صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 31/12/2008
ـ صحيفة النهار سركيس نعوم : عن سؤال: ماذا تستطيع اميركا ان تفعل للبنان اليوم؟ الذي طرحه المسؤول المهم نفسه في الادارة الاميركية المهمة، أجبت: دعم لبنان وسيادته واستقلاله، ومنع عودة سوريا اليه ومنع سيطرتها عليه، وعدم معارضة قيام علاقة تنسيق وتعاون وربما تكامل بينهما. وذلك أمر سهل، بعدما اصبحت للبنان على حد تأكيد اميركيين كثر سياسة اميركية خاصة به وصار موضع تأييد داخل الحزبين الرئيسيين.انتهى اللقاء بجواب لي عن أمر أثاره فيه هو: لماذا صارت قم الفارسية مرجعية شيعة العراق، وربما شيعة غيره، بعدما كانت النجف العربية هذه المرجعية؟ قلت فيه ان لذلك سببين. الأول، حكم صدام الذي "دمر" النجف وذلك ساعد ايران. والثاني، الثورة الاسلامية في ايران عام 1979، ثم تطورات العراق بعد غزوه عام 2003 وتدخّل ايران فيه وتعاطيها بالمال مع كل اطراف الشيعة العراقيين وغير الشيعة. فرد: "هذا صحيح. مقتدى الصدر هو مَثَل على ذلك. عندما يُغضب ايران تستدعيه الى قم لمزيد من الدراسة الدينية. فيلبي".ماذا قال مسؤول مهم في "ادارة" اميركية اخرى مهمة بدورها عن شؤون المنطقة وشجونها، ولا سيما عن لبنان؟ سأل: "من يموّل الاصوليين في لبنان؟" فأجبت: أخصام أميركا في المنطقة من دول وأفراد لهم مصلحة في تمويل هؤلاء واستعمالهم ضدها أو ضد حليفتها اسرائيل. ومعظم هؤلاء من العرب والمسلمين. يتهم البعض العربية السعودية و"تيار المستقبل" اللبناني بذلك. ولكنني استبعد هذا الأمر، وخصوصاً بعدما شددت السعودية اجراءاتها المالية والأمنية ضد الاصوليين. فعلّق: "هذا صحيح. وقد اثبتت السعودية قدرتها، وخصوصاً عندما وصلت التفجيرات "الارهابية" الى الرياض. شعرت بالخطر وتحركت على صعيدين امني ونجحت، ومالي ونجحت في تجفيف الموارد المالية والتبرعات "للضالين" كما تصفهم". قلت: ان من يستعمل الاصولية الاسلامية العنفية، او من ينوي استعمالها، قد يجعلها تبدو عنيفة وخطرة للغرب وفي رأيه فيقرر البحث مع سوريا في طريقة تعاون لضربها في لبنان والعراق وخارجهما. فعلّق: "انك تنسى أمراً مهماً. تقول ان حزب الله يستفيد من ذلك ليقوي سيطرته على الشيعة اللبنانيين وليحصل على كل دعم يحتاج اليه من ايران وسوريا. ولكن الا تعتقد ان (الجنرال) ميشال عون له دور في موضوع الارهاب الاصولي السني ودعمه؟". أجبت: ان ميشال عون ليس لاعباً كبيراً، أي لا يمكن وضعه مع اللاعبين الاقليميين الكبار فهل يتخلى عن "الدعم" الذي يناله من داخل ومن خارج لتمويل الاصولية السنية؟ فعلّق: "لقد مشى ميشال عون مع الشيعة او بالأحرى "حزب الله". ارتكب خطأً فظيعاً في رأيي. وهو يعتقد ان مصلحته تتحقق بتحالفه مع الشيعة عبر الحزب المذكور الذي لا بد ان يمكّنه من تحقيق طموحاته. وهو يعتقد ايضاً ان مصلحة المسيحيين في لبنان تتحقق بالاتفاق مع الشيعة والذي لا بد ان يكون محوراً شيعياً - مسيحياً يحكم لبنان. لكن ميشال عون بمواقفه هذه عزز الاصولية الشيعية. وهو ربما يفكر في ان هذا التعزيز قد يؤدي الى صدام بين السنة والشيعة (عنفياً) أو بالأحرى الاصوليتين السنية والشيعية والذي لا بد ان يؤدي الى صدام سني – شيعي، وبذلك يخسر الفريقان ويربح المسيحيون". علّقت: ان ذلك غير منطقي. فالمسيحيون سيكونون أول الخاسرين. فردّ: "لبنان كله سيخسر بكل مكوناته. في كل الاحوال تبقى الحرب السنية – الشيعية أمراً محتملاً في العالمين العربي والاسلامي. اذا راقبت الانتلجنسيا الشيعية والسنية، أي النخبة، تشعر ان الحرب بين الفريقين قد بدأت. وابرز مؤشر لذلك تصريحات العالم الديني الاسلامي الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي وردود الشيعة عليه ومواقفهم منه، وكذلك ما يجري في المغرب العربي وتحديداً في ليبيا. وهذا يحضر للحرب. أما السبب الذي قد يشعل هذه الحرب فسيكون اضطرار الجيش الاميركي الى الخروج من العراق سريعاً. ماذا عن لبنان؟ سألت. فأجاب: "أنتم لستم دولة. كما لستم مؤهلين لاقامة دولة. هناك أمور عليكم القيام بها كي تسلموا أو يسلم وطنكم وتقوم دولتكم. منها ان تتحد الطوائف. والمقصود المسيحيون المشرذمون، والسنّة الذين في صفوفهم بعض عناصر شريرة تنتمي الى الاصولية والسلفية المتطرفتين. أما الشيعة فهم موحّدون. ميشال عون يتحمل مسؤولية شرذمة المسيحيين. ولو بقي متحداً مع 14 آذار والسنّة والدروز لكان وضع "حزب الله" والشيعة في الزاوية، ولدفعهم ذلك مضطرين الى الاتفاق مع الآخرين. البطريركية المارونية مسؤولة أيضاً. يجب ان تقول او كان يجب ان تقول: الأمر لي". فعلّقت: لا تظلم البطريركية وشاغل سدتها نصر الله صفير. فقد اتخذ مواقف تاريخية ساعدت في "التحرير". لكن شخصيته ليست شخصية اعطاء أوامر. يقول كلمته ويمشي. وهو لا يوظّف الكنيسة وان لانقاذ المسيحيين. على كل، كثيرون داخل طائفته يهاجمونه ويعملون سراً وعلناً لاطاحته من خلال اقناع الفاتيكان بذلك. لكن الاخير لم يقتنع بكل ذلك. ماذا تفعل وحدة الطوائف للبنان في رأيك؟
ـ صحيفة النهار سمير منصور : كما على الصعيد العربي والاقليمي والدولي، كذلك على الصعيد اللبناني، ثمة مواقف تبدو أقرب الى الجدل البيزنطي، مع الإشارة الى "تقاطع" ايجابي لافت في المواقف التي تبدو في الجوهر متقاربة، بل واحدة، اقله في التنديد بالحرب الاسرائيلية والدعوة الى وقفها. ولم يكن مستغرباً ان يرسم بعضهم علامات استفهام حول توقيت "ظهور" الصواريخ المجهولة المصدر والهوية التي نصبت على تخوم الحدود في الناقورة، تزامناً مع بداية العدوان الاسرائيلي على غزة. ويفترض ان تستتبع الاشارة اللافتة اليها من الأمين العام الى لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير، والتي وضع فيها الصواريخ الثمانية في اطار مشبوه، بجهد جدي من الجهاز الأمني للمقاومة، وبمساعدة الجيش والقوة الدولية على معرفة مصدر الصواريخ المشبوهة وهويتها. وبديهي القول ان المقاوم الحقيقي، لا يخجل بما يفعله، ولا ينصب صواريخ للاستعراض والتصوير ولأهداف "غامضة" ويهرب! ومع تكرار عمليات "الظهور" تلك موسمياً، تزداد صعوبة اقناع الناس باستمرار تجهيل الفاعلين ومن وراءهم، والعجز عن معرفتهم. فهم حملوا صواريخ لا منشورات سرية خبأوها تحت ثيابهم. والمعنيون، على اختلافهم لهم "سوابق" مشجعة في اكتشاف ما هو أكبر من نصب صواريخ مجهولة الهوية والمصدر... وأما المواقف ذات الطابع "العنتري" ولاسيما تلك التي تصدر عن قادة "تاريخيين" او غير تاريخيين، فكان من الأفضل بالتأكيد، لو استعيض عنها بتحريك الجيوش والأساطيل، لا بالتنكيت وشتم سائر "النظراء" في محاولة من اصحابها، للايحاء انهم خارج دائرة المسؤولية.
ـ صحيفة النهار راجح خوري : لم يعد في كل الذهول الذي يعصف بالناس في المنطقة والعالم، ما يمكن أن يجد وصفاً او تفسيرا للحرب الكلامية والتراشق بالاتهامات بين بعض العرب والعجم ايضا وقد أثارا دويا يكاد يطغى على دوي المذبحة، ودفعاً للناس الى توزيع ما لديهم من الاسى والألم والقهر بين ما يجري في أوشفيتز الفلسطينية حيث يُذبح الناس في غزة، وما يجري من المحيط الى الخليج، حيث تذبح آخر معالم الوحدة بين العرب، الى درجة تدفع البعض الآن الى القول ان القمة العربية الطارئة قد تزيد الصفوف انقساما اذا عقدت بدلا من ان ترفع النار عن الشهداء والضحايا.ذات يوم كتب يهودي يدعى سيغموند فرويد ما معناه: ان الضحية تتوق دائما الى لعب دور الجلاد.والصهاينة الذين يتوقون الى لعب دور الجلاد، تفوقوا على النازيين وقادة الرايخ الثالث في ذلك الهولوكوست المفتوح ضد الشعب الفلسطيني حيث تقام المحارق تلو المحارق، ولا نملك إلا الصراخ والدموع والأسى والتظاهرات. ستون عاما من الصراخ والدموع والأسى والتظاهرات... ومن التهريج والتراشق بالاتهامات.والى متى؟ربما الى أن تنتصر الضحية على الجلاد، والى ان ينهض القتيل الى عنق القاتل، والى ان يطبق دم الشهداء على الوحش.
ـ صحيفة النهار رندى حيدر : الصورة التي عكستها الصحف الإسرائيلية بعد مرور ثلاثة أيام على العملية العسكرية في غزة تُظهر أن اسرائيل أمام ثلاثة خيارات: إما الاستمرار بالعمليات الجوية على الرغم من اجماع الصحف على أن غالبية الأهداف التي وُضعت قد استنفدت، وإما تنفيذ العملية البرية التي يجري الإعداد لها منذ وقت، أي الانتقال الى المواجهة المباشرة مع "حماس" مع كل الأخطار المترتبة على ذلك مثل اقدام "حماس" على تدفيع الجيش الاسرائيلي ثمناً دموياً باهظاً، وإما البدء بالبحث عن مخرج سياسي لهذه الحرب. في صحيفة "هآرتس" امس، رأى المعلق السياسي ألوف بن "أن عملية الرصاص المصهور قد دخلت في مرحلة حساسة من الحرب. فلقد انتهت الضربات المفاجئة الأولى وباتت الانجازات أقل تألقاً وبدأ الخصم بتجميع قوته. لقد رغبت اسرائيل في مواصلة ضرب حماس، ولكن الأهداف المعدة قبل العملية قد استنفدت، وبلغ سحر الضربات الجوية وعدم وقوع خسائر حده الأقصى. انها المرحلة التي باتت تتطلب حسماً من جانب القيادة السياسية: هل ينبغي ادخال قوات برية الى غزة والبدء بالمعركة مع حماس؟ ام يجب الاكتفاء بالتهديدات والسعي الى وقف إطلاق للنار يأتي تحت ظل الانطباع الذي خلفه قصف الأيام الأولى؟ بالأمس بدأت تظهر بوادر أولى للإنقسام في الرأي في الجانب الاسرائيلي في شأن مواصلة الحرب وطبيعتها. القيادة العسكرية تتحدث عن عملية تستمر ثلاثة او اربعة اسابيع وعن تحضيرات لعملية برية. ولكن وزارة الخارجية تؤيد الوقف السريع للعملية (...)". وعرض المعلقون الاسرائيليون أخطار العملية البرية، فتحدث المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي عن احتمالين: "احتمال ان تنجح الحركة وانصارها في غزة في جمع ما تبقى من أجهزة اطلاق الصواريخ والقيام بهجوم صاروخي مضاد واسع ومكثف على دفعات من أجل ايقاع أكبر عدد من الخسائر مثلما فعل حزب الله في حرب تموز، أو دخول قوات اسرائيلية كبيرة الى القطاع من اجل اخضاع "حماس"، مما سيسمح لها بتدفيع الجيش الاسرائيلي ثمناً باهظاً بواسطة المكامن والعبوات الناسفة والصواريخ المضادة للدروع والعمليات الاستشهادية من جانب مقاتلي كتائب عز الدين القسام والجهاد الإسلامي (...)". كذلك تداول المعلقون الاسرائيليون احتمالات البحث عن مخرج سياسي على الرغم من ان اسرائيل ما زالت ترفض رسمياً حتى الآن البحث في ذلك. عن هذه النقطة كتب المحلل السياسي شلومو بروم في معهد دراسات الأمن القومي: "(...) ثمة طريقتان لتحقيق الأهداف: السعي الى التوصل الى اتفاق او تفاهم مع حماس على وقف النار بشروط جديدة عبر وسطاء من العالم العربي او من خارجه قادرين على الحوار مع الطرفين، أو التوصل الى وقف النار في صورة أحادية على طريقة تفاهم عناقيد الغضب من دون اتفاقات او تفاهمات رسمية (...)".
ـ صحيفة الأخبار إبراهيم الأمين : في لبنان على وجه الخصوص، يلبس فريق 14 آذار ثوباً آخر مثلما هي حاله في أيام السنة العادية، لكل يوم ثوبه. في هذه اللحظة، يتحول هؤلاء إلى صغار لا يعرفون دوراً إضافياً للبنان. هم تعوّدوا أن بلدهم، أو البلد كما يريدون، يصلح كخمّارة تجذب الآخرين، أو هم يعتقدون أن بلدهم يصلح مكاناً لعمل المقاولين السياسيين والأمنيين في المنطقة والعالم. وإذا ما أتيحت لهم المناسبة، خرج هؤلاء يحدثوننا عن دور لبنان الرائد في المنطقة، وعن لبنان الرسالة والجسر الذي يربط الغرب بالشرق، ثم لا يلبثون أن يخترعوا لأنفسهم أدواراً تعلو فوق قاماتهم القصيرة. ولكن في لحظة المواجهة مع إسرائيل، أي في اللحظة التي يجري اختبارهم فيها كمحبّين للحياة، يهربون كالفئران إلى جحور حفرت لهم من قبل. يريدون أن يكون لبنان محايداً في النقاش حول القمة العربية، ويريدون أن يكون لبنان بمعزل عمّا يجري من حوله. يكذبون في الاقتصاد، فيقولون إن لبنان لا يتأثر بالأزمات المالية من حوله، ثم يقولون في اليوم التالي إن لبنان قوة جاذبة لرؤوس الأموال، ولا نعرف نحن المواطنين ما هي قوة الجذب هذه غير السرية المصرفية ونظام الفوائد المرتفعة والإغراءات الضريبية لأصحاب رؤوس الأموال. ولكن إذا خرج مواطنون يريدون حقوقهم، يخرج علينا رئيس الحكومة ليذكّرنا بأن في العالم أزمة وعلينا أخذ الحذر والتنبّه، وهناك مشكلة في تحصيل إيرادات جديدة أو إضافية.
ـ صحيفة الأخبار ثائر غندور: غريب أمر السياسة في لبنان. والأغرب هو تيّار المستقبل. يُنادي بالتضامن مع غزة، لكن المؤتمرات الصحافيّة لبعض نوّاب التيّار تُدافع عن مصر والسعوديّة قبل الشعب الفلسطيني، كما فعل أول من أمس النائبان مصطفى هاشم ومحمد الحجار وغيرهما. وعند محاولة الاتصال بنوّاب التيّار، تجد هواتف أغلبهم مقفلة، أو هم لا يردّون. وحدهما، النائبان علّوش والحجّار يُجيبان على الاتصال، ليقولا كلاماً مشابهاً لحديث دول «الاعتدال» العربي: ضرورة توحيد الصف العربي بدايةً، كأن نزف الدماء الفلسطينية ينتظر توحيد هذا الصف المنحرف منذ عشرات السنين. يقول علّوش إن دور تيّار المستقبل ليس في الإدانة أو الدفاع عن أي نظام، «وإنّ من يُخطئ نقول إنه أخطأ». ويُحدّد علوش المشكلة بـ«العدو الإسرائيلي»، ولذلك «لا يجوز أن نبحث عن عنزة سوداء (مصر)»، وإن القاهرة تستطيع الدفاع عن نفسها في وجه الاتهامات بأنها تُقفل معبر رفح، «وهي تقول إنها فتحته». ويرى علّوش أن على العرب أن يعملوا على إظهار المشكلة في الهجمة الإسرائيليّة، «وليست أزمة عربيّة ـــــ عربيّة أو عربيّة ـــــ فلسطينيّة». ومن هنا ينتقد خطاب الأمين العام لحزب الله الذي دعا الشعب المصري إلى التحرّك، متسائلاً عن جدوى مثل هذه الدعوات التي خلقت سجالاً بين مصر وحزب الله، وحوّلت الأنظار عن غزة. ويرى أن التظاهرات لم تُقدّم ولم تؤخّر شيئاً تاريخياً، ولا تُساعد حالياً الغزّاويين في شيء. ويقول إن على اللبنانيين أن يعملوا على توحيد الصف العربي، والتهيئة لعقد القمّة العربيّة، في أقرب وقت، ولكن بعد الإعداد لها جيداً.ولا يرى علّوش فائدة من فتح الجبهة اللبنانيّة، لا بلّ يُحذّر من تحوّل لبنان إلى ضحيّة ثانية، لأن المعادلة العسكريّة غير ناجحة. لذلك، يدعو إلى فتح جميع الجبهات العربيّة، «وأدعو السوريين والإيرانيين لاستعراض عضلاتهما، وليرموا صواريخهما على إسرائيل». بدوره، يقول النائب محمّد الحجار إن الدور الأساسي هو العمل لوقف هذه المجزرة، «وهذا ما يحكم تصرّفاتنا في تيّار المستقبل وقوى 14 آذار. وفي سبيل تحقيق ذلك، نرى ضرورة أن يعمل اجتماع وزراء الخارجيّة العرب المنعقد اليوم على تهيئة الجوّ لأمرين: 1 ـــــ الضغط على المجتمع الدولي ومجلس الأمن لوقف العدوان على غزة. 2 ـــــ عقد قمّة استثنائيّة لوضع آليّة مناسبة لتنقية الأجواء العربيّة». أمّا رمي الدعوات للتظاهر أمام السفارات المصريّة، فهو يزيد التشرذم العربي، «والمطلوب عدم السماح بشدّ الانتباه عن العدو الإسرائيلي، لأننا لا نريد لمن ينظر إلينا أن يعتقد أن هذه مشكلة عربيّة ـــــ عربيّة، بل يُفترض البحث عن القواسم المشتركة بين العرب، ومحاولة توحيد الصف العربي». ويُفترض بهذا الموقف العربي أن يؤدي، بحسب الحجار، إلى إعادة إطلاق الحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني، وتوحيد الكلمة الفلسطينيّة، التي «لو كانت موحّدة لما تجرّأ الإسرائيليون على ارتكاب ما ارتكبوه». أمّا لبنانياً، فإن الحجار يطالب بالمزيد من الالتفاف حول الدولة، والمزيد من التشديد على «الشرعية الدوليّة، وخصوصاً القرار 1701. فنحن لا نريد لهذه الأحداث أن تأخذ لبنان إلى مكان آخر». وكان الحجار قد رأى من دار الفتوى أنه لا يمكن تجميع عناصر القوة العربية إلا بلمّ الشمل ووحدة الصف والتضامن في ما بين الدول العربية لا التشكيك في ما بينها أو تصوير الأمور وكأن المشكلة هي ما بين العرب. ودعا إلى تحصين الساحة الداخلية والتمسك بالقرار 1701 و«العمل باتجاه عدم المغامرة وجرّ الساحة اللبنانية إلى مواقع لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي».لسان حال المستقبليين في الطريق الجديدة يقول إنه لا علاقة لهم بالتظاهرات التي حصلت أمام السفارة المصريّة، ومن قام بها «هم فلسطينيو المخيّمات». ويُمكن زائر هذه المنطقة أن يرى كيف تسير الحياة طبيعياً، كأن شيئاً لا يحصل في غزّة. وتسيطر اللامبالاة على واقع جمهور المستقبل، الذي لا يزال يُدافع عن الموقفين المصري والسعودي، رغم أن حالة الحزن لما يحصل في غزّة حالة عامّة.
ـ صحيفة الأخبار غسان سعود : كلام المسؤولين في اللقاء الوطني المسيحي لا يغطي المشهد المسيحي كاملاً، إذ هناك طبعاً من يشارك الباحث شارل شرتوني اعتباره أن «الشعب الفلسطيني ابتلى بمجموعة أفّاقين يحاربون به، ولا يتحملون مسؤوليّة إقامة دولة، ولا مصالحة الفلسطينيين بعضهم لبعض، ويصرون على العودة بالقضية إلى منطق يرفض إنشاء دولتين إسرائيليّة وفلسطينيّة». مؤكداً أن الحمساويين ومن خلفهم الإيرانيون يتاجرون بدم شعوب فقيرة قاطعين الطرق على فرص التسويات. محمّلاً سبب الأزمة للذين يلهون بإطلاق «صواريخ صبيانيّة». ويسأل شرتوني عمّا سيحصِّله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من الفوضى المنظمة حين تتحول سيطرة للأصولية الإسلاميّة السنيّة. مشيراً إلى أن وضع حزب الله يومها لن يكون أفضل من وضع شيعة العراق اليوم. ويختم شرتوني باعتبار حماس تعوِّم السياسة الإيرانيّة التي تلجأ إلى تحركات كهذه كلما وصل النظام الإيراني الحاكم إلى استحقاقات داخليّة.
ـ صحيفة اللواء حسين زلغوط : مصادر مسؤولة في "حزب الله" تكتفي بالتأكيد على أن الحزب يتابع عن كثب ما يجري في غزة، مشدداً على أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله كان له موقف واضح من هذه التطورات, وتشدد هذه المصادر على أن المقاومة ترصد ما يجري في فلسطين غير أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا حاولت اسرائيل توسيع رقعة عدوانها في اتجاه لبنان، حيث أنها ستواجه هذا العدوان كما واجهته في العام 2006 لا بل وبأكثر قوة, مصدر وزاري في المعارضة عبّر عن ارتياحه لمجريات المناقشات والمداخلات التي حصلت في مجلس الوزراء حول الموقف اللبناني من الوضع في غزة، مشيراً الى أن هذه المداخلات لم تخرج أبداً عن الثوابت الوطنية اللبنانية حيال القضية الفلسطينية, وفي رأي المصدر أن نتائج الحرب على قطاع غزة ستكون في نهاية المطاف لصالح المقاومة الفلسطينية، وهي ستخدم إيجاباً خط المقاومة في لبنان والمنطقة.
ـ صحيفة النهار خليل فليحان : أفادت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء اطلع على عناوين مسودة المشروع المطروح على وزراء الخارجية العرب المختلف عليه. وأشارت الى ان هذا المشروع يرتكز على وقف فوري للنار من كلا الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وكذلك الى وقف الاعمال العدائية المتبادلة، والعودة الى الحوار الهادىء وأهمية المصالحة بين السلطة الفلسطينية و"حماس" واجراء اتصالات اقليمية ودولية من لجنة وزارية. وترى القاهرة ان ذلك كاف اذا حصل اجماع عربي حوله ولا حاجة الى عقد قمة عربية طارئة لاتخاذ المواقف الملائمة، بينما دعت دمشق، بصفتها الرئيسة الحالية للقمة العربية، مع الدوحة الى عقدها واقترحت قطر استضافتها في الدوحة الجمعة. لكن مصر لم تؤيد عقدها حتى ليل امس، ولا ترى وجوب التزامها قبل معرفة ما سيتمخض عنه اجتماع وزراء الخارجية الذي يتوقع ان يشهد مناقشات صاخبة بحيث ان وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط سيدافع عن موقف بلاده ناقلا الى المجتمعين انزعاجها مما تعرضت له سفارتا مصر من اعتداء في كل من بيروت ومسقط ويلوم السلطات اليمنية لتهاونها ازاء احتلال مقر القنصلية العامة في عدن. كما سيتوقف عند حملات التعبئة والشحن غير الواقعية ضد بلاده، بسبب موقفها من الحرب الاسرائيلية على غزة. وغادر وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ الى القاهرة امس للمشاركة في الاجتماع الوزاري، ومعه مدير مكتبه المستشار رامي مرتضى، وسينضم اليه سفير لبنان لدى مصر خالد زيادة. موقف لبنان مع انعقاد القمة والاجتماع الوزاري، والمهم بالنسبة اليه ازالة الخلافات على أنواعها لانقاذ غزة ووقف مذبحة الغزاويين التي قد تتوسع الى الضفة والى دول أخرى فيها لاجئون فلسطينيون.
ـ صحيفة السفير ساطع نور الدين: الحملة على مصر تخالف أبسط قواعد المنطق السياسي، وتتعارض مع أهم عناصر المصلحة الوطنية الفلسطينية، ليس فقط في مواجهة الحملة العسكرية الإسرائيلية الراهنة على قطاع غزة، بل في مواجهة أي تحد تواجهه قضية فلسطين، التي كانت القاهرة وستبقى ملاذها الأخير، والعنوان الوحيد الذي يفترض بل يجب أن تقصده إسرائيل، بدلاً من مختلف العناوين العربية والإسلامية الاخرى المنافسة. وهذا ليس كلاماً عاطفياً أبداً، مع أن مصر في حراكها وفي سباتها، هي طليعة العرب والمسلمين، بل هو كلام سياسي، يخدم الفلسطينيين في هذه اللحظة العصيبة أكثر من أي بلد عربي أو إسلامي آخر، ويضمن وحدتهم الوطنية، ووحدة أرضهم الممزقة بين قطاع يحترق وضفة تغلي، يريد العدو الاسرائيلي أن يفصلهما الى الأبد، ويدفعهما الى الحضن المصري أو الحضن الأردني.. أو أي حضن آخر يبعدهما عن قدسهما.
ـ صحيفة السفير سليمان تقي الدين: إن ما يجري في غزة هو تحوّل خطير في مسار قضية الشعب الفلسطيني. إذا تمكنت إسرائيل من إخضاع قطاع غزة وإلغاء مقاومته، فإن ذلك سيفتح شهية إسرائيل على إجراء جراحة كبيرة في الضفة الغربية وسوف تستكمل خطتها لإنهاء حركة التحرر الوطني الفلسطيني. إن وتيرة احتجاج الشعوب العربية وتصاعدها هي وسيلة فعالة جداً لإفهام النظام الرسمي العربي بصورة أساسية أن المذبحة الصهيونية لن تمر من دون إحداث تداعيات ومضاعفات على الداخل العربي في غير صالح هذا المشروع الأميركي الصهيوني الذي يريد إخضاع العرب إلى منظومة الاستعمار الجديد.
ـ صحيفة السفير جهاد بزي: الضاحية متشحة بسواد الذكرى الحزينة. وناسها، إذ يقررون تلبية دعوة الامين العام لحزب الله إلى الاعتصام في ملعب الراية في صفير، أمس الاول الاثنين، فسيأتون بالآلاف. وسرعان ما ستمتلئ كراسي أرض الملعب المغطاة بالناس، وقبل ثلاث ساعات من الموعد الرسمي للاعتصام، أما الشوارع المحاذية، فلن يطول بها الأمر حتى لا يعود فيها موطئ قدم. هكذا، ينفلش الأسود على المساحة الواسعة خلفية لرايات لا تتوقف عن التلويح في هواء بارد، وإن من دون مطر. رايات فلسطينية كثيرة كان حزب الله قد وزعها على الحاضرين لدى وصولهم، اقل منها رايات حزب الله. المناسبة اليوم هي غزة فلسطين. والراية العملاقة المتدلية من أعلى رافعة تحمل مكبرات الصوت هي لفلسطين أيضاً. ومع أن الجمهور هو من مناصري حزب الله وحركة أمل، إلا أن رب البيت هنا كان فلسطينياً، وراية المنظم الصفراء ضيف البيت. الضاحية استقبلت عاشوراء باعتصام من أجل فلسطين، القضية التي توائم في أهميتها العمق السياسي لذكرى عاشوراء، مذ أطلق الإمام الخميني الراحل الثورة الاسلامية. والضاحية في هذه الأيام لا تهدأ نهاراتها ولا لياليها. هي مستعدة إذاً لتلبية نداء السيد، ومشحونة عاطفياً بما يكفي للذكرى الغالية، ومعنية تماماً بالحدث الكبير في غزة. لن تكتفي الضاحية بالحضور المبكر إذاً، وبالحشد الهائل. الجمهور لن يكل من الهتاف، ومن التلويح بالأعلام ومن ترداد أناشيد حزب الله الحماسية في كل ساعات الاعتصام، وحتى الظهور غير المتوقع كثيراً لنصر الله على الشاشة الكبيرة، لأنه كان قد اطل قبل نهار واحد. إنتبه حزب الله إلى تزامن المناسبتين، وظهّر هذا الانتباه. فإن لم تكن المرة الأولى، هي من المرات النادرة التي يُشرك فيها الحزب أناشيد فلسطينية ثورية عتيقة وعلمانية معروفة لدى الفلسطينيين، تلك التي تسمّي المقاوم فدائياً وثائراً.
ـ صحيفة السفير غاصب المختار : في تقدير قيادات عسكرية وسياسية ان نصب هذه الصواريخ كان هدفه توجيه رسالة تحذير تخريبية الى لبنان من اسرائيل، وليس العكس، بأنه ممنوع فتح جبهة الجنوب او استخدامها منصة لاطلاق الصواريخ على شمال فلسطين، اذا بدأت الحرب على غزة، وقد بدأت الحرب فعلا بعد يومين، واطمانت اسرائيل الى ان اختراع مسألة صورايخ الناقورة ادى غرضه، واستنفر قيادات لبنان ودول العالم والامم المتحدة وقوتها العاملة في الجنوب، ودخل هذا الاختراع رسميا في لعبة التغطية السياسية على حرب اسرائيل في غزة. بعد توفير التغطية العربية والدولية شبه الكاملة لهذه الحرب. يعرف الرئيس سليمان خطورة مثل هذا الامرعلـــى لبنان، بقدر ما يعرف ان حماية الاجماع العربي للبنان تنقذه من أي تداعيات سياسية سلبية على تصعيد اسرائيل للموقــف في المنطقة. لذلك بادر منذ اكتشاف »لعـبة الصواريخ في النـــاقورة الى التحذير من استخدامها منــصة ضــد لبنان، ايا كان واضعها، بحــيث لا تكون مبررا للعدو لشن عــدوان ما، وهو تقاطع بذلك مع موقـــف السيد حسن نصر الله حول التحذير من مرامي لعبة الصــواريخ، وهي لعبة لا يلعبها »حزب الله«. لكن لبنان سيبقى يعزف منفردا او ينفخ في »قربة مقطوعة« اذا استمر الحال العربي الرسمي على ما هو عليه، فيما الشارع يغلي وقد ينفجر بوجه حكامه عاجلا او آجلا.
ـ صحيفة المستقبل نصير الأسعد: في خطابه مساء الأحد، لفت نصرالله الى أن ثمة أجراءات إسرائيلية على الحدود مع لبنان، تنطوي على إحتمالين. فإما أن تكون إجراءات "وقائية" أو أن تكون إجراءات إستعداد لعدوان على لبنان. وهنا أعلن أنه أعطى تعليماته الى "المقاومة" بالإستعداد لمواجهة العدوان "المحتمل". وفي فقرة واحدة من خطابه قدّم نصرالله "التحليل" وإتخذ "القرار" وأعطى الدولة "علماً".. فلا يقولن أحد إنه لم يكن على علم!..ويحوّل لبنان "مركزاً" لإسقاط "النظام العربي"غير أن الأخطر في خطابه مساء الأحد، انه دعا عملياً وسياسياً الى إسقاط "النظام العربي" من المدخل المصري. ودعا الى ما سمّاه "إنتفاضات" في العالمين العربي والإسلامي.لم يكن ممكناً تفسير ما أعلنه نصرالله في هذا المجال إلا من زاوية كونه حرباً على "النظام العربي" و"المشروع العربي" من ناحية، ومن زاوية كونه "صدى" لموقف إيراني تصعيدي وهذا ما قرأته مصر وقيادتها في كلام نصرالله، من ناحية ثانية، ومن زاوية كونه دفعاً الى صراع عربي ـ عربي بأفق إيراني من ناحية ثالثة.على ان ثمة زاوية أشد خطورة بالنسبة الى لبنان. فنصرالله يجعل من نفسه "حاكماً جزائياً منفرداً" يصدر أحكاماً ويدعو "الشعوب" الى تنفيذها، لكنه يجعل من لبنان "مركزاً سياسياً" لعملية إسقاط "النظام العربي".وبهذه المعاني جميعاً، لا يترك نصرالله أمراً لا علاقة للبنان به أو لا مصلحة له فيه أو لا قدرة له على إحتماله، إلا ويحمّله إياه. وهو حتى عندما خفف النبرة قليلاً في خطابه يوم الاثنين، بقي في الإطار نفسه. بل قام بتحديد ما ينبغي أن يكون برنامج الرئيس ومنهج الحكومة وخطة الجيش.
ـ صحيفة المستقبل نديم قطيش : لا تبالغ القاهرة إذ تقرأ في دعوة الأمين العام لحزب الله، جنودَ وضباطَ الجيش المصري، للتحرك في مواجهة موقف النظام السياسي المصري، إعلان حرب عليها. وما مسارعة الامين العام للحزب الى "التوضيح" أنه لا يدعو لإنقلاب عسكري، ومحاولته بعد 24 ساعة التخفيف من حدة الخطاب، الا تأكيد في معرض النفي على البعد الاستراتيجي لكلامه. إذ إن نصرالله يدرك أنه "يلعب" في المنطقة الأهم من أعصاب النظام المصري اي التقاطع بين المؤسسة العسكرية ورأس منظومة الحكم. فمصر ما بعد حكم أسرة محمد علي هي مصر هذا التقاطع بالتحديد من الزعيم العربي والمصري جمال عبد الناصر (المنقلب على النظام الملكي) الى الرئيس الراحل أنور السادات (المقتول على منصة الشرف في عرض عسكري) مروراً بالرئيس الحالي حسني مبارك (الآتي من سلاح الجو ونيابة الرئيس) وصولاً الى دور العسكر (اللواء عمر سليمان ونخبة من الضباط) في حماية اللحظة الإنتقالية التي يعيشها النظام المصري الى مرحلة ما بعد الرئيس حسني مبارك. وبالتالي فإن الدعوة تحمل، على المستوى الرمزي، مكونات إنقلابية بقدر ما تحمل على مستوى "أمن النظام السياسي المصري" تهديداً علنياً لنظام التسوية العربية الاسرائيلية في عنوانها الابرز أي مصر. فتحريض العسكر يبني على "حنينٍ" الى لحظة أكتوبر العام 1973 التي خاض فيها الجيش المصري (والسوري) أشرس المعارك العسكرية الناجحة في مواجهة الجيش الاسرائيلي ليدخل "يوم الغفران" أدبيات التاريخ العسكري الاسرائيلي على أنه "الجرح الأكثر نزفاً وإيلاماً في تاريخ دولة إسرائيل". لكنه ايضاً تحريض يسقط من حساباته، التثمير السياسي المصري لهذا الانتصار المحدود، ولكن الإستراتيجي، في أتفاقية كامب دايفيد للسلام بعد ست سنوات والتي إستعادت مصر بموجبها كامل الارض المصرية المحتلة.هذا الحنين الإنتقائي في الخطاب الموجه الى المؤسسة العسكرية المصرية ينسجم مع موقف الحزب وكافة حركات الممانعة كحماس والتنظيم الام أي تنظيم "الإخوان المسلمين"، في قدح التسوية السلمية والسعي الحثيث لإسقاط مرتكزاتها لصالح مشروع المقاومة المسلحة المفتوحة على عنوان إنهاء اسرائيل من الوجود. وليس أدل على خطورة الموقف الذي إستفز النظام المصري، الا تفرد "الإخوان المسلمين" في مصر في عدم الاحتجاج على خطاب نصرالله، الذي وحد المصريين في موقفهم الاحتجاجي من يسار حزب "الوفد" الى يمين "الحزب الوطني" الحاكم. وفي هذا السياق أيضاً، ليس مصادفة على الاطلاق، أن يكون قاتل الرئيس السادات إبن هذا التنظيم وأن يكون إسمه عنواناً لأحد أهم الشوارع في طهران. بل ان يكون إسمه علمَ عدد من التظاهرات التي نظمت في المدن الايرانية خلال الشهر الاخير من هذا العام تحت عنوان تحريض "شعبي مصر والحجاز" على حكامهما والدعوة العلنية لإغتيال الرئيس حسني مبارك من خلال ملصقات ضخمة تظهر أثر طلقة في جبينه.ولتكتمل الصورة ينبغي التنبه الى أن أمين عام حزب الله لم يخف معادلة الاصطفاف هذه العابرة للمذاهب والافكار والعقائد حين قال "إن التناقض مع فصائل المقاومة في غزة ليس نتيجة انتمائها العقائدي أو الايديولوجي أو الديني أو الفكري، وانما نتيجة برنامج المقاومة، نتيجة برنامجها السياسي." مضيفاً أن المعركة التي تدور رحاها في غزة هي معركة إسقاط "بقية المقاومة." ويجب الاعتراف هنا أن هذه محاولة حاذقة لإمتصاص التداعيات المذهبية للمشروع التوسعي الايراني وإختراقاته الاستراتيجية في المنظومة العربية. وأما الدعوة في إثر هذا التوصيف الى "انتفاضة ثالثة في فلسطين وإلى انتفاضات على امتداد العالمين العربي والإسلامي"، أي في مصر بشكل اساس، فهو التظهير العملي لقرار النظام في طهران بتعريب 7 أيار اللبناني وإنقلاب "حماس" الغزاوي وفق معادلة "الإنقلاب دفاعاً عن المقاومة" بدلاً من معادلة "السلاح دفاعاً عن السلاح" وتوظيف هذا الانقلاب تالياً، في مشروع اسقاط الخيار الاستراتيجي العربي للسلام وتفتيت منظومة الاعتدال العربي كما في معركة تشتيت الإنتباه عن برنامج طهران النووي الذي يدخل مرحلة مفصلية.
ـ صحيفة النهار صبحي ياغي: الحياة السياسية في بعلبك – الهرمل قبل أشهر من الاستحقاق الانتخابي (1 من 2).دور العشائر والعائلات ضَعُف وتأثير الأحزاب العلمانية اختفى. لا حيوية حزبية إلا عند "حزب الله" وحركة "أمل" (...) ترى المحامية ميادة الرفاعي "ان الاحزاب في فترة الخمسينات والستينات واوائل السبعينات من القرن الماضي لعبت ادواراً تغييرية، وكانت بانتماءاتها المختلفة قد رفعت من مستوى الحياة السياسية، وكانت هناك محاولات حثيثة لبعض الاحزاب لاخراج المواطنين من الولاء العشائري الى الولاء الوطني، ولكن الحرب اللبنانية عصفت بكل محاولات التغيير، يضاف اليها نضوب تطور الفكر السياسي الذي يعود لعوامل اقليمية ودولية اثر سقوط الفكر القومي وهزيمة الديموقراطية وغياب التعددية وسقوط الشيوعية مع دخول "حزب الله" لاحقاً الى المعترك السياسي، وهو ذو ايديولوجية دينية وامكانات مالية". رغم الحوادث وبروز "حزب الله" على الساحة اللبنانية منذ العام 1982، وخصوصاً على الساحة البعلبكية، فقد شكل الرئيس حسين الحسيني مرجعية وطنية كبرى من جهة، ومرجعية بعلبكية من جهة اخرى، نظراً الى الدور التوافقي الريادي الذي لعبه خلال الحرب، ومساهمته في اطفاء نارها من خلال اتفاق الطائف واعادة الحياة الدستورية الى لبنان. وكان الحسيني المحور الاول في الانتخابات النيابية الاولى التي جرت عام 1992 بعد ولادة جمهورية الطائف. الا ان دخول "حزب الله" المعترك السياسي في لبنان وفوزه الكاسح في انتخابات 1992، وقيامه بدوره المقاوم ضد اسرائيل، وتقديمه قوافل من الشهداء على مذبح الوطن اضافة الى ما يتمتع به من دعم مالي وحسن تنظيم وقيادة جعلته يشكل القوة السياسية الحزبية الاولى في بعلبك - الهرمل، ومع توالي الانتخابات بات "حزب الله" المرجعية والمحور. واستفاد الحزب بلا شك من الدعم السوري السياسي والمعنوي في تلك الفترة، فمن شملته نعمة الترشح على لائحة الحزب بات حكماً من الفائزين في الانتخابات النيابية. واستطاع "حزب الله" الدخول الى العشائر والعائلات في المنطقة، والتقارب مع العائلات المسيحية والسنية، واحدث تحولات كبرى في التوجهات السياسية والانتخابية لابناء منطقة بعلبك – الهرمل، فضعف دور العشائر، ودور العائلات التاريخية، واختفى تأثير الاحزاب العلمانية التي صارت هي نفسها تنتظر دوراً او حصة لها على لائحة "حزب الله". وافتقدت منطقة بعلبك المرجعيات السياسية والوطنية، فباتت تفتقد تنوع الحياة السياسية والحزبية، وتختلف اختلافاً كلياً عن جارتها زحلة التي لا تزال تتمتع بوجود مرجعيتها السياسية المتمثلة بآل سكاف، وبوجود احزاب متنوعة: الكتائب، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر والوطنيون الاحرار... فالاحزاب في بعلبك غابت كلياً عن الساحة، فلا نشاط حزبياً سوى نشاطات "حزب الله"، ولا مكاتب حزبية في بعلبك باستثناء مكتب ناشط لحركة "امل"، فيما اختفى دور بقية الاحزاب وتقهقهر. ويشرح نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي سبب غياب الحياة الحزبية في بعلبك بقوله: "لا شك في ان الاحزاب قوة اساسية وقاعدة للانطلاق نحو بناء المجتمعات الديموقراطية، لكن ما حصل انه تمّت مصادرة دور الاحزاب الوطنية ايام السوريين، وبتنا امام ثنائية "حزب الله" – السوريين، وبات من المستحيل التحرك ضمن هذه الوصاية الموجودة، فاما ان نعمل لدى الطرف الوصي، او البقاء على استقلاليتنا، ولم نتحرر من هذا الواقع الا بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005". مصادر مقربة من "حزب الله" نفت ان يكون لـ"حزب الله" دوره في تغييب الحياة الحزبية والسياسية في منطقة بعلبك، فالحزب لم يقف في تاريخه في وجه اي نشاط سياسي او حزبي، وقد يكون "حزب الله" اكتسب ثقة الناس وتأييدهم نظراً الى تاريخه المقاوم من جهة، وكونه يشكل حصناً مدافعاً عن المحرومين والفقراء من كل الطوائف".تضيف المصادر: "ان فوز "حزب الله " الدائم في الانتخابات النيابية دليل واضح على ثقة الناس ووفائها، فهل منع الحزب احداً من ممارسة حقه في الترشح او الاقتراع؟ فاللعبة الانتخابية ديموقراطية والحزب يمارسها وفق قواعدها الصحيحة، في الوقت الذي يتعرض فيه لابشع المؤامرات والاستهدافات والتحريض..". وعما يتردد عن غياب دور العائلات، تساءلت المصادر "هل ان نواب "حزب الله" من المريخ ؟ اليسوا هم من ابناء العائلات والعشائر في منطقة بعلبك؟ وبالتالي ان وصولهم الى مجلس النواب ما هو الا للمدافعة عن حقوق الناس والعائلات والعشائر في منطقة بعلبك، وفي لبنان...".
ـ صحيفة الديار أسعد بشارة: هل تفتح جبهة الجنوب لمناصرة حماس في غزة؟ توقعات بانتهاء الحرب بقرار1701 فلسطيني هل سيناريور فتح الجبهة اللبنانية الاسرائيلية وارد في ظل تصاعد الاحداث في غزة؟ الاكيد حسب المعلومات ان حزب الله رفع السقف الى اعلى درجة ممكنة مع مخاطبة السيد نصرالله بشكل مباشر للرأي العام المصري ولضباط الجيش المصري حاضّاً اياهم على فتح معبر رفح بالقوة ولكن هذا السقف قد لا يبقى على نفس الوتيرة اذا ما تبين للحزب ان اسرائيل تنوي الدخول البري الى غزة للقضاء كلياً على حماس وفي هذه الحالة سيكون لحزب الله حسابات مختلفة وقد يكون قضية وضع الصواريخ قرب الناقورة مجرد بروفة لا يعرف اذا ما تكررت من سيكون الطرف الذي من مصلحته اشعال جبهة الجنوب. وتقول المعطيات ان حزب الله يعتبر ان القضاء على حركة حماس يعني بداية تطبيق خطة الاستفراد التي ستنتقل من غزة الى لبنان مع ما يعنيه ذلك من احتمال تطويق الحزب ولهذا يضع حزب الله خططاً بديلة لكل الاحتمالات خصوصاً لاحتمال الدخول العسكري الاسرائيلي بريا الى القطاع خصوصاً وان عدم قدرة اسرائيل على تنفيذ هذا الدخول ستبقى حركة حماس كقوة مقاتلة جاهزة لاطلاق الصواريخ على المستعمرات وعندها تكون اسرائيل قد اخفقت في تحقيق اهدافها من عملية غزة اسوة باخفاقها بتحقيق اهدافها في حرب تموز العام 2006. في المقابل ترى جهات مطلعة ان عملية غزة ستنتهي على الطريقة اللبنانية على توافقات عربية ودولية تنتج قرارا من مجلس الامن الدولي شبيه بالقرار 1701 يكون عبارة عن تسوية تمنع حماس من اطلاق الصواريخ برقابة عربية ودولية وتراقب المعابر وهذه التسوية ربما تكون على طاولة البحث في عواصم الاعتدال العربي ويجري منذ الآن الحديث عن تفاصيل معينة جاهزة لطبخ هذه الآلية لا سيما وان الطرفين اسرائيل وحماس لن يكونا قادرين على اعباء المواجهة المفتوحة.
ـ صحيفة الديار اسكندر شاهين: «كاتيوشا» الناقورة: «فتح الاسلام» تريد الثأر لقتلاها بذراع اسرائيلية تضرب لبنان وسوريا العبسي أشعل «البارد» لخطف الألق من «النصر الإلهي» الذي حققه «حزب الله» 1 - هل ارادت مجموعة «فتح الاسلام» اشعال الجبهة الجنوبية باسقاط مبرر وجود قوات «اليونيفيل» كقوة فصل بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، والايحاء بان «حزب الله» يقف وراء قصف اسرائيل لو لم يتم تفشيل العملية والاطاحة بالقرار 1701 وغيرها من القدرات الدولية ذات الصلة. 2 - هل الهدف من العملية ارباك «حزب الله» الذي احيا يوم غزة وانتزاع مبادرة المقاومة من قبضته، لا سيما وان هناك طروحات سابقة حول المطالبة بعدم «حصرية» العمل المقاوم به وعلى قاعدة انه حق مشروع للجميع. ـ صحيفة الديار كمال ذبيان: استحوذت الحرب على غزة، وما يمكن ان يكون لها من انعكاسات على الوضع في الجنوب، على اهتمام ومتابعة قيادة قوات الطوارئ، التي اشارت مصادرها، الى انها اجرت اتصالات مع الامين العام للامم المتحدة ومع الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي، ومع الدول التي لها قوات عاملة في الجنوب، من اجل استكشاف ما قد يحصل، كما اجرى قائد القوات الدولية الجنرال غارسيانو، اتصالات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين اضافة الى قيادة الجيش لاستيضاح ما قد يجري في الجنوب على ضوء تطورات الوضع في غزة. وما لفت قيادة القوات الدولية، هو ما اعلنه الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه عشية بدء ايام عاشوراء، من رفع جهوزية عناصر المقاومة واستنفارها، وتخوفه من ان تقدم اسرائيل على عدوان على لبنان، وقد جرت اتصالات مع كل المعنيين للوقوف على حقيقة الموقف، كما حصلت اتصالات مع الحكومة الاسرائيلية لمعرفة مدى صحة ما ذكره السيد نصرالله حول احتمال وقوع عدوان على لبنان، واستغلال اكتشاف الصواريخ او حوادث اخرى، فكان الجواب الاسرائيلي وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية على اطلاع، بان القوات الاسرائيلية لن تتحرك الا اذا حصل تطور ما على الجبهة مع جنوب لبنان، كاطلاق صواريخ منها، او تحركات مشبوهة، داخل منطقة «اليونيفيل» التي يجب ان تكون مضبوطة وخالية من السلاح.
ـ صحيفة الديار مايا جابر: «محرقة» غزة.. يمتد لهيبها الى باقي دول المنطقة في الـ2009؟ ترى مصادر سياسية معارضة ان المخطط الاسرائيلي لن يتوقف عند حدود غزة اذا ما استمر التخاذل والخنوع العربيين، معتبرة ان الصواريخ التي اكتشفت في جنوب لبنان عشية بدء العدوان على غزة لم يكن صدفة، بل كان هدفه تهيئة الظروف لإقحام لبنان وحزب الله تحديدا في معركة اسرائيل الهادفة الى القضاء على التيارات المقاومة للاحتلال في المنطقة. لافتة الى ان الامر لم يكن ليقف عند هذا الحد بل ان استدراج لبنان الى المعركة «رغما عنه» هو وسيلة لاستدراج ايران ايضا الى حرب اكبر وبدعم وغطاء اميركيين، حتى اذا ما انتهت ولاية الرئيس الحالي جورج بوش، فإن خلفه اوباما يتسلم الحكم ومنطقة الشرق الاوسط تغلى على وقع حرب قائمة، ويصبح الرئيس الجديد في موقع المدير لأزمة موجودة اتخذ سلفه قرار قيامها فيها قبل ايام من نهاية عهده. وبرأي المصادر نفسها ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كان مدركا لأبعاد ما يخطط له العدو الصهيوني، وهو لهذه الغاية تعمد، في معرض تعليقه على احداث غزة، الاشارة الى إمكانية ان تكون اسرائيل هي التي زرعت الصواريخ على الحدود اللبنانية، كما تعمد الكشف عن جهوزية المقاومة اللبنانية للتصدي لأي عدوان اسرائيلي غادر، مقابل التأكيد على ان دعم حزب الله للمقاومة الفلسطينية يبدأ وينتهي سياسيا وانسانيا، وذلك من خلال مناشدته رئيس الجمهورية اللبنانية العمل لأجل التسريع في انعقاد قمة عربية طارئة من جهة، ودعوة الشعوب العربية للضغط على حكامها للتحرك لوقف العدوان من جهة ثانية، ودعوة الشعب المصري للتحرك من اجل فتح معبر رفح من جهة ثالثة.
ـ صحيفة الديار د. هادي الزين: فخامة الرئيس انت مطالب بعد تهديد نصر الله علناً !! فخامة الرئيس سليمان، ان التواطؤ على القضية الفلسطينية اصبح واضحا لا يحتاج الى امثلة، وتدمير رمز الصمود والممانعة والمقاومة في قطاع غزة متفق عليه لكسر ارادة من تبقى من مقاومين ومناضلين نهجاً وفكراً وممارسة، لفرض سلام ما يعرف بالشامل والعادل!! وفي لبنان عرين المقاومة وبلد الانتصارات التاريخية في محور الصراع العربي الاسرائيلي، تكلم سيد المقاومة واطلق صرخة ضمير حول الحرب البشعة التي تشن على غزة ودعا الى نصرتها وناشد الحكام العرب، وكان الكلام سياسيا اخلاقيا انسانيا عاطفيا، واردفه بنداء شعبوي لجماهير الامة العربية لرد العدوان الاسرائيلي عن اهلنا في قطاع غزة في لحظة مصيرية حساسة وحرجة، ومن موقعه المتقدم كرمز من رموز المقاومين على امتداد العالمين العربي والاسلامي، ومعرفته الحقيقية بما ستجلبه الايام المقبلة في حال الهزيمة في غزة وما ستعكسه مستقبلاً على الامة العربية جمعاء ومن دون استثناء. وللاسف كانت الاجابة عليه من المعنيين بكلام تهديدي امني علني صدر عن وزير خارجية مصر يحمل في طياته الكثير من المعاني «ان هذه قوات قادرة للدفاع عن هذا الوطن ضد امثالك» . من هنا فخامة الرئيس، واعذرني سيدي ومن دون