صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 23/12/2008

ــ صحيفة السفير :
دخل لبنان عمليا في مرحلة أعياد تمتد من الآن وحتى نهاية الأسبوع الأول من العام الجديد، غير أن المناخ الانتخابي ظل يلقى بظلاله الثقيلة على مجمل الخطاب السياسي، وهو أمر سحب نفسه حتى على طاولة الحوار الوطني، التي انعقدت بنسختها الثالثة في القصر الجمهوري امس برئاسة الرئيس ميشال سليمان وحضور القادة الـ ١٤ الذي اتفقوا على عقد الجلسة الرابعة في الثاني والعشرين من كانون الثاني المقبل، وهي الجلسة التي يتوقع لها البعض أن تكون الأخيرة أو ما قبل الأخيرة قبل الوداع بين المتحاورين والذهاب الى معركة الانتخابات النيابية في نهاية أيار المقبل.
وأكدت مصادر متطابقة لـ"السفير&laqascii117o; أن الجو العام للجلسة الحوارية الثالثة كان هادئا إجمالا. وأشارت إلى أن الرئيس سليمان افتتحها بمقدمة عامة استعرض فيها التطورات التي استجدت منذ الجولة الثانية حتى الآن.
ونوّه سليمان بعمل المجلس النيابي والحكومة الذي شهد زخما في هذه الفترة، داعيا الى الاستمرار في تعزيز عمل المؤسسات، وتناول موضوع انتخاب خمسة أعضاء في المجلس الدستوري في المجلس النيابي، معتبرا أن ما حصل "عمل ديموقراطي، بصرف النظر عما إذا كان قد أزعج أم لم يزعج البعض الآخر، وإذا كانت هناك ثغرات في ما حصل، فكلنا مسؤولون عن التصحيح أو التصويب&laqascii117o;، مشيرا في هذا المجال إلى انه في الممارسة، نجد أحيانا أن بعض القوانين تحتاج إلى تعديل وحتى إلى تغيير، ونتحمل مسؤوليتنا ونعيد النظر فيها.

وتناول سليمان العدوان الإسرائيلي الأخير على "الخط الأزرق&laqascii117o; وخطف مواطنين لبنانيين في بليدا، مؤكدا أن هذا دليل واضح على الممارسات العدوانية الإسرائيلية ضد لبنان. وتوقف عند الوضع في غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض عليها، متحدثا عن المخاطر التي تهدد الوضع الفلسطيني بشكل عام وارتدادات هذه المخاطر على لبنان والمنطقة، وخاصة لجهة التهديد بـ"ترانسفير&laqascii117o; جديد في مناطق الـ.٤٨
وتوقف رئيس الجمهورية عند الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها السلبية ومنها عودة الشباب اللبناني من الاغتراب، وقال "صحيح أننا لم نتأثر مباشرة لكن علينا اتخاذ الاحتياطات لتحصين وضعنا&laqascii117o;، مشددا على أن كل هذه المستجدات تتطلب من كل الفرقاء اللبنانيين "العمل على مواجهتها بتعزيز التماسك الوطني، والاستقرار والتهدئة واستكمال المصالحات التي بدأت بين الفرقاء&laqascii117o;. وعرض لما تم تنفيذه على صعيد مقررات الجلسة الحوارية الثانية. وتناول سليمان موضوع توسيع طاولة الحوار الذي تطالب به المعارضة، مستعرضا المعايير التي اعتمدت، ومشيرا في الوقت ذاته إلى انه حتى الآن لم يتسن التوصّل إلى شيء جديد في هذا المجال، وقال " في أي حال نحن ماضون في الحوار&laqascii117o;.

وأعطى سليمان الكلام لرئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية&laqascii117o; سمير جعجع لتقديم رؤية "القوات&laqascii117o; للاستراتيجية الدفاعية عن لبنان قائلا له "سمعنا في الاعلام أنك وضعت تصورا ونود الاستماع اليه&laqascii117o;!. إلا أن الرئيس أمين الجميل سارع إلى تقديم مداخلة اعتراضية على خطاب نائب الأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; الشيخ نعيم قاسم الذي ألقاه في ختام التظاهرة التي نظمها الحزب في الضاحية الجنوبية تضامنا مع غزة. وأخذ الجميل على "حزب الله&laqascii117o;، إعلانه أن فلسطين قضيته المركزية وانه يريد أن يحرر فلسطين من البحر إلى النهر، وانه سيقوم بواجبه لنصرة غزة! وقال الجميل ان كلام قاسم هو خروج عن التزامات سابقة لجهة حصرية سلاح الحزب عند حدود تتعلق بالقضية اللبنانية، وسأل "ما هي التسوية الذليلة والمهينة التي يرفضها الشيخ قاسم ومن الذي يقبل بها.. جميعنا نتعاطف مع غزة لكن نرفض اقحام لبنان بهذا الموضوع ".
لكن اللافت للانتباه كان مسارعة الرئيس نبيه بري إلى الرد المباشر على الجميل بما مفاده انه " قبل أن يولد "حزب الله&laqascii117o; وقبل الشيخ نعيم قاسم، كانت القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية في حركة "امل&laqascii117o; ومع السيد موسى الصدر. وما يهمني بالدرجة الأولى أن ترجع فلسطين وتتحرر من البحر إلى النهر &laqascii117o;. ثم لفت انتباه الجميل إلى أن الشيخ قاسم لم يقل انه سيأخذ على عاتقه تحرير فلسطين وهو دعا الى نصرة غزة لكنه لم يحدد كيف. وقال ان حزب الله ملتزم ومعه كل المعارضة بمقررات الحوار وجميعنا متضامنون مع القضية الفلسطينية.

وأثنى رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة&laqascii117o; النائب محمد رعد، على كلام رئيس المجلس، مؤكدا رفض "حزب الله&laqascii117o; أي تسوية لا تعيد الأرض لأهلها ولا تكرس حق العودة للشعب الفلسطيني، "فأي تسوية من هذا النوع هي تسوية ظالمة و"حزب الله&laqascii117o; ضدها&laqascii117o;. وقال "لا أعتقد أن أحدا على طاولة الحوار هنا، لا يعتبر أن فلسطين هي قضيته المركزية&laqascii117o;. وهنا، تدخل الرئيس فؤاد السنيورة على الخط، وأثنى على ما قاله كل من بري ورعد. وتطرق رعد من جهة ثانية لموضوع توسيع طاولة الحوار، وعلى النحو الذي يجعل من الطاولة مكتملة وخصوصا أن هناك فرقاء أساسيين غائبون، وتمنى أن يظل هذا الأمر "حاضرا ومحل متابعة&laqascii117o;.
واللافت للانتباه أن جعجع، قبل تلاوته تصور القوات للاستراتيجية الدفاعية، استحضر انتخابات المجلس الدستوري في المجلس النيابي، وسأل عن حقيقة ما جرى بالنسبة إلى هذا الموضوع وقال "سمعنا أن اتفاقا كان معقودا وتم خرقه فما هي حقيقة الأمر&laqascii117o;؟. واستشعر بري محاولة للوقيعة بينه وبين العماد ميشال عون فرد على جعجع، قائلا: "نعم، كان هناك اتفاق&laqascii117o;. واستعرض بري بالتفصيل كل الاتصالات واجتماعات هيئة مكتب المجلس مسميا الأمور بأسمائها. كما استعرض كيف فوجئ بالإطاحة بالاتفاق والالتزام ببعضه الآخر، مؤكدا أن هذا الأمر أعطى صورة بالغة السلبية لجهة الانقسام السياسي حول المجلس الدستوري. ورد جنبلاط على بري قائلا "نعم اتفقنا لكننا غيرنا رأينا&laqascii117o;. وقال رئيس المجلس مخاطبا رئيس "اللقاء الديموقراطي&laqascii117o; "وليد بيك أنا بالسياسة ألعب كثيرا لكن اذا التزمت بشيء ألتزم به جديا&laqascii117o;. ولوحظ صمت الرئيس فؤاد السنيورة، أثناء الجدال على "الدستوري&laqascii117o; في حين بادر بعض قادة الموالاة للقول إن هناك سوء تفاهم والتباسا قد حصلا.

بعد ذلك، قدّم جعجع تصورا مكتوبا للاستراتيجية الدفاعية عبارة عن ١٠ صفحات "فولسكاب&laqascii117o;، منطلقا مما ورد في اتفاق الطائف حول القرار ٤٢٥ والتمسك باتفاقية الهدنة وتدعيم وجود قوات الطوارئ الدولية. وقدم جعجع ملاحظاته حول أوراق الاستراتيجيات الدفاعية المطروحة من فريق المعارضة، وخاصة ورقة عون حول "الشعب المقاوم&laqascii117o;، معتبرا أنها تشكل خرقا للطائف وتهدد بانهيار السلطة المركزية والتدمير الكلي للبنى التحتية من دون تمييز بين مدني ومقاوم. وقال انه على الرغم من ايجابيات التزود بنظام دفاع جوي إلا أن الخلل الكبير في موازين القوى بين لبنان وإسرائيل لن يسمح بتحقيق الغاية المتوخاة منه. واحتج رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون على مصطلح استخدمه جعجع خلال تفنيده ما اسماها "أوراق قوى ٨ آذار&laqascii117o;. وقال "نحن تيار وطني حر&laqascii117o;... ورد جعجع "أنا لا أقصدك، بل إنني أتناول مجمل الأطروحات&laqascii117o;.
وتطرق جعجع الى موضوع سلاح الجو، معتبرا انه في حالتنا لا يكفي ابدا الاعتماد على السلاح الجوي، باعتبار ان سلاح الجو في المواجهات هو اول ما يتم استهدافه لتعطيل فعاليته، واعتبر ان التركيز على سلاح الجو لحماية البلد، هو مضيعة للوقت، مشيرا الى ان العشر طائرات ميغ ٢٩ لا تكفي للحماية، بل على العكس، نحن نحتاج الى اسطول كي نستطيع ان نوازن مع اسرائيل، وهذا يتطلب منا ان ندخل في سباق تسلح مع الاسرائيلي، مع ما يترتب عن ذلك من هدر للوقت وللمال. وهنا عقب النائب ميشال المر وقال مخاطبا جعجع: " اذا جاء طرف ما وعرض على وزير الدفاع ان يقدم له السلاح والطائرات هبة... فعندها لا يكون هناك تضييع للوقت والمال&laqascii117o;.
واستشهد جعجع بالنموذج السويسري (الحياد الايجابي) داعيا إلى حصرية القرار العسكري بيد القوى العسكرية الشرعية وقال إن تبني لبنان سياسة الحياد لا يعني إطلاقا تخليه عن القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية. وشدد على اعتماد القتال النوعي وتفعيل القوات الخاصة (يقفز عددها من ٥ آلاف إلى ٢٠ ألفا). وتنشأ بإشراف هذه القوات مجموعات من الحرس الوطني في كل المحافظات وتحاط بسرية تامة "على غرار طريقة تعاطي "حزب الله&laqascii117o; في الوقت الراهن&laqascii117o;. ودعا إلى "اعتماد نموذج "حزب الله&laqascii117o; الناجح لكن بعد إضفاء طابع شرعي عليه&laqascii117o;. واعتبر جعجع أن اعتماد الخيار العسكري وسيلة لحل قضية "المزارع&laqascii117o; لم يعد متاحا راهنا في ظل القرار .١٧٠١ وعندما انتهى جعجع شكره رئيس الجمهورية على مداخلته وسأل الحاضرين تعليقاتهم فقال النائب رعد "هذا جهد مشكور يضاف الى ما تقدم به بقية السادة المشاركين&laqascii117o;.

وقبل نهاية الجولة الثالثة، قال الجميل "إن طرفين هما الجيش و"حزب الله&laqascii117o;. لم يعرضا لنا استراتيجيتهما، فلماذا لا يعرضانها&laqascii117o;. ورد رعد بأن الأمين العام لـ"حزب الله&laqascii117o; السيد حسن نصر الله، قد عرض رؤية "حزب الله&laqascii117o; بالتفصيل قبل حرب تموز .٢٠٠٦ كما لفت انتباهه إلى أن المذكرة التي تلاها الجميل نفسه باسم حزب الكتائب في الجولة السابقة حول الاستراتيجية الدفاعية، مبنية أساسا على الاستراتيجية التي طرحها "حزب الله&laqascii117o;. وعندها استدرك الجميل وقال: نعم. سمعنا هذه الاستراتيجية لكن نريدها مطبوعة! عندها وعده رعد بأنه سيوزعها على المتحاورين في الجولة المقبلة.
وقُرر أن يصار الى مقاربة جميع الأفكار والأطروحات حول الاستراتيجية، من زاوية تحديد نقاط التقاطع والتلاقي، وتحديد نقاط التباين والاختلاف، وصولا إلى تحديد المشتركات في ما بينها. على أن تتولى ذلك اللجنة العسكرية الاستشارية التي سيصار الى تشكيلها ومن ثم تستمع الى آراء ممثلين عن كل قادة الحوار الـ .١٤ وفي الختام، حدد الرئيس سليمان الثاني والعشرين من كانون الثاني المقبل موعدا لانعقاد الجولة الرابعة. وحاول النائب ميشال المر تأخير الموعد حتى آذار. وفهم أن سبب تحديد موعد ٢٢ يعود إلى رغبة رئيس الجمهورية "إبقاء الجو الحواري ساخنا&laqascii117o;. وتنطلق أعمال الجولة المقبلة من تصور النائب بطرس حرب لهذه الاستراتيجية، على أن تليها مداخلة ثانية طلبها الرئيس الجميّل، حول مزارع شبعا. ولوحظ أن الرئيس السنيورة والنائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط كانوا مستمعين على مدى الجولة الثالثة تقريبا، ما خلا بعض التدخلات المتفرقة من حين إلى آخر، وبعض النقاش حول موضوع المجلس الدستوري، فضلا عن ابتسام جنبلاط أكثر من مرة خلال تلاوة جعجع تصوره الدفاعي! وصدر بيان عن المجتمعين أكد التزام نهج التهدئة والمضي في خيار المصالحات.

ــ صحيفة النهار :
أوحت أمس الحركة الديبلوماسية الناشطة اقليمياً، بأن سوريا واسرائيل مقبلتان على الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المفاوضات المباشرة، إذ استرعى الانتباه تزامن وصول رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت الى تركيا، الوسيط في المفاوضات غير المباشرة، مع اعلان الرئيس السوري بشار الأسد موقفاً متقدماً بتوقعه الانتقال الى مفاوضات مباشرة تفضي الى اتفاق سلام.ومع ان الأسد لم يحدد موعداً للمفاوضات المباشرة، فمن المستبعد ان تحصل قبل الانتخابات الاسرائيلية العامة المبكرة في 10 شباط 2009، علماً ان زعيم تكتل 'ليكود' اليميني المعارض بنيامين نتنياهو الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه في الانتخابات يبدي معارضة شديدة للانسحاب من مرتفعات الجولان المحتلة.
واذا ما أدت المواقف الايجابية المعلنة الى الدخول فعلاً في مفاوضات مباشرة بين سوريا واسرائيل، فمن الطبيعي ان تثار تساؤلات عما سيكون مصير المسارات الاخرى منها المسار اللبناني. أضف ان تحريك المسار السوري يعكس نجاحاً للديبلوماسية التركية في المنطقة في ظل التطور المتسارع للعلاقات بين دمشق وانقرة وكان آخر مظاهره الاحد توقيع الجانبين اتفاقات تتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي في المجالين المالي والمصرفي.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء 'سانا' عن الاسد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش الذي بدأ زيارة لسوريا أمس: 'من الطبيعي ان تنتقل (سوريا واسرائيل) في مرحلة لاحقة الى مرحلة المفاوضات المباشرة' لانه 'لا يمكن ان نحقق السلام من خلال المفاوضات غير المباشرة فقط'. وأضاف: 'شبهت هذه العملية بعملية بناء، نبني الأساسات المتينة ثم نبني البناء وليس العكس. ما نقوم به في المفاوضات غير المباشرة هو وضع أساس لهذا البناء الكبير. اذا كان هذا الأساس ناجحاً، المفاوضات المباشرة ستكون هي مرحلة ناجحة ومن ثم بشكل طبيعي يتحقق السلام'. وقال: 'بالنسبة الينا الاساس هو التزام قرارات مجلس الامن، وهذا ما تؤكد عليه سوريا، وهذا موقف معظم دول العالم ومنها كرواتيا'. وشدد على 'اهمية تفعيل الدور الاوروبي في عملية السلام في الشرق الاوسط، ودعم تنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة وضرورة الربط بين استجابة اسرائيل لهذه القرارات والعلاقات الاوروبية'. وحض الدول الاوروبية على 'العمل على رفع الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني الاعزل في غزة'.وامل الا يشهد العالم والشرق الاوسط على الخصوص في ظل الادارة الاميركية الجديدة حروباً جديدة، وان 'تعمل هذه الادارة بشكل جدي وواقعي من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط، وان تمتلك رؤية واضحة لحل المشكلة الكبيرة وهي العراق، من خلال العمل على سحب القوات وايجاد عملية سياسية تؤدي الى استقرار العراق وتوحيد اراضيه في المستقبل'.

ــ صحيفة النهار :
عبّر احد اقطاب الحوار الـ 14 في الحوار بقوله لـ'النهار' ان هذا الحوار بدا 'مسبوقاً بتطورات باتت تحتم تهيؤ لبنان لتحولات كبرى تدور من حوله وفوقه'، وكان القطب يشير بذلك الى التصريح 'البالغ الأهمية'، على حد وصفه، للرئيس السوري بشار الأسد امس بالذات، وتزامناً مع انعقاد جولة الحوار الثالثة، عن استعداد سوريا للانخراط في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل 'لتحقيق السلام'. وأبرز القطب نفسه هذا التصريح بمثابة تطوّر غير عادي سيفرض انعكاسات حتمية قريبة ليس على مجمل اطار الحوار اللبناني فحسب بل أيضاً على الوضع اللبناني برمته وبما فيه موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي يعالجها المتحاورون.
واشارت المعلومات الى ان جعجع لم يباشر تلاوة ورقته الا قرابة الاولى والدقيقة العاشرة، واقتصرت المداخلات على بعض الاستيضاحات التي طرح عدداً منها رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد. واكد رعد في هذا السياق ان 'حزب الله' سيقدم في الجولة المقبلة تصوراً خطياً للاستراتيجية الدفاعية بعدما كان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عرضه شفوياً في حوار ساحة النجمة عام 2006، على ان يأخذ التصور المكتوب في الاعتماد التطورات التي حصلت عقب حرب تموز.ولم تخل الجولة الثالثة من مواجهات كلامية كان ابرزها بين الرئيس امين الجميل وكل من الرئيس بري والنائب رعد، بعدما اثار الجميل موضوع كلام نائب الامين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم عن استمرار المقاومة الى ما بعد تحرير فلسطين.

ــ صحيفة الأخبار
نادر فوز :
ورغم الأجواء المتحدثة عن حصر النقاش في الجلسة حول الاستراتيجيا الدفاعية، أطلق بري موقفاً واضحاً رفض فيه ما جرى في الجلسة التشريعية الأخيرة لمجلس النواب في موضوع انتخاب خمسة أعضاء للمجلس الدستوري. ويبدو أنّ الاجتماع الذي جمعه بالرئيس سليمان قبل الجلسة، أعطى برّي الضوء الأخضر لإثارة هذه القضية، التي يؤكد عدد من المشاركين أنّ طرحها جاء من خارج جدول الأعمال، وبطريقة عفوية، لكن مدروسة.قال بري: &laqascii117o;صحيح أني أفاوض وأناور وأحاول تدوير الزوايا بهدف التوصل إلى صيغ توافقية، إلا أني عندما أوافق على اتفاق ألتزمه كاملاً". وأبدى عتبه على خطوات الزعماء الأكثريين الذين حاولوا الدفاع عن أنفسهم بعبارات من نوع &laqascii117o;ليس صحيحاً أنّ اتفاقاً عقد بين الكتل يحدّد جميع الأسماء التي ستنتخب في عضوية المجلس الدستوري". أكمل بري عتبه بوجود الرئيس سليمان، فسأل: &laqascii117o;كيف جرى إذاً التزام جميع القوى باسمَي تقي الدين وزيادة؟ الأمر واضح ومعيب، ضربتم المجلس الدستوري وسيّستموه وعليكم تحمّل المسؤولية".
واصلت الأكثرية الدفاع عن نفسها، فقال أحد الحاضرين: &laqascii117o;يبدو أننا لم نتبلّغ التوافق في صيغته النهائية بالشكل الصحيح من قبل هيئة مكتب مجلس النواب"، مع العلم أنّ المفاوضات بين الكتل النيابية حول المجلس الدستوري جرت عبر الهيئة".عندها تكلم الرئيس السنيورة فقال إنّ 14 آذار تلتزم جميع الاتفاقات التي أعلنت الموافقة عليها، وأشار إلى أنّ &laqascii117o;ثمة من لم يلتزم موضوع الاتفاقات، ولكن جاء البعض بالباراشوت، وفوجئنا بدخول أسماء جديدة على الخط". جاء موقف السنيورة هذا رداً على انتخاب عطا الله غشّام عضواً في الهيئة الوطنية لمراقبة الانتخابات النيابية. يشير بعض المطّلعين إلى أنّ بري لم يسجّل أي رد فعل على كلام السنيورة، لكن ردّ أحد أعضاء الأقلية بالقول إن &laqascii117o;الاتفاقات لم تشمل الخبراء، بل الأشخاص الذين ترشّحهم الهيئات المعنية والمعيّنة. اتّفقنا على عدم الاعتداء على الأسماء التي تقترحها الهيئات، ونحن التزمنا".
عندها كُلّف الرئيس سليمان، أو &laqascii117o;كَلَّف نفسه" كما قال أحد المشاركين، معالجة هذا الملف، فقال: &laqascii117o;ما حصل في مجلس النواب يجب تصحيحه في مجلس الوزراء"، مؤكداً ضرورة إعادة التوازن لتسليك الأمور في المؤسسات وإعادة ولادة المجلس الدستوري. ويؤكد بعض المشاركين أنّ سليمان لم يقترح صيغة لمعالجة هذه القضية، لكن تلمّسوا من حديثه أنّ السير بعملية تصويت داخل مجلس الوزراء مستحيل.

شدد مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي على عدم السكوت على اختطاف إسرائيل للمواطنين في بليدا الجنوبية &laqascii117o;وينبغي للأمم المتحدة أن لا تسكت عليه أيضاً"، وهو حادث يؤكد &laqascii117o;أن لبنان لا تحميه القرارات الدولية ولا اتفاق الهدنة، وإنما إرادة أبنائه وسلاحهم، الذي لن نتوقف عن تعزيزه، فالمعادلة واضحة". وأضاف: &laqascii117o;شاء من شاء وأبى من أبى، سنواصل تعزيز قدراتنا لأننا مقتنعون يوماً بعد يوم وحادثة بعد حادثة، بأن من يحمي لبنان هو قدراته الذاتية التي تجسدها مقاومته".

رأى النائب ميشال فرعون أن &laqascii117o;الاستراتيجيا الدفاعية تعني معالجة سلاح حزب الله"، مشيراً إلى أن &laqascii117o;تأجيل الحلول يبقي الهواجس كبيرة من استعمال لبنان كساحة". وأضاف: &laqascii117o;رغم أن الحل قد لا يكون سريعاً، يجب أن نحسم في الحوار مسألة قرار الحرب والسلم، ليكون فقط في يد الدولة، وخصوصاً أن الصراعات الإقليمية لا تزال طاغية، ولبنان لا يتحمل دفع أثمان باهظة لمصالح خارجية".

رأى وزير الصناعة غازي زعيتر &laqascii117o;أن فريق 14 آذار يتاجر انتخابياً بالاستراتيجيا الدفاعية". وقال &laqascii117o;إن سمير جعجع يقترح استراتيجيا دفاعية، وفق مزاجه الخاص ويتغنى بالاستراتيجيا السويسرية التي وضعت بعد300 سنة من الحروب، فهل ينتظر هذا الوقت من الحروب بيننا حتى نعتمد هذا النموذج؟".

قال النائب مروان فارس: &laqascii117o;لا أحد في لبنان يريد أن يحل محل الجيش، والجميع يريد الدولة العادلة لكل اللبنانيين"، مشيراً إلى &laqascii117o;حملة لتحييد لبنان وعزله عن محيطه القومي". وأضاف: &laqascii117o;نظرية &laqascii117o;قوة لبنان في ضعفه" سقطت خلال عدوان 2006، والاستراتيجيا الدفاعية يجب أن تأخذ هذه المسألة في الاعتبار".

رأى رئيس جبهة الحرية فؤاد أبو ناضر &laqascii117o;أن الاستراتيجيا الدفاعية المقترحة على طاولة الحوار يجب أن يسبقها الاتفاق على أي لبنان نريد: هل هو بنفوذ السنية السياسية أم الشيعية أم المسيحية أم لبنان للجميع؟". وأضاف: &laqascii117o;كل المواقف التي تطرح اليوم هي مواقف مناورات بخلفية انتخابية".

رأى رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، أن هناك فرقاً كبيراً بين الاستراتيجية الدفاعية التي قدّمها، وتلك التي قدّمها رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع على طاولة الحوار، مشيراً إلى أنه &laqascii117o;وقع في تناقض في رؤيته في كيفية الدفاع عن لبنان، ويريد أن يقاتل إسرائيل بجيش نظامي، بينما طرحنا ينص على نظرية الشعب المقاوم، لأن الجيش النظامي لن يستطيع أبداً إيجاد توازن قوى مع إسرائيل".
وكان العماد ميشال عون قد قال إثر اجتماع تكتل التغيير والإصلاح الأسبوعي &laqascii117o;أنا اعتبر أن ما دار على طاولة الحوار هو موضوع يناقش على طاولة الحوار. وكله تناقضات، وفي ما بعد سنبيّنها على طاولة الحوار".
وأضاف رداً على سؤال &laqascii117o;عمل المقاومة يبدأ بعد اجتياح الحدود، لذلك قلنا إن مركزية القرار هي بإنشاء المقاومة وتدريبها وتحصينها، وإن للمقاومة شروطاً تقنية وهي تغطي كل الأراضي اللبنانية بحيث أنّ أي منطقة تقع تحت الاحتلال تكون فيها مجموعتها المقاوِمة وهي التي تتصرف. وإذا كانت الدولة قادرة على الإشراف وعلى التصرف في حينه، فليس ضرورياً وجود مقاومة. وفي الجنوب الدولة تقوم بواجبها الآن وليس من الضروري وجود المقاومة. ولكن إذا قامت إسرائيل بعمل عسكري &laqascii117o;ودُفشت" الدولة إلى الوراء، عندها يبدأ الدور المقاوم".
وأضاف: &laqascii117o;الخيار هو القتال بين نظامين، وعندها يجب درس التقنيات والميزانيات. المقاومة هي سلاح الإنسان ضد الآلة وسلاح الفقير ضد الغني. النموذج السويسري هو جيش نظامي إنما نظام التعبئة يختلف عن النظام لدينا. الجيش الإسرائيلي يطبّق النظام السويسري، أي نظام التعبئة. إذا كانت لدينا القدرة على تطبيقه، فليطبّق. أنا لست ضده. ولكن ما هي كلفته؟ وما هي ميزانيتنا نحن؟ لدى إسرائيل ميزانية تقارب 170 مليار دولار للدفاع، أما نحن فلدينا 800 مليون دولار".
وقال: &laqascii117o;لا يجب أن نعيش في الأحلام والتمنيات. يقولون لكم أموراً لا نستطيع تنفيذها، لا تقنياً ولا عملياً. غيري يطرح الاستراتيجية بخلفية كيف سينزع سلاح حزب الله، وكيف سنضع فلاناً جانباً. ولكن هذا لا يأتي باستراتيجية دفاعية. هم يريدون الوصول إلى غاية سياسية معينة ثم يقفون هناك".
بدوره أوضح النائب بطرس حرب أنه أجّل تقديم تصوره للاستراتيجية الدفاعية إلى الجلسة المقبلة للحوار. وأشار إلى أنه تقرر &laqascii117o;تشكيل لجنة تضم الأطراف لجمع الأفكار المتفقة والمختلفة على هذه الاستراتيجية، وذلك لعرضها على المتحاورين للاتفاق على ما يمكن الاتفاق عليه كقواسم مشتركة"، موضحاً &laqascii117o;أن هذه اللجنة ستضم ممثلين لأصحاب الطروحات المتعلقة بالاستراتيجية". ورأى &laqascii117o;أن مهلة شهر هي مهلة طبيعية لمتابعة النقاش في ظل أمور عدة سنكون مقبلين عليها في الشهر المقبل على صعيد الاتصالات الدولية، وقد يكون لها بعض الانعكاسات على الطروحات".

إلى ذلك أعرب المكتب السياسي الكتائبي عن &laqascii117o;قلق بالغ" من مواقف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مسيرة التضامن مع غزة، من &laqascii117o;تحرير أرض فلسطين من النهر إلى البحر، وهو كلام لا يحتاج إلى أي تفسير سوى أنه تجاوز لكل التفاهمات التي خطّها الحزب مع أطراف داخلية، فضلاً عن تناقضه مع مضمون بيان حكومة الوحدة الوطنية، وتراجع مفضوح عن التزامات سابقة ربطت مصير هذا السلاح الذي في حوزته باستعادة الأراضي اللبنانية المحتلة من إسرائيل بعد استعادة الأسرى وجثامين الشهداء وحسب". ورأى في ذلك &laqascii117o;منحىً خطيراً في الخطاب السياسي".

جاء في الباب الأول لمشروع الاستراتيجية الدفاعية المقدم من القوات اللبنانية على طاولة الحوار، أن &laqascii117o;أي استراتيجية يجب أن تستند إلى المسلّمات التالية: 1ـــــ النظام السياسي اللبناني. 2ـــــ التفاهمات الميثاقية المُعّبر عنها في اتفاق الطائف. 3ـــــ النصوص الدستورية والقانونية. 4ـــــ القانون الدولي بمكوّناته كلها".
وتوقف المشروع عند البند الثالث من وثيقة الوفاق الوطني، لجهة تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، والذي نصّ على &laqascii117o;استعادة سلطة الدولة حتى الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً، وهو ما يتطلب الآتي: العمل على تنفيذ القرار 425 وسائر القرارات القاضية بإزالة الاحتلال الإسرائيلي إزالة شاملة. التمسّك باتّفاقية الهدنة المُوقّعة في 23 آذار 1949 م. اتّخاذ الإجراءات اللازمة كلها لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود وتدعيم وجود &laqascii117o;اليونيفيل" لتأمين الانسحاب الإسرائيلي وإتاحة الفرصة لعودة الأمن والاستقرار إلى تلك المنطقة".

وشددت الورقة القواتية على أن ما سمّته &laqascii117o;استراتيجيات 8 آذار الدفاعية" يناقض &laqascii117o;روح المسلّمات اللبنانية كلها، وخصوصاً لجهة الإقرار بحق مجموعات مسلّحة في الوجود على أرض لبنان، إذ يُمثّل ذلك خرقاً لاتّفاق الطائف، وللنصوص الدستورية والقانونية، وللقانون الدولي ومقررات مجلس الأمن المتعلّقة بلبنان"، مسجّلة عليها &laqascii117o;تجاهلها واقع لبنان الشعبي ذا الولاءات السياسية والمذهبية المتعددّة". وحذّرت من &laqascii117o;أن أي محاولة لتسليح الشعب اللبناني، وتحويله مجتمعاً مقاوماً، سوف تؤدي إلى نشوء مراكز قوى مسلّحة مُوزّعة الانتماءات، وتدفع إلى انهيار السلطة المركزية"، مشددة على &laqascii117o;حصر السلطة بيد الشرعية اللبنانية، وهو ما لا يتطابق مع سلوك حزب الله"، الذي رأت أن واقعه &laqascii117o;يشوبه الكثير من التساؤلات لدى العديد من القوى الدولية، ويضع الدولة برمّتها في مواجهة الشرعية الدولية، ويمثّل عائقاً أمام نمو وازدهار لبنان". ورأت الورقة أن اضطلاع الدولة اللبنانية بمسؤولية الدفاع يحمّلها &laqascii117o;التبعات المباشرة لأي مواجهة مع إسرائيل، وهو ما لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمّله". كذلك ثمّنت &laqascii117o;التزوّد بنظام دفاع جوّي" إلا أنها رأت &laqascii117o;أن الخلل الكبير في موازين القوى المالية والعسكرية بين لبنان وإسرائيل لن يسمح بتحقيق الغاية المتوخّاة منه". واستشهدت في هذا المجال بالتجربة السورية القائمة على &laqascii117o;مقولة التوازن الاستراتيجي"، في حين عجزت سوريا &laqascii117o;عن رصد أو صدّ الغارات الإسرائيلية المتعاقبة التي استهدفت أراضيها"، معددة جملة من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا لم تنفع فيها الدفاعات الجوية المتطورة التي زُوّدت بها المواقع المستهدفة، كالقصر الرئاسي في اللاذقية وغيره.
وجاء في الورقة أن &laqascii117o;أعتى الدول المعادية لإسرائيل وأقدرها، وعلى رأسها إيران، عجزت عن الدخول في سباق تسلّح تقليدي مع إسرائيل، وتطوير نظام دفاع جوّي يُبعد عنها شبح الضربات الجوّية الإسرائيلية، فكيف بلبنان الذي لا تصل ميزانيته العسكرية إلى أكثر من 800 مليون دولار، بينما تصل في إسرائيل إلى حوالى 13،5 مليار دولار لعام 2008". كذلك حذّرت من أن &laqascii117o;أي هجوم إسرائيلي شامل على لبنان سيُمهّد له باستهداف أنظمة الدفاع الجوّي بشكلٍ أولّي، كما حصل في العراق"، مضيفة أن &laqascii117o;التقنيات المتطوّرة لدى إسرائيل تمكّنها من استهداف أي موقعٍ في العمق اللبناني من مجالاتٍ شاسعة، عبر البوارج الحربية والمنصّات الصاروخية، بدقّةٍ لامتناهية". وخلصت إلى أن &laqascii117o;أيّ سباق تسلّح جزئي هو مضيعة للوقت وهدر للمال. فإما سباق تسلح كامل وشامل، وهذا ما لا طاقة للشعب اللبناني عليه على الإطلاق، وإما مقاربة أخرى باتجاه آخر". وهو ما عرضته في الباب الأخير.

في الباب الثالث والأخير من التصوّر القواتي، كان حديث عن &laqascii117o;عقيدتين". الأولى، الأساسية التي تؤكد أن &laqascii117o;الغاية الأساسية والنهائية للاستراتيجية الدفاعية ليست في أن تُخيّم أجواء الحرب من خلال &laqascii117o;عسكرة" المجتمع وشلّ الحياة المدنية في لبنان، بل في تأمين سلامة الأراضي اللبنانية وأمن المواطنين". لذا رأت أنّ &laqascii117o;تبنّي لبنان سياسة الحياد لا يعني إطلاقاً تخلّيه عن القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ولا يعفيه من مسؤولياته في دعم حل عادل ومنصف لها يؤدي إلى عودة اللاجئين في الشتات إلى ديارهم". ثم انتقلت إلى الحديث عن &laqascii117o;التجربة التاريخية المُثلى التي وفّرت مناعةً تجاه الأخطار الخارجية، وهي النموذج السويسري الذي نجح من خلال تبنّي الحياد الخارجي في حفظ البلاد من أي تعديات"، لافتة إلى أن &laqascii117o;لبنان لجهة تركيبته التعددية، وموقعه الجيوسياسي في قلب الشرق بين سوريا وإسرائيل، وإمكانياته الاقتصادية، يُعتبر النموذج الأقرب إلى التجربة السويسرية".
أما العقيدة الثانية، حسب الورقة، فهي تتلخص في التركيز على &laqascii117o;أن اتّباع لبنان سياسة محايدة لامتصاص الأخطار الخارجية الداهمة، لا يُغني عن تطوير الجيش اللبناني للدفاع عن الشعب اللبناني بعد أن تفشل كل الوسائل الأخرى"، داعية إلى اعتماد &laqascii117o;القتال النوعي، من دون إنهاك الاقتصاد، وذلك بتفعيل &laqascii117o;القوات الخاصة" ورفع عديدها إلى 20 ألف عنصر، تُوزّع على المحافظات الخمس الرئيسية، وتكون رأس الحربة في العمليات العسكرية الهجومية والدفاعية"، على أن تنشأ &laqascii117o;في المحافظات مجموعات من الحرس الوطني بإشراف الدولة، تخضع للتدريبات الأساسية وتُناط بها المهمات العملانية المختلفة، كقوات دعمٍ ومؤازرة للقوات الخاصة، وتكون مراكزها وبناها التحتية، مُحاطة بسريّةٍ تامة، خارج طريقة التعاطي الحالي، وعلى غرار طريقة عمل حزب الله في الوقت الراهن". وخلصت إلى أنه يجب &laqascii117o;الاعتماد على نموذج حزب الله الناجح، ولكن بتطبيقه في الأطر الشرعية ذات الصفة، وتعميمه على كل المناطق اللبنانية، فنكون قد استفدنا من حسنات تجربة حزب الله، وأسقطنا كل الجوانب الأخرى (اللاميثاقية، اللاشرعية، اللاقانونية، البعد الإقليمي...).
وعن مزارع شبعا، رأت أن &laqascii117o;الخيار العسكري لم يعد متاحاً لحل قضيتها، وبالتالي يبقى الخيار الدبلوماسي هو الأضمن، ولا سيمّا أن الملف بات مطروحاً بقوة على المستوى الدولي"، مطالبة بإنجاز ترسيم الحدود مع سوريا، وإلا فإن البديل &laqascii117o;يكون بترسيمها من جهة واحدة

ــ صحيفة الديار
باريس - بدرا باخوس الفغالي:
سجلت التقارير الديبلوماسية الغربية الواردة من بيروت لعواصم القرار الدولي حركة ركود ‏غير مسبوقة في الاسواق اللبنانية المتعددة المناطق والتيارات السياسية في عمليات بيع ‏وشراء الاسلحة الفردية وذخيرتها.‏ وكانت البعثات الديبلوماسية الغربية في لبنان دقت ناقوس الخطر قبل اشهر مضت من مخاوف ‏انفجار حرب اهلية جديدة في لبنان والتي كان من ابرز مؤشراتها زيادة الطلب على شراء ‏الاسلحة سواء بتمويل مباشر من الاحزاب بمختلف اتجاهاتها او من خلال الشركات الامنية الخاصة ‏التي كانت تنشط بتغطية من تيارات سياسية بالتساوي بين الثامن والرابع عشر من اذار على ‏حد سواء.‏ وبحسب المعلومات الاوروبية هبطت اسعار قطع السلاح في السوق السوداء وطاولت في طريقها ايضا ‏البندقية الرشاشة الروسية الصنع من طراز &laqascii117o;كلاشينكوف" ونظيرتها الاميركية من طراز &laqascii117o;ام - ‏‏16" والتي عرفت رواجا واسعا في الاشهر القليلة الماضية مما ادى لارتفاع اسعارها لتصل الى ‏حوالى 1500 دولار، لتعود الى سعرها الحقيقي الذي كان سائدا قبل رواج ظاهرة التسلح ‏الفردي والذي يتراوح حاليا ما بين 300 و500 دولار نظراً لكساد الطلب عليها.‏ اما بندقية القناصة من طراز &laqascii117o;دراغونوف" فعاد سعرها الى ما كان عليه في السابق اي ما ‏يقل عن 800 دولار في حين وصل سعرها قبل السابع من ايار 2008 الى 3800 دولار.وتشير ‏المعلومات نفسها الى ان معظم هذه الاسلحة يتم شراؤها في العراق ويتم تهريبها الى لبنان ‏بواسطة تجار اسلحة لا يعنيهم غير قبض الدولار النظيف.

ــ صحيفة المستقبل:
وبالعودة إلى حديث الوزير الياس المرّ، فقد أستهجن تلك 'المفارقة الفظيعة' التي يحاسب على أساسها النائب سعد الحريري لصلاته مع الرّوس التي أثمرت هبة 'الميغ 29'، وقال 'إذا قدّم حزب الله والمقاومة غداً عشرة آلاف صاروخ للجيش اللبناني فسأجيب بالأمر ذاته'. وإذ شدّد المرّ أنه ليس وزيراً من 14 آذار فقد نو ّه بالحريري الذي 'يعمل من أجل بلده ويحبه، وقد سعى بكل طاقته من أجل ذلك من دون أي مقابل ولم يقبل حتى القيام بأي تصريح ليحصل على مكسب شخصي له'. وأكّد المرّ أنه 'خلال حرب نهر البارد لو كان لدينا آنذاك ثلاثة طائرات ميغ لما كان الجيش تكلّف ذاك العدد الذس سقط من الشهداء'، وذكّر بأنه 'بعد الغطاء السياسي الذي قدّمه تيار المستقبل والطائفة السنية في حرب البارد لا يمكن مطلقاً مزاوجة الأمر مع الإتهامات لتيار المستقبل بدعم فتح الإسلام'. واستغرب المرّ الكلام الذي يأتي 'وتحديداً حول عدم تسليح الجيش' ثم و'ما ان سلّحنا الجيش حتى بدأت الأسئلة حول الصيانة والمنظومة التابعة لها'، وأكّد أنه 'لا يجوز أن يعارضوا تسليح الجيش لأنه تمّ عبر أشخاص لا يتفقون معهم سياسياً أو انتخابياً'.كما شدّد على أن 'الولايات المتحدة اتخذت قرارها بدعم الجيش على صعيد سلاح البرّ' وأنها 'لم تكن منزعجة على الإطلاق من الدعم الروسي على عكس ما تردد في الإعلام اللبناني' منتقداً محاولة البعض 'استغلال المساعدة الروسية لتدمير الدعم الأميركي للجيش اللبناني'. وإذ أعتبر أنه بعد 7 أيار 'انفتح النقاش حول المقاومة وصواريخها بعد استعمال سلاح حزب الله في الداخل' سأل عن الضمانة كي 'لا يصبح سلاح حزب الله عبئاً عليه بعد فترة خصوصاً مع ما نراه يحضّر من تسويات في المنطقة بين سوريا واسرائيل'. وقال 'في حال حصول مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع اسرائيل، فإن أول ما سيطرح هو سلاح المقاومة، وبما ان هذا السلاح هو ورقة قوة، فعلى المقاومة أن تتعاطى بايجابية مع طاولة الحوار، فتحمي ورقة القوة هذه وتحمي نفسها والبلد' وأوضح بأن 'بقاء السلاح كما هو من غير وجود ثقة بين اللبنانيين واطمئنان حوله سيبقى ذريعة تتخذها اسرائيل لتدمير البلد من جديد فوق رؤوسنا'.

ــ صحيفة اللواء :
قال لـ<اللواء> قيادي بارز شارك في الجلسة انها خلت من التشنج&bascii117ll; واوضح ان كل جلسة من الجلسات المقبلة ستخصص للاستماع الى تصور احد الفرقاء&bascii117ll; وكشف ان اللجنة التي اتفق على تشكيلها في جلسة الثالثة لن تتألف في المدى القريب، نظرا الى ان رئيس الجمهورية سيقوم بمروحة من الاتصالات والمشاورات ليستفسر من القادة المعنيين عن تصورهم لشكل هذه اللجنة وآلية عملها وللاسماء التي قد تقترح لعضويتها&bascii117ll; وقال ان اللجنة قد تضمّ خبراء عسكريين واستراتيجيين وربما اقتصاديين&bascii117ll; كما يمكن ان تضمّ ضباطا في الخدمة الفعلية، على ان يجري التشاور مع قيادة الجيش اللبناني في شأن المرشحين الى العضوية&bascii117ll; وستكون مهمتها جوجلة الافكار والتصورات التي عرضت او قد يعرضها القادة في الجلسات المقبلة، على ان تخلص في نهاية الجلسات الى مشروع يجمع معظم الافكار التي ستطرح&bascii117ll; وتوقعت اوساط مطلعة ان تمتد الجلسات الحوارية الى ما بعد الانتخابات التشريعية العامة في ربيع السنة 2009، لضرورات لوجستية وكذلك لضرورات تمديد مفعول التهدئة&bascii117ll; ولفتت الى ان ابرز ايجابيات هذه الجلسات انها تعيد ما انقطع بين القادة وتخفف من التشنج&bascii117ll;
وتلقى المجتمعون خلال الجلسة، تقريراً يفيد ان المواطنين اللذين خطفتهما اسرائيل يوم الجمعة الماضي، قد تخطيا الخط الازرق بحوالى 500 متر وليس كما تردد سابقاً&bascii117ll;

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد