صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 9/3/2009

ـ صحيفة السفير
نبيل هيثم :
يبدو جليا هنا، ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان، لم ينجح في طمأنة «الاصدقاء القدامى» في بيروت، ويجزم احد ابرز قياديي «14 آذار» بوجود صعوبة كبيرة في تبديد قلقهم في غياب «بوليصة تأمين حقيقية» على حياتهم السياسية او وجودهم السياسي في مرحلة ما بعد الانفتاح. فهؤلاء باتوا مسكونين بقناعة أن الحركة الاميركية، مع كل ما يتوازى معها من تحركات انفتاحية اخرى في اتجاه سوريا، عربية او غير عربية، مبتدئة ومنتهية عند المصلحة الاميركية. والواضح مع الادارة الاميركية الجديدة انها تنتهج سياسة جديدة ترتكز في ما يعني هذه المنطقة، على حاجة ادارة باراك اوباما الى سوريا لبنانيا والى سوريا اقليميا. ومن هنا، فإن كل التطمينات التي ابداها فيلتمان لأصدقائه القدامى في لبنان قبل انتقاله الى دمشق، بعدم وجود صفقات على حسابهم، والتي ارتكزت، أي التطمينات، على بعد تذكيري بالماضي اللبناني للرجل، ايام كان «قياديا بارزا في 14 آذار» برتبة سفير لادارة جورج بوش السابقة، قد محاها سعيه في العاصمة السورية لقلب الصفحة الماضية وما شابها، والتركيز على المستقبل، وإشادته بالمحادثات «البناءة جدا والشاملة» التي اجراها مع المسؤولين السوريين، وإقراره بدور كبير لسوريا في المنطقة. وبالتالي بدلا من ان يخفف القلق... زاده.
ويقول مطلعون على محادثات فيلتمان ومسؤول قسم الشرق الاوسط في مجلس الأمن القومي الاميركي دانيال شابيرو في دمشق، ان المحاور السوري حرص على إبداء مرونة ظاهرة في المحادثات. الا ان الملاحظة البالغة الدلالة في المناخ الايجابي الذي ساد، هي ان فيلتمان خلع ثوبه اللبناني الذي لبسه في فترة انتدابه كمدير للمواجهة ضد سوريا في لبنان، وتكلم بلسان اميركي يعبّر بأمانة عن سياسة الادارة الاميركية الجديدة.
وبحسب هؤلاء المطلعين على المحادثات، فإن المحاور السوري، اخذ الجانب الاكبر من الحديث، ولا سيما ان فيلتمان حدد مع بداية المحادثات مهمته الجديدة والخارجة تماما عن اطار موقعه السابق كسفير في بيروت، بل كموفد للرئيس اوباما ولوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وفي اطار سياسة جديدة، اساسها الحوار حول مجموعة مواضيع. «فأنا آت لأسمعكم، سواء ما يتصل بعملية السلام في المنطقة والمفاوضات المقبلة وامكانية الوصول الى حلول، اضافة الى ما يتصل بالوضع الفلسطيني والتطورات الاخيرة، وايضا حول لبنان، وموضوع العراق وسبل تعزيز امنه واستقراره، وخصوصا في وجه التطرف المسلح».
في الشق اللبناني، وكما يقول المطلعون على اجواء المحادثات، حرص المحاور السوري على الاستماع لما يحمله فيلتمان على هذا الصعيد، وما لفت الانتباه في كلام فيلتمان استعراضه الوضع من زاوية مبسطة جدا، ترتكز على مقولة اميركية تنفي عن الولايات المتحدة الاميركية صفة المتدخل بعمق التفاصيل اللبنانية، وان سياستها تجاه هذا البلد ترتكز فقط على دعم سيادته واستقلاله. والمثير قوله ان مساعدة بلاده للبنان محصورة بما تقدمه للدولة اللبنانية، وانها لا تقدم اموالا لأي من الفرقاء اللبنانيين!. طبعا هذا لا يتفق مع الواقع اللبناني الذي يشهد عكس ذلك، سواء بالمخصصات الشهرية او بالتقديمات المالية المباشرة لبعض الفرقاء، فضلا عن ضغطها المباشر على بعض الدول الخليجية الكبرى لدفع الاموال، كما حصل في فترة حكم الاكثرية، والذي يتصاعد في الفترة الراهنة مع ملايين الدولارات الخليجية التي بدأت تنهمر على مختلف المناطق اللبنانية في زمن الانتخابات النيابية. ويضيف هؤلاء المطلعون على المحادثات، ان نقاشا واسعا دار حول الموضوع اللبناني، واستفاض المحاور السوري في عرض الواقع اللبناني وتفاصيله وحساسيته وفرادته. وتوقف عند موضوع المقاومة في لبنان، وتوسع في شرح دورها في لبنان ضد الاحتلال الاسرائيلي وصولا الى «حرب تموز». والاهم في كلام المحاور السوري انه ميّز مفهومي المقاومة والارهاب ، بين من هو المقاوم في لبنان وفلسطين ومن هو الارهابي في المنطقة، أي اسرائيل، أي ان فيلتمان، سمع توصيفا حقيقيا للعمل الارهابي الذي تقوم به اسرائيل، وللعمل المقاوم الذي تقوم به حركات المقاومة، وعلى وجه الخصوص «حزب الله» في لبنان وحركة «حماس» في غزة وفلسطين المحتلة.
ـ صحيفة السفير
صوت وصورة :
بعد حوالى عشرة أيام من انتقال فريق عمل «الجزيرة» في غزة إلى مكتب جديد عقب الخلاف مع وكالة أنباء «رامتان»، أدت إلى افتراق غير ودّي بين الطرفين، تلقى منتج الأخبار في مكتب القناة وسام حمّاد، أمس الأول، اتصالاً يخبره بوجود عبوة ناسفة أمام مكتب القناة في برج الجلاء وسط المدينة، ما استدعى تدخل شرطة الحكومة المقالة، بعد اكتشاف كيس بالقرب من مدخل المكتب الجديد يحتوي قنبلة ورسالة موقعة باسم «أشباح الشهيد سميح المدهون». في اتصال مع «السفير»، شرح حمّاد تفاصيل الحادثة: «تلقيت اتصالاً على هاتفي النقال من رقم محجوب، قال لي إننا (أي الجهة المُهدّدة) أشباح سميح المدهون، وضعنا لكم عبوة ناسفة». ظن حماد بادئ الأمر ان الأمر مزحة «لكني قررت الاتصال بالزميل وائل الدحدوح، وأبلغته بما حدث، كما اتصلت بالزملاء في المكتب تحسباً. بعد دقيقتين عادوا واتصلوا بي ليخبروني انه تمّ العثور على كيس فيه قنبلة منزوعة الصاعق (أي مُعدّة للانفجار)، مع رسالة مكتوبة بخط اليد». أما مضمون الرسالة فيقول «خاص بالجزيرة، إلى الذمم الإعلامية الباهتة صاحبة المساومة الرخيصة. إن كنت تفكرون، فالحل الأمثل لكم هو الرحيل من غزة فوراً. التوقيع أشباح الشهيد المعلم سميح المدهون». ولفت حمّاد إلى أن الخط الذي كتبت فيه الرسالة «يشبه خط طفل يتعلم الكتابة حديثاً بهدف التمويه». وفور انتشار الخبر بدأت التحقيقات المكثفة ولو في ظل عدم وجود صور لكاميرات المراقبة التي لم تركّب بعد. كما زار المكتب ممثلون عن الفصائل الفلسطينية كلها، بحسب حماد، وفي مقدمها حركة «فتح» (التي ينتمي الشهيد المدهون إليها) وحماس والجهاد الإسلامي وقوى اليسار والمنظمات الأهلية التي أعلنت استنكارها. وفي حين يستمر عمل المكتب كالمعتاد، وتتوزع طواقم عمله في مناطق مختلفة من غزة، لم يتم الإفصاح عن الجهة المشتبه فيها: «لا زلنا بانتظار التحقيقات، نعتبر ما حدث رسالة واضحة لنا، لكننا مستمرون ونعمل كالعادة». لافتاً إلى أن كاميرا واحدة في المكتب المقابل التقطت زوايا للحدث «لكن يبدو أن واضع القنبلة يعلم بوجودها ونطاق تصويرها، لأنه اختار التسلل من درج لا تلتقطه الكاميرا هذه».
ـ صحيفة السفير
جورج علم :
إلاّ ان الصدمة الأدهى المرتقبة يختزلها سؤال افتراضي: ماذا يمنع فيلتمان، او غيره، من ان يكون غدا او بعده، من طلاّب الاتصال والحوار مع حزب الله»، كما هو حال الدبلوماسيّة البريطانيّة اليوم؟ بعدما أخذت إدارته السابقة فريقا واسعا من اللبنانيين الى حقل الاختبار لتغيير اتجاه البوصلة، والتأكيد منذ صدور القرار 1559 عن مجلس الأمن الدولي على ان سوريا هي العدو، وان «حزب الله هو تنظيم إرهابي» يفترض عزله ومقاطعته، فيما يشهد الواقع اليوم انقلابا بحدود 180 درجة على كل الاعتبارات السابقة، فهل يكون الأدهى ان يشهد لبنان وفريق عريض من اللبنانيين تطوّرا إيجابيّا ملموسا في العلاقات الأميركيّة ـ السوريّة تقتضيها لعبة المصالح، وعلى حساب بعض الشعارات وبعض الثوابت اللبنانية التي تؤكد الإدارة الاميركيّة حرصها عليها؟
وتأتي بوادر المصالحة السوريّة ـ السعوديّة لتضاعف من منسوب الأسئلة الافتراضيّة على مستوى كل لبنان واللبنانيين، وخصوصا على مستوى فريق 14 آذار، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: بعدما أصبح الأمير سعود الفيصل، والأمير مقرن بن عبد العزيز، والسفير فيلتمان من ندماء المجالس في دمشق، فمتى نرى رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، او رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، او رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، او غيرهم في صفوف 14 آذار، في ضيافة كبار المسؤولين في دمشق؟، أم أنه مكتوب على لبنان ان يبقى الساحة لتصفية الحسابات؟ ومكتوب على اللبنانيين ان يدفعوا الثمن دائما، أو يذهبوا «فرق عملة» التسويات والصفقات في المنطقة؟ ويأتي الجواب هذه المرّة على خلفيّة المحكمة، وعلى خلفيّة التناقضات المخيفة التي بدأت تساور انطلاقتها، بمعنى ان الغرب الأوروبي ـ الاميركي يتصرف على قاعدة أنه أدى قسطه للعلى، ووفّى بكامل وعوده والتزاماته على هذا الصعيد، وقد أبصرت النور، وأضحت حيّة ترزق، وراح في ضوء ذلك يستعيد علاقاته مع المحور السوري ـ الايراني بمعزل عن التحقيقات والنتائج التي قد تنتهي اليها، فيما بقي المعنيون بها مباشرة متشبثين بمواقعهم ومواقفهم حتى الساعة عند مستديرة التحولات الكبرى في المنطقة والعالم. فهل تأخذهم المصالحات العربيّة ـ العربيّة، إذا ما كانت جديّة ومسؤولة ومتبصّرة، الى واقع التحولات المتسارعة للتكيف معها من دون ان يكون ذلك على حساب الحقيقة؟ أم ان الحقيقة ستبقيهم أسرى في سجنها المرصود خلف بوابات الخبايا والأسرار الى حين تتوافر الظروف الدوليّة والإقليميّة المؤاتية للمحكمة كي تفرج عن خباياها ونواياها وحقائقها؟
ـ صحيفة البلد
ريف نفاع :
خوري: المحكمة ستحدث تغييراً في المنطقة
رأى النائب السابق غطاس خوري أن المحكمة الخاصة بلبنان ستحدث تغييراً أساسياً في لبنان والمنطقة وستحمي العملية السياسية التي تتعرض منذ 30 عاماً للاغتيالات مؤكداً أنهم سيعتذرون من سورية في حال برأتها المحكمة. خوري واذ اعتبر أن علاقة تيار المستقبل بحزب الله هي علاقة تهدئة وقبول بالأمر الواقع أكد أن حظوظ "14 آذار" ممتازة بالفوز في حال رصت صفوفها ولم يلجأ الفريق الآخر للسلاح.
كيف هي علاقتكم بحزب الله؟
العلاقة مبنية على ما حدده اتفاق الدوحة والذي يمنع الأطراف اللبنانية من الاحتكام الى السلاح. بعد7 حزيران سيكون هناك واقــع جديد تكرسه الانتخابات النيابية ومن يريد اللبناني أن يحكم البلادوحسب النتيجة سنقرر.
العلاقة هي علاقة تهدئة وقبول بالأمر الــواقــع ولكن هناك معادلة سيتم استنباطها اخيراً وهي مشاركة حزب الله بالحكم وموضوع سلاحه. ونحن كلبنانيين غير قادرين على بحث هذا الموضوع فليترك اذاً لتسوية اقليمية ونعيش في الداخل دون الاحتكام الى السلاح. فاللبناني يريدأن يطمئن نفسه من مسألتين السلاح في الداخل وعدم الانجرار الى حرب اقليمية لا يريدهااللبنانيون.
ـ صحيفة الأخبار
عمر نشابة :
التحقيق في اغتيال الحريري توقّف بانتظار النظام قبل المذكرة
إن تجاوز السلطات القضائية المحلية أو الدولية القواعد القانونية والمهنية في قضية اغتيال رئيس وزراء سابق يعرّض تلك السلطات للاشتباه في تورّطها بصفقات سياسية. فالقواعد القانونية والمهنية تقتضي ألا يكون المقرّبون من الضحية معنيين بتوقيف أو حراسة أو مقاضاة المشتبه فيهم، غير أن إجراءات التحقيق والمقاضاة في جريمة اغتيال الحريري تضمنت تجاوزات لتلك القواعد، ومنها الطلب من ضابط كان قد استقال من قوى الأمن الداخلي (ليشغل منصباً ضمن فريق عمل الرئيس الشهيد) لكنه عاد عن استقالته وتولّى قيادة فرع للمعلومات يقوم، من خارج القانون، بحراسة قسم خاص من السجن المركزي في رومية يعتقل فيه الموقوفون في جريمة اغتيال الحريري.فاللواءان جميل السيد وعلي الحاج والعميدان ريمون عازار ومصطفى حمدان معتقلون في السجن المركزي في رومية منذ أكثر من ثلاث سنوات للاشتباه في ضلوعهم بجريمة اغتيال الحريري. هم في عهدة المحقق العدلي القاضي صقر ضقر وبحراسة ضباط وعناصر من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي (الذي يطلق عليه البعض من خارج القانون «شعبة المعلومات»). ولا تحدّد مسوّدة مذكرة التفاهم بين الجمهورية اللبنانية ومكتب المدعي العام الدولي الجهة التي ستتحمّل مسؤولية الحفاظ على أمنهم وسلامتهم بعد انتقال الاختصاص إلى المحكمة الدولية، بما في ذلك أمن عملية نقلهم إلى لاهاي.الأمر إذاً في مهبّ الريح، وأخطر ما في ذلك عدم تحديد مسؤولية أمن انتقال الضباط، بينما يُشغَل سياسيون وقانونيون بمذكّرة لا تؤخر ولا تقدّم، في المرحلة الراهنة، من شأن التحقيق والمحاكمة، ولا يسأل أحد عن المساءلة والمحاسبة على تجاوزات الدولة لمعايير العدالة.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم :
إيران والحوار الأميركي -  السوري
ما هي فرص نجاح هذا الحوار أو بالأحرى فرص نجاح التمهيد له؟
يقول باحثون كبار في واشنطن وبعضهم غير اميركي ان قرار الحوار متخذ من الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما وان سوريا بشار الأسد ترحب به لا بل انها رحبت دائماً بالحوار مع اميركا. لكنها كانت تصرّ على تكافؤ فيه وعلى "ندّية" لا تمانع فيها مع اميركا فيما هي ترفضها مع لبنان، الأمر الذي جعلها تقطع الحوار وحتى التعاون مع الرئيس السابق جورج بوش وادارته. لكنهم يقولون في الوقت نفسه ان الحوار بين اميركا وسوريا سيكون في الواقع حوارين. احدهما، يتناول العلاقات الثنائية بين الدولتين. والآخر الصراع السوري – الاسرائيلي ومحاولة احياء عملية السلام بينهما. ويقولون ايضاً ان للجمهورية الاسلامية الايرانية دوراً بارزاً في هذا الحوار يمكن ان يسهل له سبل النجاح أو يدفعه الى هاوية الفشل. ولئلا يبقى هذا الكلام عمومياً، وخصوصاً الشق الاخير منه يلفت الباحثون انفسهم الى ان الحوار السوري – الاميركي يمكن ان يتم في حال من اثنتين لايران في كل منهما دور مهم واساسي سواء مباشرة أو مداورة. الحال الاولى، هي ان يكون الحوار مشتقاً من حوار اميركي – ايراني يفترض ان يكون بدأ أو نتيجة له. وتعني هذه الحال ان احدى اولويات الرئيس اوباما يجب ان تكون وضع استراتيجيا ايرانية لادارته. وقد تختار اميركا وفق هذه الاستراتيجية إما مواصلة سياسة السلف بوش التي اعتمدت عزل ايران أو تصعيدها وإما محاولة استكشاف امكانات عقد صفقة كبيرة معها. وطبيعي ان اوباما سيختار الحوار لأنه "اختاره" اثناء حملته الانتخابية. وفي حال نجح هذا الحوار فإن صيغة جديدة ستتكوّن وستكون صالحة لمعالجة علاقات واشنطن ودمشق. وهذا يعني ان تفاهماً ايرانياً - اميركياً لا بد ان يغطّي، الى سوريا، العراق ولبنان وعملية السلام العربية – الاسرائيلية. ويعني ايضاً ان سوريا لن تبقى في نظر اميركا شريكاً صغيراً لدولة شريرة او شيطانية (ايران) وان الطريق ستعبّد امام تسوية اميركية – سورية ورعاية اميركية لعملية "سلام" سورية – اسرائيلية.
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين :
الحريري لا يوافق جنبلاط على استدارة سياسيّة باتجاه الشيعة
قد يكون السجال القائم حول الانتخابات بين قوى الأكثرية أكثر حدّة من السجال مع فريق المعارضة، إذ إن الأمر لا يتصل فقط بحسابات المقاعد والترشيحات، بل يشمل البرنامج السياسي. وربما هي المرة الأولى منذ وقت طويل التي يتجه فيها وليد جنبلاط صوب صياغة موقف يشبه إلى حد بعيد الموقف الذي كان عليه عشية التحالف الرباعي، وليس هناك من فارق سوى مراكمات ما مرّ منذ ذلك التاريخ حتى الآن، إذ إن موقف جنبلاط من سوريا لا يزال هو ذاته، وإن كان التعبير عنه الآن أخف وطأة من السابق ولو أن سوريا لم تعد تتعامل معه كما كانت تفعل قبل أربع سنوات، وخصوصاً أن الأمور تسير باتجاه تحولات ولو بطيئة، لكنها نوعية على مستوى موقع سوريا في الحسابات الدولية والإقليمية.
وإذا كان جنبلاط يناقش الأمر مع حلفاء قبل الخصوم بشأن الموقف من التطورات الجديدة، فهو يتصرف بواقعية لا تضطره إلى القيام بتحولات كبيرة في أصل موقفه، فهو تصرّف في السابع من أيار الماضي بخلاف المبدئية الساذجة عند بعض قيادات 14 آذار، وهي غير مبنية على أصول في هذا العالم ولا على قدرات خاصة، بل مجرد اتكالية تفرض على من بيده الأمر تحمّل العواقب. فهو يومها قرر الانسحاب من المواجهة التي لن تأتي له بنتيجة حتى لو استنفر العالم كله إلى جانبه على شكل بيانات إدانة وخلافه. وهو قال يومها كلاماً لافتاً لناحية أن من الأفضل إدارة تسوية على شكل هدنة أو تهدئة تمنع تطور الأمور إلى الحدود التي يخشاها وهي عودة كاملة لسوريا إلى لبنان.ولأن جنبلاط قرأ جيداً نتائج وإشارات التحولات الجارية في المنطقة، التي ليس لها سوى عنوان واحد، هو هزيمة المشروع الذي كان في صلبه، فهو يتصرف الآن على قاعدة الحدّ من الخسارة وذلك من خلال عقد التسويات الممكنة والأقل ضرراً. وربما نجح جنبلاط في استدراج حزب الله إلى مستوى من التواصل الذي يحقق له بعض مطالبه دون أن يخفف من مستوى التعبئة لدى جمهوره الحانق على حزب الله. وهو يقدر على تحمل مساءلات من النوع الذي واجهه أخيراً في بحمدون أثناء تشييع المغدور الذي قتل على أيدي أنصار المعارضة في بيروت، إذ إنه سمع كلاماً قاسياً من شبّان وأهلين كانوا يريدون الانتقام. ومع ذلك فقد استوعب الأمر وقال إنه غير موافق على أي ردات فعل من شأنها إعادة الأمور إلى الوراء.
لكن جنبلاط الذي يعرف أن إدارة ملف بهذا الحجم تتطلب شراكة كاملة مع حليفه الأوحد في 14 آذار أي تيار «المستقبل»، يسعى في مناقشات علنية وأخرى بعيدة عن الأضواء إلى إقناع سعد الحريري بالسير معه في تسوية مع أقوى حلفاء سوريا في لبنان، وهو يسمّيه الثنائي الشيعي، وقال جنبلاط أمام من يهمّه الأمر إن تطور العلاقة مع حزب الله أمر مرهون بسوريا، وإن أي تسوية مع سوريا غير ممكنة لأن دمشق غير راغبة، ولأن قضية المحكمة لا تزال مفتوحة. لكنه قال ذلك ليقدّم مخرجاً يراه معقولاً، ويتمثل في إدارة تسوية مع الرئيس نبيه بري باعتباره الناطق الرسمي باسم التحالف الشيعي وقريباً جداً من سوريا، وإنه في حال حصول هذا الأمر فذلك سوف يخفف التوتر مع الشيعة إجمالاً ويفتح الباب أمام تسويات معقولة، دون أن يتطلب ذلك تنازلات على مستوى كل قوى المعارضة، وهو في هذه الحالة يحفظ المسافة التي تحتاج إليها قوى 14 آذار من العماد ميشال عون، ولا يفعل جنبلاط ذلك لأنه على خصومة مع عون فحسب، بل لأنه يريد تحييد هذا الخصم، وهو لا يربط الأمر بموقف مسيحيي 14 آذار، الذين لا يقيم لهم جنبلاط وزناً، ولا يزال يصرّ على موقفه من الكتائب و«القوات اللبنانية» أيضاً، وهو موقف يرغب بترجمته انسحاباً من أي تحالف انتخابي له وزنه مع هاتين القوتين، ويفضّل العمل على موجة أخرى تدعى اليوم «المستقلين» أو حلفاء رئيس الجمهورية. وهو أطلق سلسلة من الإشارات في هذا الصدد ولا سيما في دائرة بعبدا، بينما لا يُظهر ميلاً إلى إحداث أي تغيير على مستوى دائرة عاليه إلا في حالة المقايضة الجادة مع المعارضة بشأن مقعد تقليدي للوزير طلال أرسلان. إلا أن موقف جنبلاط وسلوكه لا يحل المشكلة كلها، إذ إن الحريري لا يوافقه الرأي في كل ما يقوله، فالأخير يحتاج إلى معركة مع خصم تستنفر لأجله العصبية التي يشكلها تيار «المستقبل» وليس في اليد الآن سوى حيلة التحذير من الخطر الشيعي، بينما هو لا يحتاج إلى تعبئة في الوسط المسيحي، بل ما يحتاج إليه هو الانسحاب من الخطاب السياسي والاكتفاء بصرف الأموال لحلفائه، لأنه كلما شعر المسيحيون بأنه متورّط أكثر في اللعبة الانتخابية عندهم، اشتد عصب أنصار العماد عون وغادر المترددون موقعهم باتجاه العماد عون لا باتجاه الآخرين. غير أن الحريري لا يترك موقفه عاماً أو إجمالياً من الشيعة، بل هو يرفض حتى الآن، فكرة جنبلاط لتحييد الرئيس بري، ويبدو من المواجهات الدائرة بين رئيس المجلس ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والتعبئة القائمة حول هذا العنوان ما يشير إلى أن تيار «المستقبل» قد عاد يراوده حلم إطاحة بري من موقعه الحالي، وهو لذلك يفترض أنه سوف يخوض معارك انتخابية في الدوائر الشيعية بغية إظهار قوة مخالفة لتوجهات الثنائي حزب الله ـــــ أمل، وذلك في أكثر من منطقة في لبنان. وبين تقديرات جنبلاط وتطلّعات الحريري، ثمة حاجة لانتظار التعليمات الجديدة التي سوف ترد من العواصم الإقليمية والدولية والمتعلقة بالحوار الجاري مع سوريا.
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين :
كشفت تجربة متابعة ملف التنصت إمكانات موضوعية وجدية من جانب قوى المعارضة على تحقيق نتائج أفضل بكثير مما قدّره كثيرون وبطريقة تبعث برسالة إلى الفريق الآخر بأنه يمكن المعارضة أن تقود ملفات تخص الأمن السياسي في البلاد وحاجات المواطنين بكفاءة، كما دلّت على إمكان كشف «الزعبرات» والمخالفات ونظام الاستباحة الذي اتّسمت به حركة فريق 14 آذار في المرحلة الماضية، علماً بأن في العقل القيادي لهذا الفريق من يعتقد أن الأمور لا تزال هي نفسها، وأنه يمكن تحقيق أمور في عام 2009 كأننا ما زلنا في عام 2005، وكأن مهرجان 14 شباط الأخير الذي فاجأ قادة 14 بالحضور قد محا نتائج انتفاضة 7 أيار.
وإذا كان ملف التنصت مقبلاً على جولة جديدة، فإن الإدارة القائمة له من جانب المعارضة والمتمثلة في وزير الاتصالات جبران باسيل ورئيس لجنة الاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله، تعدّ ما يلزم لحماية ما أُنجز على أكثر من صعيد، ولا سيما إلزام الجميع بالتزام القانون بمعزل عن الأهواء السياسية، حتى إن حزب الله أبدى استعداده للسير في أي لجنة تحقيق متوازنة ولو وضع فريق 14 آذار على جدول أعمالها التدقيق في كلام عن أن حزب الله يقوم بالتنصت غير الشرعي، وهو أمر ينفيه الحزب ولم يثبت لدى أي طرف محلي أو خارجي، ما عدا إسرائيل التي يعرف الخبراء أن متابعتها تحتاج إلى آليات عمل لا تقوم في مسائل داخلية.وما يعيد الاعتبار إلى هذا الملف، هو أن بعض فريق الأكثرية النيابية يرغب في تمديد المهلة المعطاة من جانب الحكومة، حتى الخامس عشر من هذا الشهر، لوقف أشكال الطلبات التي كانت تقدم سابقاً، ويتذرع الراغبون هؤلاء بأن غرفة التحكم التي بدأ العمل على إنجازها في وزارة الاتصالات قد تحتاج إلى شهرين إضافيين حتى تبدأ العمل، وتحتاج إلى خمسة شهور حتى تكون جاهزة بالكامل، وهي في أيّ حال لا يمكنها القيام بكل الأعمال كما تفترض بعض الأجهزة الأمنية. إلا أن الفترة الفاصلة سوف تشهد نوعين من النقاش:الأول يتصل بالنقاش النيابي، الذي سيجري استناداً إلى التقرير الذي أعدّه فضل الله باسم لجنة الاتصالات، والذي سيسلّم إلى الرئيس بري لإدارة الأمر من خلاله.
ويتضمن التقرير مجموعة من الخلاصات المستمدة من الاجتماعات التي عقدتها اللجنة مع وزير الاتصالات وقادة الأجهزة الأمنية والقضائية. ويخلص التقرير إلى مجموعة طلبات، بينها تأليف لجنة تحقيق برلمانية لمتابعة كل شاردة وواردة في هذا الملف، لكن التقرير لا يتجاهل حقيقة أن هناك من ارتكب المخالفات، وخصوصاً المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـــــ فرع المعلومات، والنيابة العامة التمييزيّة وبعض قضاة التحقيق ومخافر الدرك، إضافةً إلى مخالفات منسوبة إلى مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني، بينما لا تشمل الشبهة جهازي الأمن العام وأمن الدولة. ويركّز التقرير على معطيات وردت في الاجتماعات لناحية سعي البعض إلى الاستباحة العامة للحريات الفردية والشخصية والقيام بأعمال تتناقض مع القانون والسعي إلى مكافحة الجريمة والإرهاب.الثاني يتصل بالنقاش السياسي والحكومي وعلى المستوى التقني، إذ إن هناك نقاشاً يجب أن يجري بشأن دور وزيري الداخلية والدفاع في تغطية طلبات الأجهزة الأمنية من جهة، وبشأن ضرورة توفير مجلس الوزراء الدعم والتغطية لعمل وزير الاتصالات، في مجال ضبط عمل التعقب والاعتراض من خلال الغرفة القانونية، ولضبط السياق العام في آلية لا تتغير بمجرد تغيير الوزير أو خلافه.
- لجنة الاتصالات: حصر المخالفات
وفي الشق النيابي، يبدو أن لجنة الاتصالات والنائب فضل الله قد أنجزا كل ما هو مطلوب لمناقشة من يهمّه الأمر، وللدفاع عن الإيضاحات بشأن وجود مخالفات، لكن الأهم من ذلك هو أن فضل الله وما يمثل أعطى الإشارة العملية إلى الاستعداد لمتابعة عمل اللجنة القائم حالياً وعدم التراجع عنه تحت أي ظرف، باعتبار أن هذه المهمة من الوظائف المركزية للجنة الاتصالات، وهو يعمل على أساس أن للنواب مهمات تتجاوز ما يحاول البعض حصره في واجبات اجتماعية وخلافه، ما سوف ينقل الأضواء مجدداً نحو لجنة من هذا النوع، ويفترض أن يكون محفّزاً لبقية نواب المعارضة الذين يشغلون مواقع أساسية في لجان نيابية للعمل بالقوة نفسها، بمعزل عمّن هو في الحكومة أو في الوزارات المعنية. كذلك فإن آلية التعاون القائمة بين باسيل وفضل الله من شأنها تقديم نموذج عن آلية التعاون بين وزراء المعارضة ونوابها لتسجيل نقاط فارقة في المتابعة، وهو الأمر المهم تظهيره بصورة جيدة للجمهور.
وعلى حد تعبير أحد وزراء المعارضة، فإن سلوك فريق 14 آذار داخل اللجان النيابية وفي مجلس الوزراء يعكس «تورّطاً ما في أعمال مخالفة القوانين التي يمكن كشفها بسهولة، ومحاولةً لتغطية هذه المخالفات بالصراخ وبالحديث عن أن متابعة ملف التنصّت بطريقة المعارضة تعني تعطيلاً للأعمال الأمنية الخاصة بمكافحة الجريمة والإرهاب». وهو ما بدا في طريقة تصرف البعض، ولا سيما الوزير السابق مروان حمادة، الذي أطلق سلسلة من المواقف الرافضة لما صدر عن الوزير باسيل أو النائب فضل الله، وقد حاول ملء قاعة اجتماع اللجنة النيابية الموسعة بالصراخ، لكنه انسحب عندما أخرج باسيل المستندات التي تفضح حمادة والفريق الآخر، وتكشف عن الاستخدام السياسي والشخصي لأعمال التنصّت والتعقب.كذلك فإن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي كان قد تولّى التحذير من أن الضبط المقترح من وزير الاتصالات من شأنه تعطيل أعمال الأجهزة الأمنية، وصل إلى القول إن «وقف التعقب والمعلومات والـ«داتا» الكاملة يعني كشف البلد أمنياً».
لكن ريفي نفسه عاد وردّ على نفسه، إذ عندما تطرق الحديث إلى ملاحقة الجرائم، والإشارة إلى جريمة اغتيال الضابط في فرع المعلومات الشهيد وسام عيد، قال إن التحقيقات لم تصل إلى نتيجة لأن القتلة تجنّبوا استخدام الهاتف الخلوي خلال التحضير أو خلال تنفيذ الجريمة، وكانت هذه المعلومة كافية للقول لريفي من جانب الفريق الآخر إن المجرمين ربما تمنّعوا عن استخدام الهاتف في كثير من جرائمهم، وهذا دليل إضافي يؤكد أنه ليس صحيحاً الربط بين الحصول على «داتا» الاتصالات وكشف الجرائم، وهو ما دفع بالوزير باسيل إلى التنبيه من أنه يمكن حصر أعمال المراقبة والتعقب في منطقة الجريمة أو في عدد من الأرقام ولو وصل إلى ألف رقم، لكن أي شيء يحصل لا يوجب الاستباحة الكاملة. كذلك فإن المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، الذي تبيّن أنه وقّع آلاف الطلبات المرسلة إلى وزارة الاتصالات للتنفيذ، ردَّ على سؤال عن تجاوز دور وزيري الداخلية والدفاع وحصول مخالفات من قضاة تحقيق ومن مخافر، فقال إنه تحمّل مسؤولية هذه الأمور بسبب طبيعة الأحداث الأمنية التي كانت جارية في البلاد، وإنه قام بذلك بعد أحداث مخيم نهر البارد، ولكن الوزير باسيل أظهر له وللحاضرين أن آلاف الطلبات قُدّمت قبل تاريخ المعارك المذكورة. وعندما كشف باسيل بعض ما لديه وأبدى استعداده لكشف المزيد، ظهر الارتباك لدى الطرف الآخر، فكان الصراخ. لكن أكثر الأمور سخافة تلك التي تطوّع لإثارتها النائب غازي يوسف، الذي يعتقد أنه بذلك يكسب كلامه صدقية انطلاقاً من اطّلاعه السابق على ملف الاتصالات، علماً بأنه لم يكن في موقع الثقة إلّا عند الحريري الأب، ساعياً في الوقت نفسه إلى رفع الصوت عشية الانتخابات، وهو يعرف أن تعيينه في منصبه لا يحتاج إلى بطولات وهمية.إلا أن الأمر النهائي الذي يفترض أن تخرج به لجنة الاتصالات مع رئيس المجلس هو ما يتعلق بتأليف لجنة التحقيق، وهو أمر يهتم به المعنيون ارتباطاً بأن أي لجنة تحقيق يجري انتخابها من خلال تصويت الهيئة العامة، وفي مثل هذه الحالة، تلفت مصادر المعارضة إلى أنه في حال جديّة فريق 14 آذار في العمل على لجنة تحقيق تكشف كل شيء، فإن من الأفضل، لكي تُمنَح هذه اللجنة الثقة ولا تسيّس بطريقة لافتة، أن تُنتخب وفق آلية متوازنة لا أن تستغلّ الموالاة أغلبيتها النيابية وتمرّر لجنة تكون مهتمة بالتسويف وتغطية المخالفات والمخالفين فحسب، وهو ما سيكون متروكاً لرئيس المجلس النيابي الذي يقدر على ضبط الأمر، من خلال اتصالات مسبّقة تجري مع كتل 14 آذار، أو من خلال إيجاده آلية تضمن العمل والوصول إلى نتائج ولو من دون لجنة التحقيق.
ـ صحيفة الأخبار
ثائر غندور :
التعيينات الإداريّة: أزمة ثقة مع رئيس الجمهوريّة
هل تطال ارتدادات «خطأ» التشكيلات القضائيّة التعيينات الإداريّة؟ينطلق مبرّر السؤال من شعور فريق الأقليّة النيابيّة بأنه تعرّض لعمليّة «طعن في الظهر»، كما تقول بعض أوساطه. هم يُشدّدون على ضرورة إقرار التشكيلات، لكن ليس بالطريقة التي تمّ بها، ما دفع أحد المسؤولين في حزب أقليّ إلى الإجابة عن هذا السؤال بتساؤل: هل يستطيع رئيس الجمهوريّة إنضاج التعيينات بعد ما فعله في التشكيلات؟أكّدت مصادر وزارية لـ«الأخبار» أن مجلس الوزراء توافق على تجزئة التعيينات الإدارية وفقاً للأولويات الملحّة، وعلى رأسها توفير حسن سير الانتخابات. ويشير مطّلعون إلى أن وضع التعيينات الإدارية في سلة واحدة، وربطها بتعيين أعضاء المجلس الدستوري ونواب حاكم مصرف لبنان سيؤدي حكماً إلى تأجيل الأمر إلى ما بعد الانتخابات النيابية. وعلى هذا الأساس، جرى التوافق في مجلس الوزراء على ضرورة تعيين محافظين أصيلين في بيروت وجبل لبنان، ومدير عام أصيل لوزارة الداخليّة.ولفتت المعلومات إلى أن فريق الأقليّة بات حذراً جداً من هذا الموضوع، وخصوصاً أن بعض سياسيي هذا الفريق يظنون أن التيّار الوطني الحرّ سيكون الضحيّة في موضوع هذه التعيينات كما جرى سابقاً. ويستعين سياسيو هذا الفريق بحادثة المجلس الدستوري وكيف تمّ تجاوز الاتفاق الذي حصل قبل التصويت في المجلس النيابي، والتشكيلات الإداريّة، إذ تم تجاوز العونيين رغم وجود حوار سابق معهم.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية والبلديات زياد بارود كان قد تحدّث غير مرة عن أن من شروط إنجاز العملية الانتخابية بصورة سويّة استكمال التعيينات المذكورة. وهو يدفع باتجاه مناقشة الأمر في مجلس الوزراء، مع العلم بأنه يركز اتصالاته مع رئيس الجمهورية «الذي يتابع الأمر يومياً»، كما قال أحد القريبين منه، فضلاً عن التنسيق مع مختلف الأطراف السياسيين. ويشير مسؤول مطلع إلى أن وزير الداخلية يتبنى في اختيار الأسماء معياري الكفاءة وعدم استفزاز الأطراف السياسيين. ويشير المسؤول المذكور إلى ضرورة تعيين هؤلاء في أسرع وقت ممكن كي يتسنى لهم المشاركة في الإعداد للانتخابات، لكون الوزارة لا تحتاج إليهم في يوم الانتخابات وحده.
وفي شأن الأسماء المطروحة، تشير بعض المصادر، إلى أن المطران إلياس عودة أرسل لرئيس الجمهوريّة مع أحد المقرّبين منه رسالة مفادها أنه يرغب في تعيين العميد الياس الهبر محافظاً لمدينة بيروت، وهو الذي يشغل منصب المدير العام لوزارة الداخليّة بالوكالة، ويملك الحظ الأكبر في تولي هذا المنصب. كذلك طُرح اسم حبيب فاضل، نجل النائب موريس فاضل، فيما يُتَداوَل باسم المهندس غابي ليون، من مدينة زحلة ويقطن في بيروت، وقد طُرح اسمه في التداول في السابق في خلال نقاش التعيينات في عهد الرئيس إميل لحود.وفي ما يخص منصب محافظ جبل لبنان، الذي يُفترض أن يكون من الطائفة السنيّة، فللنائب وليد جنبلاط مرشّحه لهذا المنصب وهو عدنان دمياطي، محافظ جبل لبنان السابق. وقد قال جنبلاط إن ترشيحه لهذا الرجل يعود إلى كونه ظُلم سابقاً. وقالت مصادر في المعارضة الدرزيّة، إن دمياطي «صاحب كفّ نظيفة». ويُتَداوَل في الوقت عينه باسم شخص من آل تميم لشغل هذا المنصب.أمّا منصب المدير العام لوزارة الداخليّة، الذي كان يشغله عطا الله غشّام، فتُشير المعلومات إلى أن حزب الله وحركة أمل توافقا على اسم أحد العمداء المتقاعدين، ويُطرح اسم نجل العميد فايز رحّال لشغل المنصب الذي يراه نظام الـ 6 ـــ 6 مكرّر اللبناني من حصة الطائفة الشيعيّة.وتُشير المعلومات إلى نيّة رئيس الجمهوريّة طرح تعيين مدير جديد لكازينو لبنان، وهو يرغب في تعيين أحد أبناء مدينة جبيل.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد