ـ صحيفة السفير:
الطقس البارد الذي يلف لبنان لم يخفف سخونة التوتر السياسي، فرد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومن عاصمة الجنوب صيدا، على الانتقادات التي تناولته مؤخراً، بقوله: &laqascii117o;لم نرضخ يوماً للترهيب والتهديد والابتزاز، ولن نرضخ له الآن، أو في المستقبل، لم نتراجع عن أهدافنا ولن نتراجع عنها، وسنظل نترفع عن الإسفاف وعن السفه والمهاترات". إلا أنه عاد وأكد ان &laqascii117o;كُلُّ شيءٍ يمكن مناقشتُهُ ومعالجتُهُ بالحوار، وإذا لم ننجح اليوم، فسوف ننجح غداً. والعنف لا يحلُّ المشكلات، بل يزيدها تعقيداً، ويوصل لانقساماتٍ لا تنتهي، والحلول لا تتحقق لا بالسلاح ولا بالاستقواء ولا بالابتزاز ولا بالتهويل ولا بالإسفاف". وشدد على أن &laqascii117o;الصدام السياسي الكبير الذي امتد لأكثر من ثمانية عشر شهراً حتى اتفاق الدوحة ما انتهى هناك، بل دخل مرحلةً جديدةً ينبغي أن نتأملَّها". كلام السنيورة جاء خلال الحفل التكريمي الحاشد الذي أقامته على شرفه &laqascii117o;الشبكة المدرسية لصيدا والجوار"، بإشراف وزيرة التربية بهية الحريري لمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.
مصادر السينورة: بري يفتش عن المشكلة
ونفت مصادر رئيس الحكومة بشدة أن يكون هدف الرئيس السنيورة من زيارته الى صيدا انتخابياً، وقالت لـ&laqascii117o;السفير" إن الدعوة التي وجهتها &laqascii117o;الشبكة المدرسية" الى رئيس الحكومة لزيارة صيدا من أجل تكريمه تعود الى ما قبل 10 أيام ولكن ما أعطى نكهة لهذا التكريم هو الهجوم الذي يشنه الرئيس نبيه بري على الرئيس السنيورة، الأمر الذي دفع البعض الى المشاركة من تلقاء أنفسهم في حفل التكريم تضامناً مع المحتفى به.
واعتبرت المصادر أن الفعاليات الجنوبية تتعرض لتضليل سياسي، يمارسه الرئيس بري لتحقيق أهداف انتخابية، والدليل على هذا التضليل اتهام الرئيس السنيورة بأنه يريد إقفال مجلس الجنوب، في حين ان هذا الأمر لا يعبر عن موقف شخصي له، بل هو التزام حكومي شارك فيه حزب الله وحركة أمل اللذان التزما في البيان الوزاري بإقفال مجلس الجنوب، بعد أن تدفع له كامل متوجباته على قاعدة قانون 2001، ورئيس الحكومة ينفذ ما تعهد به على هذا الصعيد، فأقرت مؤخراً سلفة للمجلس بقيمة 40 مليار ليرة، معطوفة على سلفتين مماثلتين سددتا سابقاً، بينما يصر رئيس مجلس النواب على الخروج عن الاتفاق ليطالب بإضافة جديدة تتمثل في الـ60 مليار ليرة.
كما نفت المصادر الحكومية أن يكون السنيورة قد أوقف تعويضات الجنوبيين عن حرب تموز، لافتة الانتباه الى ان الدولة دفعت منذ تلك الحرب قرابة 931 مليار ليرة لبنانية، ومنذ بداية العام الحالي أكثر من 93 مليار ليرة عبر الهيئة العليا للإغاثة التي لم تعد توجد الآن أي معاملة في أدراجها، بعدما أنجزت كل المعاملات التي وردت اليها.
ورأت المصادر ان الرئيس بري هو المستفيد الاول من السجال الحاصل مع رئيس الحكومة، لأنه يعتقد أن ذلك يساعده على التجييش الانتخابي، ولذلك يبحث رئيس المجلس عن المشكلة، والدليل انه رفض تسويتين عرضتا لحل أزمة موازنة مجلس الجنوب في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، طرح إحداها الوزير محمد شطح وطرح الأخرى الوزير خالد قباني، &laqascii117o;ولكن التضليل لن ينفع لأن الجنوبيين يقبضون شيكاتهم، بينما الذين وعدوهم بالبناء اختفوا". وفي ما خص إمكانية ترشح السنيورة الى الانتخابات، أكدت مصادره انه &laqascii117o;ما زال يدرس هذا الموضوع ولم يتخذ بعد أي قرار بشأنه".
أوساط بري ترد
في المقابل، اعتبرت اوساط الرئيس بري لـ&laqascii117o;السفير" انه &laqascii117o;ومع تقديرنا لمدينة صيدا العزيزة علينا، فقد كان الأجدر برئيس السنيورة ان يزور قرى وبلدات جنوبية دمرت بالكامل خلال عدوان تموز وتسـتأهل ان يجول عليها رئيس الحكومة، أما إذا كان الأخير لا يجرؤ على زيارتها تخوفاً من ردود فعل أبنائها فهذا يعني ان هناك أزمة ثقة بينه وبين أهل الجنوب عليه ألا يتجاهلها".
ورداً على اتهام الرئيس بري بأنه يستفيد من استمرار السجال مع الرئيس السنيورة لأسباب انتخابية، تساءلت أوساط رئيس المجلس: لماذا لا يلجأون في هذه الحال الى قطع الطريق علينا ويقفلون في وجهنا أبواب الاستفادة، فيسارعون الى منح مجلس الجنوب حقه في الحصول على موازنته، وتحرير الهبة السعودية والتعويض على الجنوبيين عن الأموال المخصصة لهم، والتي صرفت حيث يجب ألاّ تصرف لدواع انتخابية، مشيرة الى ان رئيس الحكومة معني بأن يجيب أهل الجنوب على تساؤلاتهم حول سبب عدم تمكنهم حتى الآن من قبض الدفعات المالية المستحقة لهم لإعمار او لاستكمال إعمار المنازل المهدمة.
واستهجنت أوساط بري القول إن الاصوات التي أرتفعت ضد مواقف الرئيس السينورة في صيدا جرى تحريكها، معتبرة أن هذا الكلام ليس مقبولاً لأنه يشكل إهانة للناس وللقوى التمثيلية المنتخبة.
وحول قول رئيس الحكومة إن حركة أمل وحزب الله وافقا في البيان الوزاري على إقفال مجلس الجنوب بعد حصوله على المتوجبات المستحقة له، لفتت الأوساط الانتباه الى أن الإقفال يصح عندما تكون هناك حكومة قادرة على القيام بواجباتها تجاه الناس"، ولكن بعد تجربتنا في الحكم في أعقاب حرب تموز لم نعد نستطيع الاطمئنان الى إدارة كهذه، وبالتالي فإن وظيفة مجلس الجنوب ما تزال حيوية وضرورية".
سعد: أهلاً بأم المعارك
الى ذلك، أبلغ رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد &laqascii117o;السفير" ان المواقف التي أدلى بها الرئيس السينورة خلال الكلمة التي ألقاها في صيدا، تؤدي الى توتير العلاقة بين عاصمة الجنوب والجنوب، وهذا ليس في مصلحة الصيداويين بتاتاً. وحول موقفه من احتمال ترشح الرئيس السينورة الى الانتخابات النيابية عن صيدا، قال: أهلاً بـأم المعارك.
جنبلاط: نتمنى لو أخذ الجنوب حقه
في هذا الوقت، واصل النائب وليد جنبلاط إظهار تمايزه في النبرة الهادئة عن بعض حلفائه في قوى 14 آذار، وهو اعتبر خلال جولة له على بعض بلدات الجبل ان &laqascii117o;صفحة أحداث السابع من أيار قد طويت، واتفقنا في الدوحة على كلام التهدئة، وبعد الحادثة الفردية التي حدثت الأسبوع الماضي أثبتت الدولة وجودها ـ كالعادة - والعدالة تأخذ مجراها والجناة اعتقلوا واعترفوا. لا ملاذ لنا إلا الدولة ولا مناص إلا العدالة والجيش وقوى الأمن، مع أسفنا الكبير على الكلام الخارج عن التهدئة في هذين اليومين بين أقطاب كبار نحترمهم في السياسة، وكنا نتمنى لو أن قضية الموازنة حُلَّت وأخذ الجنوب حقه وكل لبنان حقه، لأن الموازنة في النهاية ستأخذ مجراها، وأتمنى أن تحل أزمة الموازنة خارج إطار السجالات". وشدد على أن &laqascii117o;كل شهداء السابع من أيار أنتجوا الاتفاق برغم تباين الخنادق غير المتوازنة
ـ صحيفة النهار:
بعد احتدام المشهد السياسي الداخلي في نهاية الاسبوع الماضي، بدا أمس ان بصيص نور قد يظهر في الاسبوع الطالع. ففي معلومات لأوساط مواكبة لأزمة العلاقات بين الرئاستين الثانية والثالثة على خلفية موازنة مجلس الجنوب، أن مسعى لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ربما تبلور قبل الخميس موعد الجلسة العادية لمجلس الوزراء، وهو يتمثل في جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة من أجل احتواء التوتر بينهما والذي بلغ مستوى من العنف اللفظي لم يسبق له مثيل. وقالت الاوساط امس ان فكرة اللجنة الوزارية التي تجمع طرفي الاكثرية والاقلية في مجلس الوزراء والتي لم تبصر النور بعد أمامها ما بين 24 و48 ساعة لتنجز شيئا ما قبل ان يدخل مسعى الرئيس سليمان على الخط لجمع الرئيسين بري والسنيورة. وتكهنت هذه الاوساط ان يكون الاربعاء، الموعد التقليدي للزيارة الاسبوعية لبري لبعبدا، فرصة لتحقيق لقاء الرؤساء الثلاثة، علما ان رئيس المجلس لم يزر بعبدا الاربعاء الماضي لاطلاع رئيس الجمهورية على ما انتهت اليه الجلسة الاشتراعية الاخيرة لمجلس النواب والتشاور الذي هو ضروري بينهما، ذلك ان للرئيس سليمان صلاحية رد القوانين مما يقتضي التنسيق بين الرئاستين الاولى والثانية. وسألت 'النهار' عضوا في اللجنة الوزارية التي لم تنطلق بعد عن معطياته، فأجاب انه حتى يوم امس 'لم يطرأ جديد'. وشدد على 'أهمية بروز مناخ تهدئة في الاجواء مما يساعد على انطلاق اللجنة نحو الغاية المنشودة من قيامها'.
ويستقبل الرئيس سليمان اليوم وفدا موسعا من 'المركز المدني للمبادرة الوطنية' يقدم اليه رسالة عن الاوضاع القائمة في البلاد والوسائل الممكن اعتمادها لمواجهة التدهور، ومنها ما يتعلق بالنظام الانتخابي.ويضم الوفد أكثر من 40 شخصية سياسية وفكرية واعلامية ونقابية وثقافية، منها الرئيس حسين الحسيني والنائب غسان تويني، وهما عضوان في 'الهيئة الوطنية' للمركز المدني.
ـ صحيفة الأخبار:
وأعلن الامين العام السابق للحزب الشيوعي فاروق دحروج، في مؤتمر صحافي بحضور الأمين العام للحزب خالد حدادة، ترشّحه عن المقعد السني في البقاع الغربي، وتحدث عن تاريخ الحزب ونضاله ومقاومته، معتبراً أن ترشحه كما في كل مرة يأتي تحدياً وقدراً في هذه الدائرة. وقال دحروج إن هذا الترشح من جديد هو تحدّ للذين يريدون تأييد التخلف والانحدار اقتصادياً وإنمائياً، لمن يريدون نواباً يكرّسون الطائفية، ويرسّخون المذهبية والتبعية". بدوره، أكّد وزير العمل محمد فنيش أن حزب الله متمسك بإجراء الانتخابات في موعدها وفي يوم واحد &laqascii117o;والمسؤولية في ذلك ستتحمّلها الوزارات والأجهزة المعنية من ناحية توافر المستلزمات الامنية والادارية".
من جهته، أعلن النائب الأسبق نجاح واكيم أنّ حركة الشعب ستخوض الانتخابات النيابية المقبلة تحت شعارات السلم الأهلي وإلغاء الطائفية والعمل من أجل تغيير النظام السياسي. وفي ختام مؤتمرها الثاني الذي عقدته في فندق السفير في بيروت، بحضور شخصيات سياسية وحزبية ونقابية، رأى واكيم أن الخلاف على الاستراتيجية الدفاعية هو خلاف على من هو العدو. ولفت واكيم إلى أن الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة ومعها سائر القوى الوطنية في 2006 أتاح القضاء على المشروع الأميركي في المنطقة، واستثمار النصر في إعادة بناء الدولة والمجتمع على أسس وطنية سليمة.
ـ صحيفة الحياة:
أكد وزير الداخلية والبلديات اللبناني زياد بارود لـ &laqascii117o;الحياة" ان الانتخابات النيابية ستجرى في 7 حزيران (يونيو) المقبل في كل لبنان وفي يوم واحد، وأن الوزارة، بكل أجهزتها الأمنية والإدارية، تواصل التحضير لإنجاز هذا الاستحقاق في موعده وأن أحداً في لبنان لا يتحمل تبعات خرق اتفاق الدوحة الذي نص على وضع قانون انتخاب جديد وإجراء الانتخابات في موعدها من دون أي تردد، مشيراً الى ان قرار إجرائها في يوم واحد أجمع عليه البرلمان، وبالتالي هو خيار تشريعي لا إجرائي &laqascii117o;ونحن كسلطة تنفيذية معنيون بتطبيقه". وأكد ان لا مصلحة لأحد في عدم حصول الانتخابات وأن المطلوب من جميع الأطراف التعاون لتحصين الوضع الأمني وإيجاد المناخ المواتي لإنجاز هذا الاستحقاق الكبير، خصوصاً ان لدى الجميع شعوراً بأنه سيكون الفائز وأن المنافسة ستكون شديدة و &laqascii117o;على المنخار"، بحسب التعبير العامي، وبالتالي فإن ارتياحهم الى النتائج يدعو الى التفاؤل بإجراء الانتخابات.
وبالنسبة الى التوترات الأمنية المتنقلة التي شهدها لبنان اخيراً ومدى تأثيرها في إجراء الانتخابات، قال بارود: &laqascii117o;يجب علينا التمييز بين كل هذه الحوادث باعتبار ان معظمها لا يرتبط بالمناخ الانتخابي وأن بعض الجرائم التي حصلت ذات طابع جنائي تدخل في سياق الجرائم العادية والفردية التي يتولى القضاء اللبناني التحقيق فيها في صورة مستقلة عن المناخ الانتخابي الذي بدأ يوحي وكأن ثمة ترابطاً بين كل هذه الجرائم المؤسفة".
واعتبر بارود ان خطف الموظف في شركة &laqascii117o;طيران الشرق الأوسط" جوزف صادر لا يمت بصلة الى المناخ الانتخابي، &laqascii117o;لكن هذا لا يعني ان جهودنا ستتوقف قبل تأمين الإفراج عنه وعودته سالماً الى عائلته، لأن هذا من واجبنا ومن صميم عملنا". كما اعتبر ان اغتيال الموظف في الشركة نفسها الطيار غسان المقداد لا يمت بصلة الى المناخ الانتخابي. وقال ان القضاء اللبناني يواصل تحقيقاته بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لتوقيف الفاعل، مؤكداً ان الأجهزة الأمنية في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تمكنت من توقيف 125 شخصاً لهم علاقة بالحوادث التي وقعت يومي السبت والأحد في 14 و15 الجاري، وتم تسليمهم الى القضاء المختص، لا سيما المتورطين في قتل المواطن لطفي زين الدين.
وكشف بارود ان التحقيقات الأولية في شأن إلقاء القنابل على بعض المراكز الحزبية أظهرت ان لا علاقة لاستهداف احد هذه المراكز بالمناخ الانتخابي ولا بالانتخابات وأن ذلك سيعلن عنه فور الانتهاء من التحقيقات.
التحقيق مع خليجيين وفلسطيني
على صعيد آخر، علمت &laqascii117o;الحياة" من مصادر أمنية أن التحقيقات جارية مع شخص يحمل الجنسية الإماراتية وآخر فلسطيني كانا أوقفا منذ أيام على تخوم مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا أثناء ترددهما الى المخيم لإجراء تحقيق صحافي. وبحسب المصادر، فإنهما يخضعان للتحقيق للتأكد من عدم ارتباطهما بتنظيم متطرف معروف، فيما تردد ايضاً ان شخصاً خليجياً لا تربطه علاقة بهما أوقف للتحقيق معه لجلاء أسباب وجوده في لبنان وما إذا كان على صلة بتنظيم &laqascii117o;القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن. وعلم ان سفارتي بلدي الخليجيين أحيطتا علماً بالأمر، وهما تتابعان أمرهما مع المسؤولين اللبنانيين.
بدوره أوضح وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار ان اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان &laqascii117o;تم خلال المرات الثلاث بطريقة بدائية"، معتبراً &laqascii117o;أن الفاعلين أرادوا ان يبرهنوا انهم غير محترفين ولا ينتمون الى أي جهة سياسية أو ان هناك جهة جديدة دخلت على الخط". وقال: &laqascii117o;منذ ما كان يسمى بـ &laqascii117o;فتح لاند" تستعمل بعض المناطق في الجنوب لتخزين الأسلحة من قبل جماعات تنتظر التعليمات لخربطة الوضع السياسي". وشدد نجار على &laqascii117o;أن لا مصلحة للفرقاء اللبنانيين في تأزيم الوضع ولا مصلحة لا لـ &laqascii117o;حزب الله" ولا لحلفائه في ذلك"، داعياً الدولة الى &laqascii117o;العمل لضبط اطلاق الصواريخ".
ـ صحيفة المستقبل:
من عاصمة الجنوب صيدا، حدد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة موقفه من الحملة التي تستهدفه، وأكد الثوابت والعناوين التي تحكم موقفه كرئيس للحكومة وحامل همّ اعادة بناء الدولة، من كل ما يثار وخلفيات ذلك، واضعاً النقاط على الحروف، ومتوجهاً الى من يعنيهم الأمر بالقول 'لم نرضخ يوماً للتهديد والابتزاز، ولن نرضخ له الان أو في المستقبل، ولم نتراجع عن اهدافنا ولن نتراجع عنها وسنظل نترفّع عن الاسفاف والسفه والمهاترات'.
وخلال تكريمه من قبل الشبكة المدرسية لصيدا والجوار بإشراف وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري لمناسبة الذكرى الرابعة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ذكّر الرئيس السنيورة بأن 'صيدا هي المقاوم الأول والشهيد الأول'، مضيفاً 'انتابني وما زال حتى اللحظة إحساس بأن مسؤولية حماية مصالح الدولة والمواطنين والجمهورية والإستقلال أمانة يجب ألا نفرط بها'، مشدداً على ان 'النظام والدستور المحترمين هما الحماية للجميع والحاضن للجميع'. وقال انّ 'البعض دأب على زرع ثلاثة أمور في نفوسنا، اولها ان اللبنانيين لا يستطيعون تدبر شؤونهم، وان رفيق الحريري يجب ان يكون ذكرى عابرة، وان لبنان سيبقى ساحة إن لم يعد لبنان الى دور معين'. لكنه في الوقت نفسه أشار الى أنه 'يمكننا ان نقص على رفيق حريري ما أنجزناه على كل الصعد، خصوصاً لجهة اصرارنا على رفض بقاء مدننا ساحة، وجديتنا في العمل للوصول الى العدالة وتقديم المجرمين في اغتيال الحريري والاخرين الى العدالة'، لافتاً الى أنه 'في الاول من آذار تبدأ المحكمة الدولية عملها ونكون بذلك حققنا خطوة أولى باتجاه عودة اللبنانيين الى القدرة على قول رأيهم بحرية'.
وأشار السنيورة الى 'ثلاث حروب شُنت على الدولة اللبنانية: حرب الاغتيالات وحرب تموز 2006 وحرب الإرهاب في مخيم نهر البارد. ثم كان الصراع السياسي المحتدم والممتدّ لأكثر من ثمانية عشر شهراً حتى اتفاق الدوحة. وهو ما انتهى هناك.. بل دخل مرحلةً جديدةً ينبغي كما قلتُ أن نتأملَّها من منطلق الثوابت: العيش المشترك والسلم الأهلي واتفاق الطائف والدستور'. ولفت الى ان 'الصراع ما يزال على استقلال لبنان وسيادته وعلى تماسك المسيحيين والمسلمين وعلى التمسك بالمؤسسات وعلى امساك الدولة بقرار الحرب والسلم وعلى سيادة الدولة على كل أراضيها'، مؤكداً 'استطعنا الصمود في وجه الحروب وخرجنا منها اكثر صموداً وحققنا الكثير من التقدم للدولة'. واذ لفت الى 'ان بقاء الامور على ما هي عليه لا يجعل منها اموراً مقبولة، فإذا قبلنا ان تتحول الدولة الى مزرعة او الى ميليشيا تكون دماء شهدائنا قد ذهبت هدراً'، قال 'لا بدّ من الاستمرار في العمل لكي تعود للمؤسسات الدستورية عافيتها وتوازنها. والفساد الإداري داء كبير، لكن الفساد السياسي داء كبير، لكن الفساد السياسي داء أكبر'، وجدد التنبيه على انه 'في الشأن الداخلي كل شيء يمكن حله بالحوار ضمن ثوابت الدستور واتفاق الطائف، والعنف لا يحل المشكلات بل يزيدها تعقيداً ويوصل الى انقسامات لا تنتهي، والحلول لا تتحقق بالسلاح ولا بالاستقواء ولا بالابتزاز ولا بالتهويل ولا بالاسفاف'، مضيفاً 'صحيح اننا في بعض الاحيان نسير الهوينة بسبب تركيبة الحكومة الحالية، لكننا حتما نسير بصبر وسنصل في النهاية الى مبتغانا(..)'.
في المقابل، وفي ما يكشف نوايا فريق 8 آذار لمرحلة الانتخابات النيابية وما بعدها، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري التأكيد 'ان لبنان لا يحكم من فريق واحد او من فريقين أو ثلاثة او خمسة، بل يحكم من جميع اللبنانيين، وأن هذه هي أعلى درجات الديمقراطية'، وكرر انتقاده مقولة 'ان الانتخابات المقبلة هي نهاية الدنيا'، مضيفاً 'اذا ربحنا الانتخابات فاننا لن نحكم البلد لوحدنا، بل سنظل نمد يدنا للآخرين لنحكم جميعاً، وأؤكد لكم انه سيكون للبنان حكومة وحدة وطنية بعد انتخابات 2009(..)'.
حملة بري التي أردفها بحملة منسقة تولاها نواب كتلته لمهاجمة زيارة الرئيس السنيورة الى صيدا، لاقاه فيها نواب 'حزب الله'. فاعتبر رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد أنه 'لا يجوز لا لرئيس حكومة ولا لرئيس جمهورية ان يلغي مجلس الجنوب ولا موازنة مجلس الجنوب'، وقال 'نحن لسنا خلف الرئيس بري، نحن معه في معركته ضد من يحاول الاستئثار وقطع الطريق على تعويضات اهل الجنوب'، وسأل 'لماذا هذا الانفاق المفرط للمال السياسي اذا كان لديهم شعبية؟ لماذا يبتزون الناس ويحولونهم الى سلع وعبيد لاستخدامهم في صندوق الاقتراع؟(..)'.
بدوره، اعتبر النائب حسن فضل الله 'أن تعطيل الموازنة يتم بقرار سياسي كجزء من حملة سياسية لإظهار فشل تجربة حكومة الوحدة الوطنية'، ورأى أن 'هذا يترافق مع الهجمة السياسية على مبدأ الشراكة وحكومة الوحدة، في ظل التهويل على اللبنانيين اذا ما حققت المعارضة فوزاً في الانتخابات النيابية المقبلة، وهو تهويل يشترك فيه فريق لبناني ودوائر خارجية وهذا دليل على خشيتهم من الانتخابات(..)'.
ـ صحيفة اللواء:
كشف مقرر المحكمة الدولية الخامسة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رين فينسنت ان المحكمة ستقدم طلباً للسلطات اللبنانية بتسليم الجنرالات الاربعة المدعى عليهم في هذه القضية حال بدء المحكمة عملها في الاول من آذار المقبل. وقال فينسنت ــ لقناة <العربية> الإخبارية امس الاحد <إنني لا اتوقع وقوع اي صعوبة في هذا الامر>، موضحاً انه <بالنسبة لإجراءات المحكمة سيتم تقديم طلب الى السلطات اللبنانية لتسليم الوثائق والموقوفين بعد شهرين من بدء عمل المحكمة>. وبشأن الشهود في هذه القضية، أشار القاضي البريطاني الى أن الشهود في هذه القضية سيتم إعطاؤهم هويات جديدة وينقلون الى اماكن اخرى، كاشفاً في الوقت نفسه عن وجود اتفاقات مع بعض الدول من أجل استضافة هؤلاء الشهود>.
وأعلن رسمياً توقيف جميع المتورطين في قتل لطفي زين الدين ورشق الباصات بالحجارة وسائر اعمال الشغب التي حصلت في 14 و15 شباط الحالي، والذين بلغ عددهم 125 شخصاً تم تسليمهم للقضاء المختص.
2009-02-23 14:45:42