ـ صحيفة السفير
كتب المحرر السياسي:
أن يحمل وزير الدفاع اللبناني الياس المر، قائمة احتياجات عسكرية لبنانية إلى القيادة الروسية، تشمل الحصول على طائرات مقاتلة ودبابات وصواريخ، فهذا أمر بديهي، ولكن غير المألوف، أن يعلن من روسيا أن موسكو استجابت للمطالب وقررت أن تهب لبنان عشر مقاتلات "ميغ ٢٩&laqascii117o;، وأبلغته أن الحصول على دبابات "ت ٩٠&laqascii117o; قيد البحث. الخبر الذي أوردته وكالة "نوفوستي&laqascii117o; الروسية الرسمية نقلاً عن المر استثنائي بكل معنى الكلمة، ولكن المثير أن وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف لم يتبنّ الإعلان اللبناني واكتفى بالقول إن الجانب الروسي "تسلم قائمة باحتياجات القوات المسلحة اللبنانية&laqascii117o;، مؤكداً "استعداد روسيا للنظر فيها قريباً&laqascii117o; كما أوردت "نوفوستي&laqascii117o;.
كان لإعلان المر وقعه الكبير على الدولة اللبنانية التي يبدو أنها لم تكن مهيأة لسماع "الأخبار الطيبة&laqascii117o;، لا بل إن السفير الروسي في بيروت سيرغي بوكين، قال رداً على سؤال لـ"السفير&laqascii117o; إنه ليست لديه أدنى معلومات رسمية عن الموضوع، ودقق في ما إذا كان ما أوردته الوكالة الروسية، منسوباً إلى مصدر رسمي روسي أم أنه مجرد تقديرات صحافية، وأضاف "بكل الأحوال نحن نسعى إلى إقامة علاقات متطورة في شتى المجالات مع لبنان ولكن بقدر الإمكان&laqascii117o;. وعلمت "السفير&laqascii117o; أن الوزير المر، فور انتهاء محادثاته مع الجانب الروسي، أطلع كبار المسؤولين اللبنانيين على نتائجها، وقال إن الجانب اللبناني قدم لائحة احتياجات كبيرة جدا، وقد طلب الجانب الروسي وقتاً لتقديم أجوبة عليها، ولكن اللافت للانتباه، والكلام للوزير المر، أن نظيره الروسي أجابه بعد وقت معين من بدء المحادثات أن القيادة الروسية قررت منح هبة عسكرية للبنان عبارة عن عشر طائرات "ميغ ٢٩&laqascii117o;، (قيمتها الفعلية حوالى ٣٠٠ مليون دولار أميركي)، على أن تتحمل الدولة اللبنانية مسؤولية تجهيز الطائرات العشر وصيانتها.
وفي انتظار الإعلان الروسي الرسمي من جهة وإطلاع الوزير المر الحكومة اللبنانية على نتائج زيارته الروسية من جهة ثانية، فإن "الحدث الإعلامي&laqascii117o; أثار حشداً من الأسئلة حول توقيته المحلي والخارجي وحول "الأثمان&laqascii117o; المتصلة به، وكذلك حول ما بعد الحصول على الطائرات العشر، بالمعنى السياسي والعسكري الاستراتيجي:

أولا، لماذا كان محرّماً على الجيش اللبناني، في أحلك الظروف التي واجهها، أن يحصل على قنبلة واحدة أو صاروخ واحد بذريعة أن ذلك قد يمثّل تهديداً لأمن إسرائيل، حتى المنظار الليلي والمعدات العسكرية المتواضعة اعتُبرت محظورة بذريعة الخوف من أن تقع في يد أعداء إسرائيل؟ فكيف الحال بعشر طائرات ستوضع في القاعدة الجوية في مطار بيروت أو في رياق أو القليعات؟
ثانيا، اذا كان لبنان قد أقام الاحتفالات لمناسبة إعادة تأهيل طائرتي "هوكر هنتر&laqascii117o; حتى كاد البلد كله يصفق لتحليقهما في ذكرى الاستقلال من جهة، ولخرق الحظر الأميركي الإسرائيلي على تسليح الجيش من جهة ثانية، فما هي حقيقة الهبة الروسية، وهل يمكن لموسكو أن تعطي طائرات كهذه للبنان قبل أن تحصل على ضمانات بعدم استخدامها ضد إسرائيل، وهل يمكن أن تكون لها وجهة غير "مكافحة الإرهاب&laqascii117o; بوصفها "الوجبة العالمية المشتركة&laqascii117o;؟
ثالثا، هل هناك جهوزية لبنانية لتلقف الهبة الروسية، وبمعنى أدق، هل نحن على مستوى الدخول في منظومة متكاملة، تبدأ مع إرسال نحو ثلاثين ضابطاً من الجيش اللبناني على الأقل للتدرب كطيارين على الـ"ميغ ٢٩&laqascii117o;. وعلى خط مواز، إرسال نحو مئة من أفراد الجيش للتدرب في روسيا كفنيين، يؤمّنون الصيانة الكاملة لهذا النوع من الطائرات. كما أن هذا الأمر يوجب على الجيش اللبناني صيانة القواعد الجوية أو تأهيلها، وبناء الهنغارات اللازمة لمبيت المقاتلات وأعمال الصيانة لها. وأكثر من ذلك فإن ذلك يفرض فتح الخط بين موسكو وبيروت لتأمين قطع الغيار، والتصليح والتدريب، وخصوصاً أن الصيانة ضرورية بعد كل ساعة طيران.

رابعا، اذا كان القرار العسكري قد اتخذ بتلبية الموجبات، فماذا عن الميزانية العاجزة عن تلبية زيادة خدمة الميدان للعسكريين بنسبة عشرين في المئة من الحد الأدنى للأجور، بذريعة أنها تكبد الخزينة ما يزيد عن ٢٥ مليار ليرة سنوياً، علماً بأن كلفة صيانة الطائرات وحمايتها تفوق هذا المبلغ بكثير.
خامسا، ما هي قيمة الطائرات عملياً، اذا لم تقترن بشبكة رادار وأجهزة إنذار وبمنظومة دفاع جوي، لا بل باستراتيجية دفاعية شاملة، فالطائرات لا تستطيع العمل بلا رادارات، وشبكة الرادار بدورها تتطلب الجهاز البشري من فنيين وخبراء ومهندسين، فضلا عن أنها تتطلب منظومة حماية للرادارات، ومنها صواريخ ارض ـ جو، ومنظومة دفاع برّي من خلال نشر المشاة؟
سادسا، هل المقاتلات الروسية الممنوحة للبنان، ستزود بنظام صاروخي جو ـ جو؟ فإن كانت كذلك، فإن هذا النظام يعطيها بعداً استراتيجياً كبيراً جدا. وهل هي مزوّدة بصواريخ جو أرض، وهل يعني ذلك أنها لاستهداف أهداف أرضية، وهنا يبرز السؤال، ضد إسرائيل أم ضد "احتمال إرهابي&laqascii117o;؟
سابعا، ما هو الرابط بين سفر الوزير المر الى موسكو، ومحطته اللافتة للانتباه قبل ذلك في البحرين ولقائه العاجل بوزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، بناء على طلب الأخير، ولماذا لم يكن نصيب زيارة المر الروسية التأجيل، كما حصل في مرات سابقة، وهل صحيح أنه تم تأجيل مواعيد المر في موسكو أكثر من ٤٨ ساعة، علماً بأن الوفد العسكري اللبناني المرافق وصل الى موسكو فجر يوم السبت المنصرم؟
ثامنا، ما هو الرابط بين زيارة المر لإبرام صفقة التسلح، وزيارة النائب سعد الحريري قبل فترة وجيزة الى موسكو وإعلانه من هناك أن البحث تناول تسليح الجيش اللبناني، وذلك بالتوازي مع أنباء صحافية تحدثت عن صفقة سلاح روسي للبنان وبتمويل سعودي ـ إماراتي كهبة للبنان، وكل ذلك في أعقاب استنكاف الأميركيين عن تسليح الجيش "بسبب التعقيدات الإدارية في الكونغرس&laqascii117o; كما أبلغ قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية الجنرال ديفيد بيترايوس قيادة الجيش اللبناني مؤخرا؟
تاسعا، ماذا عن علاقة الموضوع برمته بموعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في الثاني والعشرين من الجاري في القصر الجمهوري، لاستكمال مناقشة الاستراتيجية الدفاعية؟
السؤال الأخير، لماذا لم نسمع تعليقا إسرائيلياً رسمياً حتى الآن على "الخبر اللبناني&laqascii117o; الآتي من موسكو؟

ـ صحيفة النهار :
المفاجأة الضخمة' التي أعلنها وزير الدفاع الوطني الياس المر من موسكو أمس والمتمثلة في قرار روسيا تزويد الجيش اللبناني 10 طائرات من طراز 'ميغ 29'، وصفها المراقبون بانها 'حرب باردة لبنانية' ستضع جميع الاطراف الاقليميين والدوليين' امام تحدي مجاراة هذه الخطوة الروسية التي تدفع تسليح الجيش اللبناني الى مرتبة لا سابق لها'.
وافادت مصادر وزارية في الاكثرية ان رئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري كان لمس لدى لقائه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاستعداد الروسي للذهاب الى ابعد مدى في تسليح الجيش اللبناني. ونقلت عن احد مستشاري بوتين قوله في ذلك الوقت 'ان على سوريا ان تعترف من الان فصاعدا بان على حدودها دولة مستقلة ذات سيادة اسمها لبنان'.

الى ذلك، انطلق امس قطار المناقشة العامة النيابية، على ان يصل غدا الى محطته النهائية باختيار الحصة النيابية من اعضاء المجلس الدستوري. وهو لم يخف حجم التعقيدات في العلاقات بين الاكثرية والمعارضة والتي ظهرت على الملأ في جلسة مجلس الوزراء السبت الماضي والتي حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري امس تخفيف حدتها بعد تساؤلات من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عما حاولت المعارضة من اللجوء اليه من 'ثلث معطل' ولو 'في غير موضعه' كما جاء في مداخلات الاكثرية النيابية. ولكن فيما كان الرئيس بري يعلن في ساحة النجمة 'ان المعارضة والموالاة وجميع الاطراف ملتزمون الدوحة وليس فقط ممنوع اللجوء الى التعطيل بل ايضا الغياب عن جلسات مجلس الوزراء'، كان وزير الاتصالات جبران باسيل ممثل النائب العماد ميشال عون في الحكومة يصرح في مؤتمر صحافي بأن 'ما سمعناه بعد الجلسة (مجلس الوزراء) في موضوع التهديد بالثلث 'المعطل' واستعماله، نذكر اننا لا نخجل من ان هذا الثلث حاربنا وناضلنا من اجله لاستعماله عند الحاجة ونحن وزراء مشاركة لا وزراء فرجة'؟!
ووصفت أوساط نيابية متعددة الاتجاه اليوم الاول من جلسة المناقشة العامة لسياسة الحكومة بأنها 'مقبولة'، إذ غاب عنها التراشق والاتهامات وحل محلها النقاش الموضوعي. ورأت أن الرئيس بري مارس التهدئة كي تبقى المناقشة تحت السيطرة. ولفتت الى 'أن تركيز نواب المعارضة على موضوع الهيئة العليا للاغاثة جاء بعد معطيات واسعة وفرتها رئاسة مجلس الوزراء التي أشارت الى ان عجز الهيئة هو 424 مليون دولار واليه يجب ان تتجه المناقشات. وتوقعت ان يدلي الرئيس السنيورة في ختام الجلسة برد مسهب على كل التساؤلات في شأن الهيئة وهو رد يجري اعداده حاليا.
وفي سياق المناقشات النيابية، استرعى الانتباه رد الرئيس السنيورة على ما قاله النائب عبد اللطيف الزين عضو 'كتلة التنمية والتحرير' التي يرئسها الرئيس بري. فعندما أعرب الزين عن تقديره للحكومة لتسمية رئيس مجلس القضاء الاعلى، في اشارة الى اقتراح وزير العدل ابرهيم نجار اسناد هذا المنصب الى القاضي غالب غانم، علق السنيورة قائلا: 'لم تسمِّ الحكومة بعد'. ورأى المراقبون في هذا الرد ما يفيد ان التعقيدات لا تزال تكتنف ملف التعيينات القضائية.

وبينما تركزت مداخلات نواب المعارضة على ملف الهيئة العليا للاغاثة، شددت مداخلات نواب الاكثرية على ملفات أمنية وقضائية وسياسية وخصوصا ما يتعلق منها باتفاق الطائف والعلاقات اللبنانية - السورية. وأبلغت مصادر نيابية بارزة في 14 آذار الى 'النهار' ان مداخلات نواب الاكثرية امس واليوم تؤكد 'ان ما أنجز في الدوحة في ايار الماضي هو تسوية، اما الاساس فيبقى اتفاق الطائف الذي صار دستورا للبلاد وعليه يشاد السلام اللبناني'. وأفادت ان مداخلات اليوم ستسلط الاضواء على ملف المحكمة الدولية، مشيرة الى ان مشاورات تجري بعيدا عن الاضواء في شأن انتخاب أعضاء المجلس الدستوري غدا. وفي هذا السياق تعقد كتلة 'تيار المستقبل' اليوم اجتماعا للبحث في الاسماء المقترحة لعضوية المجلس الدستوري.

من جهة اخرى، استوضحت 'النهار' وزير المال محمد شطح ما أثاره الوزير باسيل في مؤتمره الصحافي أمس من ان الرئيس السنيورة طلب منه ومن وزير المال معالجة 'ملف مرسوم (تملك أراض) ورد في البند 33 من جدول الاعمال' وتبين انه 'موضع لغط كبير في حاجة الى توضيحات'، ولكن ما ورد في محضر مجلس الوزراء الرقم 17 - القرار 20 'ضرب عرض الحائط ما جرى الاتفاق عليه'. فأجاب أنه بمبادرة منه ' أطلع مجلس الوزراء على مذكرة وجهها الى الدوائر العقارية تظهر بكل شفافية طريقة تعامل هذه الدوائر مع موضوع تملك الاجانب لجهة تبيان الجدوى الاقتصادية للمشاريع غير المعدة للسكن والحدود المسموح بها في القانون للتملك من أجل السكن والتزام مهل انشاء العقارات ضمن فترة حددها القانون'. وأضاف ان مجلس الوزراء السبت الماضي 'درس ووافق على 4 مراسيم لتملك الاجانب تعود الى مدرسة 'الانترناشونال كولدج' وشركة 'خوري هوم' بعد تحولها الى شركة مساهمة وشخص سعودي يريد تملك 600 سهم اضافي ضمن القانون لانشاء مسكن، وأميركي من أصل لبناني يريد تملك ارض للمرة الاولى من أجل السكن'. وأوضح ان الوزير باسيل 'لا صفة له ليكون مكلفا معي في موضوع يعود الى وزارة المال'، واصفا ما قاله وزير الاتصالات في هذا الصدد بأن 'لا أساس له'.والى بيروت يصل في الساعات المقبلة نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل لاجراء محادثات مع المسؤولين تتناول التطورات. وسبق لهيل ان قام بزيارات مماثلة للتشاور.

ـ صحيفة الأخبار :
فيما لم يستطع وزير الدفاع إلياس المر إخفاء مفاجأته من العرض الروسي بتزويد الجيش اللبناني بعشر طائرات من طراز &laqascii117o;ميغ ـــــ 29"، وهي مقاتلات حديثة ذات فعالية جدية، لم يتضح ما إذا كانت هذه الصفقة تأتي في سياق خطة روسية متكاملة لدعم القوات المسلحة اللبنانية بوسائل تقنية متطورة.وفي بيروت، قالت مصادر مسؤولة في المؤسسة العسكرية إن الجانب الروسي قال بوضوح إنه مستعد لتزويد لبنان بالأسلحة الحديثة التي يحتاج إليها، وإن سوق الأسلحة الروسية مفتوحة أمام لبنان. وقالت المصادر إن لدى الجيش جهوزية لاستقدام أسلحة من هذا النوع، وهو مستعد لإرسال ضباطه إلى روسيا للتدرب على استخدام هذه الأسلحة بما فيها الطائرات.لكنّ المصدر لفت إلى أن الأمر رهن قرار مجلس الوزراء، لأن هذا المستوى من التسلّح له بعده السياسي كما له بعده المالي، وإن كانت روسيا قد أشارت إلى أنها تعرض على لبنان أسعاراً خاصة.وفيما لم تعلّق أوساط حكومية على الأنباء، فإن مصدراً وزارياً قال إن الواقع السياسي والمالي للحكومة لا يشير إلى استعدادات للدخول في هذه الصفقة، وإن الأمر يحتاج إلى مشاورات تتجاوز كيفية الحصول على التمويل اللازم لتتعداه إلى طريقة حماية لبنان لأسلحة من هذا النوع، وخصوصاً أن إسرائيل لن تتعامل مع الأمر بمرونة وستشنّ حملة دبلوماسية قد تعقبها بعمل عسكري، لأنها ترى في تسلّح الجيش خطراً على أمنها. عدا أنها تتهم الجيش بأنه يساعد المقاومة في التسلح وفي المواجهات التي جرت سابقاً. يشار هنا إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان قد دعا في وقت سابق السلطات إلى البحث في سبل تسليح الجيش بعيداً عن الشروط الأميركية، وقال إن سوق الأسلحة المعلنة وغير المعلنة مفتوحة أمام الجميع، وإن بمقدور لبنان أن يوفر موازنة تتيح له شراء ما يريد من أسلحة يحتاج إليها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

وأعلن المر في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه نظيره الروسي أناتولي سيرديوكوف &laqascii117o;أن روسيا قررت تزويد الجيش اللبناني بعشر طائرات حربية من طراز &laqascii117o;ميغ 29" لتعزيز القدرات القتالية للجيش اللبناني"، معلناً أن سيرديوكوف سلّمه أيضاً مشروع اتفاقية تعاون ستُناقش في مجلس الوزراء عند عودته إلى لبنان. وهي تتضمن: &laqascii117o;تدريب ضباط سلاح الجو اللبناني على قيادة الميغ 29، وتشكيل فريق عمل لوجستي عسكري لتحديد حاجات لبنان من هذه الطائرات"، لأن المساعدة &laqascii117o;هي أكثر بكثير مما كنا ننتظر، والتجهيزات التي كنا نفكّر فيها كانت متواضعة، لأن الجيش تعوّد الوعود من دون التنفيذ. أما بعدما تقدم الجانب الروسي بهذه الخطوة النوعية الكبيرة، فإن الأجواء تغيّرت وعلينا إعداد لائحة جديدة للتجهيز، لأن أبواب السلاح المتطور فتحت، ودبابات ت90 والمصفحات الحديثة والمدفعية والصواريخ الحديثة كانت كلها على طاولة البحث".
وشدد المر على أن هذه الزيارة إلى روسيا هي أهم زيارة خارجية له منذ تولّيه مهمات وزارة الدفاع، &laqascii117o;وهي تحمل على كل الصعد، التقنية والعسكرية والسياسية، بداية علاقة حميمة وصداقة وعلاقة عسكرية ومهنية عالية جداً". ولفت إلى وعود التسليح التي &laqascii117o;سمعناها في السنوات الماضية من كثر، ولسوء الحظ، هذه الوعود مقبولة وجيدة عند البعض، وهي مجرد وعود عند البعض الآخر". وأضاف: &laqascii117o;أما اليوم، ففوجئنا بمساعدة هي عبارة عن طائرات حربية من أحدث الطائرات التي يستعملها الجيش الروسي. وبالفعل، كانت مفاجأة ضخمة بالنسبة إليّ وإلى الوفد العسكري اللبناني".
من جهة أخرى، قلّد وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف المر ميدالية وزارة الدفاع الروسية &laqascii117o;لمساعدته الوحدة العسكرية الروسية في مرحلة إعادة إعمار بنية لبنان التحتية المدمرة".وتأتي زيارة المر بعد الزيارة التي قام بها أخيراً إلى بيروت رئيس المصلحة الفدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسية ميخائيل دميتريف، الذي كان حاضراً في لقاءات الأمس، لبحث ملف تسليح الجيش اللبناني، وشدد خلالها على وجوب &laqascii117o;أن تكون القوات المسلحة اللبنانية قوية، وجهوزيتها القتالية عالية". وتركّزت مهمته على إعطاء &laqascii117o;زخم جديد" للتعاون مع لبنان وتأكيد &laqascii117o;اهتمام روسيا بالاستقرار في المنطقة وفي لبنان". وتحدثت مصادر الوفد اللبناني عن قائمة أسلحة تتضمن منظومات صاروخية مضادة للدبابات ومنظومات دفاع جوي وطائرات ومروحيات ودبابات.
ونقل صحافيون روس عن أوساط السفارة اللبنانية في موسكو قولها إن &laqascii117o;وجود أسلحة ثقيلة لدى الجيش اللبناني يمكّنه من تأكيد قدرته على الحلول مكان حزب الله في الدفاع عن جنوب لبنان، ويسمح للحكومة بطرح موضوع نزع سلاحه. وربما كان دافع هذه التسريبات، تهدئة مخاوف الجانب الروسي من المعارضة الأميركية لهذه الصفقة، لأن روسيا تنأى بنفسها عن أن تصبح طرفاً في &laqascii117o;الدراما اللبنانية".
فموسكو تريد &laqascii117o;زكزكة" واشنطن وتل أبيب رداً على دورهما في دعم الجيش الجورجي، وهو ما تعدّه عبثاً في حديقتها الخلفية، ولكن من دون الغرق في الرمال اللبنانية والاصطدام مع المصالح الأميركية في المنطقة، أو إثارة حفيظة حزب الله، الذي لا تعدّه منظّمة إرهابية. بل على العكس من ذلك، فإن القادة العسكريين الروس، بعيداً عن أضواء الكاميرات وأعين الصحافيين، اعتبروا انتصار الحزب في حرب تموز انتصاراً للسلاح الروسي وهزيمة للأسلحة الإسرائيلية والأميركية.

ورغم إعلان الوزير المر عن هذه المساعدة ـــــ المفاجأة، إلا أنّ أياً من المسؤولين الروس لم يؤكد الأمر، فيما أعلن الوزير سيرديوكوف أنه تلقّى &laqascii117o;قائمة بحاجات القوات المسلحة اللبنانية، ونحن مستعدون لبحثها في القريب العاجل".غير أن مصادر روسية تؤكد أن الحديث يدور فعلياً حول تزويد الجيش بقاذفات صاروخية مضادة للدبابات من نوع &laqascii117o;آر بي جي ـــــ 29" تُطلق من على الكتف، والتي أثبتت فعاليتها خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006، على المدرعات الإسرائيلية، رغم أن إنتاج هذه الصواريخ يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي في الحقبة السوفياتية. وكذلك يجري التداول بناقلات جند مصفحة من نوع &laqascii117o;بي تي آر"، كتلك التي وعدت موسكو بتقديم 50 منها إلى السلطة الفلسطينية في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين ولم تتمكن من ذلك حتى الآن بسبب المعارضة الإسرائيلية. إضافة إلى بحث إمكان تزويد لبنان بشاحنات من طراز &laqascii117o;كماز".
أما الحديث عن توريد القاذفات الصاروخية اليدوية الحديثة والمضادة للدبابات من نوع &laqascii117o;ميتيس ـــــ إم" الموجهة بأسلاك معدنية والخارقة لدروع 900 ملم و&laqascii117o;كورنيت ـــــ أ تي 14" الموجهة بأشعة الليزر والخارقة لدروع 1000 ـــــ 1200 ملم فهو غير وارد أصلاً لحساسية الأميركيين والإسرائيليين تجاه الأمر.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى منظومات الدفاع الجوي &laqascii117o;إيغلا" الخفيفة والفعالة والمحمولة على الكتف. فالسوريون حاولوا غير مرة الحصول عليها، ولكن المفاوضات بشأنها كانت تنهار بمجرد أخذ الإسرائيليين علماً بالموضوع، لأنهم يتخوّفون من وصول هذه الصواريخ إلى المقاومة في لبنان. وينسحب الكلام على منظومات صواريخ الدفاع الجوي &laqascii117o;تور ـــــ إم1"، التي كانت سبباً دفع بالخارجية الأميركية في 5 كانون الثاني 2007، لفرض عقوبات اقتصادية على مؤسسة تصدير الأسلحة الروسية &laqascii117o;روس أوبورون إكسبورت" بسبب توريد شحنة منها إلى إيران.وعلى صعيد الطائرات والدبابات والمروحيات، فإنه وإن وافقت موسكو على بيعها إلى لبنان بالأسعار نفسها المخصصة لدول رابطة الدول المستقلة، فإن إمكانيات لبنان لا تسمح بإبرام مثل هذه الصفقة، والحديث غير وارد بحسب المراقبين سوى عن هبات رمزية محدودة.

وكانت أوساط لبنانية وأخرى روسية قد تحدثت عن دور للنائب سعد الحريري في هذا الجانب، وأنه سبق أن أثار الأمر خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو ولقائه مع رئيس الحكومة هناك فلاديمير بوتين. ونقل الحريري عن الأخير قوله إن موسكو مستعدة لدعم لبنان عسكرياً. وصرّح الحريري يومها إلى صحيفة &laqascii117o;فريميا نوفوستي" بأن بوتين وعده &laqascii117o;بمساعدة الجيش اللبناني بأسلحة ثقيلة، وبأسعار تشجيعية". وكان الحريري يومها قد أكد رغبة لبنان في إقامة علاقات اقتصادية مع جمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا غير المعترف بهما سوى من جانب روسيا ونيكاراغوا، مؤكداً أن &laqascii117o;الاعتراف بهما سيقرَّر على أعلى المستويات الحكومية"، وهو ما لم تقدم عليه حتى حليفتا روسيا، بيلاروسيا وفنزويلا. ويبدو أن الجانب اللبناني أخذ على عاتقه مهمة مستحيلة، من المؤكد أنها لن تروق واشنطن. من جانب آخر، عُلم أن الملك الأردني عبد الله الثاني ناقش هذه المسألة مع جهات لبنانية وعربية ودولية، وهو الذي يهتم الآن بتطوير خدمات بلاده العسكرية وتطوير قطاع الصناعات العسكرية، كان قد بحث في زيارة أخيرة له إلى روسيا في طرق توسيع دائرة التعاون لتطوير مدى صواريخ أرض ـــــ أرض، وفي آلية تسليح مروحيات مقاتلة وشراء خبرات لتطوير العلوم الصناعية العسكرية الروسية، إضافة إلى تطوير أسلحة خفيفة ومتوسطة تستخدمها عادة الجيوش أو وحدات الأمن الخاصة.

ـ صحيفة المستقبل :
أسف رئيس 'حزب الكتائب' الرئيس أمين الجميل لما حصل في مجلس الوزراء ووجود فوقية في التعاطي مع الشأن العام. وقال بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير 'إن ذهنية 7 أيار ما زالت سائدة ويتم من خلالها تعطيل دور المؤسسات'، واصفاً هذه الطريقة بـ'الخبيثة' ولفت الى أنه 'في حين تتم الدعوة للحفاظ على الدستور والمؤسسات فإن هناك أساليب جديدة من شأنها أن تعيق مسار هذه المؤسسات'.
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، تمنى الجميل على الشعب اللبناني 'أن يستخلص العبر من كل التصرفات التي تحصل وأن يتفهم خطورة الوضع'، موضحاً أنه 'في ما لو ترسخ هذا النهج من خلال نتيجة الانتخابات سيتوجه البلد باتجاه مختلف منافٍ لسيادة لبنان وحريته وحسن سير المؤسسات الدستورية فيه'.ودعا الجميل الى الالتفاف حول البطريرك الماروني وحول رئيس الجمهورية ميشال سليمان لأنهما يحصنان لبنان'.
وتعليقاً على كلام رئيس كتلة 'التغيير والإصلاح' النائب ميشال عون قال النائب نبيل دي فريج إنه 'عندما يقول إننا نريد شراء الضمائر فهذه إهانة لأهل الأشرفية قبل أن تكون إهانة لنا'، وشدد على أنه 'عندما يفلس الإنسان في السياسة يبدأ بالكلام يميناً وشمالاً'، واصفاً هذا الكلام 'بالفارغ وبأنه سينعكس سلباً عليه'، مؤكداً أن هكذا كلام لا يصدر 'من رجل سياسي إنما من إنسان لم يدخل حتى الى المدرسة ليتعلم ماهية الأدبيات'

ـ صحيفة الديار:
يبدو ان روسيا قررت السخاء بعرض عسكري للبنان منحت فيه عشر طائرات ميغ 29، وهي من ‏احدث طائرات سلاح الجو الروسي، حيث تصل سرعتها الى سرعة الصوت مرتين وتوازي من حيث ‏القدرة طائرات الـ اف 16 الاميركية الصنع. ‏ كما ان الروس عرضوا على الوزير الياس المر والوفد العسكري اللبناني المرافق اسلحة ‏عديدة ومتطورة اهمها عرض دبابات ت 90 التي توازي دبابات الـ ام 1 الاميركية الحديثة ‏الصنع، في حين ان الولايات المتحدة الاميركية تعرض على لبنان دبابة م. 60 المصنوعة سنة ‏‏1960 اي قبل 48 سنة.

‏ وكان النائب سعد الحريري قد زاد موسكو قبل شهر، واعلن ان وزير الدفاع الياس المر ‏سيزور روسيا، لان روسيا مستعدة لتسليح الجيش اللبناني.وذكرت معلومات غير معلنة ومؤكدة ‏بان المملكة العربية السعودية ودولة الامارات هما اللتان ستمولان صفقة السلاح الروسية الى ‏لبنان.‏ جاء اعلان روسيا منح لبنان عشر طائرات ميغ 29 وعرض منظومات دفاعية ودبابات ت 90 ‏مفاجأة كبرى للولايات المتحدة الاميركية. ‏ والسؤال هو: هل يتحمل الطاقم السياسي اللبناني صفقة من هذا النوع، ام ان الصفقة ‏ستضيع على طاولة مجلس الوزراء وداخل نقاشات المجلس النيابي؟‏ ‏&laqascii117o;الديار" سألت مصادر مطلعة على نظرة الاميركيين وموقفهم ازاء هذه الصفقة فاعلنوا انهم ‏اصيبوا بالمفاجأة نتيجة صفقة الاسلحة المعروضة، وقالوا لـ&laqascii117o;الديار": لقد تفاجأنا بهذه ‏الاسلحة المعروضة على لبنان من قبل روسيا، ونحن لم نكن على اطلاع على هذه النقاط رغم ‏معرفتنا بجدول اعمال الزيارة من مصادر سياسية لبنانية. ‏ اذا صحّت الصفقة الروسية للبنان، فذلك يعني انه بين تسليح الولايات المتحدة للبنان وبين ‏تسليح روسيا للبنان، فان ذلك اشارة دولية بالغة الاهمية، بان قراراً دولياً اتخذ للحفاظ ‏على سيادة واستقلال لبنان وذلك في المحافل الدولية من خلال تقوية الجيش اللبناني وتسليحه ‏بافضل انواع الاسلحة.
‏ يبقى السؤال: هل ستتحمل الطبقة السياسية في لبنان تسليح الجيش اللبناني بهذه النوعية ‏ام ستعامل مثلما تم سنة 1974 عندما رفض المجلس النيابي طرح ترميم الميراج؟‏ واذا امتلك الجيش اللبناني هذه الاسلحة المتطورة فان نواة جيش قوي بدأ بناؤه في المشرق ‏العربي سيكون جيشاً فعالاً ويمتلك قوة ضاربة.

ـ صحيفة اللواء :
إذا كان التفاهم الحكومي - النيابي، قد ضبط ايقاع اليوم الأول من جلسات مناقشة الحكومة، وسيحكمه بمناخاته اليوم أيضاً وغداً، عبر جلسة انتخاب حصة المجلس النيابي من أعضاء المجلس الدستوري، فإن زيارة وزير الدفاع الياس المر الى موسكو قد ظهّرت النتائج العملية للمحادثات المهمة التي كان أجراها زعيم الاكثرية النيابية النائب سعد الحريري، قبل شهر تقريباً، مع كبار المسؤولين الروس، وخاصة مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين حول تزويد الجيش اللبناني - بما يحتاجه من أسلحة وعتاد حربي لمواجهة الاحداث الداخلية والإقليمية.
وعلمت <اللواء> من مصادر موثوقة أن التجاوب الروسي كان كبيراً، حيث أبدى استعداده لتقديم مساعدات عسكرية مهمة للبنان، تم الإعلان عن بعضها، أمس، عبر منح الجيش عشر مقاتلات روسية من طراز <ميغ 29> كدعم للشرعية اللبنانية.
وأشارت هذه المصادر الى أن المساعدات العسكرية الروسية ستضم أيضاً مدافع وصواريخ من عيارات مختلفة، وفقاً للوائح الجديدة التي سيتقدم بها الجيش. الى جانب دبابات ت-90 ومصفحات حديثة.
وقد حرص الجانب اللبناني على إحاطة عواصم القرار الغربية بما فيها واشنطن وباريس بمضمون هذه المساعدات، تجنباً لأي ردود فعل علي خلفية إساءة فهم المبادرة الروسية الاولى من نوعها تجاه لبنان، والتي تعمد النائب الحريري عدم الكشف عنها قبل زيارة وزير الدفاع اللبناني الى موسكو، والذي <فوجئ> حسبما قال بالمساعدة الروسية.