ـ صحيفة السفير :
انتظرت غزة طويلاً قمة عربية، وإن كانت غير مكتملة النصاب، تعزي أهلها بشهدائهم الذين فاق عددهم ١١٧٠ شهيداً، وتخفف من آلام جرحاهم الذين تجاوزوا ،٥٢٠٠ وترفع من عزيمة مقاومتها التي ما زالت تأبى أن ترفع الرايات البيضاء، رغم ما لحق بالقطاع من دمار.
وبين قمة "النصرة لغزة&laqascii117o; التي استضافتها قطر، أمس، و"القمة الاقتصادية&laqascii117o; التي تستضيفها الكويت بعد غد الاثنين، كان التباين العربي واضحا، بين من رفع سقف الخطاب السياسي إلى حد قطع العلاقات والدعوة لسحب مبادرة السلام العربية، على الرغم من تشديد المؤتمرين في الدوحة على نقل أفكارهم الى قمة الكويت، وبين من انتقد "المراهقة العربية&laqascii117o; الجديدة على حد وصف وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل.
وبين القمتين أيضاً تحدثت حكومة الاحتلال عن تقدم، ما زالت معالمه غير واضحة، في المحادثات غير المباشرة مع حماس عبر الوسيط المصري، فيما ترددت تقارير عن احتمال تصويت الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة اليوم على وقف لإطلاق النار من جانب واحد، يبقي الاحتلال في غزة إلى حين التوصل إلى اتفاق على تهدئة جديدة.
ورغم أن التقارير الميدانية تحدثت عن تراجع في وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، بعد انسحاب قوات الاحتلال من مناطق توغلت فيها أمس الأول، إلا أنّ آلة الحرب الإسرائيلية واصلت حصد الأرواح ...
وفي الدوحة انعقد مؤتمر كان أكثر من قمة عربية وأقل من قمة إسلامية، جمع ١٢ من قادة العرب وأربعة من قادة المسلمين، الأشد تأثرا بالمذبحة الكبرى في قطاع غزة، والأشد حرصا على التحرك السريع لوقفها، من دون السماح لإسرائيل بأن تحقق ما عجزت عنه في ساحة القتال، ومن خلال توفير غطاء رسمي عربي
وإسلامي للمقاومة وقادة فصائلها وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي جلس في المقاعد الأمامية لرؤساء الدول، مع حرص الجانب القطري على ألا يشغل ووفده الذي دعي على عجل من دمشق مقعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ظل شاغرا.
كان لا بد لمؤتمر القمة العربية الإسلامية المشتركة، الذي شكل انجازا للدبلوماسية القطرية، أن يسمع صوت فلسطين، من دون أن ينكر شرعية السلطة الفلسطينية، ومن دون أن يحول المؤتمر إلى مناسبة لتعميق الخلاف الفلسطيني، أو حتى لإثارته في القاعة. وهو ما التزم به مشعل وجميع المتحدثين في الجلسة الافتتاحية، الذين كان كلامهم موجها إلى العدو الإسرائيلي مباشرة، من دون التطرق إلى هوامش الأزمة الراهنة، ومن دون التعرض لأي دولة عربية اتهمت خارج القاعة بالتواطؤ والتخاذل في نصرة أهل غزة.
وبالاستناد إلى هذا الانجاز الدبلوماسي القطري، الذي لم تتمكن منه قمة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، أمس الأول، وضع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمام القمة شروط الحد الأدنى الأربعة التي يفترض أن تكون مخرجا من الحرب الإسرائيلية على غزة، وسقفا عربيا وإسلاميا، يدخل به عرب الدوحة إلى قمة الكويت بعد غد الاثنين، وهي القمة التي يبدو أنها لن تكون قادرة على تجاهل المشهد المؤثر في العاصمة القطرية، بكامل تفاصيله بما فيها احتمال دعوة قادة فصائل المقاومة الفلسطينية إلى المشاركة، ولن تكون طبعا قادرة على تفادي القرار القطري والموريتاني بتجميد العلاقات مع إسرائيل، الذي بات بندا إلزاميا ضاغطا على جدول الأعمال العربي العام.
ولان سوريا كانت شريكة في صنع الانجاز القطري، وفي ضمان انعقاد المؤتمر العربي والإسلامي، فإن خطاب رئيسها بشار الأسد كان بمثابة ترجمة عملية لما يريد أن يقوله المؤتمرون للعدو الإسرائيلي، سواء في اللغة ، أو في المضمون ...قمة الدوحة التي جاءت "متأخرة&laqascii117o;، بشهادة المضيف القطري، أعادت الاعتبار لغزة ومقاومتها، ...
ورغم أن قمة الدوحة قد تركت الباب مفتوحاً أمام تحقيق إجماع عربي في قمة الكويت الاقتصادية بعد غد الاثنين، فإن الأجواء التي رافقتها أظهرت أنّ هناك شرخاً واسعاً بين عرب "قمة غزة&laqascii117o;، الذين خرج اجتماعهم بتجميد قطر وموريتانيا علاقاتهما السياسية والاقتصادية مع إسرائيل، وعرب "القمة الاقتصادية&laqascii117o; الذين اقتصر مشروع بيان اجتماعهم المقبل على التعهد بتقديم الدعم المالي لإعادة اعمار القطاع، وتوجيه الشكر لدولهم المانحة.
وكان لافتاً في البيان الختامي لقمة الدوحة ارتفاع سقفها السياسي، وقد بدا ذلك واضحاً منذ بداية أعمالها سواء لجهة مشاركة قادة الفصائل إلى جانب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونائب رئيس الحكومة التركي جميل تشيتشيك، أو في الكلمات التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية، لا سيما كلمة الرئيس السوري بشار الأسد الذي نعى مبادرة السلام العربية.
...كلمة الأسد كان لها أصداؤها في البيان الختامي، الذي دعا، في فقرته العاشرة، الدول العربية إلى تعليق المبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت العام ،٢٠٠٢ وهي النقطة التي تحفظ عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
وعلمت "السفير&laqascii117o; أن الأسباب التي أملت تحفظ رئيس الجمهورية على موضوع تعليق مبادرة السلام العربية، هي ثلاثة صارح بها المشاركين، وأولها شكلا، أن المبادرة صدرت عن قمة عربية عقدت في العاصمة اللبنانية، وثانيها في المضمون، أن تبني تعليق المبادرة العربية، يتعارض ومضمون البيان الوزاري وخطاب القسم الرئاسي، علما أن خطوة كهذه في السياسة لا يبادر إلى تقريرها رئيس الجمهورية وحده، بل عليه أن يعود إلى السلطة السياسية ممثلة بمجلس الوزراء كما نص على ذلك اتفاق الطائف.
وأوضح سليمان للقادة العرب أن مبادرة السلام العربية هي أكثر وثيقة عربية إذا لم تكن الوحيدة التي تتبنى حق العودة للاجئين الفلسطينيين، مع إدراك جميع القادة العرب بحساسية هذا الأمر لبنانيا خاصة وأن مقدمة الدستور اللبناني أشارت بوضوح إلى مسألة رفض التوطين.
ونقل عن سليمان قوله أمام بعض الوفود أنه كان من أوائل الداعين إلى تحويل القمة العربية إلى لقاء تشاوري تحت عنوان غزة أو فلسطين إذا لم يكتمل النصاب القانوني، وهو أبلغ ذلك صراحة في الاتصال الهاتفي الذي جرى بينه وبين أمير قطر عشية اللقاء. وأوضح أنه تعمد عدم تظهير موقفه في الداخل اللبناني حتى آخر لحظة، علما أن كل الفريق الرئاسي كان يعرف أن القرار متخذ والحقائب جاهزة للتوجه الى الدوحة.
◄المبادرة المصرية
إلى ذلك، أنهى رئيس الدائرة السياسية والامنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد جولة جديدة من المحادثات في القاهرة بشأن المبادرة المصرية. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أنّ جلعاد أبلغ المصريين بأنّ إسرائيل ترفض هدنة مدتها عام مع حركة حماس، وأنها تريد هدنة مفتوحة، مضيفاً أنّ إسرائيل ستوافق على فتح حدودها مع غزة إذا أفرجت حماس عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت.
لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أشار إلى أنّ "تقدماً مهماً برز خلال المحادثات مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان، وسيجري رئيس الوزراء ووزير الدفاع (إيهود باراك) مشاورات حول المسار الذي تم اقتراحه في نهاية الأسبوع وبناء على ما سيتقرر فإنه توجد نية لدعوة الحكومة المصغرة إلى الانعقاد مساء (اليوم) السبت&laqascii117o;.
ورشحت معلومات بأنّ جلسة الحكومة المصغرة ستشهد تصويتاً على اقتراح لوقف إطلاق النار بشكل أحادي، على أن تبقى القوات الإسرائيلية في غزة. وأوضح مصدر رسمي إسرائيلي أنه "إذا ما قررت (المقاومة) إطلاق النار فإننا لن نتردد في الرد ومواصلة هجومنا&laqascii117o;.
وكان أولمرت وباراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، قرروا في اجتماعهم مساء أمس الأول إيفاد جلعاد مجدداً إلى القاهرة لتسليم رئيس جهاز المخابرات عمر سليمان رد الحكومة الإسرائيلية على ملاحظات حركة حماس على المبادرة المصرية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف "نأمل في أن نكون متوجهين نحو نهاية العملية. ولكن من الواضح أنّ ذلك لا يعتمد علينا وحدنا....
نقلت صحيفة "معاريف&laqascii117o; عن مسؤولين إسرائيليين أن عاموس جلعاد "لم يتلق أجوبة كاملة من مصر&laqascii117o;، موضحين أنّ "المصريين يمارسون ضغطاً على حماس، لكن ليس واضحاً مدى تأثر حماس بهذه الضغوط&laqascii117o;.
وأشار دبلوماسيون غربيون وإسرائيليون إلى أنّ تل أبيب ما زالت تتحفظ على تهدئة مؤقتة، حددتها حركة حماس بسنة قابلة للتمديد. ...وأشار مصدر في حماس إلى أنّ وفد الحركة سيجري محادثات جديدة اليوم مع عمر سليمان لتلقي الرد الإسرائيلي حول سبل التهدئة. ...
وفيما كان نجاد الضيف الابرز من خارج المجموعة العربية، فقد تساءل في كلمته "كيف أن ٢٢ دولة عربية تتفرج على شرذمة من الفاسدين جاؤوا من أقصى العالم ليسلبوا شعبا أرضه ويحتلوها ويمارسوا القتل يوميا؟&laqascii117o;، مضيفا ان "لدى الحكام العرب صلاحيات واسعة لا بد أن يستثمروها لصالح فلسطين، وان بإمكانهم ممارسة الضغوط على الكيان الصهيوني والتلويح بقطع العلاقات الدبلوماسية وكل أشكال التعاون الاقتصادي والسياسي معه&laqascii117o;. وفي الوقت ذاته، بعث مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي رسالة الى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية، اشاد فيها بـ"الإيمان والصلابة المشرفة التي ابديتموها انتم وكل أهالي قطاع غزة في مواجهة اكثر الجرائم الحربية فظاعة في التاريخ&laqascii117o; معتبرا انها "فضحت اميركا وداعمي الكيان الصهيوني والخونة والمنافقين في الأمة الاسلامية&laqascii117o;، مضيفا "ليعلم الخونة العرب ان مصيرهم لن يكون افضل من اليهود في حرب الأحزاب&laqascii117o;.
ـ صحيفة النهار :
أعلنت اسرائيل أمس ان الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ ثلاثة اسابيع دخلت 'فصلها النهائي' وان المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية سينعقد مساء اليوم لاتخاذ قرار في شأن ما اذا كان سيوقف الحرب، من غير ان يعني ذلك انسحابا من القطاع. ...
غير أن احتمالات اعلان اسرائيل اتفاقا لوقف النار من جانب واحد، لم ينعكس على مسرح العمليات العسكرية، ...
...الاتفاق الأميركي - الإسرائيلي
في واشنطن، وقعت رايس وليفني اتفاقاً ثنائياً يهدف الى مكافحة تهريب الأسلحة الى غزة.
وصرحت رايس قبل التوقيع ان الاتفاق 'ينص على سلسلة اجراءات ستتخذها الولايات المتحدة واسرائيل لوقف تدفق الاسلحة والمتفجرات الى غزة'.
..واوضحت ان هذا الاتفاق الثنائي ستليه اتفاقات اخرى بين اسرائيل وبعض الدول الاوروبية وخصوصاً فرنسا وبريطانيا والمانيا. وقالت: 'انه بروتوكول اتفاق ثنائي مع اسرائيل، لكن الوزيرة ليفني ستواصل على ما يبدو جهوداً مماثلة مع زملائنا الاوروبيين'. ...
لكنها بدت حذرة في ردها على سؤال عن امكان التوصل الى وقف نار قبل انتقال الرئاسة رسمياً الى الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الثلثاء المقبل، اذ قالت: 'ان الجدول الزمني الاميركي غير مهم... لا يزال يتعين علينا القيام بالكثير هنا، لكنني آمل بالتأكيد في ان نتمكن من دفع الامور في اتجاه وقف (النزاع) او التوصل الى وقف اطلاق نار قريباً جداً... اما ليفني، فقالت: 'ان بروتوكول الاتفاق الذي نوقعه اليوم هو عنصر اساسي من عناصر وقف المعارك'، علماً ان وقف تهريب الاسلحة الى غزة هو احد مطالب اسرائيل لوقف هجومها على القطاع. ولم تحدد الاجراءات التي ينص عليها هذا الاتفاق، الذي لم تعلن بنوده، لكنها افادت انه يشمل حلف شمال الاطلسي ويستهدف خصوصاً ايران. ...
نفي مصري لقمة : في غضون ذلك، نفى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط صحة ما تردد من انباء عن استضافة مصر اجتماعاً يضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس واولمرت خلال الايام القريبة. وقال: 'ليست هناك حقيقة لمثل هذا الطرح.
ـ صحيفة الديار :
...في حديث مقتضب لـ &laqascii117o;الديار" قال وزير الخارجية السورية وليد المعلم رداً على سؤال حول غياب بعض الدول العربية عن قمة الدوحة الطارئة : اقول لكل بلد قراره السيادي، ولكل بلد نهجه في نصرة غزة، ونحن قررنا المجيء لاننا نرى في هذا الحضور دعامة سياسية لنصرة الشعب الفلسطيني. وما هو رأيكم في &laqascii117o;التوقيت غير المناسب" الذي اطلقته بعض الدول العربية؟ اي توقيت مناسب؟ خصوصاًَ بعد تدمير غزة وازالتها من الخريطة.
ـ صحيفة الحياة :
اعلنت اسرائيل امس انها ستقرر اليوم من جانب واحد وقفاً لاطلاق النار في قطاع غزة، بعدما تزايدت الضغوط الدولية عليها، لا سيما مع اقتراب موعد تسلم الادارة الاميركية الجديدة مهماتها الثلثاء المقبل، من دون انتظار نتائج الوساطة المصرية مع حركة &laqascii117o;حماس".
...ووصل إلى القاهرة مساء أمس القياديان في الحركة محمد نصر وعماد العلمي قادمين من الدوحة لإجراء محادثات اليوم مع المسؤولين المصريين، وسينضم إليهما وفد حركة &laqascii117o;حماس" في الداخل الموجود في القاهرة حالياً برئاسة صلاح بردويل وعضوية جمال أبو هاشم وأيمن طه. وقالت مصادر مصرية لـ &laqascii117o;الحياة" انه ينتظر ان الطرفين سيناقشان نتائج اللقاء مع غلعاد، وان المحادثات ستكون &laqascii117o;حاسمة" في التقدم نحو اتفاق.
وقال البردويل لـ &laqascii117o;الحياة": إن &laqascii117o;حماس متمسكة بتعديلاتها على المبادرة المصرية (...) لن نتنازل لإسرائيل ولا يوجد شىء نخسره أو نخشاه"، واضاف &laqascii117o;إسرائيل تعتلي الآن الشجرة وستنزل عنها شاءت ذلك أم أبت، إلا إذا أرادت أن تظل قواتها تحتل غزة".
وأشار البردويل إلى أن النقطة الأساسية التي تطالب بها الدولة العبرية هي &laqascii117o;وقف تهريب السلاح"، وقال: &laqascii117o;نحن لسنا مسؤولين عن حدود الغير وليس لدينا قوة في البحر المتوسط ونحن لا نملك منع تهريب السلاح"، مضيفاً أن &laqascii117o;أميركا لديها رقابة على البحر المتوسط وهناك قوات مصرية على الحدود عند محور فيلادلفي ولا توجد دولة يمكنها منع التهريب، لأن تهريب السلاح عملية معقدة للغاية ولذلك لا يمكن منعها بقرار سيادي".
ولفت إلى أن &laqascii117o;من حق حماس كمقاومة الحصول على السلاح بأي طريقة"، وشدد على أن الحركة &laqascii117o;ترفض على الاطلاق وجود قوات مراقبة دولية على الجانب الفلسطيني من محور فيلادلفي"، وقال &laqascii117o;لا يمكن أن يتم إدخال قوات دولية رغماً عنا".
واوضحت مصادر مصرية لـ &laqascii117o;الحياة" ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل الى القاهرة اليوم. ..
وقالت مصادر اسرائيلية ان مسؤولين مصريين ابلغوا اولمرت بأن مراسم توقيع ستجري الاحد لكن اسرائيل ردت بأنه من السابق لاوانه الالتزام بهذا الموعد لان اسرائيل و"حماس" لم تتفقا بعد على شروط وقف اطلاق النار.
وقال المسؤولون الغربيون ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الموجود في المنطقة قد يحضر التوقيع.
وتوقعت مصادر ديبلوماسية فرنسية أن يزور الرئيس نيكولا ساركوزي برفقة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيس الحكومة البريطاني غوردون براون مصر في الأسبوع المقبل، إذا تكللت جهود السلطات المصرية والخطة المصرية الفرنسية لوقف اطلاق النار في غزة بالنجاح. وقالت إن هذه الزيارة ستتم بأسرع وقت إذا اوقفت إسرائيل حربها على غزة.
ـ صحيفة البلد :
اسرائيل لا تستطيع الحسم عسكريا وسبب اغتيال صيام اختراق الاتصالات
تشير الصحيفة الى ان الحسم العسكري قد لا يكون في متناول اسرائيل لأنها أظهرت عجزها عنه، متسترة خلف سيناريوهات عسكرية باتباع ما يسمى في الخطط الحربية أسلوب 'الافعى والنسر'. حيث تعمد قوات الاحتلال الاسرائيلية الى التوغل في إطار عمليات استطلاع بالنار تقوم بها الدبابات هدفها إخراج المقاتلين من جحورهم لتنقض عليهم الطائرات التي تكون جاهزة للإغارة فورا، خصوصا وأنها لا تغادر سماﺀ غزة على مدار الساعة.
ونقلت الصحيفة عن أوساط عسكرية فلسطينية قولها إن هذا الأسلوب قد تم استيعابه من قبل المقاومة التي عمدت للإلتفاف عليه ما أوقع خسائر بالغة في صفوف الجنود الإسرائيليين، الذين عمدوا في الفترة الأخيرة الى تغيير خططهم دون أن يتمكنوا من تسجيل أهداف حقيقية، مشيرة الى أن عملية اغتيال القائد في 'حماس' سعيد صيام قد تمت بناﺀ على اختراق استخباراتي لاتصالات أجريت من الموقع الذي كان يتواجد فيه نافية أن يكون الاختراق من خلال عملاﺀ، مؤكدة أن الوضع ما زال تحت السيطرة وأن القيادة الفلسطينية التي تدير العمليات ما زالت متماسكة وتقوم بعملها على أكمل وجه، مشيرة الى أن فقدان صيام الذي كان جاهزا للإستشهاد لن يغيّر في موازين الحرب التي لن تتلخص به. الا أن عملية الاغتيال تلك قد تترك أثراً إيجابيا معينا في معنويات الجيش الإسرائيلي حاولت قيادته استثمارها في دعايتها لتحصين الجبهة الداخلية بعدما أزعج طول الحرب زمنيا المجتمع والقيادة في إسرائيل، خصوصا وأن التوقعات التي كانت أعطيت على هذا الصعيد لم تكن صحيحة، حيث بقيت المقاومة قادرة على إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات والمدن الإسرائيلية يوميا. في حين أن المصادر العسكرية تعزو تقليص عدد الصواريخ الى خطة تعتمدها المقاومة للإبقاﺀ على المخزون أطول فترة ممكنة في ظل الإصرار الإسرائيلي على الإستمرار في العملية العسكرية ضاربة بعرض الحائط كل القرارات الدولية والأصوات المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، لأنها اذا فعلت ذلك فإن القيادة الإسرائيلية لن تتمكن من تقديم التبريرات أمام شعبها حول اصل الدخول في العملية والأهداف التي تم تحقيقها، ما سيخلق مشكلة كبرى في وضع سياسي غير مستقر للدولة الاسرائيلية، في حين أن من الأسباب المباشرة التي دفعت بالإسرائيليين للدخول في هذه الحرب هو إعادة تصويب البوصلة السياسية بعد إخفاق في تشكيل حكومة جديدة كان السبب الرئيس فيه تأثيرات الحرب السابقة على لبنان في 2006. وتشير المصادر العسكرية الفلسطينية الى أن قوة العملية العسكرية قد تؤدي الى دمار كامل قطاع غزة، الا أن الجيش الإسرائيلي لن يكون قادرا على إعادة احتلال المدينة ومخيماتها لصعوبة الغوص في حرب شوارع ستؤدي حكما الى خسائر ضخمة في عديده قبل عتاده، وهذا ما ستكون له تأثيراته الكبرى على الوضعين السياسي والاجتماعي في إسرائيل، في حين أن المبادرات التي تطرح لوقف النزيف في غزة لا تراعي الحد الأدنى من الحقوق السياسية لحماس كما لم تراع حجم التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في هذه الحرب، لذا سيكون من الواجب على 'حماس' كحركة مقاومة ملتزمة الدفاع عن شعبها أن تبقى تقاتل حتى الرمق الأخير وهذا أفضل من الواقع الذي كانت تعيشه غزة قبل اندلاع المعارك فيها. بين الحرب العسكرية وحرب القمم السياسية تبقى غزة تنزف من مستقبل أجيالها، الا أن ما توحي به التجاذبات فوق حمام الدم في فلسطين أن الانقسامات الحادة التي ظهرت على خلفيتها ستحكم المرحلة المقبلة في العلاقات بين الدول العربية التي قد تسخن الى حد الإنفجار.