- صحيفة السفير
نبيل هيثم :
ألقت المصالحات العربية في قمة الكويت، بإيجابيات في الأجواء اللبنانية، برزت بوضوح في الارتياح العام الذي ساد على مستوى الفرقاء الداخليين سواء في الموالاة أو في المعارضة. والتقت بخطوة بذات الايجابية من خلال استئناف المسار الحواري بين "حزب الله&laqascii117o; والحزب التقدمي الاشتراكي، في لقاء يعقد اليوم بين النائب وليد جنبلاط ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في دارة الوزير طلال ارسلان في خلدة، وهو أمر أشارت اليه "السفير&laqascii117o; قبل أيام، وقد لعب الوزير طلال ارسلان الدور الأساسي فيها، علما بأن هذا اللقاء كان مقررا قبل أسابيع، لكنه تعطل بعدما برزت اعتراضات عليه من بعض فريق ١٤ آذار. وكانت الاتصالات قد تركزت، امس، على أفضلية عقد اللقاء مساء اليوم أو مساء الغد، لكنها حسمت انعقاده اليوم. وقال جنبلاط لـ"السفير&laqascii117o; إن اللقاء مع رعد مرتبط أساساً بالتأكيد على مناخ التهدئة بعد ما حصل في أيار، إضافة الى استعراض كل أوضاع المنطقة المختلطة، أو ما يمكن أن تسمى "الضاحية الكبرى&laqascii117o;. والهدف الأساسي هو السعي لإزالة كل الرواسب، والدخول في معالجة ما يجب أن يعالج، وبالتالي إتمام المصالحات التي جرت وحيث يجب. أما رعد فقال لـ"السفير&laqascii117o; إن اللقاء يستكمل كل الجهود التي حصلت خلال الفترة الماضية على المستوى الميداني، من أجل تكريس التهدئة السياسية والتخاطب السياسي بشكل مباشر وهادئ، وعلى الأرجح أن يكون مضمون اللقاء مقاربات سياسية فضلا عن تكريس الانجازات التي تحققت على المستوى الميداني.
وأعرب أرسلان، عن ارتياحه للقاء خلدة اليوم، وقال لـ"السفير&laqascii117o;: نحن نكمل ما بدأناه منذ أيار ،٢٠٠٨ سواء من خلال اللجان المشتركة الأمنية أو الطلابية أو الإعلامية، أو من خلال الاجتماعات السابقة بين "حزب الله&laqascii117o; والحزب التقدمي، وأنا شخصيا اعتبرت أننا بعدما أنجزنا الشق الميداني، كان لا بد من التحصين السياسي لكل ما تم تحقيقه، فمن دون ذلك، نكون وكأننا لم نفعل شيئا. هذا هو كل القصد. ومن هنا كان السعي في اتجاه الانتقال الى الشق السياسي من خلال الأبواب المفتوحة لدى الطرفين. وأضاف أرسلان أن مجرّد عقد اللقاء، هو إنجاز بحد ذاته، مع التأكيد أننا لا نسعى من خلال هذا اللقاء الى التأسيس لا الى تحالفات سياسية أو انتخابية، بل للوصول الى أرضية مشتركة لتحصين الموقف الداخلي، بالاستفادة من كل التجربة الماضية. وفي السياق نفسه، بدا الارتياح جليا في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وخصوصا بعدما بدا أن "أمنية&laqascii117o; رئيس المجلس النيابي نبيه بري في شأن تحقيق معادلة الـ"سين سين&laqascii117o; التي أطلقها كأساس لا بد منه لأي حل فعلي في لبنان، قد لاحت تباشيرها. ووردت الى عين التينة اتصالات تهنئ وتتمنى أن تلقى هذه المعادلة ترجمتها السياسية داخليا، بالـ"سين سين&laqascii117o; وأبرزها من النائب سعد الحريري والسفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة. وبحسب أجواء الرئيس بري، الذي أبلغ الرئيس نجيب ميقاتي ارتياحه البالغ حيال هذا الحدث العربي السوري السعودي، فإن سريان معادلة الـ"سين سين&laqascii117o; لا يعني أن إيجابياتها المهمة ستنحصر بلبنان فقط، بل تتخطاها الى ما أبعد، ولا سيما أن أكثر من يستفيد من المصالحة العربية العربية، والسورية والسعودية على وجه الخصوص، هما لبنان وفلسطين. إلا أن أجواء الرئيس بري، ترى أن الأولوية، أو الخطوة الملحة في هذه المرحلة وفي ظل المصالحة التي يفترض أنها تمت، هي الالتفات صوب فلسطين أولا، والسعي العربي عامة، والسعودي السوري على وجه الخصوص في اتجاه تحقيق مصالحة فلسطينية هي أكثر من مطلوبة بعد الحرب الاسرائيلية على غزة، ما يعني أن المطلوب هو ترتيب البيت الفلسطيني، والصيغ كثيرة في هذا المجال سواء عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية، أو تحقيق مصالحة حقيقية بين حركة فتح وحركة حماس، أو حتى إعادة تنظيم منظمة التحرير الفلسطينية بشكل عادل.
- صحيفة الأخبار
محمد بدير :
أعربت مصادر عسكرية إسرائيلية، أمس، عن تخوفها من سعي حركة &laqascii117o;حماس" إلى الحصول على صواريخ يبلغ مداها 75 كيلومتراً، في وقت حذر فيه رئيس حزب &laqascii117o;إسرائيل بيتنا" المتطرف، أفيغدور ليبرمان، من تحول الحركة قريباً إلى نموذج مطور على شاكلة حزب الله وامتلاكها القدرة على قصف تل أبيب وديمونا ومطار اللد.
ونقلت صحيفة &laqascii117o;معاريف" عن مصادر أمنية قولها إن &laqascii117o;الإيرانيين يحاولون في الأيام الأخيرة إدخال صواريخ من طراز فجر إلى قطاع غزة"، محذّرين من أن وجود مثل هذه الصواريخ في القطاع من شأنه أن &laqascii117o;يضع منطقة وسط إسرائيل، بما تُعد من ملايين السكان، في دائرة التهديد الصاروخي لحركة حماس".وأضافت المصادر أن الصواريخ، التي تجري محاولات تهريبها &laqascii117o;من البر والبحر" إلى القطاع، هي إيرانية الصنع ويوجد منها نوعان، مدى الأول 43 كيلومتراً والآخر 75 كيلومتراً.وأوضحت أن &laqascii117o;صاروخ فجر قادر على استهداف تل أبيب فقط في حال إطلاقه من الأماكن المفتوحة شمال القطاع، الأمر الذي يقلص فرص إطلاقه، لكنه عملياً يدخل كل منطقة الوسط في دائرة التهديد".وتعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن نحو 200 من أصل 250 نفقاً موجوداً على امتداد محور فيلادلفي قد دُمِّرَت في الغارات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة. ووفقاً لمصادر هذه المؤسسة، فإن تهريب صاروخ من طراز &laqascii117o;فجر" عبر نفق أمر معقد، إلا أن &laqascii117o;حماس" تمتلك القدرة اللازمة للقيام بذلك.وأشارت إلى أن الحركة أطلقت خلال العدوان 600 صاروخ باتجاه إسرائيل، فيما تمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير 1200 صاروخ، ما يُبقي في حوزتها، وفقاً للحسابات الإسرائيلية، نحو 1000 صاروخ.وفي السياق، نقلت صحيفة &laqascii117o;هآرتس" عن محافل في الاستخبارات الإسرائيلية قلقها من تشجيع إيران لحزب الله لتنفيذ عملية كبيرة تكون ثأراً لما ارتكبته إسرائيل في غزة.إلى ذلك، رأى رئيس حزب &laqascii117o;إسرائيل بيتنا" اليميني، أفيغدور ليبرمان، أن العدوان على قطاع غزة انتهى إلى ما انتهى إليه عدوان تموز على لبنان، أي من دون إنجازات فعلية.وقال، في مقابلة مع صحيفة &laqascii117o;هآرتس"، إن &laqascii117o;إسرائيل ستواجه عما قريب في قطاع غزة حركة حماس جديدة على نموذج حزب الله، وستكون قادرة على قصف تل أبيب وديمونا ومطار اللد".وأوضح وزير التهديدات الاستراتيجية السابق أن &laqascii117o;بطء العمليات العسكرية والحذر والأهداف غير الواضحة في الحملة العسكرية على قطاع غزة لم تعجبني". كذلك لم تعجبه النتيجة التي أفضى إليها العدوان على القطاع.وأضاف ليبرمان: &laqascii117o;بعد وقف إطلاق النار، سوف يتساءل الجميع كيف لم يتمكن أقوى جيش في العالم من التغلب على 12 ألف مقاتل فلسطيني؟"، مشيراً إلى أن ذلك سيمس بقدرة الردع الإسرائيلية وأنه حوّل &laqascii117o;حماس" إلى قوة إقليمية مهمة.ورداً على سؤال عن التهديدات الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل، قال ليبرمان إن &laqascii117o;إيران هي المصدر الأول، أولاً من طريق حركة حماس وحزب الله، وثانياً من طريق إقناع الرأي العام العالمي بأنه يمكن العالم أن يعيش من دون إسرائيل، وثالثاً من طريق البرنامج النووي والصواريخ البالستية". ورأى أن &laqascii117o;إيران النووية هي بمثابة هتلر مع سلاح نووي يهدد وجود إسرائيل".ودعا ليبرمان الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى عدم الانشغال بالشأن الفلسطيني أو السوري، بل بإيران، &laqascii117o;وفقط عندما تحل مشكلة إيران، يمكن التحدث عن المشكلة في الضفة الغربية والجولان".أما التهديد الاستراتيجي الثاني الذي تواجهه إسرائيل، على حد قوله، فهو &laqascii117o;التطرف لدى فلسطينيي الداخل"، متوقعاً &laqascii117o;انتفاضة حقيقية مدمرة من جانبهم".
- صحيفة الأخبار
واشنطن محمد سعيد :
وجّه &laqascii117o;معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" سلسلة &laqascii117o;نصائح" لأي قوة دولية قد يتم نشرها على الحدود المصرية مع قطاع غزة، مشترطاً ألا تقتصر مهمتها على المراقبة والتقرير، مع منحها صلاحية استخدام السلاح، بهدف وقف تهريب الأسلحة إلى غزة.ويُعَدّ هذا المعهد، المؤسسة الفكرية الرئيسية المتحدثّة باسم اللوبي اليهودي ـــــ الإسرائيلي في الولايات المتحدة. وبعدما عرض في تقريره &laqascii117o;دعوة طرف ثالث إلى قطاع غزة"، مهام هذا الطرف الثالث، والتي تتراوح ما بين مراقبة الحدود وتولي مسؤولية حفظ السلام، رأى معدّوه أنه &laqascii117o;لم يتم تحديد قواعد التدخل في الصراع، وهذا ما قد يجعل وجود قوة جديدة، خطراً قد يزيد من سوء الوضع في القطاع".وللتحذير من الفشل، استدلّ التقرير بتجربة القوات الدولية التي نُشرت في القطاع بموجب اتفاقية الحركة والعبور التي وضعت بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005. ويشير إلى أنه على الرغم من اقتصار مهمة هذه القوة على المراقبة في حينها، فإنها &laqascii117o;واجهت مصاعب لا تقارن مع المشاكل التي من المتوقع أن تتعرض لها القوة الدولية التي ستحضر بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار في المعركة الحالية".وعدّد التقرير نوعية هذه المشاكل، وأهمها أن مهمة المراقبين الأوروبيين &laqascii117o;اقتصرت على المراقبة، ولم يكن المراقبون مسؤولين عن ضبط البضائع الداخلة عبر الحدود ولم تتعدّ سلطتهم حواجز المرور على المعبر".وعن متطلبات القوة الدولية في القطاع، دعا المعهد إلى أن تكون &laqascii117o;مفوّضة بوقف عمليات التهريب من معبر كرم أبو سالم إلى البحر، منعاً لإعادة تسليح حماس". وللتمكن من إثبات فعاليتها، لفت إلى ضرورة أن توسع جهودها في مكافحة عمليات التهريب &laqascii117o;إلى داخل الأراضي المصرية أو غزة أو كليهما"، وهو ما قد يزيد من تعقيد علاقة القوة مع هذين الطرفين، بحسب ما جاء في الوثيقة.معطيات دفعت معدّي النص إلى حثّ تل أبيب على التوصل إلى اتفاقية ثنائية مع مصر، &laqascii117o;حيث إن استدعاء طرف ثالث للقيام بما هو أكثر من وقف عمليات التهريب وإطلاق الصواريخ، سيكون أمراً أكثر تعقيداً من العمل مع مصر". ورأى المعهد أن نجاح القوة الدولية في وقف &laqascii117o;عمليات التهريب"، مشروط بالمتطلبات الآتية:أولاً، إعطاء القوة الجديدة السلطة الكاملة على كامل المساحة البرية والبحرية التي تلزمها لإقامة منشآتها ومزاولة عملياتها. وقد تمتد هذه المساحة على جانبي الحدود.ثانياً، يجب أن تتضمن قواعد التدخل في الصراع شروطاً ملائمة لاستعمال السلاح، إما لمكافحة ما يهدد الأمن والسلام، أو للدفاع عن النفس.ويبدو أن مذكرة التفاهم الأمني، التي وقّعتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في واشنطن يوم الجمعة الماضي، تتناغم مع ما يطرحه معهد اللوبي الإسرائيلي. ففي بنود التقرير، ما حرفيته أنه &laqascii117o;نظراً إلى حتمية الطابع الدولي للقوة الائتلافية التي سيتم وضعها، من غير المرجح أن تتمتع كل الأطراف المشاركة في القوة، بالحزم السياسي والخبرة العسكرية اللازمة لهذا النوع من العمليات". ويوضح التقرير أنّ &laqascii117o;الدول التي لا يمكنها توفير جنود يتمتعون بالكفاءة المطلوبة، يجب ألا يتم إشراكهم في إنشاء القوة الدولية، حيث ينبغي أن يكون قائد الفريق وطاقمه ضليعين بعمليات حفظ السلام، وأن يضم الفريق مستشارين سياسيين رفيعي المستوى من كل من الولايات المتحدة وحلف شمالي الأطلسي".وتشدّد التوصيات على &laqascii117o;حاجة القوة الدولية إلى الدعم الاستخباري الأميركي"، لافتة انتباه قادة الدولة العبرية إلى التفاصيل، مثل عدم الاعتماد على المترجمين المحليين، لأن ذلك &laqascii117o;سيفتح الباب أمام العملاء".في المقابل، يشير التقرير إلى أن وجهة نظر سلطة محمود عباس، تقوم على أن القوة ستحول دون حصول عملية إسرائيلية عسكرية مستقبلية على محور معبر رفح، كذلك فإنها ستعيد عناصر أمنها إلى القطاع.ولا يتردّد المعهد في إبداء سروره من أن القوة الدولية &laqascii117o;بعلاقتها الدبلوماسية والسياسية مع الطرفين، قد تمنح الولايات المتحدة وحلفاءها نوعاً من السيطرة على الأحداث، وربما القدرة على التحكم بالوقائع على الأرض".
- صحيفة الأخبار
بسام طيارة باريس :
أكد وزير الخارجية الفرنسية، برنار كوشنير، أمام مجلس النواب الفرنسي أمس، أن بلاده ستحاور &laqascii117o;حماس" عندما تعلن الحركة الإسلامية الفلسطينية موافقتها على عملية السلام، معبراً عن تضامنه مع دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى تأليف حكومة وحدة وطنية تضم أعضاء من حركتي &laqascii117o;فتح" و&laqascii117o;حماس".ورداً على سؤال لأحد النواب، قال كوشنير &laqascii117o;لن نواصل فقط تشجيع رفع الحصار، بل الضغط باتجاه رفعه"، لأنه &laqascii117o;من دون رفع الحصار عن غزة، سوف يتكرر ما حدث". وتابع &laqascii117o;في رأينا، وقد تيقّنّا من ذلك منذ فترة طويلة، أن حماس هي أحد أطراف الحوار". وأضاف &laqascii117o;نعتقد أنه ينبغي التحاور معهم عندما يوافقون على عملية السلام، عندما يقبلون بالانخراط في المفاوضات".وأضاف كوشنير، متحدثاً عن الجهود الفرنسية للتوصل إلى وقف المعارك في غزة، &laqascii117o;لكن كان لدينا وسطاء للحوار مع حماس"، وخصوصاً مصر. وتابع &laqascii117o;والخيار الكبير الذي اتخذناه كان بانتقاء مصر محاوراً، لقدرتها على محاورة السلطة الفلسطينية وحماس". وأعرب عن أمله في &laqascii117o;أن يتم تفعيل جهود التوحيد بين المعسكرين الفلسطينيين".وقبيل حديث كوشنير، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا مستعدة لمحاورة حكومة فلسطينية تضم أعضاء من &laqascii117o;حماس" إذا وافقت على المشاركة في عملية السلام مع إسرائيل. وشدد المتحدث إيريك شوفالييه على وجوب &laqascii117o;إطلاق آلية مفاوضات يدعمها المجتمع الدولي لقيام دولة فلسطينية". وقال إن &laqascii117o;مؤتمراً دولياً سينظم قريباً".ورداً على سؤال لـ&laqascii117o;الأخبار"، قال شوفالييه إن باريس تعمل على تنظيم المؤتمر الدولي، من دون أن يتطرق إلى موضوع &laqascii117o;استبعاد حماس".ورأى شوفالييه في الوقت نفسه أن المبادرة العربية &laqascii117o;لا تزال عاملاً أساسياً لإحلال السلام الشامل في المنطقة". ووصف الوثيقة بأنها &laqascii117o;من الوثائق المهمة ضمن المؤتمر المزمع عقده".
وبالتزامن مع ذلك، كشف أحد الدبلوماسيين عن أن الأوروبيين، وفي مقدمهم الفرنسيون، أدركوا أن &laqascii117o;حماس باتت عنصراً لا يمكن تجاوزه في أي معادلة جديدة"، وبالتالي فإن &laqascii117o;تصحيح الخطأ الذي دفعهم قبل سنتين إلى مقاطعتها" بات أمراً فرضته وقائع الأمور. ولا يتردد الدبلوماسي من مقارنة وضع &laqascii117o;حماس" بحزب الله والتطرق إلى &laqascii117o;الديناميكية الأوروبية"، التي تسعى إلى &laqascii117o;دفع حماس باتجاه العمل السياسي" كما حصل مباشرة بعد حرب تموز. ونفى الدبلوماسي الرفيع المستوى أي مسعى &laqascii117o;لامتصاص انتصار حماس"، لكنه لا يتردد في القول إن &laqascii117o;أي انتصار على الساحة يجب ترجمته سياسياً".
ـ صحيفة الأخبار
طهران ــ محمد شمص :
أعلن وزير خارجية إيران، منوشهر متكي، أنه مع &laqascii117o;انتصار حماس" في غزة &laqascii117o;بدأت ولادة الشرق الأوسط الجديد المقاوم والشاب، وتحطّم مشروع الشرق الأوسط الأميركي"، واصفاً انتصار غزة بأنه &laqascii117o;أعظم من انتصار تموز في لبنان". ودعا إلی المساهمة بقوة في إعادة إعمار القطاع، وأن تحوّل المساعدات إلی الجهة المعنية، في إشارة منه إلی حكومة &laqascii117o;حماس".أما ممثّل المرشد الأعلی للثورة في مجلس الأمن القومي الإيراني حسن روحاني، فأکد أن &laqascii117o;حرب غزة وحرب لبنان عام 2006 غيّرتا معادلات الشرق الأوسط، وتعدّان حدثاً فريداً من نوعه في تاريخ المنطقة"، مشيراً إلى أن &laqascii117o;موقع حماس اليوم قد ارتقى إلی المستوی العالمي والمعادلات الدولية".كذلك اعتبر رئيس مجلس الشوری الإيراني علي لاريجاني &laqascii117o;انتصار غزة، رغم الضغوط الکبيرة والفتن، بداية مرحلة جديدة في تحوّلات المنطقة وتطوراتها".ونظّمت طهران، أمس، مهرجاناً حاشداً للاحتفال بـ&laqascii117o;النصر الكبير فی غزة"، شارك فيه عشرات الآلاف من الطلاب، بالإضافة إلى سفراء کلّ من قطر وفنزويلا وسوريا وممثّلين عن بوليفيا وموريتانيا، وحركتي &laqascii117o;حماس" و&laqascii117o;الجهاد الإسلامي"، وحزب الله. وبعد المهرجان، انطلق المتجمّعون في تظاهرة ضخمة نحو مقر السفارة الأميركية السابق في طهران، رافعين شعارات الموت لأميركا وإسرائيل والرئيس المصري حسني مبارك.في هذه الأثناء، أكدت طهران أنها تتابع بجدية كبيرة محاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب في المحاكم الدولية. وأضاف بيان لمستشارية الرئاسة في الشؤون الدولية أن مسؤولي السلطة القضائية، بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي، يعملون علی إنشاء المحکمة الدولية التي ستقاضي المسؤولين الإسرائيليين علی جرائمهم في غزة.
- صحيفة الديار
حسن سلامة :
ما هي النتائج التي افرزها فشل اسرائيل في حرب حماس والمقاومة داخل القطاع؟ تؤكد المصادر ان النتيجة الاولى لهذه الحرب هي سقوط محاولة اخراج معادلة المقاومة من الصراع مع اسرائيل، وهذا سيقود لاحقا الى اضطرار ادارة الرئيس الاميركي الجديد للتفاوض مع سوريا وايران (واطراف المقاومة ولو بصورة غير مباشرة) وفق السقف العالي الذي حدده تقرير بايكر - هاملتون، والامر الاخر الذي اسقطته الحرب هو ما حاول البعض اللعب عليه لاثارة الرأي العام ضد المقاومة ومضمونه ان مقاومة &laqascii117o;حماس" تستند الى الدور الايراني والبعد الشيعي لحزب الله بحيث اصبح الوضع الفلسطيني امام مقاومة ذات بعد سني، والاهم في ذلك انها الطليعة للاخوان المسلمين الذين دخلت عليهم تغييرات بنيوية تتلاءم مع مشروع حماس، وبالتالي خرج الشارع السني من محاولة وضعه بين خيار الذين يمثلون المشروع الاميركي وخيار &laqascii117o;القاعدة" واسامة بن لادن، مما يعني وضع السنة امام خيار ثالث هو خيار الاسلام المقاوم وغير المتطرف.وتعتقد المصادر ان ما شهدته قمة الكويت من مصالحة عربية - عربية وفق المقاربة التي حصلت من خلالها هذه المصالحة ليست بعيدة عن الخيار الثالث الذي بدأ بالتبلور داخل السنة ولو اتخذ اشكالا مختلفة، وهو يساعد في الوقت نفسه في دفع ادارة الرئيس اوباما نحو اعتماد تقرير بايكر - هاملتون الذي ينظر بالحد الأدنى للحقوق العربية في الصراع مع اسرائيل.
- صحيفة الأخبار
فداء عيتاني :
هناك قلق مقيم من ملف السلفية الجهادية. ومع الحرب على غزة وما تلاها، تفاقم هذا القلق لدى البعض. فتنظيم القاعدة الدولي لا يزال حاضراً، ولو رأى الأميركيون أنه استنزف أهدافه، وأن سياسة تجفيف المنابع المالية للتنظيم قد آتت ثمارها، إلا أن خطابات الشيخ أسامة والدكتور أيمن تشير إلى معطيات أخرى
في لبنان، كان هناك تلويح دائم بتصاعد وتيرة عمل السلفية الجهادية، سواء أكانت قاعدية أم مقرّبة من التنظيم الدولي، ومتبنّية لأفكاره وأساليب عمله أم سلفية ـــــ شبه جهادية ـــــ متحالفة مع تيار المستقبل. وكان ثمة من يبدي قلقه أمام من يرغب في الاستماع من أن &laqascii117o;التصعيد السعودي، وخاصة خلال معارك غزة، بوجه سوريا وقطر، قد يزيد الدور الذي سيعطى للجهاديين في المرحلة المقبلة، علماً بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة انتخابات وصراع نفوذ جدّي على من سيحكم لبنان".هذه النظرة كانت تعني أن التيار السلفي سيكون محطّ أنظار من يودّ التوتير، سياسياً أو أمنياً، وأن تعاوناً كبيراً سيحصل ما بقي الصراع على السلطة. وأما إذا أمكن التوصل إلى توافقات سعودية ـــــ سورية فإن &laqascii117o;السلفية الجهادية وغير الجهادية في لبنان والمنطقة ستعلّب في صناديق وتوضع في الثلاجة إلى حين"، بحسب تعبير من يراقب عن كثب مجرى التطورات على الجبهات الجهادية.
لم تحرك القوى الجهادية ساكناً خلال معركة غزة، بل لم تنطق بحرف تقريباً. كان الأسبوع الأول قاسياً على القطاع، وكانت النيران تحرق الفلسطينيين، المقاومين والمدنيين، ومع هذا صدر بيان واحد لأحد القادة في القاعدة في المغرب العربي، يتحسّر على المسافة والحدود التي تفصل القاعدة عن القطاع.
في 28 كانون الأول من العام الماضي، أي اليوم التالي على حرب غزة، أصدر أبو محمد المقدسي رسالته &laqascii117o;حماس: صحّحوا الأساس واخشوا الله ولا تخشوا الناس"، التي يهاجم فيها حماس بعنف، ويقول: &laqascii117o;العجب كل العجب من قيادة حماس التي ترفع اسم الدين وتتمسّح به، فيما تستحي من تحكيمه واتخاذه منهج حياة، وتستحي من أن تُنسب أو تُشبه بمن حكّموا شرائعه كالطالبان، ولا تستحي في مقابل ذلك من قتل الموحّدين والمجاهدين غير المتحزّبين تحت رايتها المشوّهة بمبررات سمجة سخيفة، كما لا تتحرّج من مدح الروافض وأحزابهم بل ومن الثناء على كثير من الأنظمة العلمانية المتآمرة على الإسلام وأهله، ومدح طواغيتها الذين باعوا الشرع والعرض والأرض".
في هذا الهجوم أوّلاً حملة على الديموقراطية التي أوصلت حماس إلى السلطة، وعلى التعاون مع سوريا ومع حزب الله خاصة، الذي يأتي ذكره هنا كما في كل أدبيات القاعدة بصفته &laqascii117o;الروافض وأحزابهم"، وإشارات إلى اشتباكات حماس مع عدد من القوى السلفية في القطاع، كذلك في عدم التزامها منهج السلفية.ويضيف الكاتب أبو محمد المقدسي: &laqascii117o;وقد يقال إن هذا ليس وقت أمثال هذا الكلام وليس الأوان أوان مناصحة ومكاشفة أو إنكار وعتاب، فشلال الدم لا ينفعه أو توقفه الكلمات! فنقول: بل أوان مثل هذا هو كل أوان، وتركه هو مركب الخذلان وسبب رئيسي من أسباب تسلّط الأعداء ونزول البلاء ونزف الدماء".ليخلص إلى القول: &laqascii117o;ولذلك فنحن نقولها بصراحة وألم: إننا لا نعوّل على حماس في نصر ديننا أو شعبنا، ولا نعقد على شعاراتها وحماسها الآمال ما دامت مصرّة لم تَتُب ولم تتخلَّ عن هذه الانحرافات".
- صحيفة الديار
محمد بلوط :
المعلومات التي تلقتها مراجع لبنانية مطلعة من قمة دمشق عشية صدور البيان الختامي افادت بأن الجانب المصري كان المتشدد في وجه تبني بعض بنود مقررات الدوحة، وانه كان متوترا بعض الشيء.وفي كل الأحوال فان مشهد المصالحة بين العرب &laqascii117o;المعتدلين" والعرب &laqascii117o;الممانعين" ترك ارتياحا في الاوساط السياسية والشعبية العربية ومنها لبنان الذي يعتبر المستفيد الاول من هذه المصالحة اذا ما سارت في مسارها الصحيح.وعلى حدّ قول الرئيس نبيه بري صاحب نظرية الـ &laqascii117o;س ـ س" الشهيرة (العلاقات السورية ـ السعودية) فان اكثر المستفيدين من هذه المصالحة هما لبنان وفلسطين لأنهما أكثر المتضررين من الخلاف العربي ـ العربي.ولم يخف رئيس المجلس ارتياحه لهذه المصالحة الذي تابعها بكل دقة ليس من خلال وسائل الاعلام فحسب، بل ايضاً من خلال الاتصالات التي اجراها مع الكويت فور توارد الانباء عن المصالحة، وقد شجع على إزالة كل ما من شأنه ان يخلق عثرات في وجه اتمام المصالحة او في طريق تحقيق نتائج عملية منها.ويقول رئيس المجلس أمام زواره ان ما جرى يعتبر حدثاً مهماً للغاية، مذكرا بنظريته اي نظرية اهمية التقارب والمصالحة السعودية ـ السورية على لبنان وفلسطين.وبدا ايضا متحمساً لترجمة هذه المصالحة بخطوات لاحقة، متلقيا التهاني من زواره الذين حرصوا على التذكير بانه اول من نادى ودعا الى هذا الأمر.
ولا يخفي الرئيس بري حذره لأن أجواء المصالحة لم تنعكس كليا في البيان الختامي لقمة الكويت، ملاحظا انه جرى اختيار صيغة لتخطي بعض الخلافات وتركها للمرحلة المقبلة.
(...) وفي رأي مصدر نيابي في &laqascii117o;حزب الله" ان المصالحة جيدة وأمر مرحب به ويمكن ان تساهم في كثير من الايجابية على العرب اذا ما اقترنت ببرنامج واضح يعبر عن اماني الشعب العربي وقضاياه.ولا يستبعد ان تساهم ايضا في زيادة تعزيز العلاقات السورية ـ اللبنانية، مشيراً الى أن هذه المصالحة تنعكس على لبنان وعلى العرب جميعا، ويقول &laqascii117o;في كل الاحوال فان المصالحة خير من النزاع".هل ستؤثر المصالحة السعودية ـ السورية على خريطة التحالفات الانتخابية في لبنان؟ يجيب المصدر &laqascii117o;من المبكر الحديث في هذا الموضوع، لكنه يستدرك قائلا &laqascii117o;أن التحالفات الان معروفة لا سيما لجهة التحالف بين أطراف المعارضة".اما بالنسبة لفريق 14 آذار فيقول &laqascii117o;أن عليهم ان يعيدوا النظر في رهاناتهم خصوصا في ضوء نتائج حرب غزة التي اكدت انتصار المقاومة كما أكدت في وقت سابق حرب تموز.وان المطلوب من الجميع التمسك بالخط الوطني المقاوم".
- صحيفة الأخبار
أنطوان سعد :
تطرح الأوساط المسيحية أكثر من علامة استفهام حول تأثير مواقف الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت. وتبدي هذه الأوساط خشيتها من فقدان الأطراف المسيحية للواقعية في التعاطي مع الأحداث، ما قد يعرضها لكثير من الأخطار في المراحل التي تشهد تبدلات جذرية في المعطيات الدولية والإقليمية، كتلك التي تمر بها منطقة الشرق الأدنى في هذه الفترة. فغالبية القوى السياسية المسيحية تضفي طابعاً دوغمائياً ساذجاً على تحالفاتها، وتُسبِغُ عليها خلفيات وأهدافاً ومشاريع ذات أبعاد مصيرية كبرى تتعلق بمستقبل المسيحيين في لبنان ودول الجوار، فيما القوى السياسية غير المسيحية تتعاطى مع الأحداث والتطورات بواقعية انطلاقاً من مصالحها الآنية، والمتوسطة والبعيدة المدى، بغض النظر عن العواطف والأحقاد والاعتبارات المعنوية. وقد حدث في الأسابيع والأيام الماضية ما يؤكد هذه النظرية لدى الجبهتين المتنازعين.
خلال شهر كانون الأول الماضي، زار بعض القيادات المسيحية البارزة في تحالف الأكثرية النيابية، واشنطن للمشاركة في منتدى سياسي. وعلى هامشه، التقوا عدداً من المسؤولين الأميركيين الديموقراطيين، من بينهم وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس بيل كلينتون مادلين أولبرايت، ومارتين إنديك، وغيرهما ممن يُتوقع أن يكون لهم دور في عهد الرئيس باراك أوباما. وكان الهدف خلق قنوات اتصال مع الإدارة الأميركية الجديدة بدل القناة التي أقفلت برحيل إدارة الرئيس جورج بوش. غير أن اللقاء، بحسب مصادر أميركية، لم يكن ناجحاً على الإطلاق، لأن المسؤولين الأميركيين صُدموا بالطروحات التي سمعوها، ولا سيما تلك المتعلقة بواجب الولايات المتحدة الإلزامي بمساعدة لبنان، وتقديم الحماية له، وعدم السماح لدول المنطقة بالتعرض له. وقد خرج هؤلاء من الاجتماع بانطباع أن اللبنانيين، عموماً، لا يزالون مفتقرين إلى الواقعية.
المثل الثاني، موقف المتظاهرين، ومن بينهم مناصرو حزب الله، المشاركين في التظاهرة التي نظّموها أمام السفارة الأميركية يوم سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى الدوحة، والهتافات التي أُطلقت. فرغم أداء هذا الأخير المراعي للمقاومة، في قيادة الجيش، طوال تسع سنوات، وفي رئاسة الجمهورية، خلال ثمانية أشهر، كان يكفي أن يظهر تردده أمام فكرة الدخول في تحدٍّ مع دول عربية كبيرة، مثل مصر والسعودية، من خلال المشاركة في قمة الدوحة، حتى يُصبح من المبرر توجيه الانتقاد المباشر له. وكان هذا الأمر أيضاً من نصيب سلفه الرئيس إميل لحود الذي أمضى ثمانية عشر عاماً في الدفاع عن المقاومة، ولكن عندما تباينت المصالح، تخلى عنه حزب الله، وتجاهل رسالته المتعلقة بقانون الانتخاب التي وجهها إلى مجلس النواب، وانتقده علناً، ودخل في تحالف مع خصومه الذين كانوا، ولا يزالون، يناصبون الرئيس السابق للجمهورية العداء. ولم يكن في الأمر أي شيء شخصي، لأن العلاقة القوية التي تربط هذا الأخير بحزب الله، لا تزال قائمة، والتقدير المتبادل حقيقي، لكن كان هناك، بكل بساطة، تباين في المصالح.
قد يكون مبرراً للقيادات السياسية المسيحية أن تسرّ لمحازبيها، بأن ما تعقده من تحالفات مصيرية، هو لدواعٍ تعبوية، لكن ليس مبرراً لها أن تكون هي مُضلّلة، وكذلك كوادرها الأساسية، أو أن تُخوّن الأطراف الآخرين، أو أن تمسّ بالمسلمات الأساسية التي يقوم عليها الكيان اللبناني، وفي مقدمها الحرية، والعيش المشترك ومقتضياته التوافقية، وقيام دولة الحق والمؤسسات.
- صحيفة الأخبار
غسان سعود :
مع انتقال باراك حسين أوباما إلى البيت الأبيض، تتجه الأنظار إلى وزارة الخارجيّة الأميركيّة التي يفترض أن تواكب الرئيس الجديد بتغييرات سيتأثر لبنان كعادته برياحها. ويؤكد سفير لبنان السابق في واشنطن عبد الله بو حبيب أن الملف اللبناني سيبقى محط اهتمام الأميركيين، نظراً إلى وجود ملفين أساسيين في مقاربة الولايات المتحدة للمنطقة، هما المحكمة الدولية والانتخابات النيابيّة اللبنانيّة، آخذاً في الاعتبار بحث الخارجية الأميركية عن طبخة جديدة تعيد بلورة الدور الأميركي في لبنان، بعد أن انتهت صلاحية &laqascii117o;ثورة الأرز" ولم يعد يمكن بيعها. وبحسب بو حبيب، فإن لبنان وحتى العراق سيعودان مجرد عنوانين يتفرعان من القضية الأساس فلسطين، وإذا حُلّت تلك القضية، تحلّ الملفات العالقة في لبنان (التوطين، سلاح حزب الله، وغيرهما) لا العكس. دون أن يعني ذلك بيع لبنان من سوريا كما يخشى بعضهم. وفي هذا السياق، يتردد في أروقة الدبلوماسية اللبنانيّة أن النائبة نايلة معوض كانت، خلال حفل في سفارة لبنان في واشنطن أقيم أخيراً، تتحدث عن ضرورة عدم ترك لبنان ضحية للرياح الإقليميّة، وتكثيف الاهتمام بالملف اللبناني، الأمر الذي دفع السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان إلى مقاطعتها، مؤكداً أن إدارته قدمت لثورة الأرز ما لم تقدمه يوماً لمجموعة سياسيّة، لكن عدم استفادة معوض وزملائها من هذا الدعم والبناء عليه ليس مسؤولية الإدارة المقبلة التي لن تقبل أن تسمع، كما أظهر فيلتمان في رد فعله، شكوى بعض اللبنانيين من عدم اهتمام الأميركيين بهم كما يريدون. من جهة أخرى، تؤكد مصادر دبلوماسيّة أن الأميركيين يركزون في معظم مداولاتهم في لبنان على كيفية استعادة ودّ المسيحيين، وهم يعجزون عن فهم الانعطاف الكبير في المزاج المسيحي، وتتراكم عندهم إحصاءات تتحدث عن ثبات التفاف مسيحي كبير حول العماد عون رغم خياراته السياسية التي يصنّفها دبلوماسيّو عوكر ضمن خانة &laqascii117o;الإرهاب". وفي رأي أحد المتتبعين، فإن العوكريين، بعدما فشلوا في حصار حزب الله عسكرياً وسياسياً، وبعدما فشلت محاولاتهم لإقناع عون بالانضمام إلى معسكرهم، يركزون جهودهم لضرب الحالة العونيّة، وإعادة استيعاب المسيحيين المرددين بوسائل مختلفة أنّ ثمّة وهماً أميركياً لا حلماً أميركياً، متبنّين مبدأ الاندماج في محيطهم بدل التعويل على حمايات أميركية وفرنسيّة تبقى تحت رحمة المصالح.
وهم، على ما يقول دبلوماسي أميركي شاب، يعملون على ثلاثة مستويات لإعادة استيعاب المسيحيين:1ـــــ توفير دعم شكلي ومادي لرئيس الجمهوريّة وقائد الجيش بصفتهما مارونيي السلطة في لبنان. ولن يتردد الرئيس الأميركي الجديد في تكريم نظيره اللبناني باستقبال يوازي في رمزيته استقبال الرئيس السوري بشار الأسد للعماد عون. وكانت السفارة الأميركية في لبنان تتطلع بحماسة لتقديم الولايات المتحدة إلى الجيش اللبناني عشرات طائرات الهليكوبتر إضافة إلى مناظير ليليّة في شهر نيسان المقبل، لعل خطوة كهذه تؤثر في الانتخابات النيابيّة.2ـــــ الضغط على أصدقائهم المحتفظين بعلاقات طيبة مع العماد عون، وبعض هؤلاء يسعون للترشح على لوائح عون. ويواجه الأميركيون هنا معضلة أصعب من إقناعهم المسيحيين بزعامة سليمان بدل زعامة عون. إذ يبدو اقتناع أصدقاء أميركا بسياسة عون محرجاً للإدارة الأميركية لا العكس. مع العلم أن فريق عمل عون يضم خبراء متعمّقين في دراسة سياسات الولايات المتحدة. ويذكر أن بعض أصحاب المصالح في الولايات المتحدة، القريبين من عون، يحاولون التوفيق بين خياراتهم السياسيّة والديمقراطية الأميركيّة المطعّمة بلوائح دعم الإرهاب، وتجربة أحد أهم اللبنانيين الذي منع من دخول الولايات المتحدة ستة أشهر لدعمه جمعية قريبة من حزب الله لا تزال حاضرة. 3ـــــ إحاطة الانتخابات النيابيّة المقبلة بمتابعة تشمل كل التفاصيل دون استثناء، ودعم خصوم عون بكل ما يلزمهم من حاجات تقنيّة ومعنويّة يمكن أن تؤثر في الرأي العام.
من جهة أخرى، يرفض أستاذ العلاقات الدولية على مدى ثمانية عشر عاماً في الجامعة الأميركية في بيروت، النائب فريد الخازن، الخوض في ما تقوم أو تنوي أن تقوم به السفارة الأميركيّة في بيروت عشية الانتخابات النيابيّة. ويكتفي بقراءة العناوين العريضة، تاركاً للقراء أن يلبننوها. ويقول الخازن إن الإدارة الأميركية الجديدة تستفيد من عدم حملها عبء تركة الإدارة السابقة، وهكذا تستطيع بسهولة أن تتبرأ من إرث بوش. وهي طبعاً ستركز على الملف الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي بعدما أهملت الإدارة السابقة هذا الملف طوال ثمانية أعوام، إذ لم يعد في استطاعة أية إدارة، بعد انفجار غزّة، أن تتصرف كأن هذا الملف غير موجود. وتستفيد هنا الخارجيّة الأميركيّة من إبداء السوريين والإسرائيليين، قبل انفجار غزة، رغبتهما في حل المشاكل العالقة بينهما، إضافة إلى اقتناع الإسرائيليين بعد غزّة، كما يفترض، بأن الحل لن يكون عسكرياً. ويعتقد الخازن أن الانفراج في أي ملف سينعكس إيجاباً على الملف اللبناني، &laqascii117o;مع العلم أن لا عودة بالملف اللبناني إلى الوراء رغم التراجع المؤقت في الاهتمام".
ـ السفير سليم الحص: آخـر الحـروب الإسـرائيليـة؟
وإذا كانت إسرائيل تتصرّف بدافِع غطرسة التفوّق والقوّة في تعاطيها مع الجوار العربي، فقد تزعزع هذا الرِهان في الحرب على لبنان في عام ،٢٠٠٦ وتقوّض نهائياً في الحرب على غزة في عام .٢٠٠٩ وذلك بفضل المقاومة في الحالتين. لعلنا لا نغالي إذ نقول إن إسرائيل لن تجرؤ بعد اليوم على شنّ حروب جديدة على الجوار العربي، ولكن الشعب الفلسطيني في غزّة أو الضفة الغربية يبقى مُعرّضاً لاعتداءات الصهاينة وانتهاكاتهم بلا حدود. ويبقى السؤال: كيف يجب أن يكون الردّ العربي في تلك الأحوال؟ هل ستكون المقاومة العربية هي الردّ؟
- صحيفة السفير
حلمي موسى:
أوباما وإسرائيل واحتمالات التغيير في المنطقة
طغى تسلم باراك أوباما الرئاسة الأميركية أمس على الصحف الإسرائيلية وتغطياتها للحرب على غزة. وقد أشار ايتمار رابينوبتش الذي شغل منصب السفير الاسرائيلي لدى الولايات المتحدة إلى أنه "لا ريب أن انهاء الحملة في غزة يسهل جدا على اوباما تسلم مهام منصبه. آمل أن يكون أوضح له ان احد الاعتبارات في اسرائيل لانهاء الحملة كان وقف النار قبل اداء اليمين القانونية. آمل أن يقدر هذه البادرة الطيبة&laqascii117o;. كما أن السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن داني أيالون يؤكد أن وقف حملة "الرصاص المسكوب&laqascii117o; في غزة استقبلت بتنفس للصعداء في اوساط رجال اوباما. ومع ذلك فإن المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس&laqascii117o; عاموس هارئيل يرى أن "الانسحاب السريع يأتي كجزء من تفاهمات بين اسرائيل ومصر. كما أن حماس كانت على علم، كجزء من محادثاتها مع المصريين، بان الجيش الاسرائيلي يعتزم الانسحاب في غضون وقت قصير من كل المواقع التي استولى عليها. ويبقي الجيش الاسرائيلي قوات نظامية كبيرة على مقربة من القطاع على سبيل التهديد&laqascii117o;. وفي كل الأحوال فإن المعلقين الإسرائيليين أسهبوا في الحديث عن التغيير الذي يمكن أن يجلبه أوباما إلى السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. ولكن ثمة حاجة لتقدير المصلحة الإسرائيلية في السلام. وفي ذلك ينقسم الإسرائيليون بين من يعتقد أنه لا مخرج لإسرائيل من دائرة الصراع، وخصوصا بعد حرب غزة، سوى بالتوجه نحو التسوية. وفي الأيام الأخيرة أكثر أدباء وسياسيون ومعلقون من الدعوة حتى للحديث مع حماس.
- صحيفة السفير
مارلين خليفة:
المعارضة المسيحية: صمود "حماس&laqascii117o; يعزز موقع "حزب الله&laqascii117o; واستراتيجيته الدفاعية
المعارضة اللبنانية المسيحية الممثلة بـ"التيار الوطني الحرّ&laqascii117o; وتيار "المردة&laqascii117o; و"اللقاء الوطني المسيحي&laqascii117o;، لها تقييمها الإيجابي المشترك لما حدث في غزة، ويتحدث أركانها عن نصر مزدوج عسكرياً وسياسياً لـ"حماس&laqascii117o; وحلفائها في لبنان. ويعتبر عضو "اللقاء الوطني المسيحي&laqascii117o; كريم بقرادوني، أنّ ما حدث في غزّة هو "تأكيد لأصحاب نظرية المقاومة في مواجهة إسرائيل، وتداعيات هذا التأكيد ستتمثل في حسم موضوع السياسة الدفاعية اللبنانية في اتجاه التنسيق ما بين الجيش اللبناني والمقاومة، وهي تؤكد على أنّ إسرائيل لا تستطيع أن تتغلب على المقاومة وبالتالي تعزز موقع "حزب الله&laqascii117o; في لبنان، وأيضا طرح ورقة العماد ميشال عون حول السياسة الدفاعية&laqascii117o;. يضيف بقرادوني: الحوار حول السياسة الدفاعية سيصبح أمراً قائماً، وستثبت شرعية سلاح الجيش اللبناني و"حزب الله&laqascii117o; على الأرض. و أنّ ما حدث في غزة هو "إيجابي سياسياً ويصبّ في صالح المعارضة الوطنية&laqascii117o;.
وبرأي القيادي في "التيار الوطني الحرّ&laqascii117o; سيمون أبي رميا أنه من خصائص المرحلة المقبلة: وقف الرهانات على مشاريع إسرائيلية والاستقواء بالخارج ضّد شركاء في الوطن، وعلى حساب مبادئ العدالة في مواضيع حساسة مثل القضية الفلسطينية والاستراتيجية الدفاعية. فبعد صمود "حماس&laqascii117o;، لا شك بأن عدم انتصار إسرائيل يؤكد على صوابية خيار المقاومة الشعبية، وبالتالي أصبح مفهوماً لدى الجميع بأن الاستراتيجية الدفاعية لا يمكن أن ترتكز على إلغاء المقاومة، وكل ما نطمح إليه هو إيجاد الأطر المناسبة من أجل خلق حالة تواصل بين السلطة المركزية والمقاومة، وأن يكون ثمة تكامل بينهما.
منسّق الشؤون السياسية في تيار المردة يوسف سعادة، اعتبر ان انتصار المقاومة يدعم الخيار السياسي للمعارضة اللبنانية، التي طالما اكدت أنه لا يمكن مواجهة إسرائيل بالقرارات الدولية فحسب، بل يجب إيجاد قوة تقاومها. وعمّا يمكن أن يكون لحرب غزة من انعكاسات على الحوار اللبناني بالنسبة الى الاستراتيجية الدفاعية، قال: أي نقاش في هذا الموضوع سيأخذ في الاعتبار أن ثمة قوة هي إسرائيل يمكن أن تنفذ اعتداءً على لبنان بسبب أو من دون سبب، ومن المفترض أن تواجه بالشكل المناسب.
- صحيفة السفير
عمّار نعمة:
قيادات سنيّة تقيّم التحركات وآفاق المرحلة: دعم إسلامي شامل للمقاومة مقابل التقاعس
"السفير&laqascii117o; استطلعت آراء بعض القوى في الشارع السني، حيال ما قُدم الى غزة خلال العدوان وما يمكن تقديمه في المرحلة المقبلة، وقد أجمعت الآراء على اهمية تقديم الدعم الى المقاومة في غزة، مهما كانت الظروف. وبينما يتحدث البعض عن وحدة في الموقف لدى مختلف القوى السنية في لبنان حيال تلك الأحداث، يتهم الوزير السابق عبد الرحيم مراد "الفريق الآخر&laqascii117o; بـ"التلكؤ&laqascii117o; في دعم المقاومة في المرحلة الاولى للعدوان، ولكن هذا الفريق حاول ان "يلحّق نفسه&laqascii117o; في المراحل التالية للحرب. ويقول على هذا الصعيد: كان من المؤسف أن يكرر هذا الفريق الخطأ الذي وقع فيه خلال عدوان تموز عام ،٢٠٠٦ اذ ان موقفه لم يتغير في العدوان على غزة هذه المرة أيضاً!
ويعترض نائب الامين العام ابراهيم المصري، على اعتبار ان "الجمهور السني&laqascii117o; هو الذي تحرك في لبنان خلال العدوان، ويحصر التحركات التضامنية مع غزة في "الشارع الإسلامي&laqascii117o; بدلاً من "السني&laqascii117o;. ويشير في هذا الاطار، الى ان الشارع الاسلامي، سنة وشيعة، قد تحرك في لبنان، "واذا نظرنا نظرة شاملة الى العالم الاسلامي، نجد ان الجمهور الاسلامي شكل عماد الهتافات لغزة وصمودها في طول هذا العالم وعرضه&laqascii117o;. ويلفت الى ان "بعض القوى في الشارع اللبناني تحاول اختزال القضايا العربية والعالمية في قاموسها الضيّق والصغير&laqascii117o;، بينما "شكل العدوان الاسرائيلي على غزة قضية اكبر من هذه التصنيفات&laqascii117o;، ملاحظاً ان بعض "القوى والشرائح في لبنان، من الموالاة والمعارضة، تأثرت بالفرز العربي تجاه العدوان&laqascii117o;، ويغمز من قوى قامت في وقت لاحق من العدوان بتعديل مواقفها.
- صحيفة النهار
سركيس نعوم:
المصالحة خطوة أولى... غير كافية
(...) يمكن فهم اسباب المبالغة في 'التهليل' للمصالحة في الكويت، وهي متنوعة. لكن ما لا يمكن قبوله هو استمرار هذا التهليل بحيث يعطي انطباعاً بأن مرحلة عربية جديدة قد بدأت عنوانها الاتفاق والتفاهم والتضامن والعمل المشترك وما الى ذلك. وهذا امر لم يحصل حتى الآن. ولذلك على الحرصاء فعلاً، وليس قولا او مصلحة، على 'المصالحة الكويتية' الاخيرة اذا جاز التعبير ان يعملوا او بالاحرى ان يدعوا الى ترجمة عملية لها. وذلك يعني مبادرة المتصالحين الى تحديد الاسباب الفعلية لخلافهم او خصامهم بكل جرأة بدءاً بالموضوع الايراني الذي يشكّل في المرحلة الراهنة الخلاف الاول، وخصوصاً بعدما صار عاملاً متدخلاً وثابتاً في قضايا العرب، مروراً بقضية فلسطين وتطوراتها واذرعة سوريا وايران في المنطقة، وقضية لبنان وما الى ذلك. ويعني ايضاً مبادرتهم الى التفاهم على حلول لكل القضايا التي تهمهم وفي مقدمها فلسطين، واستعمال كل طاقاتهم والامكانات وهي ليست قليلة رغم خسائرهم في الازمة المالية العالمية الاخيرة وتداعياتها النفطية من اجل تطبيقها.
- صحيفة النهار
سمير منصور:
ثمة ترقّب للموقف الايراني من نتائج قمة الكويت واللقاءات المهمة التي شهدتها. ولعل عدم اعلان مثل هذا الموقف، هو ما دفع اوساطا سياسية وديبلوماسية في بيروت للدعوة الى التريّث لبعض الوقت، في انتظار تحديد طبيعة المرحلة المقبلة.
وعلى الصعيد الداخلي اللبناني، ترصد هذه الاوساط موقف 'حزب الله' من التطورات المتسارعة والايجابية التي شهدتها قمة الكويت، وقد لفتها ان الحزب لم يعلن موقفا حتى الآن، وان تكن الاجواء القريبة منه لا تختلف عن تلك التي عبرت عنها وسائل الاعلام القريبة من 'محور الممانعة' حول البيان الختامي واقتصاره على العموميات. مع الاشارة الى ان نائب الامين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم قال امس: 'اننا نؤيد المصالحات التي تلغي الانشقاق الذي كان بسبب التدخلات الاميركية الاسرائيلية'.
- صحيفة المستقبل
وسام سعادة:
الحؤول دون تكرار مأساة غزّة يعيد إنتاج 'مبادرة السلام العربيّة'..
المشهد الآن: اعتدال 'مشروط' ومقاومة 'معلّقة'
ثمّة سؤال أساسي يعني العرب جميعاً اليوم ويتفرّع عنه سؤال يعني لبنان على وجه الخصوص. السؤال هو: كيف السبيل إلى عدم تكرار مأساة غزّة؟ كيف السبيل إلى الحؤول دون تكرارها مستقبلياً، لا في غزّة ولا في أيّ مكان آخر، لا على الأرض الفلسطينية ولا على أي أرض مجاورة؟ ...إنّ الاختلاف الشاسع بين مصائر الأهالي ومصائر المقاومين من بينهم هو ما تعتبره الممانعة تحوّلاً نوعيّاً في الصراع العربيّ الإسرائيليّ، أسّست له حرب تمّوز 2006 ورسّخته المعركة في غزّة. بل قد تخال الممانعة أنّ ثمّة ن