ـ صحيفة السفير
حلمي موسى :
نصف سلاحها الجوي ألقى ألف طن متفجرات على غزة .إسـرائيل تـدرس اليـوم وقـف الحـرب

الحرب ستتوقف من طرف واحد على ما يبدو. فلسطينيون في غزة يقولون إن وقف الحرب يمكن أن يكون بسبب انتهاء الذخائر في مخازن الجيش الإسرائيلي. رسميون إسرائيليون يعلنون أن الحرب تنتهي باتفاقين مع الولايات المتحدة ومصر وليس باتفاق مع حركة حماس. ولكن ليس هناك من يضمن لمثل هذين الاتفاقين أن يوقفا الحرب والمعارك من دون الاتفاق مع حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية على اتفاقيات تهدئة.

وقد أوضح المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي استخدم في حرب غزة نصف سلاحه الجوي وأنه نفذ ما لا يقل عن ٢٥٠٠ غارة خلال الأسابيع الثلاثة، وأن الطائرات الإسرائيلية وحدها ألقت على غزة مليون كيلوغرام من المتفجرات (ألف طن). ولا يدخل في هذا الحساب البتة ما أطلقته المدفعية والدبابات والمشاة في الألوية البرية والمدمرات وسفن الصواريخ في سلاح البحرية.

...تشير المعطيات الإسرائيلية إلى أن ما سيبحث مساء اليوم في المجلس الوزاري المصغر هو إقرار احد خيارين: إيقاف الحرب من طرف واحد، أو مواصلتها ومن ثم توسيعها. ووفق التقديرات فإن هناك أغلبية في المجلس تؤيد وقف الحرب والكف عن إطلاق النار ضمن واحد من أسلوبين: وقف النار والانسحاب من القطاع واستغلال المعابر كورقة الضغط الأساسية، أو وقف النار وإبقاء القوات الإسرائيلية في أماكن وجودها كعامل ضغط من أجل التوصل لاتفاق.

ويعتقد خبراء عسكريون أن هناك مبررات للانسحاب ومبررات للبقاء.... ومن المعلوم أن كلاً من أولمرت وليفني يسعيان لتحقيق وقف الحرب على أساس الردع وليس على أساس الاتفاق، ويعتقدان أن الضربة التي وجهت لحماس وفصائل المقاومة تجبرهم على عدم العودة لاستفزاز إسرائيل على الأقل لفترة طويلة مقبلة. وبالمقابل فإن وزير الدفاع إيهود باراك يعتقد أن بالوسع التوصل لاتفاق تهدئة جديد وأن الأمر كان ممكناً أكثر منذ الأسبوع الأول.

ـ صحيفة السفير
طلال سلمان :
غزة الشهيدة وقمم الحروب العربية

ثلاث قمم عربية في خمسة ايام، والحرب الإسرائيلية على فلسطين (والعرب جميعا) في غزة مفتوحة على الجحيم، ...

يا لعظمة الدم المسفوح غيلة في غزة هاشم جد الرسول، لقد أجبر القادة العرب على التنادي للتلاقي، بالتهيب او بالاشفاق او بدفع تهمة التواطؤ لكي يختلفوا بداية على ارض اللقاء ثم على النصاب القانوني له، ثم على جدول أعماله، وقبل الوصول الى مقرراته (التي لن تنفذ كما جرت العادة)، بينما آلة القتل الاسرائيلية تتابع حصد المزيد من الضحايا ..

يا لهول الجبروت الإسرائيلي المصفح بالتأييد الاميركي المفتوح وبالانقسام العربي المستعصي على المعالجة والذي يدفع في اتجاه الاستسلام ويضيف الى الحصار ضغوطا أثقل منه وطأة وأمض إيلاما...

انه يمنع التوافق العربي على أي شيء ، أي شيء.

يا لمفارقة ان يتقدم بمبادرة مجانية للسلام مع عدو لم يخاطب هذه الامة الا بلغة الحرب، ...

في الدوحة كان الغائبون شديدي التأثير على الحاضرين الذين ارتضوا ارجاء التلاقي ثم تغيير عنوانه من (القمة العربية) الى (التشاورية)، ثم وبعد الجدل البيزنطي حول النصاب القانوني جعلوه (قمة غزة الطارئة)، ومع ذلك فقد ظل الحرص على الخروج باتفاق ما، ولو على قاعدة الحد الادنى يضبط ايقاع الكلمات وسقف المطالب... حتى لقد بدا قادة فصائل المقاومة الفلسطينية أشد حرصا على وحدة الموقف الفلسطيني من القائم بأمر سلطتها لتعذر الانتخاب الديموقراطي الذي يصعب ان تنجزه قنابل الفوسفور الاسرائيلية.

لم يأت احد الى الدوحة طلبا للحرب العربية العربية. وعندما اضيف الحضور الاسلامي الكثيف، ولو كضيف شرف، كان ذلك بمثابة اعلان عن أ ن لا أحد يطلب الحرب العربية الاميركية، لا مباشرة، ولا خاصة عبر المواجهة العسكرية مع اسرائيل.

برغم ذلك فإن التخوف مشروع من أن تطيح القمة العربية، المكتملة النصاب والشرعية في الكويت، بعد غد، الحد الأدنى المأمول من زحمة القمم العربية والمتمثل في: وقف الاجتياح الاسرائيلي، وانسحاب القوات المحتلة، ورفع الحصار وفتح المعابر جميعا الى غزة التي تركت بالمليون ونصف مليون مواطن فيها وبالمقاومة المشرفة لوحدها لوحدها لوحدها تستبسل ولا منجد او مغيث.

ما بعد القمم الثلاث سنكون امام عالم عربي مختلف عن هذا الذي عرفناه قبلها.

ـ صحيفة السفير
سليمان تقي الدين:
تعجبين من سقمي

كيف لنا أن نستغرب عجز النظام الرسمي العربي عن وقف مذبحة غزة والأمة العربية محتلة بصورة مباشرة أم غير مباشرة من المحيط إلى الخليج؟!

مصر أكبر دولة عربية وأكثرها تقدماً أسيرة اتفاقية كامب ديفيد منذ ثلاثين سنة. خرجت من المواجهة القومية وزادت في عمق الحاجز بين مشرق العالم العربي ومغربه...عندما كنا نقول إن كامب ديفيد هو ضربة قاصمة للأمن القومي لم نكن نبالغ في ذلك. تحول من اتفاقية جزئية إلى قاطرة من التنازلات. ثم جاء دور العراق ثاني أكبر دولة موارد وإمكانات، .. أما المغرب فقد تمّ تدجينه بمشكلاته الداخلية أو الحدودية من الجزائر حتى ليبيا ومن السودان إلى الصومال. وأخيراً كانت الحرب الصهيونية على لبنان وعلى فلسطين. إذا استعدنا هذا المشهد العربي الواقعي أدركنا أن مقاومة الأمة هي مصدر الإعجاب وليس استكانة الأنظمة مصدر استغراب. لقد صار العالم العربي في العديد من مفاصله تحت الهيمنة الأميركية بالاتفاقات (كامب ديفيد ـ العراق ـ وادي عربة ـ أوسلو ـ حفر الباطن إلخ) وبالقواعد المباشرة وبحصار الأساطيل.

...بعد انتصار لبنان في ٢٠٠٦ جاء دور غزة. ورغم الكارثة الإنسانية إلا أن القضية الفلسطينية اجتازت مرحلة خطيرة من محاولات إخضاع المقاومة وفرض الشروط السياسية المذلة على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

ـ صحيفة المستقبل
وسام سعادة:
هديّة سخيّة يقدّمها أهل الهرج والمرج لإسرائيل: تسريح منظمة التحرير.الاختراق الإيراني زاد عن حدّه.. فهل من 'مبادرة سلام' تحمينا منه؟

...حيال هذا الهرج والمرج فإن الإعتدال العربيّ مطالب بمبادرتين جديدتين. المبادرة الأولى تقضي بتنقية مبادرة السلام العربيّة من شوائبها اللحّودية السوريّة لإعادة طرحها كما كانت في نسختها الأصليّة. أما الثانية فـ'مبادرة سلام عربية' تجاه إيران، تلك الدولة التي تحاول أن تفرض هيمنتها على العراق وسوريا ولبنان ومنطقة الخليج والفلسطينيين والتي تشنّع على الإعتدال العربيّ، وعلى مصر بالتحديد، لأنّها تتصوّر أنّ خيارات مصر التاريخية التي لم يستطع الإمام الخميني أن يطيح بها، يمكن أن يزعزعها.. المهدو آريّ محمود أحمدي نجاد.

ـ صحيفة المستقبل
ثريا شاهين:
وقف النار ينعكس على هامش التحرك العربي والوفاق في قمة الكويت يسهل بلورة الجهود.

...تفيد مصادر ديبلوماسية بارزة، ان السعي العربي الى توحيد المرجعية والرؤى سيسهل ليس صدور موقف واحد عن العرب فحسب، انما أيضاً التحرك الدولي والمساعي المبذولة عبر العديد من الموفدين على أعلى المستويات الى المنطقة لوقف الخطر، والتوصل الى وقف نار يمهد لتنفيذ القرار 1860، لا سيما وانه نُقل عن هؤلاء انهم يواجهون صعوبة في تحركهم الديبلوماسي، بسبب الانقسامات الكبيرة في المواقف، ...

...ستتكشف الاتجاهات مساء اليوم، وهو ما يتم خلاله تحقيق وقف للنار أم لا. الأمر الذي لن يتوافر الا بمزيد من التنازلات من جانب فريقي النزاع، خصوصاً من الفريق الذي لا يمكنه الانتظار في هذا الواقع أكثر. ...

فضلاً عن ذلك، ان الساعات المقبلة مصيرية بالنسبة الى وقف النار، خصوصاً ان الأفرقاء ومن يدعمهم يستعدون لانطلاقة عهد الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما بعد 3 أيام. وهذا أيضاً ما يقف وراء السقف المتدني لبعض الدول الاقليمية العربية، وتأخرها، بالرغم من وقوفها الى جانب شروط 'حماس' ومساعدتها في صياغة هذه الشروط. وهذا السبب لم يكن له التأثير نفسه على ايران التي حفظت لنفسها هامشاً أكبر في التحرك، لكن المجال أمام امداد غزة بالسلاح بات أضيق فانسدت المنافذ وضربت الأنفاق، ولا ظهر مفتوحاً أمامها، والبحر بات تحت السيطرة.

ـ صحيفة المستقبل
أسعد حيدر:
الحرب مستمرة والحل مؤجل بانتظار الجهود الأميركية وساركوزي عائد إلى المنطقة.

'حماس' دخلت الحرب مفتقدة الوحدة الفلسطينية والعربية

عندما يقول مسؤول فرنسي رفيع 'إن الحل يحتاج الى مزيد من الجهود وخصوصاً من الجانب الأميركي' معنى ذلك أن الحل للحرب ضد غزة ما زال بعيداً. ...وعندما يخرج الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن نص خطابه الرسمي أمام الديبلوماسيين الأجانب العاملين في باريس ليقول 'إن الفلسطينيين منقسمون على أنفسهم بطريقة غير مسبوقة، والعالم العربي منقسم أيضاً، فإنه يضع مزيداً من 'الملح' على 'الجروح' العميقة للحالة العربية الفلسطينية، لكنه في الواقع لا يضيف شيئاً غير معروف خصوصاً في ظل 'القمم' المعقودة هنا وهناك من العواصم العربية.

...في باريس يعدد الخبراء ألف سبب وسبب لإعلان الهزيمة المبكرة 'لحركة حماس' علماً أنهم يشددون بأن هذه 'الهزيمة' لا تعني حل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وإنما التحضير حكماً لمرحلة مقبلة لا يمكن قراءة تفاصيلها منذ الآن لأنها ستكون قيد التشكل ـ لهذا حديث آخر ـ هؤلاء الخبراء يشددون على أن 'حماس' خسرت الحرب قبل أن تبدأ رغم كل تصميم مقاتليها وصمود 'الغزاويين' الاستثنائي الذي بدون مبالغة يماثل صمود أهل 'ستاليننغراد' أمام الهجوم النازي في الحرب العالمية الثانية رغم فارق فترة الحصار مع تماثل في العنف الناري.

ـ صحيفة السفير
محمد بلوط :
ساركوزي لـ"السفير&laqascii117o;: وقف النار يحتاج إلى جهود أميركية إضافية

. الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، قال ردا على سؤال لـ"السفير&laqascii117o; عن العقدة التي تمنع التوصل إلى اتفاق حول المبادرة المصرية الفرنسية، ان "الوضع معقد، وقد يتطلب التوصل إلى اتفاق وقتا أطول، والمشكلة هي في التوافق على مسألة الرقابة على الحدود (المصرية الفلسطينية)، ولكن المبادرة ستنجح. بيد أنها تحتاج إلى المزيد من بذل الجهود خصوصا من الجانب الأميركي&laqascii117o;.

...الرئيس الفرنسي ذهب إلى ما يتخطى المعارك "ومأساة غزة&laqascii117o;. وتوقع بعد انجلاء دخانها، إفضائها إلى "إعادة إطلاق قوي لعملية السلام بمجرد أن تنتهي الانتخابات الإسرائيلية.. ولكن من أجل المضي قدما في هذا الشأن، ينبغي التوصل إلى التزام حازم من قبل الجهات الفاعلة كافة الإقليمية والخارجية&laqascii117o;. ...لكن الحل عند الرئيس معروف: "ليعترف الجميع بإسرائيل وبحقها بالأمن وبالسلام، ولتعط فلسطين دولة قابلة للحياة&laqascii117o;. وكما يعاني الرئيس الفرنسي من أجل غزة، عانى في اتخاذ موقف يدين إسرائيل "فقد أدانت فرنسا العملية البرية الإسرائيلية لأنها لا تعزز أمن إسرائيل، ولم يكن القرار سهلا بسبب تعلقنا بأمن إسرائيل غير القابل للنقاش. كما أدانت فرنسا إستراتيجية صواريخ حماس ضد المدنيين&laqascii117o;، والنتيجة أن الرئيس قلق لما يجري "لأن الفلسطينيين انقسموا، والعالم العربي انقسم، وأدت العملية إلى إضعاف الرئيس (محمود) عباس، والمعتدلين العرب&laqascii117o;.

ـ صحيفة السفير
غاصب المختار :
الحيـاد السـلبي .

لم يعد "للحياد الايجابي العربي&laqascii117o; معنى في ظل معركة كبرى كالتي تشنها إسرائيل على فلسطين كلها، وعبرها على العرب كلهم، صار الحياد اشبه بالموافقة، كما هو السكوت علامة الرضى، ...كان الرئيس ميشال سليمان يدرك النتائج الخطيرة على لبنان لمثل هذه المذبحة الاسرائيلية العسكرية والسياسية بحق الفلسطينيين، لكنه تأخر في لعب الدور الذي يؤكد عليه "فريق ١٤ اذار&laqascii117o; و"المعتدلون&laqascii117o; اللبنانيون، بأن لبنان هو وسيط بين العرب وليس مجرد وسطي بعيد عن المحاور العربية، ويرى البعض انه كان يفترض بالرئيس منذ اليوم الاول للعدوان، والدعوة لعقد القمة العربية، ان يباشر اتصالاته مع كل العرب للتأكيد على وجوب انعقادها، ويضغط بهذا الاتجاه، كون لبنان المعني الاول بنتائج هذه الحرب، لكن الموقف الرسمي، الذي كان يقوده فعلياً الرئيس فؤاد السنيورة "المعتدل والحيادي الاكبر&laqascii117o;، كان يصر على عدم ولوج أبواب السعي الحقيقي لانعقاد القمة، مع ان مصلحة لبنان الاستراتيجية، وليس إطالة عمر المذبحة، تقتضي العمل لوقف الحرب ومنع انتصار اسرائيل فيها، ما يقتضي عقدها ولو بمن حضر.

ويبدو ان منطق السنيورة بالانتصار "لمحور الاعتدال العربي&laqascii117o; انتصر لفترة داخل الموقف الرسمي اللبناني، لولا ان الموقف الشعبي والسياسي المعارض ضغط لتغييره في اللحظة الاخيرة، فقرر رئيس الجمهورية حضور قمة الدوحة...

ـ صحيفة المستقبل
بول شاوول:
اطلاق الصواريخ من الجنوب اعتداء إسرائيلي على لبنان.

عاود العملاء 'المشهودون' إطلاق صواريخ على شمالي فلسطين المحتلة (ومن بلدات 'معينة' دون سواها)، في محاولة لتمويه 'هوياتهم' (ومن وراءَهم: ووراءَهم معروف القسمات) ونظنهم لن يرتدعوا، والإيحاء بأن جهات معينة تصدّر الإرهاب الى الجنوب (والإرهاب المصدّر معروف جيداً: (إسألوا شاكر العبسي وسواه)، وبأنها الأكثرية (الاستقلالية) تنتج 'أصولية'(!) من طرف معين، لإثارة فتنة 'مذهبية' أو طائفية أو لإثارة حساسيات، أو لتحريض فئة لبنانية على أخرى، لتجزئة الموقف الإجماعي، وتالياً تسهيل شروط استدراج العدو الصهيوني للاعتداء على لبنان. ولا نرى في إطلاق تلك الصواريخ المشبوهة سوى تلبية لطلب 'إسرائيلي' مُلِحّ لزعزعة الوحدة الوطنية، وخلخلة الإجماع اللبناني على دعم الشعب الفلسطيني في غزة، من دون أن ننسى محاولتهم عبر إطلاقهم الصواريخ هز الاقتصاد اللبناني، وإيجاد شرخ بين الجيش والشعب، وبين الشعب والجيش وحزب الله، وبين الأكثرية والأقلية. وكذلك محاولة استدراج حزب الله، وتوريطه هو؛ وهذا ما قاله بوضوح وزير العمل (ممثل حزب الله في الحكومة...

إن ما صرح به الوزير محمد فنيش أساسي في هذا المضمار كتعبير صارخ عن رفض حزب الله جره الى حرب لم يقررها، ولم تقررها لا الحكومة، ولا المؤسسات: إنه موقف ينتمي الى الدولة. ...

ـ صحيفة السفير
جورج علم :
المال السياسي عنصر مؤجج للحملة حول موقع لبنان من المحاور العربية .مرحلة ما بعد غزّة بدأت ومخاوف من إباحة الساحة للتداعيات .

ترك المال السياسي الذي تطوف ملائكته على الدوائر الانتخابيّة، خصوصا في الأقضية ذات الغالبية المسيحيّة، بصماته عند المتحمّسين في الدفاع عن حياديّة لبنان، والمتوجسين من انزلاقه في جلبة الصراعات العربيّة.

وتنبع التباينات المتناقضة حول مشاركة رئيس الجمهورية في قمة الدوحة من منابع عدّة، ولإغراض متنوعة، بينها توجيه رسائل الى المراجع الخارجيّة المستنفرة على جبهة هذا المحور العربي أوذاك، للتأكيد على شفافيّة الالتزامات وصدق الوعود. ...وتشير بعض الخلاصات التي تمّ رصدها، الى ان زيارة الرئيس ميشال سليمان الى الدوحة ما زالت في دائرة الرصد والمتابعة عند فريقي "٨ و١٤ آذار&laqascii117o;، لكن كلّ من موقعه وحساباته الانيّة والمستقبليّة، ...

وفي الخلاصات أيضا أن الساعات التي سبقت قرار الرئيس بالتوجه الى قطر كانت حافلة بالإتصالات والمشاورات لامتصاص مظاهر الإعتراض التي بدأت تلوح في الشارع، ..ومن الخلاصات أيضا وأيضا، ان القمة الخليجية قد حافظت على الشكل والإطار التوحيدي لمجلس التعاون، لكن الأكمة التي ظهرت إن في البيان الختامي، أو في المواقف والتصريحات التي أعقبته لم تكشف كامل جبل الجليد، ...واستنادا الى مصادر دبلوماسية عربية فإن القمة الخليجية لم تسهم في توحيد الصف والموقف والرؤية الواحدة المشتركة في التعاطي مع موضوع غزّة، بقدر ما أسهمت في إبراز التباينات وبشكل فاضح، ..وفي اعتقاد هذه المصادر أن وقفا لإطلاق النار في غزة، قد يعلن قبل انعقاد قمة الكويت، والأرجح يوم الأحد، ...

ـ صحيفة السفير
جعفر العطار:
الرصاص المسكوب&laqascii117o;: البدايات والمسار تكتيكات للمقاومة تحاكي "حزب الله&laqascii117o;

تقول مصادر عسكرية واسعة الاطلاع لـ"السفير&laqascii117o;، أن العد العكسي لمعركة غزة بدأ في ١٤ آب ٢٠٠٦ عقب انهزام الجيش الإسرائيلي في حرب تموز، اذ أن "العدو كان يبحث عن تحقيق إنجاز عسكري يعيد له بعض الاعتبار&laqascii117o;.

...تبدلت عملية "أمطار الصيف&laqascii117o; التي كانت مستهدفةً غزة قبل عملية الأسر التي قام بها "حزب الله&laqascii117o;، الى "الرصاص المسكوب&laqascii117o; عقب انقشاع نتائج الحرب السادسة على لبنان، فكان خيار القضاء على "حماس&laqascii117o; في قطاع غزة هو الخيار النهائي لدى الإسرائيلي، على أساس أنه هدف "رخو&laqascii117o;، والاستفادة من عدة عوامل حثت الإسرائيلي على المضي قدماً في العملية:

أولا ـ انحسار قطاع غزة في داخل الكيان الإسرائيلي.

ثانياً ـ المعلومات الاستخباراتية تشير الى سهولة وسرعة القضاء على خطوط الإمداد التابعة للمقاومة.

ثالثاً ـ اعتبار القطاع معدوم التضاريس، ..

رابعاً ـ تندرج في خريطة القطاع ثغرات قاتلة على صعيد "الجيوب&laqascii117o; العسكرية: طوله يبلغ ٣٠ كلم وعرضه يتفاوت من ٥ الى ٧ كلم في أماكن أخرى.

في المقابل، شرعت قيادة المقاومة في درس نقاط ضعف القطاع وبنت استراتجيتها وفقاً لهذه المعايير:

١ـ القوة الصاروخية... بناء منظومة صاروخية محكمة، على مستوى الكمية والنوعية والتموضع.

٢ـ العبوات الناسفة، مع الاستفادة من تقنية التحديث التي عمد اليها "حزب الله&laqascii117o; في حربه الأخيرة.

٣ـ المواجهات البرية وفقاً لنظام "البقعة&laqascii117o; الذي يعتبر من ابتكار "حزب الله&laqascii117o;، مع تشكيل عسكري متمرّس ذي خبرة واسعة، وهذا ما جعل الإسرائيلي يطلق صفارات إنذاراته البرية على لسان قادته العسكريين، قائلا ـ منذ الساعات الأولى ـ إن مقاتلي "حماس&laqascii117o; يقاتلون كعناصر "حزب الله&laqascii117o;.

٤ـ تحضير رزمة من المفاجآت "الملغومة&laqascii117o;، والتي لا يزال قسم منها طي الكتمان.

تكمل المصادر العسكرية تحليلها، لافتةً الى أن في أي معركة تقع، يحاول العدو تدمير ثلاثة عناصر، في حين تهرع المقاومة الى الحفاظ عليها: عنصر القيادة والسيطرة. عنصر التموضع العسكري والثبات. عنصر الاتصالات وسلاح الإشارة.

...يثابر العدو، حتى الآن، على السعي الى تحقيق مكاسب عسكرية في البر، عبر تقطيعه لأوصال القطاع، وهذا مأرب ليس بالصعب عليه تحقيقه، انطلاقاً من إدراكه لـ"طوبوغرافيا&laqascii117o; الحرب، حتى أن قيادة المقاومة أخذت بالحساب هذه الثغرات التي قد يستعملها العدو، وهو لم يحقق فيها إنجازاً كاملاً، ولا زالت المواجهات محتدمة في تلك الفراغات، رغم عشرات المحاولات لتسجيل الاختراقات "العينية&laqascii117o;، ومنها:

١ـ حي الزيتون، أي مستعمرة "نتساريم&laqascii117o; سابقاً، حيث حاول العدو تسجيل اختراق فيها عبر فتح ممر يربط هذه النقطة بشاطئ البحر، ولا زالت المعارك قائمة فيها.

٢ـ بيت لاهيا، جباليا، خان يونس... الأمر عينه.

٣ـ الشمال الغربي لغزة، في اتجاه البحر، حيث نجحت المقاومة في استدراج العدو وأوهمته أنه سجل اختراقاً لمئات الأمتار ثم انقضت عليه بعبواتها وأسلحتها الردعية (ضد الدروع) وأفخاخها الميدانية، ما اضطر العدو للتراجع، علماً أنه حاول الكرة مرة ثانية وثالثة.

نظام "البقعة&laqascii117o; أو "الفاب&laqascii117o;.. و"القلعة&laqascii117o;

ما كان يهدف اليه الجيش الإسرائيلي من خلال سياسة تقطيع أوصال القطاع الى مربعات منفصلة بعضها عن بعض، هو إضعاف قدرات المقاومة وإفقاد عنصر السيطرة عندها على مجريات المعركة. ولكن المقاومة تحسبت لهذه الخطط والثغرات، مستفيدةً من تجربة "حزب الله&laqascii117o; في معركة تموز ،٢٠٠٦ فاعتمدت نظام "البقعة&laqascii117o; أو "الفاب&laqascii117o;(FAP) وهو اسم لناقلة جنود فرنسية تمتلك في كل عجلة من عجلاتها ٧٢ بالوناً بحيث اذا أصيبت أي عجلة فان الأضرار ستقتصر على بالونٍ واحد من الـ٧٢ فتكمل الآلية طريقها دون أضرار، يضاف الى هذا النظام اسم "القلعة&laqascii117o; الذي يتمحور حول الفكرة نفسها، ويعني بتشبيه المجموعة بالقلعة التي تملك كل منها حصنها الحصين. وقد ترجم هذا النظام ميدانياً عبر إنشاء قواعد منفصلة في المواجهة، على هذا النحو:

١ـ توزع القوة الصاروخية على بقع متباعدة ومنفصلة، مع عتاد يكفي لمتطلبات المعركة.

٢ـ بناء تشكيلات عسكرية في داخل هذه البقع بناءً مستحكماً يأخذ كافة الأشكال الدفاعية والهجومية مع كل مستلزماته التكتيكية.

٣ـ بناء غرف عمليات مستقلة في كل من هذه المربعات، بحيث تكون قادرة على اتخاذ القرارات وتملك الكفاءة المطلوبة في إدارة سير المعارك.

٤ ـ التذخير والتخزين العسكري على مستوى العتاد، مع الأخذ بالاعتبار المدة الزمنية (أكثر من سنة).

٥ ـ إعداد فرق لوجستية تعنى بتضميد الجرحى والعناية بهم، ان كان على الصعيد العسكري أو المدني.

وتخلص المصادر عينها الى القول إن "ما يجري اليوم في غزة هو "النسخة الثــانية&laqascii117o; لما جرى في تموز بالأمس، علماً أن المقاومة في فلسطين نجحت كما المقاومة في لبنان بإدارة مفاجآتها&laqascii117o;، مستندة على عدة نقاط:

أولاً ـ طريقة استعمال "الوحدة الصاروخية&laqascii117o; لصواريخها بشكل متدرج، انطلاقاً من النوعية والمسافة والأهداف التي يحققها، مع التأكيد بأن المقاومة لا تزال تملك مفاجآت أخرى في هذه الترسانة، على مستوى النوع والمسافة البعيدة المدى.

ثانياً ـ اعتماد "البورصة&laqascii117o; في آلية استخدام الأسلحة المضادة للدروع، حيث بدأت بالـ"ب ـ ٢٩&laqascii117o;، والمفاجأة قد تكمن في سلاح أكثر تطوراً.

ثالثاً ـ التموضع العسكري على مستوى التشكيل والمنظومات الصاروخية وطريقة إطلاقها من كل البقع العسكرية. والتموضع "الضفدعي&laqascii117o; عبر اعتماد شبكة أنفاق كبيرة على القطاع طولاً وعرضاً، الذي من شأنه تقليص التحركات والتخفيف من المناورة العلنية.

رابعاً ـ تكتيكات المواجهة البرية... وخاصةً تلك الموجودة في المدن والمخيمات، وأسلوب القنص المتطور.

خامساً ـ نظام العبوات الناسفة، اعتماداً على "التشريك&laqascii117o; والتفخيخ مسبقاً للأماكن المحظورة والتي بدورها أصبحت طعماً سهلاً في صنارة المقاومة.

سادساً ـ سلاح الإشارة الذي يبقي القيادة على تماس مباشر مع البقع العسكرية وغرف عملياتها، وإضافةً الى التشكيلات الميدانية. وهذا ما نجح فيه "حزب الله&laqascii117o; حتى اللحظات الأخيرة في معركة تموز.

سابعاً ـ أسلحة الدفاعات الجوية.

ـ صحيفة السفير
جنان جمعاوي:
في أروقة "الدوحة&laqascii117o;.. دعم لغزة وكلام آخر بشارة لـ"السفير&laqascii117o;: سنغلّب في الكويت لغة المقاومة .

ماذا حصل في الرياض؟ أجاب المناضل العربي عزمي بشارة ("السفير&laqascii117o;) أن "لا شيء حصل سوى الكلام.. لم يتفقوا على شيء&laqascii117o;، مشككاً في فاعلية قمة الكويت، الاثنين المقبل، "إذا لم تبحث قضية غزة بشكل منفصل، ...وأكد مسؤول رفيع المستوى في قمة الدوحة ما قاله بشارة. ورداً على سؤال لـ"السفير&laqascii117o; حول طبيعة التأثيرات التي قد تمارسها قمة الدوحة على قمة الكويت، قال "هنا حددنا سقف (قمة) الكويت&laqascii117o;، ربما لتقويض أي محاولة للالتفاف على انجازات القمة القطرية، فضلاً عن ممارسة الضغوط على الموقف المصري.

سألته "السفير&laqascii117o; عما إذا كان حضور مشعل وشلّح وراء غياب أبو مازن، أجاب بشارة حاسماً "لقد تقرر حضور مشعل إلى قمة الدوحة فجر أمس (أي بعد ساعات من اعتذار أبو مازن)&laqascii117o;. إذاً، هل يمثلان، ومعهما جبريل، فلسطين في القمة، أجاب بشارة "هم يمثلون أنفسهم. وهم أصحاب القضية وهم مَن يُذبحون. كما أنه تم توجيه الدعوة إلى الرئيس الفلسطيني ولكنه اعتذر&laqascii117o;. فهل يكرّس حضورهما الانقسام؟ أجاب "الشرخ قائم، أليس كذلك؟&laqascii117o;.

ـ صحيفة السفير
امين محمد حطيط :
الحرب على غزة: خطة ما قبل وقف العدوان؟

يمكن القول إن إسرائيل باتت على قناعة باستحالة تحقيق أهدافها في غزة المتسقة مع استراتيجيتها تصفية القضية الفلسطينية، عبر تصفية المقاومة، إذ وبعد ثلاثة اسابيع من العمل العسكري الذي انتهى بالإخفاق ميدانياً واستراتيجياً، لم تستطع إسرائيل أن تكسر إرادة المقاومة ولم تستطع أن تؤلب الشعب عليها، وفي المقابل أحدثت يقظة شعبية عربية وإسلامية ودولية ضد وحشيتها، ... أخفقت إسرائيل تسلسلاً في المراحل العسكرية للحرب، بالمفهوم العسكري العملاني، بدءاً من العملية الجوية مروراً بالتحضير للعملية البرية في العملية ذاتها عند البدء بتنفيذها واضطرار الجيش المهاجم للتوقف عند أعتاب المدن والقرى خاصة في شمال غزة مربكاً، وقد وجد نفسه أمام واقع يذكره بحرب لبنان ،٢٠٠٦ وهو مشهد يؤرق قادته العسكريين كما السياسيين، حيث إن التقدم إلى الأماكن المبنية فيه من المخاطرة والصعوبة ما يجعله أقرب إلى الانتحار، ...

... ويبدو أن إسرائيل اختارت لعملها خطة تقوم على الأركان التالية:

ـ الامتناع عن دخول الأماكن المبنية، مع استمرار الحصار وتغطية القطاع بالنار بشكل دائم مستمر.

ـ ممارسة تكتيك الصدمة الكهربائية المزدوجة التأثير، حيث تقوم من مراكز انتشارها وحصارها للقرى والمدن التي وصلت إليها بعمليات إغارة بالدبابات بشكل خاطف لمدة لا تتجاوز الساعتين من أجل منع تحول الجنود إلى أهداف ثابتة، وجعلهم في مواقع دفاعية تربكهم معنوياً من جهة، ومن جهة أخرى حرمان المقاومة من عنصر الطمأنينة ومنعها من الاسترخاء والعمل بهدوء في مهاجمة القوى الإسرائيلية المتقدمة في القطاع خاصة في الأماكن المكشوفة.

ـ تحول وظيفة القوة النارية الإسرائيلية إلى قوى تدمير وإبادة جماعية بحيث تحيل القطاع أرضاً محروقة وتجعل الحياة فيه بعد توقف العمليات العسكرية صعبة جداً، بما يحمل السكان على أحد أمرين: إما مغادرة القطاع نزوحاً، وإما الانقلاب على المقاومة التي ستكون سلطتها عاجزة كما تتوقع إسرائيل عن تحمل أعباء ...

إن قراءة معمقة للسلوك العسكري الإسرائيلي الآن، ووفقاً لما اتضح من أركانه وعناصره يمكن من القول بأن إسرائيل هزمت عسكرياً، ولكن فازت في امتلاك الصفة الإجرامية البالغة الخطورة، من حيث صنعها "لمحرقة غزة&laqascii117o;، .. كما أنها لم تعوض لها هيبة سقطت، ولم تستعد عبرها قوتها الردعية المهمشة، والسبب في ذلك واضح وبكل ثقة: المقاومة مستمرة في غزة والصواريخ التي تدّعي إسرائيل أنها تعمل لإسكاتها لم تسكت...

أما النتيجة الفعلية والاستراتيجية للحرب فهي جعل المقاومة الشعبية، المستندة إلى عقيدة ثابتة وإرادة راسخة، والممارسة على أرض يعرف أهلها كيف يحضرونها، جعل هذه المقاومة هي السبيل الناجع المتاح أمام الشعوب المهددة من قبل عدو يملك جيشاً كالجيش الإسرائيلي لمنعه من ممارسة الإرهاب والترهيب.

ـ صحيفة النهار
اميل خوري:
إسرائيل توقف النار بعد تحقيق أهداف عدوانها.نتائج الحرب على غزة ترسم خريطة جديدة للمنطقة .

يرى ديبلوماسي اوروبي ان اسرائيل اذا ما خسرت حرباً جديدة اقل حجماً منها في غزة، وفي ظل كل الظروف المحلية والعربية والدولية المواتية لها، تصبح معرضة للاخطار الآتية:

أولاً: لا تعود اسرائيل القوة الضاربة في المنطقة التي تعتمد عليها الولايات المتحدة الاميركية في مواجهة خصومها.

ثانياً: لا يعود لجيشها المدجج بالاسلحة المتطورة اي قيمة وهيبة، ...

ثالثاً: ان نجاح المقاومة المسلحة في لبنان وفي فلسطين، يشجع على تشكيل مقاومة شعبية مسلحة في كل دولة عربية كوسيلة وحيدة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتحرير الاراضي المحتلة وفرض السلام العادل والشامل...

رابعاً: لا يعود في استطاعة اسرائيل ان تطلب مهاجمة ايران لضرب منشآتها النووية...

لهذه الاسباب وغيرها تجد اسرائيل نفسها في حاجة الى كسب الحرب على 'حماس' مهما كلفت لأن الكيان الاسرائيلي لا يستطيع تحمل خسارة جديدة بعد خسارة حرب تموز في لبنان، ...لذلك يرى الديبلوماسي نفسه، ان لنتائج حرب غزة تداعيات اياً يكن المنتصر فيها. فاما تربح اسرائيل هذه الحرب ليس على تنظيمات فلسطينية مسلحة وعلى رأسها 'حماس'، بل بين مشروعين: مشروع ثوري يريد القضاء على اسرائيل واقامة انظمة اصولية متطرفة لشرق اوسط اسلامي جديد، ومشروع يقيم انظمة ديموقراطية معتدلة لشرق اوسط آخر ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار، وتكون اسرائيل بعد تحقيق السلام العادل والشامل معها، دولة من هذه الدول.

ـ صحيفة الاخبار
ابراهيم الامين :
قمّة الدوحة تبطل النتائج السياسيّة للعدوان على غزّة.

■ مواجهة مرتقبة الاثنين في الكويت وسليمان بدا &laqascii117o;هزيل الحضور والخطاب"

■ إسرائيل تستعدّ لوقف أحادي لإطلاق النار مستندة إلى قوّة &laqascii117o;الردع"

■ اتفاقان بين تل أبيب وواشنطن والقاهرة لمنع تسليح المقاومة وإدارة المعابر

منذ ما قبل بدء إسرائيل عدوانها المجنون على قطاع غزة، كانت الدوائر الرسمية على مستوى النظام العربي تعيش حالة من الارتباك تعكس التباين الكبير في النظرة إلى مستقبل المنطقة ربطاً بالصراع العربي ـ الإسرائيلي. لكن فجيعة غزة دفعت بهذا الارتباك إلى مستوى أعلى من الانقسام الذي ما لبث تحت ضغط الهمجية الإسرائيلية من جهة، وضغط الشارع من جهة ثانية، وصمود المقاومة في غزة من جهة ثالثة أن تكرس على شكل كتلتين؛ واحدة ثبتت موقفها في قمة الدوحة أمس، وثانية تسعى إلى انتصار إعلامي تودّ لو تقطفه في قمة الكويت الاقتصادية الاثنين.

وبين الخطاب المواجه الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد، وخطاب المقاومة الأول من نوعه في تاريخ لقاءات القادة العرب الذي ألقاه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، وما اتخذ من مقررات، بدا واضحاً أن العالم العربي متجه إلى مرحلة سوف تتضاءل فيها اللياقات والتسويات والمجاملات الشكلية، وسوف تشهد البلدان العربية، على مستويات سياسية وإعلامية وحتى اقتصادية، حملة من المواجهات التي قد لا تنتهي في وقت قريب. ...

وفي انتظار تبيّن نوع المواجهة المفترضة في لقاء الكويت الاثنين بين الكتلتين العربيتين، فإن نتائج لقاء الدوحة وفّرت الخلاصة التي توصل إليها قادة العدو أمس، من أنه لا مجال لاستثمار سياسي إضافي لعمليات القتل الجماعية القائمة، وهو الأمر الذي جعل كل إسرائيل تعيش منذ منتصف الليلة ما قبل الماضية في أجواء إعلان مرتقب الليلة يقضي بإعلان انتهاء العدوان، وفق آلية ليست واضحة، ...

وبينما يسعى بعض العرب إلى تغطية تورّطهم في العدوان، مشاركة أو تغطية أو صمتاً، من خلال حملة &laqascii117o;إغاثة" للقطاع، فإن مشروع إعادة إعمار ما هدّمته الحرب، سوف يكون ترجمة أولى للنتائج السياسية والشعبية للحرب على غزة، وخصوصاً أن إسرائيل باشرت خطة عمل تستهدف ربط المساعدات ووصولها بدور مركزي لسلطة محمود عباس، الذي كان أمس عنوان &laqascii117o;العار" بغيابه عن قمة الدوحة نزولاً عند رغبات إسرائيل ومصر والسعودية. ...

أما ما يخص لبنان من هذا اللقاء، فإن الخطاب الذي ألقاه الرئيس ميشال سليمان بدا خارج السياق، وقدم صورة لا تشبه صورة لبنان الذي قاوم إسرائيل وهزمها مرات عديدة، ولا تحصّن لبنان المعرّض لتهديدات ولاحتمال قيام الدولة العبرية بمغامرة جديدة. وبدا حضور سليمان وكأنه &laqascii117o;إلزامي"، وهو استخدم عبارات تشي برغبته في تفادي &laqascii117o;غضب عواصم عربية وغربية وقوى 14 آذار في لبنان"، ما اضطرّ أمير قطر إلى تذكيره بمجد لبنان وبدوره الشخصي في مقاومة إسرائيل.

...في غضون ذلك تتجه الاتصالات نحو بلورة تفاهم ثنائي حول:

ـ معالجة التهريب: وفي هذا الإطار، قدمت تل أبيب إلى القاهرة ورقة عمل أعدّتها وزارتا الدفاع والخارجية الإسرائيليتان وتتمحور حول إنشاء جهاز لمكافحة التهريب، تدمج بين مجموعة عناصر أهمها تفعيل تقنيات حديثة في محور فيلادلفي، ومطاردة المهربين في منطقة رفح، والاستعانة بخبرات غربية لكشف الأنفاق.

ـ التنسيق بين القاهرة وتل أبيب بشأن مواصلة التعامل مع مسألة قطاع غزة في إطار المصالح المشتركة من دون تدخل &laqascii117o;حماس".

ـ صحيفة اللواء
عامر مشموشي :
اجتماع محور الدوحة> تبنى مشروع حمد وسط خلاف مع السلطة الفلسطينية.

توصية بتعليق مبادرة السلام ولبنان يعارض
...الانطباع السائد في قطر ان اجتماع الدوحة هو بمثابة اجتماع اعتراضي على قمة الكويت التي تبدأ اعمالها يوم الاثنين المقبل في حين وصفها مراقبون حياديون بأنها اجتماع تشاوري خصوصاً وأن البيان الختامي صيغ بلغة التوصيات التي ستعرض على قمة الكويت ولم يصغ بلغة القرارات، لا سيما وأن معظم التوصيات التي وردت في البيان لا يوجد خلاف جوهري عليها بين الدول العربية وتحديداً بين الدول التي قاطعت هذا الاجتماع، إذا استثنينا منها البند العاشر المتعلق بتعليق مبادرة بيروت العربية عام 2002·

ـ صحيفة الاخبار
نقولا ناصيف :
قمّة التشاور: امتحان ثانٍ لسليمان في السياسة الخارجيّة للبنان.

رسّخت مشاركة الرئيس ميشال سليمان في قمة التشاور في قطر نمطاً آخر من السياسة الخارجية التي قرّر لبنان اعتمادها في الاستحقاقات الداهمة. ...في واقع الحال كَمَنَ موقف سليمان في معطيات تنطوي على ضمانات:

1 ـ ردّ فعل إيجابي لمسه ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة من حزب الله حيال إطلاق الصواريخ ورفضه استدراج لبنان إلى مواجهة مع إسرائيل. كانت مفاجأة الرئيسين في الموقف المبالغ به في رفض إطلاق الصواريخ الذي أعلنه وزير الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصوه. ...

2 ـ تفاهم سليمان والسنيورة على الموقف من القمة العربية. جارى السنيورة وجهة نظر سليمان بالمشاركة في قمة مكتملة النصاب القانوني، والتحفّظ عن قمة بمن حضر. سرعان ما أكد مجلس الوزراء بلسان وزير الإعلام طارق متري تفاهمهما، بربطه أيضاً بين المشاركة والتزام ميثاق الجامعة العربية. ...

3 ـ عدم تعرّض لبنان لضغوط مباشرة، أو ظاهرة على الأقل، من سوريا حيال مشاركته في قمة الدوحة. ...

ـ صحيفة الاخبار
غسان سعود:
للمرّة الأولى حزب اللّه يهتف ضدّ الرئيس.

لن يمحو ذهاب الرئيس ميشال سليمان إلى الدوحة ومشاركته في اجتماعها دون توافر النصاب تردد هتافات تلامذة المدارس الذين حشدهم حزب الله قبالة السفارة الأميركيّة أول من أمس يطالبون، مع عضو المكتب السياسي في الحزب محمود قماطي، سليمان بعدم التخلي عن القضيّة، حالمين بعودة أيام الرئيس إميل لحود.

وفي موازاة رمزيّة تردد سليمان ومضمون كلمته في الدوحة، ثمة من يتوقف عند رمزيّة تنظيم حزب الله، للمرة الأولى في تاريخه، اعتصام احتجاج على موقف رئيس للجمهورية اللبنانية (كان الهتاف ضد سليمان قبالة السفارة الأميركيّة أكثر من الهتاف ضد الأميركيين بكثير، وبعض التلامذة ردّد &laqascii117o;أمريكي أمريكي... ميشال سليمان أمريكي). وذلك بعد كلام كثير، وتنجيم، وقراءات في كف العلاقة بين سليمان وحزب الله، حيث تنقسم وجهات النظر، منذ بدأ التداول باسم سليمان مرشحاً للرئاسة، بين من يقول إن العلاقة متينة بين سليمان والحزب منذ كان الأخير شريكاً للحزب في ضرورات العمل المقاوم وصولاً إلى عمليّة 7 أيار، التي انتهت بانتخاب سليمان رئيساً، ومن يعتبر أن الحزب رضخ لانتخاب سليمان مجبراً، وقد كان لديه بضعة مرشحين يتقدمونه في الأولويّة.

...هناك طبعاً من يحاول التعمق أكثر في دلالات موقف حزب الله الذي بادر في ثاني أيام العدوان على غزّة، عبر أمينه العام حسن نصر الله، إلى وضع موقف لبنان من العدوان في تصرف رئيس الجمهوريّة، معوّلاً عليه لاتخاذ المواقف المناسبة من أجل دعم مقاومة غزّة. فقد تزامنت هتافات تلامذة المدارس مع مواقف سياسيّة لمسؤولي الحزب بيّنت أن الحزب، حين يتعلق الأمر بموضوع المقاومة (في غزة فكيف الحال في لبنان) لن يسعى وراء القنوات الدبلوماسية المعتادة وسيقول في الشارع وعلى مرأى من الرأي العام ومسمعه، كل ما يريد قوله.

وأبعد من الحدث بقليل، تتقاطع ملاحظات المتابعين لرد فعل حزب الله بشأن غزّة عند نقطتين جوهريتين:

1- على مستوى سلاح حزب الله، لن يكون للرئيس تلك المونة على الحزب ليضبط سلاحه ضمن استراتيجيا معيّنة كما كان يتخيل البعض. وقد تبيّن أن حزب الله لن يأخذ في الاعتبار هيبة الرئاسة الأولى إن طرح الرئيس ما يتعارض مع استراتيجيّته في شأن الصراع مع إسرائيل. وسيتعامل مع كل من يخرج عن &laqascii117o;الثوابت" بسواسية.

2- على مستوى الانتخابات النيابيّة، ظهر أن الحزب لن يشعر بالحرج من الرئيس إن قرر خوض الانتخابات في دوائر يملك حزب الله فيها نفوذاً، وسيكون صريحاً وواضحاً في دعم من يطمئن إلى مواقفه.

في موازاة هذا كله، هناك من يقول إن الحزب القابض على أنفاسه تجاه ما يتعرض له رفاق سلاحه في فلسطين، كان حذراً جداً في مقاربة أية مواقف تأخذ لبنان إلى حياد سياسي في الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي بعدما قبل، مرحلياً، بالحياد العسكري في هذا الصراع. وفي هذا السياق، كان تحرك الحزب الذي عضَّ على جرح إطلاق الجيش الرصاص على مؤيديه المحتجّين على انقطاع الكهرباء في منطقة مار مخايل احتراماً منه لسليمان ـــــ قائد الجيش يومها، للقول إن ثمّة حدوداً لن يسمح لأحد بتخطّيها، ولم يمر على 7 أيار زمن طويل.

ـ صحيفة الاخبار
فداء عيتاني :
التلهّي بحديث الأخطار خلال السير إلى الذبح [1/2]

في الصواريخ التي تطلق من جنوب لبنان نحو الأراضي المحتلة ما يشير إلى أصابع لقوى إسلامية كانت إلى حين قريب محسوبة على فريق 14 آذار، وما يشير إلى أن مجموعات من هذه القوى، ودون قرار واضح من قيادتها، قامت بالعمل ونفذت ولم تطلب إذناً، وقد تفاعلت (وبصدق) مع منطلقاتها الجهادية، التي شبّت عليها، والتي لم تتخلّ عنها كما يبدو.

هناك من يتحدث عن مسؤولية الجماعة الإسلامية عن إطلاق دفعات الصواريخ نحو الأراضي المحتلة، وإن كانت الجماعة تنفي، .... لكن التحوّلات في المشهد الإقليمي، ومجازر غزة، و&laqascii117o;إدراك الجميع لخطورة ما تمر به المنطقة"، وأسباباً أخرى، باتت تحيل المشهد في لبنان إلى خلاف ما كان عليه من شهرين ماضيين.

تيار المستقبل من ناحيته عاش حالة تردد، لسان حال ممثليه يدافع عن مصر والسعودية، وتلك القوى التي يشبهها وتشبهه، والتي لا تمانع في ذبح الفلسطينيين في غزة ما دامت النتائج هي الحياة والتقدم والرفاه لفئة قليلة من القابعين في السلطة. إلا أن كوادر تيار المستقبل، أولئك المتصلين بالجمهور الذي سبق أن رفعهم إلى السلطة، فوضعوه في الحرب الأهلية الباردة، هؤلاء الكوادر ضغطوا على قادتهم من أجل &laqascii117o;فعل شيء ما لغزة"، ...

...من ناحيتها، الجماعة الإسلامية حسمت عدداً من خياراتها، شبابها الذي كان يسمع الكثير من بعض قادته عن ضرورة عدم معارضة الشارع السني المكلوم بمقتل رفيق الحريري، بات يتحدث عن عدم اللحاق بالشارع، بل بقيادته، مستعيدين قدرتهم كشباب وكوادر على توجيه القيادة التي لم تمانع أصلاً في العودة سريعاً للعمل الميداني إلى جانب حماس، وبلغ التنسيق بينهما حدّاً غير مسبوق....(الاثنين: حين يفقد &laqascii117o;معارضون" القدرة حتى على التخيّل)

ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم

-27 الحلقة - :  من أجل لبنان هل ندفن 'الحقيقة' أم نعلنها؟

بدأت اللقاء مع المسؤول الكبير في 'الادارة' الاميركية الرابعة المهمة، وقد تكون الأهم، بسؤال عن 'المحكمة الخاصة بلبنان' التي انشأها مجلس الامن لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وعن قلق لبنانيين من 'ضربها' عززه ما يُعتقد انه بطء متعمد في عملها. فاجاب: 'اذا كان الخوف هو من الغاء المحكمة، او من وضع حد لها، فإن ذلك ليس ممكناً الا في مجلس الامن وبإجماع الاصوات. وذلك متعذر. ...

ماذا عن زيارة الزعيم الدرزي الابرز وليد جنبلاط الاخيرة لاميركا؟ سألت. فاجاب: 'زار واشنطن، وقابل وزيرة الخارجية رايس، ونائب الرئيس تشيني وآخرين. كان هادئاً جداً. وخلافاً لعادته اظهر، ولكن بطريقة لبقة ومهذبة ان رهاناته على اميركا لم تصحّ وان الاعتماد عليها لم يكن مثمراً. دعانا الى الاستمرار في تسليح الجيش وقال ان 'حزب الله' وسوريا لا يزالان 'باردين' معه، وانه لا يشعر انهما يريدان الانفتاح عليه. هل في رأيك يجب الاستمرار في تسليح الجيش لتمكين الرئيس ميشال سليمان من المحافظة على وحدته ومنع 'حزب الله' من اختراقه؟ اجبت: اذا كنت اريد ان اكون صريحاً معك اقول لك ان الجيش مخروق من زمان من الحزب ومن اخصامه كي لا اقول من اعدائه، وان ضربه ممكن اذا اتخذت المجموعات الرئيسية او من يسيطر عليها قرارات بذلك منفردة او مجتمعة. ولا يقلل ذلك من بطولة انجاز الجيش في نهر البارد، ومن جسامة المهمات التي يقوم بها حالياً وخصوصاً في الجنوب. فعلّق: 'هل يعني ذلك توصية بعدم تسليح الجيش؟ ذلك ان الكونغرس قد يتردد مستقبلاً في الموافقة على دعم الجيش لاسباب كثيرة، وهو اساساً متردد في ذلك'. قلت: كلا لا اعني ذلك. فعدم تسليح الجيش سيجعله والدولة والرئيس سليمان الفريق الاضعف في لبنان، الامر الذي يمكن ايا كان وخصوصا الاقوياء المتناقضين، وفي مقدمهم 'حزب الله'، من السيطرة على الجيش والدولة، فدعم الجيش يمكّن رئيس الجمهورية والدولة على 'هلهلتها'، والجيش من كسب الوقت والاستمرار وانتظار ظروف افضل قد تسمح بقيام الدولة. علماً انكم لم تقدموا الى الجيش ولن تقدموا اليه اسلحة مهمة غير موجودة عند 'حزب الله'، او اهم من تلك الموجودة عنده كي تخشوا وصولها اليه، وتاليا كي لا تزداد قدرته على مواجهة اسرائيل.

ـ صحيفة النهار
هيام القصيفي:
في انتظار بلورة مسار المفاوضات مع واشنطن :لا سفير سورياً و'حزب الله' قوة احتياط لإيران .

...ترى اوساط سياسية تتابع المجريات الاقليمية ان انتقال الادارة الاميركية الثلثاء المقبل من يد الجمهوريين الى يد الديموقراطيين برئاسة باراك أوباما يضع لبنان والمنطقة مجدداً في عنق الزجاجة، في انتظار انكشاف الرؤية الاميركية الجديدة. فالمؤشرات الاولية اظهرت ان سياسة الادارة الجديدة تتجه حالياً الى مفاوضات مع سوريا وايران، في حدها الادنى في المرحلة الاولى، مما يدفع جميع اللاعبين في المنطقة الى التمسك بأوراقهم حتى اللحظة الاخيرة للتفاوض عليها، وذلك لادراك الجميع ان طريق التفاوض طويلة وشاقة، وجميعهم عدا لبنان يعملون على ترتيب الاوراق الاقليمية وفقاً لاولويات وأجندات خاصة تمثل مصالحهم.

من هذا المنطلق ترغب اسرائيل في الاحتفاظ بورقة 'حماس' فلا تفرط بها نهائياً ولا تقضي عليها، ...

في الم