صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح الجمعة 16/1/2009

 

ـ صحيفة النهار:
روزانا بومنصف

بداية التداعيات في الجنوب وذروتها في الانتخابات النيابية

الحرب على غزة تلفح المشهد اللبناني بمتغيرات جديدة

على رغم ان الجيش كثف دورياته في الجنوب بالتعاون مع القوة الدولية من اجل وقف الصواريخ على اسرائيل، تخشى مصادر متابعة الا يتوقف اطلاقها في تحد واضح لسلطة الجيش ولقدراته على ضبط الوضع الامني على نحو كلي في موازاة الرسائل الضاغطة الاخرى في اتجاهات متعددة بصرف النظر عن فاعلية هذه الصواريخ او عدم فاعليتها.

وليس غريباً ان تهتم كل الدول الغربية وسواها بتكرار المحاولة بعدما مرت المحاولة الاولى على انها قد تكون عملاً فردياً غاضباً، وذلك باعتبار ان تكرارها يؤشر الى نية أبعد من الغضب بسبب ما يجري في غزة وقد لا يكون متصلاً بها، بل قد يكون متصلاً بأمور أخرى عدة من بينها مستقبل الوضع في ضوء الانتخابات النيابية المقبلة....

ذلك ان كل الحسابات كانت ولا تزال ترصد هذا الاستحقاق بل تدرجه حتى في اطار مصيري للبنان على أساس انه قد يكون الأهم بعد تسلم الرئيس الاميركي باراك اوباما السلطة واحتمالات انفتاحه على بعض دول المنطقة التي قاطعتها ادارة الرئيس جورج بوش. لكن الطارئ الذي شكله موضوع الحرب الاسرائيلية على غزة قد يؤدي لا بل سيؤدي الى تعديل، ليس في الاستحقاق في ذاته بل في الكثير من العوامل المؤثرة فيه نظراً الى ان لهذه الحرب تداعيات على لبنان وعلى المنطقة ايضاً تماماً كما كانت حرب تموز 2006 وما ترتب عليها، ليس من انتصار داخلي لـ'حزب الله' فحسب بل انتصار له تردد اقليمي فضلاً ايضاً عن انتصار لداعمين اقوياء له أيضاً في المنطقة ولمحور يرى ان الحزب يجسد تفكيره وسياسته. وهي الحال نفسها التي تنسحب على وضع 'حماس' ربحاً او خسارة ايضاً.... وما حصل يشكل متغيراً اساسياً وحاسماً مثله مثل المفاوضات السورية - الاسرائيلية واي امر قد يطرأ على هذا الصعيد قبل الانتخابات المقبلة. ومع ان من المبكر الكلام على طبيعة هذه التداعيات ... لفت هؤلاء المتابعين اهتمام 'حزب الله' على نحو خاص بالسعي الى استخلاص اول هذه التداعيات في تعزيز رؤيته من التمسك بسلاح المقاومة من جهة، كما في تعزيز رؤيته للاستراتيجية الدفاعية القائمة وفق المواقف العامة للمسؤولين في الحزب. ولم ينس في الوقت نفسه ربط الحرب على غزة بوجود نية لاستكمال استهداف المقاومة في لبنان بعد غزة في الانتخابات اللبنانية المقبلة، علماً ان الحرب الاسرائيلية الجارية منذ عشرين يوماً غيّبت كل شأن داخلي لبناني لو لم يطرأ موضوع الصواريخ في الجنوب وفي مقدمها الحملات والمواقف المتعلقة بالانتخابات. لكن الحزب استهل مبكراً مستبقاً الجميع بحملته انطلاقاً من الحرب على غزة تحديداً في حين ان استخلاصات الحرب على غزة قد تؤدي الى استخلاصات مغايرة كلياً لجهة مفهوم المقاومة وفق ما يعتمده الحزب وما اعتمدته 'حماس' ايضا. ... لكن مسارعة الحزب الى تحديد هذه الاستخلاصات على نحو خاص انما يتصل بحسب هذه المصادر بمعرفته وحذره من احتمال تأثير ما جرى في غزة على شعاراته التي سيخوض بها الانتخابات المقبلة وامكان توظيف خصومه التعديل الجذري، ليس في مفهوم المقاومة فحسب بل في سبلها أيضاً في حملاتهم الانتخابية أيضاً بما يؤثر ليس على احتمالات فوزه بل على احتمالات فوز حلفائه من أجل ان يتمكن معهم من الاكثرية المقبلة في مجلس النواب.

 

ـ صحيفة النهار:
سركيس نعوم:
عن سؤال: هل تتوقع سلاماً سورياً - اسرائيلياً في السنتين المقبلتين؟، اجاب المسؤول الكبير في 'ادارة' اميركية ثالثة مهمة: 'ربما نعم وربما لا. لكن السؤال الذي يجب ان يُطرح هو هل تريد سوريا السلام فعلاً؟ سوريا وسّطت الاتراك. وتريد رعاية اميركا للمفاوضات مع اسرائيل كي تجعلها مفاوضات مباشرة. لكن على سوريا ان توضح لاميركا واسرائيل ما عليها ان تدفعه في مقابل السلام واستعادة الجولان وما الى ذلك. والثمن يتعلق بايران والعلاقة السورية معها، وبـ'حزب الله' وسلاحه'. علّقت: اذا كانت اسرائيل واميركا تنتظران ما تقول من سوريا فان انتظارهما سيطول لانها لن تفعل... علماً ان السلام، كما نعرف، له موجبات والتزامات على اطرافه في مقدمها منع الاعتداءات على اي منهم، او عدم توفير ادوات هذه الاعتداءات. وقد يكون منها وقف الإمداد بالسلاح لـ'حزب الله' ولـ'حماس' او وقف ايصاله اليهما.

ما هو اثر السلام السوري - الاسرائيلي على لبنان في ضوء عدم اكتراث الاثنتين له كما تعرف ويعرف الجميع؟ سألت. فأجاب: 'صحيح انهما لا تكترثان للبنان. ولكن لا تنسَ ان الاثنتين، وخصوصاً سوريا، تريدان الولايات المتحدة راعية للمفاوضات المباشرة بينهما. واميركا اعتمدت في رئاسة جورج بوش سياسة لبنانية واضحة تتعدى تنافس الحزبين الديموقراطي والجمهوري وخلافاتهما واختلافاتهما. ولن تقبل اميركا اثناء رعايتها مفاوضات السلام وقبلها وبعدها ان يكون السلام على حساب لبنان....

هل تعتقد ان الحوار الاميركي مع ايران سيعطي نتيجة، علماً ان الايرانيين بارعون وصبورون؟ سألت. فأجاب: 'اذا كانت ايران تريد ان تكسب وقتاً، فاننا لن نسمح لها بذلك. اما اذا كانت جادة فنحن جادون'.

يقال ان لإيران مطالب ثلاثة: واحد له علاقة بضمانات لعدم استهداف النظام فيها، وآخر له علاقة بدور اقليمي لها، وثالث له علاقة بوضعها النووي. فعلّق: 'في هذا الوضع لن يكون هناك حوار اذا كانت هناك شروط ايرانية مسبقة.

هل تعتقد ان الخيار العسكري مع ايران سيبقى على الطاولة مع ادارة الرئيس الجديد باراك اوباما، كما كان مع ادارة بوش، ام هل سيوضع على الرف؟ سألت. فأجاب: 'نعم، اعتقد ذلك (على الطاولة).

 

ـ صحيفة السفير:
غاصب المختار

استمر الإعلام العربي الفضائي التطبيع السياسي والإعلامي مع مسؤولي الكيان الإسرائيلي، فبات سهلاً أن يستضيف قائداً سياسياً أو عسكرياً في ظل المجازر الإسرائيلية اليومية بحق أهالي غزة، ليبرر للرأي العام العربي "أسبابه&laqascii117o; وحمايته كيانه بذبح المدنيين وإطلاق النار على أجساد الأطفال من قرب. إلا أن بعض الفضائيات بات "يستحي&laqascii117o; قليلاً فيحاور مسؤولي كيان العدو بنوع من المساءلة والمماحكة بل والتهجم والرد على المنطق الإسرائيلي بحدة أحياناً، كما فعل بعض مذيعي قناة "الجزيرة&laqascii117o;.

لكن ما يثير الاستغراب والألم أن قناة "العربية&laqascii117o; استضافت أمس الأول، وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني في برنامج إيلي ناكوزي، ضمن مقابلة لا يمكن لأي قناة إسرائيلية أن تجريها بمثل هذه "الحيادية والموضوعية&laqascii117o; المهنية، لدرجة أن ليفني قالت لناكوزي إن الصحافيين الإسرائيليين يطرحون عليها الأسئلة ذاتها التي طرحها.

عدا عن أن ناكوزي صرح بـ"حياديته&laqascii117o; في الحوار وانه ليس بوارد الدفاع عن المقاومة الفلسطينية أو حركة "حماس&laqascii117o;. استساغ طرح أسئلة أقل من عادية ومجردة من أي حس بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية إن لم يكن الوطنية والعربية، ما أعطى لليفني مجالاً واسعاً للتحدث براحة مطلقة وعدم حرج، عما يرتكبه جيش العدو من مجازر، بحجة الدفاع عن شعب إسرائيل وأمنها، كما أرسلت عبره تحذيراً واضحاً وشديداً إلى لبنان عبر القول إن تجربة تموز لا تزال ماثلة، إذا ما حصل "اعتداء&laqascii117o; من جانب "حزب الله&laqascii117o; على إسرائيل، من دون أن تنسى إطلاق تهمة الإرهاب على الحزب ومساواته بـ"حماس&laqascii117o; و"حركة الجهاد&laqascii117o; في هذا المجال.

اسهمت "حيادية&laqascii117o; ناكوزي ومحطته في إسهاب ليفني بطرح كل أفكارها ورؤيتها للعدوان وللمفاوضات الجارية، من دون أن يكلف نفسه بمناقشتها والرد على منطقها المعروف، مع أن الحجة بيديه، فالحصار والتجويع على غزة قائم منذ سنتين، وكل أسباب الدفع باتجاه مقاومة المشروع الإسرائيلي لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه قائمة، على ما صرحت به ليفني بذاتها، لكن هذا المنطق لم يثر في ناكوزي حسّ الصحافي لمقارنة المنطق الإسرائيلي الحالي بمقدمات العدوان الحقيقية، واستخدام المجازر ـ لا القوة المفرطة فحسب ـ للرد على صواريخ المقاومة.

والغريب أصلاً، هو منطق "الحيادية&laqascii117o; نفسه في معركة إلغاء كاملة كالتي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني. بات من غير المقبول تبرير المجازر وأسباب العدوان على لسان مسؤولين إسرائيليين، بينما تجلس ليفني مرتاحة وتضحك لناكوزي وتشكره على استمتاعها بالمقابلة، وتضفي على المحطة التي يمثلها كل أوصاف الموضوعية والمهنية الإعلامية. لا عجب ربما في موقف ناكوزي، خصوصاً إذا صحت المعلومات التي نسمعها عن أنه بات مستشاراً سياسياً لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال بيترايوس!


ـ صحيفة السفير:
زياد حيدر:
حتى الساعات الأخيرة من ليل أمس، بقيت قمة الدوحة غير واضحة التمثيل، وان حسم أنها "قمة غزة&laqascii117o; بامتياز، إضافة لكونها تمثل انعكاسا لما في الصف العربي من انقسام. وترى مصادر سورية أنه من الطبيعي لقمة اليوم أن تشدد على ما سبق وأعلنه المضيف والداعي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وبخصوص المبادرة العربية للسلام، تقول مصادر دبلوماسية لـ"السفير&laqascii117o; ان هناك رأيين بشأنها، أحدهما يدعو لتجميدها، والآخر يدعو لرفضها تماما ونهائيا. وترى المصادر أن ثمة مسألة أخرى ستركز القمة عليها، وهي جرائم الحرب الإسرائيلية وضرورة العمل على إيجاد طرق لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الوطنية والدولية. وترى المصادر ان عقد قمة الدوحة في ظل ما تعرضت له من ضغوط، سواء الوفود المشاركة أو الدولة الداعية، يمثل "رسالة شديدة الوضوح لدعم المقاومة في غزة&laqascii117o;، وأن مهمة هذه القمة أن "تصدر موقفا يلبي طموحات الشعب الفلسطيني ويعزز صموده في غزة&laqascii117o;. ورأت أنه من الممكن تسمية قمة اليوم بـ"قمة نصرة غزة&laqascii117o;، معتبرة أنه ليس القصد من قمة الدوحة مناقشة المبادرات المطروحة، في إشارة الى المبادرة المصرية، وإنما تقديم الدعم، وعكس نفس الشارع العربي وغير العربي في دعمه لصمود الشعب الفلسطيني، لافتة الى أن "هذا الشارع الداعم للمقاومة هو الذي سيسود&laqascii117o;، وأن هذا "العام سـيكون عام الحسم في هذا المجال&laqascii117o;. وكانت مصادر دبلوماسية عربية قالت لـ"السفير&laqascii117o;، ان اجتماع المندوبين العامين بحضور الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في الكويت أمس، لم يتطرق إلى غزة، وركز كل الوقت على مواضيع القمة الاقتصادية، حتى تدخل المندوب السوري السفير يوسف الأحمد وطلب الكلام وفتح موضوع غزة...

 

ـ صحيفة المستقبل:
رضوان السيّد

تكاد حرب غزة، وأكثر من حرب العام 2006، أن تُعمي الأبصار والبصائر. بيد أن أفظع ما فيها أنها تشير الى أننا لم نتعلم من الدروس السابقة شيئاً. فرداً على التحرك العربي باتجاه مجلس الأمن، والمبادرة المصرية، سارعت قطر (وسوريا) للدعوة الى قمة عربية استثنائية بحجة دعم غزة والنضال الفلسطيني. لكن في الحقيقة لتعميق الانقسام العربي، واجتراح دور تفيد منه قوى إقليمية ودولية..... ولمن لا يعرف فإن مبادرة السلام العربية للسلام الشامل، تقوم بمجملها على القرارات الدولية التي لم تطبّقها إسرائيل او طبقتها بشكل مجتزأ. فإذا خرج العرب منها فإلى أي سقف، ثم ما هي البدائل؟.... لكن من جهة أخرى، وكما سبق القول؛ فإن إسرائيل لم تأبه بشكل عام للقرارات الدولية. ولذا فقد يجب علينا التفكير في الدوائر الاستراتيجية وفي أعمال مؤتمرات القمة، وبعد الخروج من مأزق غزة، في كيفية الذهاب الى طريق ثالث إن أمكن غير المسار التسووي الذي جرى سلوكه حتى الآن ... فالمبادرة العربية للسلام الشامل هي رؤية استراتيجية يوصل إليها بآليات قد تتضمن المقاومة كما تتضمن أو تحتمل المسارات الأخرى التي ما أجدت حتى الآن. إن ما أقصده أن التفكير القطري يجري في سياقين كلاهما لا يراعي المصلحة العربية: سياق الإمعان في قسمة الفلسطينيين، وشرذمتهم ـ وسياق خفض سقف المبادرة العربية الى حدود شيء مثل خارطة الطريق أو اتفاقيات السلام المنفرد، لكي يقال بعد ذلك إنها لم تُجد وينبغي الخروج منها بما يتلاءم مع النهج الذي عبّر عنه السيد حسن نصرالله غالباً، وتحدث عنه رئيس الجمهورية الإسلامية محمود أحمدي نجاد، وبعض قادة حماس قبل الغزو الإسرائيلي وبعده.

ومن هنا فإن المحاولة القطرية الجديدة أو الدوحة-2 هي ولا شك عمل من ضمن المحور الإيراني ولصالحه. في الدوحة-1 قالوا لفريق 14 آذار اللبناني إنكم مغلوبون ومحتلّون، ولا بد من الانقاذ وخفض السقف، وقَبول دخول 8 آذار للحكومة، وقانون الانتخابات الفظيع. واليوم يقولون العكس لكن الموصل الى النتيجة نفسها. فاللهجة في الدوحة-2 عالية بحجة الدفاع عن أهل غزة، ونُصرة نهج المقاومة والتحرير. لكن المقصد هو نفسه الذي كان في الدوحة-1: تقسيم الفلسطينيين لصالح حماس، وإظهار مصر (والسعودية) بمظهر المستسلمين، وإيران ومن لفّ لفّها في مظهر المقاومين والمجاهدين. وعن ذلك عبّر نجاد في مؤتمره الصحافي بالأمس حين دعا الى إسقاط النظام المصري لأنه أنجز صُلحاً مع إسرائيل، ولأنه الآن لا يدعم المقاومة الحماسية.... وكان الرُباعي القطري الفرنسي التركي السوري قد اجتمع بدمشق قبل شهرين لغرض التوتير مع مصر والسعودية، وتشجيع المفاوضات السورية مع إسرائيل، وتشجيع 'المقاومات' في الوقت نفسه! فقولوا لنا كيف يكون ذلك، ولماذا تحالفات الأقليات السياسية والإثنية والطائفية، بديلاً للجماعة العربية الواحدة، والاستراتيجية العربية الواحدة؟

 

ـ صحيفة الاخبار:
معمر عطوي

ليس جديداً على الوسط الإسلامي ما أعلنه المفتي العام للسعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، عبدالعزيز آل الشيخ، من أن التظاهرات التي انطلقت في العديد من الدول العربية والإسلامية لنصرة الفلسطينيين في قطاع غزة، هي &laqascii117o;أعمال غوغائية وضوضاء لا خير منها". بل هو كلام في سياق العديد من الفتاوى التي تنتشر في بلاطات السلاطين وأروقة الحكّام. ليس هناك ما هو أدلّ على ذلك، أكثر من فتاوى &laqascii117o;الديار" المصرية، التي تذرّعت بمفهوم &laqascii117o;عدم إلقاء النفس في التهلكة"، من خلال الخضوع لقرارات القيادة السياسية &laqascii117o;الحكيمة"، التي من شأنها تجنيب الدولة التصدّع والانهيار.

من هنا، كان التركيز على الآية القرآنية &laqascii117o;وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكّل على الله إنه هو السميع" (الأنفال ـــــ 61). بيد أن هؤلاء الفقهاء تغاضوا عن عشرات الآيات التي تحث على الجهاد والدفاع عن الكرامة والمال والنفس والدين والأمة، و&laqascii117o;جاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم" (التوبة ـــــ41).

ثنائية واضحة بين الفقيه والسياسي . ولم تكن فتوى آل الشيخ التي أطلقها حديثاً، أكثر غرابة من تحريمه فتح معبر رفح أمام أهل غزة المحاصرين بحجة الحفاظ على وحدة الدولة المصرية وأمنها، مشيراً إلى أن حاكم مصر هو من ينظر في مصلحة فتح المعبر أو عدمه (مقابلة على قناة سعودية الأسبوع الماضي). ولم يقف الشيخ عند هذا الحد، بل أطلق فتوى أخرى أدهشت مقدّم البرنامج نفسه، حين قال: &laqascii117o;يحق للمسلم أن يودع أمواله في أي مكان يراه آمناً، حتى لو كان في أميركا". وحين لفت المقدّم إلى أن أميركا &laqascii117o;بلاد الأعداء"، أجاب: &laqascii117o;وإن يكن"، من دون أن يتذكّر الأزمة المالية التي وقعت فيها هذه البلاد أخيراً. ويقول آل الشيخ في هذه المقابلة المتلفزة والمباشرة التي أُتيح لكاتب هذه السطور بالصدفة، متابعة جزء منها: &laqascii117o;نحن لا نستطيع أن نجبر أصحاب الأموال على مساعدة الفقراء في أفريقيا، هم أحرار بأموالهم أين يودعونها"....

كان هناك مقولة تشير الى تحرّر فقهاء الشيعة أكثر من فقهاء السنة، &laqascii117o;الرسميين"، من حيث &laqascii117o;صياغة" الفتوى. وفي هذه المقولة مغالطة، حيث يتبيّن أن ارتهان بعض فقهاء الشيعة لم يكن للسلطة السياسية، بل للمجتمع (وما فيه من تخلّف وجهل). المجتمع الذي يدفع أموال الخمس لعلماء الدين، بغية توزيعه أسهماً على المحتاجين، ومنها الثلث لإمام الزمان المهدي المنتظر، والثلث الآخر للسادة (أي العلماء من أهل بيت النبي). بذلك، يكون المال والسلطة توأمين في جرّ الدين إلى حظيرتهما، وتطويع الفتوى لما يلائم مصلحة الحاكم أو صاحب المال؛ قد تكون إيران هنا الاستثناء الوحيد، حيث يتبع السياسي للفقيه بدلاً من تبعية الفقيه للسياسي....

 

ـ صحيفة النهار:
ظاهرة تأليه الزعماء في لبنان تنتشر

الــتـــقــاطــع بين الــديـــن والــســيــاســـة أصـــل الـمــشــكــلـــة

إســـبـــاغ الـــقــداســــة عــلى الــســـيــاســيين دلــيــل عــلى الــجــهــل والــتخــلّف

في لبنان، اذا ما أردت يوماً ان تكون لك مرتبة القديسين، عليك ببساطة ان تتزعم حزباً سياسياً فتطاع أوامرك وتنفذ، وتصبح صاحب سلطان مطلق ومهيب، فيتبعك المؤيدون من دون جدال او حتى سؤال، وتصير كلمتك منزلة... وما بالك اذا ما اقترنت صفاتك المميزة تلك بسلطة دينية تمارسها على 'قومك'؟.. لا شك في ان ذلك يزيد الامور تشويقاً وحماسة، ولا يعود هناك مفر من اعتبارك ظل الله على الارض!...

ظاهرة تأليه الزعماء في لبنان باتت طبيعية جداً في الوقت الحالي، ...وهكذا تحوّل البلد عشائر وقبائل تتصارع..

السيد نصرالله بين القديسين!

وفي أحدث ابتكار ناتج من محاولة تقديس السياسيين وزعماء الاحزاب وتأليههم، ظهرت في الفترة الأخيرة مسبحة تباع في عدد من المحال التجارية، في مناطق معظم سكانها من المسيحيين، تضم صور قديسين، من بينهم مار شربل والقديسة رفقا وصورة للسيدة العذراء، وقد زُجَّت بينها صورة للسيد حسن نصرالله! وكان ان أوصت السيدة أوديت كرم، في مناسبة أحد الاعياد الخاصة بالطائفة المسيحية، صاحب أحد المتاجر على الدورة صادف مرورها بالقرب منه، على كمية من المسابح لتوزيعها كتذكار على المدعوين في احتفال كانت ستقيمه أخوية تنتسب اليها احدى نسيبات كرم، وعادت بعد يومين لتسلّم المجموعة التي تبين انها تحتوي عددا لا بأس به من المسابح التي تحوي صورة للسيد نصرالله، وهي تصنع في معمل في 'الغربية' كما زعم صاحب المتجر!

وفي محاولة لتفسير هذه الظاهرة وآثارها سياسياً واجتماعياً، ظهر جلياً التحفظ الشديد في التصريحات ذات الصلة من بعض من قد يكون لآرائهم بالغ الأثر في لفت النظر او الدفع في اتجاه التغيير... تحفظ ينمّ عن خوف في زمن باتت فيه حرية التعبير والديموقراطية مجرد شعارات بائدة بالية لا تستخدم الا في المناسبات الخاصة، والخاصة جداً لشرعنة عمل او تحقيق مكسب...

-فراغ ذهني

والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه في وجود صورة السيد نصرالله بين صور القديسين، هو: من الذي قام بهذا العمل وما الهدف منه؟

المطران بشارة الراعي، راعي أبرشية جبيل للموارنة، والسيد هاني فحص أجمعا على ان في هذا العمل اساءة الى الدين والقديسين. واذ اعتبر الراعي ان 'عملاً مشيناً كهذا لا يقدم عليه سوى صغار النفوس الذين يتصيدون بالماء العكر، والذين لا حرمة للدين عندهم ولا يخافون الله وهم تجار مفلسون يهدفون الى الاساءة'، اجاب السيد فحص، بعد اصرار شديد لمعرفة وجهة نظره، ان 'المسألة يمكن ان تكون معقدة وذات أهداف بعيدة قد يكون من ضمنها اثارة جدال سلبي.... وعما اذا كان وجود صورة السيد نصرالله بين صور القديسين يعزز دوره ووجوده القوي على الساحة السياسية اللبنانية ام انه يسيء اليه، يرى فحص ان العمل لا يؤثر اطلاقاً على السيد نصرالله في نظر محيطه ومناصريه لانه زعيم شعبي 'والزعامات الشعبية لا معايير لديها للقداسة، فهي تقدّس من تشاء وهذا يعود الى الحالة العصبية التي باتت منتشرة في مجتمعاتنا المتفككة'، في حين يؤكد الراعي ان 'القداسة تسمو على كل صغائر البشر، فالدعوة المسيحية الى القداسة هي عبادة الله ومعرفته في العمق ومحبته في الأعمال وخدمته في كل انسان بشكل مطلق وبطولي.... وحول ما اذا سيشهد المستقبل امتداداً لتلك الظاهرة او لأخرى مشابهة، أبدى فحص تخوفاً من تفشي 'ظواهر كثيرة مسيئة للناس والدين....

- تلاقي الدين والسياسة

يستغرب مازن عبّود، كاتب صحافي في الشؤون المسيحية، وجود صورة السيد حسن نصرالله بين صور القديسين، ويعتبرها 'بادرة سيئة بحق السيد نصرالله..

ويلتقي القاضي عباس الحلبي، رئيس الفريق العربي للحوار الاسلامي - المسيحي، مع عبود في هذه الفكرة، ويقول ان ذلك 'يبيّن بوضوح كيف يتم خلط السياسة بالامور الدينية في بلدنا.... والسيد نصرالله ليس رجل دين فقط بل هو رجل سياسة بامتياز، وقد قاد منذ سنتين الى اليوم حملة المعارضة ضد الحكومة، وهو الذي أصدر القرار باجتياح بيروت في 7 أيار، وكثر من أتباعه يسبغون عليه هالة دينية موقرة، ولا سيما انهم يعتبرونه البطل الالهي الذي حارب اسرائيل وانتصر نصراً إلهياً، والخطاب الالهي الذي أوحى به للناس زاد من قدسيته لديهم... من هنا وضعه مع الأولياء'... ويشدد على ان تأليه الزعماء 'ليس محصوراً بالسيد نصرالله..

وحول ابعاد تلك الظاهرة، يرى عبود في المسبحة انعكاساً للفكر الايديولوجي الشيعي الذي يقول بعودة المهدي المنتظر، 'وثمة اشارات تسبق ظهوره، منها كما يعتقد عدد من الشيعة ظهور اشخاص على غرار السيد نصرالله الذي يمثل بالنسبة اليهم الوكيل الشرعي لآية الله، المرشد الاعلى للثورة الايرانية - الاسلامية في لبنان. وما نشاهده في المسبحة مسيئ الى السيد نصرالله نفسه قبل ان يكون مسيئاً للمسيحيين كما الشيعة.

من جهته تساءل الحلبي عما اذا كان 'اللبنانيون راضين عما قدمه اتفاق الطائف بغية التأسيس للمراحل المقبلة، ام هناك من يرغب في تعديل صيغة الحكم وتركيبته على أساس معطيات جديدة يملكها ومن شأنها ان توفر له فرصة السعي لتحقيق مكاسب او تكريس نقاط قوته في تركيبة الحكم'، موجهاً السؤال الى الشيعة،

&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;

حزب الله: لا تعليق

مع ان المعني بهذه المسبحة بشكل رئيسي، الى جانب المسيحيين، 'حزب الله'، وتحديداً السيد حسن نصرالله، فانه لدى اتصالنا بمسؤول العلاقات العامة في الحزب الدكتور حسين رحال، قال ان ليس لدى الحزب اي تعليق حول الموضوع.

 

ـ صحيفة الانوار:
عمر حبنجر

صواريخ الجنوب وقمة الدوحة !

الرئيس ميشال سليمان في الدوحة، لحضور القمة الطارئة، إن انعقدت مستوفية الشروط، أو للتشاور إن لم يكتمل عقد القمة. هذه الخطوة، قد ترضي، بل هي أرضت أطرافاً لبنانية وإقليمية، وقد تقلق، بل هي أقلقت، أطرافاً لبنانية وإقليمية أخرى. قوى 14 آذار تمسكت بالتضامن العربي والإجماع العربي لعقد أي قمة عربية، وعارضت الدعوة القطرية الى القمة في الدوحة، قناعةً بأن دمشق وطهران وراءها، وهدفهما حشر مصر والمملكة العربية السعودية، وسجلت على الرئيس فؤاد السنيورة موافقته الرئيس سليمان على حضور قمة الدوحة، متخطياً الانزعاج الذي قد يسببه للطرف العربي الآخر. أما قوى الثامن من آذار، فقد اتخذت من موقف الفريق الآذاري الآخر عنواناً للضغط على الرئيس ميشال سليمان كي لا يأخذ باعتباره طروحات فريق الأكثرية. بيد أن حكي السرايا، غير حكي القرايا، كما قال مصدر متابع عن قرب لأزمة القمم العربية. وفي تقدير هذا المصدر أن المعاندة في الموقف من القمم العربية قد تكلف لبنان، أكثر مما يتصور البعض، وأقل الكلفة الممكنة هو ما نشهده على مسرح الصواريخ المتحركة في الجنوب، صواريخ تنفجر وأخرى لا تنفجر، وكلها مدوزن ومبرمج على رأي (الفاعلين المجهولين) بايقاعات السياسة العربية للدولة اللبنانية... ويلاحظ المصدر عينه، تزامن حركة الصواريخ المنطلقة أو الجاثمة، مع احتدام النزاع العربي حول القمم،. من هنا اقتناع المصادر المتابعة بأن صواريخ الجنوب ليست موجهة على عنوان غزة وحدها، بل هناك عناوين سياسية محلية متصلة بالمسار اللبناني حيال القمم العربية...

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد