صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 27/12/2008

ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد:
رسالةٌ 'سياسية' من الناقورة بأن المواجهة مع إسرائيل جبهتان في القطاع والجنوب تكراراً لـ 2006/صواريخُ الدعم لغزّة تهديدٌ بإسقاط الـ1701.
(...) الرسالة تريد إخطار إسرائيل بأن أي عملية عسكرية ضدّ القطاع لن تواجه عسكرياً من حدود غزة فقط بل من جنوب لبنان أيضاً. هي رسالةُ إنذار الى إسرائيل بألاّ تتخذ قراراً بعملية عسكرية ضد غزة أو بأن تحسب جيداً أن 'رقعة المواجهة' ستكون مفتوحة.
ووفقاً لهذه المعاني جميعاً، فإن الرسالة السياسية المحمّلة الى الصواريخ الثمانية في الناقورة، إنما هي رسالةٌ إقليمية. وأياً يكن 'الفاعل'، أي الجهة التي أعدّت الصواريخ على هذا النحو، فمن الطبيعي أن يكون 'حزب الله' مخاطَباً بل مسؤولاً، سواء كان هو نفسه الفاعل أو 'أحد ما' يعرفه.
وما 'يسمح' بهكذا تقدير أو تحليل أن في الأمر 'سابقةً' حصلت في تموز 2006.
يومذاك، كان قطاع غزة في دائرة عمليات عسكرية إسرائيلية من جهة وعلى مشارف حملة إسرائيلية كبيرة من جهة ثانية، وذلك على خلفية خطف 'حماس' الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. يومذاك أيضاً، وفي 12 تموز 2006 أقدم 'حزب الله' على خطف جنديين إسرائيليين بعد معركة بينه وبين القوات الإسرائيلية وراء الخط الأزرق. ومن بين التحليلات المنطقية لعملية 'الوعد الصادق' الحزب اللهيّة أن الحزب أراد تخفيف الضغوط عن 'حماس' وغزة من ناحية والتلويح لإسرائيل بمواجهة مفتوحة لا تبقى محصورة في حدود القطاع من ناحية ثانية و'حماية' طرح 'حماس' لصفقة تبادل مع إسرائيل إنطلاقاً من شاليط بـ'زيادة' الأسرى الإسرائيليين وتحقيق مسار واحد لبناني ـ فلسطيني من ناحية ثالثة.
لكن ما حصل بعد ذلك معروف: حرب إسرائيلية على لبنان كانت لها 'ذريعة'.. على الرغم من كل المعلومات التي كانت متوافرة بأن إسرائيل 'تنتظر' ذريعة، ومن كل التحذيرات من توفير هكذا ذريعة لها.
'حزب الله' وخطابه مؤخراً
بيدّ أن ما يسمحُ بمخاطبة 'حزب الله' بشأن 'العملية السياسية' بالصواريخ في الناقورة، هو انتقال 'حزب الله' في الآونة الأخيرة الى 'تلقّف' عنوان فلسطيني لتحرّك في الداخل، وإعلانه أن التحرّك لـ'نصرة غزة ضد الحصار' متدرّج، وسعيه الى فرض 'أولوية فلسطينية' بإسم 'المسؤولية' عن التضامن مع القطاع، وربطه بين لبنان وفلسطين من 'بوابة غزة' والسياسة المسيطرة عليها، وتركيزه الضغوط على عدد من الدول العربية ومصر في المقدمة.. وكل ذلك دائماً من أجل 'هزيمة المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي'.
بكلام آخر، 'بدا' أن الأيام التي سبقت إكتشاف الصواريخ وتفكيكها، إنما كانت أياماً لـ'تعويد' لبنان واللبنانيين على 'أولوية إقليمية'، ولـ'تطبيع' الوضع اللبناني مع إمكانية الإنتقال من التعبير السياسي عن موقف سياسي معيّن الى التعبير 'الميداني'، ومن التضامن الإنساني ـ السياسي الى التضامن القتالي ـ العسكري.
لا شك أن الله 'لطف' بلبنان أول من أمس. ذلك أن إنطلاق 'صواريخ دعم غزة' من لبنان يعني، كما في تموز 2006، إعطاء ذريعة لعدوان إسرائيلي جديد. وواقع الأمر أن 'حزب الله' يعرف تمام المعرفة أن إنطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من لبنان هو ذريعة. ألم يقُل الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بعد عدوان تموز 2006 إنه لو كان يعلم أن عملية الخطف الهادفة الى تحقيق تبادل ستؤدي الى العملية الإسرائيلية الواسعة لمَا أقدم على الخطف؟
إسقاط الـ1701..؟
إن ما يخشاه اللبنانيون، معظم اللبنانيين، هو أن يحصل إنزلاقٌ من التضامن 'السياسي' مع غزة الى أشكال أخرى، من التحرّك 'الشعبي' ضدّ الحصار الى سيناريو عسكري، ما يستدرج عدواناً إسرائيلياً 'ينتظر' ذريعة.
ليس سراً أن إسرائيل تعتبر القرار 1701 ساقطاً، من زاوية أنه لم يحُل دون تنمية 'حزب الله' قدراته التسليحية وبنيته القتالية. لكن ليس سراً أيضاً أن الصواريخ في الناقورة أول من أمس نقضٌ للقرار 1701، وذريعة لإسرائيل كي 'تؤكد' سقوط القرار الدولي وتقدم على عدوان 'متحرّرة' من أي 'مساءلة' من جانب لبنان والشرعية الدولية.
وهل يريد 'حزب الله' إسقاط الـ1701؟ وهل من مصلحته إسقاطه؟
في الجواب عن هذين السؤالين، يعتقد الكثيرون أن لـ'حزب الله' موقفاً 'غير ودّي' من الـ1701. صحيحٌ أنه في مجالات عديدة لم يعتبر نفسه مقيّداً بالقرار الدولي، غير أن الصحيح أيضاً هو أن 'حزب الله' لا يعتبر القرار 1701 'مرجعية حاكمة'، أي لا يعترف بـ'إستراتيجية' للدولة مبنيّة على الـ1701 ومندرجاته. لأنه يريد 'إستراتيجية' أخرى تحافظ على الوضع القائم بكل إشكاليّاته و'ثنائيّاته'.
.. إلا إذا
ولذلك فإن الكثيرين يبدون خشيتهم من أن تكون 'صواريخ الناقورة' مجرّد 'رأس جبل جليد'.. وإن كانوا لا يحتّمون وجود 'رغبة' لدى 'حزب الله' بفتح 'جبهة الجنوب'.. واستدراج حرب مكلفة.
.. إلاّ إذا كان واضع الصواريخ 'فصيلٌ' تابع للمخابرات السورية، حيث أنّ النظام السوري ذو توجه مزدوج: ضرب الاستقرار في لبنان وفي جنوبه المؤمّن بواسطة ثنائية الجيش ـ 'اليونيفيل' من جهة، ومنع تحقّق الوحدة الفلسطينية متاجرة منه بالإنشقاقات والدماء من جهة أخرى، فتكون للصواريخ وظيفتان لبنانية وفلسطينية. ولا يمكن استبعاد التواطؤ بين النظام السوري وإسرائيل، في هذه الأيام خصوصاً، فيكون في صدد إعطاء إسرائيل الذريعة و'تسهيل' عدوانها. لكن، حتى في هذه الحالة، على 'حزب الله' أن يتكلم، أن يعلن موقفاً، لا أن يبقي الأمور 'مشنكشة'.

ـ صحيفة المستقبل
ثريا شاهين:
استبعاد ديبلوماسي لـ 'الخربطة' جنوباً وتأكيد على 'انضباط' الوضع
تؤكد مصادر ديبلوماسية مطلعة على المشاورات حول الوضع في الجنوب، أن المساعي تُبذل للملمة الموقف، والتنبه لعدم تكرار مثل هذه الأعمال، والتي سيتم وضعها في الإطار الذي يجرى مكافحته في لبنان وهو الإرهاب مهما كانت الجهة التي تقف وراءه أو المنظمات الفلسطينية أو الإسلامية التي يتم تحريكها لتولي إرسال إشارات من الأراضي اللبنانية حيال ما يحصل في غزة أو التحذير ضد ما يمكن أن تتعرض له هذه المنطقة من عمل عسكري إسرائيلي قد يتم اللجو إليه. وتلفت المصادر، الى أن أي اعتداء على غزة لا يستثير المشاعر في لبنان فحسب، بل أيضاً المشاعر في كل الدول العربية، لكن نقطة الضعف في التعبير تبقى الساحة اللبنانية، التي يجب أن تبقى هادئة.إلا أن المصادر، تتوقف عند العوامل التي تبقى تحكم الوضع اللبناني من الآن وحتى الانتخابات النيابية، وهي الآتية:
ـ استبعاد حصول أي تطور عسكري انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، ذلك أنه ليس هناك من معطيات دولية أو إقليمية تشير الى وجود 'خربطة' للوضع القائم بين لبنان وإسرائيل، كما أنه ليس هناك من مؤشرات على احتمال حصول تحول معين، وسيبقى مسار الأمور مستمراً في ظل مقتضيات القرار 1701، حتى وإن رأى بعض الأطراف أن في قدرتهم محاولة دفع الأمور الى حافة الهاوية في مرحلة دولية ـ إقليمية ضبابية، تنتظر السياسة الأميركية الجديدة.
ـ في اعتقاد المصادر، أنه حتى على الساحة الداخلية، لا يوجد أي فريق لديه استعدادات لخربطة الموقف في الجنوب.ومع استبعاد أي تطور عسكري، فإن وجود متضررين من الاستقرار الحاصل والستاتيكو الموجود يبقى وارداً. وهذا لا يقتصر فقط على لبنان، إنما في المنطقة ككل حيث ثمة جهات متعددة تملك قدرة على تحريك الأوضاع في الاتجاه السلبي.(...)

ـ صحيفة الاخبار
إبراهيم الأمين:
برّي: قلت للحريري أنتم تلعبون لعبة خطرة وتهدّدون التوافق
حاول سمير جعجع بعد افتتاح جلسة الحوار الأخيرة في القصر الجمهوري بدايةً استيضاح حقيقة النقاش بشأن المجلس الدستوري، سائلاً عمّا إذا كان هناك اتفاق قد تعرض للتعطيل، فرفع رئيس المجلس نبيه بري يده باتجاه جعجع قائلاً: نعم، كان هناك اتفاق، وهذا الاتفاق تم معي، وبعلم رئيس الجمهورية وبمشاركة رئيس الحكومة، ولم يكن هناك تفاهم على النتيجة التي خرج بها المجلس النيابي، لأن هناك من تخلى عن التفاهم وذهب باتجاه أن يتخذ القرار المناسب له". ويضيف بري: &laqascii117o;قبل الدخول إلى جلسة يوم الخميس، كنت في مكتبي مع رئيس الحكومة، وفجأة دخل عليّ النائب سعد الحريري سائلاً عن برنامج الجلسة لليوم، فرددتُ بأني سأطلب إلى الرئيس السنيورة تلاوة رده على النواب، ثم لدينا جلسة تشريعية ، ثم بعد ذلك نعقد جلسة لانتخاب أعضاء المجلس الدستوري، ولن تكون هناك مشكلة ما دمنا قد تفاهمنا على الأمر". لكن الحريري سأله إذا كان هناك إمكان لتبديل الترتيب، لأنه مضطر للسفر، ولديه مواعيد في السعودية، فاستغرب بري الأمر، مذكراً سعد الحريري بأنه لن تكون هناك مشكلة، وإذا سافرت فإن صوتك لن يغيب ولن تتغير الأمور. ولكن الحريري سرعان ما بدد استغراب رئيس المجلس قائلاً: &laqascii117o;لكن نحن لدينا تعديل، ونحن نريد أنطوان خير". فوقف بري من مقعده وقال للحريري: &laqascii117o;ولكن هناك اتفاق، وهناك أمر حاسم وهو الفيتو المشترك بيننا جميعاً على ترشيح خير أو التصويت له" ثم التفت إلى السنيورة وقال له: &laqascii117o;ألم تُطلع الشيخ سعد على الاتفاق". لم يجب السنيورة، بل كان ينظر إلى الأسفل، فيما كان الحريري يحاول تبرير جديده أمام بري قائلاً: &laqascii117o;إن خير كان معنا في ملف المحكمة الدولية، ونحن نحتاج إليه في هذا الأمر" فبدأ بري يعطي إشارات الغضب، وخصوصاً أنه لاحظ صمت السنيورة، وانتبه كذلك إلى أن وليد جنبلاط الذي كان قد زاره قبل ذلك لم يفاتحه في الأمر، ولم يشر إليه إطلاقاً، ليكتشف لاحقاً أن جنبلاط ليس في أجواء ما تم التفاهم عليه مع سليمان والسنيورة. وقبل أن ينتقل الجميع إلى داخل المجلس، قال بري للحريري: &laqascii117o;هل تعلم ما الذي تفعلونه الآن؟ أنتم تخرّبون التفاهمات، وتهددون التوافق العام وتعطّلون المجلس الدستوري سلفاً، وسأكتفي بلفت انتباهك إلى هذا الأمر". وبين عشرات المرشحين من الطوائف كافة، تم التفاهم مبدئياً من دون نقاش طويل على طارق زيادة عن السُّنة وأحمد تقي الدين عن الشيعة، وفتح النقاش حول بقية الأسماء الثلاثة من بقية الطوائف. ومع أن التفاهم يفترض أن يكون شاملاً، إلا أن البحث أخذ في الاعتبار مجموعة من المداخلات الجديدة، بينها إبلاغ الرئيس النسيورة رئيس المجلس خلال الغداء الذي جمعهما قبل الجلسة في عين التينة أنه يريد إدخال اسم أنطوان مسرة مرشحاً إضافياً عن الكاثوليك، إضافة إلى ميشال أبو عراج، فيما كان التيار الوطني الحر قد طلب إدخال اسم صلاح مخيبر، إضافة إلى زغلول عطية. أما عن الموارنة، فإن عدد المرشحين كان قد تجاوز 37 اسماً، وبدا أن هناك صراعاً حقيقياً على الموقف، لكن ما كان قيد الاتفاق هو ما أبلغه الرئيس بري إلى أعضاء هيئة المجلس: &laqascii117o;لا مانع من طرح أي اسم، ولكن هناك فيتو على القاضي أنطوان خير، وحسب اتفاقي مع رئيسي الجمهورية والحكومة فإن هذا الفيتو سيظل قائماً".
..وكان النائب سيرج طورسركيسيان من وفر الخدمة والجواب عندما لمّح إلى نية فريق 14 آذار طرح الثقة بوزير الطاقة الذي يبدو أنه لم يكن موفقاً في مداخلته. وفكر بري في أن من يريد إطاحة طابوريان يعني أنه يدفع وزراء تكتل الإصلاح والتغيير إلى الاستقالة، وتالياً سوف يحصد هؤلاء تضامن وزراء حركة أمل وحزب الله والحزب السوري القومي والاجتماعي والوزير طلال أرسلان، وساعتها سوف تطير الحكومة، وعندها تُحَمَّل المعارضة مسؤولية إطاحة اتفاق الدوحة، وقد يكون هناك جهوزية في الداخل والخارج لإدخال لبنان في دوامة جديدة. &laqascii117o;ليس وقت الكلام ولا تعطيل الجلسة" قال بري لنواب من حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر كانوا يطالبون بمنحهم فرصة الكلام للرد على السنيورة، البعض منهم أدرك أن رئيس المجلس يتوجس شراً بما يقوم به السنيورة، لكن رئيس المجلس &laqascii117o;كان قد تيقن" بوجود محاولة مدروسة لإطاحة اتفاق الدوحة.
أمس، وصل وزير الدولة جو تقلا إلى عين التينة، وأشار إلى أنه يعمل على استكمال تأليف المجلس الدستوري. لكن رئيس المجلس فاجأه بدعوته إلى أن يبحث الأمر مع الجهات التي خرّبت الاتفاق السابق، وهو لن يدخل في اتفاق من جديد. ورئيس الجمهورية يبدو مهتماً بأن ينجز الأمر على هذه الصورة، وفريق 14 آذار لا يمانع، شرط أن يحصل على حصته من المقاعد الخمسة. وهو أمر إذا حصل فلن يناسب قوى المعارضة التي تبدو مستعدة لأن تبقى البلاد من دون مجلس دستوري على أن تتركه بيد قوى 14 آذار. ويقول بري : &laqascii117o;كان عندي السفير السعودي، وقلت له نحن نهتم بالنتائج، ولا نريد خلق مشكلة مع أحد، وأنا كما إخواني في قيادة حزب الله، نواجه الضغط اليومي من الأهالي الذين لم يحصلوا بعد على تعويضاتهم، وفي الوقت نفسه لم نسمح لأي قيادي أو مسؤول من عندنا ولا حتى من عند التيار الوطني الحر ينتقد السعودية أو يهاجمها أو يحمّلها المسؤولية، ولكن هناك مسؤولية تقع على عاتق المملكة في ملاحقة هذا الأمر".
لم يكن السفير السعودي مسروراً بالجدل القائم، وهو قال صراحة إن هناك أسئلة وقلة رضىً في المملكة عمّا يجري. ويبدو أن ما قام به السنيورة لم يكن أحد في أجوائه. ويضيف بري: &laqascii117o;حتى النائب الحريري قال وأقسم إنه لا يعلم أي شيء عن الأمر، ولا عن استخدام السنيورة أموال التعويضات في أمور أخرى". ومع ذلك، فإن رئيس الحكومة &laqascii117o;لا يريد تسوية الأمر بطريقة منطقية، ولسنا نحن من يتحمل مسؤولية الخطأ الذي ارتكبه، وعليه هو أن يأتي بالأموال لكي تُدفع إلى المتضررين، ولو اضطر إلى طبع مليارات الليرات اللبنانية". ولكن ما الذي يفعله هذا الفريق؟ يحاول بري عدم الذهاب بعيداً في التقديرات &laqascii117o;ليس لدي شعور بأنهم لا يريدون الانتخابات، وهم أصلاً بدأوا حملتهم مبكراً، والإنفاق كبير وغير متوقف، ولدينا في الجنوب من يوهم الآخرين بقدرته على قلب الطاولة، وقد وصله حتى الآن 24 مليون دولار وقالوا إنها دفعة على الحساب من أجل جذب ناخبين شيعة، وعندما يجهزون سوف ينظمون لهم احتفالاً ضخماً في بيروت يجمعون فيه مواطنين من الجنوب والبقاع وجبيل، ثم يطلقون حملة دعائية تقول إن هناك قسماً كبيراً من الشيعة لا يريد أمل ولا حزب الله".

ـ صحيفة الأخبار
جان عزيز :
صواريخ الجنوب، قبل أن يأتي ساركوزي...
إذا كانت صحيحة رواية الصواريخ الجنوبية المعدّة للإطلاق، فهذا يعني أن أهدافاً عدة كانت في مرمى نيرانها ومقصودة بها، وآخرها قد يكون إسرائيل.
الهدف الأول قد يكون شبكة القوى المناوئة لإسرائيل، والممتدة من حزب الله إلى حماس. فالعملية ـــــ ودائماً إذا تأكّدت صحتها ـــــ تأتي في توقيت لا يخلو من هدف إحراج الفريقين الأساسيين في &laqascii117o;جبهة الممانعة". فالتوقيت المذكور، غداة انتهاء طاولة الحوار اللبناني على بند وحيد هو استراتيجية الدفاع، أي عملياً سلاح حزب الله، يضفي حالة من الضغط النفسي والمعنوي وحتى المادي على المتحاورين، وينسج مناخاً من نوع أن السلاح يستجلب السلاح، وأن أيّاً كانت هوية مَن يقف خلف الصواريخ، فإن انفلاش السلاح خارج حصرية الدولة يشجّع على مثل تلك الظاهرة، كما على تكرارها و&laqascii117o;تفشّيها". وهذا ما يسهم في دفع طاولة الحوار إلى مناخات من نوع: سلّم سلاحك فوراً وإلّا...والتوقيت نفسه، قبيل تطورات درامية قد تقع في غزة، يهدف إلى زيادة الضغط والإحراج، على طريقة التلميح إلى مَن يلزم من اللبنانيين والدوليين بأن التنسيق العضوي بين الضاحية والقطاع، أكيد ونهائي. وبالتالي، فإن مقولة حصر مهمة السلاح في نطاق استعادة السيادة اللبنانية والمحافظة عليها، هي أكذوبة. وهذا ما يفرض على المجتمع الدولي كما على اللبنانيين، إجراء حساباتهم على هذا الأساس، ومقاربة سلاح حزب الله على قاعدة أنه سلاح ثوري تابع لأممية إسلامية بلا حدود ولا ضوابط.
أما الهدف الثاني للصواريخ المنصوبة، فقد لا يكون بعيداً عن إيصال رسالة إلى السلطات الفرنسية عبر علبة البريد الجنوبية. فالحادث وقع عملياً على مسافة زمنية لا تتخطى الأيام العشرة من زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجنوب، وإلى منطقة عمليات اليونيفيل بالذات... ومع أخذ العلم بالدور الفعّال للأجهزة الأمنية المصرية في لبنان، ومع التذكير بعناصر المحور العربي المنبثق من عدوان 12 تموز ومن القرار 1701، يصير سيناريو أن تكون الصواريخ رسالة عدم رضى وإنذار استياء وامتعاض من السياسات الفرنسية، مسألة قابلة للنقاش والتحرّي.
يبقى الهدف الثالث، وهو تحويل الأنظار عن وضع ما مستجد فعلاً في الجنوب منذ نحو ثلاثة أسابيع. فما أُعلن عن تهديدات تلقّتها قوات اليونيفيل، تؤكده أوساط رسمية. وتشرح أنه للمرة الأولى منذ انتشار هذه القوات في الجنوب اللبناني قبل 30 سنة، يتقاطع هذا الكم من التقارير الأمنية المحذرة من استهدافها. إذ تطابقت معلومات أمنية رسمية لدى الأجهزة اللبنانية مع معلومات لدى القوى المشاركة في اليونيفيل، وصولاً حتى إلى تقارير من قبل المجموعة الأوروبية وأجهزة معلوماتها المركزية. إذ تشير المعلومات إلى سيناريو إرهابي ضخم، يتمثّل إمّا في استهداف القاعدة المركزية في الناقورة من البحر، أو من المناطق المجاورة، وإمّا في استهداف قافلة كبيرة لعناصر اليونيفيل المتنقّلين.

ـ صحيفة الأخبار
حسن عليق :
انقلاب الضبّاط المسيحيّين على ريفي: مجلس القيادة يرفض تحويل فرع المعلومات إلى شعبة/
إن نقاشات مجلس قيادة الأمن الداخلي الذي سيجتمع اليوم عادت إلى نقطة الصفر، إذ انقسم أعضاؤه إلى قسمين: الأول يرفض تحويل فرع المعلومات شعبةً، فيما يصر الثاني على إبقاء &laqascii117o;الشعبة" التي باتت أمراً واقعاً منذ بداية 2006 على ما هي عليه. وإضافة إلى ذلك، ينقسم من يريدون تحويل الفرع شعبة إلى قسمين يختلفان على الصلاحيات. وبين هؤلاء اللواء أشرف ريفي وقائد شرطة بيروت العميد نبيل مرعي وقائد المعهد العميد عبد البديع السوسي، وقائد القوى السيارة العميد روبير جبور. ويضاف إليهم قائد الشرطة القضائية العميد أنور يحيى الذي، بخلاف الأعضاء الأربعة المذكورين، يريد أن يكون الجزء الأكبر من الصلاحيات التحقيقية في قبضة قسم مكافحة الإرهاب والجرائم الهامة الذي يتبع له. أما الطرف الثاني في المجلس، فيتمثل بقائد الدرك العميد أنطوان شكور والعميدين عدنان اللقيس ومحمد قاسم. وهؤلاء يناقشون في أصل تحويل فرع المعلومات شعبةً قبل البحث بالصلاحيات. والجديد في الأمر هو &laqascii117o;الانقلاب" في موقف عدد من الأعضاء المسيحيين داخل المجلس، وبالتحديد رئيس هيئة الأركان العميد جوزف الحجل ورئيس وحدة الخدمات الاجتماعية العميد سمير قهوجي والمفتش العام العميد سيمون حداد. فهؤلاء كانوا خلال السنوات الماضية يقفون دوماً إلى جانب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في معظم توجهاته. لكنهم اليوم باتوا من المعارضين لطرحه في ما يخص صلاحيات فرع أو شعبة المعلومات. ويؤكّد أحد زملائهم أن اصطفاف الضباط الثلاثة هو انعكاس للانقسام السياسي في البلاد. ويضيف ضابط رفيع المستوى في قوى الأمن الداخلي أن الضباط الثلاثة استغلوا الهجمة السياسية التي شنّها العماد عون على &laqascii117o;الشعبة"، ليخرجوا عن صمتهم المعتاد إزاء ما يطرحه المدير العام لقوى الأمن الداخلي. ويقول ضابط واسع الاطلاع إن هؤلاء الضباط حسموا خيارهم السياسي ليعارضوا تحويل الفرع شعبة. وبناءً على ذلك، فإن الوزير بارود سيكون مضطراً للتصرف، فإما أن يأخذ بالتوصية ـــــ التقرير، وبالتالي يعمد إلى إبقاء الفرع على حاله مع تدخل لإعادة أموره وصلاحياته ونطاق عمله إلى ما هو منصوص عليه في القانون، أو أنه سيترك الأمر غامضاً ويحيله على مجلس الوزراء لاتخاذ الإجراء المناسب.

ـ صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف :
سوريا... اللافتة الأكثر احتداماً للمواجهة في انتخابات 2009/
يظلّ الموقف من سوريا، من الآن وحتى موعد انتخابات الربيع، أحد شعارات المنافسة الحادة بين 14 و8 آذار.... يشير ذلك إلى أن شعار الخلاف مع سوريا قد يكون في الظاهر هو الأكثر جذباً للناخبين إلى قوى 14 آذار، فيما تفتقر المعارضة إلى حوافز إقناع الناخبين هؤلاء بأن سوريا تتجه فعلاً إلى علاقات جديدة مع لبنان تنأى بها عن التدخّل في شؤونه...
أما العاملان الإضافيان المؤثران في توجيه نتائج الاقتراع المسيحي في انتخابات 2009، فيبدوان متلازمين نظراً إلى موقعي سوريا وبكركي فيها، وإلى حاجة الرئيس ميشال عون لبذل جهد كبير لدى ناخبيه ـ وليس أنصاره فحسب ـ في سبيل إبراز نتائج زيارته الإيجابية لدمشق: ــــ أن الإكليروس المسيحي، والماروني خصوصاً، الذي اضطلع في انتخابات 2005 بدور بالغ الفاعلية والتوجيه في حضّ الناخبين المسيحيين، ولا سيما منهم الموارنة، على الاقتراع بلا تردّد للائحتي عون في دائرتي المتن الشمالي وكسروان ـــ جبيل، لن يجد نفسه في انتخابات 2009 عند الموقع ذاته بسبب حدّة الخلاف الناشب بين عون والبطريرك الماروني مارنصرالله بطرس صفير، بينما تبدو بكركي أقرب إلى تفهّم وجهة نظر 14 آذار إلى هذا الموضوع. وفي واقع كهذا هو أهم ما يراهن عليه مسيحيو الموالاة، قد يكون من الصعوبة بمكان تحقيق توقّع عون وحلفائه المسيحيين بوقوف الجيش الأسود إلى جانبه، وإطلاقه نداءات في الكنائس والتجمعات الشعبية والزيارات الخاصة واللقاءات الاجتماعية والتأثير المعنوي ـ لكن الفاعل ـ للكهنة، مما يصبّ في مصلحة مرشحي لوائح عون في المتن وكسروان وجبيل.. ـــ أن ليس ثمة ما يُشعر بكركي بأن الخطوات الإيجابية التي تُقدم عليها سوريا مع رئيس الجمهورية لتطبيع علاقات البلدين، تجنّب لبنان خطر تدخّلها في شؤونه، وقتَ تستمر في اجتذاب زعماء وسياسيين إليها وتحاورهم في موازاة حوارها مع الحكم اللبناني. وفي ذلك حجة تعزّز يقين الكنيسة المارونية، وكذلك سائر أفرقاء 14 آذار، من أن دمشق لا تعتزم حصر علاقتها بلبنان في نطاقها الرسمي، وهو إدارة حوار من دولة إلى دولة.

ـ صحيفة الأخبار
ثائر غندور:
أحمد الأسعد يخرج من المولد بلا حمّص
في الجنوب، يسمع الزائر كلاماً كثيراً عن أحمد الأسعد ومشروعه. يسمع استهزاءات من مناصري حزب الله وحركة أمل، ورغبة ضمنيّة عند بعض هؤلاء في التصدي له، لكن القيادة السياسيّة للحزبين الشيعيين تمنعهما من ذلك، حتى لا توفّر الذرائع للأسعد والظهور مظهر المضطهد. غير أنّ اللافت هو الموقف السلبي للمستقلين في الجنوب، وهم أشخاص خرجوا من اليسار، أو على خلاف مع المقاومة لأسباب كثيرة. أغلب هؤلاء لا يستطيعون الدفاع عن مشروع الأسعد، أو لا يرغبون في ذلك...  قد يكون أحمد الأسعد غارقاً في حلم يصور له أنّ عنده آلاف المؤيدين، أي إنّ الأسعد قادر على خوض معركة نسب مئويّة في وجه حزب الله وحركة أمل والحزب الشيوعي. لكن الأسعد تفوته حقائق عديدة، بينها التفاف الجنوبيين حول المقاومة ورفضهم للمال السعودي إذا حاول شراء أصواتهم. وفي هذه النقطة تحديداً، بدأ نقاش بين أشخاص فاعلين في تيّار المستقبل، عن جدوى دفع الأموال &laqascii117o;للخارجين عن إجماع الطائفة الشيعيّة" كما يسمّونهم، أمثال الأسعد وعقاب صقر والسيد علي الأمين. إذ يعتبرون أن هؤلاء لم يوفروا أي قيمة إضافيّة لتيّار المستقبل أو 14 آذار، بل على العكس أدّوا دوراً سلبياً عبر إبعاد الشباب الشيعة الذين تضامنوا مع استنكار اغتيال رفيق الحريري عن 14 آذار... يبدو أن أحمد الأسعد &laqascii117o;سيخرج من المولد بلا حمّص"،. قد يكون مفيداً نقل قول أحد الفلاحين الجنوبيين الأميين، وهو أسعدي:: &laqascii117o;قد يكون حزب الله يدفع مرتبات للمتفرّغين فيه، لكنّه لا يدفع لجميع مناصريه، ولا يغريهم بالمال للانضمام إليه، بل بالدين. ربما لهذا السبب سيُحيي الأسعد ذكرى عاشوراء... في البيال".

ـ صحيفة السفير
غاصب المختار:
لجنة خبراء الاستراتيجية الدفاعية
قرر رئيس الجمهورية ميشال سليمان على ما يبدو أن يخطو بالحوار حول الاستراتيجية الدفاعية خطوة الى الأمام، من خلال تشكيل لجنة الخبراء لوضع تصور موحد حول النقاط التي يمكن أن يتفق عليها الأطراف في الاستراتيجية الدفاعية، وهو أطلق لجنة معاونيه التي ساهمت في التحضير لمؤتمر الحوار، وعلى رأسها مستشاره ناظم الخوري لتكون نواة لجنة الخبراء،على أن ينضم اليها مندوبون عن أطراف الحوار الذين قدموا رؤيتهم للاستراتيجية الدفاعية.  وتفيد مصادر رسمية مواكبة للحوار، بأن لجنة الخبراء سيكتمل تشكيلها في الفصل الأول من العام المقبل، وستعمل على وضع ورقة عمل موحدة حول نقاط التفاهم المشتركة للاستراتيجية الدفاعية، وتترك النقاط التي لا يتم التفاهم حولها لأركان الحوار أنفسهم. إلا أن أوراق العمل المقدمة حتى الآن تحمل تناقضات واضحة، وفقا لتناقض نظرة أركان الحوار الى المقاومة الشعبية المسلحة، والى دور الدولة والجيش فيها. وهو ما يدفع الى التخوف من تعذر وصول الحوار الى نتيجة حاسمة في وضع تصور مشترك نهائي...
ويبدو ان "مخاوف&laqascii117o; بعض الاطراف من سلاح المقاومة تستخدم استخداما سياسيا لضرب فكرة المقاومة أصلا، ومحاولة تعبئة الرأي العام حول فكرة "دور الدولة&laqascii117o;، وهو أمر غير ممكن سياسيا وعمليا بسبب اختلاف النظرة الى طريقة مواجهة الاحتلال، بين فريق تمثله أطراف أغلبية السلطة يفضل "الدبلوماسية&laqascii117o;، وفريق المعارضة الذي يريد استمرار صيغة التكامل بين المقاومة والدولة بما فيها الجيش، التي أثبتت نجاحها المطلق طيلة سنوات النضال لتحرير الأرض. وبسبب انعدام ثقة المقاومة وجمهورها ببعض أطراف الداخل بعد تجربة حرب تموز!

ـ صحيفة السفير
خضر طالب : 
المخاض&laqascii117o; الانتخابي "سبعاوي&laqascii117o;.. والحراك السياسي لترتيب الأوراق
في الأفق أكثر من غيمة في مختلف الصفوف، فتشكيل اللوائح سيكون حجر الزاوية في الحراك داخل ضفتي الاصطفافين المسيحيين، وإن كانت ألوان الغيوم فوق اصطفاف مسيحيي ١٤ آذار أكثر تلبداً وقاتمة بدرجات عن الغيوم فوق اصطفاف القوى المقابلة والتي يشكل العماد ميشال عون أحد أبرز محاورها، ربما بسبب المروحة الواسعة من "الطباخين&laqascii117o; و"القادة&laqascii117o; و"الأقطاب&laqascii117o; الذين يجتمعون في قوى ١٤ آذار حيث من الصعب إلى درجة الاستحالة إرضاء كل هؤلاء دفعة واحدة...  لكن الأبرز في ذلك الحراك "التموضعي&laqascii117o; هو ما تشهده الساحة السنية من خطوات تؤشر إلى حصول إعادة فرز في جانبي "خط التماس&laqascii117o; الفاصل بين الجبهتين، وهو يأتي بحكم ما طرأ من متغيرات فرضت نفسها على أداء تلك القوى السياسية في الشارع السني، بعد أن شعر بعضهم بوجود سلوكيات "استبعاد&laqascii117o; و"عدم اعتراف&laqascii117o; و"ذوبان&laqascii117o; خلقت كلها مخاوف من "الإلغاء&laqascii117o; السياسي تحت سقف "توحيد البندقية.... لكن عملية التموضع الجارية لم تبلغ في الضفتين مرحلة "الانحراف السياسي&laqascii117o;، بمعنى الانقلاب من ضفة إلى أخرى...في جانب الفريق الذي يمثّل الأقلية النيابية، فإن مشاركته الحكومة التي خسر بها، نظرياً، موقعه المعارض أدت أيضاً إلى ابتعاد القوى التي لم تتمثّل في الحكومة، وخصوصاً الجناح السنّي فيها وفي مقدمهم الرئيس عمر كرامي الذي كان أصلاً يكبت ملاحظات كثيرة على أداء المعارضة بسبب غياب التنسيق، بينما كان خطاب "الحلفاء&laqascii117o; يخالف موقفه وموقعه، وتحديداً ما يتعلق باتفاق الطائف. ويبدو أن هذا الاختلاف كان يكبر ككرة الثلج، إلى أن تلقى الرئيس كرامي دعوة رسمية إلى القاهرة ، ثم جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز له لأداء فريضة الحج وما تلاها.. لتثير حفيظة "بعض الحلفاء. وفي الضفة المقابلة، أي في قوى ١٤ آذار، فإن الخلاف بدأ يذر قرنيه عميقاً بين تيار المستقبل وبين وزير الاقتصاد محمد الصفدي، بل إن هذا الخلاف بدأ يخرج من "ضوابطه&laqascii117o; التي كانت تفرض معالجة تلك الخلافات المتتالية منذ مؤتمر سان كلو وخياره الذي سلكه بتأييد نصاب الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية خلافاً لرأي قوى ١٤ آذار عموماً وتيار المستقبل خصوصاً...  ربما لذلك يمكن القول إن "التموضعين&laqascii117o; جاءا في سياق خطوات نحو دوائر جديدة بين الاصطفافين "يتربع&laqascii117o; في إحداها الرئيس نجيب ميقاتي... ويرجح أنها ستبقى ترنو إلى بعضها من بعيد...

ـ صحيفة النهار
ادمون صعب:
جبران تويني... ويهوذا البلغاري !
يتعاظم القلق لدى اللبنانيين مع تسارع التطورات في لبنان والمنطقة، وخصوصاً بعد تحديد الأول من آذار موعداً لبدء العمل في المحكمة الدولية ويزيد من منسوب هذا القلق إعلان الأسد أن  المفاوضات السورية الاسرائيلية مرشحة لأن تصبح مباشرة... الأمر الذي يوقع لبنان في حرج كبير ويعرّضه لضغوط خارجية كبيرة للحاق بسوريا في مسار المفاوضات الديبلوماسية بديلاً من المواجهة العسكرية، سواء عبر المقاومة والجيش بعد تعزيز تسليحه جواً وبحراً وبراً من روسيا وأميركا وغيرهما، أو في ضوء ما يمكن أن يُتفق عليه على طاولة الحوار من إستراتيجية عسكرية للدفاع عن لبنان  تشارك فيها المقاومة والجيش مع تشكيلات شعبية تضم متطوعين من معظم المناطق والطوائف والأحزاب...
وفيما يتعلق بصواريخ الناقورة فالسؤال الكبير يبقى: هل هذه الصواريخ هي رد على الحصار الإسرائيلي المضروب على غزة، أم هي ردّ على المفاوضات السورية – الإسرائيلية الذي لم يجد أفضل من صندوق البريد اللبناني مكاناً له؟، أم هي اكبر من ذلك: فخ جهنمي لمعاودة الحرب بين إسرائيل و'حزب الله' والتي أوقف القرار الدولي عملياتها الحربية دون ان يوقف نارها نهائياً؟
في مقال لجان عزيز في جريدة 'الأخبار' الاسبوع الماضي، يشبه الروايات البوليسية، ان جبران تويني ذهب ضحية 'جماعات بلغارية أصولية !! ... فنحن نعرف انه وقبل أيام من عودة جبران تويني الى بيروت في 28 تشرين الثاني، زاره صديق كان في زيارة للولايات المتحدة وعرّج على باريس خصيصا للاجتماع به ومحاولة اقناعه بالبقاء في باريس، وفيما هما يتناولان العشاء في مطعم 'الديك'، رنّ جرس الهاتف الخليوي مع جبران فنهض مستأذناً وخرج للرد على المكالمة، وما لبث أن عاد بعد نحو عشر دقائق ليقول إنها مخابرة من ابنة اللواء غازي كنعان الذي قيل انه انتحر في مكتبه في 12 تشرين الاول 2005 تؤكد انه قتل وهو في طريقه الى المكتب. وربما قالت له اكثر! ولم يدرِ جبران تويني آنذاك أن هاتفه الفرنسي كان ايضا مراقباً.  كان جبران تويني يعرف قاتله جيدا، وهو ليس بالطبع 'المافيا البلغارية'.فاتقوا الله اذا كنتم لا ترحمون.

ـ صحيفة النهار
إميل خوري :
عندما يكون لبنان عند مفترق طرق مهدداً بمصيره بكركي لا تقف على الحياد بل مع المصلحة الوطنية
أوساط سياسية قريبة من بكركي لا تعتبر زيارة فرنجيه حدثا، ولا يجب تحميلها اكثر مما تحمل، فقد اعتاد ان يخاصمها ثم يعود ويزورها وهي ترد على هذين الموقفين لفرنجيه وعون بالآتي: ان بكركي لا تحتاج الى من يرسم لها سياستها الوطنية، ويحدد مواقفها التي تصب في خدمة لبنان وبكركي لا تبالي بما يقال وهي ماضية في اعتماد المواقف التي تراها تصب في خدمة لبنان، اذ لا حياد بين الحق والباطل وبين الخير والشر... لقد اثبت البطريرك صفير في كل مواقفه أنه أم الصبي، وهو رجل الدولة سواء عندما تكون  دولة أو لا تكون، وان عصاه ليست ليضرب بها بل ليرعى بها خرافه ويحرس بها الكيان لا كغيره من رجال الدين بقوة السلاح بل بقوة الحكمة والايمان وبروح قنوبين، فهو هبة من الله ليبقى رجل كل المراحل وكل الفصول، حتى اذا ما انتهى عهد الكبار يبقى هو وحده الكبير.

ـ صحيفة النهار
علي حماده: 
مشكلة التعويضات: لا تضيعوا البوصلة !
عندما تورط 'حزب الله' مدفوعا بقرار اقليمي كبير في حرب مع اسرائيل، وورط معه لبنان بأسره، لم يسأل احدا من اللبنانيين رأيه وعندما انبرى السيد حسن نصرالله ليلة حرب 12 تموز ليهدد العالم بأسره، لم يستأذن احدا من اللبنانيين الذين كانت بيوتهم وقراهم ومدنهم وطرقهم وجسورهم تهدم فوق رؤوسهم. وهو لم يسأل حتى ابناء ملته ان يوافقوه والقادة الفعليين لحزبه في طهران في قرار ادى الى قتل 1300 مواطن لبناني بريء، وتشتيت العشرات من العائلات تحت شعار استعادة اسرى بعضهم تمكن من اكمال علومه في السجن والحصول على شهادات دكتوراه، وحتى من الزواج من مواطنات عرب اسرائليات! وفي حين كان ينبغي محاسبة المورطين والمتورطين، صار ثلثا الشعب اللبناني 'خونة ' و'عملاء' وصارت بيوتهم وارواحهم وارزاقهم مباحة امام الاعتداءات والارتكابات من مختلف الصنوف والمستويات احتل قلب العاصمة، وحوصرت المؤسسات... اما لماذا التذكير بكل هذه المحطات اليوم ؟ لان من المفيد بمكان، والحملة على قدم ساق بالنسبة الى تعويضات 'حرب تموز'، واتهام السنيورة بصرفها فنقول بكل صراحة ان هذه الاموال صرفت وتصرف ويجب ان تصرف وفق رغبة المانحين، لكن المبالغات الصادرة عمن خربوا لبنان، وورطوه في حروب مدمرة خارجية وداخلية فأمر آخر. وجلهم ممن شتموا ويشتمون السعودية تحديدا، او يقدمون منابرهم الاعلامية والدينية والثقافية لمهاجمة من يطلبون منهم التدخل في امر صرف التعويضات! فقليلا من الهدوء واحترام الناس وعقولهم...
ختاما، لنكن اكثر صراحة ولنقل لمن يهاجمون الرئيس فؤاد السنيورة، انه لو كانت للاستقلاليين مآخذ عليه، لكان اهمها انه لم يقتطع نصف المساعدات او اكثر، اولا لاقفال ملف المهجرين، ثانيا لدعم عشرات آلاف الاسر في البقاع والشمال والاقليم وجبل لبنان الجنوبي والشمالي ممن حالوا ويحولون حتى هذه اللحظة دون سقوط الدولة نهائيا في 'عصر الرعاع'!

ـ صحيفة النهار
راجح خوري:
المفاوضة على لبنان ؟! /
يعمل الأتراك في هذه الأيام على ترتيب 'رؤية مشتركة' تشكل مدخلاً عملياً الى انتقال المفاوضات غير المباشرة التي يديرونها بين اسرائيل وسوريا، الى مرحلة التفاوض المباشر... لن يكون سهلاً على دمشق ان تستجيب للمطالب الاسرائيلية التي تريد منها استدارة سياسية بنسبة 180 درجة كما يقال. ولذلك سيدخل الفرنسيون والأميركيون والروس على الخط لتوسيع اطار التسوية اقليمياً بحيث تشمل عقدة النوويات الايرانية، وقضية فلسطين ليصبح في وسع دمشق قبول شروط تل أبيب.عند هذا الحد يمكن رؤية العقد والعراقيل التي قد تدخل على الخط لتزيد من صعوبة الحل. والحد الادنى من الحكمة يقضي، ونحن امام مفترقات محلية واقليمية ودولية، بأن يلازم لبنان موقف الحذر والتأمل والاستعداد. فما يهمنا الآن ليس موضوع ان يفاوض أم لا، بل الا يكون بنداً في المفاوضات الجارية بين اسرائيل وسوريا.ان مفاوضات دمشق وتل ابيب سرعان ما ستكشف مستقبل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولأن مستقبل لبنان اهم، الأجدى بنا الآن ان نعقل ونعي ونسهر كي لا يكون وطنناً بنداً للمفاوضة بينهما. هذا بقطع النظر عن 'معارضة' الكبار شفاهة، وربما على طريقة نفض قميص عثمان!

ـ صحيفة النهار
 روزانا بومنصف :
تطور يرتب على 'اليونيفيل' تحديات إزاء الذرائع الاسرائيلية وانتهاكاتها الصواريخ رسالة ربط للبنان بالتطورات في غزة /
لن يكون واضحا تماما بالنسبة الى مراقبين سياسيين، قبل اكتمال التحقيقات اللازمة ما اذا كانت قوى معينة استظلت الموقف الاخير الذي اطلقه نائب الامين العام لـ'حزب الله' الاسبوع الماضي الشيخ نعيم قاسم والذي اكد فيه استمرار المقاومة التزام العمل لتحرير فلسطين حتى اخر شبر منها، من اجل نصب الصواريخ في الجنوب انطلاقا من مبدأ ان هذه الخطوة ربما لا تحظى بتغطية سياسية وعملية علنية من جانب الحزب لالتزامه من ضمن الحكومة مندرجات القرار 1701. فالمراقبون لا يسقطون احتمال ان تكون الصواريخ رسالة سياسية اريد منها ان تترك مفاعيل معينة، لكن من دون اطلاقها، من اجل عدم احراج الحزب بالذات باعتبار ان اطلاق الصواريخ ربما سيسبب احراجا كبيرا له وخصوصا اذا كان يرتب ردا اسرائيليا مؤذيا للبنان.وكشف هذه الصواريخ يعطي اسرائيل الذرائع لتعزيز وجهة نظرها في هذا ازاء المجتمع الدولي، خصوصا من اجل استمرار انتهاكاتها الجوية الاستطلاعية لاجواء لبنان، وحتى احتمالات خطف رعاة او ما شابه ولكن في مضمون الرسالة السياسية ان لبنان يبقى رديفا لغزة راهنا، وان لا فكاك بين الاثنين، وهذا الامر يشكل مؤشرا قويا بالنسبة الى مراقبين سياسيين ان افرقاء معينين اقليميين مسؤولون عن هذا الربط

ـ صحيفة النهار
هيام قصيفي:
تأهيل للدبابات الأميركية والتمويل السعودي يعزز الطائرات الروسية الجيش جاهز للانتخابات ويعدّ خطة لضبط المناطق الحساسة /
يرتاح الجيش الى أوضاعه الحالية بعدما كان تعرض لحملات وضعته احيانا في خانة المعارضة والموالاة... ووفق المعلومات التي حصلت عليها ' النهار'، وعدت السعودية بتمويل عملية تجهيز هذه الطائرات بكل مستلزماتها في اطار تعزيز وضع الجيش ودعم بناء الدولة. مع العلم ان رئيس كتلة 'المستقبل' النائب سعد الحريري كان زار موسكو التي باتت تربطها اتفاقات عسكرية مع الرياض، وبحث في هذه المساعدات، وعرض لذلك اول الاسبوع مع قائد الجيش. وعلى رغم ان دهم بريتال تم بقرار ذاتي من الجيش بعد تفاقم عمليات السرقة، الا ان العلاقة التي تربط الجيش بـ'حزب الله' والقيادات في تلك المنطقة ساهمت في تخفيف الاحتقان والتشنج. والجيش بحسب المعلومات كان رصد تمركز السرقات في مناطق محددة من الساحل، ناجماً عن خريطة توزع القوى العسكرية والقطع بطريقة تسلل منها سارقو السيارات. ونتيجة لذلك، اعدت خطة لاعادة تمركز القطع العسكرية وتوجيهها، بحيث لا تترك منفذاً لتحرك المطلوبين. وبعد خمسة ايام من انتهاء العملية، اتخذ قراراً بالتحرك في اتجاه بريتال. والعملية التي نجحت في  تحقيق ما هدفت اليه، في مرحلتها الاولى شهدت مساعدة سورية في منع تسلل السارقين في اتجاه الحدود المشتركة.

ـ صحيفة الأخبار
يحيى دبوق :
إسرائيل &laqascii117o;تنذر" سوريا: لا &laqascii117o;للإخلال بالتوازن" مع حزب الله
رغم الأجواء التفاوضيّة التي يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت إلى إضفائها على المسار السوري، لا تزال التحذيرات الإسرائيلية تتوالى على دمشق على خلفيّة علاقتها مع حزب الله، التي تريد الدول العبريّة إدخالها في البازار التفاوضي. وقد حذرت مصادر أمنية اسرائيلية رفيعة المستوى، خلال اليومين الماضيين، من أن &laqascii117o;العلاقات بين سوريا وحزب الله أصبحت أكثر حميمية وودية من ذي قبل، وهي تتطور وتتصاعد"، مشيرة إلى أن &laqascii117o;الودّ الذي يربط الطرفين أدّى إلى محادثات تهدف إلى نقل وسائل قتالية إلى لبنان من شأنها أن تخلّ بالتوازن الهش القائم في أرضه وسمائه". وأشارت إلى أن &laqascii117o;الحرب (تموز 2006) التي أريد منها إضعاف الحزب، أدت إلى النقيض من ذلك، إذ شهدنا فترة تعاظم (عسكرية) غير مسبوقة للحزب، وإلى إنهاء القرار 1701".
وقالت المصادر نفسها إن &laqascii117o;إسرائيل نقلت رسائل مختلفة إلى السوريين، أكثر من مرة، تحذّرهم فيها من أن نقل الوسائل القتالية المخلّة بالتوازن، سيدفعها إلى دراسة ردّها"، في إشارة إلى إمكان إقدامها على تنفيذ عمليات عسكرية ضد لبنان أو سوريا. وفي السياق، نقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أول من أمس، عن مصادر أمنية قولها إن &laqascii117o;إسرائيل أرسلت إنذاراً جديّاً لسوريا طالبتها فيه بعدم نقل بطاريات صواريخ مضادة للطائرات إلى حزب الله"، مشيرة إلى أن &laqascii117o;هذا الإنذار يعني أن إسرائيل تقول لـ(الرئيس السوري) بشار الأسد إنها لن تسكت عن نقل صواريخ كهذه إلى لبنان". وأضافت المصادر &laqascii117o;أن سلاح الجو الإسرائيلي قام بعمليات تحليق تحذيرية بوتيرة غير اعتيادية في سماء لبنان، ومن المفترض أنّ دمشق قد فهمت الإشارة منها". وأوضحت أن هناك &laqascii117o;خطاًَ أحمر إسرائيليّاً موضوعاً منذ منتصف الثمانينيات، تمنع إسرائيل بموجبه وصول صواريخ مضادة للطائرات إلى الأراضي اللبنانية. وحالياً، فإن الخشية هي من إدخال وسائل قتالية كهذه، من شأنها أن تحدّ من عمليات التعقّب والرصد التي يجريها سلاح الجو لتسلّح حزب الله". ونقل محلّل الشؤون العربية في القناة الثانية إيهود يعري عن &laqascii117o;مصادر عربية" قولها إن &laqascii117o;حزب الله طلب من سوريا البدء بتدريب طواقم تشغيلية تابعة له على هذا النوع من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، وهي بغالبيتها من صناعة روسية"، مضيفاً أن &laqascii117o;هناك رغبة لدى حزب الله ولدى راعيته إيران في مواجهة طلعات سلاح الجو الإسرائيلي الاستكشافية فوق لبنان".
وربط المراسل بين الحديث الإسرائيلي عن &laqascii117o;سلاح مخلّ بالتوازن" و&laqascii117o;ضغوط" يمارسها حزب الله على الحكومة اللبنانية &laqascii117o;بغرض دفعها إلى التسلّح". وقال &laqascii117o;يجب تسليط الضوء على ما يحدث في لبنان، إذ يمارس (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله ضغوطاً قبل التوجه إلى الانتخابات (النيابية اللبنانية) المزمع إجراؤها في شهر أيار المقبل، ويطلب من الحكومة تزويد الجيش اللبناني ببطاريات صواريخ (مضادة للطائرات)، إضافة إلى ما يحكى عن عشر طائرات ميغ منْويّ التزوّد بها من روسيا".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد