ـ صحيفة البلد
علي الأمين :
سارعت الدول الاوروبية والعربية الى تلقف قرار وقف اطلاق النار في غزة للامساك بمقاليد المرحلة السياسية والاغاثية في غزة. فكما كانت اسرائيل، حين دمرت قطاع غزة ونفذت جرائم القتل الجماعية، تحاول تطبيق ما تعلمته من حرب لبنان في العام، 2006 ها هي معركة اعادة بناﺀ غزة اعماريا وسياسيا وامنيا انطلقت لتستلهم ما جرى في لبنان بعد الحرب. ايضا يعتقد قريبون من 'حزب الله'، كما خصومه، ان الصمود او الانتصار على اسرائيل لم يقتصر على الجانب العسكري والامني فحسب، بل في القدرة اللوجستية على منع اسرائيل من استثمار الدمار الهائل الذي احدثته في لبنان، من خلال استثارة نقمة شعبية عارمة ضد الحزب. قد استطاع الحزب استثمار عنوانين بارزين منعا تحقيق الهدف الاسرائيلي وبرعت قيادته في استخدامهما.: أولا تحرك سريعا من اجل ادارة اكبر عملية اغاثة واعادة ترميم، وبناﺀ واستطاع، مع وقف العمليات العسكرية، تعويض المتضررين في الضاحية الجنوبية والجنوب ومناطق اخرى، جزﺀا من الخسائر، بعيدا عن الروتين الاداري.
ثانيا: تأجيج وتكبير العنوان المذهبي لأتباع الحزب، ليحتمي الشيعة بعصبية اشتدت، بما أوحاه قادة الحزب من أنّ الحرب هي مؤامرة طوائف شريكة في الوطن لاقصاﺀ او تحجيم الطائفة الشيعية.
مرة جديدة سيكون الدرس اللبناني حاضرا في غزة. إذ جرى تحضير المسرح 'الغزاوي' اليوم لمشهد جديد من المواجهة. فحركة 'حماس' أمام تحدّي اعادة بناﺀ وترميم ما دمر من جهة، واعادة ترميم بنيانها السياسي والامني في مرحلة جديدة تختلف عن المرحلة السابقة.إذ أنها ليست قادرة اليوم على ان تدير عملية الاغاثة والاعمار بمفردها، فضلا عن ان اعادة الاعمار لن تكون خارج العملية السياسية والامنية التي تشرف عليها القاهرة كما لم يحصل من قبل
ـ صحيفة الشرق الأوسط
بيروت ثائر عباس :
حزب الله بعد حرب الصيف.. ما الذي تغير؟ إعادة صياغة &laqascii117o;المجلس الجهادي" الذي يتولى قيادة الحزب عسكريا ليصبح من دون رأس.. ورفع عدد قوات النخبة/ تحولات سياسية وعسكرية لحزب الله منذ حرب الصيف.
ـ صحيفة النهار
واشنطن هشام ملحم :
اكد مسؤول بارز في فريق الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما عزم الاخير على 'التحرك في وقت مبكر وبشكل فعال' فور تسلمه صلاحياته الدستورية لمعالجة النزاعات الدولية ومنها النزاع العربي - الاسرائيلي، بما في ذلك تعيين مبعوثين رئاسيين عندما تدعو الحاجة. وقال المستشار ديفيد اكسلراد تعليقا على وقف النار في غزة: 'نأمل جميعا ان يتم تنفيذ وقف النار'. واضاف في مقابلة مع شبكة 'سي أن أن' الاميركية للتلفيزون رداً على سؤال عن احتمال ايفاد مبعوث رئاسي فورا الى المنطقة': لقد قال الرئيس المنتخب انه يعتزم التحرك بسرعة، ديبلوماسيا في انحاء العالم من خلال الاعتماد على الديبلوماسيين الاميركيين المنتشرين في العالم، وتعيين المبعوثين الرئاسيين اذا دعت الحاجة'. واضاف: 'الاحداث في العالم تتطلب ان يتحرك اوباما بسرعة وسوف تراه يتحرك بسرعة'. وبدأ اوباما يومه باحتفال وقور حين وضع ونائبه المنتخب جوزف بايدين اكيلاً من الزهر امام ضريح الجندي المجهول في مقبرة آرلينغتون الوطنية، القائمة على تلة عبر نهر البوتوماك في شمال ولاية فيرجينيا وقرب مبنى وزارة الدفاع، والتي يعود تاريخها الى الحرب الاهلية. وبعد ذلك حضر مع زوجته ووالدتها وابنتيه الصغيرتين قداس الاحد في كنيسة صغيرة بالعاصمة. لكن عائلتي اوباما وبايدن ونحو نصف مليون نسمة انهوا الاحد باحتفال جميل، صاخب، ومؤثر في آن واحد، خلال مهرجان موسيقي - ثقافي - سياسي أقيم على شرف الرئيس المنتخب امام النصب التذكاري للرئيس ابراهام لينكولن. وبدا تمثال لينكولن الجالس على كرسيه والذي احاطت به الاضواء وكأن ملامح الحزن التي رسمتها المآسي التي عاشها خطوطا عميقة على وجهه، قد غابت موقتا لتحل محلها شبه ابتسامة وكأن لينكولن يبارك ما تحققه الان الامة التي مزقت نفسها خلال حياته، والتي تلتقي الان تحت شعارات الوحدة والأمل في مستقبل عادل ومزدهر.
ـ صحيفة الأخبار
حسن عليق :
تشيد لجنة التحقيق الدولية في تقاريرها باستجابة لبنان لطلباتها، لكن يبدو أن سرعة الاستجابة بين الطرفين ليست ذاتها &laqascii117o;على الخطّين". فاللجنة لم تزوّد القضاء اللبناني بعد بنتائج تحقيقات تتعلق بجريمة اغتيال بيار الجميّل لماذا لم تسلِّم لجنة التحقيق الدولية القضاء اللبناني نتائجَ الفحوصات المخبرية التي أجريت على بندقية يشتبه في أنها استخدمت في اغتيال الوزير بيار الجميل يوم 21/11/2006؟ تعود قضية البندقية إلى فجر 12 تشرين الأول 2008، عندما نفّذ فرع المعلومات ومديرية استخبارات الجيش عمليات دهم في أماكن محددة مسبقاً في عكار وطرابلس، لمحاولة توقيف مجموعة أفراد يشتبه في ضلوعهم بتفجيرات استهدفت مركزاً للاستخبارات في العبدة (عكار) وحافلتين في طرابلس والبحصاص.أحد أبرز المستهدفين في العملية كان عبد الغني جوهر، لكنّه غادر منزل شقيقته في باب التبانة مع بدء عملية الدهم. عثرت القوة الداهمة في المنزل على متفجرات وأسلحة فردية بينها بندقية رشاشة صغيرة الحجم، تطلق رصاصاً من عيار 9 ملم. المحققون لم يولوا البندقية المذكورة أيّ أهمية تذكر في البداية، وعرضوها في اليوم التالي في وزارة الداخلية أمام الصحافيين، ولم يُتعامل معها كدليل جنائي من ناحية آليات نقلها وحفظها.وخلال التحقيق في فرع المعلومات، قال موقوف قاصر كان مقرّباً من جوهر إنه كان يتباهى أمامه بأن البندقية المضبوطة استخدمت في قتل الجميّل. وبعد رفع محضر التحقيق إلى المدّعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، أشار الأخير بإرسال البندقية إلى لجنة التحقيق الدولية لكي تجري فحوصات مخبرية قد تمكّنها من حسم ما أدلى به الموقوف القاصر الذي استجوبته اللجنة أيضاً. أُرسلت البندقية إلى مختبرات في هولندا، لمقارنة الآثار التي تتركها على المقذوفات والمظاريف الفارغة بتلك الموجودة على الطلقات النارية والمظاريف المضبوطة من مسرح جريمة اغتيال الجميّل في الجديدة. ورغم وجود مختبرات لدى قسم المباحث العلمية في وحدة الشرطة القضائية اللبنانية، إلا أنّ بندقية جوهر سلّمت إلى لجنة التحقيق الدولية، لأنّ كلّ العينات المرفوعة من مسرح جريمة اغيتال الجميّل موجودة في حوزة اللجنة. وفيما أكّد ضباط لبنانيون أن إتمام التحاليل على بندقية ومقذوفات ومظاريف لا يحتاج إلى أكثر من أسبوعين، قال مسؤولون لبنانيون أمنيون وقضائيون إن لجنة التحقيق الدولية لم تسلّم القضاء اللبناني حتى اليوم نتائج التحاليل المخبرية المتعلقة ببندقية جوهر، رغم أن السلطات المحلية طلبت ذلك في مذكرة رسمية أرسِلَت أخيراً إلى اللجنة.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. فقد ذكر مسؤولون أمنيون لـ&laqascii117o;الأخبار" أن اللجنة لم تزوّد القضاء اللبناني بنتائج تحاليلها المتعلقة بسيارة هوندا CRV سوداء اللون كانت السلطات السورية قد سلّمتها إلى الشرطة اللبنانية قبل أكثر من عام، واشتُبه حينذاك في أن تكون قد استخدمت في اغتيال الجميّل. وكذلك الأمر بالنسبة إلى مرآة سيارة تحمل آثار طلاء سيارة رباعية الدفع اصطدمت بها يوم اغتيال الجميّل في منطقة الحازمية. وفيما أشار مسؤولون لبنانيون على صلة بالتحقيق إلى أنّ أعضاءً من اللجنة أبلغوهم بطريقة غير رسمية أنّ نتيجة الفحوصات التي أجريت على السيارة التي استقدمت من سوريا كانت سلبية، رفضت راضية عاشوري (الناطقة باسم رئيس لجنة التحقيق الدولية) التعليق على المعلومات المذكورة، مشيرة إلى أنّ ذلك مشمول بسريّة التحقيق.
ـ صحيفة الأخبار
واشنطن ــ محمد سعيد :
تقضي مذكرة التفاهم الأمني التي وقعتها يوم الجمعة الماضي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، والمكوّنة من صفحتين، بالتعاون الوثيق بين الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية لمنع وصول الأسلحة إلى حركة &laqascii117o;حماس". وقد اعتبرتها رايس أحد عناصر محاولة التوصل إلى اتفاق دائم لإطلاق النار، ومنع تهريب الأسلحة، وجزءاً من جهد عالمي لتبادل المعلومات على نطاق واسع. وتتضمن مذكرة التفاهم الأمني سبعة بنود تنص على:
1 ـــــ التعاون مع الدول المجاورة والمجتمع الدولي لمنع وصول الأسلحة والمواد المتعلقة بها إلى المنظمات &laqascii117o;الإرهابية" التي تهدّد أياً من الطرفين الأميركي أو الإسرائيلي، مع التركيز خاصة على إمدادات الأسلحة والمتفجرات لـ&laqascii117o;حماس" والمنظمات الأخرى في غزّة.
2 ـــــ تتعاون الولايات المتحدة مع الشركاء في المنطقة وفي حلف شمالي الأطلسي من أجل التعامل مع نقل الأسلحة والمواد العسكرية إلى &laqascii117o;حماس" عبر البحر المتوسط وخليج عدن والساحل الشرقي من البحر الأحمر في أفريقيا، من خلال تحسين الترتيبات القائمة أو إطلاق مبادرات جديدة لزيادة فعالية هذه الترتيبات المتعلقة بمنع تهريب الأسلحة.
ومن بين الأدوات التي ستستخدم لتنفيذ البندين الأوّلين، تعزيز التعاون بين الاستخبارات الأميركية والحكومات الإقليمية من خلال إشراك الاستخبارات المركزية، والقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، والقيادة العسكرية الأميركية في أوروبا، وقيادة العمليات الخاصة الأميركية، إضافة إلى تعزيز الانصهار بين الاستخبارات والقوات البحرية الدولية والقوات البحرية التابعة للتحالف، وتشديد العقوبات الدولية القائمة وآليات التنفيذ ضدّ تقديم الدعم المادي لـ&laqascii117o;حماس" والمنظمات &laqascii117o;الإرهابية" الأخرى، ومن ضمنها التعامل العالمي مع إيران التي تصرّ على مدّ &laqascii117o;حماس" بالسلاح.
ونصّت البنود الخمسة الباقية على تعهّد الولايات المتحدة وإسرائيل بتبادل المعلومات لتحديد مصدر الأسلحة التي ترد إلى غزّة، وتسريع جهود المساعدات اللوجستية والفنية لتدريب قوات الأمن وتجهيزها وتعزيز برامجها، والعمل على توسيع برامج المساعدات الدولية للمجتمعات المحلية لتوفير مصادر بديلة للدخل للمشاركين في أنشطة التهريب، ووضع الآليات المناسبة لمتابعة تنفيذ الخطوات الواردة في مذكرة التفاهم.
ـ صحيفة الأخبار
فداء عيتاني :
(...) المشكلة، بحسب أحد الناشطين المباشرين في العمل الذين كادوا يعجزون عن دفع القياديين للالتقاء والتحرك، هي أن المعارضة حين رسمت أطرها العامة، رسمت أطر القوى الطائفية فقط، أي الشيعة ممثّلين بقواهم الرئيسية، والمسيحيون ممثّلين بالتيار الوطني الحر وتيار المردة، بينما أتت التشكيلات الأخرى كلزوم ما لا يلزم. فالسنّة في المعارضة مجرد تلوينة لاستكمال رسم ألوان الطيف المذهبي الطائفي، حتى تتمكن قوى المعارضة من رسم ألوان قوس قزح على شعارات &laqascii117o;المعارضة الوطنية اللبنانية". أما على مستوى استراتيجية العمل، فهي تكاد تكون مفقودة حتى بين الأطراف الرئيسية في المعارضة، فما بالك بالتلاوين والملحقات.
وفيما يواصل حزب الله دفعه للقوى كافة إلى النشاط والتحرك، فإن هناك في هذه القوى من بات يدرك اليوم أن &laqascii117o;من لا يعرف كيف ينشط، فلن يعرف كيف يصل إلى منصب نيابي غداً"، وهم يتحدثون عن حزب الله الذي يدفع القوى إلى التحرك، إلا أنه &laqascii117o;استبق المعركة بخطاباته، حتى بات من الصعب اليوم أن نضع جملة من الشعارات والمواقف، بعد أن تحدد سقف مرتفع جداً من الأيام الأولى للمعركة الدائرة في غزة".يلتفت أحد المعنيين مباشرة بالملف السنّي ليقول إن النقص ليس فقط في آليات التحالف، بل في الأفكار والخيال الذي يدير المعركة السياسية، والذي لم يبدع بعد أية فكرة للإجابة عن مسألة &laqascii117o;تعبئة الفراغ" في الشارع السنّي، بعد ما حصل في غزة.
ـ صحيفة الأخبار
نادر فوز:
لا يستغرب المدافعون عن المقاومة المسلّحة في وجه العدو الإسرائيلي، موقف القوى المقاومة من سياسات &laqascii117o;المعتدلين" العرب، ولا سيما مصر. سجّل حزب الله السقف الأعلى لهذه المواقف، أو عُدّ كذلك لاعتبارات عديدة. لم يأت الموقف الجازم للحزب من مصر بسبب عدم قبول الأخيرة فتح معبر رفح كما ظهر في خطاب الحزب، إنما يجب العودة إلى ما جرى بين الطرفين خلال الفترة التي سبقت العدوان الإسرائيلي على غزّة. في تشرين الأول الماضي، وصل نائب رئيس الاستخبارات المصرية عمر قناوي إلى بيروت وعقد سلسلة لقاءات مع الشخصيات اللبنانية، ومنهم وفد من حزب الله ضمّ الوزير محمد فنيش ومسؤول العلاقات الدولية نواف الموسوي ومسؤول العلاقات العربية حسن عز الدين. يتحدث الأخير عن أجواء هذا اللقاء، فيقول إنّ الجوّ كان إيجابياً رغم الانقسام العربي. يومها أكد قناوي، باسم الجمهورية المصرية، دور المقاومة في التحرير عام 2000 وفي الانتصار على هجمة تموز.وأضاف القناوي إنّ المقاومة في لبنان استطاعت عبر المفاوضات غير المباشرة، تحقيق إنجاز نوعي بتحرير الأسرى اللبنانيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية. ورغم أنّ هذه الإشادة الأخيرة تبدو بريئةً، إلا أنها تحمل في طيّاتها دلالة على فحوى الرسالة المصرية للحزب: يمكن المفاوضات أن تحلّ قضايا يكون السلاح فيها وسيلة عقيمة. وتلا قناوي ـ مع التشديد على فعل &laqascii117o;تلا" ـ مجموعة من المواقف والآراء التي يعدّها عز الدين إيجابية أيضاً: شدّد القناوي على أنّ مصر تقف عند مسافة واحدة من جميع القوى اللبنانية، وأنها &laqascii117o;اتّفقت مع حلفائها الدوليين على ضرورة الاستقرار في لبنان وعلى ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها". وتحدث قناوي عن حرص حزب الله ودوره في الحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي، كما أكد أهمية المصالحات الداخلية التي جرت بعد اتفاق الدوحة &laqascii117o;لأنها تساعد على حل الكثير من المشكلات العالقة".ويقول عز الدين إنّ جواب الحزب أكد عدم رفض المفاوضات إذا أدت إلى إخراج الإسرائيليين، &laqascii117o;شرط ألا يأخذ العدو أي امتياز أمني أو سياسي، وهذا ما جرى في تحرير عام 2000، الأمر الذي لم يحصل في تاريخ الصراع العربي ـــ الإسرائيلي". لم يخف قناوي انزعاجه من العبارة الأخيرة التي تشير إلى أنّ كل التسويات التي أبرمها العرب مع الإسرائيليين، وأبرزها كامب دافيد، أدت إلى تقديم عدد من التنازلات العربية. فردّ القناوي: &laqascii117o;الحرب مع إسرائيل كانت بقرار مصري بحت لاسترداد الأرض، ورغم ذلك فإن المفاوضات الصعبة هي ما أعاد الأرض".استمرّ النقاش بين الطرفين، وبقيت الأجواء تبشّر بالخير، ويؤكد عز الدين أنّ المجتمعين لم يناقشوا أي مواضيع ثنائية. وكان الموقف المصري يتلخّص بضرورة الاستمرار في أجواء التهدئة الدخلية، والتركيز على أنّ التفاوض مع إسرائيل إيجابي ويمكن أن يكون مفيداً.خرج القنّاوي من &laqascii117o;الضاحية الجنوبية لبيروت وعاد مسؤولو الحزب الثلاثة إلى القيادة، وبدأت عملية تقويم فحوى اللقاء. استخرج حزب الله مجموعة من الخلاصات: أوّلاً أنّ الموقف المصري غير واضح، ثانياً ربما أنّ القاهرة تحضّر مبادرة لمزارع شبعا، وثالثاً وجود قلق مصري على 14 آذار قبيل خوضها الانتخابات. يشير عزّ الدين إلى أنه كان لدى الحزب رغبة في إيجاد علاقة جيّدة مع مصر التي يمكن أن تعود إلى دورها وموقعها &laqascii117o;وإلى صف الممانعة وعدم التفريط بالمقاومة وبالحقوق"، مؤكداً أن إحدى القوى اللبنانية كانت تسعى لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.
انعكس هذا اللقاء على خطاب حزب الله، فكانت الدعوة الأولى لفتح معبر رفح، إيجابية ومتفائلة. إلا أنّ هذه الدعوة &laqascii117o;المتفّهمة" المبنية على موقف القاهرة، تحوّلت إلى الشكل الذي قدّمه السيّد حسن نصر الله ابتداءً من خطابه في اليوم العاشورائي الأول، نتيجة الاختلاف الجذري بين التطمين المصري والأداء المعاكس لكل مضامين التطمين التي قدمها النظام أمام حزب الله.لعب قناوي مع حزب الله الدور نفسه الذي لعبه مسؤوله الأعلى، عمر سليمان، مع حركة حماس قبل بدء العدوان بأيام: إيهام القوى المقاومة وطمأنتها إلى الموقف المصري الداعم لها، والإشارة إلى أنّ القاهرة مستعدة للضغط على الإسرائيليين، والترجمة العملية لهذين الموقفين هي الوعود بفتح معبر رفح. إلّا أنّ هذا الموقف المصري لم يُترجم إلا عبر حدثين: أولاً، إعلان العدوان على غزّة من القاهرة، وثانياً، الاستمرار بإقفال معبر رفح. هكذا خدعت مصر حزب الله الذي توهّم أن القاهرة قد تتلو فعل الندامة بعد سنوات من الانكسار أمام تل أبيب.
ـ صحيفة الأخبار :
برلين ــ غسان أبو حمد :
بقيت القيادة السورية في اليومين الماضيين محور الجهود الدبلوماسية التي تدور حول وقف العدوان الإسرائيلي على غزّة؛ فبين زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى دمشق، ولقاء وزير الخارجية السورية وليد المعلم مع كبير مستشاري رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو، حملت المقابلة التي تنشرها مجلة &laqascii117o;درشبيغل" اليوم مع الرئيس بشار الأسد، جملة من المواقف السورية المتصلة بالعدوان على غزة.ورأى الأسد، في المقابلة، أن &laqascii117o;القضاء على حماس، يعني القضاء على الشعب الفلسطيني بكامله"، مبرّراً عدم ممارسة نظامه ضغوطاً على الحركة الإسلامية لكي تنصاع للمطالب الدولية، بحقيقة أن &laqascii117o;المشكلة الأساسية هي إسرائيل وحصارها على قطاع غزة وسكانه ومعابره". حصار وصفه بأنه &laqascii117o;موت متواصل وبطيء"، بما أنّ الناس &laqascii117o;لا يموتون فقط بسبب القنابل، بل أيضاً بسبب حرمانهم من الطعام والأدوية".وأشار الأسد إلى أنّ &laqascii117o;حماس" &laqascii117o;لم تعد معزولة سياسياً"، كاشفاً عن أنّه &laqascii117o;في الفترة الأخيرة، أجرى أكثر من سياسي أوروبي محادثات مع الحركة في دمشق بطريقة سرية وبعيداً عن الإعلام، ونحن نقدم المساعدة حيث نستطيع"، عازياً السبب إلى أنّ &laqascii117o;الأوروبيين تعلموا من التجربة بأنه لا يمكن إلا التفاوض مع الجهة المعنية لوقف القتال".وعلى هذا الصعيد، استذكر الأسد كيف اضطرّ الاحتلال بالإضافة إلى الأميركيين والأوروبيين إلى توقيع اتفاق مع حزب الله بعد عدوان تموز 2006، رغم أنهم ينظرون إلى المقاومة الإسلامية على أنها &laqascii117o;حركة إرهابية".وتعليقاً على اعتبار &laqascii117o;درشبيغل" بأن &laqascii117o;كل قذيفة تطلقها حماس (باتجاه المستوطنات) تؤدي إلى انتقام وردة فعل عسكرية إسرائيلية"، اعترف الرئيس السوري بأنّ هذه المعادلة &laqascii117o;قد تبدو منطقية"، قبل أن يشير إلى أنّ &laqascii117o;السياسة لا تستند إلى المنطق النظري"، مذكراً بأنّ &laqascii117o;حماس المحاصرة التزمت باتفاق وقف إطلاق النار طوال ستة أشهر، بينما واصلت إسرائيل طوال هذه الفترة عملية محاصرة القطاع".ورداً على استيضاح الصحيفة عن استضافة بلاده قيادة منظّمة تصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها &laqascii117o;إرهابية"، سخر الأسد قائلاً &laqascii117o;دائماً الكليشيهات والشعارات الأميركية، هذا هو الأسلوب الأميركي"، جازماً بأنه &laqascii117o;سواء كانت حماس حركة إرهابية أو مقاومة شعبية، سواء أعجبتهم أو لا، فإنها قوة سياسية على الأرض لا يمكن تجاهلها". وذكّر بأن الانتخابات البرلمانية، التي تم الاعتراف بنتائجها دولياً، هي التي أعطت &laqascii117o;حماس" الغالبية المطلقة، ليخلص إلى أنه &laqascii117o;لا يجوز اعتبار الشعب بكامله إرهابياً". وتساءل &laqascii117o;كيف يمكنهم اعتبار حماس إرهابية من دون اعتبار التصرفات الإسرائيلية إرهابية؟"، مجدداً انتقاده للصمت الأوروبي عن المجازر الإسرائيليّة.
وفي تبريره لاحتضان دمشق رئيس المكتب السياسي لحركة &laqascii117o;حماس"، خالد مشعل، بالرغم من تصنيفه على لوائح الإرهاب، أجرى الأسد مقارنة بين موقف سوريا من دولة إسرائيل، وموقف مشعل الذي &laqascii117o;يعترف بحدود 1967، ويقبل بقيام دولتين". وتابع &laqascii117o;نحن في سوريا لا نعترف بإسرائيل، وهي لا تزال دولة عدوة وتحتل قسماً من أرضنا، وفي حال انسحاب الإسرائيليين من الجولان سنعترف بهم".وعن رؤيته للسلام، رأى الأسد أنه يجب على تل أبيب إقامة سلام &laqascii117o;وليس فقط الحديث إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس"، مؤكداً أنّ &laqascii117o;المطلوب وجود حماس في أي مباحثات سلام". وعن كيفية تحقيق الوحدة الفلسطينية الضرورية لإنجاز السلام، رفض الرئيس السوري ممارسات الضغوط على &laqascii117o;حماس".وعن قدرة الدولة العبرية على القضاء على &laqascii117o;حماس"، أكد الأسد أنّه لن يتم القضاء على الحركة الإسلامية، وأنها &laqascii117o;لن ترفع الأعلام البيضاء لأنها تملك ثقة شعبها، ومن يحاول القضاء عليها، يجب عليه القضاء على شعب بكامله".في المقابل، رأى الأسد أنه من المستحيل منع تهريب الأسلحة منعاً كاملاً إلى قطاع غزّة، معتبراً أنّ الأتراك يستطيعون فرض الرقابة كطرف ثالث. ولاختيار تركيا سبب موجب بالنسبة للأسد، إذ إنها باتت &laqascii117o;تملك الثقة من قبل جميع الأطراف وبإمكانها الضغط ولديها علاقات جيدة مع إسرائيل والعالم العربي".
أما بالنسبة للدور المصري في منع التهريب، فاعترف بأنّه كبير بسبب الحدود المصرية المشتركة مع غزة، لافتاً إلى إمكان أن تدخل فرنسا في هذه القضية أيضاً.
ـ صحيفة الأخبار
بسام القنطار :
لم يستطع أيّ من المتحدثين في الورشة الحقوقية لمنتدى بيروت العالمي للمقاومة ومناهضة الإمبريالية والتضامن بين الشعوب، أن يجزم بإمكان أن نرى القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية أمام محكمة دولية، لمعاقبتها على جرائم الحرب التي تُرتكب في غزة، لكن المتحدثين أكدوا أن السعي من أجل ذلك يجب أن يُستكمل على جميع المستويات.نقاش حاد تخلّله المحور الأول للورشة، الذي ناقش &laqascii117o;الخطر الإمبريالي على القانون الدولي". بالنسبة إلى الدكتور حسن جوني فإنّ مبادئ القانون الدولي بعد الحرب العالمية الثانية جيدة، لكن الولايات المتحدة الأميركية تحاول استغلال هذا القانون وتستخدمه وفق مصالحها. مداخلة جوني لم تعجب عدداً من المشاركين الذين رأوا أنه ليس هناك من فائدة للقانون الدولي ما دامت إسرائيل تخرقه.الناشط والمحامي الأميركي فرانكلين لامب أعلن إطلاق الجمعية الدولية &laqascii117o;محامون بلا حدود". في رأيه فإن هذه المنظمة سوف تسعى إلى إقامة دعاوى قانونية ضد مجرمي الحرب، لكن لامب أقر باستحالة تقديم هذه الدعاوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، إلّا بتبني إحدى الدول لها، ورشح لامب لبنان أو إيران لتولي هذه المهمة.وطرح فرانك مبادرته لنزع المنظمات الإنسانية التابعة لحزب الله عن لائحة الإرهاب الأميركية، وقال لـ&laqascii117o;الأخبار" &laqascii117o;إن ذلك ممكن الحدوث، لكنّ أحداً لم يجرؤ على الاعتراض القانوني على هذه اللائحة من قبل". وتحت عنوان &laqascii117o;نحو إحياء المحكمة الدائمة للشعوب" عُقدت طاولة مستديرة ترأسها الرئيس التأسيسي لهذه المحكمة فرنسوا اوتار، الذي تولى عرض أنشطة هذه المحكمة منذ تأسيسها بعد الحرب الأميركية على فيتنام. وقال أوتار: &laqascii117o;رغم أن هذه المحكمة تتألف من أهم الفقهاء والقضاة الدوليين فإنها تبقى محكمة معنوية، ولا تؤدّي في النهاية إلى سوق المجرمين إلى العدالة". بدوره قدم ماسيمو دو سانتي، رئيس &laqascii117o;مبادرة أمم متحدة للشعوب"، خطة عمل للتنسيق بين مختلف العاملين من أجل إنشاء &laqascii117o;محكمة عالمية دائمة للشعوب" مع إيلاء اهتمام خاص بالجرائم الإسرائيلية المرتكبة في غزة. كما تضمنت الورشة محوراً يتعلق بمتابعة قرارات محكمة الضمير العالمية، برئاسة الدكتور عصام نعمان، حيث عرض لتجربة المحكمة التي عُقدت في العام الماضي، وبحثت في إمكان إقامة الدعاوى من جانب ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية من حاملي الجنسيات الأوروبية والأميركية أمام محاكمهم الوطنية، وأوصت الورشة بضرورة إنشاء تكتل دولي للتصدي للتغطية السياسية الدولية والأوروبية بعدم محاسبة المجرمين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية الأوروبية.
ـ صحيفة السفير
حلمي موسى :
أولمرت وصورة النصر الدولي .. بـــدل العسـكـري
أفلح رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، الذي أخفق في الحصول ميدانيا على "صورة النصر&laqascii117o; العسكرية لأن صور الدمار والقتل لا تخدمه، في نيل "صورة النصر&laqascii117o; السياسية بعقده قمة أوروبية مصغرة في مقره الحكومي. وقد جنّد اولمرت الأوروبيين لحظة انشغال الأميركيين بمراسم التسلم والتسليم بين الإدارتين القديمة والجديدة لتعزيز استقرار وقف النار. وأعلن أن أول مهامه هو المحافظة على الردع الذي نشأ في مواجهة حماس واستعادة الجندي الأسير جلعاد شاليت. وما ان توقفت حرب إسرائيل في غزة حتى اشتعلت حرب غزة في إسرائيل. فاليمين الإسرائيلي يعتقد أن المهمة لم تكتمل وأن إيقاف الحرب يعتبر خطأ. وقد شدد زعيم الليكود بنيامين نتنياهو على أن وقف النار يعني إعادة تسلح حماس عبر الأنفاق. ورأى زعيم "إسرائيل بيتنا&laqascii117o; أفيغدور ليبرمان أن حماس ستنال في نهاية الحرب ما كانت تطالب به من فتح للمعابر وستستمر في بناء حماستان في غزة.
ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
ربما يقال ان حركة حماس خرجت من هذه الحرب مثلما خرج حزب الله، الذي فقد بعضا من شرعيته الخارجية وشعبيته الداخلية، وهي ستتصرف مثلما فعل الحزب الذي قرر شن هجوم مضاد على الداخل اللبناني من اجل ان يحمي نفسه، وعمد الى السيطرة على العاصمة بيروت.. التي قد تكون اصعب من السيطرة على رام الله، لكنها بالتأكيد هي الهدف المقبل خصوصا وان الاتهامات والتهديدات لفريق السلطة الفلسطينية جاهزة، مشابهة لتلك التي وجهت الى السلطة اللبنانية في صيف العام ٢٠٠٦ .
من دون تحقيق مثل هذا الهدف الفلسطيني الداخلي ، لن يكون بامكان المحور العربي والاقليمي الذي تنتمي اليه حركة حماس ان يعلن انه انتصر في حرب غزة، مثلما انتصر في حرب لبنان، وان يقدم الدليل على ان اسرائيل هزمت في الحربين، وهزم معها المشروع الاميركي في الشرق الاوسط الكبير.. الذي سيشهد المزيد من الحروب قبل ان يتحقق الحسم المستحيل.
ـ صحيفة السفير
نبيل هيثم:
"محور الحرب&laqascii117o; يروّج للآثار التدميرية و"المحاسبة&laqascii117o; ومسؤولية "حماس&laqascii117o;
لم يتأخر المنضوون في محور الحرب على غزة في الترويج لـ"الانتصار الاسرائيلي&laqascii117o; وإلقاء كل تبعات التدمير على فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي طليعتها حركة "حماس&laqascii117o;. كأن "الصورة الغزاويّة&laqascii117o; مقتبسة عن الواقع اللبناني بعد انتصار المقاومة في حرب تموز ،٢٠٠٦ ومن هنا، ليس في هذا الترويج ما يثير الاستغراب او الدهشة لاندراجه في السياق المستمر منذ تموز اللبناني، والطريقة ذاتها، والاسلوب ذاته انتهجهما هؤلاء المنضوون أنفسهم آنذاك، في محور الحرب الإسرائيلية على لبنان، ومحاولة اعدام قوى المقاومة في لبنان، وفي مقدمها "حزب الله&laqascii117o;، ومن ثم محاولة ستر هزيمة هذا المحور بتسخيف انتصار المقاومة والسعي لتظهير منطق المغامرة، وما الى ذلك من إسقاطات اتهامية على المقاومة، متجاوزين، او بالأحرى مكذبين الاسرائيلي نفسه، الذي اقر بهزيمة نكراء. ومن هنا ليس مأمولاً ان ينحى منطق هؤلاء المنضوين في اتجاه قراءة موضوعية للنتائج الحقيقية التي افرزها العدوان الاسرائيلي، فكيف اذا ما كانت هذه النتائج، كما هو واقع الحال، مغايرة تماماً لكل ما رجاه هؤلاء من الحرب على غزة.
لكن الموضوعية هنا، تفرض الإقرار بإنجاز اسرائيلي لا يمكن نكرانه، استطاعت من خلاله اسرائيل ان تقدم نموذجاً صارخاً عن قدرة خارقة على ارتكاب جرائم حرب وقتل الاطفال والنساء والمدنيين العزل في غزة. ومع ذلك، لم تستطع التعويل على هذا "الانجاز&laqascii117o; لتسييله في انجازات مماثلة ميدانيا او سياسيا. وفشلت بالتالي في تحقيق سلة الاهداف التي حددتها، فلم تتمكن من القضاء على "حماس&laqascii117o; سياسياً وعسكرياً وشعبياً، واستمرت المقاومة الفلسطينية وحتى اللحظة الأخيرة، تقاوم وتطلق الصواريخ. أي أنها ما زالت حاضرة في الميدان. والاهم من ذلك، وكما يؤكد عارفون، انها، وبرغم القوة النارية الهائلة، لم تتكبّد خسائر كبيرة ونوعية مؤثرة على بنيتها القتالية، بل على العكس، عبرت عن حرفية قتالية، والكلام هنا لخبراء في مجال المقاومة، واستطاعت ان تتكيّف مع الواقع القتالي ما مكنها من امتصاص الصدمات وتحمل الضربات، وبالتالي منع العدو من تحقيق هدفه.
ومعطيات هؤلاء الخبراء انه برغم القتال غير المتكافئ، فإن المقاومة الفلسطينية في غزة ليس قادرة على الصمود لايام او اسابيع فقط بل لأشهر. على ان ما هو اكثر اهمية في هذا السياق، هو ان الثمن الهائل الذي دفعه الشعب الفلسطيني من ارواحه واملاكه في هذه الحرب، لم يحــد به عن خط التماهي مع المقاومة وإيمانه بأنها القوة الوحيدة التي تستعيد حقه وتحفظ كرامته. (للقراءة).
ـ صحيفة السفير
واصف عواضة:
لبنان يربح الحرب
ليس تبجحا ولا من باب المغالاة القول ان لبنان خرج رابحا من الحرب على غزة، لأنه لم يخسر شيئا خلال هذه الحرب، أو هو استطاع على الاقل ان يتجاوز قطوع غزة من دون خسائر، على الرغم من انه كان اكثر المهيئين لاستقبال التداعيات السلبية الناجمة عن هذه الحرب. وقد اظهرت المقاومة اللبنانية، وتحديدا "حزب الله&laqascii117o;، درجة عالية من العقلانية والوعي والفهم للظروف اللبنانية وما يحيط بها، فراهنت منذ البداية على انتصار المقاومة في غزة، فربحت الرهان من دون ان تزج لبنان في أتون حرب جديدة حاول البعض دفعها اليها من خلال استفزاز همتها وحميتها واختبارها في دعم غزة. وايا كان مطلقو الصواريخ من جنوب لبنان، فقد تعامل "حزب الله&laqascii117o; مع هذا الموضوع بكثير من المسؤولية وأكد حرصه مجددا على استقرار لبنان ومؤسساته ومقدراته المادية.
ـ صحيفة النهار
اميل خوري:
ما هي أهداف المتهجمين على رئيس الجمهورية
(...) اللافت أنه رغم قرار مجلس الوزراء، ورغم حضور الرئيس سليمان قمة الدوحة، إلا ان متظاهرين ممثلين لقوى واحزاب معارضة بقيادة 'حزب الله' فيما كانوا يسيرون في اتجاه السفارة الاميركية في عوكر، تعرضوا بهتافاتهم للرئيس سليمان، بحيث يتصور البعض ان الرئيس قرر حضور القمة تحت ضغط المتظاهرين... في حين ان الرئيس اتخذ قراره المتوازن غير متأثر الا بمصلحة الوطن، ولانه رئيس توافقي وليس رئيس طرف ضد طرف آخر، وسيظل يمارس سياسة الوفاق والتوفيق والوقوف مع مصلحة البلاد العليا كما فعل في الدوحة، شاء من شاء وابى من ابى... الا ان الهتافات التي اطلقها بعض المتظاهرين، اثارت علامات استفهام حول أبعادها ومراميها.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
محاولة لتطويع رئيس الجمهورية ؟
واصل فريق 14 آذار دعم فكرة الكتلة المستقلة لرئيس الجمهورية وبدأ يعد لترجمتها مع اعداده لمعركته الانتخابية المباشرة متجاهلاً عمداً موقف فريق 8 آذار وتاركاً له كشف اوراقه على هذا الصعيد. أما 8 آذار فقد بادر بوسائل عدة الى مهاجمة الفكرة المذكورة اعلامياً وسياسياً. وحذر حلفاؤه الاقليميون منها وخصوا بذلك رئيس الدولة واطرافاً آخرين محسوبين عليهم. وطبعاً، وكما هو متوقع تراجع الرئيس بالتنصل من أبوّته لاقتراح الكتلة المستقلة رغم اعرابه عن شعوره بالارتياح الى وجود نواب مستقلين. وادرك هؤلاء الحلفاء ضرورة استمرارهم في الضغط وخصوصاً بعدما بدأت معركة غزة. وان مصلحتهم وحلفائهم اللبنانيين لم يعد يؤمنها وضع 'مائع' في رئاسة الدولة يمكن ان يسلك اتجاهات متعارضة ومصالحهم. فقرروا تشديد الضغط واعطاءه طابعاً علنياً لافهام من لا يريد ان يفهم لمن الكلمة الاولى في البلاد، فكانت 'المناشدة' العلنية لرئيس الجمهورية كي يتحرك في اتجاه عقد قمة بدا واضحاً ان محور دمشق - طهران يريدها. فتجاوب وبسرعة لكن اشتداد الخلاف العربي - العربي وخصوصاً حول موضوع القمة دفع الى تصعيد الضغط وخصوصاً بعدما مال الرئيس سليمان علناً الى قمة حسب ميثاق الجامعة وعدم استحسانه قمة بمن حضر. فكانت الهتافات المعادية لسليمان فاستجاب وذهب الى الدوحة. لكن هناك وحرصاً منه على ما يراه مصلحة لبلاده خالف الاتجاه السائد داخلها حيال مبادرة السلام العربية. وهذا أمر لا يغتفر لأنه بدا موجهاً ضد الرئيس السوري بشار الاسد الذي 'سجل هذه المبادرة في سجل الأموات'. وهذه المخالفة قد تكلفه والبلاد غالياً.
ما هو الغرض من هذا الشرح المطوّل؟ الغاية الاساسية هي اطلاع الرأي العام على وجود محاولة للاسراع في الامساك بالبلاد وكل السلطات فيها عملياً حتى قبل الانتخابات النيابية. واذا اقتضت التطورات المتسارعة في المنطقة امساكها سريعاً فان محاولة لتحقيقه ستجرى بصرف النظر عن نتائجها. وهي ايضاً اطلاعه على وجود محاولة لتطويع رئيس الجمهورية. ولن نقول من هي الجهة التي ستفعل ذلك. ونكتفي بالإشارة الى أنها الأقوى عسكرياً وسياسياً بمساندة خارجية عملية متنوعة. واللبيب من الإشارة يفهم.
ـ صحيفة المستقبل
وسام سعادة :
الممانعة فشلت في استنزاف الاعتدال العربي خلال العدوان.. فأي مكيدة تحضّرها له الآن؟
ينبغي أن يقرأ المعتدلون والليبراليّون العرب جيّداً مضامين الرسالة التي وجهها مرشد الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران علي خامنئي إلى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنيّه قبل أيّام وفيها 'يجب أن يعلم الخونة من العرب بأن مصيرهم ليس أفضل من مصير اليهود'. أوّلاً، لأنه لا يرد ذكر لـ'العرب' في هذه الرسالة إلا مختزلين في من أسماهم كاتبها 'الخونة من العرب'، ما قد يفيد أن الخيانة هي القاعدة في دنيا العرب، والأمانة والوفاء هي الإستثناء.
ثانياً، لأن كاتب الرسالة يَعِدُ من أسماهم 'الخونة من العرب' بمصير اليهود، وبما أنّ المهدو آريّ الحجّتيّ محمود أحمدي نجاد قد سبق له أن توعّد إسرائيل بالتهلكة والفناء، وبالمحرقة الحقيقيّة، على إفتراض أن أوشفيتز وداشاو وتربلينكا تلفيقات بحسبه، فلنا أن نسأل بعد ذلك، ما الذي تحضّره قوى الممانعة لمن تصنّفهم بـ'الخونة من العرب'.
ـ صحيفة المستقبل
فيصل سلمان:
إسرائيل أطلسية
قبل يوم واحد من إعلان الحكومة الإسرائلية وقف عدوانها من جانب واحد على قطاع غزة، وفيما الجميع منشغل بالحرب وقعت وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي لينفي مع نظيرتها الأميركية كوندوليزا رايس اتفاقاً أمنياً استخباراتياً عنوانه 'وقف تدفق السلاح الى غزة'. وستكشف الأيام مدى أهمية هذا الاتفاق الإسرائيلي ـ الأميركي الذي يعني ببساطة وضع إسرائيل تحت حماية حلف الأطلسي مباشرة، من دون الحاجة الى إعلان انضمامها إليه.قد لا يأتي الأميركيون ولكنهم سيرسلون دولاً أوروبية تضع إمكاناتها الاستخباراتية لحماية إسرائيل ومنع إعادة تهريب السلاح الى غزة، وهذا سيتقرر في قمة شرم الشيخ.ويبقى ان على العرب ان يقدموا الأموال، تحت طائل التهديد الأميركي المباشر.مع ما هو آت من الأيام، سنكتشف ان القرار 1701 الذي وضع بعد عدوان تموز على لبنان لضمان أمن إسرائيل في مواجهة 'حزب الله'، ليس سوى نقطة في بحر خطورة ما يحضر لقطاع غزة.المسرح بات جاهزاً لدخول 'البطل' أوباما، فغزة ستكون أسيرة مطوقة و'حزب الله' سيكون مكبلاً، وإسرائيل ستضمن 'أمنها' موقتاً. الحلقة الناقصة هي 'التسوية السياسية' في الشرق الأوسط.. البعض يترقبها بعد سنة على الأكثر.
ـ صحيفة المستقبل
نديم قطيش:
الحملة على سليمان وعباس: معالجة فراغين أمنيين بإفراغ الشرعية السياسية في بيروت ورام الله
إن إستهداف سليمان اليوم يتصل بتهيئة مناخ لقرار سياسي إقليمي بإسقاط نتائج التوافق في لبنان. وهو استهداف يتصل أيضا بتهيئة المناخ لإدامة الإنقسام الفلسطيني والإمعان في منع اي حوار فلسطيني فلسطيني من التبلور. فليس من باب الصدف في شيء أن تتلاقى الحملة الإعلامية والسياسية على الرئيس سليمان مع حملة مماثلة على رئيس السلطة الفلسطينية وتخوينه .
لماذا الحملتان؟'حشرة' حزب الله
جاء إتفاق الدوحة في أعقاب إنقلاب السابع من أيار الذي كان بدوره الرد الايراني على النتائج الميدانية لحرب تموز والتي إنتهت بالقرار 1701، أي بالقرار الذي انهى عملياً اي إمكانية لنشاط مسلح في الجنوب منفرد وخارج إطار شرعية الدولة. فشل السابع من أيار في دفن القرار 1701. راهن الحزب على بيان وزاري للخلوص الى نفس النتيجة فخيضت معركة ضارية أسقطت إقتراح تضمين البيان عبارة 'في كنف الدولة'. إستبدلت بـ ' حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته....' في أولى متفرعات البند 24 من البيان الوزاري لتطوق هذه الجملة في ثاني متفرعات البند ذاته عبر التأكيد على 'التزام الحكومة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بمندرجاته كافة'. حزب الله أراد من هذه الجملة تعطيل القرار 1701 والقوى الاستقلالية ارادت من التأكيد على القرار 1701 تعطيل مفاعيلها.
ثم تأكد برم حزب الله بنتائج الحرب، على الرغم من 'الإنتصار الإلاهي' إياه، حين وصف القرار 1701 بالظالم قبل اسابيع للمرة الأولى منذ حرب تموز، إذ كيف يستوي قرار ظالم هو التكريس العملي لنتائج الحرب مع الإنتصار المزعوم؟ أما في خلال حرب غزة فبدا جلياً حجم القيود التي تقيد طموحات حزب الله. البيئة الشيعية ارسلت أكثر من إشارة الى عدم رغبتها في جر لبنان الى الحرب. ثمة مواطنون رأيناهم على الشاشات يفرون من أهوال محتملة في أعقاب جولتي صواريخ الكاتيوشا. وثمة في الحراك السياسي للرئيس نبيه بري في أعقاب الجولة الأولى مباشرة ما يؤكد ان الأمر يتجاوز هذه المرة غريزة البقاء عند الأسوياء من أهل الجنوب الى متن القرار السياسي لاحد الحزبين الحاكمين للطائفة.
أزاء ما تقدم يمكن القول إن حرب تموز كرست في ما يعني ايران فراغاً أمنياً في الجنوب لصالح منطق الدولة وكرست الدولة لاحقاً من خلال المنطق السياسي للرئيس سليمان وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة معنىً لا يستسيغه أدعياء التوافق. فهؤلاء ارادوا للتوافق ان يكون تعديلاً معجمياً لكلمة إخصاء. غير ان الرئيس سليمان كان اول من رفض تحويل الجنوب الى منصة اطلاق صواريخ معلناً هذا الموقف من الخطوط الامامية لجنوب لبنان فإتهم بأنه يقدم تطمينات مجانية للعدو. ثم جاءت مشاركته في إجتماع الدوحة لتؤكد ان الأمور تسير وفق منطق آخر لمنطق 'توافقيو الاخصاء'. لبنان يشارك تحت سقف الخيار الاستراتيجي للشرعية العربية وهي مبادرة السلام. ولبنان لا يعترف بقمة بمن حضر بل يشارك في الدوحة بما إعتبره لقاءاً تضامنياً مع غزة.
بلغت 'الحشرة' اقصاها ففتحت النيران على سليمان.
وعليه، بات المشروع الايراني امام فراغين امنيين واحد في الجنوب وآخر في غزة سيرد عليهما حتماً بفراغين في الشرعية السياسية في رام الله وبيروت. الحملة على سليمان تمهد ربما لإنسحاب من الحكومة يعيد خلط الاوراق من جديد ويزود ايران بازمة جديدة تفاوض بها على ازمتها مع المجتمع الدولي والهجوم على عباس هو للمضي في منع المصالحة الفلسطينية حماية لبقايا الاختراق وإصراراً على خلخلة حصانة الاعتدال العربي.
ـ صحيفة السفير
فاتن قبيسي:
حمدي قنديل: وسائل الإعلام العربي "طراطير&laqascii117o; الحكومات باستثناء "الجزيرة&laqascii117o; و"المنار&laqascii117o; و"نيو.تي.في&laqascii117o; : منذ أسابيع توقف البرنامج الشهير للإعلامي المصري حمدي قنديل "قلم رصاص&laqascii117o; عبر محطة "دبي&laqascii117o; الفضائية لأسباب غير معلنة. دفع قنديل ثمن جرأته ومواقفه القومية. فاتخذت فجأة قناة "دبي&laqascii117o; قراراً بوقف برنامج "قلم رصاص&laqascii117o;. وقبيل مغادرته بيروت مساء أمس سألته "السفير&laqascii117o;، إن كان يؤكد ما جاء في بعض المواقع الالكترونية عن أن السعودية تقف وراء القرار، فأجاب: "أكيد.. أظن أن الأسباب مفهومة. لا بل إنها أيضاً ضغوط سياسية في المنطقة كلها، ومن مختلف الجوانب&laqascii117o;. ينتقد قنديل بحدة واقع الإعلام العربي: "انه يعكس حال الأمة المنقسمة بغالبيتها بين أنظمة معتدلة وشعب ثائر على ما يجري من حوله. ويتابع "معظم وسائل الإعلام العربية هي في أيدي الحكومات، أو بمعنى آخر هي "طراطير&laqascii117o; الحكومات&laqascii117o;. لكنه يستثني كلا من "الجزيرة&laqascii117o; و"المنار&laqascii117o; و"نيو.تي.في&laqascii117o;، باعتبارها تمثل إعلاماً مقاوماً.