ــ صحيفة السفير :
أفلت الرئيس جورج بوش، أمس، عندما كان يقوم بزيارة وداعية إلى بغداد، من ضربة حذاء مزدوجة كادت تصيبه في وجهه، نفّذها صحافي عراقي صرخ بوجهه قائلا "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي، يا كلب&laqascii117o;. وفي لحظة مؤثرة من مؤتمر صحافي كان الرئيس الاميركي يعقده مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في بغداد، وقف مراسل قناة "البغدادية&laqascii117o; الصحافي منتظر الزيدي، فجأة ورشق حذاءيه باتجاه رأس بوش ، قائلا "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي، يا كلب&laqascii117o;. ومرت فردة الحذاء الأولى فوق رأس بوش بسنتيمترات، واضطر إلى الانحناء مرة اخرى لتفادي الفردة الثانية، فيما حاول المالكي حمايته. وابتسم بوش بامتعاض، فيما بدا المالكي متوترا. وقفز مسؤولون أمنيون عراقيون وضباط أميركيون متخفون على الصحافي، وجروه إلى خارج الغرفة وهو يقاوم ويصرخ بأعلى صوته. وظهرت بقع دم في المكان. وبعد دقائق من التوتر والحرج، عمد بوش الى التقليل من شأن الضربة بقوله "لقد قام بذلك من اجل لفت الانتباه إليه. هذا الأمر لم يقلقني ولم يزعجني. اعتقد أن هذا الشخص أراد أن يقوم بعمل يسألني الصحافيون عنه. لم اشعر بأي تهديد&laqascii117o;. عندها نهض صحافي عراقي قائلا "إنني اعتذر باسم الصحافيين العراقيين&laqascii117o;. ورد بوش "أشكركم على ذلك، فانا مقتنع بان العراقيين ليسوا كذلك. هذه أمور تحدث عندما تكون هناك حرية&laqascii117o;. وتابع متسائلا "وماذا إذا رماني شخص بحذاء&laqascii117o;، مقارنا هذا الأمر بالتظاهرات السياسية في الولايات المتحدة. وأضاف ساخرا أن "مقاس الحذاء ١٠ (٤٤) إذا أردتم أن تعرفوا أكثر&laqascii117o;.
وكان بوش، قبل تعرضه للهجوم، يقول في المؤتمر الصحافي"لا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به فالحرب لم تنته، لكن بموجب هذه الاتفاقية (المعاهدة الاستراتيجية) وشجاعة الشعب والجيش في العراق وشجاعة الجنود الأميركيين والعاملين المدنيين فإنها في الطريق إلى الانتصار&laqascii117o;. وأضاف "نترك للرئيس المقبل أساسات ثابتة ومقاربة بإمكانها نيل المزيد من التأييد في الوطن&laqascii117o;. وأثنى بوش على المكاسب الأمنية في العراق، معتبرا انه قبل عامين "لم يكن من الممكن توقيع مثل هذه الاتفاقية&laqascii117o;. وقال "هناك أمل في أعين الشباب العراقي&laqascii117o;، فيما اعتبر المالكي أن "هذا هو المستقبل الذي نقاتل من اجله... اليوم، العراق يتقدم في جميع الميادين&laqascii117o;.
وفي خطـوة رمزية، وقــع بوش والمــالكي علــى "المعاهــدة الاستــراتيجية&laqascii117o; بيــن البلدين، التي كــان وزير الخارجية العراقـي هوشــيار زيبــاري والســفير الأميركي ريــان كـروكر وقعــاها في ١٧ تشرين الثاني الماضي. وكانت السلطات الأميركية فرضت تعتيما على الزيارة التي أعلن عنها البيت الأبيض في واشنطن بعد وصول بوش إلى بغداد. والزيارة هي الرابعة لبوش وهي تأتي قبل ٣٧ يوما من انتهاء ولايته الرئاسية وقام بوش بآخر زيارة للعراق في أيلول العام ٢٠٠٧ عندما توجه جوا إلى قاعدة جوية في محافظة الأنبار. وقام بوش باستعراض للتحسن الأمني في بغداد بهبوطه في وضح النهار في مطار بغداد، على عكس آخر زيارة قام بها بوش للعاصمة العراقية في العام .٢٠٠٦ وتمت مصادرة الأجهزة الالكترونية الخاصة بالصحافيين حتى منتصف الرحلة. وقام بوش، الذي كان يرتدي ملابس غير رسمية وقبعة رياضية سوداء عندما غادر ليلا من البيت الأبيض بظهور نادر في قمرة الصحافيين بطائرته قبل الإقلاع. وقال مازحا "لا احد يعرف من أنا&laqascii117o;، وذلك عندما جامله مساعد له على "التنكر&laqascii117o;.
وقد استقبله في المطار قائد قوات التحالف الجنرال الأميركي راي اوديرنو والسفير ريان كروكر. واستقل بوش مروحية أقلته إلى بغداد حيث استقبله الرئيس جلال الطالباني في "قصر السلام&laqascii117o; في الجادرية جنوب بغداد. واقر بوش، بعد اجتماعه بالطالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، أن ما حدث في العراق منذ الغزو حتى الآن "لم يكن سهلا أبدا لكنه كان ضروريا للأمن الأميركي والسلام في العالم، وأمال العراق&laqascii117o;. وتابع "إنني شديد الامتنان لهذه الفرصة التي أتاحت لي العودة إلى العراق قبل انتهاء ولايتي الرئاسية&laqascii117o;. ووصف بوش، الذي التقى "رئيس&laqascii117o; اقليم كردستان مسعود البرزاني وزعيم "المجلس الاسلامي العراقي الاعلى&laqascii117o; عبد العزيز الحكيم، المعاهدة بأنها "تذكير بصداقتنا، وتمهد للمضي قدما من اجل مساعدة العراقيين ليلمسوا نعمة المجتمعات الحرة&laqascii117o;. من جهته، قال الطالباني إن بوش "صديق عظيم للشعب العراقي ساعدنا في تحرير بلدنا. لقد تحدثنا بكل صدق وصراحة عن مشاكلنا&laqascii117o;. وأضاف "اشكر قيادته الشجاعة، فلدينا اليوم ديموقراطية وحقوق الإنسان، كما أن الازدهار يتحقق شيئا فشيئا&laqascii117o;.
ودافع بوش، خلال لقائه المئات من الجنود في معسكر "فيكتوري&laqascii117o; في بغداد، عن الغزو، معتبرا أن العراق أصبح أكثر أمنا الآن مما كان عندما تسلم الرئاسة في العام ،٢٠٠١ مشددا على أن التراجع كان سيعني الفشل. واعتبر قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق راي اوديرنو، خلال لقائه غيتس في قاعدة بلد الجوية أمس الأول، أن قوات أميركية قد تبقى في مدن عراقية بعد حزيران ،٢٠٠٩ بالرغم من أن المعاهدة تنص على انسحابها منها. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز&laqascii117o;، أمس، إن مسودة تقرير للحكومة الأميركية تشير إلى أن الجهود التي تبذلها واشنطن لإعادة اعمار العراق أدت إلى إهدار مئة مليار دولار.
ــ صحيفة السفير:
سيكون اللبنانيون على موعد مع أسبوع سياسي حافل، يبدأ اليوم بجلسة تشريعية في مجلس النواب لإقرار مشروع زيادة غلاء المعيشة ومشروع المفعول الرجعي لسلسة الرتب والرواتب، ثم يُستكمل غدا وبعد غد بجلستي مناقشة عامة للحكومة، من المتوقع ان يختلط فيهما الحابل السياسي بالنابل المطلبي، مع طغيان الحسابات الانتخابية للنواب والقوى السياسية على ما عداها، إضافة الى ان النقل التلفزيوني المباشر سيكون حافزا لمزيد من "عروض القوة&laqascii117o; المنبرية، في حين يُتوقع ان ينتخب المجلس النيابي الخميس المقبل خمسة أعضاء للمجلس الدستوري على ان تعين الحكومة لاحقا الاعضاء الآخرين. وبينما استمرت مجريات الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء بالتفاعل في ضوء التجاذبات التي رافقت تشكيل هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية وما كشفته من "عورات&laqascii117o; إضافية في جسم حكومة الانقسام الوطني، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة واستبقاه الى مائدة الغداء، فيما كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يصل الى الاردن، في زيارة رسمية تنتهي اليوم، والتقى في مستهلها الملك عبد الله الثاني، ثم رئيسي مجلسي الاعيان زيد الرفاعي والنواب عبد الوهاب المجالي، وبحث معهم في تطوير وتوسيع العلاقات الثنائية واحياء اللجنة المشتركة بين البلدين، واعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وتفعيلها.
وتوجه وزير الدفاع الياس المر الى موسكو امس، للبحث مع المسـؤولين الروس في إمكانية تزويد الجيش اللبناني بالسلاح، بعدما كان قد التقى في المنامة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، الجمعة، على هامش مؤتمر أمني استضافته العاصمة البحرينية. وعلى إيقاع الاصطفافات الداخلية الحادة، حوّل مجلس الوزراء تشكيل هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية، الى مناسبة للامعان في المحاصصة السياسية والطائفية والمناطقية، بعد جلسة عاصفة، أمس الاول، احتدم فيها الخلاف بين أعضاء الصف الواحد داخل "قوى ١٤ اذار&laqascii117o; من جهة وبين الموالاة والمعارضة من جهة أخرى، نتيجة استبدال احد اسماء المرشحين للهيئة المقترحة من وزير الداخلية زياد بارود وهو أسامة صفا، باسم المدير العام السابق لوزارة الداخلية عطا الله غشام، ونتيجة الخلاف على طائفة المرشحة حنيفة صبرا (سنية ام شيعية باعتبارها متزوجة من شيعي،حيث تقرر احتسابها من حصة السنة)، ما دفع الوزراء بارود وابراهيم شمس الدين ومحمد شطح الى التحفظ على طريقة التعيين، فيما انسحب وزير الاقتصاد محمد الصفدي من الجلسة احتجاجا على استبعاد اسم نقيب محامي طرابلس السابق خلدون نجا وعدم وجود أي عضو في الهيئة من طرابلس. وفي حين اتهم وزراء ١٤ آذار وزراء المعارضة بـ"التهويل&laqascii117o; بسلاح الثلث المعطل في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة لفرض اسم غشام ومنع التصويت على الاختيار بينه وبين اسم صفا، نفى وزير العمل محمد فنيش ان تكون الامور قد سارت على هذا النحو، وقال لـ"السفير&laqascii117o; ان تصوير الامر بهذه الطريقة هو تزوير للحقائق وتضليل للراي العام، لافتا الانتباه الى ان وزراء المعارضة قاربوا الموضوع من زاوية ان التعيينات في الهيئة المشرفة على الانتخابات تساوي التعيينات في وظائف الفئة الاولى او ما يعادلها ودعوا الى تحقيق التوافق والاجماع بشأنها، فلما طرح بعض وزراء ١٤ آذار اعتماد التصويت بأكثرية النصف زائدا واحدا للبت في النقاش حول أحد الاسماء، أجبنا بان الامر يحتاج الى أكثرية الثلثين لان الدستور ينص على وجوب تأمينها في ما خص التعيينات المتعلقة بالفئة الاولى او ما يعادلها.
واشار الى ان هيئة الاشراف على الانتخابات تنطبق عليها معايير التعيين في الفئة الاولى لانها تقوم على التوازن الطائفي وهي موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وأعضاؤها يتقاضون رواتب ومخصصات، وبالتالي فان موقف المعارضة في مجلس الوزراء كان منسجما مع الدستور ولا يجوز اتهامها بالتعطيل والعرقلة، معتبرا ان مثل هذه الاتهامات هي نوع من الخزعبلات التي تهدف الى التغطية على محاولة فرض منطق الهيمنة والاستئثار. اما الوزير آلان طابوريان الذي نقل عنه انه هدد بانسحاب وزراء المعارضة من جلسة مجلس الوزراء، فقد أوضح لـ"السفير&laqascii117o; انه دعا الى التوافق على أسماء الهيئة المولجة الاشراف على الانتخابات لان له الاولوية في معالجة أي شأن على طاولة الحكومة، ولكن عندما جرى التلويح بخيار التصويت، توجهت الى وزراء ١٤ آذار بالقول: يا جماعة، إذا أجرينا حساب رياضيات بسيط، يتبين انه في حال مغادرة عدد من الوزراء للجلسة يصبح النصاب مفقودا، وهنا سألني الرئيس فؤاد السنيورة: هل تهدد؟ فأجبته بالنفي، وكلامي عن إمكانية غياب النصاب ينطلق من قراءة موضوعية للواقع الوزاري ويهدف الى التشجيع على التوافق، وإلا فان العادة درجت على ان كل التعيينات في مجلس الوزراء تتم بأكثرية الثلثين ولا مبرر لطرح النصف زائدا واحدا. وقال وزير الداخلية زياد بارود لـ"السفير&laqascii117o; ان التعيين جاء نتيجة تسوية سياسية بين الجميع، رافضا تحميل وزرها، كما تردد، الى الرئيس نبيه بري، واضاف: ما جرى شكّل الصدمة الثانية للتوجه الاصلاحي، الاولى هي قانون الستين بحد ذاته، والثانية هي طريقة التعاطي مع تشكيل الهيئة. وأبدى خشيته من ان يكون ما حصل مؤشرا الى نمط التعاطي مع الانتخابات، "واذا استمرت الامور على هذا المنوال سيكون لي موقف ولكل حادث حديث". ورأى بارود ان الايجابية الوحيدة التي حصلت هي تشكيل الهيئة من حيث المبدأ وهذا انجاز اصلاحي يُرجى الا يتم احباطه. في المقابل، أكدت مصادر وزارية في الاكثرية لـ"السفير&laqascii117o; ان لا اعتراض على غشام، لكن اسمه لم يكن واردا في لائحة الترشيحات التي أعدها وزير الداخلية، "وهو طُرح من خلال بازار معين وكان اسمه في "الجيبة&laqascii117o; خلال الجلسة، لكن حرصنا على منع فرط تشكيل الهيئة دفعنا الى الموافقة عليه&laqascii117o;.
وعلمت "السفير&laqascii117o; ان وفد الكونغرس الأمريكي برئاسة غاري أكرمان أبلغ الامانة العامة لقوى ١٤ آذار خلال اجتماعه بها، ان الادارة الاميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما ملتزمة بالخطوط والسياسات العريضة للادارة السابقة تجاه لبنان، لان هناك ثوابت لا تتغير مع تغير الادارة، والتبدل الوحيد قد يطال بعض اللمسات الخاصة وليس جوهر الموقف. وطمأن الوفد الى ان لا إمكانية لعقد أي صفقة حول المحكمة الدولية مع أي كان، لان الولايات المتحدة لم تعد لديها أي سلطة على المحكمة التي أصبحت موجودة ضمن الاطار الدولي الاوسع. وتطرق الوفد الى مسألة الانفتاح الغربي على سوريا، فاشار الى ان الاميركيين يراقبون ما يقوم به الفرنسيون الذين يجربون حظهم مع دمشق، ملاحظا ان السوريين لم يقابلوا بعد الانفتاح الفرنسي بخطوات عملية ملائمة، وهذ الملف هو في كل الحالات "تحت المراقبة&laqascii117o;. وتفيد المعلومات ان ممثلي ١٤ آذار طرحوا ضرورة الاستمرار في دعم الديموقراطية والاستقرار في لبنان، وتعزيز الجيش اللبناني بكل ما هو متاح، ووجوب ان تطبق سوريا ما تم الاتفاق عليه بخصوص العلاقات الدبلوماسية ومقررات الحوار الوطني التي تصب في خانة تعزيز سيادة لبنان واستقلاله، وشددوا على ان الانفتاح الغربي على سوريا يجب ان يوظف للمساعدة في ترسيم الحدود مع لبنان وضبطها إضافة الى غيرها من المطالب اللبنانية. كما أثاروا قضية مزارع شبعا وطالبوا بان تؤدي واشنطن دورا في سحب إسرائيل منها ووضعها في عهدة الامم المتحدة كمرحلة انتقالية بانتظار ان يبت لبنان وسوريا بترسيم حدودها، لان الانسحاب من مزارع شبعا هو مدخل أساسي لتحقيق التهدئة التي تسعى اليها واشنطن بالمنطقة.
على صعيد آخر، التقى العماد ميشال عون ليلا مطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة في دار المطرانية في الاشرفية، ودام اللقاء بينهما أكثر من ثلثي الساعة وصف بعدها عون الزيارة بـ"الطبيعية&laqascii117o;، موضحا انه حمل الى "سيدنا الذي نكن له كل المحبة والاحترام والتقدير تحيات بعض الأصدقاء من الزيارة التي قمنا بها الى دمشق&laqascii117o;. كما اكد انه سيزور بكركي قريبا. وردا على سؤال حول الحملة التي تشن عليه بعد كل زيارة روحية، أجاب: تعودنا على القصف ولكننا مرتاحو الضمير فأقوالنا وأفعالنا لا تتعدى على حرية أحد. وأكدت أوساط مطلعة على اللقاء أنه تم فيه "التداول في الأمور الروحانية والدنيوية وساده جو من الود والصراحة وتبادل الأفكار&laqascii117o;. واعقبه تلبية عون دعوة الى عشاء اقامه اللقاء الوطني المسيحي في فندق مجاور للمطرانية، حيث التقى فعاليات من الاشرفية.
ــ صحيفة النهار :
تعقد قبل ظهر اليوم جلسة اشتراعية مخصصة لدرس مشروع القانون المتعلق برفع الحد الادنى للرواتب والاجور في الادارات العامة والجامعة اللبنانية والبلديات والمؤسسات العامة غير الخاضعة لقانون العمل واعطاء زيادة غلاء معيشة. وقد حدد موعد هذه الجلسة اثر الاتفاق الذي أقرته اللجان النيابية المشتركة الاسبوع الماضي على تقسيط دفع فروقات سلسلة الرتب والرواتب بمفعول رجعي يعود الى عام 1996 على ثلاث سنوات. وينتظر أن يقر مجلس النواب هذه التسوية التي وافقت عليها معظم الكتل النيابية على رغم استمرار هيئات نقابية في اعتراضها على الارقام التي قدمت ها الحكومة. وجاء الاجتماع الذي انعقد أمس في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ليدفع هذا الاتفاق، علما أن مواضيع اخرى طرحت خلاله وأدرجتها أوساط نيابية في اطار ضبط ايقاع جلسة المناقشة العامة التي سيتخللها طرح مواضيع مالية وانمائية حساسة مثل موضوع الهيئة العليا للاغاثة وموضوع اعادة اعمار المناطق المتضررة في حرب 2006.
وعن جلسة اليوم قال الرئيس بري مساء لـ'النهار' إن 'هذه الجلسة باختصار هي لاعطاء الحق لأصحابه الذي مرّ عليه زمن طويل نتيجة الوضع المالي في البلاد وما سيحصل غدا (اليوم) هو تأكيد لحقوق المواطنين وأن تصل هذه الاموال الى جيوبهم في ظل اوضاع اقتصادية ضاغطة'.
أما في موضوع جلسة المناقشة العامة للحكومة ابتداء من غد حتى مساء الخميس، والتي سيليها انتخاب مجلس النواب خمسة أعضاء في المجلس الدستوري، فقالت مصادر نيابية لـ'النهار' إنه من الطبيعي ان تكون الجلسات التي ستعقد نهارا ومساء فسحة منبرية واسعة للنواب نظرا الى تراكم الملفات السياسية والاقتصادية والخدماتية والانمائية التي تقتضي توجها الى الرأي العام. ولم تخف هذه المصادر ان الجلسة ستتأثر بالمناخات الانتخابية التي بدأت تتحكم بكل مفاصل السياسة في البلاد، لكنها استبعدت ان تخرج المناقشات مهما علت نبرتها عن اطار التسوية السائدة منذ اتفاق الدوحة، ذلك أن الجميع يدركون انه لا يزال هناك وقت غير قصير لانطلاق الحملات الانتخابية مما يوجب ابقاء الوضع السياسي في اطار مقنن ومحدد بشروط التسوية السياسية.
ومع ذلك، فان بعض ما شهدته الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء السبت مرشح للانسحاب على جلسات المناقشة وخصوصا بعد الضجة التي أثارها موضوع تعيين اعضاء هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية والاحتجاجات الوزارية على بعض التعيينات.
وفي هذا السياق اعتبرت مصادر وزارية تلويح وزراء المعارضة في مجلس الوزراء باعتماد الثلث المعطل في قضية تعيين عضو في هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية بأنه تطور بالغ الخطورة في مغزاه من حيث تعطيل عمل الحكومة والنظام الدستوري. وقالت لـ'النهار' ان وزراء في المعارضة حاولوا فرض هذا الموضوع ضمن اطار القضايا الكبيرة الاساسية التي تلحظها الفقرة الخامسة من المادة 65 والتي توجب التصويت عليها باكثرية الثلثين، مثل تعديل الدستور واعلان حال الطوارئ والاتفاقات الدولية والموازنة والتعيينات في الفئة الاولى وحل مجلس النواب وما اليها. واشارت الى ان الموضوع كان يتعلق بتعيين عضو في الهيئة ولا يستلزم اكثر من تصويت بالنصف زائد واحد في اقصى الاحتمالات، لكن وزراء في المعارضة هددوا بتعطيل الجلسة مما يرسم علامات استفهام كبيرة حول مغزى هذا التصرف في تعطيل النظام برمته. وفي المقابل استغربت اوساط في قوى 8 آذار المواقف التي طاولتها بعد تعيين العضو في الهيئة عطاالله غشام متسائلة عن 'سر هذا الهجوم عليه والرفض لشخصه'. ودافعت عن غشام الذي تولى سابقا منصب المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الداخلية، مشيرة الى انه اضطلع بدور بارز في انتخابات عام 2005 ولم يميز بين الاطراف وهو يتمتع بصداقة مع الرئيس بري وقوى سياسية شتى. على ان وزير الداخلية زياد بارود سعى امس الى اقفال السجال في هذا الموضوع، على رغم انه كان من المعترضين على ما جرى في الجلسة. واعلن انه سيعقد اجتماعا اول اليوم مع الهيئة. وقال ان ما جرى في الجلسة 'انتهى عند باب السرايا' واكد انه سيعطي هذه الهيئة كل الزخم اللازم، مشيرا الى دور لكل من رئيسي الجمهورية والحكومة في تشكيلها.
في غضون ذلك، عاود رئيس الجمهورية ميشال سليمان تحركه الخارجي عربيا ودوليا، فبدأ أمس زيارة للاردن تخللتها محادثات مع الملك عبدالله الثاني بن الحسين وعدد من المسؤولين الاردنيين الكبار. وافاد بيان رسمي للمكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية ان 'المحادثات المفيدة والمعمقة' بين سليمان والعاهل الاردني 'شملت سبل تعزيز علاقات الصداقة القائمة بين البلدين الشقيقين وتطويرها في مختلف المجالات، وتم الاتفاق تحديدا على احياء عمل اللجنة اللبنانية - الاردنية العليا المشتركة واعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بين البلدين وتفعيلها'. ونقل البيان عن عبدالله الثاني 'ارتياحه الى التطورات الايجابية التي حصلت في لبنان منذ اقرار اتفاق الدوحة المنبثق من اتفاق الطائف وبدء تنفيذ مقررات الحوار الوطني وتأكيد دعمه لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه ولمسيرة الحوار والمصالحة والوفاق الوطني'. وتحدث عن 'عرض الاخطار التي ما زالت تتهدد لبنان من جراء عدم قيام اسرائيل بتنفيذ القرار 1701، مع تأكيد حق لبنان وشعبه ومقاومته وجيشه في استرجاع ما تبقى من اراض لبنانية محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر بكل الطرق المتاحة والمشروعة'. ونقل عن الرئيس سليمان 'شكره للدعم الذي قدمته المملكة الاردنية الهاشمية الى لبنان على اكثر من صعيد، مؤكدا عمق العلاقات الاخوية التي تربط الشعبين والبلدين'.
ــ صحيفة الأخبار :
يؤدي الوزير زياد بارود دوراً مماثلاً للدور الذي أداه الرئيس ميشال سليمان، الذي يحسب عليه، فيسعى إلى التوفيق بين &laqascii117o;القوى" المتصارعة في وزارة الداخلية. ويرسم سيّد الـ18 مديرية لنفسه طموحاً إصلاحياً يقول إنه ارتطم بتحالفات ما تحت الطاولة
حسن عليق ونادر فوز :
يجلس زياد بارود في مكتبه، نهار أمس الأحد، ينتظر ضيوفه والاتصالات المستمرة التي تلاحقه، من دون أن يخفي مرضه والصداع النصفي (الميغران) الذي ينتابه منذ الصباح. طغت على أحاديثه نتائج الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء الذي بتّ موضوع تأليف هيئة الإشراف على الانتخابات، والتي عمل على إعداده بنفسه. وجد بارود عائقاً أمام الأسماء الثلاثة التي قدّمها لعضوية هذه الهيئة، نتيجة &laqascii117o;لعب تحت الطاولة"، كما قال. طرح بارود أسماء أسامة صفا، أردا إكمكجي وخليل جبارة. وافق الوزراء على الأخيرين، وبقي اسم صفا عالقاً، رغم أنّه لم يسجّل أحد اعتراضاً عليه في السابق، وخاصة أن اختيار وزير الداخلية له &laqascii117o;نابع من خبرته في الشؤون الانتخابية والقوانين، وهو كغيره ممن طرحتهم بعيد عن التأثر بالانقسام السياسي". الوزير محمد الصفدي أكد ضرورة وجود عضو في الهيئة من طرابلس، طارحاً اسم خلدون نجا بدل خليل جبارة. وكان لهذا الطرح بعد طائفي، استبدال سنّي بآخر. سجّل وزير الاقتصاد هذا الاعتراض، وانسحب بعد مشادة بينه وبين الوزير وائل أبو فاعور.
وبعد مداولات ثنائية جرت في القاعة، أعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على الوزراء نتيجتها، ليحضر اسم المدير العام السابق لوزارة الداخلية، عطا الله غشّام، بدلاً من صفا. بدا الأمر كأنه منسّق، رغم أنه &laqascii117o;لم يطرح اسم غشام قبل ذلك" أحد، كما يقول بارود. أثار الأمر استياء بارود هذه المرة، بحسب ما يقول، فطرِح الأمر على التصويت. هنا، سأل الوزير محمد فنيش: هل يحتاج هذا الأمر إلى أكثرية الثلثين؟ وكالعادة، اصطفّ الوزراء: 8 و14 وبينهما رئيس الجمهورية ووزراؤه. الوزير آلان طابوريان هدد للمرة الأولى بالثلث المعطّل، ليتدخل سليمان داعياً إلى التوافق. ودائماً بحسب ما يروي بارود.
استُبعد أسامة صفا، فسجّل وزير الداخلية اعتراضه وملاحظته، ولم ينسحب من الجلسة، &laqascii117o;على اعتبار أنّ مجرّد تأليف هذه الهيئة انتصار على الصيغة السياسية القديمة". ولا يخفي بارود انزعاجه من الموضوع، &laqascii117o;فما حصل غير مقبول، وخاصةً أن لا أحد من الوزراء سجّل اعتراضاً على الأسماء التي قدّمتها، وإذا جرى استبعاد أحدهم، فكان يجب الاختيار من اللائحة الأوسع التي عملت عليها، والتي تضمّ تسعة أسماء".
وينفي بارود وجود أي خلاف مع غشّام، &laqascii117o;لكنني لم أطرح اسمه لكونه محسوباً علناً على طرف سياسي"، مضيفاً أنه من وقت لآخر يتصّل بغشّام ويطلب استشارته ورأيه في بعض الأمور الخاصة بالانتخابات والوزارة.
ويرى بارود أن الوقت خصمه الوحيد، ويؤكد أنه أصيب بخيبة أمل بعد &laqascii117o;إقرار قانون انتخابي لا يتناسب مع طرحي إلا بنسبة 30%، بعد عدم إقرار الإصلاحات اللازمة واستبعاد الورقة الانتخابية المعدّة سابقاً". صدم الوزير الشاب، فتسأله عن إمكان أن تؤدي هذه التراكمات إلى استقالته، فيجيب بأنه فكّر بالموضوع بعد جلسة إقرار القانون الانتخابي، لكنه سحبه من رأسه لأسباب عديدة. &laqascii117o;أوّلاً، لأنه سنحت له فرصة للعمل الجدي على مواضيع شغلته كثيراً، وكنا دوماً ننظّر لها"، ويرى أنه &laqascii117o;يجب انتهاز هذه الفرصة لتقديم الأفضل. ثانياً، لاحترام فصل السلطات، وأنّ مجلس النواب قرّر إصدار قانون معيّن، فهل أستقيل لأنه أقرّ قانوناً لا أوافق عليه؟".ويضيف أنه يومياً يطبّق في الوزارة قوانين ليس موافقاً عليها، ويعلّق: &laqascii117o;طبشة الباب أسهل من الاستمرار في العمل في هذا المجال".
وفي الحديث عن موضوع الاستقالة وما يسبّبه التوافق السلطوي من انزعاج لعدم الخروج بخطوات إصلاحية، يتحدّث بارود بهدوء تام: &laqascii117o;لست في الوزارة لتحقيق زعامة كما فعل البعض ويفعل، وأنا هنا لتحقيق هدف واحد"، مشيراً إلى &laqascii117o;وجود مشروع واضح بعيد عن السياسة أطمح إلى تنفيذه: الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية هي أكثر من بإمكانه انتهاك حقوق المواطنين. ونحن نقوم بعمل جدّي في مواضيع تخصّ السجون والتعذيب. أحلنا عشرات الضباط على المفتشية، وصدرت قرارات تأديبية بحق عدد كبير منهم، لكننا لا نعلن عن ذلك حفاظاً على معنويات المؤسسات".
ينظر بارود إلى ما جرى في الجلسة الحكومية الأخيرة على أنه &laqascii117o;مشكلة غير مفتعلة"، من دون أن يضعها جانباً. يختصر موضوع الاستقالة بعبارة واحدة: &laqascii117o;أقوم بهذه الخطوة عندما يتخطّى الموضوع الحدود التي أتحمّلها، أي عندما أصبح شاهد زور أو في صلب مشروع مبرمج لإعاقة المؤسسات"، مؤكداً استفادته من دعم الرئيس للاستمرار في عمله الوزاري.وعن تلميح بعض الوزراء إلى إمكان الاستعانة بالثلث المعطّل، يشير بارود إلى أنّ الديموقراطية التوافقية مصنوعة لحماية الدستور والقوانين وحلّ المشاكل، &laqascii117o;والأزمة أنّ الثلث المعطّل، أحد أشكال الديموقراطية التوافقية والحامي لبعض الأطراف، أصبح آلية للصراع"، قبل أن يعيد لبّ الأزمة إلى أن الدستور لم يعط المجلس الدستوري حق تفسير القوانين، تاركاً هذا الأمر عرضة للآراء المتناقضة داخل مجلس الوزراء.
ويتحدث بارود عن هيئة مراقبة الانتخابات والدورة المقبلة &laqascii117o;أنا مشرف عليها ولست رئيسها"، مشيراً إلى وجود أفكار إصلاحية كثيرة يمكن تطبيقها، إحداها شبيه بما يفعله المجلس الوطني للإعلام في فرنسا (CSA)، ويقضي بإنشاء مكتب خاص لمراقبة المرشحين إعلامياً، ويضيف أنه بدأ بالعمل اللوجستي المتعلق بهيئة الإشراف على الانتخابات وغيرها، وأنه يطمح إلى أن يكون آخر وزير للداخلية يشرف على الانتخابات.
تنال قضية خفض سنّ الاقتراع إلى 18 عاماً حيّزاً خاصاً لدى بارود. &laqascii117o;يتذرع البعض بعجز وزارة الداخلية عن تحقيق الأمر"، ليؤكد أنّ الصعوبة تزداد مع مرور الوقت، &laqascii117o;لكننا مستعدون لتحمّل مسؤولياتنا في حال خفض سن الاقتراع، كما هي الحال في إصدار الهويات".ولا يخفي بارود وجود تخوّف طائفي من الأمر، مع العلم أنّ الفئة المتراوح عمرها بين 21 و18 سنة لا تمثّل إلا 7% من الناخبين، &laqascii117o;ولماذا الخوف ما دام القانون الانتخابي جعل من معظم الدوائر الانتخابية ذات لون طائفي واحد؟"، ليخرج بتحليل واضح &laqascii117o;ليست المسألة إلا حاجزاً نفسياً لدى البعض".ومن ناحية أخرى، يتخوّف بارود من وجود تسوية بين القوى السياسية، تربط ملف خفض سنّ الاقتراع بملف اقتراع اللبنانيين غير المقيمين، مشيراً إلى أن الجمعيات الداعية لخفض سن الاقتراع وصلت في تنازلاتها إلى حد القبول بإقرار الأمر الآن وتأجيل العمل به إلى دورة انتخابية مقبلة.
ويؤكد بارود أنّ علاقته بكل القوى جيّدة. &laqascii117o;أنا مرتاح، وهذا أمر طبيعي، كما أن اعتباري من حصّة الرئيس زادت من تسهيل علاقاتي مع الوزراء". يلتقي الجميع دون أي استثناء، ولا عتب على أحد.
وعن الانتقادات التي وجّهت إليه بعد زيارته لسوريا، و&laqascii117o;السكيزوفرانيا" التي حكمت أداء الأكثرية النيابية تجاه زيارته تلك، يجيب بارود بأنه لم يردّ إعلامياً على هذه الانتقادات، واكتفى بتسجيل موقف واضح في الحكومة، مطالباً كل من يعترض على هذه الزيارة التحدث مباشرة وعلناً خلال الاجتماعات الوزارية. أما عن ثمار زيارته لسوريا، فيرى أن التوجه السوري إيجابي، وخاصة لناحية الإعداد لسبل تعاون يقرّها مجلسا الوزراء في البلدين. وبين الجيش اللبناني والأمن السوري &laqascii117o;أعتقد أن هناك تبادلاً للمعلومات يفيد في التحقيقات الجنائية المتعلقة بالأعمال الإرهابية".
وعند سؤاله عن التقرير الذي أعدّته قوى الأمن الداخلي، والذي يظهر عجزها وحيدة عن ضمان أمن الانتخابات التي بات محسوماً إجراؤها في يوم واحد، يشير بارود إلى أنّ الوزارة بحاجة على الأقل إلى 26 ألف عنصر لضمان الأمن في اليوم الانتخابي، وأنّ عديد قوى الأمن الداخلي يصل إلى نحو 23500 ضابط ورتيب ومجنّد، ولا يمكن الاستعانة سوى بنحو 13 ألف منهم، بسبب الحاجة إلى العديد الباقي في المراكز والمخافر والمعابر الحدودية. ولسد العجز، قال وزير الدفاع إن الجيش سيوفّر أكثر من 13 ألف من أفراده. وبرأي وزير الداخلية، &laqascii117o;يجب الاستعانة بـ31 ألف عنصر من المؤسستين ليضبط الأمن كاملاً، ولتكون كل القوى الأمنية مرتاحة في تأدية مهماتها".
وفي السياق ذاته، لا يرى بارود في &laqascii117o;المعطيات الحالية أي تهديد لأمن الانتخابات. لكن الأمر بحاجة إلى تحصين عمل الأجهزة الأمنية سياسياً. والمكان الأفضل لذلك هو مجلس الوزراء"، مطالباً الأطراف السياسية المشاركة في الحكومة بتقديم صمانات واضحة في هذا الموضوع. وانطلاقاً من ذلك، يعلن بارود بدء الإعداد &laqascii117o;لإطلاق مكتب اتصال دائم مع كل الأحزاب والتيارات، بهدف التنسيق الدائم والمباشر". وقد بدأ العمل الجدّي على هذا المشروع، وأرسلت استمارات إلى كل القوى لتعيين مسؤولين وممثّلين لها في هذا المكتب.
وفي الحديث عن الانتخابات النيابية المقبلة، فإن الصعوبة التي تواجه الإعداد لها لا تتأتى فقط من الجانب الأمني والسياسي. فهناك المطبخ الداخلي في الوزارة. إذ يشير بارود إلى أنه ورث الماكينة الحالية في الوزارة عن أسلافه، وتوجد مراكز شاغرة، &laqascii117o;رغم أهميتها القصوى في الإعداد للانتخابات"، كالمدير العام لوزارة الداخلية والمحافظات الأربع التي يتولى شؤونها محافظون بالوكالة. أمر آخر قد يترك أثراً سلبياً في حال عدم إنجازه قبل الانتخابات، وهو تشكيلات ضباط قوى الأمن الداخلي.
في الأمر الأول، يكشف وزير الداخلية أن اللجنة الوزارية المكلفة دراسة التعيينات ستصدر تقريراً بعد عودة وزير الدفاع الياس المر إلى لبنان، تطلب فيه استثناء التعيينات الخمسة في وزارة الداخلية من السلة الشاملة لتعيينات الفئة الأولى. أما تشكيلات ضباط قوى الأمن الداخلي، فيكشف بارود أنه أعطى مهلة لمجلس قيادة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تنتهي في نهاية العام الجاري، على أن يسد المجلس خلالها كل الثغر القانونية التي تعتري عمل بعض القطعات المستحدثة، وبينها (وأبرزها) فرع المعلومات. وبعد ذلك، ينبغي إصدار تشكيلات عامة لضباط المديرية، على أن يتم ذلك قبل الانتخابات. وتوقع بارود في هذا الإطار أن يحضر قائد الدرك العميد أنطوان شكور اجتماعاً للمجلس سيعقد اليوم، وهو الذي قاطع الاجتماعين الأخيرين احتجاجاً على عدد من القرارات القانونية والسياسية والأمنية. وسينتظر بارود ما سيقرره مجلس القيادة لناحية إيجاد حل قانوني للقطعات المستحدثة، على أن يدرس هو النتيجة التي سيتوصل إليها المجلس، قبل أن يرفع الأمر إلى مجلس الوزراء. ويؤكد بارود أن التوجه الذي يعمل وفقاً له بما يخص المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي غير مغطّى سياسياً من أحد، &laqascii117o;لأنّ ذلك سيفتح باب المحاصصة". ويستبعد في الوقت عينه أن يثير الأمر اعتراض الأكثرية النيابية، وخاصة لناحية إيجاد تغطية قانونية لعمل &laqascii117o;شعبة" المعلومات. لكن ماذا لو لم يعجب الحل الذي سيطرحه على مجلس الوزراء تيار المستقبل؟ يجيب: &laqascii117o;عندها ليتحمّل الجميع مسؤولياتهم. ما أفعله يهدف إلى حماية المؤسسة وفرع المعلومات من اتهامات سياسية قد توجه إليهم في الانتخابات، وأنا لا أريد أن يخرج أحد من المؤسسة مغلوباً، وما زلت مصرّاً على هامش الاستقلالية الواسع الذي تحظى به قيادة المديرية، لكن الإعداد للانتخابات بحاجة إلى ما ذكر". ما ورثه زياد بارود في الداخلية مطبوع بمعظمه بسمات آل المر. لكن ما تركه الأب والابن في الداخلية إيجابي بنظر وزير الداخلية الحالي: &laqascii117o;الوزيران المرّ عملا على التنظيم الداخلي للوزارة كما فعّلا عملها وعديدها، فتركا لي أموراً تنظيمية كثيرة أستفيد منها".
ينظر عدد كبير من المتابعين إلى أن وصول بارود إلى وزارة الداخلية منوط بالانتخابات النيابية المقبلة فقط، فيستبعدون أي دور له على الصعيد الأمني، ويحصرون عمله في المجال الانتخابي. ينفي بارود الأمر، ويؤكد أنه يتابع الملفات الأمنية بدقّة وأهمية كبرى، وأن عدد اجتماعات مجلس الأمن المركزي الذي أجري في عهده يزيد بأربعة أضعاف أمثاله في السنوات الماضية. ثم يردف قائلاً: &laqascii117o;يا ليت ينحصر دوري في موضوع الانتخابات"، مشيراً إلى أنّ الموضوع الأمني بحاجة إلى دقة فائقة في التعاطي معه ومتابعة مستمرة على مدار الساعة، ليضيف &laqascii117o;وأنا أقوم بذلك كل ساعة تقريباً". يتقاطع الأمن والانتخابات والعلاقات السياسية عند &laqascii117o;المربعات الأمنية" التي يتحدث البعض عن عدم دخول القوى الأمنية إليها، ليؤكد بارود أنّ قوى الأمن الداخلي موجودة في الضاحية على سبيل المثال، وتقوم بكل واجباتها. والقوى الأمنية تدخل إلى كل أحياء الضاحية، وباتت تزيل مخالفات البناء، مذكّراً بالحادثة التي تعرّض فيها أحد ضباط قوى الأمن الداخلي لإطلاق نار قبل نحو شهرين، حيث أوقِف المشتبه فيهم وأزيلت المخالفة. ويتحدّث بارود عن التنسيق العالي بين القوى الأمنية والأطراف السياسية في الضاحية، وخاصة حزب الله، مشيراً إلى ضرورة رفع عديد عناصر سرية درك الضاحية. أما المخيمات الفلسطينية، فالتعامل معها يجري عبر وزارة الدفاع بالدرجة الأولى، &laqascii117o;وعلى الحكومة أن تبحث الأمور المتعلقة بها، إضافة إلى دور ينبغي أن تقوم به الفصائل الفلسطينية لإعطاء صورة إيجابية"، مشيراً إلى الحاجة إلى قوة أمنية جدّية داخل المخيمات، تعمل بعيداً عن جو الانقسام الفلسطيني الداخلي. ويعرّج وزير الداخلية للحديث عن بعض المناطق اللبنانية &laqascii117o;المظلومة إعلامياً" كبلدة بريتال مثلاً، أو البقاع الشمالي عامة، &laqascii117o;حيث يجري تعميم التهم على هذه المنطقة، وهو أمر مرفوض".
شبّه بارود طرح عدد من الوزراء اسم عطا الله غشّام لعضوية هيئة مراقبة الانتخابات، بأنه جاء &laqascii117o;Oascii117t of the blascii117e"، أي من حيث لا ندري. ولا يرى بارود في الأداء المذكور سوى استمرار لنهج الصفقات السلطوية بين القوى &laqascii117o;تحت الطاولة".
في حسابات أجرتها وزارة الداخلية، تبيّن أنّ الشريحة الشبابية بين 18 و21 عاماً، لا تمثّل سوى 7% من العدد العام للمقترعين. وفي دراسات لهذا الرقم والقانون الانتخابي الذي سيعتمد في الانتخابات المقبلة، تبيّن أن حجم تأثير هذه الشريحة لا يزيد على 0.3% من النتيجة النهائية للانتخابات.
يقول الوزير زياد بارود إنه أول وزير منذ اتفاق الطائف يبلغ مجلس الوزراء بزيارته إلى سوريا، قبل القيام بالزيارة، مشيراً إلى أنه عرض جدول أعمال الزيارة على المجلس. وأشار إلى أن اللواء أشرف ريفي، المحسوب على تيار المستقبل كان حاضراً في كل الاجتماعات في دمشق.
ــ صحيفة الحياة :
تخضع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، لدى مثولها غداً الثلثاء أمام البرلمان اللبناني في جلسة مناقشة عامة تستمر حتى بعد غد الأربعاء ومخصصة لمحاسبتها ومساءلتها على أعمالها، لأول اختبار من نوعه للتأكد مما إذا كانت بالفعل، حكومة وحدة وطنية، على رغم اختلاف الاتجاهات السياسية في داخلها، وإذا كان أعضاؤها على انسجام تام وليس بينهم من يمكن أن يتصرف في الجلسة طبقاً لحسابات خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، ما يدفعه الى المزايدة في المطالب المعيشية والحياتية.
في هذه الأثناء بدأ الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان محادثاته أمس في عمان التي يزورها على رأس وفد وزاري، والتقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وكبار المسؤولين في الأردن. واتفق الزعيمان على تفعيل اللجنة المشتركة اللبنانية - الأردنية وأكدا ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 في شكل كامل. كما أعلن الأردن استعداده لتقديم الدعم العسكري للجيش اللبناني عبر المؤسسات الدستورية. وتستمر زيارة سليمان لعمان حتى مساء اليوم ويتخللها حضور تدريبات عسكرية في إطار استكمال جولته على الدول العربية،
ــ صحيفة المستقبل :
جال رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري على عدد من مناطق وأحياء مدينة بيروت متفقداً أهلها ومستمعاً الى مطالبهم خصوصاً في ما يتعلق بالمشاريع الحياتية، وسجّل لقاء مطول بين رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء فؤاد السنيورة في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة تخللته مائدة غداء، عشية الجلسة التشريعية التي ستقر مشروع قانون زيادة الأجور والرواتب في القطاع العام، بعد التسوية التي أنجزتها اللجان النيابية المشتركة الأسبوع الفائت. مع الاشارة الى ان جلسة اليوم ستليها جلسات لمناقشة سياسة الحكومة بدءاً من الغد على ان تعقب ذلك جلسة عامة لانتخاب أعضاء المجلس الدستوري.
في المواقف، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' سمير جعجع 'خوض صراع مرير ليس أقل مرارة من الذي خضناه أيام الحرب'، وشدد على ان 'قوى 14 آذار ستضع كل جهودها لأن يبقى هذا الصراع في إطاره الديموقراطي'، معتبراً ان 'النجاح في الانتخابات يجعلنا نتقدم خطوات إلى الأمام من أجل تثبيت لبنان ككيان نهائي وقيام دولة فعلية، وكل مواطن لديه مسؤولية كبيرة في هذه الانتخابات'، معرباً عن ارتياحه للأجواء الشعبية في ما خص الانتخابات النيابية، مؤكداً ان 'قوى 14 آذار مستمرة في عملها وجهودها للوصول إلى برنامج موحد ولوائح موحدة تخوض على أساسها الانتخابات(..)'.الى ذلك، اعتبر البطريرك نصرالله بطرس صفير ان 'هناك أصواتاً ترتفع في لبنان مطالبةً بإعادة النظر في الأحكام التي صدرت بحق مواطنين في عهد الاحتلال، وهي احكام مشكوك في صحتها، ويجب إعادة النظر فيها ليطمئن أصحابها وذووهم وليستأنفوا حياتهم بمأمن من كل إجحاف'، وأشار إلى 'أن دولاً كثيرة عمدت إلى ذلك في مثل هذه الحالة، وخصوصًا فرنسا بعدما تحررت من الاحتلال النازي'، آملاً 'ان يلقى هذا المطلب آذاناً صاغية(..)'.
ــ صحيفة الديار :
من المتوقع ان يلجأ مجلس النواب خلال جلساته الى تعيين نصف اعضاء المجلس الدستوري وعلم ان من بين الاسماء التي سيتم تعيينها القاضي مهيب معماري والدكتور انطوان مسرة فيما ذكرت مصادر متابعة ان الرئيس بري يرفض اسناد منصب رئاسة المجلس الدستوري الى القاضي انطوان خير. وفي مجال آخر، قال وزير الداخلية والبلديات زياد بارود لـ &laqascii117o;الديار" ان موضوع تشكيل لجنة مراقبة الانتخابات لا يستأهل كل هذه الضجة، والموضوع مبدئي وليس شخصيا، والاسماء الثلاثة التي قدمتها عرضت في الجلسة التي سبقت الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، وتم التوافق عليها بعد استعراض كل اسم على حدة.فتشكيل اللجنة هو من صلاحية وزير الداخلية، وليس عندي اي شيء ضد الاستاذ عطا الله غشام ووجوده يفيد، لكن في المبدأ هناك مخالفة للقانون، فالوزير هو الذي يرشح، والاسماء التي طرحتها خبراء في هذا المجال ومشهود لهم، ولم ادخل موضوع المحسوبيات في الاعتبار، علما ان الاسماء التي طرحتها واحد سني والاخر شيعي والشخص الثالث من الطائفة الارمنية وهذه الاسماء لا غبار عليها وهم خبراء وقادرون على تقديم المساعدة، ومن خلال الاسماء التي طرحتها ابتعدت عن المعايير الطائفية، واكرر القول ان اعتراضي مبدئي وفي الوقت نفسه سأقدم كل الامكانيات لنجاح عمل اللجنة، وتشكيلها علامة ايجابية، والسلبيات كبيرة لو لم تتشكل اللجنة. وأضاف: الموضوع انتهى على باب مجلس الوزراء، وان انجاز مهمة اللجنة يتوقف على نجاحها في صياغة قانون جديد بعد انتهاء الانتخابات النيابية. واكد بارود ان اول اجتماع للجنة سيعقد بعد ظهر اليوم.
- وعن كيفية نجاح اللجنة في ضبط المال السياسي قال بارود : المال السياسي موضوع طويل، وقانون الانتخابات الحالي لا يلبي طموحنا، لكن الهيئة ستتمكن من العمل في الحد الادنى بهذا المجال وليس بالكامل، ويلزمها مهلة 6 أشهر لتنظيم هذا الامر وليس 60 يوما، ورفع السرية المصرفية في حال المخالفة سيتم عن حساب الحملة الانتخابية للمرشح من دون الحسابات الشخصية الاخرى، والتي تدخل في قانون السرية المصرفية. وعن موضوع الخطة الامنية في الاعياد قال بارود: لقد بدأنا العمل بالخطة الامنية منذ نهار امس، وعممنا الخطة على كل القطاعات بالتعاون مع الجيش.لقد تم فرز 500 عنصر اضافي للعمل مع المديرية العامة في موضوع تأمين السير، واصبح عندنا الان 1100 عنصر سيعملون لتأمين تسهيل تنقلات المواطنين خلال الاعياد. وعن موضوع شكاوى المواطنين من معاينات الميكانيك قال بارود، للاسف وزارتي فيها كل مصائب البلد، وأعمل اقصى ما استطيع، ولقد قمت بزيارتين او بالاحرى &laqascii117o;كبستين" الى مركز المعاينة، واطلعت على معاناة المواطنين.المشكلة ان مجلس النواب قام بإعفاء غرامات التأخير عن الرسوم الميكانيكية على المواطنين وهو عمل مشكور وجيد، وبالتالي فان المواطن مضطر لانجاز معاملته قبل آخر الشهر، لتفادي الغرامات، وهذا ما سبب الزحمة الحالية وهناك تدابير سنتخذها في هذا المجال وتتطلب وقتا خصوصا ان هناك محطة واحدة لجبل لبنان وبيروت في الحدث وسنحاول بناء محطة اضافية بشكل سريع، بالاضافة الى تدابير فورية اتخذتها تقضي بالعمل خلال نهار الاحد وزيادة عدد الموظفين ونشر قوى امنية لتسهيل دخول السيارات.
وعلمت &laqascii117o;الديار" ان اجتماعا لقادة المعارضة سيعقد خلال هذا الاسبوع وسيحضره الرئيس نبيه بري، والعماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية وقيادة حزب الله لمناقشة المرحلة الحالية بكل تفاصيلها وتحديدا الموضوع الانتخابي وتشعباته، بعد ان بدأت الخلافات الانتخابية، بين احزاب المعارضة &laqascii117o;تطفو على السطح" وبشكل بارز وتحديدا في ما يتعلق بالمقاعد الدرزية في عاليه والشوف والمتن وحاصبيا والبقاع الغربي بالاضافة الى المقعد الارثوذكسي في حاصبيا، وغيرها من المقاعد. كما علم ان الاجتماع سيقر سبل التحركات الانتخابية وتشكيل اللجان المركزية الاعلامية والتنظيمية وقضايا اخرى، وذكرت مصادر المعارضة ان الخلافات في الموضوع الانتخابي امر طبيعي وهناك سهولة بتجاوز كل الاعتبارات خصوصا ان الخلافات ليست جوهرية بعكس الفريق الآخر.