- صحيفة السفير :
يخوض مجلس النواب اليوم امتحان اختيار خمسة أعضاء »كفوئين« و»موثوقين« لعضوية المجلس الدستوري المعطل منذ انتخابات العام ألفين وخمسة، على أن يكتمل »نصفهم الآخر« مع تعيين الحكومة للأعضاء الخمسة الآخرين، آخذة في الاعتبار طبيعة اختيارات المجلس، من اجل الحفاظ على التوازنات الطائفية داخل المجلس.
وقبيل ذلك، يستمع النواب، بعد أن أفاضوا في إسماع الناخبين على مدى يومين، إلى رد الحكومة بشخص رئيسها فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء، فيما بدا واضحا أن المسار العام لم يخرج عن حدود التفاهمات التي تمت صياغتها في لقاء عين التينة الأخير بين رئيسي المجلس والحكومة، خاصة أن الأخير استشعر قبيل المناقشة العامة، رائحة محاولة من الموالاة والمعارضة لتحويل الحكومة »إلى كيس ملاكمة«، »بينما المطلوب أن تظهر الحكومة تضامنها الوزاري، في مواجهة المداخلات النيابية الانتخابية« على حد تعبير أحد الوزراء المقربين من رئيس الحكومة.
وإذا لم تحصل أية مفاجأة في جلسة الاستماع إلى الرد الحكومي، فإن الجلسة التي ستليها لانتخاب الأعضاء الخمسة في المجلس الدستوري، من بين ستة وتسعين مرشحا، مرشحة لأن لا تحفل بالمفاجآت أيضا، علما أن مجلس الوزراء دُعي إلى جلسة يوم السبت المقبل من المتوقع أن تستكمل نصاب المجلس الدستوري، مع بروز بند في جدول الأعمال يتصل بوضع »الحدود اللبنانية«.
وتكتسب الولادة المتجددة والمأمولة لـ»الدستوري«، أهمية خاصة لإعادة الاعتبار إلى صمام الأمان الدستوري الذي ظل معطلا منذ العام ٢٠٠٥ تحت تأثير أزمة الحكم التي ضربت البلاد، كما تتضاعف أهمية تشكيله مع بدء العد العكسي للانتخابات النيابية، كونه يمثل المرجعية الوحيدة لأصحاب الطعون الانتخابية.
واستمرت، ليل أمس، المشاورات داخل فريقي ١٤ و٨ آذار من جهة وبين الرئيس بري والنائب سعد الحريري من جهة أخرى سعيا الى التوافق على الاسماء الخمسة او ما تيسر منها، وكانت قد سبقتها اجتماعات للكتل النيابية الرئيسية لبلورة خياراتها، وبينها »المستقبل« التي اتفقت على دعم ترشيح بعض الاسماء.
أما في المعارضة، فإن الاتصالات أفضت إلى أولوية التصويت على »لائحة توافقية«، وإذا تعذر ذلك الاقتراع لصالح كل من أحمد تقي الدين (شيعي) وريمون عيد (ماروني) وطارق زيادة (سني) وميشال أبو عرّاج (كاثوليكي) وصلاح مخيبر (ارثوذكسي).
وفيما لم تستبعد أوساط موالية احتمال التقاطع بين الموالاة والمعارضة حول عدد من الاسماء، على ان تحال البقية الى الانتخاب في حال لم يتم التوافق عليها، شددت على أولوية اختيار ذوي الاختصاص والخبرة، رافضة الخوض في الأسماء، مشددة على انه إذا تعذر التفاهم مع المعارضة، فإن نوابها سيلتزمون بـ»الخيار الأفضل«.
الهبة الروسية
وفي هذا الوقت، استمرت هبة الطائرات الروسية للجيش اللبناني موضع اهتمام داخلي وخارجي، وسط تأكيد رسمي روسي على لسان رئيس هيئة التعاون العسكري والفني الاتحادية الروسية ميخائيل ديمترييف ان روسيا ستمنح لبنان عشر طائرات مقاتلة من طراز »ميغ ٢٩« هدية بلا مقابل، وهي ستخضع للصيانة والتحديث قبل توريدها الى لبنان، وأكد أن موسكو عازمة على تدريب عسكريين لبنانيين في معاهدها الحربية.
وقالت مصادر لبنانية في موسكو لـ»السفير« إن الوفد اللبناني برئاسة وزير الدفاع الياس المر، دخل إلى المحادثات مع الجانب الروسي وفي جعبته، قائمة مطالب عسكرية لبنانية متواضعة جدا، تتضمن الحصول على أسلحة وذخائر وقطع غيار للدبابات الروسية من طراز »ت ٥٤« و»ت ٥٥«، ولكنه فوجئ أولا بالترحيب من وزير الدفاع الروسي الشاب أناتولي سيرديوكوف حيث خاطب المر والوفد قائلا »نحن انتظرناكم طويلا منذ ٣٧ سنة وقد تأخرتم بالحضور إلينا ونحن مستعدون لتقبل كل طلباتكم«. وأضافت المصادر أن المر طرح تزويد لبنان بطائرات »ميغ ٢٩«، وقد استأذن الوزير الروسي فترة قصيرة من الوقت للتحدث مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي أجاب سريعا: نحن جاهزون ولكن هل اللبنانيون جادون في الطلب، ولما أتى الجواب اللبناني ايجابيا، تمت المباركة للوفد بحصوله على هبة عبارة عن ١٠ طائرات »ميغ ٢٩« (مستعملة).
وقالت المصادر إن المر قرر في ضوء التجاوب الروسي المفاجئ التخلي عن لائحة المطالب العسكرية اللبنانية المقدمة، وتتضمن قطع غيار لدبابات »تي ٥٤ و٥٥«، خاصة أن الجانب الروسي ألمح إلى أن موسكو مستعدة لتزويد لبنان بدبابات من طراز ت ٧٢ وت ٩٠ وبأية طلبات يتقدم بها، حيث تقرر أن يتم تشكيل لجنة عسكرية تضع قائمة جديدة تتضمن أيضا طوافات وصواريخ أرض جو ودبابات ومدافع وغيرها لتقديمها إلى الجانب الروسي الذي سيشكل لجنة موازية، على أن يطلع المر بعد عودته إلى بيروت مجلس الوزراء على بروتوكول التعاون العسكري الثنائي مع وزارة الدفاع الروسية قبل أن يوقع من الجانبين رسميا في العام .٢٠٠٩
وأشارت المصادر إلى أن الجانبين توافقا على موضوع الصيانة وتجهيز الطائرات بما يتلاءم مع طبيعة المهمات العسكرية اللبنانية التي ستسند إليها، بالإضافة إلى إرسال عدد من الطيارين للتدرب عليها لمدة ستة أشهر وإذا احتاج الأمر يتابعون دورة في اللغة الروسية لمدة ستة أشهر قبل ذلك، ثم يعودون إلى بيروت على متن الأسطول الجديد.
المصالحة الدرزية
على صعيد آخر، وفي إطار ترتيب البيت الدرزي، استقبل النائب وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، ليل أمس، الوزير طلال أرسلان العائد لتوه من العاصمة السورية، واستبقاه إلى »عشاء مصارحة«، حيث جرى البحث في التباينات التي ظهرت بعد كلمة جنبلاط امام الجمعية العامة للحزب الاشتراكي ومسارعة أرسلان للرد عليه.
وأكد جنبلاط بعد اللقاء استمرار التفويض السياسي الممنوح الى أرسلان لمعالجة ما تبقى من مشكلات عالقة في الجبل، فيما شدد أرسلان على الحرص المشترك على السلم الأهلي، مؤكدًا رفضه العودة إلى ٧ أيار جديد.
وعلى خط مواز، استمرت الاتصالات لاحتواء آثار حادثة كفرحيم وامتصاص تداعياتها، وعلمت »السفير« في هذا الاطار ان لقاء مصالحة سيعقد نهاية الأسبوع في »دارة البلدة« في كفرحيم بين قياديين على مستوى الشوف من تيار التوحيد الذي يترأسه الوزير السابق وئام وهاب والحزب التقدمي الاشتراكي، برعاية لجنة من مشايخ الدروز.