صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 30/1/2009

ـ صحيفة الديار
اسكندر شاهين :
مصدر أمني مطلع لـ &laqascii117o;الديار"‏ المخابرات أوقفت نوار عبود ثم أطلقت سراحه فتوارى نعيش فترات دقيقة وحساسة والخطر الأكبر يأتي من أودية باكستان
عادت التوترات تتنقل من قرية الى قرية لتنبئ بعودة الاشكالات الامنية تماما كما حصل عشية ‏‏7 ايار، ففي الاحداث الماضية كان الجميع يعيش استحقاقا لسد الفراغ في الرئاسة الاولى ‏واليوم يعيش الجميع هاجسا لملء المقاعد النيابية في مجلس يحدد الاتجاه والانتصار لمن، وفي ظل ‏هذه الاجواء كان اللقاء مع المصدر الامني المطلع للسؤال عن الاسباب الحقيقية للاشكالات ‏المتنقلة، عن مدى تأثيرها على الوضع العام في لبنان، فيعتبر المصدر الامني المطلع ان ‏السياسيين يمارسون الانتخابات بوسائل امنية او بحروب مذهبية لشد العصب الانتخابي والا كيف ‏نفهم ان قياديا في احدى الكتل النيابية اجتمع مع اعضاء كتلته لتعود بعد يومين خطوط ‏التماس النفسية الى الاشتعال، وترجم ذلك بخلل امني في بعض البلدات البقاعية كالروضة ‎وقب الياس وغيرها، ويطمئن المسؤول الامني ان القوى الشرعية قد حسمت هذه الاحداث ‎منعا لعودتها الى سابق عهدها عشية 7 ايار، وهذه الاحداث لو تركت تتفاعل لاطاحت ‏باتفاق الدوحة، هذا الاتفاق الذي وأد الفتنة تماما كما وأد اتفاق &laqascii117o;الطائف" مخططات هنري ‏كيسينجر التقسيمية.‏ ويضيف المصدر نفسه ان الوضع اليوم في شكل او آخر يعيد بالذاكرة الاحتقان الكبير الذي ‏يمثل تلاوين مذهبية على الساحة اللبنانية، اضافة الى ان بعض رجال الدين يحاولون عبر ‏هجومهم المستمر على احدى الدول الاقليمية فجيش جماهيرهم على القاعدة المذهبية، ويبدو ان ‏المصالحة السورية السعودية لم تنعكس نتائجها على الافرقاء المحليين بل استمر الجميع في صراع ‏عنيف تعود أسبابه الى الاستحقاق النيابي، لكن يعيد المصدر الامني المطلع تأكيده ان المس ‏بالامن القومي ممنوع، وان الحروب السياسية مجالها مفتوح.
‏ اما عن الاخبار التي اثيرت حول اعتقال نوار العبدو احد المسؤولين من جماعة رفعت الاسد في ‏طرابلس فيقول المصدر المطلع: صحيح ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني قد اعتقلته لمدة ‏‏24 ساعة وجرى التحقيق معه حول نشاطاته التي تعكر علاقة الدولة اللبنانية بسوريا، ‏واطلقت سراحه فور الانتهاء من التحقيق وفي تقديرنا يتابع المصدر ان العبدو فضل الابتعاد ‏عن الانظار في احدى المناطق الشمالية او انه دخل الى الاراضي السورية عبر احد المعابر غير ‏الشرعية بمساعدة بعض المهربين الذين امتهنوا اعمال تهريب البشر من سوريا الى لبنان ومن ‏لبنان الى سوريا علما ان الاشخاص الذين يتم تهريبهم من جنسيات مختلفة يعتمدون على شبكات ‏متخصصة في الدروب وسلب الجيوب، ويعيد المصدر بالذاكرة ليخبرنا عن شبكة احمد مرعي التي ‏أمنت تهريب عناصر &laqascii117o;فتح الاسلام" عبر الاراضي السورية من العراق الى لبنان. ‏(...) والخطر الاكبر ايضا يكمن في لجوء عناصر ‏ارهابية الى الدخول على خط الاحداث الامنية، وفي المعلومات وفق المصدر ان عودة لتنظيم ‏‏&laqascii117o;القاعدة" هدفها لم الشمل لمعظم كوادره وقد اعيد جمعها وتأهيلها في مناطق القبائل ‏الباكستانية، وان اجهزتنا ترصد اتصالات مباشرة مع بعض الخلايا النائمة في الشمال و&laqascii117o;عين ‏الحلوة".‏ ويختم المصدر الامني المطلع ان الخطر القادم على لبنان والمنطقة يتمثل بالتكفيريين الذين ‏سيلعبون دورا بارزا في زعزعة المنطقة بعد الانسحاب الاميركي المرتقب من العراق، من هنا ‏على جميع الافرقاء المحليين التنبه والعمل كي لا تتكرر حروبهم على الساحة اللبنانية، فيما ‏الخطر الحقيقي عليهم مرابط في اودية باكستان ينتظرون اشارات من قيادتهم للعمل ارهابا في ‏لبنان.
ـ صحيفة السفير
محمد نور الدين :
فجّر رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، اكبر قنبلة في تاريخ العلاقة التركية مع اسرائيل، وأثبت مرة اخرى منذ بدء العدوان على غزة، انه اكثر عروبة وإنسانية من معظم الحكام العرب، عندما اتهم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر دافوس، وعلى مرأى من العالم كله، بأنه "يعرف جيدا كيف يقتل الفلسطينيين&laqascii117o; في غزة، وبادر الى مغادرة الجلسة المشتركة معه، فيما كانت زوجته تجهش بالبكاء، متهمة بيريز بالكذب.
وفي مقابل تصرف اردوغان، جاء رد فعل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، بمثابة خطيئة تثير الاستغراب وتعكس ضعفا، علما ان مسألة حضوره الندوة مع بيريز، كانت اكثر إثارة للدهشة من ردة فعله الفاضحة هذه. الأمين العام لجامعة العرب لم يقتد برئيس وزراء تركيا. وقف. صافح اردوغان المغادر. ثم عاد الى مكانه، الى جانب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، وبيريز، علما ان منصبه، الذي يفترض انه يختصر رسميا كل العرب، لا يخوله الجلوس الى جانب الرئيس الاسرائيلي، ما يطرح علامات استفهام حول دلالات هذا الامر.
في بداية الندوة، تحدث اردوغان. قال "قبل الحديث عن جهود السلام الحالية، يجب ان نقول اننا لا نتحدث عن وضع قبل اربعين سنة، بل عن وضع بدأ في حزيران العام .٢٠٠٨ كان هناك وقف لاطلاق النار. انتهت التهدئة ولم يطلق اي صاروخ على اسرائيل، وكان عليها ان ترفع الحصار. غزة سجن كبير في الهواء الطلق. وتساءل "هل يوجد ذرة واحدة لدى حماس من اسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها اسرائيل؟ اذا كنت اعرف شيئا، فهو انه لا يوجد&laqascii117o;. وقال اردوغان "لقد رفضت اسرائيل الاعتراف بالقرار .١٨٦٠ ودمرت مباني الامم المتحدة والمدارس التابعة لها.. وماذا فعلت البشرية إزاء ذلك؟ وقفت تتفرج&laqascii117o;.
ثم عرض بيريز لمدة ٢٥ دقيقة للموقف الاسرائيلي، وشنّ هجوما عنيفا على حركة حماس، ودافع عن محمود عباس، واتهم اردوغان بأنه لا يعرف حقيقة الوضع في غزة، "التي يعرفها الرئيس المصري حسني مبارك افضل منه&laqascii117o;، كما قال لرئيس الوزراء التركي. وتوجه الى اردوغان متسائلا "ماذا كنت تفعل لو ان عشرات الصواريخ تسقط كل ليلة على اسطنبول؟. وبعد انتهاء بيريز من كلامه، اخذ اردوغان الكلام من جديد بعدما استفزته آراء بيريز، وقال "يا سيد بيريز، أنت اكبر مني سنا لكن صوتك كان مرتفعا كثيرا. انا اعرف ان ارتفاعه بهذا الشكل هو تعبير عن نفسية متَّهم. وفي ما خص القتل، فأنت تعرفه جيدا. وأنا اعرف جدا كيف قتلتم الاطفال عند الشاطئ (في العام ٢٠٠٦) ويوجد رؤساء حكومات عندكم يتباهون بأنهم يشعرون بالفرح عندما تدخل الدبابات غزة. وأنا أعيب على من يصفقون لهذه المظالم&laqascii117o; (في إشارة الى تصفيق الحضور لكلمة بيريز).
ورغم محاولة مدير الجلسة الصحافي الاميركي في "واشنطن بوست&laqascii117o; ديفيد اغناسيوس، إسكات اردوغان ومنعه من مواصلة كلامه، أصر رئيس الوزراء التركي على الكلام، واستشهد بمقاطع كانت معه في ورقة اخرجها من ملف وفيها استشهادات من التوراة حول حرمة القتل. وقال "لكن هنا يوجد قتل واستشهد بأقوال لباحثين يهود في جامعة اكسفورد وصفوا اسرائيل بالبربرية وانها تحولت الى دولة عاصية. بالنسبة لي انتهى دافوس ولن اعود مجددا. لقد تكلم بان كي مون ٦ دقائق وتكلمت انا ١٢ دقيقة وعندما وصل عمرو موسى الى الدقيقة العاشرة اوقفه مدير الجلسة عن الكلام اما بيريز فقد تكلم ٢٥ دقيقة&laqascii117o;. وبعد هذا، ترك اردوغان مقعده مغادرا الجلسة، وتقدم اليه وهو يغادر عمرو موسى مهنئا إياه على كلامه، لكن الأمين العام للجامعة العربية بقي في مكانه ولم يقتد بأردوغان. زوجة رئيس الوزراء التركي أمينة كانت أيضا منفعلة، فأجهشت بالبكاء وراء الكواليس. ووصفت كلمة بيريز بأنها "كلها أكاذيب&laqascii117o;.
وبعد ذلك، عقد اردوغان مؤتمرا صحافيا مع رئيس منتدى دافوس كلاوس شواب، كرر فيه اعتراضه على ادارة الجلسة. وقال ان بيريز "كان يكذب في كلمته والتاريخ يعيد نفسه&laqascii117o;، مشيرا الى انه "لم يرفع صوته بوجه&laqascii117o; الرئيس الاسرائيلي احتراما لسنّه "علما انني كنت قادرا على ذلك&laqascii117o;، وهو "لم يهن أبدا لا بيريز ولا اسرائيل ولا اليهود&laqascii117o;. وأضاف "اجتماعات دافوس غير عادلة. انا رأسي مرن، ولكني لست خروفا وديعا&laqascii117o;.
وبعد المؤتمر الصحافي بدقائق، اتصل بيريز بأردوغان وأعرب له عن اسفه الشديد مما حصل، وقال انه رفع صوته اثناء حديثه لأنه يعاني من مشكلة في السمع، وأنه يكن احتراما كبيرا له ولتركيا، وأن بين تركيا واسرائيل روابط قوية، مشيرا الى انه سيعقد مؤتمرا صحافيا. هذا وقد شغلت الحادثة وسائل الاعلام التركية، فيما تركزت التعليقات على تأثير ذلك على العلاقات التركية الاسرائيلية، مع شبه اجماع على ان تركيا ليست دولة هامشية وانه آن لظلم دام ٦٠ عاما.. ان ينتهي. وفي مطار اسطنبول انتظر الالاف أردوغان ملوحين باعلام فلسطين
ـ صحيفة السفير
فاتن قبيسي :
شن المشاركون في مؤتمر "عاشوراء ـ النص والوظيفة وإمكانيات التعبير&laqascii117o; أمس، ما يشبه حملة انتقادية على نصوص عاشوراء، باعتبارها تخضع في جزء كبير منها، إما إلى الإضافات المفبركة، أو للعاطفة المجانية التي تستدر الندب والبكاء من دون إعطائها بعدها الملحمي التاريخي، أو إلى الخرافة المستندة الى المبالغات في سرد الوقائع. وتعرض المشاركون عبر ثلاث جلسات عقدت في مطعم "الساحة&laqascii117o;، الى الوظائف التربوية والثقافية للثورة الحسينية، والصناعة الإعلامية لهذه الثورة. وأجمعوا على ربط المناسبة التاريخية بالواقع، لتشكل محركاً لإصلاح وتطوير المجتمعات الراهنة. كما قدم كل من المخرجين جواد الأسدي وسايد كعدو رؤيتهما لمسرحة وقائع عاشوراء، او التعبير عنها سينمائياً بما يعطيها أبعاداً إضافية غير استهلاكية.
وكان المؤتمر قد افتتح مساء امس الاول، برعاية السيد محمد حسين فضل الله، الذي القى كلمة اكد فيها على أن "المشكلة هي في تطييف عاشوراء وحبسها في قمقم عاداتنا وتخلفنا الذي ليس فيه أي قضية، وانطلقنا مع الإمام الحسين الشخص وليس الحسين القضية، وعلّبنا الشخصية الكربلائية حتى باتت شخصية باردة&laqascii117o;. وشدد على إسلامية عاشوراء وإنسانيتها وانفتاحها على الإنسان والرسالات، داعياً الى إدخالها في الرواية والمسرح والفن الهادف، وإخراجها من ميادين التخلف والجهل والخرافة، التي يتحرك فيها الكثيرون.
وحذر فضل الله من التصفيق للرئيس الأميركي الجديد، "فلا يكفي ان تكون للرجل اصوله وجذوره الشرقية حتى يصبح مخلصاً لقضايانا، وهو الذي ارسل دعمه لإسرائيل فور تسلمه الحكم، ومشكلتنا كعرب أننا نطرب للكلمات ونتخدر بها. اما اسرائيل فلا تطلب الا المواقف ولا ترضى بغير التأييد مشفوعاً بالحركة الميدانية&laqascii117o;.
النصوص الأصلية تكفي بلا إضافات
ترأس الجلسة الأولى نائب الأمين العام "لحزب الله&laqascii117o; الشيخ نعيم قاسم فأكد على ضرورة "اعتماد نصوص الأحداث التاريخية، من دون ان نحذف منها ما لا ينسجم مع رؤيتنا وفهمنا، طالما انها منسجمة مع القواعد الأصولية. فلا نتعامل معها كأحداث قابلة للإلغاء إذا لم تعجبنا مداليلها&laqascii117o;. ولفت الى اهمية التفريق بين الدراسة العقلية للنص والدعوة الى عقلنة النص. وقال: "يكفي نصوص عاشوراء الصحيحة وتاريخها المحقق لإعطائنا كامل الصورة عما جرى، ولاستخلاص الدلالات والعبر الكاملة. فيأتي الوضّاعون لإضافة ما يضيف الى القصة او يستدر الدمعة او يدفع الى الغلو او يعظّم من بعض الاحداث، بحجة استكمال حجة ومكانة المناسبة، وهي حجة واهية مضللة&laqascii117o;.
وعرض السيد محمد ترحيني لمصادر النص العاشورائي، فأشار الى انه لم يصل الينا مما كتب في القرن الثاني الا خبر عمّار الدهني عن الإمام الباقر، "وأول من كتب في مقتل الإمام الحسين هو الأصبغ بن نباتة&laqascii117o;. وقال: "كل المصادر لم تستوف جميع وقائع النهضة الحسينية، لأنها نقلت ما وقع تحت مرأى ومسمع الناس، ونقلت ما كشف عنه الأئمة. ولم تتكلم هذه المصادر عما جرى داخل البيوت، وبين الإمام وأصحابه، مما لم يسمعه سامع ولم يره شخص&laqascii117o;. وأعلن ترحيني أنه في القرن السابع بدأ "الإسلوب الإثاري، القائم على السجع واستدرار الدمع، وتحريك العواطف في عرض وقائع النهضة الحسينية&laqascii117o;.
ـ صحيفة السفير
حلمي موسى :
قادت "الرجفة الطفيفة في جناح الطائرة&laqascii117o; التي نجمت عن سقوط قذيفة بوزن طن وأودت بحياة ١٥ مدنيا فلسطينيا أغلبهم من الأطفال إلى تقديم سبعة من قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين للمحاكمة في اسبانيا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقد فاجأ قرار المحكمة العليا الإسبانية المستوى السياسي في إسرائيل، الذي كان يستعد لخوض معركته الكبرى ضد اتهامه باقتراف جرائم حرب في الحرب الوحشية الأخيرة على غزة. ويعد قبول المحكمة الإسبانية، باسم مبدأ العدالة الكونية، محاكمة قادة إسرائيل انتصارا معنويا هائلا لمنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والدولية. وكان رئيس الأركان الإسرائيلي السابق دان حلوتس قائدا لسلاح الجو عندما ألقيت قنبلة بوزن طن على حي سكني مكتظ في حي الزيتون في غزة في العام ٢٠٠٢ لاغتيال القائد العسكري لحماس الشهيد صلاح شحادة. وفي استخفاف بأرواح البشر، إن كانوا فلسطينيين، قال في مقابلة صحافية عن إحساسه كطيار عند إلقاء قنبلة بوزن طن على حي سكني ومقتل أبرياء، إنه لا يزيد عن إحساس بـ"رجفة طفيفة&laqascii117o; في جناح الطائرة جراء "انفلات&laqascii117o; قنبلة هائلة و"بعد ثانية واحدة يزول هذا الإحساس&laqascii117o;. وعلم أن حلوتس قال للطيارين الإسرائيليين الذين نفذوا عملية الاغتيال إن بوسعهم "النوم جيدا في الليل. لقد قمتم بعمل ممتاز&laqascii117o;. وقد وسم هذا الاستخفاف القيادة الإسرائيلية بأسرها والتي استهانت بالمطالبات الإسبانية المتكررة لتقديم توضيحات بشأن استهداف المدنيين في تلك الغارة.
ـ صحيفة المستقبل
وسام سعادة :
لم يحدث في التاريخ اللبنانيّ أن ارتأت جماعة بعينها تحويل نفسها، بموجب الأبعاد الأمنيّة والأيديولوجيّة والتمويليـّة للإرتباط بالأجنبيّ، إلى جالية أجنبيّة، جالية تثار إذا ما قيل لها 'لبنان أولاً' كما تثار إذا ما قيل لها 'العرب أوّلاً'. لكن هذا ما يحدث اليوم. إذ يتصرّف قوم الممانعة في لبنان لا كمجموعة تطالب بحصّة أكبر، ولا كمجموعة تسعى وراء حكم ذاتيّ، وإنّما كجالية أجنبيّة بكل ما للكلمة من معنى. بدأ هذا المسار منذ ثلاثة عقود، وتسارعت وتيرته مع أفول الوصاية السوريّة، حيث ظهر حينها أنّ الفرع اللبناني للممانعة، أو السند اللبناني لهذه الوصاية، له طاقات دفع ذاتيّة وقدرات هجومية عديدة، وبمستطاعه محاصرة المدّ السياديّ واستنزاف حركة الإستقلال الثاني والحؤول دون قيام دولة مستقرّة ومحايدة ومسالمة في لبنان. وظهر أيضاً أن طاقات الدفع والقدرات الهجومية هذه لا تتقوى في معرض الصراع الداخلي، إلا بالمزيد من التشدّد في إظهار رغبة قوم الممانعة في تحويل إجتماعهم إلى نوع من جالية أجنبية، جالية تتمسّك بالعروبة (السوريّة) عندما يراد محاربة اللبننة، لكنها لا تتردّد في إحياء الشعوبيّة 'المتأرينة' في وجه العرب، وتحسب أنّ الشعوبيّة حين تقترن الغلوّ الايديولوجي لا تعود شعوبيّة، ولا يعود من سبب للعرب للتأفّف القوميّ منها، علماً أنّ الشعوبيّة التي قامت في زمن العباسيين كان لها بعدٌ تحرّري وجريء وليس كما هو الآن طابع غيبيّ أسطوريّ، والحال أن الأسطورة أجمل من الواقع إذا ما بقيت أسطورة، وتصير أبشع أنواع الواقع إذا كلفت دماً من دون طائل، أو في غير مكانه الصحيح.
ـ صحيفة المستقبل
أيمن شروف :
أصرّ الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله، في مؤتمره الصحافي أمس، على العودة إلى فنح ملفات قديمة جديدة، ففي معرض حديثه عن الأسرى المحررين وما نتج عن عملية الرضوان، تطرّق إلى موضوع الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين اختطفوا في الثمانينات، إبان الحرب اللبنانية، وبالتحديد في 4 تموز العام 1982، ولا يزال مصيرهم 'غير معروف' إلى يومنا هذا.
وليس مستغرباً الحديث عن هذا الموضوع بالذات لأن اللبنانيين اعتادوا على المحاولات الحثيثة لرموز 8 آذار، استعادة ملف الحرب الأهلية وما رافقها من أحداث كان الجميع شريكاً في 'تأريخها' من دون استثناء أحد، ولكن من المعلوم أن موضوع الديبلوماسين الايرانيين أخذ حيزاً كبيراً من الأخذ والرد، وخصوصا بين 'القوات اللبنانية' و'حزب الله'، الأولى بصفتها المسؤولة عن الخطف، والثاني بصفته الحليف الاستراتيجي لإيران في المنطقة وكل تفصيل إيراني يعنيه في الدرجة الأولى، بغض النظر عن تأثيراته الداخلية.
نفاصيل الرواية، أن 'القوات' بتركيبتها السابقة أي قبل استلام رئيس هيئتها التنفيذية الحالي سمير جعجع دفة القيادة، اختطفت في عام 1982 الديبلوماسيين الأربعة على حاجز 'البربارة'، وكان الوزير الراحل ايلي حبيقة، هو المسؤول الميداني في 'القوات آنذاك، وبعيد اختطافهم سلّموا الى حبيقة، الذي قام بتصفيتهم وفقاً لما ذكرته تقارير صحافية، كانت قد أجرت تحقيقاً موسعاً عن هذا الموضوع وتحدثت الى أحد نواب الرئيس امين الجميل آنذاك والذي أكد أن المسؤول السابق لـ'القوات' اعترف له بمقتل الايرانيين، وهذا بالضبط ما ذكره سمير جعجع في حديث صحافي أيضاً، وهو ما ينسجم أيضاً وايضاً مع ما ذكره روبير حاتم الملقب 'كوبرا' في كتابه الشهير في العام 1999 'الخيانة من تل أبيب إلى دمشق'.
هذه التفاصيل عاد حبيقة لينفيها من العام 2000 عند لقائه ذوي المخطوفين، حين قال لهم بأن الرهائن الأربعة كانوا لايزالون في السجن عندما حدثت الانتفاضة الشهيرة ضده في الخامس عشر من كانون الثاني 1986 أي غداة توقيع الاتفاق الثلاثي في دمشق، مناقضاً بذلك ما نُقل عن لسانه، بأن الديبلوماسيين قتلوا بُعيد اختطافهم.
أما اسرائيل، والتي قيل انها تسلمت من 'القوات' الدبلوماسيين الايرانيين بعد اختطافهم، فلم تؤكد الخبر او تنفيه، وما يرجح في هذا الإطار أنها كانت تحاول الاستحصال على معلومات عن الطيار المخطوف رون آراد لاعتقادها أنه موجود في إيران، وهذا ما نفاه القائد السابق لـ'الحرس الثوري الإيراني' الجنرال علي راضي أصغري، بعد فراره من النظام في طهران ولجوئه إلى إحدى الدول الأوروبية. وإلى اليوم باءت محاولات اسرائيل بالفشل، لأنها على ما ذكرت تقارير لا تملك أي معلومات عن الايرانيين الأربعة.
وعلى الرغم من أن الموضوع في شقه الانساني يستحق كل اهتمام، لأن في ذلك حياة مواطنين أبرياء، بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو الفكري، وكشف مصيرهم هو الحد الأدنى لاحترام حقوق الانسان، إلا أن أسئلة كثيرة تطرح، تبدأ بـ: لماذا فتح ملفات قديمة في هذه المرحلة يالتحديد والتي يصفها الجميع بالحساسة في ظل هشاشة الوضع الداخلي؟ ولماذا الإصرار على اتهام 'القوات' التي أعلنت مراراً وتكراراً أنها بقيادتها الحالية غير مسؤولة عما حدث؟ وإذا كانت الروايات المتلاحقة تكشف بالحد الأدنى تورط الوزير الراحل ايلي حبيقة بهذا الموضوع، فلماذا لا يتم مراجعة من كان معه في تلك المرحلة، أم ان هذا الموضوع الانساني، هو أيضاً محكوم عليه أن يخضع للتسييس؟
هذه الأسئلة تنتهي باستفسار، حول أهمية أن يكون هناك تنسيق بالحد الأدنى بين الحزب و'القوات'، على غرار ما حصل مع 'التقدمي' و'المستقبل'، تلافياً لأن تجر هذه المواضيع الخلافية مزيداً من التوتر على الحياة السياسية اللبنانية.
ولكن بحسب ما يقول النائب انطوان زهرا، فإن التنسيق بين 'حزب الله' و'التقدمي' و'المستقبل' أتى نتيجة لمواجهات حصلت في الشارع بين هذه الأطراف وهذا ما لم يحصل مع 'القوات'، 'وان شاء الله ما بيصير شي'، ويضيف 'حتى بين هؤلاء (أي 'التقدمي' و'المستقبل' و'حزب الله') ليس هناك من تسوية سياسية بل اتفاق على فك الاشتباك والتهدئة لتلافي ما حصل سابقاً'.ويرى نائب 'القوات' أن من 'واجبنا احتراماً للسائل أن نجيب بأن مسلحي الوزير الراحل ايلي حبيقة هم من قام بعملية الخطف، و'القوات بتركيبتها الحالية غير مسؤولة عن هذا الأمر جملة وتفصيلاً، ونحن والتركيبة السابقة دخلنا في صراع دموي على أثر التحاق أولئك بالحلف الثلاثي، ومن غير المعقول ان نسأل نحن عن ما ارتكبوه هم '، ويؤكد في سياق الحديث عن الديبلوماسيين الى أن تسأل إيران الدولة اللبنانية عن هذا الأمر، متسائلاً 'ما علاقة فريق لبناني بالتكلم باسم دولة أخرى؟'.وعن كلام نصر الله في هذا التوقيت بالذات، لا يستغرب زهرا ما حدث، ويضع هذا الكلام في سياق 'الحملة المتعددة الأطراف على 'القوات اللبنانية' كونها فريقا فاعلا على الساحة اللبنانية، خصوصا أننا على أبواب انتخابات نيابية في الربيع المقبل'، وأيضاً في إطار 'المحاولات المتكررة لنبش دفاتر الماضي علماً أننا أول من وقع اتفاق الطائف وسلمنا سلاحنا إلى الدولة اللبنانية ولا نزال الى اليوم ملتزمين بهذا الاتفاق، في حين أن البعض لم يفعل شيئا من هذا القبيل'.ويؤكد زهرا أن ايران و'حزب الله' يعرفان جيداً مصير الدبلوماسيين الايرانيين وما جرى معهم'، ولكنهم يحاولون فتح هذا الموضوع من باب التصويب على 'القوات اللبنانية' لخلق حالة رفضية لدى اللبنانيين تجاهنا، ولكن عليهم أن يعلموا أن مشروع 'القوات' هو مشروع الدولة ولا شيء غير ذلك'.وفي كل ما سبق، محاولة للانتقام من 'القوات' يُسأل عنها من يوزع الاتهامات جزافاً، ويُسأل أيضاً: لماذا تنبش القبور ودفاتر الحرب الأهلية التي طواها اللبنانيين؟ وهل يجوز مقارعة 'القوات' سياسياً تحت هذا الشعار الذي مرّ عليه الزمن؟
ـ صحيفة الديار
وجدي العريضي  :
في سياق المواقف السياسية والتي يعتبرها البعض ‏تصعيدية كان هناك تساؤلات حيال انتقاد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري لإيران ‏وكذلك الفتور السائد على خط علاقة بحزب الله بحيث وبعد اللقاء الهام والمطول الذي جمعه الى ‏الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غابت اللقاءات على خط‎ قريطم وحارة حريك، وهنا ‎تقول اوساط سياسية مقربة من تيار المستقبل بأن النائب الحريري، يصعّد سياسيا او ان ‎وسائل الاعلام التابعة لتيار المستقبل تقوم بحملات ضد هذا الطرف او ذاك لا بل ثمة توجهات ‏من رئيس كتلة المستقبل بالتهدئة وعدم التعرض لأي جهة سياسية من حزب الله وسواه وهنالك ‏حملات تساق ضد تيار المستقبل ورئيسه من قيادات في 8 آذار ومن على شاشة المنار والى OTV الى ‏ما يضطلع به العماد ميشال عون من انتقادات لاذعة وخروج خطابه السياسي عن المألوف، دون ‏ان يكون هناك رد على هذه الحملات، وتسأل الاوساط المذكورة من يقوم بهذه الحملات ومن حرّض ‏على مصر الدولة الشقيقة والتي لها صلات قوية مع لبنان، وايضا من هاجم المملكة العربية ‏السعودية وبالأمس شنّ ديبلوماسي ايراني هجوما على السعودية مدعيا بأنها تسعى الى دور ‏والكل يدرك بامتياز بأن المملكة هي ابرز دولة داعمة للبنان وانها على مسافة واحدة من ‎كل اللبنانيين وسفيرها في لبنان الدكتور عبد العزيز خوجة يلتقي بكل الاطراف وعلى ‎مختلف توجهاتهم وشرائحهم وهي من رعت‏ اتفاق مكة الذي يوحّد الفلسطينيين والجميع يدرك من ‏قام بفرط هذا الاتفاق.‏ وعلى المستوى الداخلي ليس هناك فتورا مع حزب الله وجرى الإلتزام بكل ما اتفق عليه ‏وازيلت الشعارات واليافطات والصور والسؤال المطروح من يصعّد ومن لم يلتزم باتفاق ‏الـدوحـة، بحـيث مكـاسب بعـض الاحـزاب وشعاراتها واعـلامهـا لم تزل موجودة في شارع الحمراء ‏وسواه ومن اعتدى على الاعلاميين فرئيس كتـلة المستـقبل لم يصـعد وانتـقـد الموقف الايراني ‏الذي يعمل على دعم اطراف على حساب التضامن العربي لا سيما ما جرى في الكويت اثر ‏مبادرة الملك عبداللـه بن عـبد العزيـز التـاريخـية والـتصالحـية اذ ثمة من يعمل من ‏الايراني وسواه للتشويش على هذه المبادرة من هنا وضع النائب الحريري الامور في نصابها ‏الصحيح، ولكن هناك حرص واضح منه على تماسك الجبهة الداخلية واستمرار التواصل مع حزب ‏الله بغية اراحة الناس والبلد.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان :
بدأت بوادر تصادم بين انصار حركة 'فتح' و'حماس' في لبنان تلوح في الأفق، في ظل وقوع انفجار وتمزيق اعلام وصور رفعت لمسؤولين في عدد من المخيمات الفلسطينية من الرشيدية الى مخيم المعشوق في منطقة صور، الى مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية وفي مخيم الجليل في بعلبك.
ولاحظت مصادر مطلعة ان الانتشار الجغرافي لتلك الحوادث في معظم المناطق اللبنانية لافت، وقد يبين من خلال التحقيقات الجارية ان الفاعل، ربما كان واحداً، في مخطط يحاول الاجهاز على سكان المخيمات الفلسطينية. ونبّهت الى خطورة اقتتال الفلسطينيين في ما بينهم داخل المخيمات المنتشرة على كل الأراضي اللبنانية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد