صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 20/1/2009

ـ صحيفة السفير :
صمد وقف إطلاق النار المتبادل في قطاع غزة في يومه الثاني، باستثناء بعض الرشقات المدفعية التي أطلقتها زوارق الاحتلال الاسرائيلي لأسباب مجهولة، وتوغل محدود لقواته البرية قرب خان يونس. وعاش فلسطينيو القطاع، أمس، يوماً هادئاً، كرس لمواصلة انتشال المزيد من جثث الشهداء ودفنهم ، فيما كانت اصداء كارثة غزة تتردد في قمة الكويت الاقتصادية، وتتخذ شكل مصالحة عربية مدوية بين السعودية ومصر من جهة وسوريا وقطر من جهة اخرى، بحضور الراعي الكويتي الذي يبدو انه اعد لهذا الحدث الاستثنائي، الذي ستكون له آثار حاسمة على مجمل الوضع العربي، على اختلاف تفاصيله وأزماته، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ولبنان...
وساهمت هذه المصالحة، في تبديد اجواء اليأس والاحباط التي سادت الرأي العام العربي طوال فترة العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة الذي امتد لثلاثة وعشرين يوما، ولا سيما انها كانت تتويجا لكلمة مؤثرة القاها الملك السعودي عبد الله امام قمة الكويت، واعلن خلالها طي صفحة الخلافات العربية، واشار الى ان مبادرة السلام العربية المطروحة لن تظل على الطاولة الى الابد، وقال ان على اسرائيل ان تدرك ان الخيار بين الحرب والسلام لن يبقى مفتوحا في كل وقت، واختتم بتقديم مليار دولار لاعادة بناء ما هدمه العدوان في القطاع.
واعطت هذه الكلمة وتلك المصالحة دفعة قوية لجهود مصرية تبذل من اجل فتح حوار وطني فلسطيني بسرعة من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية ترعى الاوضاع الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة معا، وتسوي الخلاف الحاد الذي لاحت بوادره امس بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس حول الجهة المخولة تلقي وصرف اموال اعادة الاعمار في غزة. كما فتحت تلك المصالحة التي انتظرها اللبنانيون طوال الاعوام الثلاثة الماضية آفاقا واسعة لانضباط مختلف القوى السياسية المحلية التي تستعد لخوض الانتخابات النيابية في الصيف المقبل، بصفتها حربا اهلية محدودة، او على الاقل صراعا حاسما على السلطة، يضاف الى تلك الصراعات التي عاشها لبنان في الفترة الماضية، ... ولم يتضح على الفور ما اذا كانت هذه المصالحة ستؤدي الى تغيير في التحالفات الداخلية، او في ادخال تعديل جديد في موازين القوى بين فريقي الثامن والربع عشر من آذار، اللذين تلقيا النبأ الآتي من الكويت بدرجات متفاوتة من الترحيب من جهة والحذر من جهة اخرى.
واختلفت التقديرات حول ما اذا كانت المصالحة هي نتيجة لقمة الدوحة العربية الاسلامية، ام مجرد مفاجأة املتها ظروف الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة، ...
حققت القمة العربية الاقتصادية في الكويت في يومها الأول أمس اختراقا مفاجئا، تمثل بمصالحة بين قادة السعودية ومصر وقطر وسوريا، ...واستضاف الملك السعودي لقاء مصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد والمصري حسني مبارك وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والملك الأردني عبد الله الثاني والملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة.
وأكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، لقناة "الجزيرة&laqascii117o;، حصول مصالحة بين قادة السعودية وسوريا ومصر وقطر، معتبرا أن "خطاب الملك السعودي لمس الجرح العربي وكان واضحا وحاسما...وحول أسس المصالحة، قال الشيخ حمد "طبعا هناك تفاهمات تمت لا داعي للخوض في تفاصيلها&laqascii117o;، معربا عن اعتقاده "ان هذه التفاهمات ستنعكس على الواقع العربي والعمل العربي المشترك ..وردا على سؤال حول المجالات التي قد تنعكس فيها المصالحة بشكل عملي، قال الشيخ حمد "كان هناك أولا سوء فهم وتجاذب بالنسبة لقمة الدوحة وقمة الكويت، ومثلما ذكرت من قبل فإن أمير قطر ذكر أن من المهم أن تكون هناك قمة، ولم يصر على أين تكون القمة، للنظر في قضية ما يحصل في غزة والمجازر التي تحصل&laqascii117o;، مضيفا "نستطيع الآن أن نطرح ما أتى في قمة الدوحة على قمة الكويت لنرى كيفية تطوير مقررات قمة الدوحة&laqascii117o;. وعما إذا كانت المصالحة الفلسطينية أصبحت الآن سالكة أكثر بعد المصالحة العربية، أعرب الشيخ حمد عن أمله أن تكون "هناك مصالحة فلسطينية حقيقية تكرس حكومة وحدة وطنية...
وعن عدم مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقاء المصالحة، أوضح رئيس الحكومة القطرية "اعتقد أن هذا الكلام بين القادة وهم اتفقوا، وهناك دعوة وجهت لمن يحضر لهذه المشاركة...
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان قولها إن "اللقاء كان صريحاً وجاداً، نوقشت خلاله المواقف الواجب اتخاذها لاستعادة التنسيق العربي بما يخدم القضايا العربية وكرامة الشعب العربي واستعادة الحقوق المغتصبة&laqascii117o;.
...في تقرير أولي، قدّر جهاز الإحصاء الفلسطيني الخسائر المباشرة للعدوان بنحو ١,٩ مليار دولار..وفيما واصلت قوات الاحتلال إعادة تمركزها في المناطق التي توغلت فيها خلال العدوان، ذكرت مصادر إسرائيلية أنّ الجيش سيستكمل انسحابه مساء اليوم، كبادرة "حسن نية&laqascii117o; تجاه الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، الذي ينصب اليوم خلفاً لبوش .

ـ صحيفة النهار :
على نقيض التوقعات التي سادت في الأيام الاخيرة على خلفية الحرب الاسرائيلية على غزة وما تخللها من انقسامات عربية، تحولت القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي بدأت اعمالها في الكويت أمس، قمة مصالحات بين زعماء السعودية ومصر وسوريا وقطر. ...وعلم ان المؤتمرين انتهوا الى التوافق على ثلاث نقاط رئيسية: الأولى وقف حملات الاتهامات المتبادلة، القيام بزيارات متبادلة بين الزعماء المتخاصمين، واخيرا معالجة الخلافات القائمة في ما يتصل بالعلاقات الثنائية.
اما في الشق الاقتصادي والتنموي والاجتماعي، فلم يلحظ اي تعديل، فيما يتوقع ان تحدد الدول المشاركة حجم مساهماتها في صندوق اعادة اعمار غزة الذي سجّل اكتتاباً أول قيمته ألف مليون دولار من المملكة العربية السعودية، فيما اعلن امير الكويت تبرعاً بمبلغ 500 مليون دولار مساهمة في مبادرة الكويت لتوفير الموارد المالية اللازمة للمشاريع التنموية العربية وذلك في مسعى من هذه الدولة لاعطاء الملف الاقتصادي والتنموي الاهمية التي يستحقها من حيث توفير التمويل للمشاريع المطروحة.
...المصالحة الفلسطينية : وظلت الانظار متجهة الى المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية في ظل تردد معلومات مسائية عن قدوم وفد من الفصائل الفلسطينية من دمشق لهذه الغاية، فيما ترددت معلومات اخرى مفادها ان اي فشل في تحقيق المصالحة الفلسطينية الفورية سيؤدي الى طرحها في قمة تعقد في الرياض آخر الاسبوع.
ونفى رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات حصول اي مفاوضات مع 'حماس' او اي من الفصائل في الكويت، نافياً علمه بوجود اي منها في الكويت مشترطاً قيام حكومة وفاق وطني من اجل الشروع في المصالحة تكون مهمتها محددة في اربع نقاط. وحدد لـ'النهار' هذه النقاط كالآتي: مواجهة الكارثة الانسانية، اعادة الاعمار والبناء والاتفاق على طريقة صرف الاموال المخصصة لهذه الغاية عبر المؤسسات العربية والدولية، فتح المعابر ورفع الحصار، واخيراً اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وعن ترجمة المصالحة وشكل الحكومة، قال ان المصالحة لا يمكن ان تتم الا من طريق حكومة وفاق وطني يمكن ان تضم 'فتح' و'حماس' او تضم 'حماس' بموافقة من 'فتح' على تشكيلتها، او تكون حكومة تكنوقراط بموافقة الطرفين تحدد مهمتها بالاعمار واجراء الانتخابات.
واذ اكد ان المصالحة يجب ان تتم خلال ساعتين، لان غزة لا تحتمل اكثر، استبعد ان تحصل قبل الخميس موعد التزام دعوة مصر الى تثبيت وقف النار في غزة.
ومع انتظار انعقاد الجلسة الختامية اليوم واعلان البيان الختامي، غادر عدد كبير من الرؤساء الكويت مساء وفي مقدمهم الرئيس المصري والرئيس السوري وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وملك البحرين والرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

ـ صحيفة الاخبار :
فاجأ الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الحضور في القمة العربية الاقتصاديّة في الكويت، وجمهوراً كبيراً خارجها، بالخطاب الذي ألقاه.وتحدّث كثيرون عن أن مفاجأة عبد الله لم تقتصر على أعضاء الوفود الأخرى، بل أيضاً على أعضاء في الوفد السعودي، إذ تبيّن أن أعضاءً في هذا الوفد وإعلاميين مرافقين على غير اطلاع، ولم ينجحوا في شرح الموقف، فيما بدت علامات الأسى على وجوه المتطرفين منهم في العداء لسوريا.
...وفتح خطاب الملك السعودي الباب أمام شكل جديد من الاتصال والتحاور بين كتلتين عربيتين انقسمتا بشأن القرب أو البعد عن فلسطين، رغم أنه لا أحد من المعنيين أعطى معلومات مفصلة عن حقيقة ما حصل. وظل التداول بأخبار اعتبرت ممهدة للخطوة السعودية، من ترويج قناة &laqascii117o;العربية" لمفاجأة مرتقبة من الملك السعودي، إلى اقتراب رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز من الوفد السوري ومصافحة جميع أعضائه بحرارة مصحوبة بقبلات، حتى إنه عندما أنهى الملك خطابه، التفت صوب الوفد السوري ورفع إبهام يده اليمني كعلامة رضى على ما حصل. وكان لافتاً أن وزير الخارجية سعود الفيصل بدا كأنه خارج تفاصيل ما قام به الملك أو غير مرحّب بالخطوة.
وعُلم أن أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، كان قد بدأ اتصالاته لهذه الغاية مباشرة بعد قمة الدوحة، وهو حرص على توفير نصاب كامل للقمة، لكنّه كان يبدي خشية من حصول الانفجار في ضيافته، ولذلك أجرى بمساعدة من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، سلسلة من الاتصالات مع الرؤساء العرب، استمر جانب منها حتى خلال انعقاد القمة، وخصوصاً مع الرئيس المصري الذي أخّر وصوله إلى الاجتماع إلى أقصى حدّ ممكن. وقال مسؤولون إن مبارك تعمّد ذلك كي لا يقع تحت ضغوط الرغبة في تحقيق المصالحة، حتى إن مسؤولين مصريين كانوا قد سرّبوا لإحدى الصحف العربية أن &laqascii117o;مبارك لا يريد مصالحة من أساء إلى مصر".
هذا الطابع اتسمت به كلمة مبارك أمام القمة، فيما كان الطرف الآخر أكثر تجاوباً، وتمثّل ذلك في نوعية العبارات التي اختارها الأسد وعبد الله في خطابيهما، بينما اتُفق على عدم إذاعة مقررات قمة الدوحة في خطاب كان متوقعاً لأحد الرؤساء العرب، بل إحالتها كورقة تقدم في الاجتماعات المغلقة على مستوى الرؤساء ووزراء الخارجية، ولا سيما أن الملك السعودي قدم ما اعتبره حلاً وسطاً للموقف من السلام مع إسرائيل، إذ اعتبر أن التلويح بسحب المبادرة العربية يمثّل مخرجاً بين موقفين، يطالب الأول بإعلانها ميتة، وآخر يريد إبقاءها أساساً للاتصالات في المرحلة اللاحقة.
وفي الحديث عن الاجتماعات التي أعقبت الحفل الافتتاحي وإلقاء الكلمات، فقد تولى أمير الكويت اصطحاب الرئيس السوري وملك البحرين إلى مقرّ إقامة الملك السعودي، ثم لحق بهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وكان السلام عادياً بين الرجلين، على ما أفاد أعضاء في الوفود المشاركة، تبعه كلام لأمير الكويت عن أهمية العلاقات العربية ـــــ العربية الجيدة وما تفيده للأمة العربية، وتذكير بالعلاقات التاريخية التي تربط السعودية بسوريا، أعقبه كلام &laqascii117o;مجاملة" تبادله الأسد وعبد الله، الذي كرّر أنه يكن لسوريا وللرئيس الأسد المحبة، وذكّره بعلاقته بوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وخلال اللقاء الموسع، الذي انضم إليه مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني، ظلت الامور &laqascii117o;باردة" بين الرئيسين المصري والسوري، حتى إن مصدراً مطلعاً لفت إلى أن الكلام ظل في غالبية الوقت بين الأسد وملك السعودية، فيما كان مبارك مستعجلاً الخروج ومن ثم السفر عائداً إلى القاهرة، بينما وجه الملك السعودي الدعوة إلى نظيره السوري لزيارة الرياض في أي وقت. ...وقال دبلوماسي في الوفد السوري إن &laqascii117o;اللقاء اتسم بقدر كبير من الصراحة والجدية، وإن الطرفين يعرفان دقة الموقف وإن الخلافات قائمة حول مسائل معقدة، وليس متوقعاً حلّها بهذه السهولة".
...علمت &laqascii117o;الأخبار" أن فريقاً يمثّل قمّة الدوحة قدّم مقترحات المقررات التي صدرت، وأهمها سحب المبادرة العربية وتجميد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وتحقيق ما يحتاج إليه الفلسطينيون في غزة وتأكيد شرعية المقاومة وتمثيلها في الشارع الفلسطيني. وفي المقابل، كان الطرف الآخر يرد بمواقف لا تعكس أي جديد.
...
ــ الأسد و&laqascii117o;المستقبل" : خلال انتقاله لتناول طعام الغداء مع بقية الزعماء العرب، فوجئ الرئيس السوري بشار الأسد بمندوبة قناة &laqascii117o;أخبار المستقبل" الزميلة نجاة شرف الدين تسأله عما إذا كانت المصالحات القائمة الآن في الكويت يمكن أن تنسحب على علاقات سوريا بتيار &laqascii117o;المستقبل"، فابتسم وأجابها: &laqascii117o;المشكلة ليست عندنا، لسنا نحن من افتعل المشكلة". فسألته مجدّداً: هل هذا يعني أنه يمكن أن تجري مقابلة مع قناة &laqascii117o;المستقبل" فأجاب: لا تحفّظ لدينا على أحد.
وكانت الزميلة بولا يعقوبيان من &laqascii117o;أخبار المستقبل" قد حاولت خلال قمة الدوحة إجراء مقابلة مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إلا أنه اعتذر بسبب انشغاله بأعمال القمة.

2009-01-20 23:01:31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد