صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح الجمعة 16/1/2009

 

ـ صحيفة السفير :
صعدت إسرائيل، أمس، من وتيرة حربها على غزة بشكل ملحوظ، في ما بدا أنه محاولة منها لتحسين شروط التفاوض غير المباشر مع حركة حماس عبر الوسيط المصري، أو "استراتيجية تقليدية&laqascii117o; تستبق من خلالها أي وقف لإطلاق النار، وذلك بعدما فشل عدوانها في تحقيق هدفه الرئيسي، أي منع إطلاق الصواريخ من القطاع وكسر إرادة المقاومة. وفي اليوم العشرين، بلغ العدوان ذروته، حيث انتهك الاحتلال كل المحرمات بقصفه المركز الرئيسي لوكالة غوث اللاجئين "أونروا&laqascii117o; في القطاع، و"مستشفى القدس&laqascii117o; التابع للهلال الأحمر في مدينة غزة، ومبنى يتضمن مكاتب لوسائل الإعلام العربية والأجنبية. أما الغارة على شارع اليرموك في وسط مدينة غزة، فجاءت لتكشف مجدداً مدى التوق الإسرائيلي لتسجيل صورة "انتصار&laqascii117o; ما، حيث هدمت طائرات الاحتلال مبنى من ستة طوابق على ساكنيه من أجل اغتيال وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة سعيد صيام الذي استشهد مع نجله وشقيقه وعدد من أفراد عائلته ومسؤولين أمنيين في حماس، فيما توعدت كتائب عز الدين القسام برد قاس، مشددة على أنّ دماء صيام ومن قضى معه "ستكون لعنة على أعدائنا&laqascii117o;. وبدا ان اسرائيل حرصت على اظهار التصعيد الميداني بينما كانت تبحث رد حماس الذي سلمته القاهرة لها، وفيما كان زعماء دول مجلس التعاون الخليجي يتوافدون الى الرياض للمشاركة في القمة الطارئة التي دعت اليها السعودية، وانفضت ليلا، بإعلان إحالة مذبحة غزة الى القمة الاقتصادية في الكويت، ورفض تجميد او إلغاء المبادرة العربية للسلام، كانت الدوحة تستعد لاستضافة قمة عربية "بمن حضر&laqascii117o;، توصف بأنها "لنصرة غزة&laqascii117o;. وفيما حققت القوات الإسرائيلية تقدماً برياً "لم يتجاوز الأمتار&laqascii117o;، بحسب فصائل المقاومة، وذلك بعدما أحكمت سيطرتها على منطقة تل الهوى في غزة، في عملية توغل استبقتها بتفريغ المنطقة من سكانها عبر قصف المنازل بالقذائف الفوسفورية، واصلت المقاومة إطلاق الصواريخ على المستوطنات والمدن الإسرائيلية حيث سجل أمس سقوط ٣٠ صاروخاً، بينها ثلاثة سقطت على مدينة بئر السبع، ما أسفر عن جرح أكثر من تسعة إسرائيليين بجروح، وصفت بعضها بالخطيرة. وأعلنت الأمم المتحدة أنّ الاحتلال استخدم في قصفه المركز الرئيسي للأونروا قنابل فوسفورية، وذلك في الوقت الذي كان فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يجري محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين. وفي حصيلة غير نهائية لحرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء بلغ حتى مساء يوم أمس ١١٠٥ شهداء، فيما تجاوز عدد الجرحى الـ،٥١٣٠ معظمهم من المدنيين.
وقال دبلوماسي غربي أن إسرائيل تحاول على ما يبدو الحصول على مكاسب اللحظة الأخيرة على الأرض قبل فرض هدنة، واصفاً ما جرى بالأمس بأنه "استراتيجية إسرائيلية تقليدية&laqascii117o;، في الوقت الذي عاد فيه المستشار الأمني والسياسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إلى القدس المحتلة في ختام محادثات سريعة أجراها مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، الذي أبلغه رد حركة حماس على المبادرة المقترحة لإنهاء العدوان.
"المبادرة&laqascii117o;: توافق واختلاف وقالت مصادر عربية في القاهرة ("السفير&laqascii117o;)، متابعة للمبادرة المصرية أن المفاوض الاسرائيلي عاموس جلعاد، حمل معه من القاهرة، أمس، ما يمكن وصفه بـ"رزمة أفكار&laqascii117o; تتضمن اقتراحات جديدة، تنطلق من روحية المبادرة المصرية، وتتضمن اقتراحا بصيغة هدنة أقل من سنة، واذا جرى الالتزام بها، يمكن عندها الاتفاق على تجديدها واذا لم يلتزم تسقط حتى قبل أن تكتمل الهدنة بمرحلتها الأولى.
وقالت المصادر لـ"السفير&laqascii117o; أن هذه الصياغة جاءت بعد أن رفضت "حماس&laqascii117o; الاقتراح المصري الأخير بالتعهد بهدنة لمدة سنة تتجدد تلقائيا (كل سنة) من دون الاشارة الى طبيعة الالتزام الاسرائيلي، فيما كان جلعاد يقترح هدنة طويلة الأمد. غير أن "عقدة العقد&laqascii117o; تمثلت في الصياغة المتصلة بموضوع وقف تهريب السلاح الى قطاع غزة، حيث بدا أن موضوع القوات الدولية مرفوض من المصريين و"حماس&laqascii117o; بينما الجانب الاسرائيلي يريده، ويريد معه اقامة حاجز اسمنتي بعرض ١٢ كلم وعمق ثلاثين مترا بين غزة والأراضي المصرية، من أجل وضع حد نهائي لقضية الأنفاق، ورد عليه عمر سيلمان بأن "ده ما ينفعش حتى لو حفرت بعمق ستين مترا&laqascii117o;!
وبينما تجاوبت "حماس&laqascii117o; مع موضوع المراقبين الأتراك على معبر رفح وغيره من المعابر، ظلّ الموقف المصري من هذه النقطة سلبيا، فيما طرح الاسرائيليون امكان أن تجري مراقبة الحدود مع غزة بواسطة تكنولوجيات حديثة بضمانات أميركية، من دون اعتماد أية صيغة أرضية. وبدا أن هذه الصيغة قد تكون الأنسب للجميع على صعيد موضوع الحدود بين مصر وغزة. وعلم أن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، ستتوجه الى واشنطن من أجل الحصول على ضمانات أميركية حول هذه النقطة بالذات، بينما كان السفير الأميركي في القاهرة والسفير الأميركي في اسرائيل يلحان على وجوب انجاز صيغة للحل في غزة قبل يوم الاثنين المقبل، ذلك أن الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، سيطل أولا من خلال اللقاء المسيحي الاسلامي اليهودي الاثنين وبعده (الثلاثاء) يأتي موعد مراسم تسلمه الادارة في البيت الأبيض.... غير أن التقديرات التي أحاطت مفاوضات القاهرة، أشارت الى أن الجانب الاسرائيلي يواجه مأزقين، سياسي وعسكري، وبالتالي، ربما تندفع الأمور لأسباب انتخابية باتجاه تصعيد الموقف وتجاوز مهلة العشرين من كانون الثاني الأميركية. وأشارت المصادر الى أن موضوع توقيت الانسحاب الاسرائيلي وكيفيته ظل عالقا نسبيا في انتظار حلحلة باقي البنود. وأصرت "حماس&laqascii117o; على ترك موضوع الحوار الفلسطيني الى ما بعد وقف النار والانسحاب الاسرائيلي. ومن المتوقع أن يعلن المشاركون في اللقاء التشاوري في الدوحة اليوم، عن تبنيهم للمبادرة التي أطلقها أمير قطر، فيما أبلغت عواصم عربية واسلامية عدة قيادة "حماس&laqascii117o; استعدادها للمشاركة في ورشة اعمار قطاع غزة، والتي يقدر أن تفوق كلفتها المليار دولار أميركي.. من جهته، جدد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل التأكيد على أنّ الحركة لن تقبل بخطة لوقف إطلاق النار لا تتضمن وقفا فوريا للعدوان وانسحابا فوريا للجيش الإسرائيلي ورفعا للحصار وفتحا للمعابر، فيما اعتبر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح أنّ "المبادرة المصرية بشكلها الحالي لا يمكن أن نقبلها&laqascii117o;. وفي القدس المحتلة، قال المتحدث باسم رئاسة الوزراء الإسرائيلية مارك ريغيف أن حكومته لم تتخذ أي قرار بعد. وأضاف "نحن نتفاوض مع مصر على أساس الخطة المصرية... وسيقدم الينا عاموس جلعاد تقريره، ولا يمكن اتخاذ أي قرار إلا بعد ورود&laqascii117o; هذا التقرير. وفي السياق أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنّ وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس أبلغت تل أبيب أنّ واشنطن ستوقع اتفاقاً، لم تكشف تفاصيله، بشأن إجراءات لمنع حركة حماس من إعادة التسلح بعد وقف إطلاق النار. وأشار مكتب أولمرت إلى أنّ رايس أكدت أنّ "الولايات المتحدة ستكون مستعدة للمساعدة في حل مشكلة التهريب وتوقيع مذكرة تفاهم مع إسرائيل بهذا الخصوص&laqascii117o;. وبحسب البيان الصادر عن مكتب أولمرت فإنّ الأخير قرر إرسال وزيرة خارجيته تسيبي ليفني إلى واشنطن على وجه السرعة، حيث من المنتظر أن توقع هذا الاتفاق اليوم.
وفيما لم يتقرر بعد مصير القمة العربية الطارئة في الدوحة، أوحت الحركة الدبلوماسية والاستعدادات اللوجستية وبداية وصول الوفود الرسمية إلى العاصمة القطرية بأنّ القمة ستنعقد فعلاً، فيما نقلت وكالة "فرانس برس&laqascii117o; عن دبلوماسي عربي توقعه بأن "تعقد القمة بمن حضر&laqascii117o; في حال لم يتوافر النصاب القانوني.
ومن بين الواصلين إلى العاصمة القطرية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس السوري بشار الاسد والرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس المجلس العسكري في موريتانيا الجنرال محمد ولد عبد العزيز، ورئيس جزر القمر عبد الله سامبي، فيما ينتظر وصول باقي القادة العرب تباعاً.
وفي الرياض، نقل مصدر رسمي عن الملك السعودي عبد الله قوله إن المملكة ترفض عقد أية "قمة تكون بمثابة قمة منابر وقمة نضال أمام الميكرفونات&laqascii117o;، مطالباً قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالخروج بموقف موحّد حول الحوادث في قطاع غزة، من شأنه دعم الموقف الفلسطيني "عملياً لا كلامياً&laqascii117o;.
ويتضمن جدول أعمال قمة الدوحة جلسة افتتاحية تبدأ عند الساعة العاشرة صباحاً، على أن يليها اجتماع مغلق، وتختتم بمؤتمر صحافي لإعلان البيان الختامي، الذي يرجح أن يتضمن المقترحات التي طرحها أمير قطر في كلمته المتلفزة، أمس الأول، وأن يترك انطباعاً بأن الدول الـ١٣ المشاركة قررت الذهاب إلى قمة الكويت الاثنين المقبل بموقف موحد. ولم تستبعد مصادر دبلوماسية أن يعلن أمير قطر اليوم إقفال المكتب الإسرائيلي في الدوحة.

ـ صحيفة النهار :

---اتفاق للمراقبة: وبعد ساعات من عودة المبعوث الاسرائيلي عاموس جلعاد من القاهرة حيث اطلع على رد 'حماس' على المبادرة المصرية، اعلنت رئاسة الوزراء الاسرائيلية في بيان ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت قرر ارسال وزيرة الخارجية تسيبي ليفني الى الولايات المتحدة 'على وجه السرعة لتوقيع اتفاق اسرائيلي - اميركي يهدف الى معالجة قضية تهريب الاسلحة'، وهو احد شروط اسرائيل لوقف هجومها المتواصل على غزة.
وفي واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس: 'نجري محادثات مع الاسرائيليين وآخرين لنرى ما يمكننا القيام به لتعزيز فرص التوصل الى وقف نار دائم نسعى جميعا الى التوصل اليه. اعتقد انكم تعلمون ان هذا الامر يتضمن عددا من العناصر، ونحن نعمل مع شركاء اقليميين وايضا مع الاسرائيليين'.
وفي وقت سابق، بث التلفزيون المصري ان 'حماس' ابلغت الى القاهرة استعدادها لبدء تهدئة في غزة مدة سنة قابلة للتجديد اذا وافقت اسرائيل على وقف فوري لعملياتها العسكرية في القطاع وعلى الانسحاب منه خلال اسبوع وفتح كل المعابر فورا مع وجود ضمانات دولية لبقائها مفتوحة.

القمة الخليجية

&bascii117ll; في الرياض انعقدت القمة الطارئة لمجلس التعاون الخليجي التي دعت اليها السعودية في حضور زعماء الدول الست الاعضاء باستثناء سلطان عمان قابوس بن سعيد. وقال الامين العام للمجلس عبد الرحمن العطية في البيان الختامي للقمة ان قادة دول المجلس بحثوا في مجمل قضايا المنطقة وفي مقدمها القضية الفلسطينية بصفة خاصة، وما حل بالاشقاء الفلسطينيين في غزة، وبالمأساة حيث أشادوا بالجهود التي تقوم بها كل الدول العربية في هذا الاطار، واتفقوا على أن تعرض هذه الجهود في قمة الكويت وذلك تحقيقا للأهداف المرجوة.
واضاف ان قادة دول المجلس أعربوا عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين على هذه الدعوة معربين كذلك عن ارتياحهم الى النتائج التي توصلوا اليها. وصرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي بأن كل دول الخليج أيدت المبادرة المصرية. وأمل ان تنعكس مشاورات قادة دول مجلس التعاون الخليجي في هذه القمة، على المحادثات المرتقبة في قمة الكويت الاسبوع المقبل.وعن النتائج الملموسة للقمة الخليجية اوضح ان ابرز النتائج وحدة الموقف والعمل معا لانجاح قمة الكويت المقبلة واعادة اللحمة الى الصف الخليجي لمتابعة هذه الازمة، مشيرا الى ان هذه القمة أضفت جوا من التفاهم والوئام بما ينعكس ايجابا على قمة الكويت المقبلة.
وسئل عن مبادرة السلام العربية، فأجاب أنها صالحة ولكن يراد لها ان يقبلها الطرف الآخر الذي يماطل ويتقاعس لانه لا يريد السلام، وانما يريد كسب الارض، لكنه سيكون أكثر سعادة لو سقطت هذه المبادرة ولم يعد يتحدث عنها أحد. ورأى ان بقاء المبادرة يشكل عامل ضغط على اسرائيل.وأفاد ان قادة دول الخليج بحثوا في تقديم دعم مالي لغزة، وانه ستكون هناك تبرعات سخية لأهل غزة.وعن التنافس على عقد القمم العربية، قال انه أينما عقدت القمة فانه لا يهم المكان، ولكن العبرة بالمواقف التي يتخذها القادة في هذه القمم.وسئل هل صرف النظر عن قمة الدوحة، فأجاب ان قمة الدوحة لم يكن هناك نصاب لانعقادها، لافتا الى ان ما كان سيطرح في القمة الاستثنائية في قطر سيطرح في قمة الكويت.ونقل مصدر مطلع عن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ان بلاده 'ترفض عقد أية قمة تكون بمثابة قمة منابر وقمة نضال امام الميكروفونات'، مطالبا قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالخروج بموقف موحد عن الحوادث في غزة، من شأنه دعم الموقف الفلسطيني عمليا لا كلاميا.

قمة الدوحة

&bascii117ll;في الدوحة، صرح مصدر رسمي قطري بأن 'الاجتماع الطارىء لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة' سيبدأ الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي اليوم (7:00 بتوقيت غرينتش) في العاصمة القطرية.
وستلي الافتتاح جلسة مغلقة الساعة 12:00 على ان يعقد مؤتمر صحافي لاذاعة النتائج.
وتوقع مصدر ديبلوماسي عربي في الدوحة ان 'تنعقد القمة بمن حضر'، اذا لم يكتمل النصاب القانوني.
ووصل الى الدوحة امس عدد من القادة العرب بينهم الرئيس اللبناني ميشال سليمان والرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس السوري بشار الاسد.
وصرح السفير الفلسطيني في الدوحة منير غنام بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتذر عن عدم حضور الاجتماع الطارىء الذي دعت اليه قطر.وكانت 13 دولة عربية وافقت على حضور قمة الدوحة، بينما يحتاج النصاب القانوني الى 15 دولة.وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الموجود في الكويت لحضور الاجتماعات التمهيدية لقمة الكويت الاثنين، ان الزعماء العرب سيعقدون اجتماعا رسميا وليس تشاوريا في الكويت للبحث في الوضع في غزة.وكانت مصر والسعودية اقترحتا عقد اجتماع تشاوري على هامش القمة الاقتصادية في الكويت لمناقشة الوضع في غزة.

ـ صحيفة الإخبار
إبراهيم الأمين

حتى فجر اليوم، كانت السعودية ومصر وعواصم غربية قد نجحت في تعطيل نصاب قمة الدوحة الطارئة، وكانت المأساة قد تمثلت في إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عدم مشاركته فيها، رغم أنه يُفترض أنه يمثّل الشعب الذي تعقد لأجله. وبناءً على ذلك، تتجه الدوحة اليوم إلى استضافة لقاء تشاوري على مستوى رؤساء الدول الذين حضر معظمهم مساء أمس إلى قطر، ومناقشة مسوّدة بيان يحتوي ضمناً على البنود التي وردت في خطاب أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مع خطة عمل لنقل هذه الأفكار إلى اللقاء التشاوري الرئاسي المفترض عقده في الكويت على هامش القمة الاقتصادية. وقررت القيادة القطرية التصرّف وكأنّ القمّة الفلسطينية التي دعت إلى عقدها في الدوحة اليوم، لا تزال قائمة، بالرغم من تمكّن خصومها العرب من إعاقة توفير نصاب الثلثين الضروري لشرعنتها. ويبدو أنّ الدوحة ستشهد قمّة مصغّرة ستكون سداسية، تضمّ إلى الأمير القطري كلاً من الرئيس السوداني عمر البشير والسوري بشار الأسد ورئيس المجلس العسكري الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز والجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس اللبناني ميشال سليمان، الذين وصلوا جميعاً أمس إلى الدوحة، بعدما اعتذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن عدم الحضور. ومع ذلك تُفيد المصادر القطرية بأنها تتوقع حضور 13 رئيس دولة، بينها الإمارات والعراق. كذلك يحل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل أمس إلى الدوحة، ضيفاً على القمة. في المقابل، رأى مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف، أن الدعم لعقد قمة عربية &laqascii117o;قد تراجع"، إلى 13 دولة تريدها. ونعى يوسف قمة الدوحة، مشيراً إلى أن وزراء الخارجية والاقتصاد العرب سيجتمعون اليوم في الكويت للإعداد للقمة الاقتصادية التي تستضيفها عاصمتها الاثنين المقبل. لكن مصادر عربية واسعة الاطلاع كشفت، لـ&laqascii117o;الأخبار"، عن حقيقة الضغوط التي مارسها الرئيس المصري حسني مبارك من أجل إفشال دعوة أمير قطر لعقد القمة. وخلافاً لما كرّره الأمين العام للجامعة عمرو موسى ومساعده يوسف بشأن عدم اكتمال النصاب القانوني، فإنّ 16 دولة عربية كانت بالفعل قد أبلغت الأمانة العامة للجامعة رسمياً تأييدها لعقد قمة الدوحة.

وأوضحت المصادر أن ما جرى من ضغوط سياسية سرية مكثفة قادتها مصر والسعودية، قد أدى إلى تراجع 4 دول، هي العراق، الصومال، الكويت والمغرب، عن موافقتها السابقة على عقد القمة وسحب تأييدها لعقدها.

■ &laqascii117o;تواطؤ" موسى

وعن &laqascii117o;تواطؤ" موسى مع مساعي القاهرة والرياض لعرقلة انعقاد قمة الدوحة، قال دبلوماسي عربي، طلب عدم الكشف عن هويته، &laqascii117o;كان هناك بالفعل نصاب قانونيّ، ولهذا كان موسى يتكتم على أسماء الدول الموافقة على عقد القمة، حتى يتيح الفرصة لنجاح الضغوط التي تستهدف بعض الدول والقادة". وأشار المصدر المقرّب من تطوّرات القمة إلى أنه &laqascii117o;من خلال اتصالاتنا بالمندوبين الدائمين للدول الأعضاء في الجامعة العربية، كان هناك 16 دولة موافقة فعلياً ورسمياً على عقد القمة، لكن بعدما اشتغلت دبلوماسية التلفون، انسحبت بعض الدول".

وعلى هذا الصعيد، كان يفترض بموسى بموجب الأصول، أن يعلن فور اكتمال النصاب القانوني للرأي العام العربي هذه المعطيات، وألا يبقيها في حوزته أو يتكتم عليها، مانحاً الوقت الكافي للضغوط المصرية والسعودية لتعطيل عقد القمة. في هذا الوقت، نفى أبو الغيط ما تردّد من أنباء عن إمكان عقد قمة ثلاثية مصرية ـــــ فرنسية ـــــ تركية يوم الثلاثاء المقبل في مصر، بما أن &laqascii117o;الأولوية حالياً تتركز على جهود وقف إطلاق النار في غزة". وكان الأسد قد أكد، في اتصال مع أردوغان في وقت سابق أمس، &laqascii117o;ضرورة الضغط على إسرائيل لوضع حد لهذه المجازر ووقف العدوان فوراً على الشعب الفلسطيني". إلى ذلك، أشادت حركة &laqascii117o;حماس"، في بيان، بالخطاب &laqascii117o;الشجاع" الذي ألقاه أمير قطر، معبّرة عن أملها في اتخاذ &laqascii117o;خطوات عملية تترجم" ما جاء فيه، فيما ندّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلح بموقف الدول الرافضة لقمة الدوحة، داعياً حكام هذه الدول إلى &laqascii117o;شطب أسمائهم من قائمة العار والموافقة على انعقاد القمة في الدوحة".

■ تقديرات سياسية في إسرائيل

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية مساء أمس أن اسرائيل تطالب بعدم &laqascii117o;وجود إطار زمني محدد، لوقف إطلاق النار، وأن تُستحدث آلية مراقبة دولية في محور رفح، كذلك تشترط استئناف المفاوضات بشأن الجندي المخطوف جلعاد شاليط. إضافة إلى ذلك، هناك مطلب إضافي، هو أن تتسلم السلطة الفلسطينية مسؤولية معبر رفح". وبحسب مراسل الإذاعة للشؤون السياسية، فان إسرائيل تعمل على مسارين: الأول مصري ـــــ أميركي، وبموجبه يُوقَّع اليوم على مذكرة تفاهم أمنية ـــــ استخبارية، بين إسرائيل والولايات المتحدة، على أن يتركز التفاهم على معالجة واسعة وطويلة الأمد لمسألة تهريب الأسلحة إلى القطاع، إضافة إلى الاتفاق على توظيف الأسرة الدولية لمراقبة المسارات التي تتسرب منها الأسلحة، عبر القنوات الإيرانية والسودانية والإريترية، إضافة إلى دول أخرى. في إطار ذلك، يضيف المراسل، التقى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، اهارون ابراموفيتش، في واشنطن، مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، من أجل إنهاء صيغة متفق عليها لتفاهم يعنى بمعالجة التهريب، وذلك قبل أن تصل وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى العاصمة الأميركية، للتوقيع على ما يلزم الإدارة الاميركية بمنع تهريب الأسلحة إلى غزة عن طريق البحر والبر بالتعاون مع دول أخرى، والجهد المرتقب سيكون مركزاً على دول وجهات تدور في الفلك الإيراني. وأشار المراسل الى أن الحديث الإسرائيلي يشير الى نشر قوة بحرية تابعة لحلف شمالي الأطلسي، وتقديم مساعدة أميركية ملحوظة في المجال الاستخباري، كذلك فإن إسرائيل تطالب أيضاً بفرض عقوبات على إيران، إذا عمدت إلى الاستمرار بتهريب السلاح إلى غزة.

■ مسوّدة اتفاق

وكان مراسل الشؤون السياسية في القناة الثانية الاسرائيلية، أودي سيغل، قد اشار امس، نقلاً عن مصدر سياسي رفيع المستوى، الى ان &laqascii117o;شروط وقف اطلاق النار قد نضجت بالفعل، رغم ان مسار البلورة النهائية للاتفاق، قد يستغرق يوماً او يومين او حتى ثلاثة ايام، على ان يكون كل شيء منتهياً حتى يوم الاثنين المقبل".

وأشار المراسل إلى ان بنود مسوّدة اتفاق وقف اطلاق النار، تتبلور على الشكل الآتي:

اولاً: يُعلن عن هدنة تستمر 48 ساعة، على ان توقف &laqascii117o;حماس" اطلاق النار، وتسحب اسرائيل جيشها من القطاع، في الوقت الذي تعمد فيه مصر الى تفعيل رقابتها على التهريب (في رفح)، بمشاركة دولية. وفي هذه المرحلة ايضاً، توقع الولايات المتحدة على مذكرة تفاهم لمعالجة مسارات تهريب الاسلحة.

ثانياً: تنطلق مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل و&laqascii117o;حماس"، بوساطة من مصر، تتركز على موضوع الجندي الاسير جلعاد شاليط، اضافة الى مسألة المعابر الى غزة. الا ان المراسل نفسه عاد، في وقت لاحق من ليلة امس، وتحدث عن موقف متصلب لـ&laqascii117o;حماس" في ما يتعلق بمدة الهدنة، التي تريدها لمدة عام واحد، اضافة الى فتح المعابر، مشيراً الى ان &laqascii117o;اسرائيل كما يبدو في معضلة اضافية، لا تتعلق بوقف اطلاق النار، بل بكيفية الخروج، فهل يجري ذلك احادياً واستناداً الى العقاب لفرض وقف اطلاق النار، ام تعمد الى استكمال العملية العسكرية حتى اسقاط حماس". ونقلت القناة العاشرة الاسرائيلية عن رئيس الدائرة السياسية الامنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد قوله إن &laqascii117o;حماس ما زالت متصلبة في مواقفها، ولم تليّن من شروطها في ما يتعلق بوقف اطلاق النار وفتح المعابر وسحب القوات الاسرائيلية من القطاع، وهي مواقف تشير الى عكس ما كنا قد اعتقدناه هنا في اسرائيل" وان &laqascii117o;موقف مصر اقرب الى الموقف الاسرائيلي، بل هم يطالبون بوقف اطلاق نار لمدة اسبوع على خلفية انسانية، على ان يجري الحديث عن انسحاب الجيش الاسرائيلي بعدها". وأشار الى ان &laqascii117o;المصريين يؤيّدون موقفنا، ويقولون ان حماس ستقوم بما نريده في نهاية المطاف". اما بخصوص ما نقله جلعاد من مصر، فإن &laqascii117o;هناك أجوبة مركبة، الا ان ذلك لا يعني بالضرورة ان ليس هناك وقف لاطلاق النار، وايضاً لا يعني ان ذلك سيحصل بالفعل".

■ مشاركة لبنان في الدوحة

وبعد اخذ وردّ خلال اليومين الماضيين تخللتهما حملة احتجاج سياسي وشعبي على تردّد رئيس الجمهورية في المشاركة في قمة الدوحة، اعلن قصر بعبدا امس توجه الرئيس سليمان الى العاصمة القطرية للقاء الرؤساء العرب هناك، وإذا حصل نصاب للقمة العربية فسيكون مشاركاً في اعمالها.

وقالت اوساط بعبدا، لـ&laqascii117o;الأخبار"، إن &laqascii117o;الرئيس لم يكن قد رفض المشاركة ولكنه اجرى سلسلة من المشاورات .

وجاءت هذه الاتصالات لتؤكد ما نقله الى بعبدا امس ممثلان عن الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وسماع سليمان &laqascii117o;موقفاً واضحاً من جانب قوى اساسية في المعارضة يفيد بأن عدم مشاركته في القمة سوف يجري التعامل معه على اساس انه انحياز الى طرف يقف الآن في مواجهة الشعب الفلسطيني".

وتولى المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني اجراء الاتصالات مع الشخصيات الرئيسية ولا سيما مع الرئيس نبيه بري وقيادة حزب الله من اجل عدم ايصال الامور الى مستوى الانفجار. كذلك اجرى معاونون للرئيس اتصالات بعدد من السياسيين والاعلاميين للاستفسار عما يجري وأبعاد ردود الفعل القائمة.

■ مجلس الوزراء

وفي جلسة مجلس الوزراء التي استمرت حتى منتصف الليل، حصل نقاش شارك فيه غالبية الوزراء، وقال خلاله الرئيس فؤاد السنيورة انه تبلغ من رئيس الجمهورية تلقيه اتصالاً من امير قطر يدعوه الى لقاء تشاوري. وأضاف السنيورة ان &laqascii117o;الدستور يسمح لرئيس البلاد بعقد لقاءات تشاورية. ولذلك هو سافر الى الدوحة للمشاركة في اللقاء التشاوري لا للمشاركة في قمة عربية إذا لم يكتمل نصابها". وتحدث الوزير وائل ابو فاعور معترضاً على سفر رئيس الجمهورية لان &laqascii117o;هذه الخطوة تظهر لبنان كأنه في محور عربي ضد محور آخر"، فتطوع وزير الدفاع الياس المر للرد عليه متحدثاً باسم الرئيس قائلاً إن &laqascii117o;الرئيس يقول ان لبنان ليس في محور ضد محور آخر، وهو سيشارك في لقاء الدوحة اليوم كما سيشارك الاثنين في لقاء الكويت التشاوري". ثم كانت مداخلة للوزير نسيب لحود الذي شدد على ان &laqascii117o;الرئيس يستخدم حقه الدستوري في التشاور ولو كان الامر يتعلق بقرارات لعاد الى مجلس الوزراء".

واذ اكد الوزير محمد فنيش &laqascii117o;عدم دخول لبنان في محاور او تعزيز الانقسام العربي"، شدد على &laqascii117o;اهمية الموقف في مواجهة الجرائم التي ترتكبها اسرائيل والتي سبق ان ارتكبت مثلها في لبنان وهي تهدد لبنان اليوم كما في السابق". وقال ان الخروق الاسرائيلية المستمرة للحدود دليل على ذلك. وتحدث الوزير جبران باسيل عن ان &laqascii117o;لبنان دفع اثماناً كبيرة في الصراع وهو يعرف معنى المواجهة والمقاومة. واذا كان لبنان غير قادر على دعم غزة الا بالسياسة فمن المهم ان نؤدّي دورنا في خلق موقف عربي يساعد الفلسطينيين الذين يقاومون في الميدان".

 

ـ صحيفة اللواء :
---وقال دبلوماسي غربي كبير انه يبدو ان اسرائيل تحاول الحصول على مكاسب في اللحظة الاخيرة على الارض قبل فرض هدنة· وأضاف <انها استراتيجية اسرائيلية تقليدية>·

وقالت مصادر مطلعة لـ<اللـــواء> ان القادة الخليجييين اجتمعوا ساعتين دون أن يتخذوا موقفاً بشأن قمة الدوحة·

وعن النتائج الملموسة التي يتوقع تحقيقها من قمة الرياض قال الفيصل إن <قمة هذا المساء هي وحدة الموقف والعمل سويا لإنجاح قمة الكويت في جميع مجالاتها> ورأى أن <من أهم الإنجازات التي أنجزتها هذه القمة أنها أعادت اللحمة للصف الخليجي بعد هذه الازمة التي حلت بالشعب الشقيق في غزة ومن ناحية أخرى أفضت جوا من التفاهم والوئام نأمل في أن ينعكس على قمة الكويت>· وبالنسبة إلى دعم مالي موحد لغزة أكد الفيصل أن قادة الخليج مجمعون على مثل هذه الدعم وكشف أن التبرعات ستكون سخية· في هذا الوقت اكد مسؤول دبلوماسي مصري كبير ان اسرائيل <وافقت> على المبادرة المصرية لوقف الحرب على قطاع غزة· لكن المتحدث باسم رئاسة الوزراء الاسرائيلية مارك ريغيف اعلن لاحقا من القدس المحتلة ان اسرائيل لم تتخذ بعد قرارا من الخطة المصرية لوقف اطلاق النار· وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته ان <اسرائيل وافقت على المبادرة المصرية> التي تنص اولا على وقف اطلاق النار في قطاع غزة، ولكن <لا تزال هناك حاجة للقاء جديد> بين المفاوضين الاسرائيليين والمصريين...·

وقال مكتب اولمرت في بيان ان اولمرت <وافق هذا المساء على رحلة وزيرة الخارجية تيسبي ليفيني الي الولايات المتحدة لتدفع قدما اتفاقا امريكيا اسرائيليا يستهدف التعامل مع تهريب الاسلحة>· ولم يشر البيان الى اقتراح نقلته مصر عن حماس لوقف اطلاق النار لمدة عام في قطاع غزة· وأحجم متحدث باسم أولمرت أيضا عن التعليق على أي اقتراح لوقف اطلاق النار· واعلن مكتب اولمرت ان واشنطن مستعدة لتقديم ضمانات الى اسرائيل بشأن منع تهريب الاسلحة الى قطاع غزة· وقال مكتب اولمرت ان وزيرة الخارجية الاميركية <كوندوليزا رايس قالت ان الولايات المتحدة مستعدة للمساهمة في حل لقضية تهريب الاسلحة وتوقيع اتفاق حول هذه المسألة>· اما حماس فقالت انها أبلغت مصر أنها ستوافق على وقف اطلاق النار لمدة عام قابل للتجديد في قطاع غزة اذا سحبت اسرائيل كل قواتها من القطاع خلال ما بين خمسة وسبعة أيام وأعادت فتح المعابر الحدودية على الفور· وذكرت المصادر التي اشترطت عدم نشر اسمائها أن مصر عرضت موقف حماس على اسرائيل لبحثه· وطالبت حماس في اقتراحها بأن تضمن مصر والمجتمع الدولي استمرار فتح كل المعابر الحدودية المؤدية الى غزة· وأبلغت حماس مصر بأنها مستعدة لقبول نشر مراقبين أتراك لكنها اعترضت على اقتراح بتمركز قوات من حرس الرئاسة التابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس في معبر رفح بين قطاع غزة ومصر· كما تريد حماس أيضا أن يشمل اتفاق الهدنة عقد مؤتمر خاص باعادة الاعمار·

 

ـ صحيفة المستقبل :
رام الله ـ أحمد رمضان

القاهرة ـ رامي إبراهيم

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس عرضاً دموياً غير مسبوق باجتياحه معظم أحياء مدينة غزة، حيث يعتقد أنه المشهد الأخير في العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ عشرين يوماً، لقطع الطريق على طرح السؤال من المنتصر؟، حتى ولو كان الثمن سقوط آلاف الضحايا، وكل هذا الدمار الواسع والخراب الذي حل بقطاع غزة وأهله.

وقد أعربت مصادر فلسطينية مطلعة عن اعتقادها أن توسيع جيش الاحتلال لحربه على قطاع غزة واجتياح الأحياء السكنية في مدينة غزة هما محاولة إسرائيلية لفرض الوقائع على الأرض وحسم النقاش بشأن منع إطلاق الصواريخ وإخراجها من جدول أعمال البحث، وحصر المفاوضات بمنع التهريب وهو ما أكدته مصادر صحافية إسرائيلية.

واجتاحت القوات البرية الإسرائيلية المعززة بعشرات الدبابات والقصف المدفعي والجوي عدة أحياء من مدينة غزة، وبخاصة الأحياء الغربية من المدينة، حيث تتمركز الكتيبة التي تعتبر عصب القوات التابعة لـ'كتائب القسام' والتي تلقت عناصرها تدريبات متقدمة في إيران. وأكد شهود أن القصف المدفعي المتتابع، الذي أحدث دوياً كبيراً، تسبب في إحراق عدد كبير من المنازل ...وأوضحت مصادر محلية أن المقاومين خاضوا اشتباكات ضارية بالأسلحة الخفيفة وبالقذائف المضادة للدروع مع قوات الاحتلال على أكثر من محور لعل أبرزها شرق مدينة غزة وجنوبها.... يأتي هذا التصعيد وارتكاب كل هذه الجرائم في الوقت الذي لاحت به بوارق أمل من القاهرة بعد أن أعلنت حركة 'حماس' موقفاً ايجابياً محاطاًً بعدد من الطلبات والاستفسارات على المبادرة المصرية في نهاية المحادثات التي أجرها وفدها مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان أول من أمس... وقالت مصادر فلسطينية مقربة من 'حماس' إن وفد الحركة لخص موقفه بأربعة نقاط، يعتبرها ضرورية للموافقة النهائية على المبادرة المصرية، هي: وقف فوري لإطلاق النار وهدنة لسنة، وانسحاب إسرائيل من المناطق التي أعاد احتلالها خلال أسبوع، وفك الحصار من خلال فتح المعابر. ووافقت 'حماس' على مشاركة عناصر من حرس الرئاسة الفلسطينية في إدارة معبر رفح، وبوجود مراقبين أوروبين وبضمنهم مراقبين أتراك. وبحسب هذه المصادر فقد أوضح اللواء سليمان لوفد 'حماس' أن إسرائيل لن تقبل بهدنة مسقوفة بزمن محدد، كما أنها لن تقبل باستمرار تهريب الأسلحة، وتصر على أن تتم أي ترتيبات بهذا الشأن بضمانات ومراقبة عدة أطراف دولية. وأفادت المصادر الإسرائيلية أن غلعاد أبدى ملاحظات سلبية اتجاه موقف 'حماس' أمام اللواء عمر سليمان. وأجرى الرئيس المصري حسني مبارك إتصالاً أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اطلعه خلاله على تناول التحرك المصري مع الجانب الإسرائيلي للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وما تم إحرازه حتى الآن لتنفيذ ما دعت إليه المبادرة المصرية لاحتواء الوضع الراهن.

ولاحقاً قال عباس خلال مؤتمر صحفي مشترك مساء أمس مع وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير في مقر الرئاسة بمدينة رام الله إن الساعات المقبلة ستظهر مصير وقف النار. وفي الإطار ذاته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للصحافيين بعد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين: 'قد يستغرق الاتفاق على بضع قضايا فنية بضعة أيام أخرى'. في غضون ذلك، كشف موقع صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية الألكتروني، النقاب عن أن إسرائيل والولايات المتحدة على وشك التوقيع على مذكرة تفاهم أمنية استخباراتية تلزم الإدارة الأميركية المقبلة، وتتمحور حول معالجة ما تسميه إسرائيل بـ'تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة'. وقال الموقع إن المذكرة الجديدة التي ينتظر أن يتم توقيعها اليوم، يعالج الإشراف على ومراقبة 'قنوات تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة عبر الخليج العربي والسودان ودول أخرى'. ومن المقرر أن تتوجه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني الى واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان إن أولمرت 'وافق هذا المساء على رحلة وزيرة الخارجية تيسبي ليفيني الي الولايات المتحدة لتدفع قدماً اتفاقاً أميركياً إسرائيلياً يستهدف التعامل مع تهريب الاسلحة'.

 

ـ صحيفة الديار:

---وفيما قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان السفر الى الدوحة اليوم، عُلم ان مسألة مشاركة الرئيس سليمان في قمة الدوحة مرهونة باكتمال نصاب القمة اي حضور 15 دولة عربية، وقالت مصادر قريبة من قصر بعبدا، ان هذا الموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية، مرده الى حرص الرئيس سليمان على بذل كل المساعي لوقف العدوان، وفي الوقت نفسه عدم زيادة الشرخ في الموقف العربي لانه يريد توحيد هذا الموقف وليس توسيع حدة الخلافات. واشارت المصادر الى ان الرئيس سليمان لن يشارك في اجتماعات قمة تعقد بمن حضر لكنه سيشارك في الاتصالات والمشاورات التي ستعقد في الدوحة.

وذكرت مصادر مطلعة، ان موضوع اكتمال نصاب قمة الدوحة مرهون بالمحادثات التي حصلت ليل امس في الرياض بين قادة الدول الخليجية.

وفي هذا الوقت، تحدثت مصادر ديبلوماسية، ان الساعات القليلة المقبلة التي تمتد حتى يوم الاحد او الاثنين المقبلين ستكون حاسمة على مستوى نجاح او فشل الاتصالات لوقف العدوان الاسرائيلي والوصول الى وقف لاطلاق النار، حيث لم ينجح امس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في اقناع قادة العدو الاسرائيلي بوقف الحرب رغم قوله &laqascii117o;ان الوضع المأساوي لم يعد يحتمل في قطاع غزة بينما قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني &laqascii117o;ان احدا لا يفرض على اسرائيل ما يجب عليها ان تفعله".

 

-بري اختتم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري زيارته لتركيا بعد مشاركته في الإجتماع المفتوح العضوية للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي في اسطنبول بلقاء مع الرئيس التركي عبدالله غول في القصر الرئاسي بأنقرة دام ساعة من الوقت في حضور الوفد المرافق لرئيس المجلس تبعه خلوة بين الرئيس بري وغول لنصف ساعة. وقد إتسم اللقاء بالصراحة والودية وشكل فرصة شكر فيها الرئيس بري تركيا رئيسا وحكومة وشعبا على وقوفها الدائم الى جانب لبنان ومشاركتها في قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب.

وبعد ان اجرى الطرفان عرضا للوضع في قطاع غزة شرح الرئيس بري ابعاد الحرب الاسرائيلية الثالثة على الفلسطينيين بعد عامي 1948 و1967 والتي تهدف الى تحويل القطاع الى ارض محروقة تمهيدا لتشريد أهله كمقدمة لعملية &laqascii117o;ترانسفير" للشعب الفلسطيني. كما أثنى الرئيس بري على الموقف التركي من العدوان داعيا تركيا الى مزيد من الإقدام في مساعيها مستعينة بالموقع الذي تتمتع به والصداقات والروابط التي تجمعهما بدول المنطقة بالإضافة الى دورها في العالم الاسلامي. من جهته، اشاد الرئيس التركي بدور الرئيس بري وخبرته وحنكته السياسية التي ساعدت على تخطي لبنان لأزمته مثنيا على ادراكه الكبير للأزمة التي تعصف بالمنطقة والمتمثلة بالحرب الاسرائيلية على غزة.

2009-01-17 14:18:12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد