ــ صحيفة السفير
حلمي موسى :
تصفية الحسابات تنتهي إلى فضيحة .أولمـرت يعـزل عامـوس جلعـاد
للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل تنفجر فضيحة أمنية على صفحات الصحف فور حدوثها نتيجة خلافات شخصية بين رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك. وخلافاً للسابق لم تتخذ الفضيحة شكل تسريبات وتلميحات وإنما جاءت في عناوين الصحف وبألسنة أصحابها.
واعتبر المراسل العسكري لـ&laqascii117o;هآرتس" عاموس هارئيل أنه في أساس الأمور يكمن الاحتقار العميق والمتبادل بين أولمرت وباراك. كما أن عاموس جلعاد، وهو رجل باراك في المفاوضات مع مصر، كان قد أغضب رئيس الحكومة بانتهاجه مقاربة اعتبرت في تل أبيب استقلالية مفرطة. لكن الانشغال المكثف من جانب ديوان رئاسة الحكومة بقضية جلعاد، لأسابيع معدودة قبل تبديل الحكومة، يشير بعض الشيء إلى طباع أولمرت نفسه.
ــ صحيفة السفير
ساطع نور الدين :
إهانة خاتمي
في بيروت سمع المسؤولون اللبنانيون من السيناتور الاميركي القريب من الرئيس باراك اوباما كلاماً مفاده ان احد اهم معايير الحكم على تغيير سلوك ايران واستعدادها للحوار الجدي مع اميركا، هو انتخاب الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي مجدداً في حزيران المقبل. وفي عواصم عربية وأجنبية أخرى، كلام مشابه يرى أن مجرد ترشح خاتمي للرئاسة هو مؤشر على أن طهران راغبة فعلاً في الانفتاح.
هذا الموقف الاميركي الذي ينسحب أيضاً على الكثير من حلفاء واشنطن ينم عن سذاجة غربية ليس لها مثيل، تعكس جهلاً فاضحاً في أحوال إيران الداخلية، ..من يعرف ألف باء السياسة الداخلية الايرانية، يدرك ان ترشح خاتمي كان خطوة الى الوراء بالنسبة إلى الحركة الاصلاحية الناشطة في ايران، ..
في احتفالات الذكرى الثلاثين للثورة قبل أسبوعين، كاد الرئيس خاتمي يتعرّض للضرب من قبل المتظاهرين المحافظين الذين وصفوه بالمنافق، ولم ينقذه الإصلاحيون الذين ظلوا يصفونه ..من الآن، وحتى موعد الانتخابات سيتعرض خاتمي لما هو أكثر من المهانة على أيدي المحافظين والإصلاحيين معاً، قبل ان يتحقق الناخبون الايرانيون مما اذا كانت اميركا تغيرت فعلاً.. وآن الآوان للتخلص من نجاد والإتيان برئيس جديد يقع في الوسط!
ــ صحيفة السفير
جورج علم :
منطق فيلتمان
يتردد في كواليس ضيقة أن رئيس لجنة الشؤون الخارجيّة في الكونغرس الأميركي السناتور جون كيري، قد مرّ بمكتب مساعد وزيرة الخارجيّة لشؤون الشرق الأوسط السفير جيفري فيلتمان، واستوعب منه درسا خاصا حول لبنان برع في تقديمه عندما وصل الى بيروت، حيث حصر اجتماعاته بالرئيسين العماد ميشال سليمان، وفؤاد السنيورة، وكان لقاؤه مع رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري لافتا، ومميزا.
وتتعاطى الأقليّة بحذر شديد مع التورط الأميركي في الانتخابات لمصلحة قوى 14 آذار، وتعتبره مسيئا للعهد..
وجاءت مواقف السناتور كيري لترسمل فريق 8 آذار في حملته ضد تورّط واشنطن في خصوصيات البيت اللبناني، خصوصا عندما تناول الانتخابات النيابيّة..ويسود اعتقاد، في الوسط الدبلوماسي، أن السناتور كيري ذكّر اللبنانيين بالأسلوب الذي كان يمارسه فيلتمان عندما كان لا يزال سفيرا معتمدا في بيروت ومقاطعا لرئيس الجمهوريّة. ..
وفي الحسابات المتداولة أن &laqascii117o;التورط" الأميركي ربما يسعى الى تأكيد مقولة أن الانتخابات ستكون الفيصل بين مشروعين وخيارين، وإن المطلوب أن تنتصر الأكثريّة...لكن ما يخفف من وطأة هذا التوغل والاختراق هو أن الإدارة الاميركيّة لم تتبن صراحة وجهارا بعد هذا النوع من السياسات..
ــ صحيفة السفير
خضر طالب :
&laqascii117o;كمائن" متبادلة في طريق الحوار... و&laqascii117o;تعايش بالإكراه" حتى الانتخابات.بري ـ السنيورة: &laqascii117o;منازلة" مفتوحة لـ&laqascii117o;حرق" الطموحات الرئاسية .
..يعرف الرئيس بري أن الرئيس السنيورة لم يبلغ بعد &laqascii117o;سنّ التقاعد" وأن طموحاته ما تزال &laqascii117o;فتيّة" بعد أن &laqascii117o;استطعم" جنّة الحكم، ..لكن الرئيس بري الذي كان يتلقّى &laqascii117o;ابتسامات" من خلف ظهر الرئيس السنيورة، فوجئ أن &laqascii117o;خصمه" لم يكن &laqascii117o;لقمة سائغة"، بل ظهر أنه ليس فقط جاهزا لهذه المواجهة ومستعدا لها، وإنما أيضاً لتنفيذ هجوم مضاد على الأرض التي يتحرك عليها رئيس المجلس ومن عدة &laqascii117o;محاور" ليدفعه إلى موقع الدفاع عن النفس بعد أن كان في موقع الهجوم:
ـ فتح ملف مجلس الجنوب، وهو يعرف &laqascii117o;حساسية" الرئيس بري تجاه هذا الملف الذي يعتبر أنه استهداف مباشر له.
ـ تسريبات عن رغبة الرئيس السنيورة بالترشّح في عاصمة الجنوب صيدا.
ـ ترويج معلومات عن اتجاه الرئيس السنيورة لترؤس كتلة نيابية.
ـ تحرّك السفيرة الأميركية في لبنان ميشال سيسون، الذي استعاد تحركاً أميركياً مشابهاً قبل نحو سنتين لعدم انتخاب الرئيس بري في رئاسة مجلس النواب.
حتى الآن، تبدو المواجهة متكافئة بين الرجلين و&laqascii117o;مشاريع الرئيسين" وطموحاتهما، وهما محكومان بهدنة مؤقتة لا تستطيع الصمود طويلاً بسبب فقدان الثقة بينهما، وسيستمر كذلك حفر &laqascii117o;الأنفاق" المتبادل تحت أقدام كل منهما لعل السقوط يكون سريعاً، فتحترق أوراق الطموحات &laqascii117o;الرئاسية"، لأحدهما على الأقل، ولو في &laqascii117o;ساعة غفلة"...
ــ صحيفة السفير
علي الموسوي :
قضيّة توقيف الضبّاط الأربعة لن تطول بعد الأوّل من آذار .عملية سطو على مكتب عازوري تطال ملفّات السيّد
قبل أيّام قليلة من بدء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عملها في الأوّل من آذار المقبل، تعرّض مكتب وكيل اللواء الركن جميل السيّد المحامي أكرم عازوري لعملية سطو منظّم، واستطاع &laqascii117o;زوّار الليل" الذين استغلّوا سوء المناخ خلال اليومين الماضيين والعواصف الرعدية والأمطار الغزيرة، سرقة حاسوب محمول يضمّ كلّ أوراق الملفّ المتعلّق باللواء السيّد من دون أن يعلموا بأنّ هناك نسخاً كثيرة عن هذه الأوراق وموزّعة في غير مكان بما فيها" الممسك القانوني" على الضابط الألماني غيرهارد ليمان الذي حاول الإيقاع بالسيّد وفشل.
وفي التفاصيل، أنّ اللصوص، وبعد مراقبة دقيقة لمكتب عازوري الكائن في محلّة بدارو، ومعرفتهم بعدم وجود أحد فيه طوال يومي السبت والأحد الماضيين، تسلّقوا شرفة المكتب الكبير، وهي على هيئة &laqascii117o;تراس"، ودخلوا منها إلى غرفة عازوري الخاصة، ومنها إلى بقيّة الغرف حيث بعثروا المحتويات والأدراج والملفّات التي ألقوا ببعضها على الأرض، ووصلوا إلى الغرفة التي تحتوي على خزانة حديدية يضع عازوري عادة فيها الأمانات لموكّليه، فعملوا على تحطيمها وتهشيمها بآلات حادة خاصة كانت بحوزتهم، واستولوا على موجوداتها، وهي عبارة عن شيكات مصرفية ومبلغ ألفي دولار أميركي، ثمّ انتقلوا إلى الغرفة المجاورة بحثاً عن غرضهم، فعثروا على حاسوب محمول اعتادت ابنة عازوري، المحامية مي عازوري، أن تحتفظ بداخله، بكلّ الملفّات العائدة للواء الركن جميل السيّد، كما سرقوا حاسوباً محمولاً آخر، وتلفازاً كبيراً.
وبحسب المعطيات الأولية، فإنّ الفاعلين كانوا مرتاحين في تنفيذ اعتدائهم، وذلك بدليل أنّ تكسير الخزانة الحديدية بالشكل الذي وجدت فيه، يحتاج إلى مدّة زمنية تتراوح بين ثلاث وخمس ساعات، لأنّ طريقة التهشيم تنمّ عن إصابة الخزانة بعبوة ناسفة. وطبعاً لم تكن بحوزتهم عبوة ناسفة وإلاّ لسمع، على الأقلّ، ناطور المبنى، صوت دويها. ولم يكتف اللصوص بالبحث في الملفّات، بل وجدت أعقاب سجائر على الأرض في المطبخ، إضافة إلى جلوسهم وتناولهم العصير وما وجدوه داخل البرّاد، وهو ما دلّت عليه البصمات التي رفعتها عناصر من الأدلة الجنائية أرسلها رئيس القسم العميد هشام الأعور فور تبلّغه بهذا الحادث، وحضر رئيس مكتب الحوادث الرائد جورج خير الله. ويبدو بحسب المعلومات المتوافرة، فإنّ اللصوص سبق لهم أن درسوا طبيعة توزّع غرف مكتب عازوري، ومحيطه، فلم يدخلوه بواسطة الكسر والخلع من بابه الرئيسي بعد التحايل على ناطور المبنى، بل عمدوا إلى تسلّق الشرفة، لأنّ ثمّة كاميرا مراقبة مثبتة بشكل خفي عند الباب الرئيسي، تصوّر كلّ التحرّكات الموجودة على الدرج، فتجنّبوها، وهم خرجوا بالطريقة نفسها التي دخلوا فيها عبر النزول من الشرفة، مستندين على سطح شاحنة صغيرة، أو &laqascii117o;فان"، والأهم خلو المكان من الخارج من مارة أو حركة تمنعهم من تحقيق مبتغاهم.
..ورفض عازوري في حديث مع &laqascii117o;السفير"، استباق نتائج التحقيق، مؤكّداً عدم وجود أسرار في مكتبه تتعلّق بقضيّة الضبّاط الأربعة، &laqascii117o;ونحن لم نتضرّر من هذه السرقة، والمجرمون لم يستفيدوا منها، ونأمل أن يصار إلى معرفة الفاعلين وتوقيفهم". وتوقّع عازوري حسم قضيّة توقيف الضبّاط سريعاً وألاّ تطول بعد الأوّل من آذار 2009 وهو موعد انطلاق المحكمة الدولية، ...
وحول الكلام الصادر عن رئيس قلم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي البريطاني روبن فنسنت الذي بثّته قناة &laqascii117o;العربية"، عن الضباط الأربعة، رأى عازوري هذا الكلام &laqascii117o;بمنتهى الإيجابية من حيث تأكيده كمسؤول لوجستي وإداري على أنّ المحكمة الدولية ستطلب فور مباشرتها لأعمالها نقل الملفّ والضبّاط، وهذا يعني أنّ بيلمار سوف يترجم الرأي الذي سبق له أن أعطاه للنائب العام التمييزي سعيد ميرزا حول مسألة توقيف الضبّاط إلى قرار، إذ أنّه لا يعقل أن يكون قرار بيلمار بالتوقيف مخالفاً لرأيه بهذا التوقيف عندما يكون القرار بيده في أوّل آذار".
ــ صحيفة السفير
احمد زين:
لماذا يبقى المجلس الدستوري معطلاً ومن يتحمل مسؤولية التعطيل؟
تشير الوقائع والمعطيات الأولية التي افتتحت بها المعركة الانتخابية، إلى أن استحقاق السابع من حزيران المقبل، سيشهد استعمال جميع وسائل &laqascii117o;الزعبرة" والتحايل على القانون التي كانت قد عرفتها الانتخابات النيابية السابقة، بدءاً من أوائل عهد الاستقلال. ..واللافت في هذا الأمر ان الحرص على استمرار التعطيل يتم بغطاء الديموقراطية ليرسم صورة طبق الأصل عن أسباب تعطيل تلك المؤسسة الدستورية بعد الانتخابات السابقة، فعندما تقدمت الأكثرية النيابية باقتراح يقضي بوقف عمل هذا المجلس وما اعقب ذلك من اجراءات أدت الى استمرار تعطيله، سلكت طريق الديموقراطية بتصويتها على تلك الاجراءات، واليوم يتوقف عمل هذا المجلس باسم الديموقراطية ايضاً بعد ان اصر فريق الوزراء الممثلين للمعارضة على إزالة انعكاسات &laqascii117o;مقلب" تعيين الأعضاء الخمسة من مجلس النواب، وتجنب الوقوع في &laqascii117o;مقلب جديد" بالامتناع عن التصويت لاختيار الأعضاء الخمسة وهذه ممارسة ديموقراطية بحد ذاتها ما يوحي ومن الوهلة الأولى بأن مسؤولية التعطيل تقع على عاتق هذا الفريق دون غيره!
ــ صحيفة الاخبار
ثائر غندور:
قاسم: المعارضة واثقة من فوزها وتريد معركـــة انتخابيّة شاملة.■ المال الانتخابي لا يُخيفنا لكنّه يُفسد الناس■ مستعدّون لدفع ثمن مقبول لحكومة الوحدة الوطنيّة■ إسرائيل تلقّت صدمة ثانية في غزّة.
يخوض نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في التفاصيل الممكنة للعمليّة الانتخابيّة مجدّداً ثقته بقدرة المعارضة على الفوز وبأن هذا الفريق لا يُعاني مشاكل حقيقيّة تعوقه في تأليف لوائح موحّدة. ويُشدّد على خوض الانتخابات بلوائح في جميع الدوائر الانتخابيّة.الانتخابات ستُجرى، يقول المنسّق العام للانتخابات في حزب الله الشيخ نعيم قاسم. هو لا يجزم، لكن يُحلّل: إحصاءات الفريقين تقول إن كلاً منهما سيفوز بالانتخابات، ولذلك لا مصلحة لأيّ منهما بتعطيلها، و&laqascii117o;خصوصاً أن إحصاءات كلّ فريق تقول له إنه الفائز".أمّا الدوائر السياسيّة العربيّة والدوليّة فجميعها تراقب هذه الانتخابات وتنتظر نتيجتها، التي من المفترض أن تغيّر في الكثير من المعطيات. لكن هذا لا يعني أن أيّاً من هذين الفريقين يستطيع أن يحكم البلد وحده، &laqascii117o;وإذا فازت المعارضة فنحن نرغب في تأليف حكومة وحدة وطنيّة، وهذه لها ثمن معقول وثمن عالٍ، ونحن مستعدّون لدفع الثمن المعقول إذا وافق الفريق الآخر".... مجلس الوزراء يُخالف الدستور
يتحدّث الشيخ نعيم قاسم عن فضيحة جديدة قام بها مجلس الوزراء. فمنذ أكثر من ثلاثة أسابيع أقرّ المجلس عدم تطبيق القرار 140 المتعلّق بالتنصّت لمدة خمسة عشر يوماً، حتى يُقدّم الوزراء المعنيون اقتراحاتهم. وعندما انتهت هذه المهلة طرح وزير حزب الله، محمد فنيش، في الجلسة الماضية لمجلس الوزراء هذا الموضوع، فعرض بعض الوزراء تجديد المهلة، وهو ما رفضه فنيش. فطُرح الأمر على التصويت، وربحت الغالبيّة، وأقرّ التمديد حتى منتصف آذار.يرى الشيخ هذا الأمر مخالفة للدستور. فمهمّة مجلس الوزراء تطبيق القوانين لا تعليق العمل بها. ويلفت الانتباه إلى أنه ما من أحد أثار هذا الموضوع، رغم أنه أساسي جداً. يُضيف إن القانون 140 يسمح للأجهزة الأمنية باعتراض بعض الأرقام أو معرفة مكانها والأرقام التي اتصلت بها، بل الحصول على مضمون الحديث كلمة بكلمة، ولكن بعد تقديم طلب رسمي وخطي بهذا الإطار. بمعنى أن لا أحد يريد منع المعلومات عن الأجهزة الأمنيّة في ملاحقتها للجرائم ولكن لا يجوز أن يبقى هذا الأمر على ما هو الآن عبر التنصّت على جميع المواطنين، ضاربين عرض الحائط بخصوصيّة هؤلاء وحريّاتهم الشخصيّة.
ويقول قاسم إن الاجتماع الأخير الذي عُقد بين حزب الله، ممثلاً بالمعاون السياسي للأمين العام حسين خليل، والنائب سعد الحريري، تمحور النقاش خلاله حول موضوع التنصّت، إذ شرح حزب الله وجهة نظره هذه. ولم يتناول الاجتماع الذي عُقد قبل مهرجان الرابع عشر من شباط موضوع الانتخابات النيابيّة.
وفي موضوع قريب للتنصّت، يُشير الشيخ نعيم قاسم إلى ضرورة أن تحصل تسوية منطقية لفرع المعلومات، فإمّا إبقاؤه كفرع وبالتالي حصر مهماته بمهمات الفرع، أو تحويله إلى شعبة، وخصوصاً أنه يقوم بمهمات أكبر من مهمات مديريّة. لكنّه يلفت إلى فشل مجلس القيادة في الأمن الداخلي بإقرار النصوص القانونية التي تجيز تحويل الفرع إلى شعبة، في الجلسة الأخيرة التي عقدها قبل نهاية العام الماضي. ويؤكّد أن من الضروري التعاطي مع هذا الملف بهدوء ورويّة وبدون كيديّة سياسيّة.... (للاطلاع على نص المقابلة بشكل كامل).
ــ صحيفة الاخبار
نقولا ناصيف:
الرياض ـ دمشق: اتصالات وزيارات غير معلنة مهّدت للمصالحة العلنيّة.
في حمأة تصاعد نبرة الاشتباك السياسي بين قوى 14 آذار والمعارضة على أبواب انتخابات 7 حزيران، واندفاع كلّ منهما للحصول على الأكثرية النيابية، يسلك الطرفان الإقليميان المعنيّان مباشرة، عرّابا فريقي النزاع اللبناني، في اتجاه مختلف تماماً. وإذ يذهب الأخيران إلى مواجهة مفتوحة يتوخّى فيها أحدهما إلغاء الآخر، فإن الأولين اتفقا على التهدئة واستعادة الحوار والتعاون والتفاهم على الملفات العالقة بينهما. ذلك ما تظهره بضعة مؤشرات على صلة بالحركة الدبلوماسية والسياسية لدمشق والرياض:
1 ـ أن الزيارة المرتقبة للرئيس السوري بشار الأسد للمملكة ولقائه للملك عبدالله هي بمثابة، تكريس للمصالحة العلنية التي بدأت بينهما في قمة الكويت في 19 كانون الثاني الماضي، وشملت أيضاً مصالحة مصر مع قطر.
2 ـ لم تنقطع في الأشهر الأخيرة الاتصالات المباشرة بين مسؤولين أمنيين سعوديين وآخرين سوريين تناوبوا على الزيارات بين البلدين بهدفين متلازمين: تنسيق التحرّك الأمني وتبادل المعلومات حيال النشاطات الإرهابية،
3 ـ وجود ترابط ملموس بين الحوار السعودي ـــــ السوري والأميركي ـــــ السوري، بشقّيه السرّي والمعلن، وبدا أن كلاً منهما يتناغم مع الآخر في توقيته قبل الخوض في تفاصيله، كما أن الحوارين يتقاطعان عند إجراء مراجعة جديدة لعلاقات واشنطن والرياض بدمشق وتسليمهما بدورها المحوري في استقرار المنطقة.
ــ صحيفة الاخبار
باريس ــ بسّام الطيارة:
الأوروبيّون يتحدّون الأميركيّين... ماليّاً
صحيح أنّ أسوأ أزمة ماليّة تعرفها الرأسمالية، هي اقتصادية الطابع أساساً، إلا أنّها تشكّل مناسبة لعرض القوى الاقتصادية عضلاتها سياسياً، وهو ما كان مؤتمر برلين مسرحاً له. فقد تحوّلت مجموعة &laqascii117o;الخمس"، لأسباب سياسية، إلى مجموعة &laqascii117o;الثماني". وقبل أن تنطلق مجموعة الدول العشرين لمعالجة الأزمة المالية العالمية، فضّل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، العمل ضمن مجموعة &laqascii117o;يوروغروب"، التي تضم الدول الـ 15، التي تعتمد العملة الأوروبية الموحّدة.
ــ صحيفة المستقبل
عبد السلام موسى:
يهاجمونه لأنهم يناهضون مشروع الدولة واستقلال لبنان .فؤاد السنيورة.. لماذا يكرهونه؟
تشتهي رياح فريق '8 آذار' عند كل خلاف سياسي، أن تركز هجومها على شخص رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، فيما الواقع يقول، أن هذا الهجوم المتجدد اليوم، بسبب الكباش الحاصل حول المطالبة بأموال إضافية لمجلس الجنوب، لا يستند الى المنطق، وغالباً ما ينطلق من كيدية سياسية، تجافي الحقيقة، كمن يكذب الكذبة، ثم يروجها، فيصدقها.يهاجمونه لأنهم يناهضون مشروع الدولة واستقلال لبنان، لكنهم في المقابل، يقعون في فخ التناقض، حين يبدلون في خطابهم السياسي، ويتحول مديحهم للسنيورة 'فجأة' الى هجاء يصل حد الشتيمة. ...اللافت أن النغمة ذاتها تعود 'باهتة' اليوم، عبر القول أن هذا الحكومة، هي حكومة السفيرة الاميركية ميشيل سيسون.منذ ذاك الوقت، ومسلسل التركيز على استهداف الرئيس السنيورة، مستمر من قبل فريق 8 آذار، وفقاً لعملية توزيع أدوار بين أقطابها وأبواقها الاعل امية. ..ما يزعج هؤلاء باستمرار، أن التماسك الذي يبديه السنيورة في وجه كل الحملات، جعل الالتفاف الشعبي يزيد من حوله، خصوصاً أنه يواجه الاتهامات بالارقام والوثائق التي تجعلها ترتد سلباً على مطلقيها. ولكن ما ضاعف النقمة على الرئيس السنيورة، أنه عاد بعد 'تسوية 'الدوحة' رئيساً لحكومة قيل أنها حكومة وحدة وطنية، إلا أن عدم استيعاب قوى '8 آذار' لصدمة الاتيان به رئيساً للحكومة من جديد، جعلها تعمل كل ما بوسعها، لتعطيل عمل الحكومة، وشل دورها، عبر التهديد بـ'الثلث المعطل'، كلما وصل النقاش الى نقطة خلافية.
ــ صحيفة النهار
اميل خوري:
نتائج الانتخابات المقبلة تقرّر مصير النظام في لبنان.الديموقراطية تحفظ التعددية و'التوافقية' تكرّس الطائفية
...يقول سياسي مخضرم انه إذا فازت قوى 8 او 14 آذار بأكثرية المقاعد في الانتخابات النيابية المقبلة، فليس في الامكان تشكيل حكومة الا بتوافقهما.. لان الانقسام ليس سياسيا بين هذه القوى انما هو في عمقه انقساما طائفيا، والدليل على ذلك تعذر تعيين وزراء شيعة بديلا من الوزراء الشيعة المستقيلين كونهم ينتمون الى حزبين كبيرين هما: 'حزب الله' وحركة 'امل' وهما الممثلان شبه الوحيدين للطائفة... وهذا الموقف قد يتكرر عند تأليف حكومة مقبلة اذا كلفت اكثرية 14 آذار تأليفها، واذا كلفت تأليفها اكثرية 8 آذار، فانها تواجه العقدة ذاتها اذا رفض الجميع اركان 14 آذار المشاركة في الحكومة او زعماء اي طائفة من الطوائف التي تتألف منها هذه القوى، لان تمثيلهم في الحكومة بوزراء من الصف الثاني او الثالث، سوف يثير اعتراض من يمثلون.
...لكن اركان قوى 14 آذار الذين ينظرون الى موضوع تأليف الحكومات المقبلة من زاوية اخرى اذ يرون انه ينبغي العودة الى ممارسة النظام الديموقراطي ممارسة صحيحة فلا يظل لبنان محكوما بالشعور الطائفي بل بالشعور الوطني كما كان في الماضي عندما كانت الحكومات تتألف من زعماء مسيحيين ومسلمين تارة من الصف الاول وطورا من الصف الثاني او الثالث. ...
ــ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
هل هناك من يدفع السنيورة الى الاستقالة ؟
...كان واضحا، استناداً الى معلومات اكثر من مصدر حكومي وسياسي مطّلع، ان التصويت داخل مجلس الوزراء لحسم الخلاف بين الرئيسين بري والسنيورة على 'موازنة' مجلس الجنوب كاد ان يجرى في الجلسة الاخيرة لولا مسارعة اكثر من وزير من اتجاهات سياسية متنوعة الى المطالبة بارجاء ذلك والافساح مجددا في المجال امام العمل لتسوية هذا الخلاف 'سلماً' اذا جاز التعبير وليس تصويتاً. ولكن كان واضحا في الوقت نفسه، استنادا الى المصادر نفسها، ان الرئيس السنيورة كان سيخسر التصويت الذي يحتاج على ما يقول الجميع الى غالبية ثلثي اعضاء مجلس الوزراء. وكان واضحا ان الخسارة لن تكون بسبب الثلث وحده بل ايضاً بسبب غياب وزيرين من حركة 14 آذار عن الجلسة وبسبب نية وزراء غير محسوبين على فريق 8 آذار التصويت لمصلحة موقف بري. ويتساءل اللبنانيون عن مغزى الاختلاف في التصويت الذي لم يحصل داخل فريق 14 آذار وعن مضاعفاته وذيوله في حال كانت له ذيول ومضاعفات، وأثر ذلك على هذا الفريق الذي يخوض حملة تعبئة شعبية كما 'خصمه' 8 آذار، في الانتخابات النيابية المقبلة وفي الوقت نفسه على ممثله في رئاسة السلطة التنفيذية فؤاد السنيورة. ويتساءلون ايضاً عن اسبابه، واذا كان فيها التقاء مصالح بين 'اللقاء الديموقراطي'، 'صاحب' صندوق المهجرين والرئيس بري 'صاحب' مجلس الجنوب اذا جاز التعبير على هذا النحو. ويتساءلون اخيرا اذا كان التقاء المصالح الانتخابية للفريقين المذكورين في دوائر معينة هو الذي أملى التقارب في الموقف الايجابي من 'الصناديق' وخصوصا في ظل رغبة بري في التميز عن 'حزب الله'، رغم تمسكه بحلفه معه وتاليا الاحتفاظ بما يمكّنه من تلافي الذوبان فيه مستقبلاً، وكذلك في ظل رغبة جنبلاط في تلافي خسارة مقعد أو أكثر في الانتخابات المقبلة.
ــ صحيفة النهار
علي حمادة:
لبنان بعد الانتخابات: بين مشاركة ومشاركة !
يوما بعد يوم يتضّح موقف الاقلية النيابية الحالية بالنسبة الى مرحلة ما بعد الانتخابات. فالموقف الذي عبّر عنه الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة في 16 شباط الفائت، فضلاً عن كلام بعض حلفائه على الساحة اللبنانية، يختصر بالآتي: إن ربحت الاقلية الحالية الانتخابات فإنها ستعرض 'الثلث الضامن' على الاقلية المقبلة، ولا سيما اذا كان عماد الاخيرة 'تيار المستقبل' والحزب التقدمي الاشتراكي نظراً الى تمثيلهما الحاسم في الوسط السني للاول، و الدرزي للثاني. أما اذا رفضت قوى 14 آذار ما يسمى المشاركة من خلال 'الثلث الضامن' فالسيد نصرالله وحلفاؤه سيقدّمون نموذجهم في الحكم...
مغزى الموقف ان قوى 8 آذار تخوض الانتخابات تحت شعار الانتصار لتثبيت معادلة 'الثلث الضامن' كمعطى نهائي لا يمكن تجاوزه في النظام اللبناني، ولا في المؤسسات أياً تكن المعادلات الانتخابية. ...
لنوضح أكثر: يمتلك 'حزب الله' حالياً القدرة التعطيلية على الارض وفي المؤسسات بعدما رفض عملياً الاعتراف بنتائج الانتخابات عام 2005، .. وما أفرج عن الدولة والمؤسسات وقلب العاصمة المحتلة إلا بعد غزوات 7 أيار الدموية حيث فرض معادلة 'الثلث المعطّل' بالقوة والدم. ويتبين من التجربة ان الحزب المشار اليه يعترف بنتائج الانتخابات متى ناسبته، ويرفضها بالقوة ساعة لم تناسبه. ...ان الانتخابات المقبلة يجب أن تكون انتخابات تاريخية للفصل بين خيارين واضحين في لبنان: خيار دولة الاستقلال، وخيار دولة 'حزب الله'...
ــ صحيفة النهار
راجح الخوري:
ضوء أحمر عند الهاوية ؟
بقليل من العناية والتصميم يستطيع الرئيس ميشال سليمان ان يجعل من الرسالة المتنورة التي تسلمها امس من 'المركز المدني للمبادرة الوطنية..اذا كان هذا الوفد قد تألف من 40 شخصية سياسية وفكرية وثقافية واعلامية ونقابية يتقدمها الرئيس حسين الحسيني والاستاذ غسان تويني، فان هناك اربعة ملايين لبناني مصدومين بازاء ما يجري من انقسامات وخلافات اوصلت الخطاب السياسي الى ما وصل اليه ويا للمرارة.
ــ صحيفة النهار
روزانا بو منصف:
بحث في اعتماد الموقف السوري من المزارع مستنداً قانونياً.طلب كيري تدخل سوريا مع 'حزب الله' يثير تساؤلات.
اثارت زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي جون كيري ارتياحا بنتائجها والمواقف التي حملها الى بيروت، مؤكدا استمرار تمسك الادارة الاميركية الجديدة باستقلال لبنان وسيادته وثبات هذه الادارة على السياسة الاميركية نفسها حيال لبنان في هذه المرحلة، ..وتوقف المعنيون خصوصاً عند اعلان كيري 'اننا نريد من سوريا المساعدة حيال حزب الله'، بما يعيد الى الواجهة اقله من وجهة النظر اللبنانية التي تعرف جيدا طريقة عمل السياسة السورية، المتاهات التي يمكن ان تقود اليها الحوارات مع سوريا وامكان الدخول في بازار حول مقايضة ما، يمكن ان يفيدها على جاري عادتها في موضوع لبنان، وذلك مع الخشية ان تكون هذه المقايضة لاستعادة نفوذ اكبر في لبنان بعد استعادة المزيد من هذا النفوذ مع الوساطة الفرنسية العام الماضي من اجل تأمين حصول انتخابات رئاسية في لبنان.ذلك ان احدا لا يتوهم ان طاولة الحوار الوطني التي سعت للتوصل الى حل لسلاح 'حزب الله' يمكن ان تنجح بمعزل عن تسويات اقليمية تطول كل من سوريا وايران على حد سواء وان بنسب مختلفة. وفي الموقف الاميركي الذي اعلنه كيري اقرار بان هذا الملف، وان يكن على طاولة الحوار في قصر بعبدا، فان له امتدادات اقليمية تتصل بمصالح كل من ايران وسوريا تماما مثله مثل حركة 'حماس'، مع فارق ان الحركة تقيم بعض قيادتها في دمشق وهذا لا ينطبق على الحزب. لكن كل الدول تدرك جيدا او هي تقول عن اقتناع وتجربة ايضا أن التنظيمات الفلسطينية الراديكالية، وفي مقدمها حركة 'حماس'، هي اوراق اقليمية مهمة في يد سوريا. ...
بعض السياسيين في بيروت لا يخشى عودة لغة المقايضة بين واشنطن ودمشق على لبنان من بوابة نزع سلاح 'حزب الله' بناء على كلام كيري .. لا بل يكشف هؤلاء ان ثمة مسعى في الامم المتحدة لاعداد دراسة قانونية حول امكان الاخذ في الاعتبار كل التصريحات والمواقف التي صدرت عن المسؤولين السوريين في موضوع ملكية لبنان لمزارع شبعا وما اذا كان يمكن اعتماد هذه المواقف كمستند قانوني يركن اليه من اجل الطلب الى اسرائيل الانسحاب من المزارع ووضعها تحت وصاية دولية تمهيدا لاعادتها الى لبنان. ...
ــ صحيفة النهار
راشد فايد:
اهتراء ثوبين
..مَنْ يقف وراء إطلاق الصواريخ يريد جعل لبنان منصّة، والحؤول دون تحوّله دولة، فضلاً عن توجيه رسائل متعدّدة أبرزها إلى:
ـ إسرائيل لإجبار نتنياهو على تعديل أولويّة أجندته، وإفهامه أنّ الوصول إلى إيران لن يكون قبل حرب مع لبنان تستنزف جيشه.
ـ الولايات المتحدة، لإقناعها بوجوب تعديل سياستها في المنطقة والأخذ في الاعتبار القدرة على تفجير المنطقة متى شاء الفاعل.
ـ اللبنانيين، للقول لهم إنّ مسيرة العبور نحو الدولة لم تُنجز وليست سهلة وأكلافها تتجاوز ما سقط من دمائكم وما خسرتموه من أرزاقكم....بين الصواريخ من الجنوب وفيه، وبين الرسائل السياسية المشتعلة في الداخل، والأنغام العازفة على وتر تهديد الانتخابات النيابية، وقائع ونتائج، يراد للبنان أن يبقى ساحة منازلة دولية - إقليمية. لكن ثوب 'المقاومة' من خلال إطلاق الصواريخ الذي سارع إلى ارتدائه كُثُر خلال الحرب على غزّة صار ممزّقاً، ولم يعد صالحاً للاستعمال في المفاوضات السياسية، بعدما تبيّن أنه كان ذريعة لا أكثر، فيما ثوب الترهيب الداخلي مزّقته أقدام الآتين الى ساحة الشهداء يوم 14 شباط.
ــ صحيفة الشرق الاوسط:
الحرب السرية مع إيران": كوماندوز إسرائيلي وجد في سورية آثارا نووية.. فقصف دير الزور
كتاب جديد يتحدث عن تاريخ تجنيد جواسيس لإسرائيل داخل حزب الله.. وكيف رفضت فرنسا توقيف مغنية
في عام 2005، استأجرت خلية تابعة لحزب الله تعمل في مدينة مونتريال الكندية شقتين في مدينة نيويورك الأميركية. وبدأ أعضاؤها في مراقبة عدة متاجر ومكتب تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في مانهاتن. وكانت الخلية التي أرسلها عماد مغنية، القائد العسكري بحزب الله، تستعد لتجهيز هجوم مضاد للرد
إذا ما هاجمت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية. لكن في عملية مشتركة سميت &laqascii117o;السيف ذو الحدين"، قامت المخابرات الإسرائيلية والكندية والأميركية بجمع معلومات من أجل القبض على أعضاء الخلية، غير أنهم اختفوا قبل توقيفهم، وسط اعتقاد أن مصدرا ما أخطرهم بجمع معلومات استخباراتية ضدهم مما سهل فرارهم.
هذه الواقعة جزء من كتاب للصحافي رونن برغمان يحمل اسم &laqascii117o;الحرب السرية مع إيران"، يدور حول الحرب الاستخباراتية بين إيران وسورية وحزب الله من جهة، وأميركا والغرب من جهة أخرى، سيصدر في أميركا خلال أيام. ويقول الكاتب الذي يعتمد على معلومات جمعت من مسؤولين ووثائق سرية، إن الولايات المتحدة الأميركية، وبعض أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لم تكن مقتنعة تماما بأن سورية تقوم ببناء مفاعل نووي في صيف عام 2007، فأرسلت إسرائيل في منتصف أغسطس (آب) من العام نفسه وحدة كوماندوز مؤلفة من 12 عنصرا، إلى عمق الأراضي السورية في طائرتين مروحيتين، لجمع عينات من التربة خارج موقع المفاعل النووي. لكن مهمة هذه القوة كادت تنكشف، حسب الكتاب، لدى مرور دورية سورية أمام الموقع الذي هبطت فيه الطائرتان المروحيتان الإسرائيليتان، دون أن تراهما. ويضيف برغمان أن هذه العملية نجحت، وأتت نتائج الفحوص لتؤكد وجود مواد نووية، وعندئذ شن الطيران الإسرائيلي في الشهر التالي غارة على الموقع ودمره.
وحول لبنان، يتضمن الكتاب معلومات تتهم فرنسا بعدم توقيف عماد مغنية المسؤول العسكري بحزب الله الذي اغتيل في دمشق في فبراير (شباط) 2008، عندما كان في أحد مطاراتها منتصف الثمانينات. ويوضح أن مغنية كان في ذلك الوقت ينتقل من لبنان إلى السودان، للقاء مسؤولين استخباراتيين إيرانيين ومقاتلين من أفغانستان، وتوقف في مطار شارل ديغول. وكانت الاستخبارات الأميركية زودت الفرنسيين بالمعلومات وبجواز السفر الذي يستعمله مغنية، إلا أن السلطات الفرنسية لم تقبض عليه مخافة أن تتأثر مصالحها في المنطقة. ويشير برغمان إلى أن مغنية كان بمثابة &laqascii117o;نقطة تواصل" بين إيران وتنظيم القاعدة، متحدثا عن لقاء جمع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بمغنية في الخرطوم، امتدح خلاله الأخير الهجمات التي نفذت على
الأميركيين والفرنسيين في لبنان أوائل الثمانينات. ويضيف برغمان أنه على ضوء نتائج هذا اللقاء، زود حزب الله تنظيم القاعدة بتعليمات عن المتفجرات، بينما استغلت إيران حزب الله لتزويد بن لادن بالأسلحة، وتم تدريب معظم عناصر &laqascii117o;القاعدة" في مخيمات إيرانية. كما يتناول الكتاب كيف تمكن حزب الله من أن يصبح أقوى تنظيم
سياسي وعسكري في لبنان، وكيف رعته المخابرات الإيرانية تحت سمع وبصر المخابرات الأميركية والإسرائيلية، وكيف استخدم حزب الله تجارة المخدرات كطعم لأسر عقيد إسرائيلي متهم بالاطلاع على أسرار
عسكرية وتفاصيل لأنظمة الأسلحة الأميركية. كما يتطرق إلى الكيفية التي قام فيها الحرس الثوري الإيراني بتدريب العراقيين والأفغان على تقنيات التسليح، بما في ذلك صنع وزراعة العبوات المتفجرة، وكيف أرسلت إيران آلاف الناشطين إلى العراق بعد احتلال الولايات المتحدة له، وكيف اشتركت إيران مع كوريا الشمالية في إنتاج عملات مزورة فئة 100 دولار أميركي، كوسيلة لتمويل الأنشطة الإرهابية عبر العالم.
كما يتحدث الكتاب عن قيام مسؤولين في المخابرات العسكرية الإسرائيلية بتجنيد جاسوس كبير داخل حزب الله، كان يسمى حركيا باسم &laqascii117o;التنويم المغناطيسي". وكيف قام بتحذير المخابرات الإسرائيلية من أنه يتم الإعداد لعملية اختطاف لأحد الناشطين الغربيين في بيروت، قبل أسبوع من اختطاف رئيس وكالة المخابرات المركزية في بيروت وليم بوكلي، وهو أحد أبرز عملاء الميدان في الاستخبارات الأميركية، حيث تم اختطافه وتعذيبه وقتله من قِبل مغنية. وقد تم نقل المعلومات إلى الموساد الذي فشل - مع ذلك - في إطلاع وكالة المخابرات المركزية عليها.
كما يتحدث الكتاب عن فرقة القتل الإيرانية في أوروبا، حيث عملت الفرقة بحصانة داخل أوروبا، لتصفي المعارضين لنظام طهران واستهداف عملاء الموساد الذين كانوا على اتصال بالمعارضة، موضحا أنه طوال ذلك الوقت كانت أجهزة الاستخبارات في كل من إيطاليا وألمانيا وفرنسا تراقب الموقف ولا تفعل شيئا. كما يتحدث حول كيف يعيش المئات من نشطاء حزب الله في ألمانيا. ويتطرق الكتاب إلى كيف جنّد الموساد سكرتير أسامة بن لادن في مؤامرة لاغتياله، لكنه نجا منها في اللحظة الأخيرة.
وعن البرنامج النووي الإيراني، يكشف برغمان في كتابه أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بعد صدور تقرير الاستخبارات الأميركية العام الماضي حول إيران، والذي خفف من خطورة التهديد النووي الإيراني، مطمْئنا إياه أن واشنطن لم تسحب الخيار العسكري ضد إيران عن الطاولة.
ويلفت برغمان إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية &laqascii117o;الموساد" بدأ يتوقع منذ مايو (أيار) الماضي، أن يوجه الرئيس الأميركي جورج بوش ضربة لإيران، استنادا إلى دوافع آيديولوجية. من جهة ثانية، ينقل الكتاب عن الجنرال الإسرائيلي موشيه إيفني سوكينبك، الذي استقال من قيادة وحدات في الجبهة الشمالية في يناير (كانون الثاني) الماضي، انتقاداته لطريقة تدريب الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أنها &laqascii117o;خاطئة وغير فاعلة، وأن الجنود غير جاهزين لخوض تحديات مستقبلية". ويضيف: &laqascii117o;بعد مضي عام على قيادتي لوحدات في الجبهة الشمالية، أبلغت كبار الضباط في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي أنهم لا يأخذون الأمور بجدية، ولا يعطون الناس الكفاءات الأساسية للنجاح".
2009-02-25 08:47:30