؟
دمشق تعتقد عن حق، أن الاستمرار في تجاهل مطلب الاعتراف بلبنان دولة مستقلة لم يعد يفيدها، ولم يعد قابلاً للاستثمار بحيث تكون عائداته أكثر من كلفته. بالعكس، حالياً تمرير هذا الاعتراف يرفع من رصيدها دولياً، خصوصاً على الصعيد الفرنسي، وسحب مواقف معارضة لها متعددة الأوجه والأسباب. لهذا كله ستلعب دمشق لعبة الاعتراف حتى النهاية. كان بود دمشق تأجيل هذه العملية الى ما بعد تسلم باراك أوباما الرئاسة في 20 كانون الثاني من العام المقبل، حتى تقدمها 'هدية' له على أن 'تقايضه' 'بهدية' تسمية سفير أميركي لديها. لكن يبدو أن زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي الى بيروت في السادس من الشهر القادم، قد تدفعها وحتى تجبرها على تجيير هذه 'الهدية' له، ..
المشكلة ستبقى قائمة سواء أعلن التبادل الديبلوماسي قبل 6 كانون الثاني أو بعد العشرين منه. العالم كله يعرف أن دمشق تريد العودة الى قلب القرار السياسي اللبناني ويتعامل مع هذا الاحتمال الا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ...
سؤال كبير يطرحه أي لبناني سواء عن سذاجة أو معرفة. لماذا الرئيس الفرنسي ساركوزي المفترض انه لا يمكنه التغافل عن العلاقات المميزة بين بلاده ولبنان لأسباب تاريخية معروفة، يتناسى أو يتغافل عن هذا الطموح السوري الذي تعمل له دمشق ليلاً ونهاراً؟.
مشكلة ساركوزي انه يطرح اجابات معقدة لأسئلة الشرق المعقدة بدلاً من محاولة العثور على اجابات بسيطة ومبسطة تساهم في صياغة الحلول. طموح ساركوزي الكبير والذي كما يبدو له الأولوية المطلقة، كيفية حل النزاع الاسرائيلي ـ العربي، خصوصاً جناحيه السوري واللبناني وكيف يمكنه لعب دور حقيقي يدخله التاريخين، الأول عبر النزاع نفسه الذي لم ينجح أحد في حله، والثاني التاريخ الاسرائيلي نفسه، التزاماً منه بتعلقه العاطفي باسرائيل علناً.
ماذا عن طهران؟
المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتركيا، شكلت قوة دفع لا تقاوم أمام ساركوزي للانفتاح على الرئيس بشار الأسد، متجاوزاً كل الحساسيات والألغام والحواجز تحت بند المراهنة بكل رصيده على المستقبل. الرئيس بشار الأسد كان بحاجة ليد ساركوزي الممدودة فاندفع نحوه وقدم له كل ما طلبه لأن ما قدمه هو من 'الكيس' اللبناني وليس من 'كيسه'.
حالياً طموح ساركوزي الكبير دفع لبنان نحو مسار مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل على أن يكون هو 'عراب' هذه المفاوضات، على أمل تحويلها الى مفاوضات مباشرة مع التقدم السوري ـ الاسرائيلي. بطريقة أو بأخرى، 'يبصم' ساركوزي على عودة وحدة المسار والمصير اللبناني ـ السوري حتى ولو كان كل ذلك على حساب لبنان.
بالمبدأ طموح ساركوزي مشروع، بالفعل لا أمل حالياً من هذا كله، لأن 'حزب الله' يملك عملياً حقّ الفيتو. الدخول في هذا المسار يعني انقلاب 'حزب الله' على نفسه والمبادرة الى التخلي عن 'سلاح المقاومة' الذي من أجل المحافظة عليه 'كسر خطوطاً حمراء في 7 أيار الماضي'. أكثر من ذلك ان دمشق حتى ولو عادت الى قلب القرار اللبناني فإن لضغوطها على 'حزب الله' حدوداً لا يمكنها تجاوزها، لأن ذلك يضعها مباشرة في مواجهة إيران. المعروف أيضاً ان طهران غير مرحبة وحتى غير مطمئنة لمسار التفاوض السوري ـ الاسرائيلي، وانها تركت هذا المسار سالكاً لأن دمشق ما زالت تؤكد لها ان المفاوضات تجري من أجل المفاوضات، ولا نتيجة ترجى لها ومنها. لكن من المؤكد ان الحسابات ستكون مختلفة جداً اذا ما استفاقت طهران يوماً، ووجدت ان المفاوضات نجحت وأصبحت التزامات متبادلة، وجدولاً للتنفيذ وفق روزنامة محددة.

ــ صحيفة السفير
ميليا بو جودة :
حماية المستهلك بين شكوك "الجمعيّة&laqascii117o; وطمأنة "المصلحة&laqascii117o; .الحليب الملوّث بالميلامين يعود إلى الواجهة .
عادت قضيّة الحليب الصيني الملوّث بـ"الميلامين&laqascii117o; (melamine) لتثير تساؤلات ومخاوف كثيرة لدى اللبنانيين بعد الإعلان عن اكتشاف المادة الملوثة في نوع محدد من الحليب يعد الأوسع انتشارا في لبنان.
وقد أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعوديّة خلال الأسبوع الماضي عن أن تركيزات عالية من تلك المادة الكيماوية الصناعية عثر عليها في أنواع عدّة من الحليب المجفّف المصنّع من شركة "نستله&laqascii117o; في الصين...وقد عُثِر في الأسواق السعوديّة أيضاً على مادة الميلامين في رقائق شوكولا بالحليب من إنتاج مصنع "أبولوفود إندستريز&laqascii117o; في ماليزيا، في حين اكتشفت هيئة الزراعة والأسواق في ولاية نيويورك، بسكويت "كوكيز&laqascii117o; ملوّثاً بالميلامين في المتاجر، فتمّ سحبها من الأسواق التجاريّة الأميركيّة.
..وللتذكير، فإن الميلامين هو مركب صناعي في البلاستيك غنيّ بالنيتروجين يستخدم لغش إدارات المراقبة في اختبارات الجودة المتعلّقة بالمحتوى البروتيني للحليب الذي يفتقر إلى المعايير المطلوبة.
الوضع في لبنان
قبل حوالي شهرين، أصدرت وزارة الزراعة قراراً منعت بموجبه استيراد الحليب الصيني ومشتقّاته، في حين أعلنت مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد خلوّ الأسواق اللبنانيّة من الحليب الملوّث، بعد تكليفها لمختبر خاص بإجراء عدد من الفحوصات على عيّنات من الحليب ومن منتجاته ومن السلع التي تحتوي عليه.
...من جهته، يستغرب مدير "مصلحة حماية المستهلك&laqascii117o; في وزارة الاقتصاد فؤاد فليفل، إعادة إثارة موضوع الميلامين اليوم، بعدما كانت النتائج التي أجريت قد أشارت إلى خلوّ العيّنات منه... عيّنات حليب أو منتجاته أو حتى شوكولا. ويشير إلى أن الفحوصات اليوم ما زالت جارية على عيّنات جديدة وفي مختبرات مختلفة، لكنه يوضح أن "النتائج ولغاية اليوم لا تظهر أيّ تلوّث&laqascii117o;.

ــ صحيفة الاخبار
نقولا ناصيف :
السفارتان اللبنانيّة ـ السوريّة وشيكتان: المقرّان اختيرا والاسمان قريباً.
تقلّل أوساط رسمية رفيعة المستوى أهمية الضجة الدائرة حول تأخير التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا، والمهلة المتفق عليها بين البلدين، كما بين سوريا وفرنسا، قبل نهاية السنة الجارية تكاد تنقضي. ويعزّز هؤلاء وجهة نظرهم بأن عامل الوقت لا يبدو مهماً ولا متعمّداً، ولا يمثل كذلك معياراً سياسياً ما دام الرئيسان: ميشال سليمان وبشار الأسد قد اتفقا على هذا الخيار وأعلناه مرتين على التوالي، في قمّتَي باريس في تموز الماضي ودمشق الشهر التالي، وأعادا تأكيد هذا الالتزام في بعديه الثنائي والدولي. إلا أن الترتيبات المتصلة بهذا الملف توشك على الانتهاء وإن بدا أنها استغرقت أو ستستغرق أكثر من الوقت المطلوب، لسببين على الأقل:
أولهما التفاهم على مقرّي السفارتين: اللبنانية في دمشق، والسورية في بيروت. ..
ثانيهما، أن الاتفاق النهائي والمعلن على اسم السفير المعتمد في كل من البلدين لم يتمّ رسمياً بعد على الأقل، من غير أن يستبعد ذلك أن الاسم جاهز في سرّ كل من الرئيسين اللبناني والسوري. تالياً فإن الأسماء المرشّحة لا تزال غير نهائية وإن تكن جدّية. ...
لكن الأوساط الرسمية الرفيعة المستوى تشير إلى أن البحث في اسمي السفيرين ينطلق من إحدى طريقتين:
إحداهما تقليدية هي اتفاق رئيسي الجمهورية والحكومة على الاسم وحمله إلى مجلس الوزراء للموافقة عليه تمهيداً لإرسال الاسم المرشّح إلى الدولة المعنية وانتظار شهرين للحصول على موافقتها على اعتماده، يصار على الأثر إلى الإعلان عنه.
والأخرى اتفاق سليمان والأسد على سفيرين يريان أنهما ملائمان لإدارة المرحلة الأولى والجديدة في تطبيع علاقات البلدين، وفي الوقت نفسه أول اختبار لعلاقات دبلوماسية لبنانية ـــ سورية منذ 65 عاماً. من ثمّ يُطرح الاسم في مجلس الوزراء الذي تكون الموافقة عليه عندئذ شكلية إلى حدّ كون اعتماد السفيرين تمّ باتفاق رئيسَي الدولتين قبل الحصول على موافقة مجلس الوزراء..
يفضي ذلك كله، بحسب الأوساط نفسها، إلى أن اختيار مقرّي السفارتين وإعلان اسمي السفيرين واقعان قبل نهاية السنة الحالية، وربما اكتمال طاقمَي السفارتين. أما السفيران، ففي الغالب أن التحاقهما بمقرّي عملهما سيكون بعد رأس السنة الجديدة.

ــ صحيفة الحياة
جويس كرم:
شدد على أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين &laqascii117o;التحدي الأول" لإدارة أوباما ... ولش لـ&laqascii117o;الحياة": الخطر النووي الإيراني يقترب والانفتاح الأوروبي على سورية &laqascii117o;سياحة ديبلوماسية".
قلّل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش من الانفتاح الديبلوماسي الأوروبي على سورية، معتبراً أنه &laqascii117o;سياحة ديبلوماسية" لن تؤدي إلى تغيير. ورأى أن &laqascii117o;اقتراب الخطر الإيراني" يتطلب بلورة &laqascii117o;استراتيجية أكثر فعالية" لتغيير سلوك طهران، ملاحظا عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تشكل &laqascii117o;التحدي الأول" أمام إدارة الرئيس المنتخب باراك أوباما.
وقال ولش، في مقابلة مع &laqascii117o;الحياة" قبل أسابيع من نهاية ولاية إدارة الرئيس جورج بوش، إن &laqascii117o;التحدي الأول للسياسة الأميركية هو كيفية إحراز تقدم على مستوى عملية السلام ومتابعته وحمايته". وأشار إلى أن أوباما &laqascii117o;أكد أنه سيركز على عملية السلام كأولوية. وهذا مؤشر في غاية الأهمية، خصوصاً لناحية متابعة المسألة في الولاية الأولى للإدارة الجديدة".
...وسُئل ولش عن تقويمه للمسار السوري - الإسرائيلي، فاجاب: &laqascii117o;لم يتسن لنا النظر بما يكفي في إطار هذه المحادثات. وموقفنا عموماً هو الوصول إلى سلام شامل بين إسرائيل من جهة والفلسطينيين وسورية ولبنان وباقي الدول العربية من جهة ثانية. وركزنا على الملف الفلسطيني لأننا اعتبرناه واعداً أكثر، ولدينا صعوبات مع سورية في أكثر من ملف". وعن التقديرات التي ترى في الانفتاح الأوروبي على دمشق انتصاراً للأخيرة، شدد على أن &laqascii117o;هناك فرقاً بين السياحة الديبلوماسية والتغيير الحقيقي... الحكومة السورية تغيرت مرة واحدة خلال العقود الأربعة الأخيرة، لذا فالقول ان الاستمرار في الحكم انتصار للسوريين هو قراءة شاذة للتاريخ".
ولفت ولش إلى خطورة &laqascii117o;التحدي الإيراني" الذي اعتبر أنه يمثل &laqascii117o;مشكلة صعبة أمام الجميع. فمن جهة، نريد نجاح الخيار الديبلوماسي، لكنه خيار مضطرب لم يغير حتى الآن سلوك إيران. لذا يجب تفعيله وزيادة الجهد الدولي في هذا الشأن". لكنه أوضح أن &laqascii117o;التفعيل لا يعني بالضرورة زيادة الحوافز أو تشديد العقوبات، انما وضع استراتيجية قادرة على تغيير النظام الايراني (لسياسته)، وحتى الآن لم نفعل ذلك". ورأى أن &laqascii117o;النقاش اليوم لم يعد عن وجود خطر إيراني، بل عن مدى قرب هذا الخطر". ...
وفي ما يتعلق بلبنان، شدد على أن المحكمة الدولية للمتهمين في اغتيال رئيس الوزراء السابق ليست موضع مساومة. وقال إنها &laqascii117o;في اطار القانون الدولي الآن، وهي ملزمة دولياً". وأكد أن &laqascii117o;الدعم الأميركي للبنان آمن وسيد ومستقل دعم قوي يتخطى الإطار الحزبي، كما أنه ليست هناك أي مؤشرات على الاطلاق بأن الإدارة الجديدة ستغير هذه السياسة".

ــ صحيفة الاخبار
محمد وهبة:
أزمة بين المستشفيات وشركات التأمين: ابتزاز واحتيال.
اتهم رئيس نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون شركات التأمين بأنها تحتال على حاملي البوالص، وفي المقابل رأى عضو في مجلس إدارة نقابة شركات التأمين أن المستشفيات تبتزّها

ــ صحيفة الاخبار
ثائر غندور :
عون ودمشق: مكتسبات متبادلة.■ 14 آذار تنتقد إظهار صورة عون زعيماً طائفيّاً لا وطنيّاً
■ الاستفادة اللبنانيّة رهن بتحرّك أجهزة الدولة وحدها؟■ عون لا يرغب في الحديث عن ملف المفقودين.
ليس مستغرباً أن تنال زيارة الجنرال ميشال عون إلى سوريا اهتماماً إعلامياً، وهي الزيارة التي حملت الكثير من المعطيات وأعادت تكوين مشهد العلاقات بين لبنان وسوريا. هنا محاولة إضاءة على جوانب إضافيّة من الزيارة، وفوائدها على لبنان وسوريا.جنرال الرابية عاد إلى بيروت، لكن عودته لا تُقفل الباب على الكلام السياسي مع الزيارة وضدها بما مثّلته من كسرٍ لحاجز في العلاقة اللبنانيّة ـــ السوريّة طرأ عام 2005، وتعود بدايته إلى تاريخ تكوين البلدين عبر إعادة الأقضية الأربعة من سوريا إلى لبنان في عام 1920.
الهجوم الإعلامي على زيارة عون وفريقه يصطدم بقلّة وجود الثغر في كلام عون في سوريا، وهو الذي تعوّد هذه الثغر في لبنان. في الوقت ذاته، المطلوب شنّ هجوم عليه ليكون استكمالاً للهجوم على سوريا. وما حديث تلفزيون المستقبل عن اعتقالات في أوساط المسيحيين السوريين الذين لم يُشاركوا في استقبال عون، إلّا محاولة في هذا السياق.

■ المكتسبات السوريّة...
يُمكن القول إن الزيارة وفّرت لسوريا صورة جديدة عنها. فها هي دمشق تستقبل &laqascii117o;خصمها" السابق الذي صارعها عسكرياً، وعادته سياسياً لزمن طويل، وتأتي صورة الرئيس بشار الأسد والجنرال عون لتقول إن دمشق ترغب في السلام مع محيطها إذا ما توافرت الإمكانات المناسبة لها.
وفي جانب آخر، جاءت زيارات عون الدينيّة إلى الكنائس والأديرة المسيحيّة لتبرز الوجه التسامحي للنظام السوري مع الأقليّات الدينيّة، ...كذلك فإنّ التركيز على هذا الجانب في الزيارة، يُشير، بحسب أحد أعضاء الوفد، إلى قراءة جديدة للمعطيات في المنطقة. وبرأيه يؤكّد هذا دور المسيحيين المشرقيين في مواجهة المشروع الأميركي لإفراغ المنطقة من مسيحييها وتحويلها إلى منطقة ذات صفاء ديني، ما يُعطي شرعيّة لوجود إسرائيل، وهو يضع تهجير المسيحيين من العراق وفلسطين في هذا الإطار. وهي حملة بدأت عام 1976 مع الترويج لتوفير بواخر لنقل المسيحيين من لبنان، ويلفت مراقبون إلى أنّ النظام السوري كان جزءاً من هذه الحملة سابقاً، وأعاد تموضعه في هذه المرحلة.
أمّا في الجانب الاقتصادي، فإنه يُمثّل جانباً أساسياً من هذه الزيارة. ففي اليوم الثالث للزيارة، قال أحد النواب لبعض الصحافيين اللبنانيين والسوريين: قوموا برصد الحدود اللبنانيّة ـــ السوريّة لتلحظوا ارتفاع عدد الزوار اللبنانيين إلى الشام. ويُعطي أحد المسؤولين العونيين مثالاً آخر: بعد توقيع وثيقة التفاهم بين التيّار الوطني الحرّ وحزب الله، ارتفع حجم السياحة الداخليّة في لبنان، إذ انفتحت بعض المناطق على بعضها الآخر، وكُسر حاجز الخوف. بعض المتفائلين يقول إن عدداً من اللبنانيين أتى من لبنان ليُشارك في قداس وضع حجر الأساس لكنيسة مار مارون في براد شمال حلب، لكن آخرين يقولون إن موسم السياحة اللبنانيّة التقليديّة صوب سوريا يبدأ في الربيع.

■ والمكتسبات اللبنانيّة
أما الاستفادة اللبنانيّة من هذا الانفتاح السياحي، فإنها تبقى رهن شعور المواطن السوري بالأمان لدى زيارته بيروت. يقول رئيس تحرير إحدى الصحف الرسميّة في دمشق إنه انقطع عن زيارة لبنان في السنوات الثلاث الماضية، بعدما تعوّد زيارة بيروت مرّات عدّة في الشهر، لكنه حتى اليوم لا يزال يشعر بنقصٍ في الأمان، بسبب مواقف بعض القوى اللبنانيّة السلبي تجاه المواطن السوري، ولأن &laqascii117o;الوضع الأمني في لبنان لا يُطمئن كثيراً".
لكن الوفد العوني وصل إلى اقتناع بإمكان حصول تعاون سياحي بين البلدين. ففي نقاش ليلي مع بعض أعضاء الوفد، يسأل أحدهم: هل تعون حجم الاستفادة للبلدين إذا ما وُضعت برامج سياحيّة مشتركة عبر شركات خاصّة موجّهة إلى السائح الغربي، وخصوصاً الأوروبي؟ يشرح الرجل وجهة نظره، بالإشارة إلى أن السائح في العادة يرغب لسياحته ببرنامج واضح.
هنا، يتدخل زميل له في التيّار الوطني الحرّ ليتحدّث عن البعد الاقتصادي الذي توفره سوريا للبنان، &laqascii117o;ولطالما حلمنا بهذا البعد عندما كنّا في المنفى نسمع حديث البلجيكيين عن عمقهم الفرنسي، فأي شركة ترغب في التوسّع سوف تتجه فوراً صوب البلد الأقرب لها، وفي حالتنا هي سوريا". وقد أكّد هذا محافظ حمص عندما أبلغ الوفد اللبناني أن محافظته اتخذت قراراً بتسهيل حصول المستثمر اللبناني على رخصة الاستثمار خلال يوم واحد، وتُقدّم له المحافظة الأرض مجاناً.

■ ملفّات برسم لبنان
يستعين العونيون بهذا الكلام، ليؤكدوا أن الدور الأساسي في العمل على تحسين العلاقة السوريّة ـــــ اللبنانيّة يقع على عاتق الدولة اللبنانيّة، وخصوصاً أن &laqascii117o;الجنرال لا يرغب في تحقيق مكاسب على حساب الدولة". ويبدأون بسرد المجالات التي يجب أن يحصل التنسيق فيها:
ـــ المستوى الاقتصادي، بمجالاته الصناعيّة والزراعيّة والتجاريّة، إذ عاد الوفد معجباً بالتجربة السوريّة في مجال التنمية الزراعيّة والصناعيّة.
ـــ المستوى الدبلوماسي، وهو أمر بات محسوماً مبدئيأً، وشبه محسوم موعداً، قبل نهاية العام الجاري.
ـــ موضوع المفقودين والمحكومين في سوريا. ويُكرّر أعضاء الوفد كلاماً عن ضرورة توقيع معاهدة لبنانيّة ـــــ سوريّة مشتركة لتبادل المحكومين، ويقول نائب مشاكس في التيّار إن هناك مشكلة ذات علاقة بكون بعض المحكومين مسجّلين بأسماء غير أسمائهم، إذ إنهم دخلوا دمشق بهويّات مزوّرة، وهو أمر يُمثّل أزمة في حدّ ذاته. لذلك هناك ضرورة لإنشاء بنك DNA، وهو أمر على الدولة اللبنانيّة القيام به. ويقول شخص آخر إن التيّار مستعدّ للمساعدة، إذا طُلب رسمياً من الدولة، &laqascii117o;ونحن لدينا ملء الثقة بالرئيس ميشال سليمان ورغبته في إنهاء الملف"، ويُضيف: &laqascii117o;ولكن علينا قلب كل حجر في لبنان بحثاً عن المفقودين الذين يتم التأكّد من عدم وجودهم في سوريا. وهذا كلام قريب من حديث الرئيس بشّار الأسد عن أن إنهاء هذا الملف يحتاج إلى مصالحة ومصارحة لبنانيّتين شاملتين.
ومن المتوقّع الإفراج بعفو خاص عن المحكومين اللبنانيين بدون تحديد موعد للعفو الرئاسي. وكان النائب إبراهيم كنعان قد طرح هذا الموضوع في اللقاء مع الوزير وليد المعلّم، وقال كنعان حينها إن هؤلاء المعتقلين رفاق العونيين في النضال، ولطيّ الصفحة يجب أن تُحلّ قضيّتهم، وعندها قال المعلم: &laqascii117o;هذا الموضوع عند سيادة الرئيس، وأكيد سيبحثه مع الجنرال".
...ـــ ملف ترسيم الحدود، الذي يعتقد العونيون أن الدولة السوريّة راغبة في إنجازه، وهذا الأمر بحاجة إلى تنسيق بين الدولتين.
بعد عرض هذه الملفّات، يتحدّث العونيون عن علاقة من مستوى آخر يبحثون عنها مع الشعب السوري. هناك اقتناع عند الطرفين، وعند من أدى دور الوسيط بينهما في الفترة السابقة بضرورة تقوية العلاقات المجتمعيّة بين الطرفين، أي تبادل الزيارات على المستوى الشعبي والندوات الجامعيّة. وهنا، كانت مفيدة طريقة توزيع الجلوس لأعضاء الوفد خلال الغداءات والعشاءات، إذ جلس كل شخص لبناني إلى نظيره السوري، فبُحثت القضايا المشتركة وآليّة تطوير العلاقة، وتم تبادل أرقام الهواتف، لتنسيق العمل المشترك.
الرهان إذاً، هو على قيام شبكة علاقات بين المجتمعين المدنيين في لبنان وسوريا. هناك من يقول إن هذه العلاقة ستساعد ميشال عون على إبراز الجانب العلماني عنده، وستساعد الأحزاب العلمانيّة في لبنان على بلورة عملها وتطويره داخل إطار ما يرغب في تسميته هؤلاء &laqascii117o;المعارضة". لكن أحد المتابعين لهذا الموضوع يعلق بكلمة سريعة ذات مغزى: هذا إذا استطاعت هذه الأحزاب التصالح مع قاعدتها الشبابيّة التي هي الأساس وتجاوز حالة الترهّل والشيخوخة التي تُعانيها منذ ما بعد الطائف.
ويُشير آخر إلى أن هذا النوع من العلاقات سيُسهم في توسيع مساحة الحريّة عند الشباب السوري، وهو أمر سينعكس إيجاباً على لبنان وسوريا.
في قراءة هادئة لزيارة ميشال عون، يُمكن القول إن أهم إنجاز لهذه الزيارة هو حصر اللقاءات بالمستوى السياسي وغياب رجال الاستخبارات السياسيّة عن بهو فندق الشيراتون الذي نزل فيه الوفد. أمّا مَن سيتابع التنسيق من الجانب اللبناني، فإن الجواب عن هذا السؤال يحتاج إلى مزيد من الوقت. ربما ليستفيق العونيون من الصدمة الإيجابية التي عاشوها في زيارتهم، أو السوريون من مفاجأتهم بعدد المستقبلين وتفاعلهم، الأمر الذي دفع بالمقداد إلى مطالبة رجال الأمن بتسهيل التقاء عون مع الناس في مدينة حمص، والتوقّف في محطّات إضافيّة.
وهناك من يقول إن الجنرال عون سيستفيد انتخابياً من هذه الزيارة، رغم أن نقاش هذا الموضوع من قريب أو بعيد لم يجرِ في سوريا. وجهة نظر هؤلاء، تقول إن ميشال عون القوي شعبياً، وصديق سوريا، يستطيع أن &laqascii117o;يمون" على المقرّبين من سوريا أكثر. هناك من يرى أنه أكّد &laqascii117o;ثنائيّة زعامة المعارضة اللبنانيها برأسيها الجنرال عون والسيد حسن نصر الله". في هذا الوقت ينقل العونيون ارتياح جمهورهم لزيارة سوريا، وينقلون ارتياح الإكليروس لهذه الزيارة.

■ التوتّر السوري مع السعوديّة ومصر
يقول أحد الذين شاركوا في اللقاءات إن واحداً من أسباب الاستقبال السوري لميشال عون يعود إلى أن النظام السوري خرج من المحور الأميركي ـــ السعودي، الذي أرسى اتفاق الطائف تسويةً سياسيّةً غير عادلة في لبنان.
وفي إطار تأكيد الانفصال، فإن المعلومات المتوافرة من دمشق تقول إن السعوديين أرسلوا عبر الرئيس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته السعوديّة رسائل لدمشق. فزار موفدان فرنسيان سوريا ليبلغا المسؤولين فيها أن السعوديّة أبلغت ساركوزي أنه لا مجال لتحسين العلاقة بين دمشق والرياض. وهو أمرٌ يُعلّق عليه السوريون باستياء، إذ يقولون إن الرياض كانت تشتكي من العلاقة بين طهران ودمشق، ويأتي الموقف السعودي ردَّ فعل على إقفال دمشق عدداً من المدارس الدينيّة السلفيّة ومنع عدد من رجال الدين المقربين دينياً من السعودية من العمل ضمن أراضيها، وهي مواقف قامت بها دمشق من ضمن محاولتها ضبط ما يُسمى &laqascii117o;التحرّك الإرهابي على أراضيها".
كذلك تشكو سوريا تناقضَ المواقف المصريّة. فبعدما تفاهمت والقاهرة على خطوات عدّة في ما يخص الملف الفلسطيني، وأشادت القاهرة بالموقف السوري خلال اجتماع وزراء الخارجيّة العرب الذي ناقش الوضع الفلسطيني، ما لبثت أن تراجعت في العلن عن هذا الموقف بعد تواصل الرياض والولايات المتحدة.
وتُشدّد دمشق على توازي علاقتها بحركتي حماس وفتح، وأنها لا تميّز واحدة على ثانية. وهنا، تُعبّر دمشق عن استياء من الحركتين اللتين لم تقتنعا بالموقف السوري بترك السياسة لفتح، لكونها الأخبر في هذا المجال، والخدمات لحركة حماس، لكونها لم تدخل، على الأقل علناً، في لعبة الفساد، لتسوية المشكلة المسيطرة على السلطة.

أول زيارة بدون استخبارات
هناك ملاحظة يجب ذكرها عند الحديث عن زيارة الجنرال ميشال عون لسوريا، وهي أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها بين لبنان وسوريا لا يجري ترتيبها على يد رجال الاستخبارات السوريّة. فجميع الزيارات السابقة، رسميّة كانت أو غير رسميّة، لرؤساء جمهوريّة أو زعماء سياسيين من بيار الجميّل إلى ابنيه بشير وأمين مروراً بإلياس الهراوي ورفيق الحريري، وغيرهم كثر، كانت بصمات الاستخبارات السوريّة واضحة عليها، لكن زيارة عون خلت من المظاهر المباشرة، ونُسّقت على المستوى السياسي، ومديريّة المراسم في الرئاسة السورية هي التي وزّعت برنامج الزيارة المؤلّف من 4 صفحات.

المسيحيّون ليسوا بقايا الصليبيّين
قال عضو تكتل التغيير والإصلاح، النائب نبيل نقولا إن هدف زيارة العماد عون لسوريا تنقية الضمير، لأن الكل يعلم أنه كانت هناك خصومة بين عون وسوريا عندما كانت في لبنان، ويجب أن تكون بين البلدين أفضل العلاقات، &laqascii117o;فبيننا تاريخ وجغرافيا". وأكد أن &laqascii117o;العماد عون من الناحية المسيحية حاول توجيه رسالة أن مسيحيي الشرق هم أبناء هذا الشرق وليسوا بقايا صليبيين".

الأحرار: تأكيد التحالف مع إيران
رأى المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار أن زيارة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لسوريا تؤكد الانخراط في التحالف الإيراني ـــ السوري على الصعيدين الداخلي والخارجي. وهذا يعني محاولة دفع من يدعي تمثيلهم إلى حيث يريد، من غير أن يحصل على وكالة منهم.

تعيين السفراء شكلي
رأى رئيس حزب الحوار الوطني، فؤاد مخزومي، أنه &laqascii117o;لا شك في أن تعيين السفراء بين لبنان وسوريا يجب أن يطوي ملفاً من الملفات العالقة بين البلدين ومعه نغمة عدم اعتراف سوريا بلبنان، مع أن سوريا تعترف بلبنان دولةً مستقلةً في كل المحافل الإقليمية والدولية".

الأولويّة لمؤسسّات الدولة
خصص الجنرال عون الاجتماع نصف الشهري الذي يعقد لنوابه وكوادره لبحث سياسة التيّار الوطني الحرّ الإعلاميّة منذ أيّام قليلة لبحث كيفيّة التعاطي مع ما يُكتب ويُقال عن الزيارة إلى دمشق. وكان لافتاً أن الجنرال طلب من المجتمعين إعطاء الأولويّة دائماً لدور مؤسسات الدولة، لأنه لا يرغب في تحقيق مكتسبات على حسابها، ولا أن يكرر التجارب الماضية في هذا الإطار.

ــ صحيفة الاخبار
عامر ملاعب:
قضاء عاليه انتخابيّاً: 8 آذار بين تقدّم وتردّد
يبدو من الوهلة الأولى للناظر من بعيد أن انتخابات قضاء عاليه شبه محسومة وأن النتائج تحصيل حاصل، ولكن الوقائع تظهر بعض النتوءات والتمايزات يمكن أن تكون مدخلاً إلى نتائج مختلفة.
بعد اتفاق الدوحة واعتماد 26 دائرة صغرى في استلهام لقانون 1960 لجهة الدوائر الانتخابية على أساس القضاء، كان لقضاء عاليه حصته الوافرة بعدما كان على دورتين انتخابيتين مدمجاً مع قضاء بعبدا، وهذا الأمر سينعكس على نتائج الانتخابات المقررة لسنة 2009.
وفي مراجعة سريعة للتوقعات، بناءً على نتائج انتخابات 2005، يبدو القضاء في قبضة النائب وليد جنبلاط، وإمكان الاختراق فيه شبه مستحيل من جانب قوى المعارضة في الجبل ولو كانت مجتمعة، فكيف بها وهي الآن مشتّتة ومنقسمة على نفسها؟
...الصورة الواقعية في قضاء عاليه تمثّل مزيجاً من العقد اللبنانية. القضاء مختلط من معظم الطوائف والأحزاب والقوى اللبنانية، وإن كان ذا اغلبية درزية مسيحية، وهو القضاء الذي شهد أعنف معارك الحرب الأهلية والاحتكاكات المباشرة خلال أحداث أيار الماضي، ويشهد دينامية متصاعدة في حركة تأسيس جمعيات وتقدم شخصيات للعمل في الشأن العام، وتعوّل بعض مصادر 8 آذار المتحمسة لخوض الانتخابات بمعركة بناءً على تغيّرات جوهرية، في رأيها، تجعل الخرق احتمالاً جدياً، ومنها على سبيل المثال تأثر البيئة الدرزية بالتغيرات التي حدثت منذ عام 2005 وفشل المشروع الأميركي وتراجع الحماسة السابقة لفريق الموالاة، وبالتالي، فإن الاتجاه سيكون نحو التصويت بتوازن وبإعطاء لائحة يترأسها الوزير ارسلان نسبة من الأصوات تحدث تغييراً في الخريطة السياسية، كذلك فإن التحولات السياسية بين الانتخابات الأخيرة والمقبلة حوّلت الصوت الشيعي (زهاء 3400 صوت مسجلين على لوائح الشطب بين كيفون والقماطية) من جهة إلى أخرى، أيضاً نجاح مشروع 8 آذار عموماً يقلّص نفوذ هؤلاء ويتقدّم على أرض الواقع بالجاذبية. وبناءً على توقعات تلك المصادر فإن الفارق الأقصى الآن وعلى قاعدة نتائج 2005 بين اللائحتين، يصل إلى 5000 صوت لا أكثر، وبالحد الأدنى قد يصل إلى ما بين 2500 إلى 3000 صوت، وبالتالي إذا لم يكن الاختراق ممكناً فإن من الممكن تسجيل موقف وربما التأسيس لمرحلة لاحقة.
يكمن مأزق قوى 8 آذار الدرزية في تشتتها وتردّد بعض قادتها في اتخاذ القرارات، كذلك فإن بورصة المرشحين قابلة للارتفاع. فحتى الآن هناك لائحة ارسلان المكونة منه ومن الدكتور عصام شرف الدين والنائب السابق مروان أبو فاضل، وكذلك الشيخ سليمان الصايغ عن تيار التوحيد اللبناني وحسام العسراوي عن الحزب السوري القومي الاجتماعي ومرشحّي التيار الوطني الحر والمستقلين ممن يدورون في فلك المعارضة السابقة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد