ـ صحيفة اللواء
رباب الحسن:
كما العادة كل عام، لم يتحمل فريق الثامن من آذار الحشد الجماهيري في ساحة الحرية في ذكري الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتعرّض انصاره كما كل عام للمشاركين بالضرب بالعصي والحجارة وتكسير السيارات كما <العظام> و<الرؤوس>. كما وقعت اشكالات امنية إثر تعرّض مشاركون في إحياء الذكرى لاعتداءات بالرشق بالحجارة والسكاكين الحادة والاشرطة الكهربائية السميكة والمزودة من طرفيها بآلات حديدية حادة، وفق ما افاد شهود العيان، وذلك في مناطق <كركول الدروز>، <المصيطبة>، <مار الياس>، <محطة ايوب>، <زقاق البلاط>، <الخندق الغميق>، <رأس النبع>، <بشارة الخوري>، <بربور>، <الاوزاعي>، طريق <صيدا القديمة>، <قصقص>، <الطيونة>، <سليم سلام>• وقد عمد المعتدون على نزع الاعلام اللبنانية التي كانت مرفوعة على السيارات ورموها ارضاً، وحطموا سيارات بعض المشاركين وامطروهم بسيل من الشتائم•وكان حزب <الوطنيين الاحرار> اتهم عناصر من <حزب الله> باعتراض الطريق وإقامة حواجز امام احد مواكبه امام نفق سليم سلام ورشقه بالحجارة، والاعتداء بالعصي على افراد الموكب، وقد نتج عن هذا الاعتداء اصابات لدى شبان <الاحرار>، واضرار مادية بالسيارات• واستنكر هذه الحادثة التي جرت دون اي اسباب موجبة، موضحاً آن الاعتداء تم بوجود عناصر من قوى الامن الذين لم يتدخلوا>•
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
رسالة من الخارجية إلى الأمم المتحدة بالموقف من تنفيذ القرارين 1701 و1559
أبرقت وزارة الخارجية والمغتربين الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون في شأن الموقف الرسمي مما نفذ من قراري مجلس الامن 1559 و1701 لمناسبة قرب رفع المسؤول الدولي التقرير نصف السنوي عنهما الى المجلس في نهاية الشهر الجاري. وتضمن تأكيد تمسك لبنان بتنفيذهما على رغم ان اسرائيل لا تزال تخرقهما. وورد في البرقية التي تقع في ورقتين فولسكاب تعداد لمجموع القذائف المدفعية التي استهدفت مناطق في الجنوب ردا على صواريخ اطلقتها منه جهات لا تزال مجهولة ووقع منها ما هو قريب من مقر قيادة قوة "اليونيفيل" في الناقورة. واشارت الى ان المخيمات الفلسطينية المسلحة في الناعمة وقوسايا لم تسلم اسلحتها غير الشرعية على رغم أن مؤتمر الحوار الوطني اوصى بذلك من خلال اتفاق اركان 14 و8 آذار. ولفتت الورقة الى ان اسرائيل لا تزال تحتل اراضي لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر من دون أي مبرر بعد أن قطعت المحادثات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي شوطا مهما على الاخص بالنسبة الى الغجر وتل ابيب التي ترفض تنفيذ ما التزمته امام القوة الدولية التي رعت تلك المحادثات. وتتضمن الورقة التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان للقيام بهجمات واسعة النطاق ليس على اهداف لـ"حزب الله" فحسب بل ايضا على مواقع حكومية رسمية للدولة وذلك على ألسنة مسؤوليها الحكوميين والعسكريين في مقدمهم رئيس الوزراء في الحكومة المستقيلة ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
وتوقفت مصادر وزارية عند التهديد الذي بدأ يتكرر من ان الرد العسكري سيكون "شديدا في حال اسقط الحزب طائرة حربية اسرائيلية لدى تحليقها في الاجواء اللبنانية او نفذ عملية انتقامية لاغتيال القائد العسكري السابق في الحزب عماد مغنية الذي اغتيل في 12 شباط من العام الماضي". ورأت ان الزعم الاسرائيلي حول امتلاك الحزب هذا النوع من الصواريخ يرمي الى التمهيد او تبرير اي اعتداء واسع النطاق او مركّز في اي مواجهة جديدة، مع الاشارة الى ان الحزب متقيد منذ عام 2006 بمضمون القرار 1701 ولم يشن اي عملية من الحدود اللبنانية ضد الاراضي الاسرائيلية. واستغربت الترويج لما اوردته احدى الصحف الاسرائيلية عن طلب المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية ابراموفيتش ورئيس الدائرة السياسية والامنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد من الممثل الشخصي للامين العام بان مايكل وليامز نقل رسالة تحذير الى الحزب بأن تل ابيب "لن تتحمل حدوث تغير في التوازن العسكري بينها وبين لبنان بالنسبة الى قدرة حزب الله على اطلاق صواريخ مضادة للطائرات حصل عليها من سوريا". وذكرت ان المسؤولين الاسرائيليين ابلغوا وليامز هذا الطلب خلال لقائه بكل منهما الاسبوع الماضي في اطار جمعه معلومات عن الموقف الرسمي الاسرائيلي من تطبيق القرار 1701 لإرساله الى نيويورك، ثم زار دمشق للغرض نفسه مستفسرا عن الشق المطلوب من سوريا تنفيذه خصوصا ترسيم الحدود مع لبنان ومنع امرار السلاح الى الحزب عبر اراضيها ومنها الى الاراضي اللبنانية.
ونفت اوساط السرايا ان يكون وليامز قد ابلغ ذلك الى الرئيس فؤاد السنيورة خلال مقابلته له الجمعة الماضي في مكتبه في اطار "تقميش" المعلومات لارسالها الى نيويورك. ولم تتوافر معلومات عما اذا كان المسؤول الدولي قد نقل الى الحزب معلومات من تل ابيب. ولفتت الى ان كشف المسؤولين الاسرائيليين عن الشق المتعلق بحديث وليامز مع كل منهما هو خرق لاصول المقابلات الديبلوماسية، لاسيما ان الجهة التي سربت المعلومات هي اسرائيلية واوردت كلام المسؤول الدولي من انه اي الديبلوماسي البريطاني عبّر امام كل منهما عن قلقه من التوتر الذي يسود الحدود اللبنانية - الاسرائيلية والاخطر ما تقدره الامم المتحدة من ان الحزب يستعد لتنفيذ هجوم انتقامي ولكنه في الوقت نفسه "غير مهتم بالتسبب في اشتعال الحدود اللبنانية - الاسرائيلية قبل الانتخابات النيابية التي ستجري في حزيران المقبل".صحيح ان مستويي المسؤولين ضعيف ولكن يمكن حصوله علما ان عقبة تشكيل حكومة جديدة في اسرائيل غير سهلة وغامضة الى الآن، ولكن في جميع الاحوال اذا قر الرأي على رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو او رئيسة حزب "كاديما" تسيبي ليفني لتشكيل الحكومة فموقف كل منهما سيكون اشد ضراوة.
ـ صحيفة السفير
نهاد المشنوق:
لا بد من التحديد ان وقائع عدة حصلت قبل الهجوم الإسرائيلي الذي حصل في الفترة الانتقالية بين الرئيس الاميركي السابق جورج بوش والرئيس المنتخب باراك أوباما.
(...) الواقعة الرابعة هي أن الأمين العام «لحزب الله» استبق نهاية الهدنة بين «حماس» واسرائيل بالدعوة الى تظاهرة تأييد في بيروت دعماً للمقاومة الفلسطينية وأكمل في خطبه «العاشورائية» الهجوم على القيادة المصرية باعتبارها مشاركة في الحصار الإسرائيلي على غزة.
(...)الحقيقة الرابعة هي أن الحديث عن ايرانية حركة «حماس» مبالغ به وغير واقعي. فهي حركة إسلامية وجزء من تنظيم الأخوان المسلمين الدولي المنتشر، حيث هناك مسلمون.
ـ صحيفة السفير
واصف عواضة:
رفيق الحريري شهيداً في مواجهة المقاومة؟
حرصت «قوى 14 آذار» على تظهير حضورها الشعبي في الرابع عشر من شباط هذا العام، اكثر من السنوات الثلاث الماضية، لسبب اضافي لا يخفى على أحد. في الاساس لم يراهن أحد على هزالة الحشد الشعبي في ساحة الشهداء هذا العام لأكثر من سبب. فالمناسبة في حد ذاتها جليلة واكبر من ان تكون هزيلة، لأن صاحبها اكبر من ان يُنسى او يُنتسى. فدمه ما يزال حارا، وتزداد حرارته على بعد اسبوعين من انطلاق المحكمة الدولية، فكيف اذا كانت المناسبة فرصة لإطلاق الحملة الانتخابية لفريق يقود معركته السياسية للمرة الثانية على وهج هذه الحرارة؟
ومساء اليوم يلتئم الحشد المقابل في الضاحية الجنوبية في مناسبة جليلة ايضا، دعا اليها «حزب الله» في ذكرى قادته الشهداء، عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وعماد مغنية. ولا نظن في المقابل ان ساسة 14 آذار يشككون في قدرة «حزب الله» والمعارضة على الحشد الجماهيري لأكثر من اعتبار ذاتي وظرفي، بينها المناسبة القائمة والتي تعبر عن قضية هي عنوان الحملة الانتخابية لقوى الثامن من آذار. فالمقاومة هي القضية الاساس في المعركة السياسية بعد الانتخابات المقبلة، مثلما كانت قبلها.
وفي ظل «الحجيج والضجيج» بين المعسكرين، وعلى مسافة اربعة اشهر من الانتخابات، يبدو الشهيد رفيق الحريري في هذه المعركة في مواجهة المقاومة، او هكذا يُراد تصوير المسألة، فيما يفترض الا تكون جماهير رفيق الحريري الحقيقية ضد المقاومة، ولا جماهير المقاومة ضد رفيق الحريري. فالراسخون في العلم يعرفون جيدا كيف خدم رفيق الحريري مشروع المقاومة للتحرير، وكيف خدمت المقاومة مشروع رفيق الحريري للتعمير، فكانت معركة التعمير في لبنان خلال عقد من الزمن تدور على مسافة تقل عن مئة كيلومتر عن معركة التحرير، وربح لبنان المعركتين معا، وسكن رفيق الحريري وحسن نصر الله قلوب الناس وعقولهم وضمائرهم معا.
ويعرف الراسخون في العلم ايضا أن رفيق الحريري وحسن نصر الله جهدا بعد التحرير للمحافظة على هذه المعادلة، وانقاذ التحرير والتعمير من محاولات التجيير والتدمير. وكان الرجلان يعرفان جيدا ان ثمة خيطا يربط بين هذين الانجازين، وان حفظ اي منهما يسهم في صون الآخر على الرغم من تباين الثقافتين، وهو التباين الذي يفصل بين رجل الاعمال والمناضل الثوري.
ولا شك ان ما حصل بعد خمس سنوات على التحرير كان اكبر من رفيق الحريري وحسن نصر الله، وكان الحريري ضحية هذا الذي حصل، كجزء من الصراع في المنطقة وسط الهجوم الاميركي المجنون.
كان من الطبيعي ان يستثمر الكثيرون في الداخل والخارج لغايات ومصالح سياسية معينة، دم الحريري وحرارته. والفرصة سانحة هذه الايام لتفعيل هذا الاستثمار واستغلاله في الانتخابات، وكأن المطلوب ان يكون رفيق الحريري «الشهيد» في مواجهة المقاومة، وهو ما لم يكنه رفيق الحريري «الحي». وقد يكون هذا الاستثمار مشروعا في السياسة، لكنه في ما تبقى من الاخلاق يعدّ جريمة كبرى في حق بلد وشعب عانى ما عاناه خلال السنوات الماضية، ولا من يعتبر مما حصل ويحصل. فبعض الكلام المرسل في 14 شباط اول من أمس في المهرجانات وعبر الشاشات يدلل على ذلك، اذ كيف يمكن ان «يرضى القتيل ولا يرضى القاتل»، فيعلن سعد الحريري انه يسامح عما حصل في 7 أيار «لأننا شعب واحد ونريد ان نعيش معا»، بينما يرفض ذلك بعض غلاة السياسة والصحافة والباحثين عن مقعد نيابي مفقود.
في اي حال، ان دم رفيق الحريري خرج من لبنان الى محكمة دولية لن يعيقها عائق او يرفدها رافد، والمقاومة لا تنتظر الانتخابات لتبت مصيرها، وكل الحجيج والضجيج سيبقى مجرد فولكلور انتخابي طبيعي. اما بعض الرؤوس الحامية فقد لا تجد مقعدا لها في البرلمان المقبل، والعبرة في صندوقة الاقتراع، وان موعدها على الابواب.. أوليس الصبح بقريب.
ـ صحيفة النهار
ابراهيم بيرم:
"حزب الله" بعد عام على غياب مغنية: ماذا أعدّ لسدّ الفراغ الحدودي... وللثأر؟
قبل عام، كان مقدراً لـ"حزب الله" ان يتلقى ضربة موجعة مدوية من خلال اغتيال رأسه العسكري "التاريخي" عماد مغنية، ومن يومها والى اجل غير مسمى وُضع الحزب فجأة امام تحديات ثلاثة ما برحت تؤرقه وتشغل عقله الباطني الذي اعتاد التفكير العميق في معركة المواجهة الدائمة والمتشعبة والمعقدة مع الكيان الصهيوني.
ومن قدّر لهم ان يقاربوا دواخل الحزب يدركون حجم الضربة التي تلقاها باغتيال مغنية، فالرجل الذي كان يقترب بخطى حثيثة نحو بداية الخمسينات من عمره استثنائي بكل مقاييس "حزب الله" ومعاييره وموازينه الثقيلة.
ولا ريب ان في الحزب من يقول اليوم ان شبكة الأنفاق في غزة وتلك التي تصل غزة بخارجها هي من انتاج العقل المقاوم لمغنية، ولهذا استعجل العقل الامني الاسرائيلي اغتياله في دمشق، باذلا في سبيل ذلك جهداً خارقاً.
اما التحدي الثاني الذي فرضه اغتيال مغنية على قيادة الحزب فهو الرد على اغتياله، وبمعنى اوضح الثأر لمقتله. وتحت هذا العنوان كان على الحزب ان يكب على ثلاث مهمات كبيرة، الاولى مراعاة عامل الزمن حيث المطلوب الرد في اسرع وقت ممكن، والثانية اختيار هدف "استراتيجي" يوازي الى حد ما شخصية مغنية قيمة ودوراً، والثالثة ألا تكون عملية الثأر التي يعتزم الحزب القيام بها، بمثابة الانجذاب الى مكمن اسرائيلي، لتستغل عبره الحدث من أجل ان تعاود تكرار فصول حرب تموز، او ما يضاهيها ويوازيها من رد الفعل.
ومن يعرفون عقل الحزب الداخلي، خصوصا ذلك الذي يتعاطى بموضوع المواجهة مع اسرائيل، يعرفون انه عقل عميق وهادئ وضليع، لذا لم يلتزم الحزب منذ البداية أي مدى او موعد زمني للثأر والرد انطلاقاً من معادلة فحواها ان الهدف الذي خسره الحزب كان استراتيجياً، لذا فإن الرد سيكون استراتيجياً وفي المحطات الاستراتيجية، ليغيب عنصر الوقت وتتدنى الى ادنى المراتب وقيمة عامل الزمن.
تلك المقولة التي كان على الحزب ان يتلوها على مسامع كل من يسأله ويسائله عن مسألة الوفاء بما تعهده من اعلى قيادي فيه. وعلى رغم ذلك احسن الحزب استغلال الحدث من خلال فتحه مع الاسرائيليين ابواب مواجهة امنية حقيقية على مساحة ثلثي العالم، واستطراداً احسن الحزب التلاعب بأعصاب الاسرائيليين وانهكهم، كما تقول مصادره الى اقصى الحدود، حتى انهم صاروا يتحدثون عن حادث الثأر لمغنية اكثر مما تلهج به ألسنة قادة الحزب، وهو امر بالنسبة الى الحزب في غاية في الاهمية لأنه يشكل اولا عملية ربط نزاع مع الاسرائيليين في زمن سعت فيه اسرائيل الى انهاء الغالبية العظمى من هذه الروابط بعدما اطلقت كل الاسرى الذين طالبها بهم الحزب. ومع ذلك يعرف القريبون من دوائر التفكير في الحزب ان الوفاء بالعهد ليس امراً ميسورا كما في السابق.
اما التحدي الثالث، فقد كان تحدي سد الفراغ المدوي الذي خلفه "شطب" القائد مغنية من معادلة المواجهة التي اتقنها وبرع فيها. ثمة في الحزب من يتحدث بكل صراحة عن ان الرجل لم يرحل قبل ان يعدّ من يخلفه ويستكمل المشوار.
ـ صحيفة السفير
نبيل هيثم:
ذكرى الحريري: جمهور متأرجح بين خطاب هادئ وخطاب مهجوس
14 آذار أمّنت الحشد .. فهل أصبح مصيرها الانتخابي .. آمناً؟
ما من شك في ان «14 آذار» نجحت في «تأمين» حشد جماهيري في الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اكبر بكثير مما كان عليه في الذكرى الثالثة، التي اصيبت في 14 شباط من العام الماضي. الحشد تحقق، ولكن هل سيؤمن ذلك فعلا حماية مصير «14 اذار» في الانتخابات المقبلة، وهل سيمكـِّن هذا الفريق من الفوز انتخابيا على قوى المعارضة؟ الحشد، على ضخامته، لا يستطيع الإجابة الحاسمة على أيّ من هذه الاسئلة، وجلّ ما حققه في هذا السياق، أنّه أمّن استمرارية لهذه التساؤلات على الاقل، من الآن ولغاية ظهور نتائج «المعركة الفاصلة» التي ستقع في داخل الصناديق في السابع من حزيران المقبل.
ويعزّز هذه الاستمراريَّة، اربع ملاحظات اساسية:
الاولى: الخطاب السياسي العام الذي ظهر خلال المهرجان، والذي جعل من ذكرى استشهاد الرئيس الحريري، جسرا الى الانتخابات النيابية، من خلال تظهيرها مناسبة تحريضية للشحن الانتخابي الذي كان اولوية في هذا الخطاب، وليس ذكرى الرئيس الشهيد بحد ذاتها. فضلا عن ان هذا الخطاب بمجمله ، عكس حقيقة واضحة بأن لكل من اعتلى منبر الخطابة السبت، ومن لم يعتله ايضا، مشكلة انتخابية خاصة. ومن هنا الفارق الذي برز ما بين خطاب ينطوي على مضمون هادئ داخليا من قبل وليد جنبلاط وسعد الحريري، وبين خطاب متوتر مهجوس بالعماد ميشال عون قدمه سمير جعجع وامين الجميل.
الثانية: تمايز الخطاب الذي تم تقديمه، بحيث بدا وكأن هذا الخطاب في مكان، والجمهور المحتشد في مكان آخر، بحيث تجاذبه مضمونان سياسيان مختلفان فتفاعل الجمهور المعبأ والمشحون منذ العام 2005، مع الخطاب المتوتر الذي قدمه جعجع والجميل، بينما استهجن «الخطاب الهادئ»، بحيث بدا هذا الخطاب وكأنه يطلق في صحراء، ويمرّ من فوق هذا الجمهور «المستهجن» الى اماكن وجهات سياسية في المقلب الآخر.
الثالثة: تعامل أصحاب المهرجان مع الحشد، كـ«إنجاز جماهيري مهم» وليس كـانجاز نهائي وحاسم يمكن من خلاله الجزم بإمكانية تمكن 14 اذار من إلحاق الهزيمة بالمعارضة، وقلب الصورة في حزيران المقبل.
الرابعة: نظرة المعارضة الى هذا الحشد في ساحة الشهداء على انه «حشد مدفوع» كان في الامكان ان يزيد اكثر في ما لو تمّ رصد مال اكثر. فالصورة لا تبدو مقلقة من هذه الزاوية.
الا ان المعارضة تترك حيزا مهما للقلق من المستور على طريق الانتخابات، فإذا كان اصحاب المال قد انفقوه بلا سؤال، على مجرّد «نزول» الى ساحة الشهداء للصورة فقط، فكم سيكون حجم الانفاق الداخلي على انتخابات تعتبرها «14 اذار» مصيرية، او الانفاق الخارجي من خلال «الجسر الجوي»، الذي يجري بناؤه لاستقدام الاف المغتربين من الخارج؟
يقود ما سبق الى السؤال التالي: ماذا لو نجح الجسر البري الداخلي والجسر الجوي الخارجي في الحشد الى الانتخابات كما نجحت 14 اذار في الحشد الى ذكرى 14 شباط ؟ هنا، يقولون في المعارضة، ان القلق واجب.. ولا يجوز النوم على حرير.
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
جماهير الذكرى الرابعة لـ14 شباط تتوّج انتصارات 14 آذار
لقد بات واضحا في رأي بعض المراقبين ان قوى 8 آذار والمتحالفين معها لا تتوقع الفوز في الانتخابات النيابية المقبلة بأكثرية المقاعد النيابية بل ان هذا الفوز قد تحرزه قوى 14 آذار مرة اخرى خصوصا بعدما اكدت ذلك نتائج الانتخابات النقابية في المجالات المهنية والطالبية والعمالية، وتوجت الامل بالفوز الحشود الجماهيرية الكبيرة في ساحة الشهداء، ساحة الحرية، احياء للذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وكل الشهداء الابرار الذين سقطوا من اجل لبنان السيد الحر المستقل، لبنان الابدي السرمدي.
لذلك، فان قوى 8 آذار التي تتوقع ان تعود اقلية كما هي الآن، تريد ان تشارك الاكثرية في الحكم لتحول دون اتخاذ القرارات في المواضيع المهمة اذا لم يكن اتخاذها مقبولا منها، فيتكرر مع حكومة مقبلة ما هو حاصل مع الحكومة الحالية باسم "الوحدة الوطنية" الكاذبة. هذا الوضع تحاول قوى 8 آذار والمتحالفون معها الابقاء عليه كي يظل الشلل يسود المؤسسات وقيام الدولة القوية القادرة يتعثر، وهو ما جعل مسؤولين اميركيين واوروبيين يسألون أركاناً في قوى 14 آذار عما اذا كان في استطاعتهم ان يحكموا اذا فازوا بأكثرية المقاعد في الانتخابات النيابية المقبلة، ام ان الاقلية المعارضة سوف تعود لتمارس لعبة التعطيل التي مارستها على مدى ثلاث سنوات باسم "المشاركة الوطنية" في الحكم والتوافق على الموضوعات المهمة، فحولت المشاركة مشاكسة داخل السلطة وخارجها، ووضعت الاكثرية بين خيارين: إما القبول بما تريد وإما تعطيل كل قرار مرفوض منها وذلك باللجوء الى الانسحاب من الحكومة توصلا الى فرض استقالتها برمتها، اذا تعذر تعيين وزراء بدائل من الوزراء المنسحبين من الحكومة. واذا جاء التعيين مخالفا لرأيها أو اعتباره لا يمثل المذاهب او الاحزاب التي انسحب ممثلوها الحقيقيون من الحكومة، عادت الاقلية المعارضة الى الشارع لتعبر عن احتجاجها، حتى ولو ادى ذلك الى 7 ايار آخر. وهي قادرة على ذلك ما دامت مسلحة، وتفرض بسلاحها تحويل الجيش وقوى الامن الداخلي من قوة حسم وفرض الامن الى قوة فرضه بالتراضي او قوة فصل وفك اشتباك فقط، وهو ما حصل حتى الآن كلما نزلت الاقلية المعارضة بسلاحها الى الشارع.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
التهدئة كما التسوية تحتاج الى أحرار
أظهر الزعيم الدرزي الأبرز النائب وليد جنبلاط بُعد نظر كبيراً ومعرفة عميقة بالأوضاع في لبنان ومدى ارتباطها بالاوضاع في المنطقة عندما رفع في ظهوره الاخير عبر تلفزيون الـ"ال. بي. سي" شعار نعم للتهدئة ولا للتسوية، وكرر هذا الشعار في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري قبل يومين أمام حشد شعبي كبير يذكّر، بحجمه العددي وتنوعه السياسي والطائفي، بالحشد الذي كانت ساحة الشهداء او ساحة الحرية مسرحا له بعد شهر من اغتياله أي في 14 آذار 2005. فالتسوية تعني اتفاقاً دائماً أو على الاقل طويل الامد على حل القضايا المختلف عليها بين اللبنانيين الذين انقسموا فريقين يكادان ان يكونا متساويين من حيث العدد والتأثير السياسي والانتخابي والتنوع الطائفي وليس المذهبي رغم التفاوت الكبير بينهما في القوة العسكرية. علماً ان المقارنة بينهما في هذا الموضوع بالذات لا تجوز لأن الواقع يشير الى ان فريقاً واحداً من الاثنين اي 8 آذار يملك قوة عسكرية بل جيشاً وليس ميليشيا كما يحلو للبعض ان يعتقد، في حين ان الفريق الآخر أي 14 آذار لا يملك من كل ذلك الا الاسلحة الفردية التي لم يتطوع أحد بعد انهاء حروب لبنان الى جمعها وهي موجودة في غالبية البيوت اللبنانية بحكم العادة.
ـ صحيفة النهار
نبيل بومنصف:
عن "هدير" الديموقراطية
يمكن الاعتبار ان ناس 14 آذار، الذين تحركوا بدافع من اقتراب اللحظة الانتخابية على ما توحي كل مؤشرات الحشد قبل حصوله وخلال حضوره، وان جموعاً على هذا الاتساع من التنوع والتعدد باتت قضيته الطارئة الجديدة الديموقراطية اللبنانية بمعناها الرحب. بذلك سيكون على "قوى" 14 آذار ان تلتقط الرسالة قبل سواها ما دامت تشعر بالعرفان حيال جماهير وقواعد شعبية لا تتمتع واقعا بـ"وحدة" عقيدة سوى انها تقدم البراهين المتعاقبة على انها تنضوي تحت لواء الديموقراطية والتعددية. ويكتسب هذا البعد ذروة اهميته مع انطلاق الحمى الانتخابية ومشارفة لبنان على خوض اختبار فريد بين مشروعين كأنه في نظام الحزبين الذي يعتبر الاعرق في الديموقراطيات الغربية الكبرى.
ـ صحيفة الأخبار
حسن عليق :
أوقفت مديرية استخبارات الجيش، بالتعاون مع حزب الله، المدعو مروان ف. (من بلدة كفرتبنيت الجنوبية) إثر الاشتباه في عمله لحساب استخبارات العدو الإسرائيلي. وأتت عملية التوقيف قبل نحو 10 أيام بعد مراقبة لصيقة للمشتبه فيه امتدّت أشهراً.وذكرت مصادر مطّلعة على التحقيقات لـ«الأخبار» أن الموقوف، وهو من سكان مدينة النبطية، اعترف بأن استخبارات العدو جنّدته في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي في فرنسا، حيث كان يعيش. وكلّفته بجمع معلومات عن المقاومة، من ناحية أفرادها وتحركاتهم ومراكزها وتحصيل أيّ معلومات ممكنة عن مواقعها العسكرية، فضلاً عن جمع معلومات عن الجيش اللبناني.وأشار مرجع أمني رسمي لـ«الأخبار» إلى أن دور مروان في الجنوب كان شبيهاً بدور علي الجراح وشقيقه يوسف في البقاع (أوقِفا في تموز 2008 بتهمة التعامل مع العدو وأحيلا على القضاء العسكري). إذ إن الإسرائيليين كانوا يستخدمون الثلاثة لجمع كل المعلومات الممكنة عن المقاومة، وأي معلومات تمكّن العدو من تنمية بنك الأهداف الموجودة في حوزته، أو يمكن استثمارها لاستهداف أفراد في المقاومة أو لتجنيد أشخاص آخرين. لكن الفارق بين الحالتين هو كيفية جمع المعلومات (استخدام الأخوين الجراج لتقنيات متطورة مقابل الاعتماد على العامل البشري عند مروان ف.). ولم تتوصل التحقيقات إلى تحديد أي ضلوع للموقوف في تنفيذ عمليات تفجير لحساب العدو، فضلاً عن عدم وجود أدلة على وجود شركاء له.وذكرت مصادر مطّلعة أن مروان ف. اعترف بأنه كان يتواصل مع الإسرائيليين عبر شبكة الإنترنت، لكن بطريقة متطورة جداًَ تمنع الأجهزة الأمنية اللبنانية من كشف الاتصال. ولم يتوصل التحقيق بعد إلى تحديد ما إذا كان الإسرائيليون قد زوّدوه بأجهزة متطورة للاتصال أو التصوير كتلك التي ضبطت مع الأخوين الجراح أو مع محمود رافع (أوقف في حزيران 2006 بتهمة اغتيال الأخوين مجذوب في صيدا وجهاد جبريل في بيروت وعلي صالح في الضاحية الجنوبية لبيروت وعلي حسن ديب في شرق صيدا).وأشار الموقوف خلال التحقيق معه إلى أنه، وبعد عودته للاستقرار في لبنان منتصف التسعينيات، كان يسافر إلى باريس دورياً، على حساب الإسرائيليين، تحت ستار زيارة شقيقه الذي يعيش هناك، فيما الهدف الحقيقي كان لقاء مشغّليه هناك، حيث كان يتقاضى منهم مبالغ مالية ويتلقى منهم التوجيهات. واعترف الموقوف بأنه زار فلسطين المحتلة نحو 4 مرات، حيث خضع لعدة دورات تدريبية على كيفية الاتصال بالإسرائيليين. وأضافت مصادر مطّلعة أن المبالغ المالية التي تقاضاها خلال عمله الطويل مع العدو كانت زهيدة، مقارنة بما كان يتقاضاه الأخوان الجراح أو محمود رافع. وتجدر الإشارة إلى أن مروان ف، وهو في العقد الرابع من العمر، يملك محطة لبيع الوقود في مدينة النبطية، على طريق بلدة حاروف، وكان دوماً يحاول التقرّب من أفراد حزب الله وقادته. وخلال حرب تموز، كان قد سلّم مفاتيح محطته إلى أفراد من المقاومة طالباً منهم استخدامها عند الحاجة. وأشار مروان ف. خلال التحقيق معه إلى أن ظروف حرب تموز دفعته إلى قطع صلته بمشغليه، علماً بأن مبنى قريباً جداً من محطته تعرّض للتدمير جراء غارة شنتها طائرات إسرائيلية عليه.
وقد أدى توقيف مروان إلى إثارة موجة من الشائعات في مدينة النبطية، تحدّث معظمها عن توقيف شركاء له. وقد سمّى مطلقو هذه الشائعات عدداً من الأشخاص الذين صودف أنهم غادروا المدينة بالتزامن مع توقيف مروان ف. إلا أن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى أكدوا عدم صحة أيّ من هذه الشائعات
ـ صحيفة الأخبار :
كتب إبراهيم الأمين ملفا كبيرا عن الحاج عماد مغنية استحوذ على الصفحات 2 و 3 و 4 و 5 ، وعنونت الصحيفة على صورة كبيرة للحاج عماد مغنية في الصفحة الأولى :" الخارج إلى الضوء" مع إيراد عدة صور جديدة للحاج في داخل الملف.
ومما جاء في الملف الإضاءة التالية : الثلاثاء، الحادي عشر من تموز عام 2006، كان عماد مغنية في دمشق، عقد سلسلة اجتماعات قبل أن يتوجه قبيل منتصف الليل إلى منزل صديقه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله. أمضى لديه وقتاً طويلاً، أعطاه أقراصاً مدمجة فيها نسخة عن أناشيد وقصائد أعدّها مناصرون للمقاومة. تحدث وإياه عن فلسطين وعن المقاومة. وبعد منتصف الليل، وقف عماد مغادراً، أصر عليه الدكتور رمضان البقاء إلى الصباح، قال له: أريد أن أعود إلى بيروت، لديّ عمل، ادعُ لنا بالتوفيق!
صباح اليوم التالي، تلقى عماد البرقية العاجلة من غرفة العمليات عن احتمالات قوية لتنفيذ الخطة المقررة للأسر قبالة عيتا الشعب. كانت نقطة الرصد هناك قد عملت لوقت طويل على مراقبة المكان، وحين وصلت السيارات العسكرية، تم اتخاذ القرار بالتنفيذ الفوري.
بعد بدء العملية بأقل من نصف ساعة، كان الحاج عماد مغنية يطلع القيادة على آخر الأنباء، ويتأكد من سلامة المقاومين ووصول الأسيرين إلى النقطة المتفق عليها، ومباشرة بدأت عمليات الإخلاء لكل المقارّ واستنفار جميع الوحدات العسكرية في المقاومة استعداداً للمواجهة.
وفي مكان آخر، كان صديق مشترك بين الحاج رضوان والدكتور رمضان يزور الأخير في مكتبه في دمشق، وينقل إليه الأخبار السارة، وأبلغه أن الحزب يدرس الآن البيان المفترض إصداره عن العملية وهناك نقاش حول الاسم المفترض إطلاقه على العملية. اقترح أبو عبد الله «الوعد الصادق» قال لضيفه إن الأمر فيه عرفان للسيد حسن، الذي قاد هذه التجربة، وفيها تأكيد على التزام المقاومة وعودها لشعبها... وهكذا كان، فكان اسم «الوعد الصادق».
ـ صحيفة الأخبار
محمد نزال :
احتفل بعض اللبنانيّين بعيد العشّاق بالاعتداء على شركائهم في الوطن. فقام شبان بطعن مشاركين في مهرجان ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري بالسكاكين وضربهم بالعصيّ بينما قام آخرون بإطلاق النار ورشق المارّة بالحجارة في بيروت والجبل والبقاع والشمال
توفي صباح أمس المواطن لطفي زين الدين، نتيجة تعرضه لطعنات عدة بالسكاكين في منطقة السوديكو، وذلك لدى عودته من ساحة الشهداء ومشاركته في ذكرى «14 شباط»، وقد نقل على أثرها إلى مستشفى رزق في الأشرفية للمعالجة، لكنه ما لبث أن فارق الحياة، وسيشيّع جثمانه اليوم الاثنين في بلدته الشبانية ـــ المتن الأعلى. وأفادت تقارير أمنية أن تضارباً حصل بين المغادرين من ساحة الشهداء وأشخاص مجهولين، نتجت منه إصابة زين الدين بثلاث طعنات سكين في ظهره، كما أصيب ولده بسكين في رأسه وخاصرته، نقل على أثرها إلى المستشفى. من ناحية أخرى، ذكر مسؤول أمني، أن أفراداً من أحد التنظيمات المحسوبة على الأقلية النيابية، وعددهم ثلاثون شاباً تقريباً، دخلوا منطقة رأس النبع قبيل انتهاء المهرجان، ولدى مرور العائدين من شارع عمر بن الخطاب، اعتدوا عليهم بالعصيّ والسكاكين.
وفي رواية أخرى، أكد أحد شهود العيان، أن سيارة تحمل علم «الاشتراكي» توقفت في منطقة الضناوي، وعند اقتراب 4 مواطنين نحوها دهسهم السائق، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم، أحدهما جروحه بالغة ويدعى «أبو وائل»، وقد فرَّ السائق مسرعاً دون أن تستطيع القوى الأمنية الموجودة في المنطقة إيقافه. ويضيف الشاهد إن هذه الحادثة كانت الشرارة الأولى لتصاعد الإشكالات وتنقّلها في المناطق، إذ جرى قطع الطريق وتوقيف بعض المارة، ولم يعد باستطاعة المسؤولين عن بعض التنظيمات الموجودة في المنطقة السيطرة على الأفراد، مشيراً إلى أنه سمع أحدهم يقول «ما تفعلونه خطأ، والقيادة لا ترضى بذلك»، فنهروه ولم يمتثلوا لتعليماته. ويلفت الشاهد إلى أنه لاحظ قبل ليلة 14 شباط وجود بوادر للإشكالات، حيث كانت تتنقّل «دوريات الدراجات النارية من الطرفين»، وكانت هناك حركة لافتة تنبئ بوقوع ما قد وقع.
وأثناء عودة المشاركين في مهرجان 14 شباط، وقع إشكال في منطقة المشرفية تقاطع مار مخايل، إذ إنّه أثناء مرور سيارة من نوع (بي أم لون أسود) وبداخلها شخصان، أقدم عدد من الشبان على التعرض لها، وعند محاولتها الفرار باتجاه منطقة حي ماضي، صدمت شخصاً بطريق الخطأ، بحسب ما أوردت تقارير أمنية، فعاد المحتشدون واعترضوها وأقدموا على تحطيمها وضرب من فيها. ووقعت حادثة أخرى في المنطقة نفسها أثناء مرور 4 مواطنين في سيارة من نوع (هوندا) حيث أقدم مجهولون على الاعتداء عليهم بالضرب، ما أدى إلى إصابتهم بجروح وتحطيم السيارة، وقد فر الفاعلون إلى جهة مجهولة، بحسب ما أكدت التقارير الأمنية نفسها. من جهة أخرى، أكد مسؤول مقرب من الأكثرية النيابية أن أفراداً من «حزب الله» وقفوا حاجزاً بين الطرفين، وبذلوا جهوداً لحماية المتظاهرين العائدين أول من أمس.
وحصلت عدة إشكالات أخرى، في مناطق بشارة الخوري، زقاق البلاط، الضنّاوي، كركول الدروز، خندق الغميق، الزيدانية، تقاطع مار مخايل، قصقص وشاتيلا، وقد أفادت تقارير أمنية أنه جرى فيها تضارب بالأيدي والعصي، وتحطيم بعض السيارات ورشق بالحجارة أدت جميعها إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح ورضوض وكسور، عرف منهم سمية ي، محمد ر، كارمن ح، سمير ع، فراس ع، نور ع، محمد م، ماهر ف، أكرم ح، عدي س، محمد ب، إبراهيم ن، مصطفى خ، جعفر ي، أسعد ش، شكيب أ، نديم أ، كميل ك. وقد نقلوا جميعاً إلى عدة مستشفيات، منها المقاصد ورزق وأوتيل ديو والجامعة الأميركية.
الإشكالات لم تقتصر على منطقة بيروت وضواحيها، فقد أطلق مجهولون النار من سيارة من نوع «نيسان» في منطقة بحمدون، باتجاه «فان» قادم من منطقة بعلبك، وأوردت تقارير أمنية، أنه أصيب داخله المواطن خالد غ، بطقلين ناريين في ظهره، نقل إثرها إلى مستشفى قلب يسوع وهو بحالة حرجة، كما أصيب المواطن بلال ن، تحت إبطه الأيمن بطلق ناري وجرحه طفيف. وبحسب التقارير الأمنية نفسها فقد عرف من الفاعلين، مالك ح، وجمال ص، وهما متواريان عن الأنظار.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في زحلة أن مجهولين أقدموا على إحراق منزل مواطن مقيم في بلدة قب الياس. وقد حضرت القوى الأمنية وعاينت المنزل وفتحت تحقيقاً لمعرفة خلفياته والفاعلين.
وبعد ظهر أمس، حصلت عدة ردود فعل على مقتل زين الدين، منها قطع طريق ضهر البيدر في منطقة بحمدون، حيث أطلق أحد الأشخاص النار على سيارة نقل (فان) تحمل ركاباً من البقاع إلى بيروت. وقد تمكّنت القوى الأمنية من توقيف المشتبه فيه بإطلاق النار. وأكّد مسؤول أمني رفيع أن جميع القوى رفعت الغطاء عن المخلين بالأمن.
ـ صحيفة المستقبل
فيصل سلمان :
المواطن لطفي زين الدين، كان احد الذين تعرضوا يوم امس الاول لاعتداءات أودت بحياته.
لماذا ومن قتل لطفي زين الدين؟ قُتل لطفي لانه كان احد المواطنين الذين شاركوا في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في ساحة الحرية.
في طريق عودته الى بلدته قرب حمانا ومعه مجموعة من رفاقه يلوّحون بالأعلام اللبنانية، أوقفتهم مجموعة من الزعران وأبرحوهم ضرباً بالعصي وبالسكاكين.
لطفي زين الدين لم يكن الوحيد الذي تعرض ورفاقه للضرب (والقتل) اذ ان مجموعات عدة ممن كانوا في مهرجان ساحة الحرية تعرضوا ايضاً لشتى انواع الإهانات وتكسير السيارات وإطلاق الرصاص إرهاباً.المعتدون، مجموعات من الشبان اقاموا كمائن لمؤيدي 14 آذار، في مناطق تخضع لنفوذ فرقاء من 8 آذار، ونجحوا في تأكيد سعة صدرهم وعشقهم للديموقراطية وللآخر.
ماذا؟ هل سينتهي الامر عند هذا الحد؟
وهل تقف قيادات 8 آذار لتقول ان لا علاقة لها بما جرى؟ وهل من فائدة بمطالبة الاجهزة الامنية والقضائية بمعاقبة الفاعلين؟
انا لا احمّل جميع قيادات فريق 8 آذار المسؤولية عما جرى تحديداً، ولكنها بالتأكيد مسؤولة عن اجواء التعبئة ضد الفريق الآخر.
وأنا، مع قلقي الشديد من الحالة العدائية التي باتت قائمة بين جمهوري الفريقين، اريد ان اعبر عن قلق اكبر، انطلاقاً مما حدث للشهيد لطفي زين الدين، لأطرح السؤال الآتي: ماذا سيحصل إذن لو وصلت قوى 8 آذار الى السلطة وكيف سيتصرف جمهورها ازاء جمهور 14 آذار؟.
2009-02-16 23:42:06