صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 29/12/2008
ـ صحيفة المستقبل نصير الأسعد: لا 'مقاومة' عملية فعلية في غزة والعدو يستفيد من التصادم مع الشرعيتين الفلسطينية والعربية.. و'الإنتهازية السياسية' قاتلة. 'دروس غزّاوية' للتعميم أهمها درس الوحدة الوطنية بالرغم من حقيقة أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لا تزال في 'مراحلها الأولى'، فإنه يمكن الحديث عن عدد من الدروس الرئيسية القائمة الآن بالفعل. الدرس الأول، وقد أبرزه المشهد الغزاوي بشكل جلي وظهّره على نحوٍ لا جدال فيه، هو أن لا وجود جوهرياً لـ'مقاومة' في القطاع. وكذلك تفيد 'الوقائع' أن 'المقاومة'، ليس فقط لا تستند الى 'توازن ردع'، بل هي لا تملك قدرة 'الإيذاء' الفعلي. الدرس الثاني، ويتأكد أكثر فأكثر، هو أن ما جرى من 'عسكرة' للنضال الفلسطيني في 'الداخل' عبر السنوات الماضية، وصولاً الى 'إقتطاع' أرض فلسطينية ـ هي غزة ـ وتحويلها منطقة عسكرية، إنما أساء الى القضية الفلسطينية وكبّد النضال الوطني الفلسطيني أضراراً جسيمة. أما الدرس الثالث 'المكمّل' للدرسين السابقين فهو أن لا وجود لـ'مقاومة' ولا إمكانية لها إذا كانت 'مقاومة' لفئة سياسية لوحدها، أي إذا كانت خارج الوحدة الوطنية لشعبها، وبالتصادم مع الشرعية الوطنية الفلسطينية. والدرس الرابع هو أنه لا يمكن لفصيل 'مقاوم' أن يمعن في الهجوم على الدول العربية بل على 'النظام العربي'، أي أن يمعن في الخروج على الإستراتيجية العربية، ثم يطالب 'النظام العربي' بأن يتحوّل إلى 'مقاومة'. وهذا يعني أنه لا يمكن لفصيل 'مقاوم' أن ينصرف ـ ولو لبرهة من الزمن ـ عن مقاومة العدو ليخوض حرباً ـ حتى سياسية ـ ضد النظام العربي ويضع العرب في خانة العدو.(...)
ـ صحيفة الأخبار إبراهيم الأمين: هكذا تواطأ عمر سليمان على &laqascii117o;حماس" صنّف الحركة &laqascii117o;عصابة" وطلب &laqascii117o;تأديب" قادتها الزهّار خُدعَ وضباط الشرطة دفعوا الثمن المقاومة في فلسطين تستعدّ لتوسيع المواجهة &laqascii117o;لا يتعلق الأمر بمحاولة إسقاط حماس في غزة، بل بإيجاد قواعد لعبة جديدة، وإلزام حماس الخضوع لاتفاق جديد لوقف النار في سبيل تحسين الواقع الأمني جنوبي البلاد". حتى اللحظة هذه هي الجملة الوحيدة المفيدة في كل الكلام الإسرائيلي عن أهداف الحملة الإجرامية المفتوحة ضد قطاع غزة في الرابع من تشرين الثاني الماضي، زار وفد من حركة &laqascii117o;حماس" القاهرة والتقى برئيس الاستخبارات العسكرية المصرية اللواء عمر سليمان، وناقش معه الملف الخاص بالوضع في قطاع غزة والحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني، إضافة إلى العلاقات بين الحركة والقيادة المصرية، وما يتصل بملف التهدئة مع إسرائيل. يعرف وفد &laqascii117o;حماس" أن العلاقات ليست جيدة، وليست في أحسن أحوالها مع القاهرة، ولا سيما مع سليمان. وكان قد وصل إلى قيادة &laqascii117o;حماس" كلام منقول عن لسان قيادات مصرية، وأبرزها سليمان نفسه، فيه لوم وانتقاد وعتب وأمور أخرى. لكنّ المفاجأة كانت في سماع وفد &laqascii117o;حماس" كلاماً مباشراً وقاسياً على لسان سليمان الذي قال له &laqascii117o;إن ما تقوم به قيادتكم خطير، وأنا أقول لكم إن أبو الوليد (خالد مشعل) سوف يدفع الثمن".(...) المقارنة بين ما جرى في لبنان عام 2006 وما يجري الآن كانت حاضرة في أذهان الجميع. وقتها، حمل العالم العربي على حزب الله واتهمه بـ&laqascii117o;المغامرة غير المحسوبة"، بعدما اتخذت إسرائيل عملية الأسر ذريعة مباشرة لعدوانها، ومن ثم رفع هؤلاء العرب مستوى الخطاب المذهبي في محاولة لعزل حزب الله كقوة شعبية أو كامتداد لإيران، يضاف إلى ذلك وجود انقسام سياسي داخلي لبناني واستعداد من قوى لبنانية لملاقاة هذه الحملة. لكن ملف غزة و&laqascii117o;حماس" كان يتطلب إجراءات أخرى، أبرزها الغطاء المصري ومشاركة قيادة أبو مازن، لأن في ذلك ما يعزّز الانقسام الفلسطيني حول الحركة الإسلامية، ويدفع قسماً من الفلسطينيين ومن العرب إلى تحميل &laqascii117o;حماس" مسؤولية إيصال الأمور الى هذا الحد. ثم إن إسرائيل تريد ثانياً من عملية كهذه تحقيق سلسلة أهداف لا تتصل بالصراع المباشر مع الفلسطينيين؛ ففي جيش الاحتلال هناك الحاجة اليومية الى ما يسمّى &laqascii117o;إعادة الاعتبار" للهيبة والقوة الردعية التي تعرّضت لضربة كبيرة بعد حرب لبنان. وربما لهذا السبب كان الفريق العسكري والامني بقيادة إيهود باراك من اتخذا القرار الأخير. كذلك تحتاج إسرائيل الى توجيه رسالة مباشرة الى سوريا وإيران تعويضاً عن غياب الأفق للقيام بعمل مباشر ضد هاتين الدولتين بهدف منعهما من استمرار الدعم لـ&laqascii117o;حماس" في فلسطين وحزب الله في لبنان، عدا عن وجود هدف آخر في ذهن قيادات إسرائيل العسكرية والسياسية وحتى الأمنية، يتصل بأن يكون حزب الله يراقب ويشاهد ما جرى، وإشعاره بأن هذه الوحشية وهذه الدموية سوف تكونان معياراً في أي مواجهة مقبلة معه.
ـ صحيفة الأخبار فداء عيتاني: استراتيجيا دفاعيّة؟ لا شكراً صمت أغلب القادة المفوّهين في لبنان، ولكن بعضهم أبى إلّا أن يتحدث عن أخطاء حركة حماس ومغامراتها، التي وعلى أخطائها وعلاتها، لم تدخر طريقة لكسر قرار مسبق بتصيفتها بالحديد والنار. والقادة المفوّهون في لبنان يتحدثون ــــ تماماً كما فعلوا في منتصف تموز 2006 ـــــ عن مغامرة قامت بها حماس، وعن إدخال الشعب الفلسطيني في دوامة الدم رغم إرادته، وعن عدم تحضير قاعدة للمواجهة والمقاومة وعدم تنسيق شبكة من التحالفات المحلية والإقليمية قبل دفع قطاع غزة إلى فوّهة البركان. في غزة نجحت إسرائيل في اليوم الأول لحربها على القطاع المحاصر بتنفيذ ما فشلت في تنفيذه في لبنان في الأيام الأولى من حرب تموز: ضرب المقارّ الرئيسية لحزب الله، إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى بين صفوف العناصر والكوادر، تحطيم المعنويات قبل بدء العمليات الميدانية الأرضية، وتصفية نقاط الارتكاز الأمنية والعسكرية والمواقع الإعلامية الرئيسية وتعطيلها كلياً. في لبنان لم تنجح ضربات المباغتة الإسرائيلية لأسباب عديدة أولها أن حزب الله هو من بدأ بعملية الأسر، ولكن أهم أسباب الفشل الإسرائيلي كان فصل الحزب بين المقاومة والمؤسسات، وهي نظرية قديمة تفيد بضرورة الفصل الكامل بين المقاومة والأجهزة العسكرية والأمنية، وبين مؤسسات مدنية أو رسمية، أضف إليها أن حزب الله نجح في تفادي أداء دور السلطة، بينما استكانت حماس إلى دور السلطة الرسمية في غزة بعد بداية حربها الأهلية المضمرة مع حركة فتح في 17 حزيران من عام 2007. الاستراتيجيا الدفاعية، في رأي القادة المفوّهين والمثقفين اللامعين، هي عبارة عن التزام الحكمة اللبنانية القديمة &laqascii117o;الحيط الحيط يا رب توصلني على البيت"، علماً بأن البيت نفسه ليس آمناً من قصف القنابل الإسرائيلية الفراغية التي سبق أن محت نصف مباني حارة حريك وقرى الجنوب. ولكنْ لله في خلقه شؤون، وللبنانيين طول الصبر والسلوان. ما الذي يمكن أن يقوله سمير جعجع، مثلاً، في الدفاع عن لبنان بوجه حرب إسرائيلية مشابهة لما يحصل في غزة؟ كيف سيحمي معراب وضواحيها؟ وعلى أي عمق سينصح سعد الحريري بالاختباء من شر القنابل الفراغية؟ وكيف يمكن وليد جنبلاط الذي احتمى في الطبقة السفلى من قصره في كليمنصو يوم السابع من أيار أن يترجم لنا العروبة الحديثة في مواجهة الغضبة الإسرائيلية؟ استراتيجيا دفاعية؟ لا شكراً، الأفضل أن نبدأ بحث تقنيات المقاومة في الحرب الإسرائيلية المقبلة على لبنان، وأساليب تخفيف الضغط عن قطاع غزة.
ـ صحيفة الأخبار نادر فوز: الجنوب بين سليمان وحزب اللّه والغارات الوهميّة جال رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الجنوب، فزار قائد الوحدات العسكرية التابعة للأمم المتحدة ووضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء مجزرة قانا، لينهي جولته في ثكنة صور. يؤكد مطّلعون على أوضاع بعبدا أن لا علاقة لهذه الجولة باكتشاف عدد من صواريخ الكاتيوشا على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، بل &laqascii117o;كانت مبرمجة منذ أكثر من أسبوع، وهدفها شكر القوات الدولية على حفظها للأمن على الحدود اللبنانية، وتهنئتها بالأعياد". ويؤكد المتحدث أن لا قطَب مخفيّة لهذه الزيارة، ولم تتطرّق لأي موضوع سياسي أو أمني جديد، وهي مجرد زيارة &laqascii117o;بروتوكولية" لمناسبة الأعياد أراد سليمان التأكيد من خلالها أنّ جنوب لبنان &laqascii117o;موجود تحت سلطة الدولة اللبنانية". ويمكن مع هذا، الحديث عن رسالة استطاع سليمان توجيهها من خلال الزيارة، وهي أنّ وقوع حوادث أمنية لن يعوق تحركه أو اهتمام الدولة بأية منطقة لبنانية. من جهة أخرى، يعيد آخرون، مقرّبون من حزب الله، تأكيد إدانة حادثة زرع الصواريخ، مؤكدين أنّ العمل العسكري للمقاومة يكون علنياً وصريحاً ولا خجل، وأنّ الهدف من زرع الصواريخ كان الإرباك السياسي الداخلي، وخاصةً على صعيد الحكومة، إضافةً إلى إرباك سياسي وأمني لكل من الجيش اللبناني وحزب الله. وهم يضعون الحادث في خانة زعزعة للاستقرار، &laqascii117o;مسؤول عنه كل من يريحه الضعف اللبناني الداخلي"، دون نسيان توجيه الاتهام إلى الإسرائيليين. ويرى المقربون من حزب الله في الغارات الوهمية فوق الجنوب رسالة واضحة للبنانيين وللمقاومة تحذّر من أية خطوة أو تحرك عسكري مقاوم، في ظلّ العدوان الجاري في غزة والغارات ليست استثنائية بل هي مستمرّة رغم القرار 1701. أما حزب الله، المعني الأول بهذه الأحداث، فقد التزم الصمت حول ما يجري من خروق إسرائيلية &laqascii117o;بانتظار خطاب الأمين العام"، مشيراً إلى أنّ الاجتماعات الداخلية لم تتوقف إلا قبل ساعات من هذه الإطلالة، بهدف دراسة محكمة للموقف الذي صدر عن السيّد حسن نصر الله. ولا يخفي بعض المتابعين لشؤون الحزب الجهوزية في أعلى مستوياتها لمعالجة أي طارئ أمني، مؤكدين أنّ الاكتفاء بإطلاق الخطابات وعدم الدعوة إلى تحركات شعبية جديّة له أسباب متعدّدة، أولها السعي إلى المحافظة على حدّ أدنى من الهدوء الداخلي ومراعاة هذا الوضع إلى أقصى الحدود &laqascii117o;وخاصةً أنّ أي تصعيد أمني داخلي لن يكون له إلا انعكاسات سلبية على وضع المقاومة". ثانياً، عدم جدوى هذه التحركات، وخاصةً أنّ مواقف كل القوى واضحة بشأن ما يحصل في غزّة &laqascii117o;في ظلّ وجود فرز واضح في هذه المسألة". وثالثاً، عدم رغبة الحزب حتى ساعات من خطاب &laqascii117o;السيّد"، في مفاقمة الأزمة الحاصلة مع بعض الأنظمة العربية التي تتحمّل جزءاً من مسؤولية ما يحصل في فلسطين المحتلة.
ـ صحيفة الأخبار يحيى دبوق: مع ارتفاع الإصابات في الجبهة الجنوبيّة... إسرائيل تستعدّ شمالاً عبّر رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، بصورة غير مباشرة، عن قلق وخشية إسرائيليين من اشتعال الحدود الشمالية مع لبنان، على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وحذر &laqascii117o;أي جهة تظن أن إسرائيل التي تقاتل في الجنوب، لن تكون ملتفتة لما يحصل على الحلبات الأخرى"، مشدداً على أن إسرائيل &laqascii117o;لن تتردد في الرد على أي هجوم". واعتبرت كلمة أولمرت رسالة تحذير مباشرة إلى حزب الله، تحديداً، الذي &laqascii117o;قد يعمد إلى استهداف إسرائيل وإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية". ورأى عدد من المراسلين العسكريين أن &laqascii117o;أولمرت وجّه تحذيراً إلى الجهات والأطراف المحيطين بإسرائيل، من بينها حزب الله وفصائل فلسطينية أخرى، بأن لا تقدم على فتح جبهة ثانية ضدها، وهو ما يفسر إسراع الجيش الإسرائيلي بإعلان حالة الاستنفار القصوى على الحدود الشمالية". من جهته، أشار مراسل عسكري آخر إلى أن &laqascii117o;الجيش أعلن حالة الاستنفار شمالاً، لكنه امتنع عن استدعاء قوات إضافية إلى الحدود"، مضيفاً أن &laqascii117o;التقدير في تل أبيب يرى أن حزب الله لن يقدم على إشعال الجبهة (الشمالية)، رغم أن عدد الإصابات الكبير جداً في قطاع غزة، يمنعنا من استبعاد أي طارئ" قد يقدم عليه الحزب. ورغم استبعاد المراسلين العسكريين إقدام حزب الله على إشعال الحدود الشمالية مع لبنان، لم يستبعدوا إقدامه، وإيران، على تنفيذ عمليات على أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج. وأشار بعض المراسلين إلى &laqascii117o;إمكان تنفيذ عمليات كهذه، لكن من دون ترك بصمات دالة على من نفّذها". وبحسب مراسل القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، فإن من بين الأهداف المتوقع أن يضربها حزب الله، &laqascii117o;من دون بصمات"، السفارات والمراكز اليهودية في الخارج، لأنها الطريق الأسهل للرد على ما يحصل في غزة، من دون الاضطرار إلى فتح جبهة ثانية مباشرة على الحدود الشمالية، مشيراً إلى أن &laqascii117o;الظرف الداخلي في لبنان لا يسمح للحزب بأعمال كهذه".
ـ صحيفة النهار خليل فليحان: استنفار ديبلوماسي لمواكبة التطورات في موازاة رصد الحدود الجنوبية ألغى عدد من سفراء الدول الكبرى المعتمدين لدى لبنان إجازات لتمضية عيد رأس السنة في دولهم او في اماكن اخرى بهدف متابعة مدى انعكاس الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وخصوصاً بعدما تبين ان ثمة ارتباطا بينها وبين الصواريخ الثمانية التي اكتشفها الجيش منصوبة في احد بساتين الليمون شمال بلدة الناقورة، ويتركّز التحقيق الجاري على احتمال ضلوع تنظيم فلسطيني متطرف في زرعها. ونقل عن هؤلاء انهم طرحوا اسئلة عديدة عن الجهة المتورطة في تلك العملية التي لو نفذت كما هو مرسوم لها اي أن تنطلق بعد ست ساعات، لكانت اسرائيل أوجدت ذريعة لتوجيه عدوان على لبنان طالما حاولت توفير ضمان اميركي لتغطيتها خلال الصيف. غير ان الرئيس جورج د. بوش رفض إعطاء اي ضوء اخضر للاعتداء على لبنان او على إيران. وابلغ هؤلاء تحذيرات من حكومات بلادهم الى خطورة ما يمكن ان تقوم به اسرائيل من عدوان واسع على البنية التحتية للدولة وليس فقط على اماكن يمكن ان توجد فيها عناصر لـ'حزب الله'. ولفتت مصادر وزارية الى ان الاستنفار في اقصى درجاته العالية للقوات المسلحة اللبنانية وقوة 'اليونيفيل' ورصد الحدود الدولية اللبنانية – الاسرائيلية والبساتين والمنازل المهجورة لمنع اعطاء اي ذريعة لاسرائيل من أجل الاعتداء من جديد على لبنان.
ـ صحيفة السفير ساطع نور الدين: ثـأر لحـرب لبنـان في قراءة ما بين سطور الموقف الاسرائيلي الراهن، تبدو الحملة الدموية على قطاع غزة أشبه ما تكون برد انتقامي على حرب لبنان في العام ٢٠٠٦ ونتائجها، ويستحضر تلك الحرب بجميع تفاصيلها، ويحاول أن يبدد مختلف إخفاقاتها، ويستعيد ما يمكن ان يوصف بقوة الردع الإسرائيلية التي تضررت قبل عامين، ويسترد الثقة بالجيش الإسرائيلي وقدراته القتالية. (...)الكل استفاد من الدرس اللبناني، لكن استخلاص العبر من إخفاقات العام ،٢٠٠٦ لا يعني بالضرورة أن نتائج الحرب الراهنة على قطاع غزة، ستكون مغايرة عن نتائج الحرب الأخيرة على لبنان. ما زال مرجح أن يكون رد الفعل الفلسطيني على تلك الضربة الإسرائيلية المؤلمة شبيهاً برد الفعل اللبناني، الذي تمكن من محو الآثار السياسية للحرب، وقلبها رأساً على عقب.
ـ صحيفة السفير نبيل هيثم: من حرب تموز ٢٠٠٦ إلى حرب غزة ..٢٠٠٨ الصمود يغيّر المعادلة معركة الاعتدال "الأخيرة&laqascii117o;: استرداد غزة أولاً... ثم لبنان لاحقاً! كما في حرب تموز ،٢٠٠٦ كذلك في الحرب على غزة، الاعتدال العربي شريك اساسي في هذه الحرب. الواضح أن في ما يجري نسخة فلسطينية عن "حرب تموز اللبنانية&laqascii117o;، والواضح اكثر فيها قوة النار غير المتكافئة. الأكيد ان القرار العربي الاسرائيلي الاميركي بشطب المقاومة الفلسطينية في غزة، لا يعني على الاطلاق، ان مجرد اتخاذه يعني تحديد نتائج المعركة وفرض معادلات جديدة، بل على العكس، فإن الميدان هو ساحة الاختبار، وقد تشكل نتائج "حرب تموز&laqascii117o; جوابا مسبقا عن هذا السؤال. فقوة النار الاسرائيلية في تموز ،٢٠٠٦ مع ما رافقها من غطاء عربي معنوي وسياسي ومالي وجسر جوي اميركي تسليحي، قابلها "حزب الله&laqascii117o; بقوة صمود وإرادة مواجهة، وانجلى غبار المعركة عن انتصار للمقاومة وهزيمة مدويّة للعدو الاسرائيلي مع لفيف المعتدلين المنتشرين على المحور الاميركي، ما يعني ان كلمة الفصل هي للميدان، وليس لاصحاب القرار بالحرب، وصمود الفلسطينيين في غزة وحده يكسر اهداف الحرب ويغيّر المعادلة القائمة ويفرض معادلة جديدة. وإذا كان الوجه الأول لعملة الحرب يفيد بأن قادة العدو قد حددوا للحرب على غزة هدف "استعادة قدرة الردع الاسرائيلية&laqascii117o;، فهو يغطي الهدف المباشر كما يقول خبير في الشؤون الاسرائيلية، أي تسييل الدم الفلسطيني في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة، ومحاولة تحسين فرص تقدم حزب كاديما وحزب العمل في مواجهة الليكود. فإن الوجه الثاني يفيد بأن الاعتدال العربي يخوض معركة مصيرية عالية الكلفة. وكشف دبلوماسي بارز في بيروت في مجلس سياسي ضيّق، عن معلومات وصفها بالمؤكدة حول رسالة بالغة السريّة نقلها مسؤول امني عربي الى رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، قبل فترة ليست بعيدة ، تطلب التعجيل بضرب حماس وكسرها قبل العاشر من شباط. فمن ناحية، تضرب التطرف من الجانب الفلسطيني وتزيله، ومن ناحية ثانية قد يقطع ذلك الطريق على امكانية وصول الليكود المتطرف الى الحكم في اسرائيل، ومن ناحية ثالثة تزيح العقبات التي تعطل حكم محمود عباس. وبالتالي بقاء حماس لا يشكل عاملا تعطيليا لحكم عباس وخط الاعتدال في فلسطين، بل يهدد بفرط العملية السلمية وانتصار التطرف في الجانبين! وما هو غير قابل للنقاش في هذا المجال، كما يستنتج مما هو متداول في اوساط سياسية مختلفة، هو انتقال الاعتدال العربي الى المواجهة المباشرة في ساحة القضية المركزية الفلسطينية، ومحاولة استرداد غزة من يد "حماس&laqascii117o;، واطباق يد الاعتدال عليها، بما يعوّض على هذا الخط "مسلسل الهزائم التي مني بها في العراق اولا، وفي صمود سوريا وافلاتها من الضغوط الهائلة التي مورست عليها ثانيا، وفي صمود حزب الله في حرب تموز ٢٠٠٦ ثالثا، وفي كسر ارادة هذا الاعتدال في عملية ٧ ايار التي تكرست في اتفاق الدوحة ومنعته من احكام قبضته على الحكم في لبنان والحاقه بمحور الاعتدال الاميركي. فلبنان، بحسب المتداول في تلك الاوساط، شكل على مدى السنوات الثلاث الاخيرة، أهم وأخطر ساحة اشتباك بين الاعتدال العربي وقوى الممانعة اللبنانية والعربية، وخسر فيها. وانتقاله الى الساحة الفلسطينية، وهي الساحة الوحيدة المتاحة امامه، يعني دخوله في معركة مصيرية، قد تضعه خسارته فيها امام النكسة التاريخية. والرهان في هذه المعركة ليس على تطويع حماس او ازاحتها او تغيير صورة غزة واستعادتها الى بيت الطاعة، بقدر ما هو تكوين عناصر ارتدادية تصيب ساحة الهزائم في لبنان، بما يؤسس للبناء عليها لاحداث ارباكات في الواقع القائم في هذه الساحة، تشكل قوة دفع اساسية في خدمة محاولة استرداد لبنان الى محور الاعتدال. فخلاصة هدف الاعتدال"تغيير صورة غزة، لتعكس تغييرا لاحقا في صورة لبنان&laqascii117o;... إنما السؤال: كيف؟!
ـ صحيفة النهار سركيس نعوم: 'لا اعرف لماذا النظام السوري باقٍ' بدأ المسؤول المهم في 'الادارة' الاميركية المهمة اللقاء بالحديث عن الزعيم الدرزي الأبرز النائب وليد جنبلاط، قال: 'ان لم يكن كعادته قوياً ومستفِزاً كان لديه شيء من الاحباط. جنبلاط يشبه طائراً ايرلندياً ينبئ عادة بانفجارات في المناجم أو بتسرب غازات منها. ما يهمه هو المحافظة على عنقه (His Neck) وعلى زعامته وطائفته. هل انطباعي هذا صحيح؟' أجبت: انه صحيح على وجه الاجمال. فهو يحاول المحافظة على نفسه أولاً. اعتقد ان اعتماده على اميركا في السنوات السابقة سيحل كل مشكلاته ومشكلات لبنان. لكنه اكتشف ان ذلك مستحيل. بعد '7 أيار' ارتعب على ما يقول عارفون كثر. خاف على نفسه وعلى زعامته وطائفته. يحاول الانفتاح على 'حزب الله' وربما على سوريا. لكن سوريا باردة جداً تجاهه. لم تظهر حتى الآن تجاوباً. تجاوب 'حزب الله' معه محدود، ربما بسبب السلبية السورية حياله. ما دمنا نتحدث عن الداخل اللبناني قل لي ما هو رأيك في الحكومة؟ سألت. أجاب: 'ان رئيسها فؤاد السنيورة رجل دولة. وقام بخطوة جيدة عندما زار العراق. وكذلك فعل سعد الحريري. والتعاطي مع العراق أمر جيد'. ثم انتقل الى الحديث عن سوريا قال 'النظام الحاكم فيها تتحكم به أقلية معينة. لا أعرف لماذا هي باقية في الحكم أو ما الذي يبقيها فيه وتالياً لماذا نظامها مستمر؟ انها تحكم باسلوب الاتحاد السوفياتي. حتى الاشتراكية التي يدعي النظام السوري انه يؤمن بها ليست اشتراكية'. ثم تناول المسؤول الاميركي المهم نفسه موضوع الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان قال: 'لا نعرف ماذا يجري. نحن نؤيد فريق 14 آذار. لكنه لا يبدو متماسكاً. نخشى ان يربح 'حزب الله' 'الانتخابات' مع حلفائه. وقد يتولى بسبب ذلك وزارات حساسة. وهذا أمر قد يعقد المساعدات الاميركية للجيش اللبناني التي بلغت قيمتها حتى الآن 400 الى 450 مليون دولار. وتتألف المساعدات من ذخائر ومن 600 عربة 'همفي' و200 شاحنة ورصاص وقذائف وسلاح يفيد في مواجهة الارهاب واجهزة تساعد في دقة التصويب. قد نعطي الجيش اللبناني صواريخ تُطلق على أهداف متحركة مثل المدرعات وغيرها. يطالبون في الجيش اللبناني باعطائه ما يمكّنه من اطلاق القذائف من الجو واصابة الاهداف المحددة. أي طائرات هليوكوبتر وغير ذلك. نحن نبحث في هذا الأمر. وقد نوافق عليه ونؤمّن المطلوب ونعرف انه يساعد الجيش على اشاعة الهدوء في البلاد ومكافحة الارهاب فضلاً عن ان ذلك كله لا يهدد اسرائيل بل على العكس يفيدها. اما في موضوع الاسلحة الصاروخية التي يقال عندكم ان قيادة الجيش طلبتها منا فإن أحداً لم يبحث معنا في هذا الأمر. أحياناً عندنا قوانين تحكم طريقة مساعداتنا العسكرية للآخرين. لو كنا في حال حرب أو لو كان البلد المنوي مساعدته في حال حرب فإن قوانين أخرى تُعتمد، وهي بالتأكيد أكثر سرعة من القوانين العادية. لكن لبنان حالياً ليس في حال حرب. هناك طريقة أخرى للمساعدة العسكرية وهي السماح لدولة تستعمل سلاحاً اميركياً لم يعد في الخدمة داخل الجيش الاميركي باعطائه لدولة ثالثة. وهذا ما يجري حالياً مع الاردن الذي سيأخذ منه لبنان دبابات 'أم 60' ولكن بعد ادخال تحسينات وتعديلات عليها'. علّقت على ما قاله عن الانتخابات: سألتني ماذا يجب ان نفعل مع 14 آذار؟ أقول لك اطلبوا منهم ان يتحدوا فعلاً وان لا يتبادلوا الطعن في ما بينهم وخصوصاً الاطراف المسيحيين وان لا يُقدم بعضهم على مساومات من تحت الطاولة مع 8 آذار وربما مع حلفائه الخارجيين. واطلبوا من سعد الحريري زعيم 'تيار المستقبل' ان يتنبه كي لا ينجح الاصوليون في احتواء تياره المعتدل الذي يمثل غالبية السنة مستفيدين لتحقيق ذلك من الصراع السني – الشيعي المكشوف رغم محاولة اخفائه غير الناجحة. واقول لك ايضاً ان فوز 14 آذار في الانتخابات ليس مستحيلاً ولكنه صعب جداً استناداً الى الواقع الراهن وان فوز 8 آذار محتمل واذا حصل ذلك فإن رئيس الجمهورية اللبنانية الراغب في علاقة جيدة مع سوريا ولكن ليس على حساب لبنان وفي التعاطي بحياد وتوازن مع 8 آذار و14 آذار قد يضطر الى الاصطفاف مع الفريق الرابح. واقول لك اخيراً ان فكرة الكتلة النيابية المستقلة المدعومة من رئيس الجمهورية أو الداعمة له التي اشرت اليها ليست في محلها في رأيي. أما في موضوع الجيش فأنا معكم انه نجح في مواجهة الارهاب. لكنكم تعرفون ان الجيش هو صورة عن لبنان المنقسم شعوباً. سأل: 'ماذا تستطيع اميركا ان تفعل للبنان اليوم؟'.
ـ صحيفة النهار نبيل بومنصف: (...) من الواضح تماما ان الانقسام اللبناني حول سياسات 'حماس' يكاد يكون نسخة متطابقة عن الانقسام حيال سلاح 'حزب الله'، وهذا الانقسام ذاهب على الارجح نحو مزيد من التفاقم على المستويين الفلسطيني واللبناني، تماما كما حصل بعد حرب تموز 2006. غير ان حجم المذبحة الاسرائيلية وهولها الصاعق كانا بمثابة زلزال اخلاقي وانساني بحيث فاقت الصدمة كل التصورات والتوقعات والتجارب الدموية السابقة ووجهت الاصداء اللبنانية حيالها الى مكمن الخوف الحقيقي، وهو العدوانية الاسرائيلية المتفلتة من كل الضوابط ومن كل 'قوانين' الحروب. ثم ان رياح التفسخ اللبناني غالبا ما كانت محمولة بالاستباحات الدولية والاقليمية المتنوعة او بالاستباحات الاسرائيلية بذرائع ومن دون ذرائع. فكيف حين تطلق محرقة غزة نذير نمط محدث جديد من المجازر موضوع برسم العالم الاخرس الذي لا يقوى في افضل الاحوال الا على قرار وقف نار مجهل الفاعل او ادانة ما يسمى 'الافراط في استعمال القوة'، وهو المفهوم المرادف لديبلوماسية 'مهذبة' امام مذبحة بهذا الهول؟
ـ صحيفة النهار إميل خوري: هل يحقّق العدوان الإسرائيلي على غزة أهدافه قبل انعقاد القمة؟ لا مواجهة فعّالة مع بقاء الانقسام الفلسطيني والعربي يقول مصدر وزاري ان لبنان الرسمي يواصل الاتصالات والمشاورات مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة توصلا الى توحيد الرؤية والموقف حول كيفية مواجهة العدوان الاسرائيلي بحيث يتجه اما نحو تحقيق السلام الشامل في المنطقة على اساس تنفيذ القرارات الدولية، ويكون ذلك اول اختبار لقدرة ادارة الرئيس الاميركي اوباما على تحقيق ذلك، او التوجه نحو وقف المفاوضات الفلسطينية والسورية مع اسرائيل، وحتى تعليق التمثيل الديبلوماسي تمهيدا للدخول في حرب شاملة تحسم نتائجها الصراع المزمن معها. ويضيف المصدر نفسه انه لا بد من الآن حتى موعد انعقاد القمة العربية في الدوحة من مراقبة تطور العدوان الاسرائيلي كي يبنى على الشيء مقتضاه، لكن ما يحرص عليه لبنان هذه المرة هو انه لن يذهب وحده الى الحرب كما انه لم يذهب ولا مرة وحده الى السلام مع اسرائيل، فإما يكون الموقف العربي واحدا في مواجهة اسرائيل، ويكون لبنان مع هذا الموقف، وإما لا يكون كذلك، وعندها لن تكون الكلمة في مواجهة العدوان الاسرائيلي على غزة لحزب او فئة بل لحكومة الوحدة الوطنية التي تمثل كل الافرقاء، فإما يصير توافق على القرار الواجب اتخاذه او لا يكون توافق، فلا يكون قرار، لان قرار الحرب والسلم يحتاج الى توافق واذا تعذر ذلك فالى موافقة ثلثي عدد اعضاء الحكومة وفقا لأحكام المادة 65 من الدستور، وان استئثار اي حزب او فئة ممثلة في الحكومة بهذا القرار ينهي مبرر وجود هذه الحكومة...
ـ صحيفة السفير زياد حيدر: العدوان على غزة يغلق باب تفاوض سوريا وإسرائيل أغلق العدوان الإسرائيلي على غزة، الأبواب أمام الاتصالات السورية الإسرائيلية غير المباشرة والجارية بوساطة تركية. ويبدي مراقبون مقربون من الدوائر الرسمية السورية، تخوفهم من أن يكون ما يجري في غزة شبيها بأحداث حرب تموز، وان يكون "ثمة تواطؤ خفي لإنهاء حركة حماس&laqascii117o;، كما جرت المحاولة مع "حزب الله&laqascii117o; لبنانيا، وذلك مع الأخذ بالاعتبار فوارق الإعداد اللوجستي والقدراتي للحركتين وعمقهما الأمني والاستراتيجي. وقالت مصادر سورية لـ"السفير&laqascii117o;، ردا على تساؤلات بشأن المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة، ان "العدوان على غزة أغلق الأبواب أمام هذه الاتصالات&laqascii117o;، وذلك بعدما أعرب مصدر رسمي سوري عن "القلق الكبير من العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة&laqascii117o;، معتبرا "ان ما يجري هو جريمة نكراء وفعل إرهابي مدان&laqascii117o;.
ـ صحيفة الأخبار مهدي السيد: &laqascii117o;المجهول الأعظم" جرّ حزب الله إلى المواجهة بدوره، قال المحلل العسكري في &laqascii117o;هآرتس" عاموس هرئيل إن &laqascii117o;حرب غزة الأولى تدور تحت ظل حرب لبنان الثانية الثقيل. وإن كانت الأيام الأولى في المرة السابقة قد تميّزت بتصريحات متغطرسة وتفعيل قوة قليلة نسبياً، فإن إسرائيل تحاول هذه المرة إجراءً مغايراً: حيث إن الأهداف التي حدّدت للعملية، في هذه المرحلة، متواضعة جداً". وبحسب هرئيل فإن &laqascii117o;المجهول الأعظم يتعلق بالانعكاسات الكبيرة للمواجهة. إذا استطاعت حماس أن تجر حزب الله إلى المواجهة، وأن تخرج العرب في إسرائيل إلى تظاهرات عنيفة، أو أن تبادر إلى عمليات انتحارية في القدس، فإن معادلات القوى ستتغير". ولفت إلى أن الأفضلية الإسرائيلية &laqascii117o;هائلة"، لكن من الصعوبة بمكان &laqascii117o;التنبّؤ كيف ستنتهي المواجهة مع احتفالات النصر. يجدر الانتظار في جميع الأحوال".
ـ صحيفة الأخبار غسان سعود: محاولة اغتيال حماس تلمّ شمل إسلاميّي لبنان وضعت غزّة حدّاً لانقسام الساحة الإسلاميّة اللبنانيّة على نفسها، ولمّت شمل مشاعر من يفترقون منذ بضع سنوات على الصغيرة قبل الكبيرة. ويقول مصدر في جبهة العمل الإسلامي قريب من رئيسها فتحي يكن إن الأخير لا يتردد في التصفيق اغتباطاً حين يردد مسؤولو الجماعة كلامه، سواء بشأن مقاومة العدو الإسرائيلي أو عدم الرهان على الشرعيّة الدوليّة، ولن يعاتبهم على مواقف سابقة، لا بل سيمشي معهم وربما وراءهم. ففي النتيجة هو يريد أكل العنب لا قتل الناطور. ويرجح المصدر الإسلامي أن تمضي الجماعة في تصعيد مواقفها، ولا سيما أنها على صعيد الساحة الإسلامية في لبنان تحتاج إلى بعض المنشطات. ولا يستبعد أن يكون لهذا الأمر بعض التطلعات الانتخابيّة، إذ اكتشفت الجماعة أن المقاعد التي يفترض أن تعطى لها ستذهب إلى المنشقّين عنها الذين كانوا أكثر منها ذكاءً في جذب الرأي العام الإسلامي.
ـ صحيفة المستقبل محمد مشموشي: الاستراتيجية الدفاعية'.. بين سياسة الانتظار وعوامل الإنفجار! (...) إن ما يسمى 'الإستراتيجية الدفاعية' لم يكن في السابق، وليس هو الآن، ولن يكون في المستقبل، إلا غطاء لـ'أمر واقع'، عسكري وسياسي وأمني واقتصادي، يضع اللبنانيين أمام خيار من اثنين: إما القبول به كما هو من دون تعديل، أو المخاطرة بدفع البلد الى حرب أهلية. وإذا لم يكن القول بـ'أن سلاح' حزب الله 'باقٍ.. باقٍ.. باقٍ، ما بقي القرآن والانجيل' دليلاً كافياً، باعتباره كلاماً سابقاً لأحد ممثلي الحزب في مجلس النواب، فما أعلنه نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قبل أيام فقط وربط فيه مستقبل هذا السلاح بتحرير كامل الأراضي المحتلة في فلسطين يرقى الى مستوى الدليل القاطع. فأية 'إستراتيجية دفاعية' هي هذه التي يبحث عنها، وحتى يبحث في تفاصيلها، أولئك الذين يجلسون حول طاولة الحوار؟! فقط، هناك نقطتان أساسيتان يمكن أن تشكلا، في الظروف المحلية ـ الإقليمية المتشابكة حالياً، مضموناً عملياً لأية إستراتيجية دفاعية حقيقية، في ما لو أمكن للمتحاورين أن يتفقوا عليهما، فضلاً عن أن يكرسوهما كحقيقة ومبدأ ثابتين ولو بصورة سرية في ما بينهم: 1 ـ تجنيب لبنان أية مغامرة عسكرية، محسوبة أو غير محسوبة، سواء على الحدود الجنوبية مع العدو أو ضد مصالحه في العالم، واعتماد العمل السياسي والديبلوماسي وعلاقات لبنان مع الأمم المتحدة ودول العالم لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر من قبضة الاحتلال. 2 ـ تحييد سلاح 'حزب الله' عن الصراعات السياسية المحلية، ليس بالكلام بل بالممارسة الفعلية على الأرض في ضوء الاستباحة المسلحة لبيروت والجبل في 7 أيار، بما في ذلك أساساً إنهاء ما يسمى بـ'المربعات الأمنية' المقامة تحت شعار حماية قادة الحزب وكادراته، في مقابل توفير هذه الحماية بواسطة أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية. ..وحسناً يفعل رئيس الجمهورية بإعطاء 'طاولة الحوار' والمشاركين فيها مزيداً من الوقت، بين جولة حوار وأخرى، لكن ما يحدث عملياً على الأرض (صواريخ الكاتيوشا الموجهة الى الأراضي المحتلة من الجنوب قبل أيام) وما يقال في العلن عن ربط سلاح 'حزب الله' بما هو خارج الحدود جغرافياً وخارج حدود طاقة اللبنانيين بشرياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً، يتطلب في الواقع كلاماً مختلفاً مع الأطراف المعنية وفي ما بينها.. وربما سياسة مختلفة عن سياسة الانتظار. فقد تكون الظروف المحلية والإقليمية والدولية مانعاً جدياً للتقدم في موضوع 'الإستراتيجية الدفاعية'، أية إستراتيجية دفاعية للبنان، لكن الظروف ذاتها، وبالقدر ذاته أيضاً، قد تكون عاملا جدياً في الانفجار. وليس جائزاً بعد الآن الاكتفاء بالدعاء: وقى الله لبنان مثل هذا الشر!!