ــ صحيفة السفير :
اذا استمر الانزلاق السياسي الانتخابي المبكر، على مختلف الجبهات، فإن اللبنانيين الذين يعدون أنفسهم بجني ثمار التهدئة قبل الانتخابات المقبلة وبعدها، ربما تخيب ظنونهم، لا سيما مع توجه بعض الاطراف لاستخدام خطاب سياسي متشنج اذا تصاعدت حدته، فإنه لن يبقي حتى موعد الانتخابات في حزيران المقبل، خطاً أحمر إلا ويتجاوزه، عدا عن التداعيات المحتملة على الأرض والتي بدأت تظهر تباشيرها اعتباراً من مساء أمس في منطقة البقاع الأوسط حيث وقع إشكالان في الروضة وقب الياس سارع الجيش اللبناني الى تطويقهما... وفي حين لا يتوقع المشاركون في طاولة الحوار تحقيق اختراق في جلسة اليوم، التي ستواصل مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، تحت سقف "الاحتياجات الانتخابية&laqascii117o;، من المفترض ان يبادر بعض أقطاب ١٤ آذار الى المطالبة بتنفيذ البند المتفق عليه حول نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، باعتبار ان هذه نقطة توافقية جرى إقرارها بالإجماع على طاولة الحوار التي انعقدت قبل حرب تموز ٢٠٠٦ في انتظار ان يتم التفاهم حول "النقطة الخلافية&laqascii117o; المتمثلة في مصير سلاح المقاومة.
اما رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد فسيواصل الاستماع الى "طالبي الكلام&laqascii117o;، وهو سيصطحب معه نسخاً عن التصور الذي قدمه السيد حسن نصر الله الى طاولة الحوار السابقة حول رؤية "حزب الله&laqascii117o; الى الاستراتيجية، من أجل توزيعها "في حال لزم الامر&laqascii117o;. وإذا أثيرت مسألة سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، فإن رعد سيذكر أطراف الحوار بـ"ان السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري كانا قد عرضا المساعدة بشأن معالجة هذه المسألة ولكن المعنيين لم يتلقفوا المبادرة، علماً بأنه لم يكن هناك يومها رئيس للجمهورية، اما وقد أصبح للبنان رئيس فإنه المعني الأول بمتابعته، وإذا كان يحتاج الى مساعدة فنحن مستعدون لذلك&laqascii117o;. ومن المقرر ان يدلي النائب بطرس حرب بدلوه في جلسة اليوم من خلال تقديم تصوره الخطي للاستراتيجية الدفاعية، وهو قال لـ"السفير&laqascii117o; إن ورقته تستند الى مواقفه المعلنة، فنحن متفقون على المقاومة ولكن كيف وفي أي اطار؟ وهل تكون المقاومة على حساب وحدة لبنان؟. وانتقد حرب "مقولة ان الحرب على غزة اثبتت نجاح استراتيجية المقاومة وبالتالي لا لزوم لمناقشتها او البحث عن بدائل لها&laqascii117o;، معتبراً "ان ما طرحه العماد ميشال عون من دعوة الى تسليح الناس في كل بلدة خوفاً من الإنزال الاسرائيلي هو تسهيل للاحتكام الى السلاح بين الناس&laqascii117o;، وأعطى بلدته تنورين مثالاً، متسائلاً "هل اذا سلحنا آل حرب وآل يونس نكون نسلحهم ضد اسرائيل ام انهم سيستخدمون السلاح ضد بعضهم؟&laqascii117o;. وقال حرب إن رؤيته تنطلق من "الالتزام بالقرار ،١٧٠١ ووثيقة الوفاق الوطني والعودة الى اتفاقية الهدنة وضرورة اعتماد اساليب متطورة في تجهيز الجيش وتطويره عتاداً وعديداً&laqascii117o;، وتخلص الى الدعوة الى إنشاء "انصار الجيش&laqascii117o; او ما يشبه "حرس الحدود&laqascii117o;، على ان يكون بإمرة الجيش وتحت قيادته ويكون باب التطوع فيه مفتوحاً للجميع وفي مقدمهم عناصر المقاومة كل في قريته وأرضه، وبالتالي يحل الجناح العسكري لـ"حزب الله&laqascii117o; ويسلم سلاحه للجيش اللبناني ضمن خطة زمنية وبرنامج معقول، على ان تؤمن الحماية الضرورية لكوادر "حزب الله&laqascii117o;. كما سيتمنى إعلان حياد لبنان وابتعاده عن صراع المحاور الاقليمية والدولية.
على خط آخر، أثارت المواقف الاخيرة للنائب سعد الحريري حيال الانتخابات وإيران واستعادته لاجواء ٧ أيار، العديد من التساؤلات في أوساط المعارضة حول خلفياتها وأبعادها الحقيقية، "وخصوصا انها لا تنسجم مع مناخ التهدئة في الكويت، عدا عن انها تشكل خرقاً كبيراً لمضمون اتفاق الدوحة الذي ينص على وقف الحملات المتبادلة ولمقتضيات المصالحة التي جرت بين الحريري والسيد حسن نصرالله قبل فترة وتم الاتفاق خلالها على تهدئة الخطاب الاعلامي والسياسي، ولجم كل ما من شأنه ان يوتر الشارع ويستثير غرائزه، علماً بأن التهدئة كانت على الدوام مطلباً ملحاً لرئيس تيار المستقبل&laqascii117o; على حد تعبير أوساط بارزة في المعارضة.
وإذ استغربت الأوساط نفسها عودة الحريري الى فتح ملف ٧ أيار، أعربت عن اعتقادها بأن الخطاب المتوتر للحريري "ربما يعكس تقاطعات إقليمية معينة تهدف الى التغطية على الانتصار في غزة وتحريك العصبية المذهبية من خلال توجيه الاتهامات الى إيران، علماً بأن الحريري كان يطالب دائماً بالتهدئة على الأرض وكان يأتيه الجواب بأن الخطاب السياسي كفيل وحده بتهدئة الشارع، وأثبتت التجربة الماضية صحة هذه المقولة، الا اذا أراد فريق الموالاة الانقلاب عليها اليوم&laqascii117o;.
وسألت الأوساط "لماذا لم نجد هذه الحدة في الخطاب السياسي في ذروة تساقط الحمم على غزة ولماذا يراد للبنانيين أن يغادروا نهائياً القضية الفلسطينية المركزية وأن يحشروا فقط في الزواريب اللبنانية المذهبية الضيقة&laqascii117o;؟
لكن مصدراً بارزاً في كتلة "المستقبل&laqascii117o; أبلغ "السفير&laqascii117o; ان كلام الحريري خلال افتتاحه النشاط الانتخابي في الاغتراب إنما يعكس واقع الحال، "إذ ان العملية الانتخابية تمثل فعلاً محطة مصيرية للبلد الذي يقف بين برنامجين وخيارين، فإذا فازت الأقلية الحالية سيعني ذلك ان البلد قد خسر وأن منطق ٧ أيار الذي لا يقبل الاختلاف مع الآخر وأن الخيار الايراني الذي يريد ان يجعل من لبنان ساحة قد ربــــحا، وإذا فازت قوى ١٤ آذار فذلك مؤداه ان المنطق القائم على الديمــــوقراطية والتعددية والانفتاح والاعتدال هو الذي ربح&laqascii117o;. وأكد المصدر ان محركات الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل قد دارت، مشيراً الى انه يجري حالياً الخوض في الإعداد التقني للاستحقاق الانتخابي، متوقعاً ان يجري الاعلان عن لوائح ١٤ آذار في مهلة اقصاها ١٤ آذار المقبل. يذكر أن النائب الحريري قد جمع أمس الأول الماكينة الانتخابية في قريطم، وتم تكريس سليم دياب رئيساً لها، على أن تبدأ في انطلاقتها من ثلاثمئة عضو في "التيار&laqascii117o; وتصل لاحقاً الى نحو ثلاثين ألفاً