صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 1/1/2009
ــ صحيفة السفير غاصب المختار : خطاب الاعتدال وخيـار المقاومـة . اعتمدت قوى الموالاة في الحكومة وخارجها خطابا سياسيا واحدا حول مجازر اسرائيل في غزة، قام على محاولة خلق انطباع سياسي بان يُترك اهالي القطاع المحاصر لمصيرهم العربي، بحجة رفض إدخال لبنان سياسة المحاور العربية، وعدم تحويله ساحة صراع، ... وإذا كان "حزب الله&laqascii117o; وحلفاؤه من داعمي خط المقاومة، قد سكتوا عن الايحاءات التي تضمنها خطاب قوى الموالاة، والتي تستهدفه حصرا وبالدرجة الاولى، فذلك عائد الى حرص منه على استقرار الساحة الدخلية، وعلى ما تبقى من مكونات "اتفاق الدوحة&laqascii117o;، وعلى استقرار الوضع الجنوبي بشكل خاص مع وجود قوات اليونيفيل، .. الا ان "حزب الله&laqascii117o; الذي يعي ابعاد الحلقة الاسرائيلية الجديدة، لا ينام على حرير الوعود العربية والدولية، ولا على ضمانات هشة من المجتمع الدولي، لذلك استنفر قوات المقاومة تحسبا لما جرى الحديث عنه عن احتمال حدوث انعطافة اسرائيلية عسكرية باتجاه لبنان بعمل عدواني ما، وان كان محدودا. ولكن خطاب قوى الموالاة بتحييد لبنان، وتخويفها من "صفقات&laqascii117o; على حساب لبنان في المفاوضات غير المباشرة التي كانت تجري بين سوريا واسرائيل عبر الوسيط التركي، وجدت صداها لدى اطراف في المعارضة، اعتبرت ان خوف الموالاة قد يكون في محله، لكن هذه الصفقة لو تمت تعني استفراد اسرائيل للبنان، ما يحتم التمسك اكثر بما يحمي لبنان، وهو ليس الا استمرار المقاومة، بل زيادة قدرتها، وحمايتها اكثر وتوسيع نطاق الالتفاف الشعبي والرسمي حولها، لأنها العامل الوحيد الذي يقي لبنان شرور السياسة الاسرائيلية. وقد عبرت مناقشات جلسة مجلس الوزراء في بعض جوانبها السياسية، عن الانفصام في الرؤية السياسية الرسمية ... ولعل تكرار اسرائيل هروبها من ازماتها الداخلية باتجاه مزيد من الحروب وقلب الطاولة امام العرب مجتمعين، عامل اضافي من عوامل الدفع الى الخوف من احتمال انعطاف اسرائيل حربيا باتجاه لبنان، ...وخطاب قوة الموالاة بنظر اطراف المعارضة سبق واعتمد في حرب تموز، ولم يؤدِ الى التزام اسرائيل بالقرار ،١٧٠١ كما لم يؤدِ الى تحرير الاسرى، ولا الى الزام اسرائيل بالانسحاب من الشطر المحتل من بلدة الغجر، او مزارع شبعا المحتلة، فإلى متى التمسك بخيارات غير مجدية، بينما خيار المقاومة سبق والزم اسرائيل بالكثير بعد هزيمتها؟
ــ صحيفة السفير محمد بلوط : فشل باريس في "اختراق إنساني&laqascii117o; لغزة يعزز مخاوف من اتساع العدوان ليطال لبنان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتوجه إلى محطة إسرائيلية لمدة أربع وعشرين ساعة في تل أبيب ورام الله، في محاولة أخيرة لانتزاع هدنة إنسانية، تسمح بإحياء العملية السياسية. المحاولة الفرنسية الأولى لإحداث اختراق "إنساني&laqascii117o;، لم يكتب لها النجاح. ..لم يذهب الأوروبيون بعيداً في مطالبهم، ليس بسبب الموقف الإسرائيلي المنتظر، بل بسبب الانقسام الذي يسود صفوفهم، ..ويسبق المحطة الإسرائيلية وصول الرئيس ساركوزي إلى لبنان لتفقد الجنود الفرنسيين في "اليونيفيل&laqascii117o;. إلا أن الاليزيه لا يزال يحاذر تأكيد الزيارة، ويربط تحققها بنتائج المباحثات التي سيجريها غدا مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني. .. تأخير الزيارة خمسة أيام لا يعمل، عمدا أو عن غير عمد، على إفساح المجال لإسرائيل لتعزيز الوقائع العسكرية على الأرض..ونافل القول أن ساركوزي ينظر بقلق إلى العدوان الإسرائيلي على غزة. وعندما سيلتقي بضباط "اليونيفيل&laqascii117o; في جنوب لبنان، قد يسمع ما يعزز قلقه من تحليلات لهؤلاء، مشابهة لما تردده أوساط الأركان الفرنسية وما يتحدث به بعض العائدين من ضباط "اليونيفيل&laqascii117o; إلى فرنسا، أو أولئك الذين طلبوا نقلهم إلى أفغانستان، الأكثر حيوية، والأقل إحباطا عسكرياً وضجراً من جنوب الليطاني. وتذهب المخاوف الفرنسية أبعد مما قد يترتب من نتائج مباشرة لعملية غزة. ومصدر القلق ما يقوله الإسرائيليون إن غزة ليست سوى بداية لعملية مديدة يستعيد فيها الجيش الإسرائيلي اعتباره، بعد الهزيمة التي لحقت به في عدوانها على لبنان تموز .٢٠٠٦ وقام الجيش الإسرائيلي بإعادة تنظيم قوات جولاني، وتدريع الميركافا بجهاز تدمير للصواريخ المعادية قبل بلوغها الهدف. ويقول ضباط فرنسيون إن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، من غير طيار، رفعت في جنوب لبنان تحليقها، من ٤١٧٦ ساعة عام ،٢٠٠٦ إلى ٢٥٠٠٠ ساعة عام .٢٠٠٨ ويعتقد في الأركان أن الجيش الإسرائيلي بلغ درجة "غير مسبوقة&laqascii117o; من الاستعداد للقتال، لكن هذا الاستنتاج ينطبق على الجنود في الخدمة، ويستثني المدعوين إلى خدمة العلم، وهؤلاء يفر منهم ٢٠ في المئة سنوياً. ويتحدث مصدر عسكري فرنسي أن العدوان على غزة ليس سوى تمرين، قبل محاولة الثأر من حزب الله، الذي لن يستطيع الجيش تفادي معركة معه في المستقبل. ويرتبط توقيت المواجهة مع حزب الله، بقرار تدمير البنى النووية الإيرانية، على أن يسبقه حرمان إيران من أي قدرة على الرد والانتقام، للضربة الإسرائيلية المحتملة. وتحاذر إسرائيل القيام بتوجيه أي ضربة للنووي الإيراني دون أن تقوم مسبقاً بتدمير مخزون حزب الله من الصواريخ. لكن ذلك السيناريو ينتظر اختباراً أميركياً لخيار الانفتاح على إيران. وإذا لم تثمر سياسة الحوار والعقوبات، التي يدافع عنها ساركوزي، ويتبناها أوباما، بوقف التهديد النووي الإيراني، أو تأخيره على الأقل، سيلجأ الإسرائيليون، خلال عام ،٢٠٠٩ بموافقة أو رفض أميركي، إلى مواصلة ما بدأوه في غزة... ضد لبنان وإيران.
ـ صحيفة المستقبل ناصيف حتي: سواء جرت هدنة إنسانية أو خفّت حدة العدوان تحضيراً ربما لعدوان برّي فإن المفارقة تبقى أنّ إسرائيل مضطرة في نهاية المطاف إلى القبول بالدخول في تفاهم جديد مع 'حماس' أياً كان شكل هذا التفاهم وصيغته والأطراف التي ستتولى هندسته. فالتفاهم هو البديل الممكن لانفجار حرب إسرائيلية فلسطينية تعيد خلط الأوراق في المنطقة كلياً، أو لاستمرار سياسة العدوان المتقطع التي ستؤدي بطبيعة الحال إلى الانفجار. فلا قدرة لإسرائيل لإلغاء 'حماس' أو إخراجها كلياً من اللعبة، وفي نهاية المطاف ستتجه الأمور نحو خلق نوع من 'تفاهم نيسان' إسرائيلي حمساوي يذكر بتفاهم نيسان اللبناني الإسرائيلي لعام 1996 رغم اختلاف الظروف بين الحالتين. تفاهم يبدأ بوقف كلي للعدوان الإسرائيلي وبخلق تهدئة على أسس جديدة تتضمّن رفع الحصار عن غزة ووجود أطراف متعددة تقوم بدور مهندس هذا التفاهم والشريك فيه والضامن له خصوصاً. ويطل الدور التركي كنموذج لهذا الدور المتعدّد الأطراف المشار إليه في صناعة هذا التفاهم.
ـ صحيفة المستقبل فيصل سلمان: مؤيدو 'حماس' يراهنون على تحرك 'الجماهير العربية' ومن هنا يمكن فهم المواقف التي أطلقها أمين عام 'حزب الله' حسن نصرالله. يقولون ان الصمود قادر على ردع اسرائيل، ولا تعيبهم المفاخرة بعدّ أيامه على الرغم من الخسائر البشرية الكبيرة. ثمّة منطق يفترض أن ما يجري يمهد لتسوية ما كانت تتطلب 'حرب تحريك' وسرعان ما ستتوصل الواسطة الأوروبية والتركية الى اقتراحات حلول.في جميع الأحوال يسأل الكثيرون عن ماذا تريده إيران من أميركا وما هو موقفها من سوريا التي كانت تتحضّر لمفاوضات مباشرة مع إسرائيل.. وعمّن يضمن سلامة 'حماس' و'حزب الله'.. والجواب لن يكون سريعاً.
ـ صحيفة المستقبل أسعد حيدر: ليس أمام شعب غزة ما يفعله سوى الصمود. إنه شعب محاصر أساساً، وحصاره يزداد قساوة وشدة مع الحرب التي فُرضت عليه، وهو غير قادر عليها، القول بأن صموده يحقق الانتصار كما حصل في جنوب لبنان خطأ وخطيئة. المقاومة في الجنوب كانت تمتلك مخروناً من الذخيرة وخصوصاً الصواريخ ما يكفي لحربين. 'حماس' ليس لديها هذا المخزون. صواريخ غراد فخر هذا المخزون، كان وما زال سلاحاً عادياً لدى المقاومة. طرق الإمداد كانت مفتوحة أمام المقاومة في جنوب لبنان. أهل الجنوب شكلوا عمقاً جغرافياً للمقاومين، مما حماهم من هجمات الطيران. شعب غزة محاصر وبلا ملاجئ، إن لم يدفع من مائه دفع من أعصابه خوفاً وجروحاً نفسية، خصوصاً لدى الأطفال لا تندمل. الأسوأ من كل ذلك أن إسرائيل باعت ونجحت في تصوير نفسها ضحية، حتى صحيفة 'اللوموند' المعتدلة وضعت صواريخ حماس التي لم تقتل أكثر من أربعة إسرائيليين في خانة 'الجريمة ضد الإنسانية'، ولذلك تبدو قادرة على إدارة هذه الحرب رغم الاعتراضات أسبوعاً آخر وربما أكثر، ولذلك تبدو غير مستعجلة على إقحام جيشها براً، حتى ولو كان هدفها ليس احتلال غزة كلياً وإنما اقتطاع مربع بيت حانون في شمال القطاع بعمق خمسة كيلومترات وطول ثمانية ومستطيل فيلادلفيا بعمق خمسمائة متر للتخلص من الأنفاق، لذلك من الصعب جداً حسم مدة الحرب، وبالتالي معرفة نتائجها.
ـ صحيفة الديار مازن يوسف صبّاغ: كونوا أحراراً تحت النار قراءة في خطاب السيد حسن نصرالله ألقى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كلمة في الحشد الذي تجمع في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء في الرويس في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت مساء يوم الاحد 28/12/2008، وهي كلمة لا يمكن اعتبارها عادية حتى ضمن بقية كلمات سماحة السيد، وإنما هي كلمة استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.(...)
ــ صحيفة السفير حلمي موسى : غزة تطلب الثأر.. فهل غيّرت إسرائيل ميزان الردع لمصلحتها؟ ..لا يختلف الأشد اعتدالاً بين الساسة والمعلقين الإسرائيليين (وليس أكثرهم تطرفاً) حول أن أهم أهداف الحرب الجارية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، خلق ميزان ردع جديداً مع حماس وفصائل المقاومة هناك. ويعتقد هؤلاء أن هذا الهدف قد تحقق بفعل الصدمة التي مثلتها شدة الضربات الجوية وسيل الدماء المتدفق من مئات الشهداء وآلاف الجرحى. ولكن هذا الاعتقاد يخلو من ملاحظة الطرف الآخر في المعادلة: هل هذه هي حال المقاومين في القطاع؟ .إن الحسابات الإسرائيلية تجاه هذه المسألة تبدو بالغة التناقض. ومن الجائز أن هذا التناقض هو الذي أنتج في اليومين الأخيرين الشقوق الأولى في وحدة الموقف الإسرائيلي من "العملية المتدرجة&laqascii117o; التي أسميت "الرصاص المسكوب&laqascii117o;. وقد تركز الخلاف أساساً حول ما إذا كان ينبغي وقف العملية الآن، أم انتظار فرصة أخرى. ويبدو أن القيادة الإسرائيلية قيدت نفسها يوم أمس بقرار رفض المبادرة الفرنسية وإعلان استمرار العملية طالما ظلت الصواريخ تنطلق من القطاع نحو المستوطنات. ولا يخفي معلقون إسرائيليون تقديرهم بأن العملية الإسرائيلية التي أثارت فخر القيادة بنجاحها، قد تكون مجرد شرك عسلي يمكن أن يقود إلى تكرار الأخطاء ذاتها التي اقترفت في حرب لبنان الثانية. ..ومما يزيد الطين بلة لدى الإسرائيليين شعورهم بأن كل ما كانوا يعرفونه عن القطاع وكذا تقديراتهم قد لا يكون دقيقاً على الأقل..من الجائز أن إسرائيل وبعد أيام قليلة من بدء حربها الجديدة صارت تدرك أن النتائج قد لا تكون بمستوى الأهداف التي حاولت رسمياً جعلها متواضعة: جلب الهدوء لسكان الجنوب. ومن المؤكد أن تواضع الهدف الرسمي الإسرائيلي لا يوازيه إلا تواضع الهدف الفلسطيني بوقف الصواريخ في مقابل فتح المعابر.
ــ صحيفة السفير حلمي موسى : العملية البرية الإسرائيلية: احتمالات ... ومخاوف . برفضها المقترح الفرنسي للهدنة الإنسانية، أعلنت إسرائيل عمليا بداية نهاية المرحلة الأولى من الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ويعني ذلك اتخاذ القرار بالهجوم البري بعد استكمال الاستعدادات له وإنجاز التمهيد المدفعي لذلك. وقد ترافق هذا القرار مع بدء التدخل الأميركي في المداولات الجارية بشأن استراتيجية الخروج الإسرائيلي من هذه المعركة. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية في وقت متأخر من مساء أمس إلى أن القوات الإسرائيلية المحتشدة حول قطاع غزة تلقت تعليمات بإتمام جاهزيتها للعملية البرية حتى صباح يوم الجمعة المقبل. .. وتشدد جهات إسرائيلية كثيرة على أن العملية البرية التي يجري الحديث عنها هي في الواقع مجموعة عمليات تكتيكية ترمي إلى تشديد الضغط على قيادة حماس للقبول بالتهدئة بشروط إسرائيلية. وترمي هذه العمليات إلى مباغتة المقاومين في مناطق غير متوقعة وبهدف إخراجهم عن توازنهم وتحطيم نقاط تواصلهم. ومع ذلك لا تستبعد هذه الجهات أن تتعقد الأمور وتغدو العملية البرية ورطة كبرى تفضي إلى إعادة احتلال القطاع. وهذا ما يدفع كثيرين إلى التأكيد بأنه من الصعب رؤية نهاية هذا الصراع من الآن. وتحدد القيادة العسكرية من الآن أهدافا موضعية للعمليات البرية المقصودة. وبين أبرز هذه الأهداف قتل أكبر عدد ممكن من أفراد المقاومة وتدمير بنى تحتية ومخازن يصعب تدميرها من الجو. ..
ــ صحيفة السفير : العملية البرية والخيارات الصعبة . أظهرت السجالات التي دارت في اليومين الأخيرين في القيادة الإسرائيلية أن العملية البرية في قطاع غزة ليست نزهـة. وكانت إسرائيل تأمل أن تحقق الضربة الجوية هدفها الأساس وتدفع حركة حماس وفصائل المقاومة إلى القبول بالاشتراطات الإسرائيلية ... ولكن ما أن تبين أن هذا الهدف لم يتحقق واستمرت الصواريخ بالتساقط على إسرائيل حتى صار الحديث عن العملية البرية نوعاً من القدرية. فالجيش الإسرائيلي يشـعر أن وقف النار الآن ومن دون وقف الصواريخ يجــبره على تنــفيذ عملية برية. والخلاف حــول هذه العمــلية قائم في المستوى العسكري بشكل لا يقل عنه في المستوى السياسي. .. وهكذا فإن وزير الدفاع إيهود باراك حــاول التشبث بالمبادرة الفرنسية كوسيلة للتــخلص من مخاطر العملية البـرية أو من أجل توفيــر أقصى الجهد لإنجاحها. وبحسب عاموس هارئيل في "هآرتس&laqascii117o; فإن "توصية باراك جاءت على خلفية التأخير في بدء الحملة البرية في القطاع. فالقوات تحتشد منذ يومين، في ظروف طقس قاسية على مقربة من القطاع وتتلقى قذائف الهاون. وتحت غطاء المطر، تواصل حماس إطلاق الصواريخ. قتلى إضافيون في الجبهة الداخلية من شأنه ان يثير ضغطاً جماهيرياً على الحكومة للبدء بهجوم بري، قبل ان نستنفد الفرصة بإنهاء الحرب&laqascii117o;. ..غير أن في الجيش الإسرائيلي من يسعى في الأسابيع الأخيرة إلى تحطيم الشعور الشائع بأن الجيش يخشى العمليات البرية. ويطالب هؤلاء بقوة بتنفيذ العملية البرية التي تحقق هدف السيطرة الميدانية التي توفر القدرة على منع إطلاق صواريخ. ومع ذلك فإن المخاوف تتعاظم وهو ما تجلى في اضطرار قيادة الجيش للمطالبة حتى الآن بتجنيد احتياطيين. وكان التجنيد الأول لحوالى سبعة آلاف جندي والثاني لـ٢٥٠٠ ويزيد.
ــ صحيفة السفير نبيل هيثم : أسئلة عن أداء الداخليين .. والرهان على الانقلاب من غزة إلى لبنان ."حزب الله&laqascii117o; يتجاوز الفخ: "لن تكتب الحياة لأجندتهم&laqascii117o;! بعد اكتشاف الصواريخ المشبوهة في الناقورة، وقبل يوم واحد من الحرب الإسرائيلية على غزة، تحرّكت آلة ١٤ آذار السياسية والإعلامية والفضائية، في اتجاه نسب هذه الصواريخ الى "حزب الله&laqascii117o;، وبناء على فرضية اتهامية بأن الحزب هو الوحيد الذي يملك حرية الحركة في تلك المنطقة. ليس المريب نصب الصواريخ من الجنوب اللبناني عشية بدء الحرب على غزة، بقدر التلقف السريع لهذا الحدث المشبوه من قبل منظومة ١٤ آذار السياسية والإعلامية، ومحاولة الاستثمار عليه، وقد بدا ذلك واضحاً في تكرار معزوفة "جر لبنان الى حروب غيره&laqascii117o;. وبدا أكثر من واضح في القراءات المعدّة سلفاً لهذا الحدث، وقد أجهد سمير جعجع نفسه وهو يحاول من معراب تسويقها في الذهن اللبناني، ومن ثم التبرّع على درج بكركي في الرد على السيد حسن نصر الله من الزاوية المصرية! وبديهي في هذا المجال، إخضاع هذا التحرّك لاستفهامات لتبيان موجباته، وما اذا كان منطلقه "الضغينة السياسية&laqascii117o; التي يضمرها هذا الفريق لـ"حزب الله&laqascii117o;، ام انه يتناغم أو يلبي "إشارات تأكيدية بحصول الحدث الغزاوي&laqascii117o; وردت من "مكان ما&laqascii117o;، قبل "همروجة الصواريخ... بناءً على ما تقدم، يبقى السؤال: لماذا "حزب الله&laqascii117o; والتركيز عليه الآن، ولماذا نسب الصواريخ اليه دون غيره؟ والأخطر لماذا إغماض العين عن كثير من القوى الأخرى، منها لبنانية وغير لبنانية، ومنها أصولية، ومنها مأجورة، ومنها مخابراتية ذات النسب الإسرائيلي؟ .. طبيعي جدا في موازاة هذا الهجوم عليه، أن يستنفر على الجبهة السياسية في الداخل، بالتوازي مع جهوزية المقاومة لمواجهة أي عدوان جنوبا. وكدلالة واضحة على مدى الخطورة، أفرد السيد حسن نصر الله زاوية استثنائية لهذا الموضوع في "خطاب الاحد&laqascii117o;، لتأكيد فهم الحزب لـ"الرسالة الصاروخية&laqascii117o; وان هذه الصواريخ المشبوهة بزمانها ومكانها وتوقيتها السياسي، المقصود منها بالدرجة الأولى جرّ المقاومة الى "فخ مكين&laqascii117o;. ما يعني دفع المقاومة الى التورّط الصاروخي في المكان والزمان اللذين لا تريدهما، بما يسهّل منطق الفخ، وما قد يليه؟! المسلّم به لدى مستويات سياسية مختلفة، هو رهان فرقاء في لبنان على ما سيثبت عليه وضع غزة لناحية هزيمة حماس، ومحاولة سحب هذه الوقائع في اتجاه لبنان من خلال سيناريو تدميري مشابه ينتقم من المقاومة عن كل المرحلة السابقة، بما لا يعني فقط إحداث انقلاب في المشهدين اللبناني والفلسطيني، بل في كل الوقائع الشرق أوسطية. ..وبالإضافة الى ذلك، ترى المستويات السياسية المذكورة أن في رهان حلفاء الاعتدال على انقلاب المشهدين الفلسطيني ومن ثم اللبناني، شيئاً من الحلم واللاواقعية، بالاستناد الى أساسين: الاول: الوقائع الميدانية التي أدت في لبنان الى انتصار المقاومة ولبنان في حرب تموز ،٢٠٠٦ والتي ما زالت تحول دون تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة. الثاني: أن المقاومة قارئة واعية للأحداث وحاضرة في الميدان. وهي مع إدراكها للارتباط الموجود بين غزة ولبنان، فإنها واعية لمحاولات نصب الفخاخ التي تحاول أن تفرض عليها "أجندة ما&laqascii117o;، وبالتالي تفشيلها لهذه المحاولات، كما حصل مع الصواريخ المشبوهة، يعكس إصرار المقاومة على اعتماد أجندتها الخاصة في زمانها وفي مكانها. ومن هنا، تبرز ملاحظة مكمِّلة من شقين: الاول: نجاح المقاومة من خطاب يوم التضامن مع الشيخ نعيم قاسم، وصولا الى الإطلالتين الأخيرتين للسيد حسن نصر الله، في رفع درجة التحفـز السياسي والإعلامي لجمهور المقاومة والممانعة في لبنان الى الحد الأقصى. ونجاحها ايضا في توجيه رسالة تأكيدية أن منطق المقاومة في اللحظة الراهنة، لن يسمح بأية عملية جراح داخلية، تمس بالإجماع الوطني والتوحد حول غزة. الثاني: إن توجه السيد حسن نصر الله الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بطريقة لافتة للانتباه ومخاطبته من موقعه كرئيس توافقي للبنان لاتخاذ موقف تعجيلي بالقمة العربية. وكذلك التجاوب السريع للرئيس سليمان بعد أقل من ساعة، ومن ثم ترجمة هذا التجاوب في مجلس الوزراء، أظهر أن منطق المقاومة في المسرح الداخلي لا يزال متقدما.
ــ صحيفة السفير محمد نور الدين: الطيب&laqascii117o; إردوغان "الأعرب&laqascii117o; من العرب . كما في إثر عدوان تموز ٢٠٠٦ على لبنان، اليوم أيضا كان رجب طيب إردوغان، في اثر العدوان الإسرائيلي على غزة، "الأكثر عروبة&laqascii117o; من نظرائه في غالبية الدول العربية. ففي حين تخلى معظم القادة العرب عن اتخاذ أدنى خطوة تشعر أهل غزة أن هناك من "العربان&laqascii117o; من هو معهم، كان إردوغان يصف ما فعلته إسرائيل في غزة بأنه "جريمة ضد الإنسانية&laqascii117o;، ويبادر إلى ما يشبه سحب مبادرة الوساطة، أو على الأقل التلويح القوي بالانسحاب منها، في حين كان الزعماء العرب يفشلون حتى في تحديد موعد لقمة عربية محتملة.
ــ الاخبار إبراهيم الأمين: ماذا سيفعل حزب الله؟... سؤال يؤرّق العدو ويحيّر الصديق. هل نستفيق على هدير صواريخ تنهال على شمال إسرائيل ووسطها وجنوبها؟ أم هل نشهد عمليات قصف مركزة من مدفعية منصوبة في مكان ما على أهداف إسرائيلية على طول الجبهة الشمالية؟ هل يُعلن الحزب التعبئة العامة وفتح الحرب من دون إذن من أحد نصرةً لأهل غزة؟ وهل يتدفق آلاف المقاتلين إلى الجنوب للقيام بأعمال تهدف إلى تخفيف الضغط عن رفاقهم في جنوب فلسطين؟ في الأمكنة الأكثر هدوءاً، ثمة سياق متصل من الأسئلة: هل يقدر حزب الله على فتح جبهة جديدة؟ هل يسمح له اللبنانيون بذلك؟ وهل يتحمّلون موجة عنف وتدمير من جديد؟ هل دخول الحزب في الحرب يعني دخول سوريا، وبالتالي اندلاع مواجهة إقليمية كبيرة؟ وهل الحزب يخطّط لعمل عسكري يهدف إلى قلب الطاولة فوق رؤوس الجميع؟ وفي لحظة واحدة، يصمت الجميع، ليعودوا إلى السؤال الذي عبّر عنه أحد الصحافيين في إسرائيل بالقول: في إسرائيل لغز اسمه حزب الله، ماذا سيفعل وأين وكيف؟ وبموازاة العمل الأمني والاستقصائي لمعرفة نمط تفكير الحزب في هذه اللحظات، تلجأ الولايات المتحدة والعواصم العربية المتورطة في العدوان وأنصارها من صغار قومنا في لبنان إلى ما يعتبرونه حرباً وقائية تبدأ من اكتشاف مفاجئ للصواريخ جنوباً، وقبل اكتمال التحقيق الميداني من القوى الأمنية تنطلق التصريحات المحذرة من أن يكون حزب الله يريد جرّ إسرائيل إلى مواجهة كبيرة. ويتصرف هؤلاء على أساس أن حزب الله يعرف حتماً كل ما يحصل في الجنوب، وأنه يقدر على إعطاء الإذن، وأنه يقدر على منع هذه الأعمال إن أراد. لكن أصحاب هذا المنطق لا يسألون أنفسهم: إن كان حزب الله يقدر على فعل ما يريد في أي وقت، ويضبط كل شاردة وواردة، فكيف لم ينتبه إلى قيام مجموعة عسكرية إسرائيلية بعملية تسلل أعقبها خطف لمواطنين اثنين؟ وهل كان يضره أن يأسر أفراد المجموعة الإسرائيلية أو يقتلهم ببنادق صيد لا برشاشات حتى لا ينخدش شعور القرار 1701 وشعور أصحابه ونواطيره المنتشرين على طول الحدود؟ أم أن حزب الله هو من استدرج إسرائيل إلى هذه الجريمة كي يرد عليها لاحقاً؟ وأكثر من ذلك، يسعى البعض إلى تحميل رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقيادة الجيش مسؤولية ما قد يحصل في الجنوب، فيكون الضغط باتجاه أن تطلق مواقف يسارع كتبة 14 آذار إلى تفسيرها بأنها تحذير غير مباشر للمقاومة من مغبة القيام بأي عمل عسكري بحجة دعم أهل غزة، وهو الكلام الذي عاد الرئيس فؤاد السنيورة وقاله صراحة أمام الوفود الفلسطينية التي استقبلها لاحقاً، ولينتهي الأمر، بأن في لبنان قوى حليفة للمحور نفسه الفلسطيني والعربي والغربي الذي يوافق ويدعم ويغطي الحرب المجنونة على غزة. وهذه القوى مطلوب منها بعض الأعمال الوضيعة كما جرت العادة، ومهمتها هي الحؤول دون قيام أي عون من لبنان لغزة وأهلها ومقاومتها.. إلا أن كل ذلك، وكل الإجراءات الوقائية لا تنفع الإسرائيليين الذين يبحثون بكل الوسائل عما يمكن حزب الله القيام به: هل يختار الآن هدفاً للرد على اغتيال الشهيد عماد مغنية؟ أم يفعّل خلاياه الفلسطينية للقيام بأعمال تحت عنوان التضامن مع غزة؟ أم يقوم بأعمال مباشرة لجرّ إسرائيل إلى مواجهة شاملة بأعباء مضاعفة؟ إلا أن الصمت القائم من جانب الحزب ليس صمتاً كاملاً كما يعتقد كثيرون، بمن فيهم أنصار المقاومة ومحبوها، بل إن الحزب يسير في سياق تضامني تصاعدي مع المقاومة ومع أهل القطاع المحاصر بالحديد والنار. وهو تضامن له أوجهه المختلفة، والمواقف التي أطلقها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله حيال المؤامرة العربية ـــــ الأميركية على فلسطين، كان له وقعه، لا عند المعنيين بالأمر فحسب، بل كان له أثره الكبير لدى الفلسطينيين الصامدين في غزة أيضاً، وخصوصاً المقاومين الذين يعرفون حجم الدعم الذي يقدمه حزب الله منذ سنوات طويلة للمقاومين في فلسطين على اختلاف مذاهبهم السياسية والعقائدية، .. ..وحزب الله الذي خبر الإسرائيليين، بات يعرف من أين تؤكل الكتف، وعندما تحين ساعة الحساب، لا بأس من بعض الخيال في توقع ما لا يمكن توقعه!
ــ صحيفة الاخبار نادر فوز: غزّة تعيد استراتيجيا الدفاع إلى الصفر. عادت صور الدمار الذي يخلّفه العدوان الإسرائيلي على غزّة، بالذاكرة إلى مشاهد عدوان تموز 2006. تتخبّط الأنظمة العربية بين التقاعس والعجز. أما اللبنانيون، إضافةً إلى هذين، التقاعس والعجز، فهم عالقون في الدعوة إلى توحيد الصفوف الداخلية. أهم ما يمكن التفكير به والواقعة حاصلة في غزّة، الاستراتيجيا الدفاعية التي يناقشها أركان طاولة الحوار الوطني اللبناني والتي لم تزل في خطواتها الأولى. من المتوقع، بحسب شخصيات سياسية قريبة من المعارضة، أن يكون لأحداث غزّة تأثيران مباشران على موضوع الاستراتيجيا: إما أن تقضي نهائياً على المشروع، وتكرّس مفهوم المقاومة كما هو، رغم تخوّف ديموغرافي وطائفي من سلطة هذا السلاح &laqascii117o;الفئوي"، وإما أن تسرّع الأطراف بحث الملف والتوصّل إلى صيغة &laqascii117o;توافقية"، يبصم عليها الجميع، وهو أمر مستبعد من جهة حزب الله وسواه من القوى الحليفة. أما التأثير الثالث فيتمثّل بأن لا تتطرّق استراتيجيا الدفاع الوطني إلى صيغة التعبئة المدنية، وتبقى استراتيجيا على مستوى أعمال الإغاثة وغيرها من أشكال المقاومة المدنية المحدودة أو غير الموجودة في لبنان إلا بصيغة تطوّع فردي غالباً ما يكون ذا طابع سياسي. أي أن تكون استراتيجيا الدفاع مختلفة عن الواقع الذي طرحت فيه والهدف الذي طرحت له، فيبقى سلاح المقاومة بيد حزب الله، وتقوم المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان بإجراء تدريباتها الخاصة مع المعدّات والتقنيات التي تقدم لها (ميغ 29 وغيرها)، وتجري تعبئة مدنية لأعمال الإغاثة.
ــ صحيفة النهار اميل خوري: اسرائيل لاتستطيع تحمل هزيمة جديدة في غزة بعد ما تعرضت له في لبنان.هل يتخذ مجلس الأمن قراراً شبيها بالقرار 1701 ؟ اذا كان العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 لم يحقق اهدافه، وهو القضاء على 'حزب الله' وعلى بنيته العسكرية وانتهى بصدور القرار 1701 ... فهل يتوصل العدوان الاسرائيلي على غزة الى تحقيق اهدافه المعلنة، وهي اسقاط نظام 'حماس'، ؟ تقول مصادر ديبلوماسية ان اسرائيل مصممة على تحقيق اهداف عدوانها على غزة وقد لا تقبل بوقف اطلاق النار الا بشروط بينها ان تتسلم السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس زمام الامور في غزة، وازاحة حكومة هنية المقالة التي ترفض استعادة الحقوق الفلسطينية بالوسائل السلمية بل بالمقاومة. واذا كانت اسرائيل قد عجزت عن تحقيق اهداف عدوانها على لبنان فإن المصادر نفسها ترى ان اهداف العدوان الاسرائيلي على غزة تختلف عن اهداف عدوانها على لبنان واسبابه وذلك للاسباب الآتية: أولاً: ان اسرائيل اذا كانت قد استطاعت استيعاب عجزها عن تحقيق هدفها في لبنان الا وهو القضاء على حزب الله وعلى بنيته العسكرية، فلأن هذا الحزب ليس هو الحزب الحاكم في لبنان مثل حركة 'حماس' في غزة.. ثانياً: ان اللبنانيين كانوا متضامنين في مواجهة العدوان الاسرائيلي ولم يدعوا 'حزب الله' يواجه وحده هذا العدوان بل تحملوا معه النتائج . ثالثاُ: ان الدول العربية لم تكن منقسمة كما هي اليوم في مواجهة العدوان الاسرائيلي . رابعاً: ان العدوان الاسرائيلي على لبنان لم يمنع مد 'حزب الله' بالاسلحة والذخائر من سوريا وايران، وهو ما مكنه من الصمود ومنع الجيش الاسرائيلي من تحقيق اهدافه، في حين ان 'حركة حماس' في غزة محاصرة براً وبحراً وجواً . خامساً: ان اسرائيل لا تستطيع أن تتحمل هزيمة عسكرية جديدة في غزة في غضون سنتين بعد هزيمتها في لبنان ما لم تحقق الاهداف المعلنة لعدوانها. ..
ـ صحيفة النهار علي حمادة : الخطأ في حق مصر بشعبها وجيشها ! أول الأخطاء على مستوى الحرب الوحشية على غزة، ذلك الخطأ الذي ارتكبه الامين العام لـ'حزب الله' في حق مصر والجيش المصري والشعب المصري. فالدروس التي يلقيها السيد حسن نصرالله على المصريين غير مقبولة، خصوصا انها تأتي في سياق حرف الانتباه عن مسألتين مهمتين: الاولى، مسؤولية المحور الايراني – السوري، ودور 'حزب الله' غير المنظور في دفع 'حماس' قبل سنة ونصف سنة الى الانقلاب على الشرعية الفلسطينية، ثم تحريضها على الانزلاق نحو حرب الانابة عن طهران ودمشق يدفع ثمنها الغزاويون بلحمهم ودمهم وممتلكاتهم. اما الثاني فهو الكشف الفاضح لاحد اهم وظائف الحزب على المستوى العربي، اي زرع الشقاق في الاجتماع السياسي العربي تحت عنوان القضية الفلسطينية التي تستغلها ايران وجماعاتها في العالم العربي وسيلة لاختراق الكيانات العربية، وتفجير المجتمعات العربية من الداخل. فما معنى دعوة نصرالله الى تحريض كلا الشعب والجيش، في دولة لها تراثها، ولها تاريخها الكبير السابق ليس للحزب وحده بل للثورة الايرانية، والبعث في سوريا. أما كان في وسع نصرالله، الذي بالغ كثيرا في تقدير مكانته التي تراجعت كثيرا في مصر والعالم العربي، ان يدعو الجيش السوري الى نقض الهدنة 'المثالية' في الجولان، او ان يحرض الايرانيين الذين يفاخرون بقوتهم العسكرية الى استخدامها مباشرة؟ طبعا لا، فـ'حزب الله' يشن حربا دعائية سياسية ومعنوية على النظام العربي الشرعي الذي يعرف مثلما نعرف في لبنان ان الوجه الأسوأ والاكثر قتامة في حرب غزة ليس الاجرام الاسرائيلي بمقدار ما هو التوريط المتعمد لاكثر من مليون فلسطيني في حرب ما كانوا يريدونها، على القاعدة نفسها التي جرى فيها توريط لبنان واللبنانيين في حرب تموز 2006. وغدا، على غرار ما فعل 'حزب الله' في لبنان بعد موت اكثر من 1300 مواطن بريء وتدمير البلاد واقتصادها، ستخرج قيادات 'حماس' من مخابئها لتعلن على انقاض البنيان وفوق قبور مئات الشهداء وآلاف الجرحى انها انتصرت. ...لقد تغيرت الصورة منذ تموز 2006 يوم كان الشارع العربي مأخوذا بالبروباغاندا الاعلامية، وتبدل المزاج. وما خطاب السيد حسن نصرالله الاخير ضد مصر سوى خطأ آخر يضاف الى لائحة طويلة جدا. ولعل كلام نصرالله فعل فعله عكسيا. ومن يدري، فقد تسير غداً تظاهرات في قلب القاهرة تحرق اعلام 'حزب الله' في الساحات!..في الخلاصة، يرمي كلامنا الى لفت قادة 'حزب الله' الى نقطتين: الاولى، ان لبنان ليس مستعدا للحاق بكم بينما تؤدون وظائفكم الاقليمية من دون ان تقيموا حسابا للوطن والامة بكل مكوناتهما. وثانيا، انكم احرار في ما تفكرون به او تنطقون به، لكنكم لا تملكون ان تتكلموا باسم اللبنانيين، ولا سيما عندما تشنون حربا دعائية ظالمة على العرب وتحديدا على مصر!
ـ صحيفة النهار رندى حيدر: المطلوب توظيف ما يحدث في غزة في تسوية سياسية مع 'حماس' . في اليوم الرابع للعملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة تركزت التقارير والتعليقات الاسرائيلية على العملية البرية وشروط التوصل الى تهدئة جديدة مع حركة 'حماس'. وفيما برز الخلاف في الرأي بين افراد الطاقم السياسي حول العملية البرية واحتمالات القبول بهدنة موقتة، ابرزت تعليقات الصحافيين الاسرائيليين اتجاها واضحا الى ضرورة توظيف ما حدث في تسوية سياسية مع 'حماس'. ظهر ذلك في تعليقات الصحف الكبرى في إسرائيل...
ـ صحيفة النهار روزانا بو منصف : الحجم الكبير للمأساة الانسانية لا يحجب وقائع سياسية قاسية متغيرات بارزة بين تجربة 2006 والهجوم على غزة. مع ان مأساة غزة الانسانية في نهاية السنة 2008 اعادت رسم المأساة التي عاشها لبنان في حرب تموز 2006 من حيث الهمجية الاسرائيلية في استهداف المدنيين والتسبب بمجزرة فظيعة في حق الفلسطينيين كما اللبنانيين، فإن ثمة عناصر عربية ودولية متغيرة كثيرة دخلت على الخط واظهرت مشهداً سياسياً مختلفاً. والعنصر الابرز في التغييرات السياسية قد يعكسه احد العناصر المتمثلة في استقبال الرئيس السوري بشار الاسد السناتور الاميركي ارلن سبكتر بالتزامن مع غياب دمشق عن الحركة السياسية الاقليمية على رغم بعض الاتصالات الهاتفية معها، في حين ان استقبال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في عز المساعي الى وقف حرب تموز ادرج تقريباً في اطار تهمة العمالة للاميركيين.المغزى من ذلك ان سوريا التي اعلن رئيسها عشية انطلاق الحرب الاسرائيلية على غزة ان لا بد من الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل سعياً الى انجاز السلام، لن تبادر الى اعلان انتصار المقاومة وتجيير هذا الانتصار اليها كما فعلت غداة حرب تموز في مقابل تخوين العرب الآخرين، وذلك في حين تقود تركيا حملة الاتصالات والمساعي مع حركة 'حماس' من اجل وقف النار والتهدئة في غزة بالتزامن مع حملة الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله ليس على مصر وحدها، بل على الساعين الى سلام مع اسرائيل سيكون من دون جدوى قياساً بما تحققه المقاومة كما قال. ولعله الموقف الوحيد المعلن من الحزب ازاء المفاوضات غير المباشرة التي تجريها سوريا مع اسرائيل وتستعد للانتقال بها الى المفاوضات المباشرة، في وقت يبدو متعذراً على سوريا ان تلعب لعبة المؤشرات المتناقضة في هذه المرحلة بالذات. وتقول مصادر سياسية ان مأساة غزة اعادت تظهير جملة امور من بينها ان كلاً من سوريا وايران لا تودان ان تفسدا احتمالات ايجابية قد تقود اليها سياسة الادارة الاميركية الجديدة مع الرئيس المنتخب باراك اوباما ازاء كل منهما وان تكن سياستهما في العمق لم تتغير في المنطقة ولن تتغير في المدى المنظور. وفي هذه النقطة بالذات سيبرز اختلاف كبير عما كانت عليه الحال في حرب تموز 2006 التي ادرجت في جزء منها تحت عنوان 'مواجهة المشروع الاميركي في لبنان'. فالخلافات العربية العربية والعلاقة المتوترة لغالبية الدول العربية مع ايران هي جزء كبير من المشهدين، الى حد ان تركيا هي المحرك الرئيسي لمساعي التهدئة راهناً ونقطة التقاء الدول العربية المختلفة وكذلك ايران، في حين يتولى المجتمع الدولي الجزء الآخر من الضغوط الديبلوماسية والسياسية على اسرائيل.
ـ صحيفة الديار اسكندر شاهين : إسرائيل في صدد &laqascii117o;قضم غزة" بعد تقسيمها عسكريا الى 3 مربعات خطة اوباما: المسألة اكبر من غزة وبحجم المنطقة باسرها" بهذا الكلام تصف الاوساط المتابعة واقع الحال، حيث يعرف الجميع كيف بدأت الحرب على غزة ولكن لا يعرف احد كيف ستنتهي .. تشير الاوساط الى ان بعض العرب ومنهم مصر والسلطة الفلسطينية وضعت عشية مجزرة غزة في اجواء الادارة الاميركية الجديدة برئاسة باراك اوباما، حيث ابلغت اطراف عربية من فريق الرئيس الاميركي الجديد ان ادارته ستبدأ عهدها بالعمل على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل ولكن بعد القضاء على &laqascii117o;حماس" وتحطيم بنيتها العسكرية، وتسليم غزة &laqascii117o;نظيفة" الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفي معلومات الاوساط نفسها ان الخطة تقضي بدفع اسرائيل الى احتلال غزة عبر عملية قضم عسكرية بعد تقسيمها الى ثلاث مربعات... وتضيف الاوساط ان احداث غزة هي بداية للزلزال الكبير الذي بدأت هزاته الارتدادية تعصف برقعة الشرق الاوسط، وان لبنان سيكون الاكثر تأثراً بها
ـ صحيفة الديار هيام عيد : العدوان يتواصل رغم التحركات العربية والدولية مصادر ديبلوماسية . ترتدي التطورات السياسية على الصعيدين العربي والاقليمي ازاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة طابعا بالغ الخطورة بحسب مصادر ديبلوماسية مطلعة، ذلك ان استمرار الرفض الاسرائيلي لأية مبادرات سياسية اوروبية وعربية ينذر باستمرار المغامرة العسكرية في القطاع مع ما يحمله ذلك من تداعيات انسانية بالدرجة الاولى وعسكرية ثانيا وتحركات على الساحة العربية ثالثا.واوضحت المصادر ان مجموعة مقترحات لوقف اطلاق النار يجري تداولها في اسرائيل كما من قبل عواصم عربية وانه حتى الساعة فإن الاقتراح الفرنسي ما زال الاكثر قبولا لدى الحكومة العسكرية على الرغم من الانقسام داخل قيادة الجيش والمخابرات حوله... وكشفت المصادر الديبلوماسية ان اكثر من جهة اقليمية تقوم بنقل الرسائل وبين الطرفين وابرزها الجانب التركي الذي يلعب دورا بارزا في اقناع اسرائيل كما &laqascii117o;حماس" بضرورة تجديد ظروف التهدئة التي كانت قائمة قبل اسبوعين.