صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 15/1/2009

ـ صحيفة السفير:
مع دخول حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة يومها العشرين، يستمر عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين في الارتفاع على نحو غير مسبوق، حتى بلغ مساء امس وفي ختام واحد من اكثر ايام الحرب دموية، أكثر من ١٠٣٣ شهيداً وما يقارب خمسة آلاف جريح، من دون ان ينجح في كسر ارادة المقاومة التي حافظت على مواقعها، سواء من خلال المواجهات البرية، التي جعلت "المرحلة الثانية&laqascii117o; من عملية "الرصاص المسكوب&laqascii117o; تراوح مكانها لأكثر من عشرة أيام، أو من خلال استمرار تساقط الصواريخ على المدن والمستوطنات الإسرائيلية، ومن مواقع قريبة من نقاط تمركز قوات الغزو الاسرائيلية، في مؤشر اضافي على ان العدوان فشل في تحقيق اي من اهدافه المعلنة، عدا سفك الدم الفلسطيني.
وعلى المستوى السياسي، قدّم وفد حركة حماس ملاحظاته على المبادرة المصرية إلى مدير المخابرات عمر سليمان، الذي من المتوقع أن يجري اليوم محادثات مع المفاوض الإسرائيلي عاموس جلعاد، في محاولة لبلورة رؤية مشتركة تفسح المجال أمام تطبيق الخطة المصرية. ورغم التفاؤل الذي أبدته القاهرة إزاء سير المحادثات فإنّ كلا من حماس وإسرائيل أبدتا حذراً تجاه ما يمكن أن تخرج به الوساطة المصرية.
وفي موازاة الحركة السياسية المكثفة التي تشهدها القاهرة، تسارعت الاتصالات الدبلوماسية على خطي قطر والسعودية، حيث بدا واضحاً، أمس، أنّ الدولتين الخليجيتين الجارتين قد دخلتا في صراع خفي على خلفية الدعوة التي وجهتها الدوحة لعقد قمة عربية طارئة، ومساعي الرياض لإجهاض هذه المساعي، عبر الدعوة إلى قمة خليجية طارئة اليوم، استبقها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، برسالة تلفزيونية مؤثرة بعد منتصف الليل، اعلن خلالها ان دعوته الى قمة الدوحة المقررة غدا الجمعة لا تزال قائمة، برغم ان بعض الدول العربية سحبت موافقات سابقة على حضورها.
وقال الشيخ حمد "إننا لم ندع للقمة كي نجهز الجيوش، فنحن لسنا حالمين بل ندرك الواقع من حولنا ولكننا نرى أن من واجبنا اتخاذ موقف مشترك وبوسعنا اتخاذ قرارات فاعلة&laqascii117o;، معتبراً أنه "من المعيب تهميش العدوان&laqascii117o; على غزة ليناقش في إطار قمة اقتصادية في الكويت. وشدد أمير قطر على أنه بإمكان هذه القمة الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار وسحب جميع قوات الاحتلال من قطاع غزة، كما أن بإمكانها اتخاذ خطوات مهمة، بينها تجميد مبادرة السلام العربية، والدعوة لوقف التطبيع مع إسرائيل، وفتح جميع المعابر فورا وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، أعلن عن تبرع قطر له بمبلغ ٢٥٠ مليون دولار. لكنه أضاف أنّه "ما إن يكتمل النصاب لعقد القمة العربية الطارئة حتى ينقص، حسبي الله ونعم الوكيل&laqascii117o;، وختم كلمته بالتأكيد على أن دعوة قطر لعقد القمة ما زالت قائمة، و"ها نحن ننتظر من اجل غزة .. والقرار للقادة&laqascii117o;.
وحتى مساء يوم أمس كان من غير الواضح بعد ما إذا كان النصاب المطلوب لانعقاد قمة الدوحة قد اكتمل، فبعد الحديث صباحاً عن موافقة ١٦ دولة رسمياً على القمة، انخفضت بورصة المشاركين مساء إلى ١٤ دولة، بعدما تراجعت الحكومة المغربية عن موافقتها، فيما بقي الموقف العراقي ملتبساً، رغم إعلان رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أنّ الدوحة تلقت أسماء الوفد العراقي المشارك في القمة.
وفي محاولة لسحب البساط من تحت أرجل القطريين، سارعت السعودية إلى الدعوة لعقد قمة خليجية اليوم. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر في وزارة الخارجية إنه "نظرا لتصاعد الأحداث الأخيرة الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وللظروف التي تمر بها الأمة العربية، فقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى قمة خليجية طارئة تعقد يوم غد (اليوم) الخميس في الرياض&laqascii117o;، مشيرة إلى أنّ جميع قادة مجلس التعاون سيشاركون في القمة.
وقال وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط إن القاهرة ستنقل إلى إسرائيل الرد الذي تلقته من حماس حول المبادرة. ورفض أبو الغيط الخوض في تفاصيل ما أسفرت عنه المحادثات بين وفد حماس ومدير المخابرات عمر سليمان، لكنه تحدث عن "تطور إيجابي&laqascii117o; في موقف حماس من المقترحات المصرية، موضحاً أنّ ما هو مطروح حالياً هو وقف اطلاق النار فورا وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ومن ثم، في مرحلة ثانية، فتح المعابر.
وأشار إلى أنّ هذا الأمر "يحتاج إلى بعض الإجراءات بالنسبة للأطراف المطلوب تواجدها على المعابر، وما إذا كانت هناك حاجة لتواجد قوى أخرى&laqascii117o;.
من جهته، قال المتحدث باسم وفد حماس إلى القاهرة صلاح البردويل إنّ "المبادرة المصرية هي عبارة عن موضوعات عامة ونحن قدمنا التصوّر المفصل طبقاً لعناوينها&laqascii117o;، مشيراً إلى أنّ التصوّر الذي قدمته الحركة يتضمن ضرورة وقف العدوان وفتح المعابر وفك الحصار وإعادة إعمار غزة.
وأضاف البردويل أن إسرائيل ستقدم بدورها تصورا مفصلا للقيادة المصرية، بحيث تقوم الأخيرة ببحث وجهتي النظر ومحاولة التوفيق بين الرؤيتين، موضحاً أنّه خلال مباحثاتنا مع (رئيس المخابرات المصرية) الوزير عمر سليمان والمسؤولين المصريين خلال الأيام الثلاثة الماضية لم نتعرض لنص المبادرة المصرية، وليس من صلاحيتنا تعديل أي بند فيها، وكل ما قمنا به قدمنا تصورا، وهو في أيدي القيادة المصرية الآن&laqascii117o;.
بدوره، نفى نائب رئيس المكتب السياسي في حماس موسى أبو مرزوق قبول الحركة المبادرة المصرية بشكلها الحالي. وقال أبو مرزوق، في تصريح لإذاعة "صوت القدس&laqascii117o; الفلسطينية، إنّ حماس "نقلت ملاحظات على المبادرة المصرية تتعلق بالقوات الدولية وبمسألة المعابر ومراقبة الحدود ومدة التهدئة&laqascii117o;، فيما أكد عضو المكتب السياسي لحماس محمد نصر لوكالة "رامتان&laqascii117o; إنّ "تجاوب الحركة مع الجهود المصرية ودورها في المنطقة من أجل وقف اطلاق العدوان، لا يعني موافقة حماس على المبادرة المصرية&laqascii117o;، مضيفاً أن "قضايا خلافية حول المبادرة ما زالت قائمة، ونحن سنواصل دراسةالأمر&laqascii117o;..
وفي السياق، ذكرت مصادر مصرية لـ"السفير&laqascii117o; أنّ المفاوضات تدور حالياً حول "وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع، تبدأ إسرائيل خلاله بالانسحاب من المناطق التي احتلتها من القطاع، من دون تحديد سقف زمني لفترة انتهائها من ذلك&laqascii117o;، على أن تستمر خلال هذه الفترة "مفاوضات غير مباشرة ماراثونية&laqascii117o; بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية لتوقيع اتفاق تهدئة لمدة عام، على أن يتم الإعلان عنه خلال أسبوع من وقف إطلاق النار.
وأشارت المصادر إلى أنّ القاهرة اقترحت فتح معبر رفح، على أن تتواجد فيه قوات من حرس الرئاسة الفلسطينية، على أن تكون حماس مسؤولة عن أمن الحدود. لكن الحركة رفضت ذلك بشكل قاطع، مطالبة بإشراف مباشر من قبلها على المعبر. وتابعت المصادر أنّ "المبادرة تتضمن في أحد بنودها وضع ترتيبات وآليات جديدة غير مسبوقة لمراقبة الحدود بين مصر والقطاع، ومن بينها إرسال قوات تركية، وهو ما ترفضه حماس أيضاً، فيما تطالب إسرائيل بقوات متعددة الجنسيات بمشاركة أميركية&laqascii117o;.
أمّا إسرائيل فأبدت تحفظات على المبادرة المصرية، حيث قالت وزيرة خارجيتها تسيبي ليفني إنّ حكومتها ردت بالإيجاب على المقترحات التي قدمتها القاهرة، لكنها أوضحت أنّ الأفكار التي تتضمنها المبادرة ليست مفصلة بما يسمح بقبولها.
وأشارت ليفني إلى أنّ "إسرائيل تعمل مع الجانب المصري، وتأمل في أن تسفر الاتصالات عن التوصل إلى اتفاق يحول دون تسليح حماس&laqascii117o;، مستبعدة في الوقت ذاتهً "التوصل إلى اتفاق سياسي مع حماس&laqascii117o;.
من جهته، قال المتحدث باسم رئاسة الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف، إنّ "إسرائيل لن تقبل وضعاً تحصل فيه حماس على فترة مؤقتة من الهدوء لكي تعيد التسلح وتنظيم الصفوف، لينتهي ذلك بوابل آخر من الصواريخ&laqascii117o;. وأضاف، بعد لقاء جمع رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك وليفني، أنّ "إسرائيل تسعى لهدنة طويلة الأمد، تشمل غيابا كاملا للنيران المعادية من غزة على إسرائيل، وآلية عمل لمنع حماس من إعادة التسلح&laqascii117o;.
وقال مكتب أولمرت إنّ المستشار السياسي في وزارة الدفاع عاموس جلعاد سيتوجه إلى القاهرة اليوم لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار، فيما قال مسؤول إسرائيلي بارز إنّ تل أبيب تريد أن يكون أي وقف لإطلاق النار "مفتوحاً&laqascii117o;.
من جهته، قال وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك إنه "يشعر بتفاؤل إزاء فرص التوصل قريباً إلى وقف لإطلاق النار&laqascii117o;، فيما قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إنّ "ملامح وقف إطلاق النار بدأت ترتسم، حتى لو كنا لا نزال نواجه معوقات كبيرة طبعاً&laqascii117o;.
في المقابل، شككت واشنطن في موافقة حماس على الخطة المصرية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو "دعونا ننتظر لنرى ما ستقوم به حماس فعليا&laqascii117o;، مضيفة "لدينا كل الدوافع للتشكيك في ما نقرأه في الصحف بشأن حماس&laqascii117o;.

"صواريخ صباحية&laqascii117o; تصيب الجنوب ... وتوتر إسرائيل
انشغل لبنان، أمس، بمتابعة تطورين مستجدين على وقع الحرب الاسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، الاول، يتصل بالوضع الميداني في الجنوب الذي أعاد لغز "الصواريخ الصباحية&laqascii117o; تسخينه، والآخر، يتعلق بالقمة العربية الطارئة في الدوحة، والتي يتعاطى معها لبنان الرسمي بارتباك واضح تجلى بالالتباس المتعمد الذي أحاط بموقفه المعلن من مسألة المشاركة في القمة، لجهة ربطه بتوافر النصاب القانوني من جهة وبالفقرة "باء&laqascii117o; من مقدمة الدستور اللبناني القائلة بأن "لبنان عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها&laqascii117o; من جهة ثانية.
ولعل المحظور الذي كان رئيس الجمهورية يخشاه ويحاول تفاديه، هو أن يوضع ضمن معادلة عربية حادة تتطلب منه اتخاذ موقف حاسم، على عكس الصياغة التوافقية العربية التي أتت به الى القصر الجمهوري في بعبدا، وهذا ما حصل مع الدعوة القطرية الى القمة العربية الاستثنائية في الدوحة.
وهكذا ضبط رئيس الجمهورية إيقاع حزم حقائبه وفريقه الرئاسي، بالفاكس الخطي الذي يفترض أن يتلقاه من جامعة الدول العربية، ويتضمن "إقرارا&laqascii117o; باكتمال النصاب القانوني، وإذا لم يأت هذا الاشعار، حتى لحظة افتتاح القمة، فإن سلاح ميثاق جامعة الدول العربية ومقدمة الدستور يفترض أن يكون كفيلا بتفادي الاحراج الكبير.
لكن الوقائع السياسية التي جرت أمس، تشير الى أن الرئاسة ستصاب بالإحراج، مع السعوديين والمصريين ومعهم قوى الموالاة، إذا لبت الدعوة في حال اكتمال النصاب، وهي ستصاب بإحراج أكبر، مع الدوحة وكل فريق المعارضة، إذا قررت عدم المشاركة بما في ذلك في اللقاء التشاوري الذي يمكن أن يصبح في اللحظة الأخيرة بديلا للقمة التي تحولت الى مناسبة لممارسة أوسع ضغوط من الدول العربية "الكبرى&laqascii117o; على الدول "الصغرى&laqascii117o;، أو "دول الأدوار&laqascii117o; مثل لبنان.
وعلمت "السفير&laqascii117o; أن فريقي الموالاة والمعارضة حاولا في الساعات الأخيرة، ومعهما بعض العواصم العربية، التأثير على قرار رئيس الجمهورية في هذا الاتجاه أو ذاك، ولكن رئيس الجمهورية ظل متمسكا بما أسماه "الصياغة الميثاقية العربية واللبنانية&laqascii117o; والتي يبدو أنها ستعرضه في النهاية لحملة من هذا الفريق أو ذاك، علما
أن فريق المعارضة تمنى رسميا على الرئاسة الأولى المشاركة في قمة قطر بمن حضر ومن دون شروط مسبقة، انسجاما مع موقف الحكومة من جهة ونظرا الى حساسية الملف الفلسطيني داخليا، فيما رأى الفريق الآخر "انه ليس مقبولا حضور قمة عربية تغيب عنها مصر والسعودية لأنها ستؤدي الى عكس النتائج المرجوة منها&laqascii117o; كما جاء في بيان قوى ١٤ آذار أمس.
في هذا الوقت، عاد الوضع على الحدود الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة الى دائرة الضوء مع ظهور "شبح&laqascii117o; الصواريخ مجددا، بعدما أعلنت المصادر العسكرية الاسرائيلية عن ســقوط دفعة من الصواريخ صباح أمس على شمال الاراضــــي المحتلة، وتحديدا منطقة كريات شمونة، بينما تضاربت المعلومات حول سقوط صواريخ كهذه أو عدمه.
وكان لافتا للانتباه في هذا المجال ان إسرائيل وظفت هذا الحادث لشن حرب نفسية على اللبنانيين، من خلال تهديدات عبر الهاتف شملت عشرات آلاف المواطنين تحذرهم من التعامل مع الفلسطينيين، وخصوصا "القاعدة&laqascii117o; و"القيادة العامة&laqascii117o;، وتدعوهم الى "عدم السماح لهؤلاء بإطلاق الصواريخ بين منازلهم&laqascii117o;، مذكّرة أهالي الجنوب بما حل بهم "من ويلات ومصائب ودمار عام ١٩٨٢ بسبب الوجود الفلسطيني على أراضيهم&laqascii117o;. كما حملت الحكومة اللبنانية المسؤولية، بمعزل عن الجهة التي تطلق الصواريخ.
وفي حين جرت مشاورات صباحية لدرس إمكان عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء تخصص للبحث في الوضع الجنوبي، تقرر لاحقا الاستعاضة عنها بإصدار موقف عن الحكومة يدين إطلاق الصواريخ مجددا من الجنوب اللبناني في اتجاه شمال الأراضي المحتلة، وذلك بعد مداولات اجراها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ووزير الدفاع الياس المر، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد "اليونيفيل&laqascii117o; الجنرال كلاوديو غراتسيانو.
وعلمت "السفير&laqascii117o; أن الجانب الاسرائيلي أبلغ قيادة "اليونيفيل&laqascii117o; أنه كان ينوي الرد على مصدر اطلاق الصواريخ عبر سلاح الجو، لكنه عدّل موقفه بناء على نصائح دولية ولكنه في المرات المقبلة لن يتوانى عن فعل ذلك.
وعلم أن الجانبين اللبناني والاسرائيلي توافقا عبر قيادة "اليونيفيل&laqascii117o; على عقد اجتماع للجنة الارتباط الثلاثية في الناقورة غدا "من أجل بحث الخروقات المتبادلة على جانبي الحدود&laqascii117o; على حد قول مصادر في "اليونيفيل&laqascii117o;، ونتاج التحقيقات في اطلاق الصواريخ.
وكان لافتا للانتـــباه، أنه بينما كان فريق التحقيق الدولي متوجها ظهر أمــس بواسطة مروحـــية دولية، من الناقورة باتجــاه نهاريا للتحــــقيق ميدانيا في قضية الصواريخ التي سقطت في الجانب الاسرائيلي، طلبت قيادة المنطقة الشمالية من الفــــريق الدولي العودة باتجاه الناقورة وهــــو الأمر الذي طرح علامـــات استفهام خاصة أن الجانب الاسرائيلي تحـــدث عن عدم تمكنه من تحديد مكان سقوط صاروخين في الجانب الاسرائيلي!
وفي الجانب اللبناني، أظهر التحقيق الذي قامت به "اليونيفيل&laqascii117o; أن هناك صاروخين على الأقل انطلقا من الجانب اللبناني باتجاه شمال اسرائيل وأن الجانب الاسرائيلي رد بإطلاق أربع قذائف مدفعية من أحد مرابضه في الجولان السوري المحتل.
ولوحظ أن الجيش الاسرائيلي لم يوزع أية صور للمكان الذي اصابته "الصواريخ الصباحية&laqascii117o;، فيما أكدت مصادر عسكرية لبنانية انه تم اطلاق صاروخين من عيار ١٠٧ ملم من الهــــبارية في قضاء حاصبيا، سقطا في خراج ابل السقي والماري على الجانب اللبناني من الحدود، وقد أثبت ذلك العثور على منصتين خاويتين فقط، فيــما عُثر على ثلاثة صواريخ أخرى معدة للإطـــلاق باتجاه إسرائيل، بينها صاروخان تم تفخيخهما وقد عملت وحدة هندسية في الجيش اللبناني على تعطيل الصواريخ الثلاثة حسب بيان "الطوارئ&laqascii117o;، وذلـــك في المكان الذي وضعت فيه، أي بالقرب من مدرسة الإيمـان في الهبارية ـ العرقوب في قضاء حاصبيا، على مسافة أمتار قليلة من موقع منصتي الصاروخين اللذين سقـــطا ضمــن الأراضي اللبــنانية فيما تعمل قوة من فوج المغاوير على مسح المنطقة للــتأكد فعليا من وجود منصات أخرى أصابت الجانب الاســرائيلي.
ودعا قائد الجيش العماد جان قهوجي، خلال تفقده، أمس، الوحدات العسكرية المنتشرة جنوب الليطاني، للبقاء في جهوزية تامة، وأكد ان "لبنان سيقف صفا واحدا، بجيشه وشعبه ومقاومته، لصد أي اعتداء&laqascii117o;، مؤكدا انـــه "لن يتم السماح لأصحاب النيات المبيتة والبعيدة عن المصلـــحة الوطنية، بأن يجرونا الى مواجهة تستنزف القدرات الوطـــنية خارج التوقيت الذي حدده لبنان من دون غيره&laqascii117o;.
وأفيد ان قهوجي أعطى أوامره بإرسال وحدات خاصة لتعزيز القدرات الدفاعية للجيش اللبناني في جنوب الليطاني.
في عمّان، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن انزعاجه من مسألة الصواريخ، وحث الأطراف في المنطقة على تجنب التحركات التي قد تفاقم الموقف. وأوضح "هذا.. وضع مزعج جداً ومقلق جداً ومسبّب للمشاكل بشكل كبير&laqascii117o;، مضيفاً "أحث بقوة جميع الأطراف المعنية في هذه المنطقة مجدداً أن تمتنع عن القيام بتحركات عنيفة على هذا النحو والتي قد تزعزع الوضع&laqascii117o;. وقال إنه سيبحث مسألة الصواريخ من لبنان مع قادة إسرائيليين ولبنانيين.
وفي نيويورك، تقدمت إسرائيل بشكوى إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة. وقالت المندوبة الإسرائيلية إن إسرائيل تنظر إلى "الاعتداءات إلى أنها تمثل خرقاً للقرار ،١٧٠١ وتطلب أن تتحرك قوات "اليونيفيل&laqascii117o; بشكل أكثر حزماً في جنوب لبنان&laqascii117o;.

ـ صحيفة النهار:
انتهى امس يوم طويل بذلت فيه القاهرة، بدعم واسناد قويين من الرياض، جهودا وقامت بتحركات ديبلوماسية محمومة ومكثفة انصبت على جبهتين متباعدتين ومترابطتين في آن واحد، اولاهما جبهة المبادرة التي اطلقها الرئيس حسني مبارك الاسبوع الماضي ومحاولة الفوز بـ'تجاوب' واضح من حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' مع هذه المبادرة ولو بالتراجع عن افكار وتفاصيل جوهرية في شأن ترتيبات تواكب وقف الحرب الاسرائيلية على غزة وتليه، وبدا ان أي انجاز تحققه الحكومة المصرية على هذا الصعيد يساعدها في 'حربها' على الجبهة الثانية من اجل صد خطر نجاح الدعوة القطرية الى عقد قمة عربية طارئة في الدوحة رفضتها القاهرة بعناد.
وبعد ظهر امس، ظهرت دلائل قوية على ان المصريين حصلوا فعلاً، بمساعدة فعالة من الموفد التركي احمد داود اوغلو، على ما كانوا يريدونه من 'حماس'. وسارع 'مصدر مسؤول' الى اعلان 'تجاوب الحركة مع التحرك المصري لوقف نزف الدم الفلسطيني خلال المحادثات التي جرت على مدار الايام الثلاثة الماضية' مع وفد يتألف من خمسة قياديين في الحركة ثلاثة منهم جاؤوا من غزة واثنان من دمشق.
وأفادت مصادر مطلعة على المحادثات التي اجرتها حماس مع المسؤولين المصريين ان القاهرة ابدت خلال الساعات الـ 24 الاخيرة 'انفتاحا اكثر من ذي قبل' على الملاحظات والتحفظات التي ابدتها 'حماس' وخصوصا في ما يتعلق بنقاط عدة اولاها ان 'اشارة البدء لوقف اطلاق النار' لا بد ان تأتي اولا من الجانب الاسرائيلي أي ان يتوقف 'القصف والعدوان' على غزة، قبل ان توقف المقاومة اطلاق الصواريخ. والثانية هي الاتفاق المسبق على تحديد مهلة محددة لانسحاب القوات البرية الاسرائيلية من القطاع. اما النقطة الثالثة، فهي عدم النص في اي اتفاق على هدنة طويلة الامد، وانما هدنة محددة المدة او عدم النص على أي مدى زمني.
ونجحت القاهرة، بالتعاون الوثيق مع الرياض، في استخدام التطور الذي شهدته محادثاتها مع 'حماس' لعرقلة قمة الدوحة التي كان نصابها القانوني (15 دولة) اكتمل فعلاً صباح امس بموافقة 16 دولة عربية عليها، غير ان الضغوط المصرية والسعودية اسفرت ظهراً عن تراجع دولتين، احداهما المغرب، مما دفع وزير الخارجية المصري الى ان يعلن بقوة معارضة ثماني دول عربية لها وتالياً عدم اكتمال النصاب. فيما قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في تصريحات ادلى بها قبل مغادرته القاهرة الى الكويت حيث تعقد القمة العربية الاقتصادية المقررة الاثنين المقبل، ان 14 دولة عربية وافقت رسميا على القمة الطارئة في الدوحة وان الموقف النهائي في شأن توافر النصاب سيتحدد اليوم (الخميس).
وليلاً، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد استقباله موراتينوس في رام الله: 'هناك اخبار ايجابية بنجاح المبادرة المصرية لوقف النار في غزة. ونأمل في التوصل الى اتفاق لوقف النار فوراً'.واكد موراتينوس مجدداً ان اتفاق وقف النار بات 'قريباً جداً'.
وعشية ايفاد جلعاد الى مصر، صرح الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي مارك ريغيف بان اسرائيل لن تقبل وضعاً تحصل فيه حماس على فترة موقتة من الهدوء كي تعيد التسلح وتنظيم الصفوف فحسب وينتهي ذلك بوابل آخر من الصواريخ على اسرائيل'. واضاف 'اسرائيل تسعى الى هدنة طويلة الامد تشمل غياباً كاملاً للنيران المعادية من غزة على اسرائيل وآلية عمل لمنع حماس من اعادة التسلح'. واوضح مسؤول اسرائيلي كبير تحدث شرط عدم ذكر اسمه ان اسرائيل تريد ان يكون اي وقف للنار 'مفتوحاً' وقال: 'لا نريد اطاراً زمنياً'.
وفي مقابلة مع قناة 'العربية' الاخبارية التي تتخذ دبي مقراً لها، صرحت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بأن اسرائيل ستدرس رد 'حماس' على المبادرة المصرية، مشيرة الى ان تل ابيب كانت ردت ايجابياً على هذه المبادرة 'على رغم ان الافكار المطروحة لم تكن مفصلة على نحو كاف كي تقبل'.
وجاء في بيان لمكتب باراك ان وزير الدفاع الاسرائيلي اجرى الثلثاء محادثات هاتفية مع نظيره الاميركي روبرت غيتس. وقال ان باراك 'اطلع غيتس على آخر التطورات المتعلقة بعملية الرصاص المصهور في غزة'. واضاف ان 'الوزيرين بحثا ايضاً في سلسلة مسائل امنية اقليمية'، مشيراً الى انهما 'غالباً ما يجريان محادثات وهذا ما يعفلانه خلال عملية الرصاص المصهور'.
في انقرة، نشرت صحيفة 'ميلييت' التركية ان 'حماس' اعطت موافقة مشروطة على اقتراح بنشر قوات تركية في غزة.وقالت ان 'حماس' اشترطت كي تقبل بنشر هذه القوات فتح كل المعابر، مشيرة الى ان الاقتراح التركي عرض خلال الاتصالات التي قام بها مستشار رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو مع رئيس المكتب السياسي لـ'حماس' خالد مشعل في دمشق.ونقلت عن مصادر تركية انه في حال تحقق هذا الشرط، ستوافق 'حماس' على نشر قوات تركية للمراقبة في قطاع غزة كاملاً.
وفي نيويورك، صرّح الناطق باسم الجمعية العمومية للامم المتحدة ازيك ايفيس بأن الجمعية ستعقد جلسة طارئة اليوم من اجل الاحترام التام لوقف النار في غزة الذي دعا اليه مجلس الامن.وقال ان رئيس الجمعية العمومية النيكاراغواياني ميغيل ديسكوتو بروكمان دعا الى عقد جلسة من اجل 'توجيه رسالة قوية بأن المجتمع الدولي يؤيد تماماً وقفاً فورياً للنار' في غزة.

على الصعيد الداخلي، نفذت وحدات الجيش المتمركزة في الجنوب والقوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان 'اليونيفيل' انتشاراً واسعاً بعد ظهر امس وفي ساعات المساء، كما اتخذت اجراءات امنية وصفت بأنها الاوسع، بعدما ارسلت الى الجنوب قوى اضافية من المغاوير، اثر اطلاق دفعة اخرى من الصواريخ على شمال اسرائيل صباحاً.
وبدا السباق على اشده بين محاولات توريط لبنان في الصراع العسكري مع اسرائيل، والاستنفار الامني والسياسي لمواجهة هذه المحاولات، اذ اقترنت الاجراءات العسكرية اللبنانية والدولية في الجنوب بمواقف سياسية بارزة لمختلف الاطراف، ولا سيما منهم 'حزب الله'، في نفي مسؤولية لبنان عن اطلاق الصواريخ.
وابلغت الجهات الدولية مجدداً ان لا مسؤولية للبنان في اطلاق هذه الصواريخ، وان مجموعات مجهولة اطلقتها وان القوى العسكرية اللبنانية والدولية ناشطة في التحقيق والتعقّب لوضع حد لهذه الظاهرة. كما ابلغت ان لبنان يعتبر ان الرد الاسرائيلي على الصواريخ هو انتهاك واضح للقرار 1701، خصوصاً ان الدولة العبرية لا تلجأ الى القواعد التي يلحظها القرار لدى حصول اي خرق بابلاغ القوة الدولية وانتظار جوابها.
وادرجت مصادر معنية الانذار الاسرائيلي في اطار حرب نفسية وضغوط تمارس على لبنان.
وقالت مصادر امنية لـ'النهار' ان الرادار التابع للوحدة الفرنسية في القطاع الشرقي لم يرصد اطلاق الصواريخ الخمسة من منطقة الهبارية في العرقوب، كما ان اسرائيل لم تسمح للقوة الدولية بمعاينة مواقع سقوط الصواريخ الثلاثة وتصويرها، ولم تعرض اسرائيل صوراً لاماكن سقوط الصواريخ.
وعلمت 'النهار' ان الجيش عزز اجراءاته الامنية وارسل سرية ثالثة من مغاوير البحر لتنضم الى سريتين تنفذان اساساً انتشاراً في الجنوب.
وأعلن وزير العمل محمد فنيش مساء ان 'حزب الله' ينظر الى ما حصل أمس في الجنوب من اطلاق للصواريخ على انه 'عدوان اسرائيلي على لبنان لاننا لا نعلم من اطلق هذه الصواريخ، ولا علاقة لنا بها ولسنا معنيين أبداً بأن نكون في خدمة أمن المعتدي الاسرائيلي'. ورفض 'استغلال العدو الاسرائيلي لهذا الحادث ليمارس عدوانه'. وطمأن الى ان 'هذا العدو يحسب الف حساب قبل ان يقدم على اي حماقة عسكرية على ارض لبنان'.
ومساء صرح رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط، عقب لقائه الأمين العام لـ'الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين' نايف حواتمة، بأن 'لبنان ليس في حاجة الى صواريخ تطلق بين الحين والآخر على اسرائيل من اجل خرق التضامن العربي أو من أجل اجبار لبنان على حضور قمة خارج التضامن العربي'. وأضاف: 'لسنا في حاجة الى صواريخ، وهذا لمصلحة المقاومة واهل الجنوب ولمصلحة التجربة الاحتضانية الكبرى التي عشناها عام 2006'. وطالب بترحيل الخلافات الداخلية والعربية 'من اجل الوصول الى الحق الفلسطيني المشترك والموحد'.

ـ صحيفة الحياة:
كشفت مصادر في القوات الدولية لـ &laqascii117o;الحياة" أن من أطلق الصواريخ هذه المرة لا يتمتع بخبرة عالية في إطلاقها ولا بحرفية في توجيهها خلافاً للمرة السابقة التي أظهر مطلقها تقنية عالية وقدرة على توجيه الصواريخ بالاتجاه الذي خطط له ليكون الهدف في مستعمرة نهاريا. وأبدت مصادر سياسية ارتيابها من تسليط الأضواء على فريق من السنّة تارة بالإشارة الى مسؤولية تنظيم &laqascii117o;فتح الإسلام" عن إطلاق الصواريخ وأخرى الى تنظيم &laqascii117o;القاعدة" استجابة للنداء الذي وجهه الرجل الثاني فيه الدكتور أيمن الظواهري بدعوته الى الجهاد ضد الأميركيين والصهاينة. وقالت إن الأمن في جنوب الليطاني هو في عهدة &laqascii117o;يونيفيل" والجيش اللبناني وان استباق التحقيق للكشف عن الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ أمر يدعو الى القلق وربما الى تغطية الفاعل الحقيقي من دون أن يعني هذا الكلام أن هناك من يود تبرئة هذا الطرف أو ذاك وإنما لا مصلحة لأحد في تضليل التحقيق من باب الظن بفريق معين.


ـ صحيفة المستقبل:
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الهجوم الذي تشنه إسرائيل على غزة سيغذي التطرف في المنطقة. أضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أذيعت أمس 'إن تأثير الحرب أكثر خطرا من الحرب.. إنها زرع لبذور التشدد والإرهاب في مختلف أنحاء المنطقة'.وبحسب تلخيص للمقابلة منشور على موقع الـ'بي بي سي' ان تهريب السلاح للفلسطينيين في غزة من مصر يتعين وقفه ولكن ذلك ليس شرطا فوريا لإنهاء الاقتتال. وأشار إلى أن سوريا التي تستضيف قادة من 'حماس' تبذل قصارى جهدها من أجل إحلال وقف لإطلاق النار.

ـ صحيفة الديار :
اكتفى مصدر ‏مقرب من حزب الله لـ&laqascii117o;الديار" بالاشارة الى ان هناك تحقيقات يجريها الجيش اللبناني والقوات ‏الدولية، وانه لا يريد الدخول في توجيه اية رسالة اطمئنان الى العدو، مشددا ايضا على ‏ان الحزب ليس حرس حدود لاسرائيل.‏ وشدد على ان المقاومة دائما على جهوزية عالية لمواكبة التطورات، وهي ايضا تراقب طبيعة ‏الرد العسكري الاسرائيلي وجغرافيته.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد