صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 3/3/2009

ـ صحيفة الشرق الأوسط
ثائر عباس:
محكمة الحريري (الحلقة 5) : الحريري وحزب الله.. العلاقة المبتورة
نصر الله وعد عائلة الحريري بـ &laqascii117o;كشف القاتل" ولم يف بوعده.. والتداعيات في الشارع أدت إلى &laqascii117o;قسمة طائفية"
لم تكن لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، وحدها التي حددت مسار العلاقات بين حزب الله وتيار &laqascii117o;المستقبل"، الذي أنشأه الحريري قبيل اغتياله. فمسار العلاقة بين الطرفين رسم منذ وقت طويل قبل ذلك، وتحديدا منذ وصول الرئيس الحريري إلى السلطة في عام 1992 حاملا مشروعا إعماريا حدت من طموحه الظروف الإقليمية، ومشروع المقاومة الذي كان في أوجه آنذاك.
تقاطع المشروعان أحيانا، لكنهما اختلفا في أحيان كثيرة، وتصادما في حالات عديدة قبل اغتيال الحريري وبعده. ولعل أصدق ما قيل في هذا المجال كان لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، الذي دعا الحريري يوما إلى اختيار أي نموذج للبنان يريد &laqascii117o;هونغ كونغ أو هانوي"، أي الأعمال والاقتصاد، أم النموذج الثوري. ولهذه الأسباب أيضا يمكن تفسير العنوان الشهير، الذي طلعت به صحيفة &laqascii117o;المستقبل" بعد إحدى العمليات &laqascii117o;التذكيرية"، التي كان يقوم بها الحزب، التي وصفتها الصحيفة آنذاك بـ&laqascii117o;عملية التوقيت الخاطئ".
لقد مرت العلاقة بين الطرفين بالكثير من المطبات، فمنذ لحظة الاغتيال اتجهت الأنظار إلى حزب الله، الحليف القوي لسورية، لم تتهمه العائلة بالاغتيال، وتجنب فريق الأكثرية مهاجمته، بل تمت دعوته من قبل النائب وليد جنبلاط إلى &laqascii117o;الالتحاق بركب ثورة الأرز".
شارع واحد يفصل بين شارعي &laqascii117o;المستقبل" و&laqascii117o;حزب الله"، أي بين الطريق الجديدة في بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت، لكن المسافة بينهما بدأت تتباعد باطراد منذ اغتيال الحريري. الشارع السني &laqascii117o;المصاب" باغتيال الرئيس الحريري، أحد الرموز النادرة للسنة في العقدين الماضيين، كان ولا يزال تحت وطأة الصدمة. وعندما برد جرح الاغتيال، بدأ الألم يزداد فيه وتحول الأنين صراخا ضد كل من له علاقة بالنظام السوري، المتهم الرئيسي - الوحيد - في القاموس السني، فيما أن الشارع الشيعي المقابل لديه متهم آخر هو إسرائيل.
بعد اغتيال الحريري تردد أن حزب الله قدم دعما &laqascii117o;تقنيا" لعملية التحقيق، لكن مسؤولا لبنانيا قريبا من العائلة قال لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط"، إن هذه المعلومات &laqascii117o;غير دقيقة"، كاشفا أن الأمين العام للحزب &laqascii117o;تعهد أمام العائلة بأنه سيقوم بتحقيق وسيقول لهم من هو القاتل، لكنه لم يعد إليهم". ويقول المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، إن &laqascii117o;العلاقة بين تيار &laqascii117o;المستقبل" والحزب كانت أساسا هي العلاقة بين الرئيس الحريري ونصر الله". الحوار بين الحريري ونصر الله كان قد بدأ بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب في عام 2000. ويقول المصدر إن &laqascii117o;الحريري كان يسعى إلى إقامة حوار حول ماهية المقاومة بعد الانسحاب، وأنه كان يحاور على كيفية استيعاب المقاومة في الدولة، مشيرا إلى أنه كان من المفترض أن يكمل نجله النائب سعد الحريري المسيرة، وأنه التقى لهذه الغاية بنصر الله عدة مرات من أجل هذه الغاية". ويشير مصدر قريب من عائلة الحريري إلى أن العلاقة بين الطرفين تأثرت بحدثين كبيرين، أولهما مظاهرة &laqascii117o;شكرا سورية"، وثانيهما انسحاب وزراء الحزب - مع وزراء &laqascii117o;أمل" - من الحكومة عند محاولة إقرار المحكمة الدولية في مجلس الوزراء ما دفع إلى إقرارها في مجلس الأمن الدولي.
ويــشــيــرالكاتب إبراهيم بيرم إلى جـــدل قــائــم على مستوى الرؤية المستقبلية للعلاقة بين حزب الله و&laqascii117o;المستقبل"، مشيرا إلى أن السؤال عند كل منهما يكون &laqascii117o;مــا هو الثمن المستقبلي لتلك العلاقة"؟ ويقول: &laqascii117o;إذا كانت العلاقة في الماضي أثمرت عن التحالف الرباعي، فاليوم نصر الله يطرح صيغة العودة إلى المعادلة التي كانت قائمة بشكل غير معلن بين الرئيس رفيق الحريري، وحزب الله (المواءمة بين المقاومة والدولة)". ويرى بيرم أن كلا الطرفين يخوضان اليوم نقاشا داخليا، فلا يمكن لهما أن يبقيا على القطيعة لأنهما يمثلان غالبية السنة والشيعة وهما مكونان أساسيان في لبنان والصدام بينهما مدمر. لكن هناك وقتا تحتاجه المرحلة لإعادة المياه إلى مجاريها.
ويرى الإعلامي راشد فايد أن لا علاقة وجدت بين تيار &laqascii117o;المستقبل" والحزب قبل اغتيال الرئيس الحريري، &laqascii117o;لأن التيار لم يكن متبلورا بعد، وبالتالي لم تكن هناك أي علاقة تنظيمية بين الطرفين"، مشيرا إلى أن العلاقة اقتصرت على علاقة مباشرة بين الرئيس الحريري والسيد حسن نصر الله. ويشير فايد إلى أن &laqascii117o;جمهور تيار المستقبل تأثر بالمواقف التي اتخذها حزب الله، بعد الاغتيال سواء في تظاهرة الشكر لسورية، أو في الموقف العام من النظام السوري. واعتبر أن ما حصل أبعد حزب الله عن جمهور التيار دون أن يعني ذلك تنكره لدور المقاومة، مشيرا إلى وجود &laqascii117o;انفصام" بين دور الحزب كمقاومة، وبين ما يقوم به على الأرض، كما حصل في مايو (أيار) 2008، معتبرا أن هذا الانفصام لا يواجهه &laqascii117o;المستقبل" وحده، بل كامل الطبقة السياسية اللبنانية. ورأى أن للحزب &laqascii117o;وجهين وليس وجها آخر، وبالتالي تصبح العلاقة غير سوية لا سيما حينما تحصل اعتداءات على غرار الاعتداءات، التي حصلت في 14 فبراير (شباط) على المشاركين في ذكرى الاغتيال الرابعة.
وعن طبيعة العلاقة الحالية يقول فايد: &laqascii117o;هناك سعي للمصارحة، دون المصالحة لأن الانقسام السياسي بين الطرفين هو انقسام عامودي، بين فريق يصر على تطبيق الدستور وبناء المؤسسات، وأن تكون الدولة هي الضامنة وصاحبة القرار، بينما هناك فريق يريد أن يملي على الدولة رؤيته وارتباطاته الإقليمية دون أن يكون لها أي رأي فيما يقوم به وما يتخذه من قرارات يدفع ثمنها الجميع". ويشير فايد إلى &laqascii117o;مفارقة حصلت خلال الحرب الأخيرة، هي أن الجميع في إسرائيل ولبنان توحدوا خلال الحرب كل في دولته، غير أن الإسرائيليين شكلوا بعدها لجنة تحديد مسؤوليات، فيما شن حزب الله حملة تخوين، حتى لا يسمح لأحد بأن يسأله عن جدوى الحرب التي افتعلها وكيف حصلت؟"
أما الكاتب السياسي بلال خبيز، فيعتبر أن العلاقة بين الطرفين &laqascii117o;مبتورة منذ، البد?، إذ أن حزب الله، ومن ورائه الطائفة الشيعية، يريد من &laqascii117o;تيار المستقبل" والسنة استطرادا والطوائف الأخرى، الــتــي تشكل نسيج البلد إعالة الطائفة ومساعدتها اقتصاديا، من دون أن يسمح لهذه الطوائف بفرض الشروط السياسية والأمنية الملائمة لصناعة اقتصاد مزدهر قد يستفيد من ازدهاره الجميع".
ويقول يوسف، أحد المقيمين في الطريق الجديدة، إن ما يحصل &laqascii117o;ليس خلافا مذهبيا بالأصل، لكنه كذلك بسبب الأمر الواقع". ولا يتردد يوسف في اتهام سورية بالجريمة.، معتبرا أن &laqascii117o;خطيئة" حزب الله هي وقوفه إلى جانب القاتل ومحاربته الضحية" معتبرا أن &laqascii117o;الناس لن تنسى بسهولة ما حصل في السابع من مايو (أيار) 2008، عندما احتلت بيروت من قبل ميليشيات الحزب واعتدت على كرامات الناس وممتلكاتهم". يتدخل قاسم - جاره في المحل المجاور - ليضيف: &laqascii117o;لو كنا ميليشاويين كما اتهمونا، لكنا حملنا السلاح دفاعا عن أنفسنا، لكن يبدو أنهم يدفعوننا باتجاه التسلح تحسبا للجولات المقبلة". نسأله: &laqascii117o;أتعتقد أن هناك جولة جديدة"؟ يجيب: &laqascii117o;نعم، فلا تزال المحكمة في بداياتها وفعلوا ما فعلوه لعرقلتها، فكيف إذا ما وصلت المحكمة إلى حدود إدانة القاتل!".
في المنطقة المقابلة تجد من يدافع عن مبادئ وشعارات مختلفة، النظرية هناك تقول إن &laqascii117o;المستهدف هو المقاومة". يقول سامر، صاحب أحد محال بيع الأفلام والألعاب الإلكترونية في الضاحية، إن إسرائيل هي من اغتال الرئيس الحريري لإيصال البلاد إلى ما وصلت إليه في الوقت الراهن معتبرا أن &laqascii117o;إقحام المقاومة في الوحل اللبناني يهدف إلى تلويثها ونزع الإجماع عنها وصولا إلى تدميرها".
ويرفض فايد الكلام عن انقسام طائفي في الشارع، ويقول: &laqascii117o;هناك طرف في الحياة اللبنانية بنى لحمة لجمهوره قاعدتها المذهب وعامودها ولاية الفقيه، ثم يناقش الآخرين كيف أنهم مذهبيون". وأشار إلى جود &laqascii117o;دراسات دينية لا تقبل في أي منهج ومد للعائلات بالمساعدات وإنشاء مجتمع قائم بذاته من طريقة العيش اليومي إلى الموت". ويخلص إلى أن &laqascii117o;هناك قسمة طائفية فرضها حزب الله بإرادته".

ـ صحيفة السفير
ساطع نو الدين:
الفـخ الداخلـي
حتى الآن، كان لبنان محظوظا أكثر من قطاع غزة، الذي لا يزال مدمرا ينتظر أموال اعادة الاعمار، بينما دخلت عمليات اعادة البناء مراحلها النهائية في مختلف المناطق اللبنانية التي هدمها العدو الاسرائيلي قبل ثلاثة اعوام.
في شرم الشيخ لم تجتمع الدول السبعين فقط من اجل منع ايران من محاولة سد فراغ عربي او دولي في قطاع غزة. ولعل هذا الاحتمال لم يكن واردا ابدا في حسابات اي من المشاركين في ذلك المؤتمر، لان التجربة اللبنانية اثبتت ان طهران ليست بالسخاء الذي خشيه البعض او توقعه البعض الآخر، ولان الايرانيين انفسهم يواجهون ضغوطا هائلة على ميزانيتهم جراء انخفاض اسعار النفط وارتفاع التحديات الاقتصادية الداخلية.. فضلا عن الاسئلة الايرانية الدائمة حول جدوى التورط في مثل هذه المشكلات الاقليمية، في خلال البحث عن شروط الحوار المرتقب مع واشنطن!
في المؤتمرات والالتزامات التي اعقبت حرب لبنان، وصدر بعضها قبل اعلان وقف الاعمال الحربية، كان هناك سعي عربي ودولي الى محاصرة حزب الله، ليس فقط بإرسال الجيش اللبناني الى الجنوب، بل ايضا للتنافس معه على كسب ود الجمهور الشيعي الذي تلقى وعودا صريحة من قيادة الحزب بإعمار وتعويض ما تهدم.. وهي منافسة لم تحقق الكثير من المكتسبات، برغم ان الاموال التي جاءت من العرب كانت اكثر بكثير من الاموال التي صرفها او وضعها الحزب في التصرف.
الاتجاه العام لمرحلة ما بعد الحربين هو نقل الصراع الى الداخل اللبناني والفلسطيني، مع الاخذ في الاعتبار الفارق الجوهري بين قوة حزب الله وقوة حركة حماس في بيئتيهما.. واستعدادهما للوقوع في ذلك الفخ، الذي ينصبه العالم كله.

ـ صحيفة السفير
دنيز عطا الله حداد :
&laqascii117o;السفير" تنشر &laqascii117o;شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان" : دعوة &laqascii117o;للتمييز حتى حدود الفصل" بين الدين والدولة و&laqascii117o;تحييد لبنان عن سياسة المحاور"
مرة جديدة تدافع الكنيسة عن حقها في ان تعطي &laqascii117o;حكمها الادبي في جميع الشؤون، بما فيها الشأن السياسي"، ومرة جديدة &laqascii117o;تعطي صوتها لمن لا صوت له" بحسب تعريفها، فتصدر نصا عنوانه &laqascii117o;شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان". فيوم الخميس المقبل تعلن الكنائس اللبنانية مجتمعة &laqascii117o;شرعتها" من قصر المؤتمرات في ضبية. وترفع الصوت لتعلن انه &laqascii117o;يقتضي احياء لبنان ان تنشأ دولة مدنية ديموقراطية حديثة فيها &laqascii117o;التمييز الصريح، حتى حدود الفصل، بين الدين والدولة". وتدعو الى &laqascii117o;العمل على تحييد لبنان عن الانجراف في سياسة المحاور الاقليمية والدولية، وعن التمحور في احلاف خارجية تخوض صراع مصالح ونفوذ على ارض لبنان وعلى حسابه". وتناشد &laqascii117o;كل الذين يتعاطون السياسة والشأن العام ان يتمسكوا بمبادئ الحوار وحلّ الخلافات في اطار المؤسسات الدستورية، رافضين الاحتكام الى اي شكل من اشكال العنف والصدامات المسلحة، ويعتمدون على الجيش وقوى الامن الداخلي دون سواهم للمحافظة على امن المواطنين والاستقرار. وعليهم ان يرتقوا بخطابهم السياسي الى مستوى المسؤولية الاخلاقية والوطنية الجامعة، مجنّبين لبنان مساوئ تحويل الخلافات والنتائج الانتخابية الى ازمات سياسية على مستوى الوطن كله". كما تدعو الشرعة &laqascii117o;الى اعتماد آليات للحؤول دون تعطيل عمل المؤسسات الدستورية وتعميم المهل الدستورية والقانونية على مستويات القرار كافة." مطالبة &laqascii117o;بتحقيق اللامركزية الادارية الموسّعة واللاحصرية كأولوية قصوى، تخفيفاً من حدّة الصراع على السلطة المركزية وتعزيزاً للانماء المتوازن". وتشدد الوثيقة على ضرورة &laqascii117o;تنظيم العلاقات بين الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية، بالسعي الى حلّ عادل لقضية الفلسطينيين، وضمان حق العودة الى بلادهم، ومنع توطينهم في لبنان، وضبط سلاحهم، وتحسين اوضاعهم". وتطالب ب"حصر السلاح اللبناني بالقوى الشرعية المسلحة، واخضاع المهام الدفاعية والامنية لقرار السلطة السياسية وحدها". كما تحدد الشرعة المعايير للانتخاب والمساءلة والمحاسبة واضعة المرشح والناخب امام مسؤولياته.

ـ صحيفة السفير
عماد مرمل:
مليون استمارة لـ &laqascii117o;استكشاف الأرض" وتحديد نقاط القوة والضعف
مؤشرات المسح ترفع منسوب طموحات &laqascii117o;التيار الحر"
لان الوقت ثمين والتحدي كبير، فإن المشرفين على الماكينة الانتخابية في التيار الوطني الحر أداروا كل محركاتها في جميع الدوائر المسيحية، سعيا الى تأمين افضل جهوزية ممكنة لخوض المعركة المنتظرة، التي بات معروفا انها ستدور على وجه الخصوص في مناطق تواجد أعضاء التيار ومناصريه. وحسب المعلومات، فقد أنجزت الجهات المختصة في التيار الحر توزيع قرابة مليون استمارة على المواطنين في 612 منطقة وبلدة يتواجد فيها التيار، متضمنة أسئلة حول الانتماء السياسي للناخب ووضعه اللوجستي والدور الذي يمكن ان يؤديه في الانتخابات (مندوب، التبرع بوسيلة نقل، حاجته الى تأمين تنقله..) وغيرها من التفاصيل، وذلك بهدف إجراء نوع من المسح الشعبي الشامل، لتشخيص الواقع الانتخابي والشعبي الراهن للتيار في كل دائرة أولا ، ثم داخل كل منطقة وطائفة على مستوى الدائرة، وصولا الى تحديد نقاط القوة والضعف في الجسم العوني، من أجل تعزيز مكامن القوة ومعالجة مكامن الضعف في الفترة الفاصلة عن فتح صناديق الاقتراع في السابع من حزيران المقبل.
ومن شأن هذا الإحصاء أن يتيح معرفة عدد مؤيدي التيار وخصومه ونسبة المحايدين أو المستقلين، الذين يفترض تفعيل التواصل معهم، بغية السعي الى استقطابهم قبيل موعد الانتخابات، علما ان المؤشرات الأولية للمسح، الذي سينتهي في آواخر آذار، أظهرت انها تتقاطع الى حد كبير مع حصيلة استطلاعات الرأي التي تجريها جهات مستقلة، وفحواها ان تغييرا كبيرا لم يطرأ على الحجم الشعبي للتيار الحر، قياسا الى النتائج التي حققها في انتخابات العام 2005، وإن يكن قد ظهر بموجب ما تم تجميعه من الاستمارات ان هناك ثغرات موضعية، ناتجة عن ضعف التواصل بين هيئات التيار والناس في بعض الاماكن. واستنادا الى المعطيات المتوافرة، في ضوء عملية المسح، تعتبر أوساط قيادية في التيار الحر ان التحدي ليس الفوز في الانتخابات وحسب، بل تكرار النتائج الباهرة التي تحققت في انتخابات 2005، لافتة الانتباه الى ان محاولة محاصرة العماد عون انتخابيا وسياسيا عبر جبهات عدة وتحت مسميات مختلفة ، إنما أعطت مفعولا عكسيا وأدت الى تزخيم حماسة العونيين.
وتلفت الاوساط الانتباه الى ان &laqascii117o;العينة المتنية" تثبت صحة هذا الاستنتاج، إذ تبين من الاستمارات المتقاطعة مع استطلاعات الرأي ان التموضع الجديد للنائب ميشال المر وتحالفه مع خصوم عون أديا الى شد عصب الكثيرين ممن كانوا يمرون في حالة ارتخاء في المتن، حيث تؤشر كل المعطيات الاحصائية الى ان التيار الحر سيحصد بالتعاون مع حلفائه أكثرية المقاعد في هذه المنطقة.
على خط آخر، وضع التيار خطة بوشر في تنفيذها للتواصل مع الناخبين المغتربين وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في الانتخابات، وقد زار في هذا الاطار العديد من مسؤولي الانتشار دولا عدة، من بينها بلدان عربية وكندا التي يتوقع ان يأتي منها خمسة آلاف مغترب من مؤيدي التيار، بينما يجري التحضير لزيارات قريبة مماثلة الى البرازيل وأوستراليا، بالتنسيق مع الماكينات الانتخابية لقوى آخرى في المعارضة.

ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
'بكل جرأة' إحذروا التسييس المضاد
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ماذا يحصل في حال امتنع لبنان اذا تغيرت 'السلطة' فيه و'السياسة' وامتنعت دول اخرى وربما منظمات عن تنفيذ طلبات المحكمة الدولية مثل حق استجواب شهود وتسليم مشتبه فيهم الى آخر ما هنالك من امور؟ والجواب هو احالة ذلك على مجلس الامن ربما لان المحكمة انشئت تحت الفصل السادس وليس السابع من شرعة الامم المتحدة. فماذا يحصل اذا قضت المصالح والصراعات او التنافس بين الدول الكبرى على النفوذ في العالم، الى تعطيل اي قرار يسهّل امور المحكمة بواسطة استعمال حق النقض (الفيتو)؟ وماذا يحصل ايضاً اذا تغيّرت المرحلة السياسية الدولية والاقليمية مئة في المئة عنها عام 2004 وعام 2005 ثم عام 2007 تاريخ انشاء المحكمة؟ ومعروف ايضاً ان جواً من الانفراج بدأ يسيطر على المنطقة والعالم (قرار اميركا اوباما الحوار مع سوريا وايران. مفاوضات سوريا - اسرائيل. تحديد موعد لانسحاب اميركا من العراق. بدء مصالحات عربية - عربية وتحديداً سعودية - سورية وربما لاحقاً سورية - مصرية...). ولا شيء يمنع ان يؤثّر ذلك على 'المحكمة الخاصة' اي الدولية بحسب التعبير اللبناني.

ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف:
لأن خطوة قيامها تكتسب بعداً مهمّاً يشبه حياد لبنان
دعم المحكمة يُسلط الضوء على الخيارات المسيحية
ملف المحكمة الدولية يفتح الباب على المسؤولية المسيحية التاريخية التي تلقى وستلقى على الطوائف المسيحية نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة وسائر الملفات المهمة جدا على صعيد مصير لبنان ومستقبله والتي ستترتب اتجاهاتها ومصيرها على الخيارات التي ستعتمدها هذه الطوائف. فبالنسبة الى المحكمة الدولية تقول مصادر معنية ان ما قد يهمها في الاساس هو القرار الظني او الاتهامي الذي سيتبلور نتيجة التحقيقات قبل المحاكمات التي يمكن ان تستغرق سنوات يحتمل تصفية المرتكبين او المذنبين خلالها قبل وصولهم الى المحاكمة او حتى القنوات البشرية التي يمكن ان تؤدي الى هؤلاء. ولكن من الضروري ان تحظى المحكمة لمصلحة جميع اللبنانيين وللمسيحيين قبل المسلمين بكل الدعم الممكن والمطلق للوصول الى النتائج المرجوة.
(...) كما ان الملف الآخر الذي يسبغ أهمية مضاعفة على الموقف المسيحي يتعلق بموضوع 'حزب الله' واستمرار سلاحه في موازاة سلاح الدولة واقوى منها ايضا والانحراف الذي اخذ ويؤخذ اليه المسيحيون على نقيض توجهاتهم التاريخية في هذا الصدد ومبادئهم الداعمة في المطلق للدولة السيدة المستقلة التي تحمي وحدها وجودهم وبقاءهم.

ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
مطالبات لبلمار بالتعجيل بعدما طالت فترة التحقيقات
السؤال المطروح لماذا تحديد موعد لمباشرة المحكمة الدولية مهماتها ما دامت التحقيقات لم تختتم بعد، كما ان المقر غير جاهز لوجيستياً لاستقبال القضاة حتى الآن؟ هل اقدم الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون على الطلب من القاضي بلمار الانتقال الى هولندا وحدد موعدا لتباشر المحكمة مهماتها تجاوبا مع إلحاح اللبنانيين، من مسؤولين وفاعليات سياسية؟ واعربت مصادر قيادية عن املها في ان تصدر المحكمة احكامها في وقت قريب وعدم الانتظار ثلاث سنوات وفقا لما توقع مقررها فنسنت. كما عبّرت عن اسفها لعدم انتهاء التحقيقات على رغم الفترة الطويلة التي استغرقتها. ولم تُخْفِ تخوفها ان يطلب بلمار من مجلس الامن التمديد مدة جديدة، اي الى ما بعد شهرين من بدء اعلان مباشرة المحكمة اعمالها في الاول من الشهر الجاري.وسألت هل يعقل عدم توقيف غير ثلاثة اشخاص مدنيين والضباط الاربعة للاشتباه في تورطهم في الجريمة، علما ان نوعية الاغتيال التي اودت بالرئيس الحريري تستوجب طاقما كبيرا للمشاركة في عملية التفخيخ ونقل المتفجرات وتعطيل جهاز الوقاية الذي كان قائما في موكب المغدور؟ المدنيون الثلاثة اخلي سبيلهم الاسبوع الماضي والضباط لا يزالون قيد الاعتقال على رغم ان التحقيقات معهم لم تثبت عليهم اي تورط؟ فهل منفذو جريمة الاغتيال هم من خارج الاراضي اللبنانية، أي من اكثر من دولة عربية او من اسرائيل؟ هل هم من جنسيات خليجية او مغربية وينتمون الى تنظيمات اصولية؟ هل حددت التحقيقات هوية هؤلاء؟ وهل سيسلمون الى المحكمة ام ستصدر في حقهم احكام غيابية؟ وهل سيرضي ذلك ما يطمح اليه اللبنانيون؟

ـ صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف:
دمشق بين مصالحتها الرياض وترجيح كفّة المعارضة في الانتخابات
تضع دمشق، بحسب المطّلعين على رأيها عن قرب، بضع معطيات يختلط فيها البعد الإقليمي بالبعد اللبناني على طريق انتخابات 2009:
أوّلها، تيقّنها من المسار الذي ستسلكه علاقاتها مع واشنطن، وخصوصاً في ظلّ وجهتي نظر يعبّر عنهما الأميركيون بالقول تارة إن واشنطن تجري مراجعة للسياسة الأميركية حيال سوريا، وبضرورة استعجال مباشرة الحوار معها بلا شروط مسبقة طوراً بدءاً بإرسال سفير جديد إلى دمشق. مع ذلك ينظر السوريون بارتياح إلى وجهتي النظر هاتين، ويجدانهما تطوراً ملموساً في تقويم واشنطن علاقتها مع سوريا، إذ لا تبدأ حيث انتهت الإدارة السابقة، ولا ترى في المقابل خياراً مجدياً لمقاربة المشكلات خارج الحوار المباشر.
وبحسب تقرير ديبلوماسي مصدره واشنطن أورد جانباً ممّا تداوله الرئيس بشار الأسد مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي هاورد بيرمان عندما زار دمشق في 21 شباط، قال الأسد لزائره إنه يوافق على عقد صلح مع إسرائيل يستعيد لسوريا الحدود التي كانت عشية 4 حزيران 1967 بما فيها المياه السورية على بحيرة طبريا، ولكنه يعتبره &laqascii117o;صلحاً بارداً" وله شروطه. وقال الأسد إنه مستعد لفتح سفارة سورية في تل أبيب لا في القدس، ورأى أن صفقة التسوية بين سوريا وإسرائيل لا تكتمل إلا باتفاق فلسطيني ـــــــ إسرائيلي. وخلافاً لموقفه من حماس، لاحظ التقرير الديبلوماسي أن الأسد لم يكن واضحاً في شرح وجهة نظره حيال المستقبل العسكري لحزب الله، رداً على سؤال وجّهه إليه بيرمان. وينسب التقرير إلى الأسد قوله لزائره: أنتم الأميركيون تبالغون في تقديركم العلاقات السورية ـــــ الإيرانية. أما عن موقفه من حماس، فاستنتج بيرمان اعتقاد الأسد بأن الأمر قابل للمعالجة، في إشارة إلى تلازم الاتفاق السوري ـــــ الإسرائيلي مع الاتفاق الفلسطيني ـــــ الاسرائيلي.
ثانيها، ارتياح دمشق إلى حوارها الجديد مع الرياض، في ضوء مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بإجراء مصالحة عربية لا تكتفي بإنهاء الأزمة السعودية ـــــ السورية. ويدفع ذلك المطّلعين على الموقف السوري إلى توقّع تطوّر إيجابي آخر في علاقات البلدين على أبواب قمة الدوحة، الأمر الذي سيؤخّر في لبنان بتّ حلفاء الطرفين خياراتهما الرئيسية في انتخابات حزيران، وأخصّها اللوائح الانتخابية، إلى ما بعد قمة الدوحة لاستكشاف نتائج مسار المصالحة.
ثالثها، مع أن سوريا تعلن ظاهراً لامبالاتها حيال انتخابات حزيران، فإن المطّلعين على موقفها لا يتردّدون في تأكيد اهتمامها بفوز المعارضة بالأكثرية المقبلة. ويقع في هذا النطاق إحجامها، بذرائع شتى، عن تعيين سفير سوري لدى سفارتها في بيروت إلى ما بعد الانتخابات ربما، ما دامت ترى أمر العلاقات الديبلوماسية قد تمّ رسمياً بفتح السفارة. وانسجاماً مع هذا الموقف، اتخذت موقفاً سلبياً من المناداة بكتلة وسطى تعتقد أنها تستهدف التمثيل المسيحي للرئيس ميشال عون. وعلى غرار حزب الله، تقول دمشق إنها لا توافق على مساومة أو تسوية من شأنها الإضرار بالتمثيل السياسي لعون في البرلمان المقبل أو تتوخى ضرب شعبيته المسيحية. لكنها تظنّ أن أيّ كتلة وسطى ينبغي أن لا يقتصر تمثيلها على مسيحيين، بل تتشكّل من كل الطوائف كي يعبّر تمثيلها عن حقيقة دورها، وهو أن تكون فريقاً ثالثاً إلى جانب رئيس الجمهورية بين قوى 14 آذار والمعارضة. مع ذلك فهي قليلة الإيمان بهذا الخيار.

ـ صحيفة الحياة
محمد شقير:
سأل الجميل وجعجع في جلسة الحوار أمس، عن جدوى المشاركة في لجنة الخبراء في الوقت الذي لم يسم &laqascii117o;حزب الله" مندوبه الى اللجنة إضافة الى أنه لم يتقدم بتصوره الخطي للاستراتيجية الدفاعية بعدما كان اقتصر في الماضي على مداخلة تقدم بها أمينه العام السيد حسن نصر الله في مؤتمر الحوار الأول الذي رعاه بري في آذار (مارس) 2006 أي قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) من السنة نفسها.

ـ صحيفة الديار
كمال ذبيان:
قيادات المعارضة تعقد اجتماعاً قريباً لربط &laqascii117o;الماكينات الانتخابية" ببعضها
بدأت قيادات المعارضة تتحضر لحل عدد من المسائل العالقة، التي لها علاقة بتوزيع مقاعد، ‏والترشيح لها من قبل احزاب وتيارات سياسية في المعارضة، وان الدوائر المعنية محدودة في ‏بعبدا، وجزين والزهراني، وهي ما بين &laqascii117o;التيار الوطني الحر" وحركة &laqascii117o;امل" التي يريد رئيسها ‏نبيه بري الاحتفاظ بالمقاعد المسيحية في جزين والزهراني لكتلته النيابية، في حين يرغب ‏العماد ميشال عون ان يحصل على مقعدين ماروني وكاثوليكي في جزين وكاثوليكي في الزهراني، ‏كما يطالب بالمقعد الشيعي في دائرة بعبدا، الذي يريد بري ان يستعيده هو، طالما ان كتلة ‏الاصلاح والتغيير تحتفظ بالمقعدين الشيعيين في زحلة وجبيل.
واما في ما يخص المقعد الارثوذكسي في مرجعيون - حاصبيا، فإن الرئيس بري لا يعتبره من حصته ‏بل من حصة الحزب السوري القومي الاجتماعي وعلى &laqascii117o;التيار الوطني الحر" ان يفاوض معه حيث ‏يربط عون سحب ترشيح اللواء عصام ابو جمرا، مقابل تسهيل الحزب القومي له بتشكيل اللائحة ‏في المتن الشمالي، لكن القوميين الاجتماعيين يعتبرون ان من حقهم الطبيعي ان يكون لهم مرشحهم ‏في المتن الشمالي، وان اصواتهم لن تعطى مجانا، وذكرت المعلومات ان الاتصالات بين الطرفين بدأت ‏في &laqascii117o;الحلحة" وان ثمة قناعة تكونت عند عون ان يكون للقومي مرشحه، وما زال التداول قائما ‏باسمين وهما غسان الاشقر والدكتور ميلاد السبعلي الذي تبدو حظوظه متقدمة، وهناك اجواء ‏‏&laqascii117o;عونية" تؤيده، اضافة الى القاعدة القومية الاجتماعية.
‏ وفي هذا الاطار تكشف مصادر قيادية فاعلة في المعارضة، ان كل هذه المسائل لها حلول، وليست ‏صعبة ابداً، وهناك قناعة عند كل قيادات المعارضة، بانه ليس المهم الفوز بمقعد لهذا الحزبب ‏او ذاك التيار، بل الاهم هو ان تفوز المعارضة بكل المقاعد التي ترشح عليها، وتحصد ‏الاكثرية النيابية، وان ثمة تنازلات ستتقدم من الجميع، وان الرئيس بري والعماد عون ‏سيتوصلان الى تفاهم على الجنوب، ويلعب &laqascii117o;حزب الله" دورا في تقريب وجهات النظر، وسيكون ‏‏&laqascii117o;للتيار الوطني الحر" في جزين ترشيحاته ويجري درس موضوع الزهراني.

ـ صحيفة المستقبل
نصير الأسعد:
بين تقدم أولوية 'المسألة الأمنية' مجدداً وامتناع 'حزب الله' عن التضامن مع قيام المحكمة دفاعاً عن الجنرالات/مناخات ما قبل 'تسوية الدوحة'
(...) ليس صحيحاً على الإطلاق أن بند 'الإستراتيجية الدفاعية للدولة' هو البند 'الوحيد' المتبقي من 'تسوية الدوحة'، وأنّه بصفته هذه ـ أي 'الوحيد' ـ مطروح على طاولة الحوار الوطني في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وبكلام آخر، إن 'التمزيق' الذي تعرّضت له 'تسوية الدوحة' من جانب 8 آذار، يدفع الى الإعتقاد أن ليس فقط لا يريد فريق 8 آذار و'حزب الله' في مقدمه الوصول بالحوار حول 'الإستراتيجية الدفاعية' الى خلاصات جدية.. وسريعة، بل إن هذا الفريق يعيد الوضع الى ما يشبه 'نقطة الصفر'.
على أي حال، وفي ما يؤكد أن 'المناخات' تبدو وقد عادت إلى 'ما قبل الدوحة'، لا يمكن 'تجاوز' تعاطي 'حزب الله' في الأيام الماضية مع قيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.يمكن تماماً أن توضع جانباً المعلومات الصحافية التي تحدثت عن التقاط 'حزب الله' صوراً لمبنى المحكمة الدولية في ضاحية لاهاي في هولندا وما يحيط بها، وتحدثت عن رفض الحزب السماح لثمانية أشخاص بالمثول أمام لجنة التحقيق الدولية. كما يمكن تماماً أيضاً أن يوضع جانباً نفي 'حزب الله' لهذه المعلومات جملةً وتفصيلاً.
... بماذا اهتم في الأيام الماضية؟
بيدّ أن تعاطي الحزب كان 'معبّراً' في نواح أخرى. تركّز اهتمامه بـ'مناسبة' قيام المحكمة الدولية على المطالبة بإطلاق الضباط الأربعة الموقوفين قيد التحقيق للاشتباه بضلوعهم في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. ومارس ضغطاً 'معنوياً' على القضاء اللبناني في هذا الإطار، إذ اعتبر أن القضاء أمام اختبار وخيّره بين أن ينجح إذا أطلق الجنرالات أو أن 'يسقط' إذا لم يُطلقهم. واهتم بتهنئة الأخوَين عبدالعال لـ'إطلاقهما' وذهب بعيداً في الاستطراد الى حد اعتبار أن 'إطلاقهما دليل براءتهما، وبراءتهما دليل إدانة من اعتقلهما'، وإلى حد 'استغراب استمرار اعتقال الضباط الأربعة مع انتفاء أي دليل يدينهم(..) وأن استمرار توقيفهم هو مزيد من التسييس للتحقيق'. و'تفتّقت' عبقرية مسؤولين حزبيين عن أن 'الموالاة تريد استخدام المحكمة ورقة ضغط على المعارضة'.
ضرب الحزب عرض الحائط بحقيقة أن القضاء اللبناني رفض تخلية سبيل الضباط الأربعة محيلاً الأمر والمسؤولية الى القضاء الدولي. وتجاهل حقيقة أن الأخوَين عبدالعال 'أخلي سبيلهما بكفالة مالية' أي جرى استبقاؤهما رهن التحقيق ولم يطلقا ولم تتم تبرئتهما. وصمّ أذنيه عن سماع كل ما قاله فريق 14 آذار وزعيم 'تيار المستقبل' سعد الحريري في المقدمة بشأن ما يعلّقه على المحكمة أي العدالة وليس تصفية الحسابات السياسية.. فضلاً عن الاستحالة العملية لـ'استخدام' المحكمة التي لن تصدر أحكاماً.. قبل الانتخابات النيابية اللبنانية.
المهم في الموضوع أن 'حزب الله' وفي لحظة 'حقّ' يستحقه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء، إعتبر أن ثمة 'قضية موازية' هي 'قضية' الضباط الأربعة بل قدّمها بوصفها 'قضية' أهم. والمهم أن 'حزب الله' وفي لحظة احتفال وطني بانتهاء زمن الإفلات من العقاب، لم يتضامن مع سائر اللبنانيين ولم يخصّ رئيس 'المستقبل' سعد الحريري بـ'تهنئة' على قيام المحكمة. والمهم أن 'حزب الله'، وفيما كانت دمشق ـ حتى دمشق! ـ 'تخفض في الظاهر' جناح الذلّ' للمحكمة، كان هو مزايداً ضد صفّ الضحايا . والمهم أن 'حزب الله' ليس فقط لم يقف دقيقة صمت، أي لم يوقف حملته دقيقة واحدة، بل صعّد هجماته.. واعداً بـ'إنتصارات'.. مجادلاً في الوقت نفسه في 'مذكّرة التفاهم' المقترحة من وزير العدل إبراهيم نجار بين القضاءَين اللبناني والدولي.
ومن نافل القول هنا إن 'حزب الله' لم يشأ في لحظة كان يمكن أن تكون 'لحظة تضامن وطني' أن يقدّم خطوة واحدة باتجاه الآخر في سبيل 'ترييح' الوضع نسبياً. فهل من تفسير لهذا كله؟ ولماذا هذا 'التعاطف' ـ غير القابل حتى للتأجيل ـ مع مشتبه بهم في مقابل هذا الاستفزاز لأكثرية اللبنانيين؟ وهل يمكن أن يُفهم غير أن 'حزب الله' متوتر ويغذّي التوتر؟ وما سرّ هذه الحمية ضد 'أصحاب الدم'؟!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد