ـ صحيفة السفير
عماد مرمل :
المفارقة، أن وقع خطاب نصرالله على الاسرائيليين ولا سيما في مستعمرات الشمال، كاد يكون موازياً لتأثير الكاتيوشا، بالنظر الى حالة التوتر التي سادت المستوطنين وقادتهم في أعقاب هذا الخطاب. والاهم ان إسرائيل كانت تقريباً اول من سارع الى تبرئة "حزب الله&laqascii117o; من تهمة إطلاق الصواريخ، ووضعتها على الفور في خانة الفصائل الفلسطينية مكتفية برد مدفعي محدود جداً في منطقة مفتوحة في الجنوب، الأمر الذي يشير الى ان حكومة العدو، وخلافاً لـ"الهوبرة&laqascii117o; العلنية، تحاول قدر الإمكان تجتب الانزلاق الى مواجهة آنية، في اللحظة الراهنة، مع "حزب الله&laqascii117o;، وهو موقف يعبر عن إدراك الكيان الاسرائيلي لحقيقة قوة المقاومة وطاقتها الردعية، كما تقول أوساط الحزب.
ولكن ذلك لا يلغي احتمال ان تندفع إسرائيل لاحقاً الى شن عدوان جديد على لبنان، إما للاستفادة من زخم انتصار افتراضي تسعى الى تحقيقه في غزة، وإما للتعويض على هزيمة متوقعة.
في المقلب الآخر، لا يخفي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط خشيته من المسار التصاعدي للأحداث على الحدود مع فلسطين المحتلة، وهو قال لـ"السفير&laqascii117o;: انه قلق على الوضع في الجنوب، لأن الصواريخ غير المنضبطة قد تعطي إسرائيل، التي لا تحتاج أصلاً الى مبررات، حجة إضافية للعدوان على الجنوب ولبنان. ويرى جنبلاط "ان إعلان حزب الله عن عدم علاقته بإطلاق الصواراخ هو أمر إيجابي جداً، يصب في خانة التأكيد ان سلاح المقاومة له صفة دفاعية لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي، لافتا الانتباه الى ان إطلاق الصواريخ يعيد إبراز أهمية تنفيذ ما اتفق عليه بالاجماع على طاولة الحوار الوطني حول السلاح الفلسطيني خارج المخيمات&laqascii117o;. ويعتبر جنبلاط "ان الوقائع الميدانية في غزة ستفرض عاجلاً أم آجلاً الاعتراف بحركة حماس، كمحاور اساسي على الطاولة، ويشير الى انه من السخيف التهديد بتدمير حماس، اولاً لأن ذلك مستحيل، وثانياً لأن القضاء عليها سينتج فراغاً لا بد من ان تكون له تداعيات أكبر مما يترتب على بقائها، منبهاً في هذا المجال الى إمكانية نشوء حالات على يمين حماس&laqascii117o;. وإذ يشيد بالخطوات المشتركة التي يقوم بها عباس زكي واسامة حمدان في لبنان، يرى انه من الضروري إطلاق حوار داخلي فلسطيني، من أجل ان تواجه غزة والضفة معاً المرحلة المقبلة سياسياً وعسكرياً.
ـ صحيفة الشرق الأوسط
لندن راغدة بهنام :
قال النائب حسن فضل الله من حزب الله في اتصال هاتفي مع &laqascii117o;الشرق الاوسط" إن مسؤولي الحزب لن يعلقوا على هذا الامر في الوقت الحالي. واكتفى الحزب بنقل نفيه لمسؤوليته عن الحادث الى وزير الاعلام اللبناني طارق متري الذي قال إن الحزب أبلغه عدم ضلوعه بالحادث. اما اسرائيل، وان لم تكن قد حمّلت حزب الله مباشرة مسؤولية الاعتداء، فقد قالت ان الحزب على علم بمطلق الصواريخ. واستنادا الى التقارير المنتظمة التي يرفعها الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، الى مجلس الامن حول تنفيذ القرار 1701 الذي أنهى الحرب بين حزب الله واسرائيل، وفرض انهاء المظاهر العسكرية غير الرسمية من جنوب الليطاني، وجولات ميدانية وتقارير صحافية، يتبين ان حزب الله لا يزال موجودا في الجنوب على الرغم من انتشار الجيش اللبناني واليوينفيل. ويقول مصدر مطلع لـ&laqascii117o;الشرق الاوسط" إن حزب الله، وعلى الرغم من عدم ظهوره علانية وبشكل فاضح، إلا انه العنصر الاقوى في الجنوب اليوم. وبالعودة الى اعلان حزب الله استنفاره عقب بدء الحرب في غزة قبل نحو اسبوعين، ونظرا الى قدراته التنظيمية والامنية واللوجيستية العالية، يستبعد المصدر ان تكون الصواريخ قد أطلقت من الجنوب من دون علم حزب الله، ويرجح، ان لم يكن الحزب مطلقها، ان يكون هو المخطط لها، ونفذها عبر طرف ثان. ويرى المصدر ان اطلاق الصواريخ هدفه من جهة بعث رسالة للاسرائيليين ان هذه الجبهة قد تتفجر في أي وقت، ومن جهة أخرى لجس النبض في الداخل اللبناني، ورصد ردود الفعل لرؤية مدى تقبل الشارع لحرب أخرى.
وقد جاء حادث اطلاق الصواريخ امس، بعد يومين من استنفار جدي لحزب الله. وقال المصدر المقرب من الحزب، أن الحزب عمل خلال اليومين الاخيرين على تبديل كل مواقعه ومراكزه القيادية، ونقل كوادره اللوجيستية والامنية من الضاحية الجنوبية لبيروت الى البقاع والجنوب، كما أنه استدعى كفاءاته الموجودة في الخارج من مهندسي اتصالات الى فنيين وتقنيين، للعودة الى لبنان. ولكن على الرغم من كل ذلك، فإن المغامرة بحرب جديدة من لبنان لا تزال مستبعدة. ويقول المصدر إن ما ظهر من خلال رد فعل الشارع الشيعي، أي أنصار حزب الله، بعد حادث إطلاق الصواريخ، لا يشجع حزب الله على التحضير لضربة جديدة خصوصا أن جراح الحرب الاخيرة لا تزال مفتوحة. فالضاحية الجنوبية التي دمرها الطيران الاسرائيلي لا تزال مدمرة، ولم يُرمّم أو يبنى إلا 20 بالمائة من المنازل المدمرة في الضاحية، أي ان هناك 80 بالمائة من الذين شردوا بعد الحرب ما يزالون لم يستردوا مساكنهم بعد حتى اليوم. لذلك فإن دخول حرب جديدة يعني المغامرة بجمهوره وبقاعدته الشعبية، والأهم بوضعية ايران في لبنان. ويضيف المصدر أن الحزب يمسك بالساحة السياسية اللبنانية، وهو لا يزال حتى اليوم قادرا على استثمار الحرب مع اسرائيل لصالحه واستعمالها كورقة رابحة. ويشير المصدر الى ان الحزب يعرف أن حربا جديدة مع اسرائيل ستكون هذه المرة مدمرة، والحرب في غزة ليست كافية لدفعه الى ذلك. ويقول المصدر إن حزب الله لن يدخل في حرب جديدة مع اسرائيل، الا اذا شعر ان نهايته تعتمد على هذه المعركة، أو اذا قررت ايران خوض الحرب في المنطقة. إلا ان قرار المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية الله علي خامنئي أمس، بحظر المتطوعين لمقاتلة اسرائيل من مغادرة البلاد، يقرأ على أنه رسالة تدعو الى التهدئة وتؤكد ان قرار الحرب المفتوحة لم يتخذ بعد. ولكن في حال اختار حزب الله خوض حرب جديدة مع اسرائيل، فان ساحة المعركة المقبلة لن تكون الجنوب حيث تنتشر القوات الدولية والجيش اللبناني. ويقول المصدر المطلع إن المعركة المقبلة ستنطلق من البقاع اللبناني حيث القواعد الجديدة للحزب والثقل العسكري. فبعد انتهاء حرب تموز بين حزب الله واسرائيل، وصدور القرار 1701 الذي حد من تحركات حزب الله في الجنوب، خصوصا في المنطقة الواقعة جنوبي نهر الليطاني، بدأ حزب الله بنقل ترسانته الى منطقة شمالي الليطاني ومنطقة البقاع والهرمل، حيث يمكنه التحرك بسهولة أكبر في مساحات واسعة وغير مأهولة. ووردت تقارير كثيرة عن شراء حزب الله اراضي في البقاع وتحويلها الى غيتوهات مغلقة ومربعات أمنية شبيهة بالمربعات الامنية في الضاحية الجنوبية في بيروت. وكذلك عن تمركزه في نقاط استراتيجية في اعالي الجبال، مثل بلدة سجد التي تقع في منطقة جبل الريحان، شمالي نهر الليطاني، وتطل على كامل الجنوب اللبناني وعلى الجليل الاعلى من فلسطين المحتلة، وعلى قسم من الجولان وعلى شاطئ البحر المتوسط. وموقع سجد الجغرافي بين نهري الزهراني والليطاني يمنحها اهمية استراتيجية ويجعلها نقطة وصل بين الجنوب والبقاع
ـ صحيفة المستقبل
وسام سعادة :
لم تمتلك المعارضة المقاومة الممانعة معياراً محدّداً تميّز على أساسه بين الصاروخ الوطنيّ والصاروخ المشبوه، إلا أنّها قالت في البدء إن الصاروخ لكي يكون وطنيّاً ينبغي أن تتبنّاه المقاومة، والصاروخ لكي يصنّف مشبوهاً ينبغي أن تلعنه الممانعة، أما الصاروخ الذي لا تتبنّاه الممانعة ولا تلعنه فمؤجّل الحكم فيه إلى يوم يبعثون. ثم أدخلت الممانعة فرع لبنان معطى كلامياً جديداً. قالت إن ثمّة صواريخ يمكن احتسابها في منزلة بين منزلتين. لا يؤدّي عدم تبنّيها إلى الحطّ من شأنها، ولا يؤدّي تحبيذها إلى تبنّيها. هي صواريخ وطنيّة ممانعة في 'الباطن'، وعميلة ومشبوهة في 'الظاهر'. وحدها الممانعة بإمكانها التبرّؤ من هذه الصواريخ إن شاءت، وبمقدورها أيضاً الامتناع عن التعليق. أما الشركاء الآخرون في الوطن، فهم إذا تبرّأوا من هذه الصواريخ وضعوا أنفسهم في خانة الاتهام والعمالة.
ـ صحيفة المستقبل
فيصل سلمان :
من جهته، نفى 'حزب الله' مسؤوليته عن الصواريخ وهو لم يخجل يوماً من القول إنه فعل إذا كان هو الفاعل.إذاً، يبقى الاحتمال الثاني: ربما يكون فصيل فلسطيني ما، أو ربما جهة ما رأت أنها مستبعدة عن طاولة المفاوضات وترغب في القول: إذا لم أكن مشاركة فسأفتح لكم جبهة عسكرية جديدة.في المحصلة، يمكن القول إن إطلاق الصواريخ كان فعلاً غير متعقّل، وثمة من يريد إغراق لبنان في بحر جديد من الدماء، وثمة من يريد توريط 'حزب الله'.إن ما يمكن لبنان أن يقدمه هو الدعم السياسي والمعنوي والضغط في المحافل الدولية، و'حزب الله' قام بما عليه بتحشيد الناس في لبنان وخارجه.فلتذهب إسرائيل الى الجحيم، ويستحسن أن تكون وحده
ـ صحيفة الأخبار
يوسف الشايب :
انطلقت قبل عقد ونيّف بستّة أشخاص وكاميرا واحدة، لتصبح شركة حقيقية تضم اليوم أكثر من 600 موظف. ومع اندلاع العدوان الدموي على غزّة، كادت تصبح مصدر الصور الأساسي الذي يزوّد الشبكات العربية والعالمية .
ما إن بدأ العدوان على غزة، حتى برز اسم وكالة الأنباء التلفزيونية الفلسطينية &laqascii117o;رامتان" التي كانت كاميراتها وحيدةً في القطاع، فزوّدت الوسائل الإعلامية الأخرى بصور المجازر والجرائم الإسرائيلية، وإذا باسمها يصبح القاسم المشترك بين مختلف الفضائيات. انطلقت الوكالة التي بدأت قبل 11 عاماً من فكرة لمصوّرين فلسطينيّين كانوا يعملون في محطات عالمية، وشعروا بسيطرة الإعلام الغربي على الصورة الفلسطينية. كما أنّ الحجم الضئيل للأخبار الفلسطينية التي تبثّ عالمياً و&laqascii117o;مقصّ الرقيب السياسي" ـــ كما يقول شهدي الكاشف مدير تحرير &laqascii117o;رامتان" في غزّة ـــ شجّعا هؤلاء على إطلاق الوكالة التي بدأت بستة أشخاص وكاميرا واحدة، وتضم اليوم أكثر من 600 شخص.ولعلّ الحدث الأبرز الذي أسهم في انتشار شهرة &laqascii117o;رامتان" كان مشاهد الطفلة هدى غالية، وهي تنوح بالقرب من جثامين عائلتها بعد استشهادها على شاطئ غزة في صيف 2006. وقد حاز مصوّرها زكريا أبو هربيد أكثر من جائزة عالمية.وعلى رغم أنّ &laqascii117o;رامتان" تزوّد منذ سنوات أهم شبكات التلفزة الإخبارية العربية والعالمية، كالجزيرة، و&laqascii117o;بي.بي.سي"، و&laqascii117o;سي.أن.أن"، و"أن.بي.سي"... فإنّ سيرتها باتت على كل لسان مع أحداث غزة، وخصوصاً بعدما وضعت شعارها على ما تقوم بتصويره واستحدثت قناة تبث مجاناً على قمر أوروبي لجميع أنحاء العالم. إذ تقدّر إحصاءات &laqascii117o;رامتان" أن أكثر من 170 قناة تلفزيونية عالمية استعانت بما قدّمته طواقمها خلال العدوان بطريقة مباشرة، إضافةً إلى عشرات القنوات التي تعامت معها عبر شبكات كالشبكة الأوروبية الموحدة، والشبكة العربية، والشبكة الآسيوية...ولا ينفي الكاشف أنّ طواقم &laqascii117o;رامتان" تتعرض للكثير من المضايقات السياسية في فلسطين ودول أخرى. مثلاً اعتقلت السلطات السودانية ثمانية عاملين في مكتب الوكالة في الخرطوم بعد تغطيتهم أحداث دارفور. وفي فلسطين لا يختلف الوضع كثيراً. إذ يتعرّض الإعلاميون في الوكالة لاعتقالات من أجهزة الأمن الفلسطينية في رام الله، ومن قوات &laqascii117o;حماس" في غزة. وأشار الكاشف إلى أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفرض منذ أكثر من عامين حصاراً على &laqascii117o;رامتان" كجزء من الحصار على القطاع، فلا أشرطة للكاميرات، ولا صيانة...يُذكر أن كلمة &laqascii117o;رامة" تعني في اللغة الكنعانية القديمة الغزال، ويقول الكاشف &laqascii117o;استخدمنا مثنى الكلمة لتصبح رامتان، وهي تشير إلى توحيدنا شطري الأراضي المحتلة عام 1967".www.ramattan.net
ـ صحيفة الأخبار
محمد محسن :
كان لحادثة إطلاق الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة، أثر واضح على أهالي المناطق التي عايشت مجريات حرب تموز 2006 عن قرب، فظهر في تصرف أهالي الضاحية الجنوبية وبعض قرى الجنوب تخوف من تطور سريع للأمور باتجاه حرب جديدة، وخصوصاً أن شائعة انتشرت بعد سقوط &laqascii117o;صواريخ الصباح" عن أن صلية أخرى قد أُطلقت، الأمر الذي كان عارياً من الصحة. وكان لافتاً أن العديد من الأهالي اتصلوا بالمدارس، مستفسرين إن كان هناك إقفال. ورغم الجواب بالنفي، فإن الأهالي فضّلوا جلب أولادهم، ولا سيما في بعض مدارس الضاحية الجنوبية، ومدارس المنطقة الحدودية، مثل الظهيرة وطير حرفا ويارين وغيرها. أما المدارس الأخرى في صور والنبطية فتابعت الدراسة طبيعياً لكن بتوتر.وفي اتصال مع &laqascii117o;الأخبار"، نفت وزارة التربية والتعليم العالي أي قرار رسمي بالإقفال، أو أن يكون لها علاقة بعودة العديد من طلاب الجامعة اللبنانية في بيروت إلى منازلهم.وكانت بعض الكليات قد ألغت نشاطات تضامنية مع غزة، إثر انتشار شائعة صلية الصواريخ الثانية. وعاد الكثير من الطلاب إلى البيت بعد اتصالات ملحّة من أهاليهم.
ـ صحيفة النهار
هشام ملحم :
أبدى الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما خلال يومين متتاليين قلقه العميق للخسائر بين المدنيين جراء الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة، وكرر انه فور تسلمه صلاحياته الدستورية في 20 كانون الثاني الجاري سيبدأ مع فريقه المعين بالشؤون الخارجية والامنية العمل ليس فقط على معالجة مضاعفات القتال في غزة 'في الامد المنظور، بل بناء عملية سياسية نستطيع من خلالها تحقيق سلام دائم في المنطقة'. وصدر هذا الموقف عقب كشف قرار أوباما تعيين المنسق السابق لعملية السلام في الشرق الاوسط دنيس روس مبعوثا الى منطقة الشرق الاوسط ومستشارا بارزا لوزيرة الخارجية المعينة هيلاري كلينتون لقضايا المنطقة ونزاعاتها، من الخليج الى شرق المتوسط.
ـ صحيفة النهار
رلى بيضون :
عام 1996، اضطلع وزير الخارجية الفرنسي آنذاك إيرفيه دوشاريت بدور مهم في التوصل الى 'تفاهم نيسان' الذي وضع حداً لعملية 'عناقيد الغضب' التي شنتها اسرائيل ضد لبنان. واليوم، بعد 12 عاما، يرى ان 'الحل الذي ابتكرناه في حينه، اي لجنة مراقبة تجمع الأطراف المتنازعين ولكن ايضا الممثلين للمجتمع الدولي، كان ناجحا ويمكن استلهامه' لوضع حد للحرب الاسرائيلية على غزة، 'مع اخذ ظروف القطاع في الاعتبار، لان النزاعيَن مختلفان'.ودوشاريت يزور بيروت بصفته رئيساً لغرفة التجارة الفرنسية - العربية، بدعوة من رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة العربية عدنان قصار، لحضور الجمعية العمومية السنوية لهذا الاتحاد التي تعقد اليوم. واغتنم الفرصة للقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين، منهم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، وزير المال محمد شطح، والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.
وفي لقاء مساء امس مع بعض الصحافيين، اوضح دوشاريت، وهو اليوم نائب وعضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي، ان محادثيه بدوا مقتنعين بأن اطلاق الصواريخ صباح امس من جنوب لبنان على اسرائيل هو 'ذو طابع محدود، وتاليا لا ضرورة حتى الآن لمنح هذا الحدث اهمية كبيرة'. الا انهم اعتمدوا 'الحذر والترقب، معتبرين ان لا سبب للزج بلبنان في هذا النزاع'.
يرى دوشاريت ان التدخل الاسرائيلي في غزة يخلق صعوبات جديدة، ويخشى، 'بدل ان يؤدي الى حل المشكلات الامنية التي تواجهها اسرائيل والتي احترمها، ان يساهم في تفاقم التوتر في المنطقة، كما نلاحظ حتى الآن'. واذ يعتبر ان 'سكان غزة يعيشون مجددا مأساة لا تُحتمَل'، يشير الى 'خطر تمدد الوضع، ولذلك يجب بذل كل الجهود لمحاولة وضع حل ينهي ما يحصل اليوم في غزة'.ويرحب 'بالجهود الشجاعة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع شركائه، وخصوصا مصر'، موضحا ان 'من المبكر تقويم المبادرة الفرنسية، الرامية الى البحث عن عوامل تحفظ امن اسرائيل وتضمن في الوقت نفسه راحة سكان غزة. فالوقت الآن ليس للتقويم بل للعمل'.
دوشاريت، الذي كان احد مهندسي 'تفاهم نيسان'، يرى نقاط شبه واختلاف بين الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 1996، والهجوم الاسرائيلي على غزة اليوم. ويضيف: 'في حينه بذلنا جهدنا للتوصل الى وقف الاعمال العدائية وتحقيق الاستقرار على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، ونجحنا. ولا شيء يمنع ان نتحلى بالتصميم نفسه وبالثقة باننا قادرون على التوصل الى حل. والحل الذي ابتكرناه في حينه، اي لجنة مراقبة تجمع الأطراف المتنازعين وايضا ممثلين للمجتمع الدولي، كانوا في حينه فرنسا واميركا، كان ناجحا لتحقيق الاستقرار وحل المشكلات الطارئة. ونجح لاعوام عدة. وهذه الوسيلة التي اثبتت نجاحها يمكن استلهامها، مع اخذ ظروف غزة في الاعتبار، لان النزاعين مختلفان'.
وعن امكان حل النزاع في غزة عبر قرار دولي، يقول: 'ثمة مناقشة في الامم المتحدة لم تؤدِ الى نتيجة بسبب الفيتو الاميركي الذي استنكره. وثمة ايضا مبادرات من مصر وفرنسا وتركيا. وكل الجهود جيدة ويجب الضغط على الطرفين. ولا يمكن ان يطول الوضع الحالي في غزة من دون نتائج خطيرة. فهو ليس حربا تقليدية، بل يحصل وسط المدنيين، والوضع غير انساني'.
ويسِر دوشاريت بأن مقتل عشرات المدنيين في مدرسة 'الاونروا' قبل يومين في غزة ذكّره بمجزرة قانا عام 1996، مضيفا: 'قانا تسببت برد فعل عنيف من العالم. وانا ذهبت الى هناك في حينه وعبرت عن غضب كان يحس به كل المراقبون. وقانا اوقفت الحرب، لكن القصف المشابه في غزة لم يحدث الغضب الدولي نفسه'.
ويرى ان 'عملية السلام التي بدأت في اوسلو ومدريد صارت خلفنا، ولم تعد صالحة. عملية أوسلو كانت مرتكزة على فكرة معالجة كل مشكلة بعد الاخرى. وقد فشلت ويجب البحث عن طريقة اخرى. اعتقد ان مؤتمرا دوليا وحده يمكن ان يضع حلا شاملا للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي'. ويضيف، ردا على سؤال: 'لا اعتقد ان تصرف اسرائيل الحالي يذهب في اتجاه السلام'.
في ما يتعلق بلبنان، يشير الى ان 'الوضع تحسن كثيرا بفضل اتفاق الدوحة. فالمؤسسات تعمل، ومجلس الوزراء يجتمع، وثمة انتخابات قريبا. كل هذا يبرهن ان الامور سلكت الطريق الصحيح. وارحب بذلك واتمنى ان يعيش هذا البلد دائما في وضع طبيعي'.وردا على سؤال عمن يمكن ان يفيد من اطلاق صواريخ الكاتيوشا من لبنان والزج به في الحرب الجارية بين اسرائيل و'حماس'، يقول: 'لا ادري، لكن الامر لا يمكن ان يقود الا الى مشكلات اضافية. ويجب بذل اقسى الجهود لمنع ذلك'. ويشدد على ان 'مجرد انشغال الاطراف في لبنان بالتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، وليس بمحاولة حل نزاعات، يشكل اشارة ايجابية الى حسن سير المؤسسات'.
ويشير الى ان امور لا تزال في حاجة الى حل، ولا سيما في العلاقة مع سوريا. ويشيد في هذا الاطار بتعامل الرئيس ساركوزي مع هذه العلاقات، الذي اعطى نتائج ومنها تبادل السفارات. ويضيف: 'يبقى الحديث عن الحدود والمعتقلين'. وردا على سؤال عن الدور الايراني في غزة، يقول: 'نرى يد ايران بوضوح في المنطقة. فهذا البلد يريد الحصول على اعتراف بنفوذه في المنطقة. ومن مصلحة الجميع ان نتوصل الى حل مع ايران يستجيب دواعي قلقنا وطموحاتها المشروعة. واعتقد ان هذا الامر مهم'. الا انه يضيف: 'هناك الملف الايراني، والملف العراقي، ولكن في قلب كل مشكلات المناطق هناك النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، وهو مركزي ويؤثر في كل النزاعات. ومن الضروري التوصل الى حل لهذا النزاع'. واذ يتمنى ان يضطلع الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما بدور ايجابي في الشرق الاوسط، يوضح دوشاريت ان تعامل ساركوزي مع ملفات المنطقة طمأنه الى ان السياسة الفرنسية 'ستبقى كما هي: فاعلة، قوية، صديقة للجميع، وقادرة على ان تكون قوة مؤثرة فعلا'.