ـ صحيفة السفير:
جميل السيد:
نقل الضباط المعتقلين إلى لاهاي: بداية المحكمة الدولية أم سقوط القضاء اللبناني؟
(...) بانتظار الانتقال إلى لاهاي، فإنه، من اليوم وحتى نهاية هذا الاسبوع، تستمر صلاحية القضاء اللبناني في الإفراج عن الضباط والمدنيين المعتقلين خلال هذه الايام المتبقية، والتي لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة. فإما ان يفرج القضاء اللبناني عنهم خلال هذه الفترة، وإما ان يفرج عنهم لاحقاً في لاهاي بالذات. وفي الحالتين فإن هذا الفارق الزمني بين الافراج هنا او في لاهاي، لم يعد بعيداً، وبإمكان الضباط المعتقلين تحمله واجتيازه والخروج منه مرفوعي الرأس وبيض الوجوه. اما بالنسبة للقضاء اللبناني، فإن هذا الفارق الزمني نفسه، سيكون الحد الفاصل بين إنقاذ القضاء نفسه، وبين قضاء القضاء على نفسه، وعلى أيدي المعنيين مباشرة من القضاة اللبنانيين، الذين لم يبق امامهم سوى هذه الايام المعدودة للتصرف كقضاة او للبقاء كشهود زور تجاه العدالة، حتى الرمق الأخير في هذا الملف إكراماً للسياسة، وعلى غرار شهود الزور الآخرين، بدءاً من محمد زهير الصديق ومروراً بهسام هسام وانتهاء بأحمد مرعي.
ـ صحيفة السفير
غاصب المختار:
ثمة كلام كثير واسباب اكثر عن تمسك السنيورة برفضه منح الاموال لمجلس الجنوب، أكثرها معقدة وعميقة، وتحمل خلفيات سياسية كبرى، لكن ثمة من طرح سببا بسيطا وغير معقد ومجربا بالواقع الملموس، يبدو الاقرب الى المنطق والعقل، وهو ان فؤاد السنيورة لا يريد ببساطة إقرار الموازنة العامة للعام 2009، لأنه يصرف وفق القاعدة الاثني عشرية بلا حسيب او رقيب، وسبق له ان مارس هذا الترف منذ اربع سنوات، ولم يقدم خلالها موازنة للمجلس النيابي ولا أي قطع حساب، ولو ان الحجج كثيرة لتمنّعه، وهو الخبير في استنباط الاسباب الموجبة لكل امر، خاصة اذا دخل في لعبة الارقام المحيرة، والتي يضيع فيها مع السنيورة اكبر الخبراء.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
لماذا استثناء لبنان من جولة ميتشل ودعوته إلى استباق نيات نتنياهو؟
لم يصدق مسؤولون ان الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، استثنى لبنان في جولته الثانية ايضاً على دول المنطقة. ولم تتوافر معلومات دقيقة عن دوافع هذا الاستثناء، وما اذا كان ذلك عن عمد، او أنه في نظره، لم يحن اوانه، او لانه يعتبر ان ما يخطط له من تحرك لا يشمل لبنان بالضرورة، نظراً الى انشغاله بالحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، وانه غير مستعد لمعاودة التفاوض مع اسرائيل، فيما المبعوث الاميركي يجري اتصالات بقادة المنطقة لهذا الغرض.وقالت مصادر وزارية انه يعلم كسواه من المسؤولين الاميركيين، ان لبنان هو الدولة العربية الوحيدة التي تخوض مواجهات عسكرية مع اسرائيل، والجبهة على الحدود الشمالية معها جاهزة عسكرياً لمعاودة عمليات المقاومة ضدها في اي وقت. كما ان تل ابيب تأخذ في الحسبان القوة العسكرية والصاروخية لـ'حزب الله' والدهاء الذي يتمتع به مقاتلوه، والرعب الاسرائيلي المعلن من قرار الامين العام السيد حسن نصرالله الثأر للقائد العسكري عماد مغنيه الذي اغتيل في دمشق في 12 شباط من العام الماضي. وسألت أليس من المناسب ان يعمل في جولته المتوقعة قريباً على تعطيل فتيل المواجهة المحتملة بين هذين الطرفين والتي يتوقع ان تنجم عنها انعكاسات سلبية هائلة على لبنان، وفقاً لما يتوعد به المسؤولون الحاليون في اسرائيل وتحديداً رئيس الوزراء ايهود اولمرت، ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني وآخرون؟ ونصحت بوجوب ان يعي ميتشل ان اسرائيل تضع في اولوياتها الاستراتيجية ضرب الآلة الصاروخية للحزب، وهي لا تستهين بها، كما انها تنوي ان تعتدي على البنية التحتية اللبنانية بذريعة ان الحكومة لم تردع الحزب، وان وزراء له موجودون في صلبها. ورأت انه في مثل هذه الحال، من المفضّل السعي الى فتح حوار مع لبنان لاستدراك ما يمكن ان يتخذه بنيامين نتنياهو من قرار حرب جديدة على الحزب وعلى المنشآت الرسمية، وعدم انتظار انتهائه من تشكيلة الحكومة الجديدة وخصوصاً ان الرئيس المكلف معروف بعدائه للحزب ولايران، وانه مستعد لشنّ عدوان واسع على لبنان في اي وقت وبسبب ومن دون سبب، علماً ان حزب 'كاديما' الذي تترأسه ليفني خاض بدوره حرب تموز قبل ثلاثة اعوام، ولم يقصّر في ممارسة وحشيته في الاعتداءات الجوية والبرية والبحرية، سواء بالسلاح الممنوع دولياً حيث ألقت مقاتلات اسرائيلية القنابل العنقودية والفوسفورية، او بالامتناع عن تسليم الخرائط المتعلقة بها، لتسهيل ازالة ما لم ينفجر من قذائف، وان تل ابيب لا تزال ممسكة بخرائط حقول الالغام الجنوبية التي جلت عنها عام 2000.وافادت ان ميتشل كان قد وعد لدى مراجعته بزيارة لبنان في اقرب جولة له، دون ان يحدد موعداً: وطالبت بوجوب ان يشمل في جولته هذا الاسبوع بيروت، تمهيداً لبذل مساعيه مع اسرائيل من اجل نزع فتيل التفجير الوارد في اي وقت، تمهيداً لإرساء حجر الزاوية لاستقراره الامني الذي ينتج استقراراً سياسياً، وفتح باب عودة الثقة للاستثمار العربي والدولي في كل المجالات.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
خسارة خاتمي لا تُحبط وفوزه لا يُريح !
اثار ترشيح الرئيس الايراني السابق الدكتور محمد خاتمي نفسه لرئاسة الجمهورية قبل مدة قصيرة ارتياح اوساط عدة في الولايات المتحدة. لكن هل الارتياح الاميركي في محله؟ عارفو الجمهورية الاسلامية الايرانية والمطلعون على تطورات الاوضاع فيها عن قرب لا يعتقدون ان هذا الارتياح في محله، ويعزون ذلك الى جملة اسباب. منها ان شخصية الرئيس السابق خاتمي لم تتغير. وهذا يعني انه، في حال فوزه، سيمتنع عن مواجهة الجهات ومراكز القوى الاساسية في النظام الاسلامي الحاكم لفرض رؤيتيه الداخلية والخارجية.
ويرى العارفون والمطلعون ان على اميركا اوباما أن تستعد للحوار جديا بصرف النظر عن نتائج الانتخابات. ذلك ان نتيجتها لن تكون ديموقراطية مئة في المئة رغم وجود بعض الديموقراطية في الانتخابات الايرانية عموما. والسبب هو القيود التي يمكن ان تمارسها مؤسسات النظام الاسلامي والتوجهات التي قد تعطيها للناخبين، والمصالح التي تؤمنها لهم. ويرون ايضاً، انطلاقا من ذلك، ان على الممسكين بالملف الايراني في هذه 'الاميركا' ألا يشعروا بالاحباط اذا خسر خاتمي في الانتخابات، او بالتفاؤل اذا ربح.
ـ صحيفة النهار
سمير منصور:
هل هناك من يسعى الى اسقاط الحكومة وتشكيل 'حكومة انتخابات' على غرار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي 'الحيادية' التي أشرفت على انتخابات 2005 وقد عزف رئيسها عن خوض الانتخابات تأكيداً لحياديتها؟ لعل ما نقل عن الرئيس ميقاتي قبل يومين، وفق احد زواره، من انه، يفكر جدياً في عدم الترشح للانتخابات، أو على الأقل، عدم حسم أمر ترشحه بعد، من شأنه أن يلقي ضوءا على هذا السؤال ويجعله اكثر جدية. وليس سراً ان المعارضة 'تطمح' الى حكومة لا يترأسها السنيورة. وتتعاطف مع النائب بهيج طبارة واحيانا مع النائب محمد الصفدي، وفي الوقت نفسه، لا مشكلة لها مع ميقاتي المعتدل و'الوسطي' الذي 'لم يقطع' مع الاكثرية النيابية أو الاقلية، بل حافظ على علاقات جيدة مع الطرفين. هذا في الظرف الراهن، اما اذا فازت المعارضة بالأكثرية في الانتخابات، فمن الطبيعي أن تطمح الى دور أكبر، والا تتجاهل حلفاءها الاساسيين وأبرزهم الرئيس عمر كرامي. وأن تستمزج آراء اصدقاء تحترمهم وأبرزهم الرئيس سليم الحص، وأن تستطلع رؤيتهم لتركيبة حكومة ما بعد الانتخابات.
ـ صحيفة الأخبار
أنطون الخوري حرب:
مساعد تشيني لـ&laqascii117o;الأخبار": خيبتنا من ثورة الأرز كبيرة
عملت الإدارة الأميركيّة لتأمين سلامة نوّاب الأكثريّة خارج لبنان لانتخاب رئيس بأكثريّة أعضاء البرلمان. يكشف أركان الإدارة الأميركية السابقة أسرار سياساتهم حيال لبنان بعد انتهاء ولايتهم. فحيث يقضي العرف السياسي الأميركي بعدم تسريب مثل هذه الأسرار خلال ولاية كل إدارة، يتيح هذا العرف لمسؤولي الإدارات كشف بعض ما لديهم من أسرار سياسية بعد خروجهم من السلطة، كما أكد لـ&laqascii117o;الأخبار" المسؤول السابق عن ملفات نائب الرئيس، السكرتير جون هانا اللبناني الأصل.
ويشرح هانا نظرة إدارته لحزب الله، كجزء من السياسة الإيرانية في المنطقة، لكن أيضاً كطرف إرهابيّ خارج القواعد التقليدية في الصراع. لكن إسرائيل تفضّله على المنظمات الفلسطينية التي كانت تؤثر على الوضع السياسي اللبناني قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 والذي أدّى إلى خروج ياسر عرفات والمنظمات الفلسطينية منه. ويعرّف هانا الانطباع الأميركي عن لبنان نتيجة حوادث 11 أيلول 2001 بأنه انطباع سيّئ، لأن المشارك اللبناني الوحيد في تلك الأحداث زياد الجراح قد تلقّى قسماً من تدريباته في لبنان. لكن الإدارة الأميركية أدركت حينها الفارق بين حزب الله الشيعي والمجموعات الأصولية السنية بالنسبة إلى التعريف الأميركي للإرهاب الدولي. لكن يبقى أنّ حزب اللّه يمثّل أحد العوائق الأساسية للسياسة الأميركية في المنطقة بعد توقيع اتفاقيتي أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية ووادي عربة مع الأردن.
وبالانتقال إلى حال الانقسام السياسي اللبناني بين فريقي 8 و14 آذار، كشف هانا اهتمام إدارته العالي بدعم فريق 14 آذار ضد فريق 8 آذار &laqascii117o;الموالي لسوريا"، فـ&laqascii117o;بعد تبلّغنا من وزير الخارجية السوري فاروق الشرع رغبة دولته في تصحيح علاقتها بإدارتنا، وصلتنا كمية ضخمة من شكاوى 14 آذار، فطلب تشيني إرسال برقيات جوابية أذهلت الحريري وجنبلاط لما فيها من تصلّب أميركي تجاه دمشق"، كما تضمّنت وعداً من تشيني بإنهاء أيّ نفوذ سوري في الدولة اللبنانية، طالباً من حلفاء أميركا اللبنانيين الضغط على حلفاء سوريا لعزل حزب الله وتطويق استراتيجيته العسكرية والسياسية. لكن مفاجأة هانا كانت لدى سؤاله عن الموقف الأميركي من أزمة الفراغ الرئاسي التي وقع لبنان ضحيتها، حيث كشف أن إدارته كانت تعمل من أجل تأمين سلامة نواب الأكثرية خارج لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية بأكثرية عدد أعضاء البرلمان اللبناني، وأن إدارته قامت بكل الترتيبات اللازمة لهذه المهمة، وأبدى تشيني خيبته الكبيرة لتراجع الأكثرية النيابية اللبنانية عن هذه الخطوة. بعدها طلب تشيني ملف قائد الجيش الأسبق الرئيس ميشال سليمان، وبعد اطلاعه عليه علّق بالقول: &laqascii117o;كيف رضي به أركان ثورة الأرز رئيساً للبنان، وهو على علاقة جيدة ومزمنة بالنظام السوري؟ لن أوافق على أن يكون رئيساً للبنان ولو على جثّتي".
ـ صحيفة السفير
يوسف حمزة (باحث):
ورشة عمل في مجلس النواب لمناقشة الاستراتيجية المائية
دراسة تقترح بناء سدود صغرى عند مجرى الزهراني
تنظم لجنة الأشغال العامة والنقل والمياه بعد غد الجمعة ورشة عمل وطنية بعنوان &laqascii117o;رؤية استراتيجية لقطاع المياه في لبنان". تستمر الورشة لمدة يومين، يتحدث في بدايتها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وستناقش الورشة الأفكار والدراسات التي يمكن من خلالها التوصل إلى حل لأزمة المياه في لبنان.وتتناول الدراسة التالية، التي أعدها الأستاذ والباحث في الجامعة اللبنانية المهندس يوسف حمزة، نموذجاً لكيفية الاستفادة من مجرى نهر الزهراني في الجنوب، عبر بناء السدود الصغرى عند المجرى، وخصوصاً في الوادي الأخضر.
ـ صحيفة المستقبل
وسام سعادة :
التوافق' التخوينيّ والتعطيليّ: إما تعقيم الاستحقاق وأو تعقيم نتائجه
ليست الانتخابات 'مصيرية' عند 8 آذار لأنّها ليست انتخابات تشريعيّة تهدف إلى انتخاب هيئة تمثيلية وتشريعيّة، بل هي استفتاء شعبيّ 'مفصليّ' لا يتميّز عن استطلاعات الرأي التي يجري الاستناد إليها لاثبات شرعية 'المقاومة' إلا بالكم لا بالنوع. (...)أمّا 'الاستفتاء الشعبيّ المقاوماتيّ' فلا تنافس فيه، ولا اعتراف مسبقاً بالنتائج، سواء بالمعنى البحت أو بالمعنى العام. هو استفتاء على مدى تعلّق 'أهل المقاومة' بـ'المقاومة' لكنّه ليس استفتاء على 'شرعيّة' المقاومة، لأنّ الأخيرة، وكما يقول روّادها، لا تستمدّ شرعيّتها من انتخابات بعينها، أو من قانون محدّد، أو من أيّ سلطة أو مؤسّسة وضعيّة، وإنّما هي شرعيّة بمعنى 'التكليف الشرعيّ'، أي بالمعيار الأيديولوجيّ فقط لا غير.
وإذا كانت الانتخابات التشريعيّة تنافساً بين تيارات وبرامج، فإن الاستفتاء الشعبيّ وفقاً لنظرية 'الديموقراطية التوافقية في حدود المجتمع المقاوم'، ليس بين شريكين في الوطن يتنافسان على خدمته أو على انتزاع تمثيل وتفويض أبنائه، وإنّما هو استفتاء يخاض ضدّ 'العدوّ'. لكن، العدوّ غير مسموح له المشاركة في الانتخابات، وليس في الداخل من يعلن انتسابه جهاراً إلى أي مدرسة من متفرّعات العدوّ. في الوقت نفسه، لا بدّ من اعتبار الانتخابات استفتاء يستكمل الانتصار أمام الاجتياح 'العسكري' عام 2006 والاجتياح 'السياسيّ' عام 2008، ولأجل ذلك لا بد من أن تسارع 'الممانعة' إلى تنسيب من يخوض الانتخابات ويخالفها الرأي إلى 'العدوّ'، واعتبار أنّ 'عدم وضوح' الخيانة بالشكل المفضوح ليس إلا من باب 'التورية' ومؤامرة تضاف على المؤامرة الأصلية.
إلا أنّ 'الاستفتاء الشعبيّ المقاوماتيّ' ليس من طبيعة يمكنها أن تبيّن أرجحية من هم مع 'خيارات المقاومة' ومن هم 'ضد المقاومة': أوّلاً لأن الذين يتعاملون مع الاستحقاق كاستفتاء لا كانتخابات تشريعية يعتبرون أنّ كل من يخوض الانتخابات ضدّهم هو 'ضدّ المقاومة' لكن ليس مصرّحاً لأحد بأن يخوض الانتخابات علنياً تحت شعار 'وقف المقاومة'. ثانياً لأن الرواسب الأيديولوجيّة لدى شريحة كبيرة من 14 آذار ما زالت تحول دون بلورة عنوان حاسم للبرنامج الانتخابي على أساس الرفض التام والقطع النهائيّ مع منطق المقاومة، بل إنّ قوى 14 آذار لم تتخل في أصعب المراحل عن جوهر المسعى 'التوفيقيّ' مع منطق المقاومة هذا.
والشرط الثاني لـ'الديموقراطية التوافقية' هو الميثاق، والميثاق هذا ليس بين 18 طائفة بالمعنى 'المذهبي'
ـ صحيفة المستقبل
أيمن شروف:
'همروجة' التنصّت وقفت عند عتبة 'اللاشرعية'
التقارير الصحافية التي صدرت حول همروجة التنصت، تشير إلى أن وزراء ونواب 'حزب الله' تراجعوا في مكان ما عن الولوج في ملف التنصت إلى مرحلة أبعد مما وصل إليه، لأن في ذلك امكانية طرح ملفات لا تخدم مصلحة الحزب 'الخاصة'، وهذا ما أثبتته الأيام القليلة الماضية والتي لم نعد نسمع فيها أي شيء عن التنصت ولا سيما من قبل النواب والوزراء المحسوبين على قوى 8 آذار، وهذا أيضاً ما استدعى هؤلاء إلى مقاطعة اجتماع لجنة تكنولوجيا المعلومات التي طرحت هذا الموضوع أيضاً.
وفي هذا الإطار، يشير النائب مصطفى علوش إلى أنه عندما تم الحديث عن التنصت الخارج عن إرادة الدولة عاد الصمت ليلف هذا الموضوع، كما أن الوزير باسيل تراجع عن حجة تطبيق القانون بعد أن ووجه بحق الأجهزة الأمنية بالحصول على قاعدة المعلومات وكيفية ضمان أمن المواطنين. وبالتالي محاولة الخروج من هذا الأمر بموقع البطولة باءت بالفشل.
ـ صحيفة البلد :
صواريخ... 'المقاومة البديلة'
(...) حزب الله كطرف اساسي على الارض (معني) بالتهدئة وهو الذي ينطلق من معادلة لا تنتمي الى هذا النوع من التحرشات والاستفزازات البعيدة كليا عن منطقه السياسي والعسكري، حيث يتعامل انطلاقا من كونه استطاع نقل لبنان الى مستوى أرفع في الصراع مع إسرائيل وإعادته الى لعب دور إقليمي بعد حرب تموز، بعدما كان هذا الدور قد تراجع منذ خروج المنظمات الفلسطينية المسلحة من لبنان وبيروت تحديدا بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982. وتشير مصادر الى أن على مطلقي تلك الصواريخ أن يفهموا أن صواريخهم لن تستطيع فتح جبهة الجنوب لأن لا معطيات سياسية جاهزة لدى 'المعتدي' حاليا أو في المدى المنظور على الأقل للقيام بذلك، في حين أن تلك المناوشات ستبقى ضمن الحدود التي هي عليها ولن تطال سوى إقلاق راحة الناس وتهديد سلامتهم وأرزاقهم في المنطقة. وذكرت المصادر أن هناك من يسعى في لبنان الى تشكيل 'حركة مقاومة إسلامية' بشكل منفصل عن حزب الله لاعتقاده بأنها قد تشكل نواة لعمل مواز من شأنه لم الجمهور حوله مقتديا بالنموذج الذي اتبعه الحزب للوصول الى ما وصل اليه متناسيا أن الظروف التي عاشتها مقاومته في الجنوب خلال 20 عاما من الاحتلال المباشر لم تعد موجودة في حين أن الظروف التي تعيشها المنطقة اليوم قد نقلت الصراع الى مستوى آخر على اي حركة مقاومة ناشئة أن تنطلق منها ليكون لها دور مكمل وليس مستغلا تحقيقا لغايات حزبية ضيقة. ولفتت المصادر الى ان حزب الله الذي نفى علاقته بتلك الصواريخ لأول مرة خارقا استراتيجيته التي اعتاد على ممارستها والتي تقضي بعدم التعليق على أي عمل موجه ضد العدو الإسرائيلي إنما يشير الى 'امتعاض' الحزب من هذا الأسلوب غير المحترف لا سياسيا ولا قتاليا لكنه لن يقف في وجه أية محاولة لتثبيت المقاومة كخيار لكل اللبنانيين بمختلف مشاربهم.
ـ صحيفة الشرق الأوسط
راغدة بهنام:
محكمة الحريري (الحلقة الأولى) : محكمة الحريري .. الزلزال السياسي القادم
بولتون لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط": ليس لديّ أي شك بتورط سورية.. وأعتقد أن المحققين واثقون أيضاً من تورطها.. والحوار مع دمشق تهديد للمحكمة
أعلن السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون في حديث لـ'الشرق الأوسط' ان ما جعل قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري دولية، كان 'الدليل الواضح على التورط السوري... لم يعد الأمر فقط مجرد شؤون داخلية في لبنان'. ويضيف: 'أعتقد أن الجميع وليس فقط في واشنطن، بل في أوروبا أيضاً وكل من كان يفهم بقضايا الشرق الأوسط، ظن أن سوريا متورطة'. وأكد بولتون انه ليس لديه 'أي شك بتورط سوريا' باغتيال الحريري. وداخل إدارة الرئيس السابق جورج بوش، يقول بولتون: 'لم أعرف بوجود أحد دافع عن السوريين' حينها. ويضيف: 'لا أظن أن المحققين أيضاً يعتقدون أن هناك شكاً' بتورط سوريا بعملية الاغتيال. وإلى جانب ما يقول بولتون إنه تورط واضح للسوريين في اغتيال الحريري، يقول إن ما دفع واشنطن لدعم تحقيق دولي هو 'الاختراق السوري لأجهزة الأمن والقضاء في لبنان'، ويضيف: 'اللبنانيون أنفسهم غير قادرين على إجراء تحقيق كامل ونزيه'، ولهذه الأسباب بحثت واشنطن عن طريقة 'لتساعد فيها اللبنانيين، والحكومة اللبنانية المنتخبة ديمقراطياً، حكومة فؤاد السنيورة'. وأكد بولتون أن الرسالة الأساسية من هذه المحكمة، موجهة بالأساس لإيران وسوريا، مضيفا 'نحن نعرف ماذا كانوا يحاولون أن يفعلوا في لبنان، والمحكمة هي جهد لمنع ذلك من الحصول، لأنه إذا فهم الناس أن سوريا كانت خلف اغتيال الحريري، فقد يعرقل هذا بالتأكيد جهود عودتهم إلى لبنان'.ويضيف بولتون أن 'اغتيال الحريري كان تهديداً للأمن والسلام الدوليين، لأنه لم يكن مجرد عمل إجرامي داخل لبنان بل كانت له آثار دولية'. وشرح أن واشنطن استنتجت ذلك 'من خلال النظر إلى تصرف السوريين في لبنان لفترة طويلة، إذ حاولوا القضاء على استقلال وسيادة لبنان، وأعتقد أننا كنا محقين بتفكيرنا أنه ليس فقط اغتيال الحريري، بل الكثير من الاغتيالات الأخرى حصلت بهذا الهدف'. ويضيف أنه خلال فترة التحقيق الأولى التي أجراها المحققان اللذان تعاقبا على ترؤس فريق التحقيق، ديتليف ميليس وسيرج براميريتس، دعمت واشنطن وساعدت التحقيق على أن يتعدى جريمة اغتيال الحريري، ويشمل الاغتيالات الأخرى التي تلته، لان الأمر 'بدا بالنسبة إلينا وكأنه نمط في القتل'. ولفت الى أن هناك عناصر عدة أثرت على تفكير واضعي هذه السياسة وجعلتهم يخطون باتجاه الضغط على دمشق من خلال دعم التحقيق الدولي في قضية الحريري والاغتيالات الأخرى، ثم دعم تشكيل محكمة خاصة، قائلا 'دمشق كانت تتصرف بشكل متزايد كأداة لإيران، من خلال تقديم الدعم لحزب الله داخل لبنان، وعلى الرغم من عدم معرفتنا بكل الوقائع هنا، إنما أعتقد أيضاً من خلال تورطها في نشاطات مرتبطة ببرنامج إيران النووي، وأعتقد أن هذا يفسر بناء كوريا الشمالية للمفاعل النووي على ضفاف نهر الفرات والذي دمرته إسرائيل في أيلول 2007'.
ورأى بولتون أن سياسة الحوار مع دمشق 'تشكل تهديداً للمحكمة'. ويقول: 'للدرجة التي نعيد فيها شرعنة سوريا، نجعل من الصعب على المدعي العام الذي إذا توصل إلى كشف تورط سوري مباشر على مستوى حكومي، أن يتابع في ادعائه أو أن يحصل على تعاون سوري في التحقيق'. ( غداً تنشر الحلقة الثانية)
2009-02-25 17:40:02